logo
من لاحق إلى شيبارة... استكشفوا كنوز جزر البحر الأحمر كما لم تروها من قبل

من لاحق إلى شيبارة... استكشفوا كنوز جزر البحر الأحمر كما لم تروها من قبل

مجلة هي٢٨-٠٤-٢٠٢٥

في أعماق الساحل الغربي للمملكة، على شاطئ البحر الأحمر الممتد بجماله الساحر، تنبض جُزر تروي قصصًا من التفرّد والفخامة، ومن الطبيعة البكر إلى أرقى مفاهيم الضيافة المستدامة.
هذه ليست مجرد جُزر، بل وجهات تحمل توقيع المستقبل، وتجمع بين العمق البيئي، والتصميم الذكي، وتجارب إنسانية لا تنسى. إليكم لمحة تفصيلية عن أربع جزر تشكل جوهرة من جواهر البحر الأحمر الفاخرة.
جزيرة لاحق: أول جزيرة سكنية خاصة في المملكة
جزيرة لاحق لا تُشبه غيرها، فهي ليست فقط ملاذًا طبيعيًا، بل أول جزيرة سكنية خاصة في المملكة العربية السعودية ضمن مشاريع وجهة البحر الأحمر.
تقع هذه الجزيرة على بُعد خطوات من سواحل أملج، وتُحاط بشعاب مرجانية مبهرة ومياه كريستالية تعكس لون السماء.
جزيرة لاحق حيث يلتقي الجمال بالطبيعة البكر
ما يميز لاحق هو الجمع بين الخصوصية المطلقة والطبيعة الساحرة، حيث يُمكن للمقيمين الاستمتاع بحياة هادئة داخل وحدات سكنية فاخرة مصمّمة وفق أعلى معايير الاستدامة.
إنها الجزيرة المثالية لأولئك الذين يبحثون عن منزل بواجهة بحرية، وخلفية من الخُضرة، وإحساس دائم بالانتماء إلى الجمال.
جزيرة شيبارة: أيقونة فخامة في قائمة أعظم الأماكن لعام 2025
حين اختارت مجلة "تايم" جزيرة شيبارة لتكون ضمن قائمة أعظم الأماكن في العالم لعام 2025، لم يكن ذلك من فراغ.
شيبارة تُجسّد مفهوم الفخامة المستدامة، وهي أول جزيرة سعودية تنضم لهذه القائمة العالمية المرموقة.
تضم الجزيرة منتجعًا فاخرًا بإدارة ريتز كارلتون ريزيرف، مصمم بأسلوب يمزج بين الطبيعة الخلّابة والعمارة الحديثة المصنوعة بالكامل من مواد صديقة للبيئة.
مياه البحر الأحمر الفاتنة تزيد من روعة التجربة في شيبارة
كل فيلا في شيبارة تُطل على البحر مباشرة، وتُوفر تجربة غوص حصرية وسط شعاب مرجانية من الأجمل في العالم.
إنها جزيرة للحالمين، ولمن يؤمنون بأن السفر لا يجب أن يكون فقط انتقالًا، بل تجربة تنبض بالدهشة في كل لحظة.
جزيرة شورى: العاصمة الذكية لوجهة البحر الأحمر
في قلب وجهة البحر الأحمر، تتربّع جزيرة شورى بصفتها الجزيرة الرئيسية والمركزية للمشروع، والتي تمثل عقل الوجهة النابض وروحها المتجددة.
ستضم شورى أكثر من 11 فندقًا عالميًا بإدارة علامات تجارية مرموقة، إلى جانب مرسى يخوت فخم، وسوق تجارية، ومراكز ترفيهية، ومطاعم راقية.
تصميم عصري وأجواء ساحرة في جزيرة شورى
كما وستضم الجزيرة الساحرة مطار دولي خاص لخدمة زوار الجزيرة والوجهة بشكل عام، مما يُعزز من مكانتها كمركز استراتيجي للنقل والضيافة.
كل شيء في شورى تم تصميمه بعناية لخلق تجربة متكاملة، حيث يُمكن للزائر أن يعيش لحظات المغامرة، والاسترخاء، والتسوق، والاستجمام، دون مغادرة الجزيرة.
جزيرة أمهات: جزيرة التجربة الأولى والفنادق الفاخرة
تُعد جزيرة أمهات أول جزيرة تم فتحها للزوار في وجهة البحر الأحمر، لتكون بوابة الدخول إلى التجربة الحسية الكاملة لهذا المشروع العالمي.
تضم الجزيرة فنادق ومنتجعات فاخرة مثل "Six Senses" و"The St. Regis Red Sea Resort"، التي تقدم مفاهيم ضيافة مبتكرة، تُراعي أدق تفاصيل الخصوصية والراحة، وتحتفي بجمال البحر في كل زاوية.
فخامة وتجربة لا مثيل لها تنتظر زوار جزيرة أمهات
أمهات مناسبة لعشّاق المغامرة، حيث يمكن للزوار الاستمتاع برياضات الغوص والغطس، أو قضاء ليالٍ مفعمة بالهدوء تحت السماء المليئة بالنجوم.
الجزيرة هي وجهة "البدايات"؛ فمنها انطلقت أولى خطوات الوجهة نحو فتح أبواب الحلم أمام العالم.
حكايات من بحر لا ينتهي
كل جزيرة في وجهة البحر الأحمر تحمل هوية فريدة، لكنها تشترك جميعًا في فلسفة واحدة: الاستدامة، والابتكار، والتجربة الإنسانية العميقة.
من لاحق، حيث الخصوصية والفخامة، إلى شيبارة، أيقونة التقدير العالمي، وشورى، العقل المدبر والميناء الأنيق، إلى أمهات، الجزيرة التي استقبلت الحلم أولًا
في البحر الأحمر هنا لا يزول الجمال، بل يتجدد. وهنا لا تُكتب القصص فقط، بل تُعاش لتضمن لكم أجمل الذكريات رفقة من تحبون.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

شاهد بالفيديو.. بعد أن نام في مطار نيويورك وفشل في اللحاق بطائرته المتجهة إلى السعودية.. التيكتوكر السودانية الشهيرة (خديجة أمريكا) تطلق زوجها "حامد" بالثلاث أمام حشد كبير من النساء
شاهد بالفيديو.. بعد أن نام في مطار نيويورك وفشل في اللحاق بطائرته المتجهة إلى السعودية.. التيكتوكر السودانية الشهيرة (خديجة أمريكا) تطلق زوجها "حامد" بالثلاث أمام حشد كبير من النساء

سودارس

timeمنذ 4 أيام

  • سودارس

شاهد بالفيديو.. بعد أن نام في مطار نيويورك وفشل في اللحاق بطائرته المتجهة إلى السعودية.. التيكتوكر السودانية الشهيرة (خديجة أمريكا) تطلق زوجها "حامد" بالثلاث أمام حشد كبير من النساء

نشر في كوش نيوز تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالسودان, مقطع فيديو حديث للتيكتوكر السودانية, الشهيرة خديجة أمريكا, تم تصويره من العاصمة السعودية الرياض. وبحسب رصد ومتابعة محرر موقع النيلين, فإن التيكتوكر الشهيرة, كانت قد نظمت "بازار" نسائي, بالعاصمة السعودية, حضره حشد كبير من السودانيين. خديجة أمريكا, أثار ضحكات الحاضرين الذين سألوها من زوجها وشريك حياتها "حامد", لتجيبهم مازحة أنه نام بمطار نيويورك, وفشل في اللحاق بالطائرة القادمة إلى المملكة. وبحسب ما شاهد محرر موقع النيلين, فقد زادت التيكتوكر, من ضحكات الحاضرين بممازحتها لزوجها قائلة: (طلقان طلاق تلاتة يا حامد). انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره. مواضيع ذات صلة شاهد بالفيديو.. التيكتوكر السودانية الشهيرة خديجة أمريكا تظهر في مقطع حديث مع زوجها "حامد" وتتغزل فيه: (عسلي وقلبي الله يخليك ليا وتشيل العليا) والأخير يرد عليها: (كل شيء بيد الله) شاهد بالصورة.. التيكتوكر السودانية خديجة أمريكا تبهر متابعيها بإطلالة جديدة والجمهور: (طلعتي مزة يا أمريكا) شاهد بالصورة.. التيكتوكر السودانية خديجة أمريكا تبهر متابعيها بإطلالة جديدة والجمهور: (طلعتي مزة يا أمريكا) شاهد بالفيديو.. على أنغام "الليلة عرسك يا الجزيرة" وبالزي العسكري.. خديجة أمريكا ترقص فرحاً بتحرير الجيش لود مدني وزوجها حامد يشاركها الرقص ويرمي عليه نقطة بالدولار شاهد بالفيديو.. التيكتوكر السودانية الشهيرة خديجة أمريكا تظهر في مقطع حديث مع زوجها "حامد" وتتغزل فيه: (عسلي وقلبي الله يخليك ليا وتشيل العليا) والأخير يرد عليها: (كل شيء بيد الله)

القراءة المتربصة بين التاريخ والثقافة: تفكيك نقدي
القراءة المتربصة بين التاريخ والثقافة: تفكيك نقدي

سعورس

timeمنذ 4 أيام

  • سعورس

القراءة المتربصة بين التاريخ والثقافة: تفكيك نقدي

لم يكن هذا الشعور بسبب عضوية الدكتور وليد فحسب، بل لأنه رفعني بذكر اسمي مشكوراً في مقاله (القصيمي متمرد ساخط على المجتمع) الذي جاء تعقيباً على مقال (القصيمي وجرأة التنوير... فروسية فكر بلا سرج ولا لجام)، لكن سرعان ما تلاشى هذا الشعور، حين أدركت موقعي المتواضع، فأنا لست بمستوى الدكتور وليد، ولا أنتمي إلى أي ناد ثقافي أو جمعية أدبية، ولا أحمل أي ألقاب براقة يمكن أن تثير (رهبة الجماهير المثقفة). ثم جاءت لحظة الحقيقة الحاسمة عند مراجعتي لمقالي، فوجدته مجرد نقولات متفرقة، كان أبرزها (دفاع القصيمي عن نفسه أمام خصومه) وهو دفاع يكفي ولا يحتاج إلى إعادة تكرار. أما عن الدكتور وليد أبو ملحة، فإني أرى من المناسب أن يعود إلى كتاب «آفة الحرس القديم» الذي جمعه وأعده علي فايع الألمعي، فربما يجد فيه ما يخرجه من (ظلال الحرس القديم) وهو توجه تأكد لي عند تصفحي لأرشيفه، حيث تفاجأت بمقاله: «شارع الأعشى لا يشبهنا في شيء» الذي يهاجم فيه مسلسلاً مقتبساً عن رواية الدكتورة بدرية البشر «غراميات شارع الأعشى». في نهاية مقاله استخدم عبارة شديدة اللهجة كثيراً ما سمعتها من الحرس القديم: «ليس من حق أي كاتب أو صانع دراما أن ينقل الواقع كما يحب هو أن يكون...» بهذه الجملة، لم يكتف بممارسة الوصاية على المسلسل وكاتبه، بل امتدت إلى القنوات الفضائية نفسها، هل يذكركم هذا بشيء؟ بالنسبة إلي، تذكرت فتوى عام 2008 بقتل ملاك الفضائيات العربية التي استنكرتها وسائل الإعلام العالمية، كما تذكرت كتاب «الحداثة في ميزان الإسلام»، الذي قدم فيه المؤلف نفسه كمتحدث باسم مليار ونصف مسلم، مستخدماً قطعيات تشبه من يرى أنه «الممثل الوحيد للإسلام والنبوة والوحي»، وهي رؤية تجعل حتى «وثيقة مكة المكرمة 2019» عرضة للنقد من هؤلاء بحجة مألوفة نعرفها جيداً: «تمييع الدين وإضعاف الإسلام». لا أنوي تحميل الدكتور وليد أبوملحة وزر (الحرس القديم) فهو إنسان مستمتع بالحياة، والدليل متابعته الدقيقة لمسلسل «شارع الأعشى» رمضان الماضي، دون أن يغير القناة بحثاً عن دراما أكثر انسجاماً مع تحفظاته الدينية والفكرية، بل تابع بشغف، ثم اختتم الشهر بمقال استنكاري، وكأنه بعد الاستمتاع، قرر أن يتمضمض بمقال يندد بالمحتوى الذي تابع تفاصيله حتى النهاية! هذه الظاهرة تذكرني بمفهوم (الاستشراف)، الذي كتب عنه الدكتور فالح العجمي في مقاله (فئات المستشرفين...) بصحيفة اليوم 2017، كما كتب عنه الدكتور عبدالرحمن الشلاش في صحيفة «الجزيرة» بعنوان أشد قسوة، وفي رأيي، أن المستشرف أقرب إلى (متلازمة ستوكهولم) منه إلى (الوعي بتموضعه الفكري). بين البداوة والحضارة أعترف أنني أتعلم (التواضع العلمي والحلم الأخلاقي) من أمثال الدكتور وليد أبو ملحة، لذا أراعي وأتفهم (تعدد الأفهام) بين: (راعي الغنم المثقف) وهو الأقرب للبداوة من أمثالي، وبين (ابن المدينة المترف) وهو الأقرب للحضارة من أمثاله، فالبداوة التهامية تفرض علي (العفوية والصدق) دون حسابات (القراءة المتربصة) التي وصفها محمد زايد الألمعي بدقة حين قال (القراءة المتربصة أسوأ من عدم القراءة، فهي تعيد إنتاج جهلها بوهم أنها قرأت وفهمت، ومن ثم تورط قارئاً آخر في الوهم ذاته). القراءة المتربصة تاريخ طويل، والبحث في تراثنا العربي يكشف جذور (القراءة المتربصة)، التي تعود إلى زمن ابن قتيبة (213 - 276ه) فقد بدأ كتابه «عيون الأخبار» بتحذير واضح ضد هذا النوع من الفهم السطحي للنصوص، قائلاً «فإذا مر بك أيها المتزمت حديث تستخفه.. فاعرف المذهب فيه، وما أردنا به، واعلم أنك إن كنت مستغنياً عنه بتنسكك، فإن غيرك ممن يترخص فيما تشددت فيه محتاج إليه...» لكن هذه النزعة تفاقمت بعد (هجمة المغول 656ه) كمؤشر إلى (الانحطاط الحضاري)، فازدادت معها (سطوة القراءة المتربصة)، التي لا علاقة لها بالنقد الحقيقي، بل هي نوع من (الملاحقة الفكرية) للتراث العربي، بحيث لو استطاعت لحاربت (رسالة الغفران) لأبي العلاء المعري (ت 449ه)، وقبله التوحيدي (ت 414ه) وقبلهما الجاحظ (ت 255ه)، وحتى بعض كتب التفسير التراثية لن تسلم! من يقرأ التاريخ يرى كيف استهدفت هذه النزعة كتباً كثيرة، مثل «رسائل إخوان الصفا» في القرن الرابع الهجري، وحتى «الأغاني» لأبي فرج الأصفهاني (ت 356ه)، فكيف بالنواسي وديوانه (ت 198ه) الذي جمع أخباره ابن منظور (ت 711ه)، بل امتدت لعصور طويلة بدءاً من ابن المقفع (ت 142ه)، جابر ابن حيان (ت 200ه)، الكندي (ت 256ه)، الفارابي (339ه)، ابن الهيثم (ت 430ه)، ابن سيناء (427ه)، وابن رشد (595ه) وغيرهم كثير في التاريخ العربي. (لا نريد عودة الماضي) عزيزي القارئ، لا تدفع نفسك إلى تلك (الأوهام الفكرية)، ولا تتأثر بما عايشته خلال معرض الرياض الدولي للكتاب في سنوات مضت: شجار هنا، صراخ على دار نشر (ملحدة) هناك! حتى (طاش ما طاش) استعرض هذه الظواهر سابقاً. إنها (سنوات لا نريدها أن تعود) ونأمل لمن تأخر في تجاوزها أن يجد (شفاء عاجلاً)، ولمن خلصنا منها أن يزداد قوة وتمكيناً.

القراءة المتربصة بين التاريخ والثقافة: تفكيك نقدي
القراءة المتربصة بين التاريخ والثقافة: تفكيك نقدي

الوطن

timeمنذ 4 أيام

  • الوطن

القراءة المتربصة بين التاريخ والثقافة: تفكيك نقدي

الدكتور وليد أبو ملحة يعرف نفسه في تويتر/إكس بأنه (عضو جمعية كتاب الرأي) وهذا بلا شك لقب فخم فاخر مذهل في تميزه وعبقريته، يستحق أن يخلد في سجلات الإنجاز الثقافي! لحظة قراءتي لهذا التعريف، انتابتني قشعريرة مهيبة، ورهبة اعتزاز سمت بي إلى آفاق طه حسين والعقاد من العرب، وامرسون ومونتيني من العجم، وكدت أتوهم أنني أقف على منعطف تاريخي للثقافة العربية! لم يكن هذا الشعور بسبب عضوية الدكتور وليد فحسب، بل لأنه رفعني بذكر اسمي مشكوراً في مقاله (القصيمي متمرد ساخط على المجتمع) الذي جاء تعقيباً على مقال (القصيمي وجرأة التنوير... فروسية فكر بلا سرج ولا لجام)، لكن سرعان ما تلاشى هذا الشعور، حين أدركت موقعي المتواضع، فأنا لست بمستوى الدكتور وليد، ولا أنتمي إلى أي ناد ثقافي أو جمعية أدبية، ولا أحمل أي ألقاب براقة يمكن أن تثير (رهبة الجماهير المثقفة). ثم جاءت لحظة الحقيقة الحاسمة عند مراجعتي لمقالي، فوجدته مجرد نقولات متفرقة، كان أبرزها (دفاع القصيمي عن نفسه أمام خصومه) وهو دفاع يكفي ولا يحتاج إلى إعادة تكرار. أما عن الدكتور وليد أبو ملحة، فإني أرى من المناسب أن يعود إلى كتاب «آفة الحرس القديم» الذي جمعه وأعده علي فايع الألمعي، فربما يجد فيه ما يخرجه من (ظلال الحرس القديم) وهو توجه تأكد لي عند تصفحي لأرشيفه، حيث تفاجأت بمقاله: «شارع الأعشى لا يشبهنا في شيء» الذي يهاجم فيه مسلسلاً مقتبساً عن رواية الدكتورة بدرية البشر «غراميات شارع الأعشى». في نهاية مقاله استخدم عبارة شديدة اللهجة كثيراً ما سمعتها من الحرس القديم: «ليس من حق أي كاتب أو صانع دراما أن ينقل الواقع كما يحب هو أن يكون...» بهذه الجملة، لم يكتف بممارسة الوصاية على المسلسل وكاتبه، بل امتدت إلى القنوات الفضائية نفسها، هل يذكركم هذا بشيء؟ بالنسبة إلي، تذكرت فتوى عام 2008 بقتل ملاك الفضائيات العربية التي استنكرتها وسائل الإعلام العالمية، كما تذكرت كتاب «الحداثة في ميزان الإسلام»، الذي قدم فيه المؤلف نفسه كمتحدث باسم مليار ونصف مسلم، مستخدماً قطعيات تشبه من يرى أنه «الممثل الوحيد للإسلام والنبوة والوحي»، وهي رؤية تجعل حتى «وثيقة مكة المكرمة 2019» عرضة للنقد من هؤلاء بحجة مألوفة نعرفها جيداً: «تمييع الدين وإضعاف الإسلام». لا أنوي تحميل الدكتور وليد أبوملحة وزر (الحرس القديم) فهو إنسان مستمتع بالحياة، والدليل متابعته الدقيقة لمسلسل «شارع الأعشى» رمضان الماضي، دون أن يغير القناة بحثاً عن دراما أكثر انسجاماً مع تحفظاته الدينية والفكرية، بل تابع بشغف، ثم اختتم الشهر بمقال استنكاري، وكأنه بعد الاستمتاع، قرر أن يتمضمض بمقال يندد بالمحتوى الذي تابع تفاصيله حتى النهاية! هذه الظاهرة تذكرني بمفهوم (الاستشراف)، الذي كتب عنه الدكتور فالح العجمي في مقاله (فئات المستشرفين...) بصحيفة اليوم 2017، كما كتب عنه الدكتور عبدالرحمن الشلاش في صحيفة «الجزيرة» بعنوان أشد قسوة، وفي رأيي، أن المستشرف أقرب إلى (متلازمة ستوكهولم) منه إلى (الوعي بتموضعه الفكري). بين البداوة والحضارة أعترف أنني أتعلم (التواضع العلمي والحلم الأخلاقي) من أمثال الدكتور وليد أبو ملحة، لذا أراعي وأتفهم (تعدد الأفهام) بين: (راعي الغنم المثقف) وهو الأقرب للبداوة من أمثالي، وبين (ابن المدينة المترف) وهو الأقرب للحضارة من أمثاله، فالبداوة التهامية تفرض علي (العفوية والصدق) دون حسابات (القراءة المتربصة) التي وصفها محمد زايد الألمعي بدقة حين قال (القراءة المتربصة أسوأ من عدم القراءة، فهي تعيد إنتاج جهلها بوهم أنها قرأت وفهمت، ومن ثم تورط قارئاً آخر في الوهم ذاته). القراءة المتربصة تاريخ طويل، والبحث في تراثنا العربي يكشف جذور (القراءة المتربصة)، التي تعود إلى زمن ابن قتيبة (213 - 276هـ) فقد بدأ كتابه «عيون الأخبار» بتحذير واضح ضد هذا النوع من الفهم السطحي للنصوص، قائلاً «فإذا مر بك أيها المتزمت حديث تستخفه.. فاعرف المذهب فيه، وما أردنا به، واعلم أنك إن كنت مستغنياً عنه بتنسكك، فإن غيرك ممن يترخص فيما تشددت فيه محتاج إليه...» لكن هذه النزعة تفاقمت بعد (هجمة المغول 656هـ) كمؤشر إلى (الانحطاط الحضاري)، فازدادت معها (سطوة القراءة المتربصة)، التي لا علاقة لها بالنقد الحقيقي، بل هي نوع من (الملاحقة الفكرية) للتراث العربي، بحيث لو استطاعت لحاربت (رسالة الغفران) لأبي العلاء المعري (ت 449هـ)، وقبله التوحيدي (ت 414هـ) وقبلهما الجاحظ (ت 255هـ)، وحتى بعض كتب التفسير التراثية لن تسلم! من يقرأ التاريخ يرى كيف استهدفت هذه النزعة كتباً كثيرة، مثل «رسائل إخوان الصفا» في القرن الرابع الهجري، وحتى «الأغاني» لأبي فرج الأصفهاني (ت 356هـ)، فكيف بالنواسي وديوانه (ت 198هـ) الذي جمع أخباره ابن منظور (ت 711هـ)، بل امتدت لعصور طويلة بدءاً من ابن المقفع (ت 142هـ)، جابر ابن حيان (ت 200ه)، الكندي (ت 256هـ)، الفارابي (339هـ)، ابن الهيثم (ت 430هـ)، ابن سيناء (427هـ)، وابن رشد (595هـ) وغيرهم كثير في التاريخ العربي. (لا نريد عودة الماضي) عزيزي القارئ، لا تدفع نفسك إلى تلك (الأوهام الفكرية)، ولا تتأثر بما عايشته خلال معرض الرياض الدولي للكتاب في سنوات مضت: شجار هنا، صراخ على دار نشر (ملحدة) هناك! حتى (طاش ما طاش) استعرض هذه الظواهر سابقاً. إنها (سنوات لا نريدها أن تعود) ونأمل لمن تأخر في تجاوزها أن يجد (شفاء عاجلاً)، ولمن خلصنا منها أن يزداد قوة وتمكيناً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store