
«الوطني للثروات»: الخوف والجشع أقوى العوامل المؤثرة في سلوك الأفراد واتجاهات السوق
- الشعور بألم الخسائر قد يدفع المستثمرين للتمسك بالاستثمارات الخاسرة لفترات طويلة
- أشكال عدة للجشع مثل المضاربات والإفراط في الاستدانة ومطاردة العوائد غير المستدامة
سلّطت شركة «الوطني للثروات» في أحد تقارير سلسلة «قيادة الفكرة» الضوء على كيف تؤثر قراراتك الاستثمارية على مشاعرك؟ مشيرة إلى أن هذا السؤال قد يبدو غريباً للوهلة الأولى، لكنه أساسي في عالم الاستثمار. فالمشاعر تلعب دوراً جوهرياً في توجيه قرارات المستثمرين، وغالباً ما يكون تأثيرها على النتائج أكبر مما يظن البعض. وبين مختلف المشاعر التي يمر بها المستثمرون، يبرز الخوف والجشع كأقوى العوامل المؤثرة في سلوك الأفراد واتجاهات السوق.
وأضاف التقرير «سأخبرك كيف تصبح ثرياً. أغلق الأبواب. كن خائفاً عندما يكون الآخرون جشعين، وكن جشعاً عندما يكون الآخرون خائفين». وارن بافيت في عالم الاستثمار، وهذا يعني أن الخوف قد يدفع المستثمرين إلى حالة من هلع البيع، ما يؤدي إلى خسارة فرص ثمينة كانت من الممكن أن تحقق مكاسب. في المقابل، قد يقود الجشع إلى مخاطرات غير محسوبة وخلق فقاعات مضاربية. وبالنسبة للمستثمرين على المدى الطويل، فإن فهم هذه المشاعر هو المفتاح لبناء الثروات.
تأثير الخوف
وذكر التقرير أن تفادي الخسارة يعد أحد أكثر أشكال الخوف شيوعاً في عالم الاستثمار، إذ يميل الأفراد إلى الشعور بألم الخسائر بشكل أكبر من متعة تحقيق مكاسب بقيمة مماثلة. وقد يؤدي هذا التحيز النفسي إلى دفع المستثمرين للتمسك بالاستثمارات الخاسرة لفترات طويلة، على أمل تعويض خسائرهم، بدلاً من اتخاذ قرارات عقلانية تستند إلى معطيات السوق. وخلال فترات التقلبات الحادة أو عدم اليقين الاقتصادي، يصبح الخوف عاملاً رئيسياً في دفع المستثمرين إلى حالة هلع البيع، ما يؤدي إلى الخسائر المحققة بدلاً من تبني رؤية طويلة الأجل.
وتابع: «يساهم هذا السلوك في تفاقم تراجعات السوق، إذ يؤدي البيع الجماعي المدفوع بالخوف إلى تسريع انخفاض الأسعار. وتعتبر الأزمة المالية العالمية في 2008 أحد أبرز الأمثلة على ذلك، إذ أقدم العديد من المستثمرين على تصفية محافظهم الاستثمارية عند أدنى مستويات السوق أو قريباً منها ما أدى إلى فقدهم لفرصة الاستفادة من التعافي اللاحق».
وأضاف التقرير: «لا يقتصر تأثير الخوف على تجنب الخسارة فحسب، بل يتجلى أيضاً في الخوف من فقدان الفرص، وهو المحفز النفسي الذي يدفع المستثمرين إلى ملاحقة الأسهم الرائجة أو أصول المضاربة من دون إجراء الدراسات اللازمة. وغالباً ما يكون هذا السلوك مدفوعاً بالصخب المحيط بتلك الاتجاهات والتقلبات اللحظية بدلاً من الاعتماد على الأسس الاستثمارية السليمة. ويعد فهم هذه التحيزات القائمة على الخوف أمراً بالغ الأهمية لبناء إستراتيجية مالية ناجحة طويلة الأجل».
مخاطرة مفرطة
ولفت التقرير إلى أنه في الوقت الذي يدفع فيه الخوف المستثمرين إلى بيع استثماراتهم في أسوأ الأوقات، يؤدي الجشع إلى تأثير معاكس تماماً، إذ يشجع على المخاطرة المفرطة في السعي وراء تحقيق أرباح سريعة. ويمكن أن يظهر الجشع بأشكال عدة، مثل المضاربات، والإفراط في الاستدانة، ومطاردة العوائد غير المستدامة. وتتمثل إحدى أخطر نتائج الجشع في تكوين فقاعات الأصول، إذ ترتفع الأسعار إلى مستويات غير مستدامة. ومن أبرز الأمثلة على ذلك فقاعة الدوت كوم في أواخر التسعينيات وفقاعة الإسكان في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وخلال فقاعة الدوت كوم، ارتفعت أسعار أسهم شركات التكنولوجيا الناشئة، حتى تلك التي لم تحقق أرباحاً أو لم تكن لديها خطط عمل واضحة، بشكل جنوني مدفوعة بحمى المضاربة والتوقعات غير الواقعية. وتجاهل المستثمرون أساسيات التقييم المالي، ودفعوا أموالهم باتجاه شركات بلا قيمة جوهرية، مدفوعين برغبة الجني السريع للأرباح. وعندما بدأ السوق في التصحيح، انهارت الأسعار، ما أدى إلى خسارة تريليونات الدولارات من القيمة السوقية في فترة وجيزة.
وأفاد «لا يقتصر تأثير الجشع على تكوين فقاعات الأصول فحسب، بل يظهر أيضاً في ظاهرة الإفراط في الاستدانة، وهي ممارسة تنطوي على مخاطر كبيرة. إذ يلجأ بعض المستثمرين إلى الاقتراض المفرط لتعظيم العوائد المحتملة، مستغلين الرافعة المالية لتحقيق مكاسب أعلى. وعلى الرغم من أن هذه الإستراتيجية قد تعزز الأرباح في أوقات الانتعاش الاقتصادي وارتفاع الأسواق، إلا أنها تجعل المستثمرين أكثر عرضة لخسائر فادحة خلال فترات الركود.
مؤشرات للقياس
وخلص التقرير إلى أنه كي يتمكن المستثمرون من فهم تأثير الخوف والجشع على تحركات الأسواق المالية، يتم الاعتماد على مجموعة من المؤشرات التي تعكس معنويات السوق:
- مؤشر فيكس لتقلبات السوق (VIX) والذي يطلق عليه أيضاً«مقياس الخوف»ويستخدم لقياس التقلبات المتوقعة لمؤشر ستاندرد اند بورز 500 خلال 30 يوماً المقبلة. ويشير ارتفاع مؤشر التقلب إلى تزايد حالة القلق وعدم اليقين بين المستثمرين، ما يعكس توقعات تزايد التقلبات. في المقابل، يشير انخفاضه إلى حالة من الاطمئنان.
- مؤشرات الخوف والجشع (2) وهو مقياس مركب يعكس معنويات السوق عبر دمج مجموعة من المؤشرات المختلفة، ما يساعد على تقييم الحالة العاطفية للمستثمرين وتحديد ما إذا كان السوق يتحرك بدافع الخوف أو الجشع.
- استطلاعات المستثمرين وتقارير المعنويات حيث توفر استطلاعات الرأي، مثل استطلاع ثقة المستثمرين الصادر عن الرابطة الأميركية للمستثمرين الأفراد (AAII)، قياساً دقيقاً لمعنويات المستثمرين (3) عبر تحديد نسبة من لديهم توجهات إيجابية، ومن لديهم توجهات سلبية، والمحايدين في سوق الأسهم. ويتيح تتبع هذه المؤشرات للمستثمرين فهماً أعمق لسيكولوجية السوق واتجاهاته المحتملة.
إستراتيجيات فاعلة للحد من تأثير العواطف
تتطلّب السيطرة على مشاعر الخوف والجشع وعياً ذاتياً وانضباطاً ونهجاً استثمارياً منظماً. وعلى الرغم من استحالة التخلص التام من العواطف، إلا أنه يمكن الحد من تأثيرها عبر تبني إستراتيجيات فاعلة:
1 - اعرف نفسك وقدرتك على تحمل المخاطر: حيث يجب على المستثمرين تقييم قدرتهم على تحمل المخاطر استناداً إلى أوضاعهم المالية وأهدافهم الاستثمارية ومرونتهم العاطفية. إذ يساهم هذا التقييم في بناء محفظة استثمارية متوازنة، تُبقي الخسائر المحتملة ضمن نطاق مقبول.
2 - اتبع إستراتيجية استثمار منضبطة: يعد الالتزام بخطة استثمارية واضحة، والاستثمار المنتظم (باستخدام إستراتيجية متوسط التكلفة بالدولار)، وضمان التنويع المناسب، واختيار الأصول وفقاً لقدرة المستثمر على تحمل المخاطر، من أهم العوامل المساعدة للحد من تأثير العواطف على القرارات الاستثمارية.
3 - عدم محاولة التنبؤ بمستقبل السوق: يصعب التنبؤ بدقة بحركة السوق المستقبلية وتحديد القمم والقيعان باستمرار. لذا، بدلاً من محاولة ذلك، يجب على المستثمرين التركيز على بناء الثروة على المدى الطويل والالتزام بالاستثمار المنتظم خلال فترة تقلبات السوق.
4 - موازنة محفظتك بانتظام: تتضمن إعادة التوازن تعديل المحفظة بشكل دوري للحفاظ على التوزيع المستهدف للأصول. وتساعد هذه الممارسة المستثمرين على خفض انكشافهم على الأصول التي ارتفعت أسعارها بشكل مبالغ، وزيادة الاستثمار في الأصول المقيمة بأقل من أسعارها العادلة.
5 - الأخذ برأي احترافي: يتيح اللجوء إلى مستشار مالي أو خبير استثماري الحصول على رؤى موضوعية، ما يساعد المستثمرين على تجنب القرارات العاطفية.
6 - اعتماد منظور طويل الأجل: على الرغم من أن تقلبات السوق قصيرة الأجل تعتبر أمراً لا مفر منه، إلا أن المستثمرين الناجحين يوجهون اهتمامهم نحو الاتجاهات طويلة الأجل والقيمة الأساسية للأصول.
وفي نهاية الأمر، لا يقتصر النجاح الاستثماري على اختيار الأصول المناسبة فحسب، بل يشمل أيضاً القدرة على التحكم بالعواطف وفهم سيكولوجية الاستثمار.
بيان إخلاء المسؤولية
المعلومات والآراء الواردة في هذا التقرير تم الحصول عليها أو استخلاصها من مصادر تعتقد شركة الوطني للاستثمار (الوطني للثروات) بأنها موثوقة دون أن تقوم بالتحقق من دقة أو اكتمال تلك المصادر بشكل مستقل. وبرأي «الوطني للثروات»أن المعلومات والآراء الواردة في هذا التقرير صحيحة وكاملة، إلا أن الشركة لا تقدم أي تعهدات أو ضمانات، صريحة كانت أم ضمنية، بشأن دقة أو اكتمال المحتوى. وقد تتوفر معلومات إضافية عند الطلب. ولا تتحمل «الوطني للثروات» مسؤولية عن أي خسارة مباشرة أو غير مباشرة أو تبعية ناتجة عن استخدام المحتوى. ولا يجوز اعتبار هذا التقرير مشورة استثمارية أو قانونية أو محاسبية أو ضريبية، كما لا يجوز اعتباره تعهداً بأن أي استثمار أو إستراتيجية هي مناسبة أو ملائمة لظروفكم الخاصة، ولا يجوز اعتباره توصية شخصية لكم. كما لا يصح الاعتماد على هذا التقرير كبديل عن القيام بتقدير وحكم مستقل. بالإضافة إلى ذلك، فإن «الوطني للثروات» ربما قد تكون أصدرت، وقد تصدر في المستقبل، تقاريراً أخرى لا تتفق مع المعلومات الواردة في هذا التقرير وتصل إلى نتائج نهائية مختلفة عن تلك المعلومات الواردة في هذا التقرير. وتعكس تلك التقارير افتراضات ورؤى وطرق تحليلية مختلفة للمحللين الذين قاموا بإعداد التقارير، ولا تلتزم الوطني للثروات بضمان لفت نظركم إلى تلك التقارير الأخرى. وقد تنخفض قيمة أي استثمار أو دخل وقد ترتفع، كما قد لا تستردون كامل المبلغ المستثمر. وينبغي ألا يؤخذ الأداء السابق كمؤشر أو ضمان للأداء المستقبلي، ولم يتم تقديم أي تعهد أو ضمان، ضمنياً كان أم صريحاً، بشأن الأداء المستقبلي. كما أن المعلومات والآراء والتقديرات الواردة في هذا التقرير تعكس تقديراً وحكماً في التاريخ الأصلي لنشر التقرير من قبل الوطني للثروات، وتخضع تلك المعلومات والآراء والتقديرات للتغيير دون إشعار. هذا المحتوى مقدم لأغراض التداول والترويج العام فقط. لم يتم إغفال أي معلومات ضرورية خاصة بمحتوى هذا المستند.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- الرأي
من هو غريغ أبيل.. خليفة وارن بافيت؟
أعلن الملياردير وارن بافيت، أمس السبت، أنه مستعد أخيراً لمغادرة منصبه كرئيس تنفيذي لشركة «بيركشاير هاثاواي» بنهاية العام. وكما هو مخطط له منذ عدة سنوات، يعتزم المستثمر الأسطوري البالغ من العمر 94 عاماً تسليم زمام الأمور إلى أبيل، نائب رئيس مجلس الإدارة الذي يقود عمليات الشركة غير التأمينية. من هو غريغ أبيل، الرجل الذي سيصبح قريبا المسؤول عن شركة بيركشاير هاثاواي الاستثمارية العملاقة؟ وُلد غريغ أبيل في كندا ونشأ في حي للطبقة العاملة في إدمونتون، ألبرتا. التحق بجامعة ألبرتا حيث درس المحاسبة وتخرج بامتياز عام 1984. انضم إلى شركة الاستشارات PwC في إدمونتون كمحاسب قانوني، ثم انتقل لاحقا إلى مكتب الشركة في سان فرانسيسكو، حيث كان أحد عملائه شركة CalEnergy، التي انتقل للعمل فيها بعد ذلك بفترة قصيرة. شغل أبيل مناصب تنفيذية عليا في الشركة من 1992 إلى 2008، وأصبح رئيسا لها في 1999 عندما تحولت إلى MidAmerican Energy Holdings Company. وفي عام 2014، أصبحت الشركة تابعة لبيركشاير هاثاواي تحت اسم Berkshire Hathaway Energy. تمتلك بيركشاير هاثاواي إنرجي أصولا تزيد قيمتها عن 90 مليار دولار وتدير فروعا في قطاع الطاقة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا والفلبين. في يناير 2018، بينما كان لا يزال يشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة بيركشاير هاثاواي إنرجي، عُين أبيل نائبا لرئيس مجلس إدارة بيركشاير هاثاواي إنك. ومنذ ذلك الحين، أصبح شخصية محورية في إدارة محفظة الشركة للأعمال غير المتعلقة بالتأمين. يشغل أبيل أيضا منصب مدير ونائب رئيس في معهد إديسون الكهربائي (Edison Electric Institute)، وهو جمعية للشركات الكهربائية المملوكة للمستثمرين في الولايات المتحدة، وشركة Associated Electric & Gas Insurance Services Limited للتأمين المتبادل، بالإضافة إلى عضويته في مجلس إدارة Nuclear Electric Insurance Limited (شركة تأمين مشترك لمنشآت الطاقة النووية) وشركة كرافت هاينز. في مقابلة في مايو 2021، أكد وارن بافيت أن أبيل هو خليفته المستقبلي كرئيس تنفيذي لبيركشاير هاثاواي، قائلا إنه «مرتاح بنسبة 100%» لقيادة أبيل للشركة. يتوقع المستثمرون والمحللون أن يحافظ أبيل على النهج المحافظ الذي اتبعه بافيت في إدارة الأعمال، مع الحفاظ على سجل الشركة البالغة قيمتها 865 مليار دولار في الاستثمار طويل الأجل وتجنب توزيعات الأرباح على المساهمين. قال أبيل في اجتماع للمساهمين مؤخرا: «لدينا شركة مميزة جدا في بيركشاير، لكن الثقافة هي ما يجعلها مميزة، وهذا لن يتغير». ومع ذلك، أفادت التقارير أن أبيل بدأ بالفعل في تولي مسؤوليات قيادية أساسية في بيركشاير. قالت سو ديكر، المدير الرئيسي لمجلس إدارة بيركشاير هاثاواي، في مقابلة يوم الجمعة: «في العام الماضي، انتقل المجلس، وتحديدا غريغ ووارن، من مرحلة التحضير للنجاح إلى ممارسته فعليا». وأضافت ديكر: «أصبح جريج أكثر انخراطا في قرارات تخصيص رأس المال، وأعلم أنه كسب ثقة المجلس ووارن في هذا الصدد». وتابعت قائلة: «لم يعد يُنظر إلى أبيل داخليا على أنه رئيس تنفيذي في الانتظار».


الرأي
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- الرأي
بعد أكثر من نصف قرن.. وارن بافيت يتنحى عن رئاسة «بيركشاير»
أعلن المستثمر الشهير وارن بافيت (94 عاما) نيته التنحي في نهاية العام الجاري عن منصبه كرئيس لمجموعته «بيركشاير هاثاواي»، بعد أكثر من نصف قرن من الهيمنة على الشركة التي جمع من خلالها مليارات الدولارات. وقال بافيت خلال الاجتماع العام لشركة «بيركشاير هاثاواي»، «لقد حان الوقت لكي يصبح غريغ (أبيل، الخليفة المعين للملياردير) الرئيس التنفيذي للشركة في نهاية العام». وقد عُيّن غريغ أبيل البالغ 62 عاما نائبا لرئيس المجموعة في عام 2021 خلفا لوارن بافيت، وهو يشغل حاليا منصب نائب رئيس المجموعة. وقال المحلل المالي بيتر كارديلو من شركة «سبارتان كابيتال سيكيوريتيز» لوكالة فرانس برس «بعد مسيرة طويلة وناجحة في مجال التمويل، يعتزم ساحر وول ستريت التقاعد». وقد تطورت «بيركشاير هاثاواي» على مر السنين من شركة صغيرة تعمل في مجال المنسوجات، إلى مجموعة عملاقة تحت قيادة بافيت، وتبلغ قيمتها حاليا أكثر من تريليون دولار في وول ستريت، وهي أول مرة تصل فيها قيمة مجموعة أميركية خارج قطاع التكنولوجيا إلى هذا الحد. وقال المحلل المالي آرت هوغان من شركة «بي. رايلي ولث منجمنت» لوكالة فرانس برس «إنه من أعظم المستثمرين في عصرنا. سجله حافل بالنجاحات: فقد تفوق على مؤشر +ستاندرد آند بورز 500+ (مؤشر بورصة نيويورك القياسي) على مدار عام، وخمس سنوات، وعشر سنوات، وعشرين عاما» من حيث العائدات. طوال حياته، فضل وارن بافيت الاستثمار على المدى الطويل في شركات مستقرة، مع التدقيق بحساباتها، ما سمح له ببناء خامس أكبر ثروة في العالم على مدى عقود. وتمتلك مجموعته حاليا عشرات الشركات (من بطاريات «دوراسيل» إلى شركة التأمين الأميركية «جيكو») فضلا عن أسهم في شركات مختارة بعناية، من «كوكا كولا» إلى «بنك أوف أميركا»، ومن «شيفرون» إلى «أميركان إكسبريس». وقال المحلل ستيف سوسنيك من شركة «إنتراكتيف بروكرز» لوكالة فرانس برس «إنها حقا نهاية حقبة - أعظم مستثمر في الأجيال الأخيرة ينهي أخيرا مسيرته المهنية، ويخرج منها بقوة». وأكد وارن بافيت السبت أن مجلس إدارة شركة «بيركشاير هاثاواي» قد «يطرح علي أسئلة» في شأن هذا القرار الأحد. وتوقع أن أعضاء المجلس «سيستوعبون» الإعلان وسيكونون «بالإجماع لصالح هذا القرار». ومن المقرر أن يتم الإعلان عن رأي المجلس رسميا «في غضون بضعة أشهر»، وفق بافيت. وأشار المستثمر إلى أنه رغم تسليم القيادة إلى غريغ أبيل الذي سيكون له «الكلمة الأخيرة» في المجموعة، فإنه «سيبقى موجودا» و«يمكن أن يكون مفيدا في بعض الحالات»، من دون تحديد الدور الذي سيلعبه.


الرأي
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- الرأي
وارن بافيت يتنحى عن قيادة «بيركشاير هاثاواي» نهاية العام
أعلن المستثمر الشهير وارن بافيت (94 عاما) نيته التنحي في نهاية العام الجاري عن منصبه كرئيس لمجموعته «بيركشاير هاثاواي»، بعد أكثر من نصف قرن من الهيمنة على الشركة التي جمع من خلالها مليارات الدولارات. وقال بافيت خلال الاجتماع العام لشركة «بيركشاير هاثاواي»، «لقد حان الوقت لكي يصبح غريغ (أبيل، الخليفة المعين للملياردير) الرئيس التنفيذي للشركة في نهاية العام». وقد عُيّن غريغ أبيل البالغ 62 عاما نائبا لرئيس المجموعة في عام 2021 خلفا لوارن بافيت، وهو يشغل حاليا منصب نائب رئيس المجموعة. وقال المحلل المالي بيتر كارديلو من شركة «سبارتان كابيتال سيكيوريتيز» لوكالة فرانس برس «بعد مسيرة طويلة وناجحة في مجال التمويل، يعتزم ساحر وول ستريت التقاعد». وقد تطورت «بيركشاير هاثاواي» على مر السنين من شركة صغيرة تعمل في مجال المنسوجات، إلى مجموعة عملاقة تحت قيادة بافيت، وتبلغ قيمتها حاليا أكثر من تريليون دولار في وول ستريت، وهي أول مرة تصل فيها قيمة مجموعة أميركية خارج قطاع التكنولوجيا إلى هذا الحد. وقال المحلل المالي آرت هوغان من شركة «بي. رايلي ولث منجمنت» لوكالة فرانس برس «إنه من أعظم المستثمرين في عصرنا. سجله حافل بالنجاحات: فقد تفوق على مؤشر +ستاندرد آند بورز 500+ (مؤشر بورصة نيويورك القياسي) على مدار عام، وخمس سنوات، وعشر سنوات، وعشرين عاما» من حيث العائدات. طوال حياته، فضل وارن بافيت الاستثمار على المدى الطويل في شركات مستقرة، مع التدقيق بحساباتها، ما سمح له ببناء خامس أكبر ثروة في العالم على مدى عقود. وتمتلك مجموعته حاليا عشرات الشركات (من بطاريات «دوراسيل» إلى شركة التأمين الأميركية «جيكو») فضلا عن أسهم في شركات مختارة بعناية، من «كوكا كولا» إلى «بنك أوف أميركا»، ومن «شيفرون» إلى «أميركان إكسبريس». وقال المحلل ستيف سوسنيك من شركة «إنتراكتيف بروكرز» لوكالة فرانس برس «إنها حقا نهاية حقبة - أعظم مستثمر في الأجيال الأخيرة ينهي أخيرا مسيرته المهنية، ويخرج منها بقوة». وأكد وارن بافيت السبت أن مجلس إدارة شركة «بيركشاير هاثاواي» قد «يطرح علي أسئلة» في شأن هذا القرار الأحد. وتوقع أن أعضاء المجلس «سيستوعبون» الإعلان وسيكونون «بالإجماع لصالح هذا القرار». ومن المقرر أن يتم الإعلان عن رأي المجلس رسميا «في غضون بضعة أشهر»، وفق بافيت. وأشار المستثمر إلى أنه رغم تسليم القيادة إلى غريغ أبيل الذي سيكون له «الكلمة الأخيرة» في المجموعة، فإنه «سيبقى موجودا» و«يمكن أن يكون مفيدا في بعض الحالات»، من دون تحديد الدور الذي سيلعبه.