
"فورين أفيرز": كيف نجح الحوثيون في تحييد الضغوط الأمريكية؟
بعد حملة عسكرية أمريكية استمرت 52 يوماً وضربت أكثر من ألف هدف في اليمن، أعلنت واشنطن فجأة وقف عملياتها ضد جماعة الحوثيين، رغم استمرار قدرة الجماعة على تعطيل الملاحة الدولية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، وفقاً لتحليل نشرته مجلة "فورين أفيرز
".
وأشار التقرير إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب برر القرار بالقول إن الحوثيين "تخلوا عن الرغبة في القتال"، بينما أكدت سلطنة عمان –الوسيط الرئيسي– التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين، مع احتفاظ الحوثيين بحق استهداف السفن "المرتبطة بإسرائيل"، دون تقييد صريح لهجماتهم ضد دول أخرى
.
اتفاق يكرس الهشاشة الإقليمية
لفتت المجلة إلى أن الاتفاق لم يُحدد مصير الهجمات الحوثية ضد إسرائيل، والتي استهدفت بشكل مكثف السفن في البحر الأحمر منذ نوفمبر 2023، ربطاً بوقف الحرب في غزة.
كما أبرز التقرير مفارقة توقيت الإعلان، إذ إن موقف الحوثيين العسكري لم يتغير جوهرياً رغم الضربات الأمريكية التي بلغت تكلفتها ملياري دولار، بل وصفته الجماعة بـ"انتصار لليمن
".
من "الراكب الخشن" إلى المأزق الاستراتيجي
:
عندما أطلقت واشنطن عملية "الراكب الخشن" في مارس 2023 لاستعادة الردع، ركز الحوثيون على إسرائيل وامتنعوا عن استهداف السفن الأمريكية، وفق التقرير.
وبعد توقف القصف، أكد المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام التزام الجماعة بموقفها السابق: وقف الهجمات على السفن الأمريكية مقابل توقف واشنطن عن الضربات، مع استمرار استهداف إسرائيل
.
انتقادات لغياب الرؤية الطويلة المدى
:
حذرت "فورين أفيرز" من أن وقف إطلاق النار قد يكون "أضر مما نفع"، إذ وفّر للإدارة الأمريكية مخرجاً سريعاً من حملة مكلفة، لكنه عزز موقف الحوثيين دون ضمانات لاستقرار اليمن أو المنطقة.
وأشارت إلى أن الإدارة تخلت عن خيار التنسيق مع حلفاء مثل السعودية والإمارات لدعم تسوية سياسية تُحد من نفوذ الجماعة، مقابل تبني سياسة عدوانية قصيرة النظر تحت ضغط التيار الانعزالي في واشنطن، بقيادة نائب الرئيس جيه دي فانس
.
مقارنة بين إدارتي ترامب وبايدن
:
نبه التقرير إلى أن استراتيجية ترامب –المتمثلة في التصعيد العسكري والضغوط الاقتصادية– انقلبت إلى أداة دعائية للحوثيين، بينما اتبع سلفه جو بايدن سياسة "الرد المحدود" لتجنب التورط في حرب مفتوحة.
كما انتقدت المجلة تصنيف ترامب للحوثيين كـ"منظمة إرهابية أجنبية"، معتبرة أنه زاد من تعقيد الأزمة الإنسانية في اليمن
.
بدائل مُهمَلة
:
طرح التقرير بديلاً يتمثل في دعم مسار سياسي عبر الأمم المتحدة وحلفاء إقليميين، لفرض ضغوط متعددة الجوانب على الحوثيين، مع تعزيز الضمانات الأمنية للسعودية والإمارات لتمكينهما من دعم الحكومة اليمنية.
وحذر من أن الانسحاب الأمريكي المفاجئ يهدد بانهيار الحكومة اليمنية، ما قد يُعيد تنظيم القاعدة إلى الواجهة، ويفتح الباب أمام توسع حوثي إضافي
.
خلاصة محفوفة بالمخاطر
اختتمت "فورين أفيرز" تقريرها، بالتحذير من أن وقف إطلاق النار شجع الحوثيين على استخدام أداة القرصنة البحرية مستقبلاً لتحقيق مكاسب سياسية، بينما تُرك الحلفاء الإقليميون في مواجهة تهديدات متصاعدة دون استراتيجية أمريكية واضحة
.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المشهد اليمني الأول
منذ 44 دقائق
- المشهد اليمني الأول
ناشيونال إنترست: استهداف ميناء حيفا تصعيد خطير يفاقم الخطورة على كيان العدو ميناء
أكدت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية أن استمرار الهجمات اليمنية على مطار اللد سيشل اقتصاد كيان العدو الإسرائيلي، مشيرة إلى أن استهداف ميناء حيفا سيفاقم الخطورة على إسرائيل إذ يمثل أكثر من 36% من حركة البضائع وعائداته تتجاوز 92 مليار دولار. ووصفت المجلة استهداف مطار اللد المسمى صهيونيًا 'بن غوريون' بالتصعيد الخطير، لافتة إلى أن الاستهداف المتكرر للمطار يهدد السياحة بشكل كبير جدًا. وأوعزت المجلة نجاح استراتيجية القوات اليمنية إلى الوقت، مشيرة إلى أن القوات اليمنية بارعة في التمييز بين الفرص الاستراتيجية الحقيقية والزائفة. ولفتت إلى أن التهديدات القادمة من اليمن تجعل المجرم نتنياهو وحكومته يعيدون التفكير في إمكانية هزيمة المقاومة حماس، موضحة أنه من المرجح أن يواصل الجيش اليمني تكتيكه الناجح في فرض الملاحة على 'إيلات' وحيفا ومطار اللد. وشددت مجلة ناشيونال إنترست على أن الحصار الذي يتحدث عنه اليمنيون سيُلحق ضررًا بالغًا بإسرائيل.


المشهد اليمني الأول
منذ 44 دقائق
- المشهد اليمني الأول
بعد زيارته لقطر... نشطاء "الإصلاح" يبالغون في تمجيد ترامب
خلال ولايته الأولى في البيت الأبيض، لم يزر ترامب دولة قطر، واقتصرت استفادته آنذاك على النظام السعودي، وهو ما أدى إلى تداعيات كبيرة، من أبرزها الأزمة الخليجية وحصار الدوحة سياسيًا واقتصاديًا. وقد ساهم ذلك في تأليب الإعلام القطري على السعودية، واحتل موضوع الـ550 مليار دولار النصيب الأكبر من الحملات الإعلامية التي شنها نشطاء التيارات المموّلة من الدوحة، وعلى رأسهم حزب الإصلاح، الذي يمتلك قاعدة واسعة من الموالين المستجيبين للريال القطري بأقل التكاليف. أما اليوم، فقد ذهبت قطر إلى ما هو أبعد من السعودية، إذ قدّم تميم ووالدته ما يُقدّر بـ1.2 تريليون دولار، إلى جانب باقة من الهدايا الشخصية الباهظة، شملت الطائرة الإيرباص، والقصر الرخامي المنتظر، وغيرها من مظاهر البذخ. هذا الموقف وضع الدوحة في حرجٍ بالغ أمام قاعدتها الشعبية التي شكّلتها عبر الإعلام على مدى عقود، فاضطرت لتوجيه ذبابها الإلكتروني نحو تمجيد ترامب باعتباره 'قائدًا عظيمًا'، وترويج فكرة أن حكام الخليج، ومنهم تميم، يجلبون الرفاه لشعوبهم أكثر من غيرهم، لا سيما في اليمن. وسرعان ما تغيّرت لهجة الخطاب، فراح بعض نشطاء الحزب يثنون على محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، بعد سنوات من مهاجمتهما. هذا التحوّل، رغم ما فيه من تناقضات، كان الهدف منه رفع الحرج عن تميم، الذي ظهر على حقيقته، بخلاف الصورة المثالية التي رسمها الإعلام القطري، مدعيًا أن حكام الدوحة يختلفون عن نظرائهم في السعودية والإمارات. لذلك، ليس من الغريب أن تتبدل مواقف نشطاء حزب الإصلاح في اليمن فهم يتقاضون المال مقابل كل منشور أو تصريح، ولا جديد في الأمر سوى أن الجهات المانحة أصدرت توجيهات جديدة تناقض ما سبق. وهكذا هو حال الباطل وأتباعه، تتغيّر مواقفهم باستمرار وفقًا للمعطيات. ولا ننسى المثال الأبرز في هذا السياق، الناشطة توكل كرمان، التي غيّرت مواقفها من السعودية مرارًا، فتارةً تصفها بـ'الشقيقة الكبرى'، وتارةً بـ'الكوبرى'، وفقًا لسياسات قطر تجاه الرياض. فقد كانت تصريحاتها قبل الأزمة الخليجية تختلف جذريًا عمّا بعدها، وهو ما يعكس بوضوح أن المال هو الفيصل في مواقف حزب الإصلاح، الذي ظلّ ديدنه الارتهان للتمويل، ما يبرر وصفهم بالمرتزقة. أما عن مواقفهم تجاه أنصار الله، فإن تخفيف المنصات الإعلامية التابعة لقطر من لهجتها ضدهم في فترات محددة، فإن ذلك عائد إلى انشغال قطر نفسها بالتوتر مع الرياض، ولا طاقة لهم عندئذٍ في مواجهة خصمين في الوقت نفسه، ولذلك رأينا نشطاء من أمثال المسمري والصلاحي وغيرهم من الرخاص يخففون لهجتهم تجاه الأنصار، لكنها سرعان ما تتغير حسب توجيهات المال القطري ومقتضيات المصالح الخليجية بشكلٍ عام. وهنا نذكر بأن التبدّل السريع في مواقف نشطاء حزب الإصلاح والإعلام المحسوب على قطر، ليس وليد الصدفة أو اجتهادات فردية، بل هو انعكاس مباشر لعلاقات تمويل وتوجيه سياسي تتحكم فيها المصالح لا المبادئ. هذا النوع من الخطاب المتقلب لا يعبّر عن موقف وطني ثابت، بل عن ارتهان كامل لأجندات الخارج، حيث يتغيّر العدو والصديق تبعًا لحجم الحقيبة المالية وتوجهات الممول. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ محمد محسن الجوهري


المشهد اليمني الأول
منذ 44 دقائق
- المشهد اليمني الأول
اليمن تنهي حقبة 'ثاد' و 'باتريوت' وقنابل أمريكا التقليدية وتحبس انفاس 'الجنرالات'
أعلنت الولايات المتحدة، الأربعاء، بدء تطوير ترسانتها الدفاعية والهجومية على حد سواء.. يأتي ذلك بعد نحو شهرين من اشرس المواجهات مع اليمن وسط تراجع غير مسبوق للقوة الامريكية التي ظلت تتربع على عرش الصدارة عالميا لعقود. ووقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب امر بإنشاء 'القبة الذهبية'. وزعم ترامب ان المنظومة الدفاعية الجديدة ستكون قادرة بحلول الانتهاء منها بعد سنوات من صدر الهجمات الصاروخية خصوصا البالستية والفرط صوتية. وخصص ترامب نحو 175 مليار دولار لتطوير المنظومة الجديدة وهي خمس الموازنة الدفاعية للولايات المتحدة .. وتوجه أمريكا لإنشاء 'القبة الذهبية' يعني استغناء رسمي عن المنظومات الامريكية القديمة والتي ظلت تسوقها كأقوى دفاعات حول العالم وابرزها 'ثاد' و 'باتريوت' وجميعها فشلت خلال المواجهات الأخيرة في حماية الاحتلال الإسرائيلي او حتى الاساطيل والبوارج الامريكية. ولم تقتصر الخطوات الامريكية على المنظومات الدفاعية بل امتدت للهجومية أيضا، اذ أعلنت الولايات المتحدة اقترابها من استكمال اعلان القنبلة النووية الجديدة 'بي – 13-16' والتي تعد اقوى من قنبلة 'هيروشيما' بثلاثة اضعاف وفق وسائل اعلام أمريكية. والقنبلة يتوقع الكشف عنها هذا العام وقد بدا التسويق لها مبكرا. وجاء الحديث عن القنبلة الجديدة المخصصة للتحصينات تحت الأرض مع كشف وسائل اعلام أمريكية القاء القوات الامريكية اقوى قنبلة غير نووية على اليمن. ونقلت شبكة فوكس نيوز الامريكية عن مسؤولين أمريكيين بان القنبلة تزن 30000 الف رطل وتم اسقاطها على صنعاء وصعده من قاذفات بي -2 الاستراتيجية .. وجاء الكشف عن هذا الحدث مع اعلان الدفاع الامريكية عودة اخر قاذفة استراتيجية من هذا النوع من قاعدة دييغوا جارسيا في المحيط الهندي إلى قاعدتها في ولاية ميسوري. ونشرت الولايات المتحدة 6 قاذفات خلال الأسابيع الأخيرة في ذروة المواجهات مع اليمن، قبل ان يتم سحبها إلى جانب اسطول حاملات الطائرات الامريكية 'ترومان' والتي تعرضت هي الأخرى لانتكاسة. والتحولات الامريكية على الصعيد العسكري تضاف إلى اجراءات اتخذتها إدارة ترامب منذ بدء المواجهات مع اليمن وتضمنت اقالة قادة اساطيل وتغييرات بالدفاع والامن القومي إضافة إلى تبني استراتيجية تقليل الجنرالات لصالح الجنود. وتشير هذه الخطوات إلى ان الولايات المتحدة التي ظلت تصف نفسها بالقوة القاهرة تعاني من تداعيات المواجهات الأخيرة مع اليمن وتحاول استعادة زخمها العسكري في ضوء التحولات العسكرية التي انهت فعليا نفوذها في الشرق الأوسط وتهدد مستقبلها أيضا.