logo
سماح الحريرى: الدراما إفراز للواقــع وليست مرآة له

سماح الحريرى: الدراما إفراز للواقــع وليست مرآة له

بوابة ماسبيرومنذ يوم واحد

أشاد الكاتب الراحل "أسامة أنور عكاشة" بموهبتها وقال عنها إن كتاباتها متميزة وجاذبة وموضوعاتها تغوص فى مجتمعنا وتناقش مشاكله.
هى الكاتبة "سماح الحريرى" واحدة من أبرز مؤلفى الدراما حاليا التى استطاعت أن تحقق نجاحات عديدة بأعمال من أبرزها "الحقيقة والسراب"، "ساحرة الجنوب" "علاقة مشروعة".. فى السطور التالية تتحدث معنا الكاتبة عن مسلسلها الجديد "حرب الجبالى" الذى يعرض حاليا ويحاكى الصراع الأزلى بين الخير والشر، كما تحدثت عن وضع الدراما الحالى وما تحتاجه لكى تتعافى من وعكتها الأخيرة.
حدثينا عن تفاصيل وأحداث مسلسل "حرب الجبالى".
"حرب الجبالى" تدور أحداثه فى إطار اجتماعى شعبى واستعراض حكايات من لحم ودم تدور أحداثها فى صراع بين الخير والشر ذلك الصراع الأزلى الذى لم ينته فهو قائم منذ بدء الخليقة، كما أن العمل به العديد من الأنماط الدرامية التى تحاول بث بعض المبادئ التى يجب أن تكون موجودة بيننا ونتحدث عنها ونعرضها فى شكل حكايات تلامس الواقع وتحاكيه ويسلط الضوء على الكثير من الصراعات والنزاعات الموجودة التى نصادفها فى حياتنا اليومية، كما أن العمل يحمل العديد من الرسائل الإنسانية وبه نزعة صوفية روحانية تتخلى الأحداث لتصنع مزيجا فنيا مختلفا.
العمل لم يستغرق وقتا طويلا سواء فى الكتابة أو التحضير والتصوير حيث بدأنا التصوير أثناء كتابة الحلقة ٢٦ من العمل وقمت باستكمال كتابة باقى الحلقات أثناء التصوير، فالعمل يندرج تحت بند الدراما المطولة حيث يبلغ عدد حلقاته ٤٥ حلقة وتم تصوير جميع المشاهد والأحداث فى لبنان ولكنه عمل مصرى مائة بالمائة ليس هناك أى أحداث لبنانية أو أى تنويه عن ذلك فهو مشاركة مصرية من أول المخرج انتهاء بجميع الفنانين المشاركين بالعمل وتم عمل ديكور الحارة التى تدور بها الأحداث بشكل متقن واحترافى.
لماذا تركز معظم أعمالك على الحارة الشعبية والدراما الاجتماعية بشكل عام؟
الدراما الاجتماعية أو الشعبية هى أساس الشعب المصرى وهويتنا العربية المعروفة التى نعتز بها دائما فهى تعبر عن الناس البسيطة التى نقابلها فى الشارع بصفة يومية نجد بينهم ابن البلد الجدع وبينهم الشرير والطيب، فهناك طبقات كثيرة وفروق إنسانية ومشاعر حياتية نستطيع التحدث عنها فى الدراما الاجتماعية ونغوص فى أعماقها وحكاياتها فأنا أحب هذه النوعية من الدراما وأراها قريبة من قلوب الناس فعندما يشاهد الجمهور الأحداث يجدها قريبة منه وقد حدثت بالفعل معه أو مع أحد أقاربه وأصدقائه فهى تعرض هموم الناس وأوجاعهم وتواسى قلوبهم وتشعرهم بالطمأنينة وتعبر عن أفراحهم أيضا.
تعاونت مع معظم أبطال العمل أكثر من مرة.. أليس هذا تكرارا؟
يشارك فى "حرب الجبالى" عدد من النجوم الكبار وكل الأسماء الموجودة مضيئة لأنها أضاءت العمل بوجودها فأنا دائما أفضل البطولة الجماعية لأنها تعطى روحا مختلفة للعمل وتتيح للكاتب الكثير من التفاصيل والأنماط الدرامية المختلفة فى إطار درامى تشويقى فقد تعاملت مع الفنان رياض الخولى فى أكثر من عمل أذكر منها "أولاد عابد" ، و"أيام" ولكن دوره فى "حرب الجبالى" مختلف تماما عن الأعمال السابقة وهذا لا يعتبر تكرارا أو أن العمل يفقد رونقه وبريقه لأن القصة والأحداث مختلفة وليست متشابهة فليس هناك مانع من تكرار التعاون مع النجم فى أكثر من عمل لأن هذا يخلق نوعا من الراحة فى التعامل والدور يصل من خلاله بطريقة احترافية مثل ما كتب على الورق، والفنان رياض الخولى ملتزم دائما ويذاكر ويتقمص الشخصية من أول يوم تصوير، أيضا نجد أن هناك فنانين آخرين لهم نفس التقدير والاحترام مثل صلاح عبدالله وسوسن بدر وانتصار فالعمل يضم توليفة مميزة من أجيال مختلفة وأيضا المخرج المتميز محمد أسامة صاحب الرؤية الإخراجية الخاصة فهناك حالة من التفاهم والنقاش المتبادل بيننا بعد تعاونا معا فى مسلسل "أيام".
هل تخيلت فنانا بعينه فى دور معين عند كتابة المسلسل؟
فى بداية الكتابة لا يمكن أن أتخيل فنانا محددا فى الشخصية التى أكتبها على الورق فهذا يقيدنى فى الكتابة ويعتبر هذا توظيف الشخصية على قدرات هذا الفنان الذى تخيلته يلعب الدور وهذا ليس مقبولا ولكنى عندما انتهى من كتابة عدد معين من الحلقات أستطيع أن أحدد الفنان حيث يتم توظيف الفنان على ما كتب فى السيناريو وليس العكس فأنا لم أكتب لفنان بعينه ولكن الشخصية على الورق هى التى تختار فنانها حيث يتم النقاش بينى وبين المخرج فى اختيار الشخصيات وعلى سبيل المثال نجد أن الفنان صلاح عبدالله هو التجسيد الحى لشخصية "الجبالى" التى ذكرتها فى السيناريو وأيضا النجم الشاب أحمد خالد صالح يقدم دورا مختلفا بعيدا تماما عن أدواره السابقة فهناك تناغم بين الشخصيات وتفاعل ومباراة تمثيلية أتمنى أن تعجب الجمهور.
فى الحقيقة هناك أعمال كثيرة معظمها جيد وناقشت قضايا مهمة شغلت الرأى العام فى الفترة الأخيرة وهناك أيضا أعمال أخرى أساءت لنا كمصريين بشكل كبير فقد اعتمدت الكثير من الأعمال على التركيز على مواطن النقص وقامت بتغطيتها وعرضها بشكل فج بحيث أصبحت جميع الأحداث تدور فى إطار سلبى وتصدير الصورة السيئة طوال الوقت من سرقة ونصب وأفعال منافية للأخلاق والعادات والتقاليد وتم التغافل عن الإيجابيات والنماذج المشرفة فى المجتمع التى لها دور فى الارتقاء والتطور المجتمعى فلابد أن يكون هناك توازن فى طرح هذه النماذج على الجمهور فهناك سلبيات كثيرة فى العديد من المجتمعات ولكن لم تعرض بهذه الصورة وبهذا المنظور السلبى.
فى رأيك.. ماهى المشاكل التى تعانى منها الدراما حاليا؟
نجد أن أولى المشاكل التى تعانى منها الدراما وأحد أسباب هبوط مستوى الكثير من الأعمال "الورق" أى السيناريو إذا صلح السيناريو صلح كل العمل وإذا فسد السيناريو وكان غير لائق وقصته ضعيفة وبها الكثير من الفجاجة والألفاظ الخادشة التى طرأت على مجتمعنا مؤخرا فسد العمل كله حتى لو كان بطله نجما معروفا وله جمهور كبير، ثانى مشكلة هى نجومية النجم أو المخرج هذه مشكلة أخرى حيث يصبح النجم هو المتحكم فى العمل فهو المركز الذى يدور فى فلكه كل عناصر العمل وهذا غير مقبول ولذلك فأنا أفضل البطولات الجماعية حتى لا أقع فى هذه المشاكل وأكون مؤلفة أفصل الشخصية على مقاس الفنان فقد تعاملت مع نجوم كبار وقامات فنية كبيرة ولم يتدخل أحد فى كتاباتى ولم أقم بتعديل كلمة فى أى سيناريو.
الدراما مرآة الواقع.. ما رأيك فى هذه المقولة؟
أرى أن الدراما ليست مرآة للواقع ولكنها إفراز للواقع وتعبر عن الواقع بشكل من الأشكال وليست مرآة له أو مطابقة له وإلا هذا سوف يقيدنا فى الكتابة ولا يعطى لنا مساحة للإبداع والابتكار لموضوعات جديدة تكشف جوانب معينة فى الواقع فلابد من وجود حس إبداعى ودرامى فى العمل فليس كل ما يحدث فى المجتمع يتم تسجيله وعرضه كما هو، فعندما أقوم بكتابة عمل معين فأنا لا أقتبس أحداثى من الواقع أو أشخاص حقيقيين ولكن من وحى الخيال ولا أنكر أن هناك أحداثا وحكايات واقعية تحدث زخما بداخلى يخرج أثناء الكتابة ويصنع حالة درامية مختلفة.
هل ترين أن الدراما قادرة على تغيير الواقع والمساهمة فى حل مشكلات المجتمع؟
أرى أن دور الدراما الأساسى هو العمل على تغيير وتعديل جوانب كثيرة من الواقع لأنها تحدث نوعا من أنواع الإثارة وتسلط الضوء على مشكلة مؤرقة فتحرك الجهات المسئولة على حلها وهذا يتوقف على مدى الاستجابة، فالدراما لها دور كبير فى هذا ولا يمكن إغفاله فنجد أن مسلسل لام شمسية كان له دور فى كشف الستار عن قضية مهمة وجعل الآباء والأمهات يركزون أكثر مع أولادهم فعندما عرض العمل أحدث صدى كبيرا وكشف عن قضية شائكة مسكوت عنها والكثير لا يتحدث عنها، فعندما كتبت مسلسل القاصرات وناقشنا زواج الفتيات الصغار أذكر وقتها تحرك المركز القومى للمرأة وسن قوانين معينة حدد من خلالها سن الزواج القانونى وهو ١٨ عاما وكان وقتها العمل الوحيد الذى تناول هذه الفكرة فكل عمل يناقش قضية رأى عام يساعد فى تغيير الواقع، كما ناقشنا الزواج العرفى من خلال دراما الحقيقة والسراب.
ما هى الروشتة التى تنصحين بها للارتقاء بمستوى الدراما؟
الاهتمام بالكتابة أولا فلابد أن يكون الورق أو السيناريو هو المتحكم الأول والأخير فى العملية الدرامية ولا يقع تحت سطوة النجم فيتحكم فى تفاصيله ويشكله كما يريد فهناك فنانون كبار قدموا أدوارا سيئة لا تليق بتاريخهم الفنى الطويل وذلك نظرا للورق المكتوب فالفنان ماهو إلا تجسيد لما هو مكتوب وأيضا المخرج فهو يترجم ما كتب فى السيناريو فى شكل صوت وصورة، إذن المتحكم الرئيسى والأساسى هو السيناريو فإذا أختير الورق والقصة بشكل محترف فالسيناريو الجيد له الأولوية فى الظهور على الشاشة، فالمؤلف هو المسئول الوحيد عن تطور الدراما وزيادة وعيها والمساهمة بشكل كبير فى حل المشكلات التى تطرأ على مجتمعنا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دنيا المصرى: العمل مع النجــوم الكبـار له مذاق خـاص
دنيا المصرى: العمل مع النجــوم الكبـار له مذاق خـاص

بوابة ماسبيرو

timeمنذ يوم واحد

  • بوابة ماسبيرو

دنيا المصرى: العمل مع النجــوم الكبـار له مذاق خـاص

سعيدة بعرض «حرب الجبالى» بعد تأجيله ثلاث سنوات ظهرت فى العديد من الأدوار التى استحسنها الجمهور، فتابعها عن قرب، وانتهزت هى الفرصة وتمسكت بها، فلفتت الانتباه إليها. نتحدث عن الفنانة "دنيا المصرى" التى تعود إلى دراما الأوف سيزون من خلال مشاركتها فى مسلسل "حرب الجبالى" والتى عبرت عن سعادتها بعرضه بعد تأجيله ثلاث سنوات حيث تحدثت عن دورها وكواليس العمل وتفاصيل جديدة نعرفها منها فى هذا الحوار. ما الذى جذبك للمشاركة فى مسلسل "حرب الجبالى"؟ "حرب الجبالى" يعتبر ملحمة درامية يتوافر فيها كل عوامل الجذب التى لا تقاوم ولا يمكن رفضها حيث هناك أعمال تجذبك حتى من اسمها وتحمسك كثيرا لمعرفة تفاصيلها، فأول ما جذبنى للمشاركة فى العمل القصة أو السيناريو الذى يحكى الكثير من الحكايات العائلية والأسرية وما تعانيه من صراعات ونزاعات توضح من خلالها ما يكمن داخل النفوس البشرية فكل نفس تخفى بداخلها العديد من المشاعر والأحاسيس سواء كانت خيرا أو شرا، فالعمل يتطرق لنقاط الضعف عند الكثير من الشخصيات التى يتحدث عنها العمل ويشرح بالتفصيل كيفية تعامل كل شخصية فى مواجهة الشر والطمع عند الإنسان، فالشر فى "حرب الجبالى" من نوع خاص سوف نراه من خلال الأحداث. حدثينا عن تفاصيل الشخصية التى تقدمينها خلال الأحداث؟ تدور أحداث العمل فى إطار اجتماعى شعبى حيث يستعرض الحارة المصرية والمناطق الشعبية التى تعيش على الأصول واحترام الآخرين وبها الكثير من القيم والمبادئ ويستعرض الروح الأخوية التى تسود بين الجيران وأهل المنطقة الواحدة، فهو دراما إنسانية تغوص فى أعماق النفس البشرية وما تحمله من خير وشر وأحقاد من خلال حرب الجبالى والعمل قائم على المواقف والأزمات التى يقابلها "حرب" وهى الشخصية التى يجسدها أحمد رزق، حيث أجسد دور شقيقته وابنة الفنانة سوسن بدر والفنان صلاح عبدالله والتى تمر بالكثير من المواقف والمشاكل بينها وبين أخيها على الكثير من الأمور فى إطار طبيعى تجسيدى لمثل هذه الأمور بين الأشقاء وما يحدث بينهما من خلافات لأسباب مختلفة مثل الغيرة والميراث وغيرهما من الظروف الحياتية التى يواجهها أى إنسان. كيف كان استعدادك لهذه الشخصية؟ العمل به الكثير من التفاصيل والأحداث التى يشتد بها الصراع بين عائلتين تنافسان بعضهما البعض فى منطقة شعبية ومحاولة فرض سيطرة كل منهما واستغلال نفوذه فى المضاربة من خلال سوق العمل والمنافسة بينهما حيث يحاول حرب التصدى لهذه المواجهات، أما أنا فشخصيتى يغلب عليها النفعية والطمع أحيانا رغم حبها لأخيها ولكن هناك غيرة بينهما تظهر مع تصاعد الأحداث فقد قدمت مثل هذه الشخصيات التى تحمل الكثير من المشاعر المتناقضة التى تتصف ببعض الشر الذى لم يظهر إلا فى أوقات معينة وتظهر عكس ما تبطن أحيانا لكى تحصل على ما تريد من مصالح ومنافع تعود عليها بالنفع والتى تتعارض أحيانا مع أخيها، فكل هذه الأشياء كان لها استعداد خاص لأنها متناقضة المشاعر والانفعالات ولا تسير على خط درامى ثابت ولكن بها الكثير من التفاصيل والمشاعر الصامتة التى لاتبديها مع طريقة الكلام واستايل الملابس فنجد "كاركتر متكاملا" فنيا به العديد من المفارقات. تقدمين دور الفتاة الشعبية كثيرا.. ألا تخشى التكرار؟ أميل بطبعى وباختياراتى إلى الدراما الاجتماعية والإنسانية البسيطة غير المتكلفة والمبالغ فيها فهى دائما ما تعلق فى أذهان الجمهور وتدوم فى الذاكرة لمدة طويلة لأنها لامست مشاعرهم وأحاسيسهم وجذبتهم للمتابعة ورآها قريبة فى أحداثها من حياته اليومية والمواقف التى تعرض لها سواء صراع الأشقاء أو الجيران، فقد قدمت شخصيات كثيرة ومن طبقات مختلفة ولكن تستهوينى دائما الفتاة الشعبية بنت البلد الجدعة بكل أنماطها وتفاصيلها فهى قماشة واسعة بعيدة عن التكرار لأنها تقدم من جوانب كثيرة وشخصيات مختلفة عكس الطبقات الارستقراطية محدودة المحتوى والتقديم وتسير على خط درامى مستقيم. يعتبر العمل مباراة تمثيلية بين أجيال مختلفة.. كيف كانت كواليس هذه المباراة؟ بالفعل يضم العمل الكثير من النجوم بمختلف الأجيال وهذا ما يميزه ويجعل له مذاقا خاصا ومختلفا لأنه يعرض الكثير من الخبرات والتجارب الفنية الكثيرة فكل فنان مشارك فى العمل له تاريخ كبير فى الدراما والسينما وأساتذة كبار، فكل واحد كان له بصمة واضحة فى العمل خاصة أن العمل يعتبر من الأعمال المطولة ٤٥ حلقة فهذا أعطى مساحة كبيرة من الإبداع والابتكار، فقد تعاملت مع النجمة الكبيرة سوسن بدر سابقا فى البيت الكبير فهى نجمة كبيرة أعطت للدراما كثيرا وتعلمنا منها الكثير على المستوى الفنى والشخصى فمعظم الفنانين قد شاركت معهم من قبل حيث كانت الكواليس أسرية وعائلية بشكل كبير وهذا أكثر ما يميز الأعمال الاجتماعية أنها تضفى روحا مختلفة للعمل وكواليسه أيضا. ما أسباب تأجيل العمل أكثر من ثلاث سنوات؟ لقد انتهينا من التصوير منذ فترة طويلة ما يقرب من ثلاث سنوات تقريبا حيث كان تصوير جميع المشاهد فى "لبنان" فى أحد ديكورات الحارة الشعبية المقررة أن تدور أحداث العمل بداخلها لأن الصراع والخلاف يدور فى مكان واحد وفرض السطوة على هذا حيث تتصاعد الأحداث بشكل سريع لأن العمل يشارك به الكثيرمن النجوم ولكل نجم قصة وحكاية، فالعمل عبارة عن الكثير من الحكايات والحواديت النفسية التى يعرضها فى إثارة وتشويق، وتم تأجيله أكثر من مرة لظروف خاصة بالجهة الإنتاجية إلى أن قررت عرضه هذه الأيام. هل تعتقدين أن عرضه بعيدا عن الماراثون الرمضانى يضمن له النجاح؟ العمل الجيد يثبت نفسه فى أى موسم يعرض فيه سواء الماراثون الرمضانى أو الأوف سيزون فهذا ليس شرطا أساسيا لنجاح العمل وإنما السيناريو الجيد والقصة المتنوعة غير المتكررة والإخراج الذى يترجم كل هذه المكونات التى يصنع منها وجبة درامية متكاملة تستطيع أن تضيف لنوعية الدراما الاجتماعية القريبة من الجمهور فكل هذا يعد من عوامل نجاح العمل، وأرى أن حرب الجبالى توافرت فيه كل هذه العناصر حيث جاءت القصة التى كتبتها المؤلفة الرائعة التى أعتبرها خبيرة الأعمال الإنسانية المتجددة دائما سماح الحريرى والرؤية الإخراجية المميزة مع المخرج محمد أسامة ومع وجود كل هذا أتمنى أن يحقق النجاح المطلوب ويحوز على إعجاب المشاهدين. شاركت فى دراما رمضان والأوف سيزون.. أيهما تفضلين؟ لكل موسم رونق ومذاق خاص حيث نجد أن الماراثون الرمضانى مازال محتفظا بالكثير من العادات والتقاليد التى اعتدنا عليها فهو الموسم الأشهر والأضخم إنتاجيا حيث يوجد به الكثير من الأعمال، أما الأوف سيزون فقد أصبح موسما آخر لعرض الأعمال الدرامية التى لم تلحق بالسباق الرمضانى فهو بمثابة فرصة أخرى لعرض العمل نظرا للضغط الشديد الذى يواجه الكثير من صناع العمل فى التصوير وأنهم لم ينتهوا من التصوير للعرض فى رمضان ولذلك يلجأون إلى عرضه فى الأوف سيزون فقد قدمت أعمالا كثيرة فى رمضان حققت نجاحا كبيرا منها حق عرب، ضرب نار والكثير من الأعمال وأيضا فى الأوف سيزون فهذا الأمر لا يشغلنى كثيرا لأن الجمهور واحد وموجود دائما الأهم من ذلك هو نوعية الأدوار التى أختارها وأقدمها لأكون عند حسن ظن الجمهور ويرانى بشكل مختلف فى كل عمل أشارك فيه.

سماح الحريرى: الدراما إفراز للواقــع وليست مرآة له
سماح الحريرى: الدراما إفراز للواقــع وليست مرآة له

بوابة ماسبيرو

timeمنذ يوم واحد

  • بوابة ماسبيرو

سماح الحريرى: الدراما إفراز للواقــع وليست مرآة له

أشاد الكاتب الراحل "أسامة أنور عكاشة" بموهبتها وقال عنها إن كتاباتها متميزة وجاذبة وموضوعاتها تغوص فى مجتمعنا وتناقش مشاكله. هى الكاتبة "سماح الحريرى" واحدة من أبرز مؤلفى الدراما حاليا التى استطاعت أن تحقق نجاحات عديدة بأعمال من أبرزها "الحقيقة والسراب"، "ساحرة الجنوب" "علاقة مشروعة".. فى السطور التالية تتحدث معنا الكاتبة عن مسلسلها الجديد "حرب الجبالى" الذى يعرض حاليا ويحاكى الصراع الأزلى بين الخير والشر، كما تحدثت عن وضع الدراما الحالى وما تحتاجه لكى تتعافى من وعكتها الأخيرة. حدثينا عن تفاصيل وأحداث مسلسل "حرب الجبالى". "حرب الجبالى" تدور أحداثه فى إطار اجتماعى شعبى واستعراض حكايات من لحم ودم تدور أحداثها فى صراع بين الخير والشر ذلك الصراع الأزلى الذى لم ينته فهو قائم منذ بدء الخليقة، كما أن العمل به العديد من الأنماط الدرامية التى تحاول بث بعض المبادئ التى يجب أن تكون موجودة بيننا ونتحدث عنها ونعرضها فى شكل حكايات تلامس الواقع وتحاكيه ويسلط الضوء على الكثير من الصراعات والنزاعات الموجودة التى نصادفها فى حياتنا اليومية، كما أن العمل يحمل العديد من الرسائل الإنسانية وبه نزعة صوفية روحانية تتخلى الأحداث لتصنع مزيجا فنيا مختلفا. العمل لم يستغرق وقتا طويلا سواء فى الكتابة أو التحضير والتصوير حيث بدأنا التصوير أثناء كتابة الحلقة ٢٦ من العمل وقمت باستكمال كتابة باقى الحلقات أثناء التصوير، فالعمل يندرج تحت بند الدراما المطولة حيث يبلغ عدد حلقاته ٤٥ حلقة وتم تصوير جميع المشاهد والأحداث فى لبنان ولكنه عمل مصرى مائة بالمائة ليس هناك أى أحداث لبنانية أو أى تنويه عن ذلك فهو مشاركة مصرية من أول المخرج انتهاء بجميع الفنانين المشاركين بالعمل وتم عمل ديكور الحارة التى تدور بها الأحداث بشكل متقن واحترافى. لماذا تركز معظم أعمالك على الحارة الشعبية والدراما الاجتماعية بشكل عام؟ الدراما الاجتماعية أو الشعبية هى أساس الشعب المصرى وهويتنا العربية المعروفة التى نعتز بها دائما فهى تعبر عن الناس البسيطة التى نقابلها فى الشارع بصفة يومية نجد بينهم ابن البلد الجدع وبينهم الشرير والطيب، فهناك طبقات كثيرة وفروق إنسانية ومشاعر حياتية نستطيع التحدث عنها فى الدراما الاجتماعية ونغوص فى أعماقها وحكاياتها فأنا أحب هذه النوعية من الدراما وأراها قريبة من قلوب الناس فعندما يشاهد الجمهور الأحداث يجدها قريبة منه وقد حدثت بالفعل معه أو مع أحد أقاربه وأصدقائه فهى تعرض هموم الناس وأوجاعهم وتواسى قلوبهم وتشعرهم بالطمأنينة وتعبر عن أفراحهم أيضا. تعاونت مع معظم أبطال العمل أكثر من مرة.. أليس هذا تكرارا؟ يشارك فى "حرب الجبالى" عدد من النجوم الكبار وكل الأسماء الموجودة مضيئة لأنها أضاءت العمل بوجودها فأنا دائما أفضل البطولة الجماعية لأنها تعطى روحا مختلفة للعمل وتتيح للكاتب الكثير من التفاصيل والأنماط الدرامية المختلفة فى إطار درامى تشويقى فقد تعاملت مع الفنان رياض الخولى فى أكثر من عمل أذكر منها "أولاد عابد" ، و"أيام" ولكن دوره فى "حرب الجبالى" مختلف تماما عن الأعمال السابقة وهذا لا يعتبر تكرارا أو أن العمل يفقد رونقه وبريقه لأن القصة والأحداث مختلفة وليست متشابهة فليس هناك مانع من تكرار التعاون مع النجم فى أكثر من عمل لأن هذا يخلق نوعا من الراحة فى التعامل والدور يصل من خلاله بطريقة احترافية مثل ما كتب على الورق، والفنان رياض الخولى ملتزم دائما ويذاكر ويتقمص الشخصية من أول يوم تصوير، أيضا نجد أن هناك فنانين آخرين لهم نفس التقدير والاحترام مثل صلاح عبدالله وسوسن بدر وانتصار فالعمل يضم توليفة مميزة من أجيال مختلفة وأيضا المخرج المتميز محمد أسامة صاحب الرؤية الإخراجية الخاصة فهناك حالة من التفاهم والنقاش المتبادل بيننا بعد تعاونا معا فى مسلسل "أيام". هل تخيلت فنانا بعينه فى دور معين عند كتابة المسلسل؟ فى بداية الكتابة لا يمكن أن أتخيل فنانا محددا فى الشخصية التى أكتبها على الورق فهذا يقيدنى فى الكتابة ويعتبر هذا توظيف الشخصية على قدرات هذا الفنان الذى تخيلته يلعب الدور وهذا ليس مقبولا ولكنى عندما انتهى من كتابة عدد معين من الحلقات أستطيع أن أحدد الفنان حيث يتم توظيف الفنان على ما كتب فى السيناريو وليس العكس فأنا لم أكتب لفنان بعينه ولكن الشخصية على الورق هى التى تختار فنانها حيث يتم النقاش بينى وبين المخرج فى اختيار الشخصيات وعلى سبيل المثال نجد أن الفنان صلاح عبدالله هو التجسيد الحى لشخصية "الجبالى" التى ذكرتها فى السيناريو وأيضا النجم الشاب أحمد خالد صالح يقدم دورا مختلفا بعيدا تماما عن أدواره السابقة فهناك تناغم بين الشخصيات وتفاعل ومباراة تمثيلية أتمنى أن تعجب الجمهور. فى الحقيقة هناك أعمال كثيرة معظمها جيد وناقشت قضايا مهمة شغلت الرأى العام فى الفترة الأخيرة وهناك أيضا أعمال أخرى أساءت لنا كمصريين بشكل كبير فقد اعتمدت الكثير من الأعمال على التركيز على مواطن النقص وقامت بتغطيتها وعرضها بشكل فج بحيث أصبحت جميع الأحداث تدور فى إطار سلبى وتصدير الصورة السيئة طوال الوقت من سرقة ونصب وأفعال منافية للأخلاق والعادات والتقاليد وتم التغافل عن الإيجابيات والنماذج المشرفة فى المجتمع التى لها دور فى الارتقاء والتطور المجتمعى فلابد أن يكون هناك توازن فى طرح هذه النماذج على الجمهور فهناك سلبيات كثيرة فى العديد من المجتمعات ولكن لم تعرض بهذه الصورة وبهذا المنظور السلبى. فى رأيك.. ماهى المشاكل التى تعانى منها الدراما حاليا؟ نجد أن أولى المشاكل التى تعانى منها الدراما وأحد أسباب هبوط مستوى الكثير من الأعمال "الورق" أى السيناريو إذا صلح السيناريو صلح كل العمل وإذا فسد السيناريو وكان غير لائق وقصته ضعيفة وبها الكثير من الفجاجة والألفاظ الخادشة التى طرأت على مجتمعنا مؤخرا فسد العمل كله حتى لو كان بطله نجما معروفا وله جمهور كبير، ثانى مشكلة هى نجومية النجم أو المخرج هذه مشكلة أخرى حيث يصبح النجم هو المتحكم فى العمل فهو المركز الذى يدور فى فلكه كل عناصر العمل وهذا غير مقبول ولذلك فأنا أفضل البطولات الجماعية حتى لا أقع فى هذه المشاكل وأكون مؤلفة أفصل الشخصية على مقاس الفنان فقد تعاملت مع نجوم كبار وقامات فنية كبيرة ولم يتدخل أحد فى كتاباتى ولم أقم بتعديل كلمة فى أى سيناريو. الدراما مرآة الواقع.. ما رأيك فى هذه المقولة؟ أرى أن الدراما ليست مرآة للواقع ولكنها إفراز للواقع وتعبر عن الواقع بشكل من الأشكال وليست مرآة له أو مطابقة له وإلا هذا سوف يقيدنا فى الكتابة ولا يعطى لنا مساحة للإبداع والابتكار لموضوعات جديدة تكشف جوانب معينة فى الواقع فلابد من وجود حس إبداعى ودرامى فى العمل فليس كل ما يحدث فى المجتمع يتم تسجيله وعرضه كما هو، فعندما أقوم بكتابة عمل معين فأنا لا أقتبس أحداثى من الواقع أو أشخاص حقيقيين ولكن من وحى الخيال ولا أنكر أن هناك أحداثا وحكايات واقعية تحدث زخما بداخلى يخرج أثناء الكتابة ويصنع حالة درامية مختلفة. هل ترين أن الدراما قادرة على تغيير الواقع والمساهمة فى حل مشكلات المجتمع؟ أرى أن دور الدراما الأساسى هو العمل على تغيير وتعديل جوانب كثيرة من الواقع لأنها تحدث نوعا من أنواع الإثارة وتسلط الضوء على مشكلة مؤرقة فتحرك الجهات المسئولة على حلها وهذا يتوقف على مدى الاستجابة، فالدراما لها دور كبير فى هذا ولا يمكن إغفاله فنجد أن مسلسل لام شمسية كان له دور فى كشف الستار عن قضية مهمة وجعل الآباء والأمهات يركزون أكثر مع أولادهم فعندما عرض العمل أحدث صدى كبيرا وكشف عن قضية شائكة مسكوت عنها والكثير لا يتحدث عنها، فعندما كتبت مسلسل القاصرات وناقشنا زواج الفتيات الصغار أذكر وقتها تحرك المركز القومى للمرأة وسن قوانين معينة حدد من خلالها سن الزواج القانونى وهو ١٨ عاما وكان وقتها العمل الوحيد الذى تناول هذه الفكرة فكل عمل يناقش قضية رأى عام يساعد فى تغيير الواقع، كما ناقشنا الزواج العرفى من خلال دراما الحقيقة والسراب. ما هى الروشتة التى تنصحين بها للارتقاء بمستوى الدراما؟ الاهتمام بالكتابة أولا فلابد أن يكون الورق أو السيناريو هو المتحكم الأول والأخير فى العملية الدرامية ولا يقع تحت سطوة النجم فيتحكم فى تفاصيله ويشكله كما يريد فهناك فنانون كبار قدموا أدوارا سيئة لا تليق بتاريخهم الفنى الطويل وذلك نظرا للورق المكتوب فالفنان ماهو إلا تجسيد لما هو مكتوب وأيضا المخرج فهو يترجم ما كتب فى السيناريو فى شكل صوت وصورة، إذن المتحكم الرئيسى والأساسى هو السيناريو فإذا أختير الورق والقصة بشكل محترف فالسيناريو الجيد له الأولوية فى الظهور على الشاشة، فالمؤلف هو المسئول الوحيد عن تطور الدراما وزيادة وعيها والمساهمة بشكل كبير فى حل المشكلات التى تطرأ على مجتمعنا.

انتصار: عايشة بحب الجمهور.. والكوميديـا بيتـى الأول
انتصار: عايشة بحب الجمهور.. والكوميديـا بيتـى الأول

بوابة ماسبيرو

timeمنذ يوم واحد

  • بوابة ماسبيرو

انتصار: عايشة بحب الجمهور.. والكوميديـا بيتـى الأول

«صقر وكناريا» تجربة فريدة مع محمد إمام وشيكو نضجت موهبتها، ولمع نجمها فى الفترة الأخيرة، وأصبحت كوميديانة من الدرجة الأولى، بأداء تمثيلى متميز وحس كوميدى مختلف، فحجزت مكانة كبيرة فى قلوب جماهير السينما والدراما، جسدت شخصيات متنوعة وفريدة، مما جعلها تميمة الحظ لنجاح كل عمل تشارك فيه. إنها الفنانة انتصار، التى تتألق من جديد فى دراما الأوف سيزون فى مسلسل «حرب الجبالى» بعد نجاحها الكبير فى الماراثون الرمضانى الماضى، وإشادات واسعة وردود فعل قوية عن دورها فى مسلسلى «إش إش» و«٨٠ باكو»، تحدثت عن دورها وكواليس العمل ومشاريعها الفنية القادمة فى هذا الحوار.. تعودين إلى دراما الأوف سيزون فى دراما «حرب الجبالى»، كيف ترين هذه العودة؟ انتهينا من تصوير «حرب الجبالى» منذ فترة طويلة، وجرى تأجيل عرضه أكثر من مرة من جهة الإنتاج المسئولة، حتى جاء وقت عرضه هذه الأيام، خارج الموسم الرمضانى، وهذا هو التوقيت المناسب لعرضه، لأنه عمل مهم وقوى، وبه تفاصيل فنية ودرامية، تجعله واحداً من أبرز الأعمال الدرامية المطولة، ويحتاج وقتاً متفرداً للاستمتاع بهذه المباراة التمثيلية، والحواديت الإنسانية التى يتحدث عنها، ليتعايش الجمهور معها، فهو محطة مهمة فى الدراما الاجتماعية والإنسانية التى يتأثر بها الجمهور ويحبها، لأنها تعبر عن حياته البسيطة وواقعه، من أفراح وأحزان. والمشاركة فى هذا العمل واجبة، ومسئولية الفنان التعبير عن هذه المشاعر، وتوصيلها بشكل مختلف وبسيط. ما الذى حمسك للمشاركة فى هذا المسلسل؟ أكثر ما حمسنى وجذبنى بشدة هو القصة والأحداث، فقد رأيت فيها عوامل جذب كثيرة، ومتعة فنية من نوع خاص، جعلتنى لا أتردد فى قبول الدور. كما أقدم شخصية جديدة ومختلفة عن ما قدمته سابقاً، وخاصة فى الماراثون الرمضانى، حتى لا يمل المشاهد من رؤيتى فى أكثر من دور، ولا أقع فى التكرار، فهو فخ خطر على الفنان، ويؤثر بشكل كبير على قبوله ومصداقيته عند المشاهد، كما أن العمل يضم كوكبة كبيرة من الفنانين الكبار، بعضهم تعاونت معهم قبل ذلك، وبعضهم أول مرة وسعدت بالتعاون معه فى هذا العمل، الذى أعطانى هذه الفرصة مع قامات وكوادر درامية عظيمة لا تتكرر، فهم فخر للدراما المصرية، وقدموا الكثير من الأعمال المحفورة فى ذاكرة الجمهور. تقدمين فى المسلسل شخصية زهرة.. فهل كان لها استعداد خاص؟ زهرة تمثل شريحة كبيرة من السيدات فى مجتمعنا، فهى أم ولديها ابنة، تجسد شخصيتها الفنانة نسرين أمين، ومتزوجة من «حرب الجبالى»، الذى تدور حوله الكثير من الصراعات والأزمات مع عائلة أخرى، ومحاولة كل منهما السيطرة على الآخر، وفرض نفوذه وسطوته. وتدخل زهرة هذه الدائرة الشائكة، وتكون جزءًا من هذا الصراع، وتمر بالكثير من المواقف والأزمات، بسبب ما تفعله ابنتهما. كان للشخصية استعدادات وتحضيرات بالاتفاق والتنسيق مع المخرج محمد أسامة، لمعرفة الخطوط العريضة كى تظهر ملامح الأم البسيطة، المغلوبة على أمرها أحياناً، والقوية أحياناً أخرى، وتطلبت مشاعر وأحاسيس متناقضة، وأعتبرها مغامرة، فعندما أقدم دوراً جديداً أتحدى نفسى فيه، وأبذل مجهوداً كبيراً لكى أنتقل بالشخصية إلى أعلى مستويات التقمص والتشخيص، وأتعايش معها بعزيمة وإصرار، حتى أصل بها للنجاح المطلوب، وتنال إعجاب الجمهور. ألم يزعجك تقديم دور والدة نسرين أمين رغم تقارب العمر بينكما؟ لم يزعجنى، ولم أفكر فيه بهذا الشكل، فأنا مؤمنة أن الفنان يستطيع تجسيد العديد من الأدوار، ويتقمص الكثير من الشخصيات، طالما يخدم السياق الدرامى ويفيد الحبكة، فهناك العديد من النجوم الكبار قدموا أدواراً لشخصيات كبيرة السن وهم شباب، باستخدام المكياج، وحققوا نجاحاً كبيراً، وكذلك أدوار الأم، فهناك نماذج كثيرة قدمت فى السينما والدراما وكان بها فروق عمرية كبيرة، ولم يلاحظها أحد، لموهبة ومهارة الفنان فى التقمص وتوصيل الإحساس المطلوب. وبالنسبة لى، سبق أن قدمت الماراثون الماضى دور والدة «إش إش»، التى جسدتها الفنانة مى عمر، وحقق الدور نجاحاً كبيراً. فالفنان لديه مقومات تؤهله لتجسيد أى شخصية أو دور. كيف كانت الكواليس؟ صورنا العمل بأكمله فى لبنان، وكان هذا ما يميز الكواليس، فقد كنا نشعر بأجواء أسرية مختلفة ومميزة، وخاصة أننا بعيدون عن بلدنا، وهذا ما زاد بيننا العشرة والمودة والمحبة، فكنا نجتمع جميعاً صباحاً نتناول الإفطار، ثم نذهب لاستكمال التصوير، فقد شعرنا بأننا أسرة واحدة كما نظهر على الشاشة. وأكثر ما ميز تلك الكواليس وسعدت به على المستوى الشخصى والفنى، أننى لأول مرة أتقابل مع الفنانة الكبيرة فردوس عبدالحميد، وسعيدة بالتعاون معها فى «حرب الجبالى»، فقد أمتعتنا بالكثير من الأعمال الخالدة فى قلوبنا وذاكرتنا، فهى فنانة قديرة، وإنسانة جميلة قلباً وقالباً. وكذلك الفنان الراحل أشرف عبدالغفور الذى حالفنا الحظ بالتعاون معه فى هذا العمل، لنتذكره جميعاً بكل الحب والتقدير، فقد كان فناناً كبيراً وإنساناً عظيماً بمعنى الكلمة. فكانت كواليس مختلفة عن أى كواليس أخرى، لوجود هذه القامات. كيف كان شعورك أثناء تكريمك فى أكثر من مناسبة عن أعمالك فى الماراثون الرمضانى الماضى؟ كنت فى قمة السعادة والامتنان، وكل الشكر لجمهورى العزيز الغالى، فأنا «عايشة بحب الجمهور»، فلا قيمة للفنان بدون حب الجمهور، فهو الداعم الأساسى لى، ويدفعنى دائماً للأمام، وأحب أن أقدم له الكثير من الأعمال التى تنال إعجابه، وتلمس قلبه، وتعبر عن مشاعره وهمومه أيضاً. قد حصلت على جائزتين، واحدة من النقاد والثانية من الجمهور، عن دورى فى «٨٠ باكو» و«إش إش»، إضافة لتكريمى فى مهرجان المركز الكاثوليكى الدورة ٧٣، وتكريم فى المغرب على مجمل أعمالى، فهذا فضل كبير من الله الذى منَّ علىَّ بحب الجمهور، وأتمنى أن أكون عند حسن ظنه دائماً، وأعتبر رمضان ٢٠٢٥ وش السعد علىَّ لمشاركتى فى أعمال مختلفة تركت بصمة مع الجمهور. شاركت فى أكثر من عمل درامى، كيف رصدت ردود الفعل حولها؟ ردود الفعل جاءت غير متوقعة، وأعطتنى الكثير من التفاؤل والمزيد من التحدى والمثابرة، ودفعة قوية للأمام، وأثبتت لى أن المشاهد أصبح أكثر وعياً وتذوقاً، وأنه «يشجع الدور الحلو»، ولديه حس فنى يجعله يقيّم وينتقى الأعمال التى يتابعها. جاءتنى الكثير من المباركات والإشادات بشخصية «لولا» فى «٨٠ باكو»، والجمهور كان يريد أن يكون العمل أكثر من ١٥ حلقة، وطالبوا بجزء آخر منه، لإعجابهم بالحدوتة البسيطة وعرض تفاصيل كثيرة عن حياة العاملات فى مراكز التجميل، بمنتهى البساطة والإتقان، وأيضاً شخصية «إخلاص كابوريا» الراقصة المظلومة، تعاطف معها كثيرون، وتفاعل معها رواد السوشيال ميديا، ورغم أن الكوميديا بيتى الأول، وعشقى الذى لا ينتهى، فأنا سعيدة بالتنوع والتجديد فى أدوارى، وبالأعمال التراجيدية الاجتماعية القريبة من الناس. كيف وجدت التعاون مع النجم محمد إمام فى فيلم «صقر وكناريا»؟ محمد إمام فنان موهوب، ويحمل جينات فنية وكاريزما ثابتة لا ينافسه أحد عليها، ويمتلك الكثير من الأدوات التى جعلت منه نجماً كبيراً رغم صغر سنه، فأنا سعيدة بالتعاون معه فى «صقر وكناريا»، وهو عمل يجمعه لأول مرة بالفنان «شيكو»، فهى تجربة كوميدية مميزة وفريدة من نوعها، لأن بها نجوم كوميديا أثبتوا جدارتهم وموهبتهم فى أعمال كوميدية وأكشن أيضاً، وأقدم دوراً مختلفاً تماماً عن ما قدمته، وأعود به للكوميديا التى أعتبرها بيتى الأول، وبدايتى التى دائماً أحبها وأعتز بها. أشارك مع النجمة الكبيرة يسرا فيلم «الست لمّا»، ويناقش الكثير من القضايا والآراء التى تخص المرأة بشكل عام، وما تتعرض له من مواقف وأزمات فى تعاملاتها اليومية، ويتطرق للعلاقات الزوجية وكيفية معاملة الأزواج لبعضهم. العمل ينتمى للبطولة النسائية فى إطار كوميدى اجتماعى، وأجسد دور الصديقة المقربة للفنانة يسرا، ولها دور رئيسى فى سير الأحداث وسيكون مفاجأة للجمهور، أتمنى أن يحوز إعجابهم، وسنبدأ التصوير الأيام القادمة، كما أشارك فى أكثر من عمل آخر الفترة المقبلة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store