logo
تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن بعد الأسد: دلالات مقلقة

تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن بعد الأسد: دلالات مقلقة

عمون٠٥-٠٥-٢٠٢٥

على الرغم من سقوط نظام الأسد وتشكّل حكومة جديدة في سوريا، إلا أن محاولات تهريب المخدرات من الجنوب السوري نحو الأردن ما زالت تتكرر بوتيرة مقلقة. فالقوات المسلحة الأردنية، وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية، تحبط بين الحين والآخر عمليات تسلل محملة بالمخدرات، مما يثير تساؤلات جوهرية حول أسباب ودلالات هذا الاستمرار، ويضع الملف في خانة التهديدات الإقليمية التي تتجاوز الأبعاد الأمنية التقليدية.
شبكات التهريب لم تسقط بسقوط النظام
يُظهر الواقع الميداني أن سقوط النظام السابق في سوريا لم يكن كفيلاً بتفكيك شبكات التهريب المنظمة، بل على العكس، يبدو أن هذه الشبكات قد أعادت تنظيم نفسها وتكيّفت مع المعطيات الجديدة، وواصلت عملها بدوافع الربح والنفوذ. هذه الحقيقة تكشف عن مدى تجذر هذه المنظومات الإجرامية في الجنوب السوري، واستقلالها النسبي عن السلطة المركزية.
غياب السيطرة الفعلية في الجنوب السوري
تكشف وتيرة التهريب عن ضعف سيطرة الحكومة السورية الجديدة على المناطق الحدودية، لا سيما في محافظتي درعا والسويداء. هذه المناطق تحولت إلى ممرات ومسارات رئيسية لتجارة المخدرات، وسط تواطؤ محلي، أو تقاعس سلطوي، أو حتى عجز فعلي عن ضبط الحدود. وهذا يعني أن الخطر لم يتغير بتغيّر النظام، بل ربما تفاقم في ظل هشاشة الدولة.
المخدرات الصناعية: الكبتاجون والكريستال في الواجهة
الأخطر من التهريب ذاته هو نوعية المواد التي يتم إدخالها. فقد باتت المخدرات الصناعية، وعلى رأسها حبوب الكبتاجون المخدرة و'الكريستال ميث'، تشكل التهديد الأكبر. هذه المواد لا تُحدث فقط ضرراً جسدياً ونفسياً بالغاً، بل تُستخدم كأدوات لتدمير المجتمعات واستهداف فئة الشباب تحديداً. الكبتاجون، المعروف بتأثيره المنشط والإدماني، يشكّل خطراً حقيقياً على الصحة العامة، بينما يُعد الكريستال من أخطر المواد المخدرة على الإطلاق بسبب تأثيره المدمر على الجهاز العصبي وقدرته السريعة على التسبب في الإدمان.
المصلحة الإقليمية في زعزعة الاستقرار
لا يمكن النظر إلى استمرار التهريب بمعزل عن المصالح الجيوسياسية. فقد تكون بعض الأطراف الخارجية المستفيدة من تجارة المخدرات تسعى إلى استخدام هذه الآفة كوسيلة غير تقليدية لإضعاف الدول المجاورة، وعلى رأسها الأردن، الذي ظل صامداً في وجه الأزمات المحيطة. وهذا يعزز من فرضية أن تهريب المخدرات يحمل أهدافاً تتجاوز الربح المادي إلى التخريب المجتمعي المتعمد.
دور الجمعية الأردنية لمكافحة المخدرات في مواجهة المعلومات المضللة
في ظل هذه التحديات، تلعب الجمعية الأردنية لمكافحة المخدرات دوراً محورياً في التصدي ليس فقط للآفة نفسها، بل أيضاً للمعلومات المغلوطة التي تروّج لتبرير أو التقليل من خطورة بعض أنواع المخدرات، أو تلك التي تدّعي أنها 'آمنة' أو 'طبيعية'. وتقوم الجمعية، ضمن برامجها التوعوية، برصد هذه المعلومات وتصويبها من خلال تقديم الأدلة العلمية والطبية، وذلك بهدف رفع الوعي العام وتصحيح المفاهيم، خصوصاً لدى الشباب وطلبة المدارس والجامعات.
الأردن في مواجهة مفتوحة
إن استمرار التهريب عبر الحدود الشرقية يشير إلى معركة مفتوحة، تتطلب جهداً متكاملاً على المستويات الأمنية، التوعوية، والدبلوماسية. فالأردن لا يحمي حدوده فقط، بل يحمي بوابة الاستقرار في المنطقة، ويؤدي دوراً محورياً في صدّ هذه الحرب غير التقليدية.
خاتمة:
تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن لم يتوقف، بل بات أكثر تعقيداً وتنظيماً. وهو ما يؤكد أن مواجهة هذا الخطر تتطلب استراتيجيات شاملة: من ضبط الحدود، إلى تفكيك الشبكات، مروراً بتكثيف التوعية الداخلية، وتعزيز دور المجتمع المدني، وعلى رأسه الجمعية الأردنية لمكافحة المخدرات، التي تقف بثبات في خط الدفاع الأول ضد الجهل والإدمان والتضليل.
*الدكتور موسى داوود الطريفي/ رئيس الجمعية الأردنية لمكافحة المخدرات.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مخلفات الأسد.. مقتل 3 من عناصر الدفاع المدني السوري في ريف حماة
مخلفات الأسد.. مقتل 3 من عناصر الدفاع المدني السوري في ريف حماة

البوابة

timeمنذ 2 ساعات

  • البوابة

مخلفات الأسد.. مقتل 3 من عناصر الدفاع المدني السوري في ريف حماة

شيّع الدفاع المدني السوري، الخوذ البيضاء، الخميس، ثلاثة من عناصر الفرقة المعنية قضوا في انفجار لغم من مخلفات النظام البائد في ريف حماة. ونعى الدفاع المدني عناصره الثلاثة قائلاً إنهم "ارتقوا أثناء تأديتهم واجبهم الإنساني في حماية أرواح المدنيين، إثر انفجار عبوة ناسفة معدّة للتفجير عن بعد لحظة وصولهم إلى موقع بلاغ عن جسم مشبوه على سكة للقطار في قرية كراح بريف حماة الشمالي الشرقي". وأضاف البيان أن الجسم الغريب قد تبين أنه "لغم موجّه تم تفجيره بهم، حسب المعطيات الأولية، فور وصولهم إلى المكان". واعتبرت "الخوذ البيضاء" التي تأسست خلال سنوات الحرب السورية لإنقاذ المدنيين، هذا الهجوم تصعيداً خطيراً ضد فرق الدفاع المدني التي تواصل عملها في إزالة مخلفات الحرب في مناطق واسعة من سوريا، وسط تهديدات مستمرة لحياتهم رغم طبيعة مهامهم الإنسانية. المصدر: الدفاع المدني السوري

تصدعات بالمواقف الغربية تجاه الكيان.. هل تعني بداية تحول دولي لصالح القضية الفلسطينية؟
تصدعات بالمواقف الغربية تجاه الكيان.. هل تعني بداية تحول دولي لصالح القضية الفلسطينية؟

الغد

timeمنذ 5 ساعات

  • الغد

تصدعات بالمواقف الغربية تجاه الكيان.. هل تعني بداية تحول دولي لصالح القضية الفلسطينية؟

إيمان الفارس اضافة اعلان عمان- باتت المرحلة الراهنة تشهد تصدعات بالمواقف الغربية التقليدية تجاه إسرائيل، وسط تزايد التحديات الميدانية والضغط الشعبي، ما قد يؤدي لتغييرات جوهرية بموازين الصراع، وربما بداية تحول دولي لصالح القضية الفلسطينية.ووسط تسارع التحولات بالمواقف الأوروبية في ظل تصاعد الحرب على غزة، واتساع الضغوط الشعبية داخل أوروبا لإعادة النظر بسياسات الدعم غير المشروط لإسرائيل، فإنه من الواضح أن التحولات الأوروبية، وإن بدت تدريجية، فإنها تحمل في طياتها تغيّرات عميقة قد تعيد صياغة التعاطي الدولي مع القضية الفلسطينية، وتفتح الباب أمام شرعية قانونية جديدة تفرض واقعا جديدا على إسرائيل في المحافل الدولية.وهو ما رآه خبراء سياسيون وأمنيون، في تصريحات لـ "الغد"، في أن ما يحدث اليوم ليس مجرد "موجة تعاطف، بل تحوّلا بنيويا في الإدراك الغربي لطبيعة الصراع".وأشار المختصون إلى أنه في الوقت الذي تزداد فيه عزلة إسرائيل تخرج القضية الفلسطينية من هامش الرفض لصدارة المشهد الدولي كقضية تحرر وشرعية، مبدين أملهم بأن يكون القادم، رغم كل الألم، بداية لمرحلة أكثر عدلا وأكثر حضورا للقانون الدولي والضمير العالمي.إلا أن بعضهم نوّه أيضا لأن التصريحات الأوروبية التي بدت ناقدة لإسرائيل، لا تعكس تحوّلًا حقيقيا بالسياسة الأوروبية، وذلك نتيجة صعود اليمين في أغلب دول أوروبا، وهو تيار متقارب أيديولوجيا مع اليمين الإسرائيلي.وشهد الخطاب الغربي الأوروبي تحولا نوعيا في التعامل مع إسرائيل منذ مطلع أيار (مايو) الحالي، إذ اتسمت مواقف رسمية خلال الأسبوع الأول من الشهر ذاته، بصراحة قانونية حادّة وخطوات عملية غير مسبوقة، في إشارة إلى انكسار حاجز التحفّظ الدبلوماسي الذي طالما طغى على العلاقات الأوروبية - الإسرائيلية.لن يظهر المزيد من العداء لإسرائيلوفي إطار التطورات الأخيرة، أشار الخبير العسكري والإستراتيجي د.نضال أبو زيد لأنه رغم كل التصريحات التي صدرت عن بعض الدول الأوروبية تجاه إسرائيل، إلا أن سقف المطالب الأوروبية "لن تتجاوزها، ولن يظهر المزيد من العداء لإسرائيل".وأرجع أبو زيد ذلك لسبب رئيس؛ مفاده هو أن من يحكم أغلب الدول الأوروبية الآن، هو اليمين الصاعد في أوروبا والأقرب من حيث الرؤى والأيدولوجية لليمين الإسرائيلي الحاكم، "والذي من المؤكد أن أدواته ستتدخل بإعادة تموضع العلاقة مع الدول التي انتقدت الموقف الإسرائيلي نتيجة الحرب في غزة".وقال، إن العملية التي وقعت مؤخرا في الولايات المتحدة الأميركية بإطلاق النار على إسرائيليين داخل كنيس يهودي عليها، يشوب عليها ملاحظات أمنية عديدة، وحدث في توقيت "غريب"، من حيث ابتعاد بعض الدول الأوروبية عن إسرائيل خطوة ولو إعلاميا.وأضاف، أن إسرائيل استغلت الحادثة ضمن مساحة إعلامية واسعة لتروج لفكرة معاداة السامية، وتعيد كسب ود الدول التي انتقدت تصرفات إسرائيل في غزة؛ "وهو ما يشير إلى أن الموقف الأوروبي الهشّ لا يمكن الارتكان عليه بسبب القدرة الإسرائيلية على خلق مساحات مناورة إعلامية تمكنها من اللعب على أوراق أبرزها معاداة السامية والمظلومية".أما بخصوص التصريحات التي صدرت عن بعض الدول الأوروبية، وخاصة فرنسا وإسبانيا وأيرلندا للاعتراف بدولة فلسطين، رأى أبو زيد أن حادثة إطلاق النار في شيكاغو، "ستعيد تموضع الدول التي تدعم فكرة إقامة دولة فلسطين إلى المربع الأول".ونوه لأن النقطة المهمة تكمن في وجود فجوة كبيرة بين الموقف الشعبي والرسمي الأوروبي، حيث يتزايد شعبيا التأييد لفكرة إقامة دولة فلسطينية، وتتسع مساحة النقد لإسرائيل، ولو بشكل غير معلن نتيجة الإجرام الذي يحصل في غزة".تصدع بجدار الدعم الغربي التقليدي لإسرائيلبدوره، أكد الخبير الأمني والإستراتيجي د.بشير الدعجة أن ما شهدناه مؤخرا من تصويت البرلمان الإسباني لصالح حظر بيع الأسلحة لإسرائيل، "لا يمكن قراءته كحالة سياسية منعزلة أو كردة فعل أخلاقية فحسب، بل هو جزء من تحول أوروبي متصاعد في المزاج السياسي والشعبي تجاه الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي".وقال إن الحراك الشعبي في الشارع الأوروبي المترافق مع مواقف أكثر جرأة من بعض الحكومات، يكشف عن تصدع في جدار الدعم الغربي التقليدي لإسرائيل، ويضع أمامنا مشهدا جديدا قد يفضي، لأول مرة منذ عقود، إلى اعترافات أوروبية متتالية بدولة فلسطينية مستقلة.وبخصوص التأثير الإستراتيجي لحظر بيع السلاح، أضاف الدعجة أنه عندما تقرر دولة بحجم وثقل إسبانيا فرض حظر على بيع الأسلحة لإسرائيل، فذلك يتجاوز رمزية الموقف السياسي إلى إحداث أثر مباشر على الحسابات العسكرية الإسرائيلية.وأوضح أنه رغم أن الولايات المتحدة هي المورد الرئيس لإسرائيل، تظل أوروبا، مصدراً مهماً لبعض الأنظمة الفرعية الحيوية، مثل مكونات الاتصالات والمراقبة والطيران بدون طيار التي تُعد من الركائز الأساسية في العمليات العسكرية الإسرائيلية، بخاصة في قطاع غزة والضفة الغربية.ومن الناحية العسكرية، أشار لدور هذا الحظر بالمساهمة بنوع من الضغط على خط الإمداد التكنولوجي ويبعث رسالة دولية بأن آلة الحرب الإسرائيلية لم تعد محصّنة كما كانت.أما عن حالة الارتباك الداخلي الإسرائيلي، فبيّن الخبير الأمني أن إسرائيل تعيش في الأشهر الأخيرة حالة من الانقسام السياسي الحاد والتململ الشعبي، وانخفاض شعبية الحكومة، وتزايد التظاهرات ضد استمرار الحرب في غزة، وارتفاع أعداد قتلى الجنود.وخلص لأنها "مؤشرات على حالة إنهاك داخلي آخذة بالتصاعد"، منوها لأنه من منظور أمني، فإن "تآكل الجبهة الداخلية الإسرائيلية يشكل أحد أهم عوامل الضعف الإستراتيجي، خصوصا حين يتزامن مع ضغوط دولية متنامية وعزلة دبلوماسية متسارعة".وحول ما وصفه بـ "أوروبا الجديدة" ومؤشرات الاعتراف بدولة فلسطين، قال الدعجة إن عدة دول أوروبية بدأت تعيد النظر في سياسة "الغموض البنّاء"، التي لطالما اعتمدتها تجاه القضية الفلسطينية.وأضاف أن هناك أحاديث متقدمة في كل من أيرلندا، بلجيكا، سلوفينيا، وربما لاحقاً فرنسا، حول إمكانية الاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية.وتابع "هذا التوجه ليس فقط تعبيرا عن موقف أخلاقي، بل هو استشعار أوروبي عميق بأن استمرار الاحتلال الإسرائيلي، وتكريس سياسة الفصل العنصري يهددان استقرار الإقليم بالكامل ويزيدان من تغذية التطرف داخل وخارج حدود أوروبا".أما من منظور إستراتيجي، لفت الخبير لمساهمة اعتراف عدد متتالٍ من الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية في تغيير قواعد اللعبة، موضحا أن إسرائيل ستجد نفسها أمام شرعية دولية جديدة للفلسطينيين، وقد تتحول الأراضي المحتلة من وجهة نظر القانون الدولي إلى "أراضٍ تحت الاحتلال لدولة معترف بها"، مما يفتح الباب أمام محاكمات دولية وقيود سياسية وأمنية أكبر على إسرائيل في المحافل الأممية.وفيما يخص الاقتراب من لحظة التحول، أوضح أن القراءة العسكرية والأمنية للواقع تشير إلى أن التوقيت يضغط على الجميع، فإسرائيل لا تستطيع الاستمرار في حرب استنزاف طويلة في غزة، وأوروبا لم تعد قادرة على تبرير صمتها أمام شعوبها في ظل المشاهد اليومية من المجازر والدمار، والولايات المتحدة رغم دعمها المستمر، بدأت تتململ هي الأخرى كما يظهر في تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة، وقرارات وقف تسليم بعض الذخائر.وبالتالي، خلص الدعجة لأن كل هذه المعطيات ترسم لوحة سياسية دولية تُنذر بتحول مفصلي، الاعتراف الأوروبي بدولة فلسطين، وإن جاء على مراحل، سيشكّل خطوة إستراتيجية نحو إعادة صياغة المشهد الجيوسياسي للصراع، ويفرض على إسرائيل مراجعة عقيدتها الأمنية والتفاوضية بالكامل.وقال إن "ما يحدث اليوم ليس مجرد موجة تعاطف، بل هو تحوّل بنيوي في الإدراك الغربي لطبيعة الصراع"، مضيفا أنه في الوقت الذي تزداد فيه عزلة إسرائيل، تخرج القضية الفلسطينية من هامش الرفض إلى صدارة المشهد الدولي كقضية تحرر وشرعية، وقد يكون القادم، برغم كل الألم، بدايةً لمرحلة أكثر عدلاً وأكثر حضوراً للقانون الدولي والضمير العالمي.حادث مدبرمن جهته، أكد المحلل السياسي والاقتصادي د.جواد العناني أنه لا بد بعد 20 شهرا من الحرب على غزة "من وجود ضمير حي لما يحدث"، مشيرا لأن الممارسات التي تتبعها إسرائيل لا تنطوي إلا تحت عنوان "الطغيان، ولا مبرر له لا من قريب أو بعيد".وقال العناني إنه مع دعوات واتفاقات إطلاق وقف النار، لا تلتزم إسرائيل بذلك، إنما تصاحب ذلك بفتح نار الحرب على مخيم جنين، مشيرا لإعلانها أمس عن "سحق مخيمات الفلسطينيين في جنين"، وبالتالي هذا مؤشر خطير إزاء حجم المخاسر في أرواح المدنيين مقابل ذلك.وتابع، إن أوروبا باتت تشعر بأنه لم يعد لها مكانة، لا سيما عقب حصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب على معظم الموارد المالية الموجهة للتنمية الاقتصادية في دول الخليج.ونوه لأن مقتل اثنين من الموظفين في السفارة الإسرائيلية أول من أمس في الولايات المتحدة، " ليس حادثا عرضيا، إنما هو حادث مدبر من قبل إسرائيل"، لتحويل الأنظار وإعادة إثارة موضوع الهولوكوست والتعاطف مع الجانب الإسرائيلي.وكانت ست دول أوروبية أصدرت في 7 و8 أيار (مايو) الحالي، وهي أيرلندا، إسبانيا، سلوفينيا، لوكسمبورغ، النرويج، وآيسلندا، بيانا مشتركا اعتبرت فيه محاولات إسرائيل تغيير ديموغرافية غزة وتهجير سكانها، ترحيلًا قسريًا وجريمة بموجب القانون الدولي، مشددا على أن غزة 'جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين".وفي 19 الشهر ذاته، أصدرت 22 دولة، من بينها فرنسا والمملكة المتحدة وكندا، بيانًا مشتركًا أعربت فيه عن رفضها الآلية الجديدة التي اقترحتها إسرائيل بالتعاون مع الولايات المتحدة لتوزيع المساعدات في غزة.واعتبرت هذه الدول أن النموذج الجديد يفتقر للفاعلية، ويربط المساعدات بأهداف عسكرية وسياسية، ويقوّض حيادية الأمم المتحدة، ويُعرّض العاملين والمستفيدين للخطر، مشددة على أن سكان قطاع غزة 'يواجهون المجاعة وعليهم الحصول على المساعدات التي يحتاجون إليها بشدة'.وأبدت هولندا أيضا تحولا واضحا في خطابها التقليدي تجاه إسرائيل، حين أكد وزير خارجيتها كاسبر فيلد كامب ضرورة رسم خط أحمر، عبر مراجعة اتفاقية الشراكة الأوروبية مع إسرائيل، وإعلان تجميد أي دعم حكومي لتمديدها، فيما صوت مجلس الشيوخ بالإجماع في أيرلندا، نهاية أبريل (نيسان) لصالح فرض عقوبات على إسرائيل ومنع مرور الأسلحة الأميركية عبر الأجواء الأيرلندية، في خطوة رمزية، لكنها تعكس تغير المزاج التشريعي والمؤسساتي بوضوح.ومن أهم معالم التحول أيضا، تلويح عدد من الدول، مثل فرنسا، لوكسمبورغ، إسبانيا، أيرلندا، سلوفينيا، باعتبار الاعتراف بدولة فلسطين ضرورة سياسية لحماية حل الدولتين، فيما كان قد سبق ذلك اعتراف رسمي من أيرلندا، وإسبانيا، والنرويج بدولة فلسطين في مايو (أيار) العام الماضي، ثم سلوفينيا في يونيو (حزيران)، ما رفع عدد دول الاتحاد الأوروبي المعترفة إلى عشر دول على الأقل، معظمها من أوروبا الغربية، بما يشكّل تحوّلًا غير مسبوق في بنية العلاقات الأوروبية - الإسرائيلية.كما انضمت المملكة المتحدة لدائرة التحوّل أيضا، في الوقت الذي أعلن فيه وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، خلال جلسة البرلمان في 20 مايو (أيار) الحالي، تعليق مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل، وفرض عقوبات على ثلاثة مستوطنين ومنظمتين إسرائيليتين متورطتين بأعمال عنف في الضفة الغربية.

"مجلس الأمن" يناقش الوضع الإنساني في سوريا
"مجلس الأمن" يناقش الوضع الإنساني في سوريا

الغد

timeمنذ 5 ساعات

  • الغد

"مجلس الأمن" يناقش الوضع الإنساني في سوريا

اضافة اعلان عقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الأربعاء، اجتماعه الشهري بشأن المستجدات في سوريا، حيث استمع الأعضاء إلى إحاطتين من الممثل الخاص لسوريا، غير بيدرسون، وأخرى من مدير التنسيق بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، راميش راجاسينغهام.وأشار راجاسينغهام، في إحاطته، إلى أن أكثر من عقد من الصراع دفع 90 بالمائة من السكان إلى الفقر، وشرّد ما يقارب 7.5 مليون شخص داخليا، وأدى إلى لجوء أكثر من 6 ملايين شخص إلى دول أخرى.وقال إنه وبعد سنوات من المعاناة، يستعيد السوريون الأمل، لكن الاحتياجات الإنسانية "ماتزال هائلة، وتزداد تعقيدا"، موضحا أن 16.5 مليون سوري بحاجة إلى الحماية والمساعدة الإنسانية، وأكثر من نصف السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي، فيما يواجه قرابة 3 ملايين انعداما حادا في الأمن الغذائي.وأعرب راجاسينغهام عن قلقه بسبب "الوضع المقلق للتمويل"، حيث إن نداء الأمم المتحدة وشركائها لتمويل قدره مليارا دولار لتغطية الفترة من كانون الثاني الى حزيران لم يتم تمويله سوى بنسبة 10 بالمائة.وقال المسؤول الأممي: "الشعب السوري أظهر صمودا لا مثيل له، لكنه لا يستطيع الصمود وحده. يجب أن نتحرك بشكل عاجل".-- (بترا)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store