
هل تستحق المزايا الإضافية لوسائل التواصل الاجتماعي دفع اشتراكات مالية؟
حسنًا، حان الوقت للاعتراف - لقد قررت دفع اشتراك مالي مقابل استخدام أنسب لمنصة التواصل الاجتماعي إكس، (تويتر سابقا)، المملوكة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك.
لكن صديقة لي صاحت بوجهي متسائلة "لماذا تدفع المال لأغنى رجل في العالم؟".
من المؤكد أنها كانت على حق، لكنني فعلت ذلك لأمرين.
إن الأمر الأول وراء الاشتراك في خدمات إكس هو الحصول على خاصية تويتر بلو، ذلك أن الشارة الزرقاء تتيح نوعا من التحقق من هويتي الإلكترونية لمجابهة النشاط الزائف والتلاعب المشبوه على المنصة، وقد كنت على علم بوجود بعض الحسابات الوهمية التي تنتحل صفتي.
أما الأمر الثاني، فهو لأنني أردت إدخال فوائد أخرى لحسابي الخاص منها روبوت الدردشة الآلي من إكس، غروك، الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي ولم تكن هناك وسيلة أبسط من ذلك للوصول إليه.
لقد صرفت على ذلك من جيبي الخاص ولم ألجأ إلى بي بي سي كي توفر تلك الأدوات لي.
ومؤخرا لم يعد كل مشترك بشارة زرقاء على المنصة محل تقدير في الفضاء الإلكتروني، وهو ما يفسر لجوء البعض إلى خاصية إخفاء الشارة الزرقاء.
ويسود استياء عميق في أوساط بعض النخب المميزة على المنصة إزاء "الأبواب التي بات يسهل فتحها باستخدام المال" إذ أنه وفي إطار المزايا المدفوع ثمنها يمكن كذلك تعزيز الظهور للراغبين وإبراز حساباتهم على المنصة، وهي مزايا لا تلقى استحسان الأخيرة اعتقادا أنها تهز مقاييس المحتوى الجيد اعتمادا على الجدارة والكفاءة.
لم أتوقع حقًا أن يطرأ تغيرٌ كبير على تجربتي مع منصة إكس نظير تسديد ثمن الاشتراك، لكن ثمة تحسينات ملحوظة ترتبت على ذلك ومنها قدرتي على كتابة منشورات أطول وتعديلها على المنصة- كما وأنني أثمن حقا التخلص من الإعلانات وتراجع مرات ظهورها وقت التصفح.
لكن من ناحية أخرى، فإن ما أبهت ذلك الأداء هي ملفاتُ التعريف الإلكترونية وقد صرت هدفا سهلا لرسائل البريد الآلي المزعج الذي عرف المزيد منه طريقه إلي بسبب أن ثمن الاشتراك يسحب من محفظتي النقدية الشخصية.
ويقول في هذا السياق، جوني ريان، الذي تحول من مديرٌ تنفيذ بسوق الإعلانات إلى ناشط يتحدى الشركات الكبرى في عالم التقنية الآن بوصفه عضوا بارزا في المجلس الأيرلندي للحريات المدنية غير الربحي، إن المعلنين على تلك المنصات هم فئة من المستفيدين يسهلُ إرضاؤها مقارنة باشتراكات الأفراد. واستطرد موضحا: "إن المعلن بشكل عام لا يهتم بالمحتوى". "بين فينة وأخرى تثار فضائحهم، لكنها بشكل عام ليست سياسية إلى هذا الحد".
وتابع مذكرا بما وصفه بقول مأثور قديم وهو "إذا كنت لا تدفع مقابل المنتج، تصير أنت المنتج" - بمعنى، إذا كنت تستخدم شيئًا ما مجانًا، فإن مالكه يتحصل على بياناتك التي قمت بإدخالها ويتاجر بها إذ يتقاضى الثمن ليس منك بل من شركات الإعلان التي يبيعك إياها كي يسهل عليها التعرف عليك وتحسين التسويق ما يضاعف بالتالي الطرق للوصول إلى الأشخاص.
إنها طريقة عمل راسخة ومربحة على حد ما ذكره. "البيانات هي النفط الجديد!"، ذكرني حديثه بهذه العبارة الجريئة التي سمعتها كثيرًا في صناعة التكنولوجيا في السنوات الأخيرة.
لكن شركات التكنولوجيا أصبحت تتوجه بشكل متزايد إلى استحداث وفتح أبواب الاشتراكات أمام الأفراد وربما يعود ذلك إلى تدنٍ ما في مخزونات تلك الآبار النفطية الخاصة- البيانات- بها فكان أن أوجدت البديل.
قامت شركة ميتا المالكة لـ فيس بوك وانستغرام بطرح نموذج اشتراك خالي من الإعلانات مصمم لرواد شبكتي التواصل من أوروبا.
وحددت قيمته بـ 13 يورو (14 دولارًا؛ 11 جنيهًا إسترلينيًا) مستحقة شهريا عن أي جهاز محمول، وهو ما يوازي تقريبا متوسط الفاتورة الشهرية الخاصة بتشغيل خدمة الإنترنت على أي جهاز ذكي. ورفض عملاق التكنولوجيا الأمريكي إخباري بعدد الأشخاص الذين التحقوا بتلك الخدمة وقاموا بالتسجيل بها حتى الآن.
والآن تبدو الخطوة أنها لم تكن أكثر من محاولة التزام ظاهري بتشريعات جديدة للاتحاد الأوروبي بشأن حقوق المستهلك وفرصته في الاختيار. ومع ذلك فهي لم تحقق المرجو منها وتجد ميتا نفسها حاليا محل مساءلة لأن مفوضية الاتحاد الأوروبي تقول إن وضع المستهلك أمام خيارين لا ثالث لهما إما الدفع أو تداول البيانات هو تدبير غير جيد بما يكفي.
أما برنامج سناب شات بلس، الذي يتضمن خيارًا خاليًا من الإعلانات ولا تزال إمكانياته الحصرية قيد التطوير، فقد حقق مليون مشترك في غضون أسابيع قليلة من إطلاقه في يونيو حزيران 2022.
وفي عام 2023، وصل عدد المشتركين بخدمة موقع اليوتيوب التي تأتي بدون إعلانات لكافة الأجهزة إلى 100 مليون مستخدم.
ويقول جيمس هاكينغ، مؤسس وكالة دعائية اسمها Socially Powerful، وهو احد مشتركي خدمة يوتيوب بريميوم منذ وقت ليس بقليل: "إن التجربة الخالية من المتاعب المتمثلة في القدرة ببساطة على الاستمتاع بالمحتوى، دون الخوف من "متى سيأتي ويطل الإعلان بوجهك" هو شيء احتاج إليه في حياتي".
من ناحية أخرى، استحدثت منصة البث الرقمي نتفليكس اشتراكات أرخص تتضمن إعلانات لعملائها. تلى تلك الصفقة أن قامت منافستها أمازون برايم بالسماح بالإعلانات على منصة الفيديو الخاصة بها، ثم عادت وفرضت على أعضائها المشتركين بالفعل رسومًا إضافية لاستبعادها من أمامهم.
واعتبر جوني رايان ذلك الاتجاه نوعا من الانفصام ويرى أنه أسوأ ما في العالمين وعلق عليه قائلا إنه "شيء غريب"، أن تداهمك إشكالية الإعلانات في خدمات مدفوعة بالفعل.
لكن موضوع الاشتراكات بشكل عام بات يرتبط "بمنظومة الانتقال من مرحلة السوق الحديثة والمتنامية إلى السوق المشبعة"، كما يقول عظيم أزهر، مؤسس خدمة الاشعارات والتنبيه المدفوعة عن آخر مستجدات التكنولوجيا.
"لا يوجد عملاء جدد يمكنك الحصول عليهم، لذلك تحتاج إلى معرفة كيفية إضافة الإيرادات إلى عملك" على حد وصفه للأوضاع والوقائع.
وأضاف "هناك شريحة من مستخدمي الإنترنت يرغبون في الدفع، تمامًا كما توجد شريحة من مستخدمي شركات الطيران ترغب في الدفع مقابل الصعود إلى الطائرة بسرعة وراحة أكبر" غير أنه عاد وحذر من أن التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي بوجه خاص يحتاج إلى قدر من الاحتياط والحرص .
وعلل ذلك بأن "إذا ما تعين على الجميع الدفع مقابل الخدمة، فسيتراجع عدد المستخدمين بكثير عما هو عليه، وسيكون بالتالي هناك تفاعل أقل على المنصة، وستصبح بالتالي أقل زخما".
"هناك حاجة لخلق بيئة توازن تتضمن مستخدمين مجانيين للحفاظ على تفاعل واسع بإعادة المشاركة وإنشاء المحتوى، بالإضافة إلى من يرغبون في دفع المزيد مقابل تجربة أنقى قليلاً."
ربما يكون هذا هو الدرس الذي أدركته منصة إكس بالفعل - إذ أنها وبعد أيام من إطلاقها خاصية الاشتراك الخاص بها، أعلنت عن منح الحسابات المؤثرة التي يتابعها أكثر من مليون متابع، نفس ميزات الاشتراك المدفوع، ثم اتسعت دائرة المرتقين مجانا لتشمل أيضا الحسابات التي تضم أكثر من 2500 "متابع مشترك معتمد".
ويتزامن ذلك ونجاح تحول العديد من منصات نقل الأخبار إلى نظام الاشتراكات بغرض تغطية الاحتياجات التمويلية من المدفوعات. بات هناك الكثير منها يتخفى وراء جدران لا يمكن الاطلاع على ما ورائها إلا باشتراك مالي.
تجلى نجاح هذا الأسلوب بشكل خاص في الدول الاسكندنافية - فقد أفاد معهد رويترز العام الماضي أن 33٪ من السويديين قد دفعوا مقابل خدمات الأخبار على الإنترنت.
وظفر ما ينشره السيد أزهر بعد البدء مع Substack، بحوالي 100 ألف مشترك على تلك المنصة التي توفر طريقة لربط المبدعين بالجمهور.
إنها تسمح لأطياف مختلفة من الناشرين من محللين إلى سياسيين إلى صحفيين ورحالة وأصحاب رأي وكتاب بنشر رسائل البريد الإلكتروني الإخبارية الخاصة بهم مجانا ثم تحصل على عمولة تبلغ 10% من الرسوم التي تُفرض على المشتركين بالإضافة إلى نسبة إضافية بـ 3% لاستخدام نظام الدفع سترايب Stripe.
تزعم الشركة التي تدير Substack أن أكثر من ثلاثة ملايين شخص قد اشتركوا في المدونات المتوفرة تحت سحابتها .
لا يسمح Substack بعرض الإعلانات على المنصة ويقول مؤسسُها هاميش ماكنزي، عن وصفة النجاح المضمونة "يجب أن تظل متواجدا على نفس المنوال- عليك مواصلة الظهور - إن خلق عادة في أذهان القراء أمرٌ مهم".
"سوف يطورون علاقة معك، ومن ثم يتعين عليك أن تحافظ على تلك الثقة التي كسبتها مما يعني عدم صرف انتباههم عنك وثقافة الإعلانات لا تعكس ذلك وتتقاطع مع ذلك المنحى. عليك أن تكون صادقًا، ولا تسيء استغلال حالة التركيز معك من خلال مطاردتهم بمجموعة من الأشياء المشتتة والقادرة على إفساد مزاجهم اليومي".
يعتقد ماكينزي أن وجود الشبكات الاجتماعية التي تقوم بتحصيل رسوم لكل البيانات التي تتاح عليها، في مقابل مجال مثل Substack يحسن استخدامه من استهلاك الطاقات الفردية الحصرية سيخلق في يوم من الأيام "تنافسا كبيرا" بين توجهين فارقين في عصر المعلومات. ويقول: "إنه عالم أفضل بكثير عندما يكون الجمهور هو العميل وليس المنتج".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
انقطاع واسع للكهرباء في فرنسا يطاول مهرجان كان السينمائي
انقطع التيار الكهربائي عن جنوب شرقي فرنسا، بما يشمل مدينة كان ومحيطها، السبت، وهو اليوم الأخير لمهرجان كان السينمائي، لكنّ المنظمين قالوا إن الحفلة الختامية لن تتأثر بذلك. وقال مسؤول إدارة المنطقة عبر منصة إكس: "يسجل عطل كهربائي كبير غرب مقاطعة ألب-ماريتيم راهنا". وسارع مهرجان كان السينمائي إلى التأكيد أن "قصر المهرجانات انتقل فوراً إلى نظام تغذية كهربائية مستقل، ما يسمح بالمحافظة على كل الفعاليات والعروض المقررة اليوم، بما يشمل حفلة الختام، في ظروف طبيعية". وأوضحت شركة "ار تي او" RTE المشغلة لشبكة الكهرباء أن الانقطاع يشمل "كان والبلدات المحيطة بها و160 ألف منزل". وبدأ انقطاع التيار الكهربائي بعيد الساعة 10:00 صباحاً (08:00 بتوقيت غرينتش). وقالت مصادر في الدرك، وفقاً لوكالة فرانس برس، إن العطل ناجم عن حريق قد يكون متعمّداً طاول خلال الليل منشأة للتوتر العالي في تانيرون في مقاطعة فار المجاورة. وتختم الدورة الثامنة والسبعون لمهرجان كان الذي انطلق في 13 أيار/ مايو مساء السبت في قصر المهرجانات الشهير حيث توزع الجوائز الرئيسية. سينما ودراما التحديثات الحية مهرجان كان السينمائي: جائزة لفيلم عن غزة ودعوة لمحاسبة إسرائيل وطاول انقطاع واسع النطاق للكهرباء إسبانيا والبرتغال وأجزاء من فرنسا الشهر الماضي، كما تأثرت خدمات الإنترنت في المغرب والجزائر. ولم يعلن سبب هذا الانقطاع الشامل للتيار الكهربائي، لكنّ رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أكّد وقتها أنّ حكومته "لا تستبعد" أيّ فرضية. وقالت شركة إي - ريدس وقتها إنّ أجزاء من فرنسا تضررت أيضاً نتيجة انقطاع الكهرباء. وقالت شركة الكهرباء في فرنسا إن الكهرباء انقطعت عن عدد من المنازل لدقائق في منطقة الباسك، قبل إعادتها. في حين أفادت شركة "رين" البرتغالية بأن شبه الجزيرة الإيبيرية بأكملها، بما يشمل إسبانيا والبرتغال، تأثرت بالانقطاع، بالإضافة إلى جزء من فرنسا. وأعلنت شركة الكهرباء البرتغالية "edp" عن انقطاع "كبير" للتيار ظهر الاثنين. وقالت الشركة في بيان أرسلته إلى وكالة فرانس برس إن "انقطاعاً كبيراً للكهرباء في شبه الجزيرة الإيبيرية أثّر أيضاً على جزء من فرنسا ووصل تأثيره إلى البرتغال اعتباراً من الساعة 11,33 صباحاً (10,33 بتوقيت غرينتش)". (فرانس برس، العربي الجديد)


العربي الجديد
منذ 3 أيام
- العربي الجديد
"فورتنايت" تعود إلى متجر تطبيقات "آبل"
أصبحت لعبة الفيديو فورتنايت متاحة مجدداً في الولايات المتحدة عبر متجر تطبيقات آبل، وفق ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس أمس الثلاثاء، بعد دقائق من إعلان شركة إيبك غايمز المطورة للّعبة ذلك. وقد أُطلقت "فورتنايت" عام 2017 وحققت نجاحا فورياً، ثم أزالتها "آبل" من متجرها الإلكتروني في عام 2020 متهمةً "إيبك غايمز" بخرق قواعدها من خلال تقديم إمكانية الدفع داخل تطبيقها من دون المرور عبر نظام "آبل". "فورتنايت" تعود أوروبياً أشارت "إبيك غايمز" أيضاً عبر منصة إكس إلى أن "فورتنايت"، التي تتيح للاعب واحد الفوز بعد إقصاء جميع اللاعبين الآخرين، عادت أيضاً إلى أوروبا على نظام تشغيل iOS من " آبل "، وذلك بعد حجبها في القارة في 16 مايو/أيار. وقالت "آبل" لوكالة فرانس برس حينها إنها لم تكن وراء إزالة اللعبة من متاجر التطبيقات البديلة، وحثت "إيبك غايمز" على التقدم مجدداً بطلب لتثبيت اللعبة. تكنولوجيا التحديثات الحية "آبل".. رسائل تخوف الأوروبيين من التطبيقات معركة "إيبك غايمز" تخوض الشركة الناشرة للعبة منذ 2020 معركة شرسة مع شركات التكنولوجيا العملاقة بشأن العمولات التي تفرضها على البرامج التي تُنزَّل من خلال المتاجر الرسمية على أنظمة تشغيل مثل iOS من "آبل" و" أندرويد " من "غوغل"، وهي الطريقة الوحيدة تقليدياً لمعظم المستخدمين لتثبيت البرامج على أجهزتهم. ورفعت الشركة دعاوى قضائية ضد المجموعتين العملاقتين، وطوّرت متجر تطبيقات خاصاً بها يُمكّن المستخدمين من تثبيت الألعاب من دون الحاجة إلى أنظمة "آبل" و"غوغل" اللتين تفرضان عمولاتٍ تقول "إيبك" إنها مُبالغ فيها. وقال قاضٍ فيدرالي أميركي في وقتٍ سابق من هذا الشهر إن "آبل" لم تمتثل لأمرٍ قضائي صدر في قضية "إيبك" يُلزم الشركة المُصنّعة لأجهزة "آيفون" بالسماح للمستخدمين بوسائل أخرى لشراء المحتوى أو الخدمات. وأوضح ناطق باسم آبل لـ"فرانس برس" آنذاك أن الشركة تُعارض بشدة قرار القاضي وتعتزم الاستئناف أمام محكمةٍ أعلى، لكنها ستلتزم به. (فرانس برس)


العربي الجديد
منذ 3 أيام
- العربي الجديد
"مايكروسوفت" تنتقد "آبل" لتأخر إطلاق متجر "إكس بوكس" للموبايل
كانت شركة مايكروسوفت الأميركية قد أعلنت خططاً لإطلاق متجر على الإنترنت لمنصة ألعاب الفيديو الخاصة بها إكس بوكس في يوليو/تموز 2024. لكن ذلك لم يحدث قط. والآن تتهم الشركة "آبل" بأنها هي السبب في هذا التعثّر. وقدّمت "مايكروسوفت" مُلخصاً قانونياً أمس الثلاثاء يُعارض محاولة "آبل" إلغاء الأمر القضائي الذي يسمح لشركة الألعاب إبيك غايمز، والمُطورين الآخرين، بإعلان طرق دفع بديلة بحرية في تطبيقاتهم عن متجر "آبل" للتطبيقات، ومن دون الحاجة إلى دفع رسوم إضافية لـ"آبل" مقابل عمليات الشراء التي تتم خارج التطبيقات. من "فورتنايت" إلى "إكس بوكس" حكم الأمر القضائي بالسماح للعبة فورتنايت بالعودة إلى متجر التطبيقات في الولايات المتحدة، مع إمكانية ربط "إبيك غايمز" بنظام الدفع الخاص بها داخل اللعبة. وأرادت "مايكروسوفت" تقديم تجربة مُماثلة لمتجر "إكس بوكس" للهواتف المحمولة، لكنها تقول إن مشروعها "أعاقته آبل". وأوضحت "مايكروسوفت": "يسمح أمر المحكمة الجزئية لشركة آبل بالحفاظ على حصريتها داخل التطبيق، ولكن كان ينبغي على الأقل أن يمكّن مايكروسوفت من تقديم حل عملي للمستهلكين من خلال إطلاق متجرها الإلكتروني الخاص، الذي يُمكن الوصول إليه عبر رابط خارجي، لشراء عناصر داخل التطبيق من خارجه واستخدامها في الألعاب أو تطبيقات أخرى. وهذا ما تسعى مايكروسوفت إلى تحقيقه. ولكن حتى هذا الحل واجه إحباطاً من آبل". تكنولوجيا التحديثات الحية "مايكروسوفت" تعلن اعتماد أداة "غروك" وتابعت الشركة: "قبل أمر المحكمة الجزئية الأخير، لم تكن مايكروسوفت قادرة على تطبيق عمليات الدفع عبر رابط خارجي (أو حتى إبلاغ العملاء بوجود طرق شراء بديلة) بسبب سياسات آبل الجديدة لمكافحة التوجيه التي تُقيد تواصل مايكروسوفت مع المستخدمين وتفرض تكلفة اقتصادية أعلى على مايكروسوفت مما كانت عليه قبل الأمر القضائي". "آبل" نحو الاستئناف يضيف الملف: "وبالمثل، سعت مايكروسوفت منذ فترة طويلة إلى تمكين مستخدمي تطبيق إكس بوكس على نظام iOS من شراء الألعاب وبثها من خلال التطبيق من السحابة أو من أجهزتهم الأخرى. لقد قيّدت سياسات آبل قدرة مايكروسوفت على تقديم هذه الوظائف معاً؛ ويسمح الأمر القضائي لمايكروسوفت باستكشاف هذا الاحتمال". الآن، يُمكّن حكم المحكمة "مايكروسوفت" من إطلاق متجر "إكس بوكس" للهواتف المحمولة. لكن يقول موقع ذا فيردج التقني إنه من الواضح أن عملاق البرمجيات يريد أيضاً ضمان عدم نجاح استئناف "آبل" ضد الحكم. فإذا أطلقت "مايكروسوفت" متجرها، ثم فازت "آبل" بوقف مؤقت، فقد تضطر إلى إغلاق المتجر الجديد ريثما تنتهي إجراءات الاستئناف.