
أخبار العالم : "كل امرأة لديها خوف" - لماذا تستمر المخاطر التي تواجه الرياضيات؟
السبت 22 فبراير 2025 06:00 مساءً
نافذة على العالم - صدر الصورة، Reuters
التعليق على الصورة،
البريطانية إيما رادوكانو في بطولة دبي لكرة المضرب
Article information Author, جوناثان جوريجكو
Role, مراسل أخبار كرة المضرب في بي بي سي سبورت
قبل 7 ساعة
كان اختباء لاعبة كرة المضرب البريطانية إيما رادوكانو خلف كرسي الحَكم، بعد أن لاحظت رجلاً "أظهر سلوكاً غريباً"، مشهداً مؤلماً.
ومثّل ذلك تذكيراً صارخاً بالمخاطر التي تواجهها الرياضيات بشكل منتظم.
وألقت الشرطة القبض على الرجل عقب الحادث الذي وقع في بطولة دبي لكرة المضرب الثلاثاء في 18 فبراير/شباط، وأصدرت أمراً تقييدياً بحقه.
وقالت بطلة ويمبلدون السابقة ماريون بارتولي لإذاعة بي بي سي 5 لايف: "عندما تُدركين أن الأمر قد يصل إلى حد أن شخصاً مهووساً بك سيجد طريقة لدخول الملعب والوصول إليك، فهذا يجعلكِ تشعرين بتوتر كبير".
تسلط "بي بي سي سبورت" الضوء على الأسباب التي تجعل الرياضيات يشعرن بالخوف باستمرار، والتدابير الأمنية المتبعة لحمايتهن، وما الذي يمكن فعله لضمان شعورهن بالأمان.
"الخطر الإضافي" الذي تواجهه الرياضيات
تتعرض واحدة من كل خمس نساء تقريباً للمطاردة في حياتها، وفقاً لمكتب الإحصاء الوطني في المملكة المتحدة.
يزداد خطر التعرّض المسيء للمرأة في حال كانت شخصية عامة ومعروفة، ولهذا تعرضت عدة لاعبات تنس في السنوات الأخيرة لسلوكيات عدائية.
وكانت رادوكانو، البالغة من العمر 22 عاماً، ضحية أيضاً لرجل طاردها، صدر بحقّه لاحقاً أمر تقييدي لمدة خمس سنوات في عام 2022، بعد أن سار مسافة 23 ميلاً إلى منزلها.
ووصفت لاعبة كرة المضرب البريطانية كاتي بولتر العام الماضي لصحيفة الغارديان البريطانية، كيفية تعرضها للملاحقة من قبل أشخاص في سيارة وعلى الأقدام، وسلطت اللاعبتان الأمريكيتان دانييل كولينز وسلون ستيفنز الضوء على مضايقات واجهتهما.
وفي الشهر الماضي، وُجّهت اتهامات لرجل بمطاردة لاعبة كرة السلة الأمريكية كيتلين كلارك. وتحدثت العداءة غابريال توماس ولاعبة الرغبي إيلونا ماهر مؤخراً عن مخاوفهما.
وتذكرت بارتولي تجربة مروعة مماثلة خلال مباراة في نادي عموم إنجلترا في عام 2007.
ووصفت بارتولي كيف لاحقها رجل طوال موسم الملاعب العشبية في بريطانيا [بطولات تنس تقام على ملاعب عشبية]، إذ ظهر في بطولتي برمنغهام وإيستبورن، قبل أن يتظاهر بأنه أحد أفراد طاقم العمل في بطولة ويمبلدون ليقترب منها.
وأضافت "وجد طريقة لشراء نفس المعدات ودخول ملاعب التنس حيث أكون".
وتقول بارتولي: "تعرفت عليه خلال مباراتي في الدور الأول ضد فلافيا بينيتا وأشرت عليه على الفور". و"قلت إنه لم يكن من العاملين في الموقع بل كان شخصاً يطاردني منذ ثلاثة أسابيع".
وقالت ستيفاني هيلبورن، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة "المرأة في الرياضة" لـ"بي بي سي سبورت"، إن "كل امرأة لديها مستوى معين من الخوف".
وتابعت: "صحيح أن هذا الأمر لا يقتصر على النساء المعروفات أو المشهورات، لكن كلما كنت أكثر ظهوراً، كلما كان الخطر أكبر"، لافتة إلى أنه "في عالم الرياضة، نجد أن جسد الرياضية يكون معرضاً بشكل كبير للعيان، مما يزيد من المخاطر التي قد تواجهها".
ماذا حدث لرادوكانو في دبي؟
صدر الصورة، sky sports
التعليق على الصورة،
إيما رادوكانو تنبه الحكمة إلى الرجل الموجود في المدرجات
اقترب رجل من رادوكانو بالقرب من موقع بطولة دبي الإثنين 17 فبراير/شباط، وهو يوم بين مباراتي الدور الأول والثاني.
وحصلت بطلة بطولة الولايات المتحدة المفتوحة لعام 2021 على رسالة من الرجل.
وقالت مصادر في دبي لـ"بي بي سي سبورت" إنها تضمنت اسمه ورقم هاتفه. وفتحت رادوكانو الرسالة لاحقاً في فندقها.
وبعد أن أبلغت رادوكانو رابطة محترفات كرة المضرب بالحادثة، حدث إخطار لفرق الأمن الخاصة بالبطولة بعد ظهر الثلاثاء.
ومع ذلك، تمكن الرجل من دخول الملعب الصغير حيث لعبت رادوكانو ضد كارولينا موتشوفا في وقت لاحق من ذلك المساء.
ورصدته رادوكانو في الصفوف الأمامية من المدرجات، ثم ذهبت للحكم وأخبرته بما حدث وقد بدت عليها علامات الانزعاج بوضوح. وبعدها أخرجه أفراد الأمن.
وتمكنت رادوكانو من استعادة رباطة جأشها واستأنفت المباراة، التي خسرتها بنتيجة 7-6 (8-6) 6-4.
وقالت بعد مغادرتها دبي، الثلاثاء، إنها "بخير" بعد "الظروف الصعبة التي مرت بها".
وتعتقد مهيري ماكلينان، وهي عداءة المسافات الطويلة البريطانية والمؤسسة المشاركة لمنظمة (Kyniska Advocacy) التي تدعم النساء وضحايا الاعتداء في الرياضة، أن اللاعبات في موقف رادوكانو يجب أن يغادرن الملعب لإجراء تقييم لحالتهنّ النفسية أو العاطفية.
وقال ماكلينان لإذاعة بي بي سي 5 لايف: "من خلال تجربتي الخاصة، فإن التأثير النفسي والعاطفي لشيء شبيه يحدث أثناء المنافسة يمكن أن يخرِجكِ عن مسارِك تماماً".
"ما كنت أود أن أراه في هذه الحالة، وفي حالات أخرى حين تكون الرياضية مهتزة بشكل واضح، هو إيقاف المنافسة مؤقتاً حين يمكن ذلك"، تضيف ماكلينان.
وتقول أيضاً "في مباراة كرة المضرب، تأكد من أنها قادرة على المضي … لا أقول إن النتيجة كانت لتكون مختلفة لو تمكنت من العودة لاحقاً، لكن الأمر يتعلق بتقديم خيار لها".
كيف لم تنجح الإجراءات الأمنية الإضافية في وقف الحادث "المثير للقلق بشدة"؟
تتحدث رابطة لاعبات كرة المضرب المحترفات (WTA) عن مرافقة ضابط أمن واحد على الأقل للاعبات من وإلى ملعب المباراة، وتوفير تعزيزات أمنية إذا كانت اللاعبة تعرضت لتهديد موثوق.
وتقول رابطة محترفات كرة المضرب التي تمتلك ذراعاً أمنياً بدوام كامل، إن حماية إضافية حصلت عليها رادوكانو بعد المخاوف المتزايدة.
وأشارت مصادر في البطولة إلى بذل "جهود" لتحديد هوية الرجل قبل مباراة رادوكانو. ومع ذلك، لا تزال هناك تساؤلات حول كيفية السماح له بدخول الستاد.
تعتقد هيلبورن أن "هذا أمر مقلق للغاية"، فالرجل تمكن من الاقتراب من رادوكانو.
وقالت "لست متأكدة مما حدث للأمن في هذه الحالة، لكن إذا كانت إحدى الرياضيات أبلغ عن شخص ما، يجب ألا تكون هناك أي فرصة على الإطلاق أن يظهر هذا الشخص في الظروف نفسها".
وأضافت "كان من المفترض أن يكون هناك فهم جدي للوضع. المرأة أبلغت عن شخص بسبب تصرفاته، مما يعني أنه يجب ألا يكون هناك أي احتمال لمروره عبر الأمن".
مخاطر "إظهار الرياضيات غير المقصود بشكل مفرط"
"تقول رابطة لاعبات كرة المضرب المحترفات (WTA) إن رفاهية وسلامة اللاعبين هي أولوية قصوى، مضيفة أن حماية اللاعبين هي "مجال نظل يقظين فيه دائماً".
وتشير الهيئة المنظمة إلى "الالتزامات الكبيرة" التي قامت بها في مجال التعليم والتدريب، بالإضافة إلى زيادة عدد الموظفين والموارد في مجال الحماية.
وقالت الرابطة: "نهجنا يعترف بأن الحماية الفعالة، متعددة الأبعاد وأقوى عندما يكون كل من يشارك في اللعبة ملتزماً ومحاسباً بنفس المعايير".
لكن إحدى المخاوف الرئيسية لكل من منظمتي (النساء في الرياضة) و(Kyniska Advocacy) هو التأثير الناجم عن استخدام الرياضيات النخبة، كأدوات تسويق لدفع نمو الرياضة النسائية.
وقالت هيلبورن: "نحتاج إلى التوقف عن الإظهار المفرط غير المقصود للرياضيات النخبة."
وأضافت أن "ما يثير القلق هو مدى الضغط الذي يتعرضن له لكشف حياتهن الشخصية عبر منصات التواصل الاجتماعي، ومن المتوقع أن يضعن أنفسهن في خطر أكبر من أجل تحقيق دخل أكبر للرياضة."
وتابعت: "نحتاج إلى تسويق المهارات التي تتطلبها اللعبة والإثارة فيها، وليس حياة اللاعبات".
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
في عام 1993، تعرضت المصنفة الأولى عالمياً مونيكا سيليش للطعن في ظهرها أثناء وجودها في الملعب في هامبورج
تعتقد منظمة "النساء في الرياضة" أن السياسات المناهضة لكراهية النساء، التي قُدمت كشرط للحصول على تمويل للرياضات، يجب أن تكون إلزامية أيضاً.
وطالبت المنظمة بإغلاق حسابات منصات التواصل الاجتماعي التي تنشر رسائل كارهة للنساء، وأعادت التأكيد على دعوتها لإنشاء جهة رياضية مستقلة للتعامل مع تقارير كراهية النساء.
كما ترغب هيلبورن في أن "يقف الرجال مع النساء لمعالجة النظام".
"عندما تحصل على لاعبة كرة مضرب رائعة مثل إيما وترغب في الاحتفال بها، فإنك لا تريد التعامل مع هذه الجوانب السلبية - بل تريد الاحتفال بأدائها وقصة هذه الرياضة"، تقول هيلبورن.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 6 أيام
- نافذة على العالم
أخبار العالم : "حياتنا استراحات قصيرة بين جولات الرعب": كيف عاش الليبيون في طرابلس الأيام الماضية؟
الجمعة 16 مايو 2025 12:00 صباحاً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، خلف القتال في العاصمة الليبية طرابلس خسائر بشرية ومادية. Article information Author, أميرة مهذبي Role, بي بي سي قبل 3 ساعة فتحت محلات المواد الغذائية والصيدليات وبعض المخابز في العاصمة الليبية أبوابها، أما محطات البنزين فشهدت اكتظاظا وطوابير طويلة أمامها. كل ذلك بعد ثلاث ليال من اقتتال دام في شوارع طرابلس وترك آثارا تحاول البلديات تنظيفها. بعض الشوارع التي كانت دائمة الحركة، مثل طريق الشاطئ، بدت خالية صباح الخميس، إذ لا يزال الناس في خوف من مغادرة منازلهم. رغم توقف صوت الرصاص في الأحياء السكنية المكتظة، لم يتبدد الخوف الذي يعيشه سكان العاصمة الليبية منذ أيام. فبينما طمأنتهم وزارة الداخلية في طرابلس صباح الأربعاء بأن الأوضاع تحت السيطرة وأن بإمكانهم استئناف حياتهم الطبيعية، جاءت ليلة الأربعاء أشد قسوة مما سبق. لم يصدر مركز طب الطوارئ والدعم في طرابلس أي حصيلة دقيقة لعدد القتلى والجرحى جراء الاشتباكات التي شهدتها العاصمة في الأيام التي تلت مقتل آمر جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي في طرابلس، عبد الغني الككلي، المعروف بـ"غنيوة الككلي". "كلما اهتزت الجدران يسألني أطفالي: هل سنموت الليلة؟" في ليلة الأربعاء، كانت طلقات الرصاص تدوي بالقرب من منزل فاطمة النعّاس في حي أبو سليم، أحد أكثر الأحياء تضررًا. انقطع التيار الكهربائي عن حيها وأحياء مجاورة، فاضطرت لقضاء الليل محتضنة أطفالها في زاوية من المنزل الغارق في الظلام. "كلما اهتزت الجدران يسألني أطفالي: هل سنموت الليلة؟ لم أستطع الإجابة وكل ما فعلته أنني أمسكت أيديهم بقوة، وقلت لهم إن الصباح سيأتي"، تقول فاطمة. سالم الورفلي، 42 عاما، أب لخمسة أطفال، قضى الليل في أرق يراقب عبر نافذة بيته في زاوية الدهماني. "لم يغفُ لي جفن طوال الليل. جلست في صمت، أراقب عبر النافذة عربات مسلّحة تمر في الأزقة الضيقة بينما تنفجر قذائف يشعرك دويها بأنها سقطت في غرفة جلوسك". هدأ الرصاص وبقي صوت سالم يرتجف وهو يقول لبي بي سي: "كأنها الحرب عادت لتطرق بابنا من جديد. رأيت الجيران يهربون بأطفالهم إلى أسطح المنازل، باحثين عن أمان وهمي". عندما اندلعت الاشتباكات في طرابلس، كانت ربيعة وعائلتها يستعدون لحفل زفاف ابن أختها يوم الأربعاء. ألغي الحفل وبات همهم البقاء في أمان. "كانت الليلة الفاصلة بين الثلاثاء والأربعاء ليلة رعب لم نتخيل أبدا أننا سنعيشه. كنتُ أرى القذائف تتطاير في السماء أمام عيني." حاولت ربيعة أن تصف لنا بدقة الخوف الذي سكن أعين الناس في الشوارع ليلتها، كانت في سيارتها مع أبناء أختها تحاول الوصول إلى البيت بأمان: "الناس في سياراتهم ينظرون لبعضهم بخوف لا يستطيعون الكلام والتواصل مع الآخرين. ننظر في أعين بعضنا بحثا عن رسالة طمأنة، لكن لا أحد يستطيع الكلام". عندما اشتد القتال في المناطق القريبة من المعسكرات ومقرات دعم الاستقرار، حوصر السكان في بيوتهم بين القذائف والرصاص. وطالبت الجهات المدنية وفرق الإسعاف فتح ممرات آمنة يخرج منها المواطنون إلى مكان آمن، لكن ذلك لم يحدث وقتها ولم يجرؤ أحد على مغادرة بيته. "كنا مستعدين للنزوح، لكن كيف وإلى أين؟" تقول نسرين لبي بي سي. التعليق على الصورة، استقبل مستشفى الكلى بترهونة عددا من المصابين والمرضى القادمين من طرابلس هربا من القتال علي الزايدي، مصاب بالفشل الكلوي، لا يمنحه وضعه الصحي خيار انتظار الهدنة وقد أغلق مركز غسيل الكلى الذي اعتاد زيارته في طرابلس. لم يجد سبيلا للنجاة سوى أن يقود سيارته برفقة ابنه نحو مدينة ترهونة المجاورة. "أوقفني أحد المسلحين عند باب البيت وقال لي: 'ابقَ هنا ولا تخرج' .. لكنني لم أكن مستعدًا للموت وسط القذائف والألم ينهش جسدي"، يقول علي بصوت منهك. وصل ترهونة صباح الأربعاء في رحلة "كانت هي الأصعب في حياتي"، يقول علي. استقبلت ترهونة ومدن أخرى مجاورة لطرابلس من تمكنوا من الهرب من القتال الدائر في العاصمة. رياض عمران، مدير مكتب الإعلام والتواصل في الهلال الأحمر الليبي بترهونة، أوضح أن فرق الطوارئ انتشرت على البوابات الحدودية مع طرابلس، وتم إنشاء آلية موحدة للاستجابة السريعة تشمل تقديم الإسعافات الأولية، نقل الحالات الحرجة إلى المستشفيات، توزيع المساعدات الإغاثية، وتأمين بيئة مؤقتة وآمنة تشمل المأوى والغذاء للنازحين. التعليق على الصورة، فريق الهلال الأحمر الليبي في ترهونة يستقبل الفارين من القتال في طرابلس "حياتنا هنا استراحات قصيرة بين جولات من الرعب" يفكر سالم جديا في الانتقال إلى بنغازي "على الأقل هناك، لا أستيقظ على أصوات الرصاص ولا يقضي أطفالي الليل يرتجفون وأنا معهم"، يقول سالم. ومثله آخرون ما عادوا يشعرون بالأمان في طرابلس، حتى وإن مرت هذه الأزمة بسلام، يقولون إنهم لا يريدون العيش فيها بعد الآن، يستقرون لفترة ثم تسوء الأوضاع. بعضهم يتمسك بالعيش في ليبيا وبحقهم في بلد آمن مستقر. بغضب وصوت حاد رغم التعب البادي فيه، قالت أمل عبد الله لبي بي سي "نحن نرفض أن نعيش في الرعب الذي شهدناه في الأيام الماضية بين نزيف الدم وصراخ الكبار وبكاء الأطفال. نرفض أن يمضي أطفالنا حياتهم في رعب وأن يضيع مستقبلهم. ونطالب بإنهاء القتال بين أبناء شعبنا الليبي كله بشكل فوري ونهائي وبانتخاب عادل بين كل أطياف الشعب الليبي ينهي حالة الانقسام." آخرون بدأوا يفقدون الأمل في أن ينعموا بأمان في بلادهم. "حياتنا هنا هي استراحات قصيرة بين جولات من الرعب، محاصرون بين جماعات مسلحة لا تكترث لحالنا"، تقول فاطمة النعاس البالغة من العمر 29 عاما، لبي بي سي. "أرهقتنا الحروب، كلما اعتقدنا أننا تجاوزنا الأيام السيئة وآن لنا أن نستقر ونبني بلدا نحلم به، يعيدنا القتال المسلح إلى مربع البداية" تقول نسرين. عبد السلام شاب من سكان طرابلس، يؤلمه أن ما يعانيه وأبناء بلده سببه "تناحر داخلي على السلطة"، كما يقول. تحدث لنا باسمه وباسم شباب ليبيين يشاركونه الشعور باستحالة العيش في ليبيا، ليس فقط بسبب ما حدث في الأيام الأخيرة: "وضع أمني غير مستقر وميليشيات متغولة في العاصمة والبلد بأكمله وانقسام سياسي وأزمة اقتصادية خانقة، نفكر فقط في الهجرة الآن، لم يعد من الممكن البقاء في هذا المكان". التعليق على الصورة، سيارات متضررة ومحترقة في شارع بطرابلس من يتحمل مسؤولية ما يعيشه الليبيون؟ وصف من تحدثنا إليهم ما حدث في الأيام الأخيرة بـ"ليال لم يشهدها الليبيون منذ أكثر من عشر سنوات"، واشتكوا من الميليشيات والجماعات المسلحة المتناحرة في البلاد منذ سنين، بعضهم طالب بوقف القتال وأغلبهم فقد الأمل في أن يكون من بين المتناحرين من قد يسمع نداءات المدنيين. لكن في البلاد وعاصمتها حكومة قائمة يحملها الليبيون مسؤولية أمنهم وضمان حقهم في العيش بأمان. شهدت طرابلس وعدد من المدن الأخرى مساء الأربعاء مظاهرات واسعة طالبت بوقف فوري للقتال، ووضع حد لنفوذ الجماعات المسلحة، كما حمّل المتظاهرون رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة مسؤولية ما جرى ودعوا إلى استقالته. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، متظاهرون في ساحة الشهداء بطرابلس يطالبون باستقالة حكومة الوحدة الوطنية وقال رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، أحمد حمزة لبي بي سي إن "الدبيبة وحكومته مسؤولون عن أمن المواطنين وعما يحدث في حقهم من جرائم ترقى إلى جرائم حرب: التحصن في الأحياء السكنية وتحويلها إلى ساحة قتال، استهداف المؤسسات الصحية والتعليمية والمدنيين، كلها جرائم حرب." يقول حمزة الذي يحمل المجتمع الدولي أيضا "مسؤولية محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم من قادة الفصائل ومن أعطاهم الشرعية السياسية والتمويل". من جهته قال رئيس الوزراء، عبد الحميد الدبيبة في اجتماع أمني الأربعاء إنه "لا شرعية لأي كيان مسلح خارج إطار وزارة الدفاع والجيش الليبي" وقال الدبيبة في الاجتماع الذي عرض فيه تفاصيل خطة لتأمين العاصمة ومتابعة أوضاع السجون إن "زمن الأجهزة الموازية قد ولّى ولا مكان في ليبيا إلا للمؤسسات النظامية من جيش وشرطة فقط". ووصف الدبيية ما تخوضه الحكومة الآن بـ"معركة استعادة الوطن من الفوضى إلى دولة القانون."


نافذة على العالم
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- نافذة على العالم
أخبار العالم : القضاء الأمريكي يُفرج عن طالبة تركية، اعتقلت بسبب دعمها للفلسطينيين
السبت 10 مايو 2025 07:00 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، اعتقلت الشرطة الأمريكية عدداً من المتظاهرين الداعمين لفلسطين في الفترة الأخيرة Article information أفرجت السلطات الأمريكية عن طالبة تركية كانت محتجزة في مركز للمهاجرين في لويزيانا لستة أسابيع، بعد ساعات من أمر قاضٍ فيدرالي بالإفراج عنها. وقالت روميسا أوزتورك للصحفيين الذين احتشدوا خارج مركز الاحتجاز: "شكراً جزيلاً لكم. أنا متعبة قليلاً، لذلك سأحصل على بعض الوقت للراحة". وقرر قاضي المقاطعة الأمريكية ويليام سيشينز أن الطالبة استوفت جميع الشروط اللازمة للإفراج عنها، وانتقد بشدة رفع القضية ضدها. وشاركت طالبة الدكتوراة التركية روميسا أوتزورك في كتابة مقال رأي في صحيفة جامعتها انتقدت فيه حرب إسرائيل على قطاع غزة، واعتقلتها السلطات الأمريكية بعد حملة شنّها البيت الأبيض على ما صنّفه معاداة للسامية في الجامعات الأمريكية. واعتبر القاضي الجمعة، أن "استمرار احتجازها يخيف ملايين الأجانب في الولايات المتحدة". واعتقلت سلطات الهجرة روميسا منذ مارس/آذار، من أحد شوارع ماساتشوستس، وأظهرت مقاطع فيديو الاعتقال حينها ضباطاً ملثمين بملابس مدنية يحيطون بها بعد احتفال رمضاني، ثمّ قيدوها واقتادوها إلى سيارة دون علامات، ما أثار احتجاجات في جميع أنحاء البلاد. واتهمت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية الطالبة التركية "بالانخراط في أنشطة تدعم حماس، المنظمة الإرهابية الأجنبية المسؤولة عن قتل الأمريكيين". وبعد صدور الحكم، قال متحدث باسم وزارة الأمن الداخلي إن "التأشيرات الممنوحة للطلاب الأجانب للعيش والدراسة في الولايات المتحدة هي امتياز وليست حقاً"، مشيراً إلى أن "إدارة ترامب ملتزمة بإعادة سيادة القانون إلى نظام الهجرة لدينا، وستواصل النضال من أجل اعتقال واحتجاز وترحيل الأجانب الذين لا يحق لهم الوجود في هذا البلد". وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أمر قاض بنقل أوزتورك إلى سلطات الهجرة في فيرمونت في 14 مايو/ أيار، حيث احتجزت آخر مرة قبل نقلها إلى لويزيانا. صدر الصورة، Reuters التعليق على الصورة، نُظمت احتجاجات حاشدة داعمة لفلسطين في عدد كبير من الجامعات الأمريكية وقال القاضي سيشينز الجمعة، إنه يجب إطلاق سراحها على الفور دون أي قيود على السفر حتى تتمكن من الذهاب إلى فيرمونت أو ماساتشوستس حيث جامعة تافتس التي تدرس فيها، ووفقاً لاحتياجاتها. واستمعت المحكمة إلى عدد من الشهود في القضية، بما في ذلك أوزتورك وطبيبها وأستاذ في جامعة تافتس، أما جلسة الجمعة لم يحضرها أي شاهد. وأثناء شهادتها عبر الفيديو، أخبرت أوزتورك المحكمة عن منحة فولبرايت التي حصلت عليها لاستكمال الدكتوراة، وأشارت إلى أنها تعاني من الربو، وأن حالتها الصحية ساءت أثناء الاحتجاز. واضطرت خلال الشهادة لأخذ استراحة قصيرة بعد تعرضها لنوبة ربو أمام الكاميرا. وقال القاضي سيشينز إن أوزتورك رددت مزاعم "خطيرة" تتضمن انتهاك حقها في التعبير الذي يكفله التعديل الأول من الدستور الأمريكي وحقوقها في الإجراءات القانونية. وأضاف أن الدليل الوحيد الذي تملكه الإدارة ضد أوزتورك هو مقالها. وأضاف القاضي: "هذا صحيح. لا يوجد دليل على تورطها في أعمال عنف أو تحريضها عليها"، وفقاً لمراسلي المحكمة. وقال الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، الذي يمثل أوزتورك، إنهم "سعداء" بإطلاق سراحها، وذلك في بيان صدر في هذا الشأن. وقالت نور ظفر، المحامية البارزة في اتحاد الحريات المدنية الأمريكية: "يمكن لروميسا الآن العودة إلى جامعتها، واستئناف دراستها، وبدء التدريس من جديد". وأضافت: "يؤكد حكم اليوم مبدأ أساسياً من مبادئ التعديل الأول: لا يجوز للحكومة سجن أي شخص لمجرد التعبير عن معتقداته". ورحب متحدث باسم جامعة تافتس بالحكم القاضي، مضيفاً: "نحن نتطلع إلى عودتها مرة أخرى لاستئناف دراستها للدكتوراة". واحتجزت إدارة ترامب عدداً من الطلاب الأجانب - بعضهم من المقيمين بصفة قانونية – شاركوا في أنشطة لدعم الفلسطينيين. وفي الأسبوع الماضي، أمر قاض أمريكي الحكومة بالإفراج عن الطالب في جامعة كولومبيا محسن مهداوي بعد أن احتجزته سلطات الهجرة أثناء مقابلة منح الجنسية. ونشأ مهداوي البالغ من العمر 34 سنة في مخيم للاجئين في الضفة الغربية، وتم احتجازه في فيرمونت.


نافذة على العالم
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- نافذة على العالم
أخبار العالم : من هو مسعود أزهر، الرجُل الذي وضع الهند وباكستان على حافة الحرب؟
الجمعة 9 مايو 2025 07:00 صباحاً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، مسعود أزهر Article information Author, بي بي سي أوردو Role, قبل 2 ساعة شنّت الهند في وقت سابق من هذا الأسبوع هجمات صاروخية على تسعة مواقع في باكستان، رداً على هجوم دمويّ شنّه مسلّحون ضد سُيّاح هنود في منطقة كشمير قبل أسبوعين، وسقط ضحيّته 26 قتيلاً. وقالت الهند إن المواقع التي استهدفتْها كانت "بِنية تحتية إرهابية"، موضحة أنها استهدفت جامع "سبحان الله" في منطقة باهاوالبور شرقي باكستان. وزعمت السلطات الهندية أن جماعة "جيش محمد" المسلّحة المحظورة، تستخدم الجامع كمركز "للتجنيد، والتحضير العسكري والتدريب الأيديولوجي للمسلحين". وقال زعيم الجماعة مسعود أزهر، الذي تصنفه الأمم المتحدة كإرهابي، إن الهجمات الهندية قتلتْ العديد من أفراد عائلته. فماذا نعرف عن جماعة "جيش محمد" المحظورة، وزعيمها؟ مَن هو مسعود أزهر؟ يُعرف مسعود أزهر، دولياً، بأنه شخص متطرف حرّض "إسلاميين" حول العالم على ارتكاب أعمال قتل وغيرها من العمليات الإرهابية تحت شعار "الحرب المقدسة". وُلد أزهر في عام 1968 لعائلة متديّنة في مدينة باهاوالبور، وكان أبوه يعمل في الطب والفلسفة. ودرس في جامعة العلوم الإسلامية، بـكراتشي - أكبر مدن باكستان، وبعد تخرّجه في مركز جامعة بنورية للتعليم الديني، عُيّن مدرّساً فيها. قاتل أزهر في أفغانستان مع الجهاديين لبعض الوقت عام 1989، بحسب ما صرّح به طاهر حميد - وهو أحد المساعدين المقرّبين من مسعود أزهر- لمجلة رسائل الجهاد، المعنيّة بنشر أخبار الجهاديين. وبعد عودته من أفغانستان، واصَل الدعوة إلى العنف في مناطق أخرى، بما في ذلك مدن كراتشي، وحيدر أباد، وسكهر، ونواب شاه وغيرها من المناطق. وكتب أزهر مقالات عبّر فيها عن آرائه التي تحرض على العنف الجهادي، وفي يناير/كانون الثاني 1990، نشر أول أعداد مجلة "صدى المجاهد" الشهرية. ويُعتقَد أنّ هذه المجلة كانت خاضعة لنفوذ حركة المجاهدين المحظورة - والمنحلّة حاليا - التي كانت تمارس أنشطتها المسلحة من كشمير، إذ ناقشت المجلة الأفكار العقائدية للحركة. وكتب مسعود أزهر ما يربو على 30 كتاباً متنوعاً بين الجهاد الإسلامي، والتاريخ الإسلامي، وتدريب الجهاديين وإدارة شؤونهم، وشدد على أهمية القتال في أفغانستان دفاعاً عن القيم الإسلامية، بحسب صحفيين وخبراء. اعتقاله وإطلاق سراحه في الهند صدر الصورة، Getty Images ويؤمن مسعود أزهر بالعنف الجهادي العالمي، وقد زار كلاً من الهند، وبنغلاديش، والسعودية وزامبيا، فضلاً عن المملكة المتحدة كما يقول بعض مساعديه. وفي عام 1994، خضع للاعتقال في الجزء الهندي من كشمير، على خلفية اتهامه بالتورّط في أنشطة إرهابية. وفي بيان له بينما كان محتجزاً، قال أزهر للمخابرات الهندية نقلته تقارير إعلامية حينها، إنه ذهب إلى الهند لتقييم إمكانية "الجهاد" هناك، حيث إلى بنغلاديش في البداية، ومنها إلى العاصمة الهندية دلهي، بجواز سفر برتغالي. وأصبح اسم أزهر ذائعاً في عام 1995، بعد حادث اختطاف ستة سُيّاح أجانب في الجزء الهندي من كشمير؛ حيث طالب المختطِفون بإطلاق سراحه، وهو ما رفضتْه الحكومة الهندية. ويُعتقَد أن خمسةً من السُياح الستة المختطَفين، قُتلوا بينما تمكّنَ واحدٌ من الهرب. وفي الـ 24 من ديسمبر/كانون الأول 1999، تعرضّت طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الهندية للاختطاف بينما كانت في طريقها من العاصمة النيبالية كاتماندو إلى دلهي. وهبطت الطائرة في قندهار جنوبي أفغانستان، حيث كانت حركة طالبان في السلطة. وعندها أيضا، طالب المختطِفون بإطلاق سراح أزهر مقابل تحرير 155 رهينة كانوا على متن الطائرة. وبعد مفاوضات مطوّلة، أُطلق سراحه بالإضافة إلى اثنين آخرين هما: عمر سعيد شيخ ومشتاق زارغار. تأسيس "جيش محمد" كان مسعود أزهر جزءاً من حركة المجاهدين قبل اعتقاله في الهند، وبعد إطلاق سراحه، أعلن تأسيس "جيش محمد" في كراتشي عام 1999، وأعلن عن حلّ كل الارتباطات مع حركة المجاهدين، ليستحوذ "جيش محمد" بعدها على العديد من المعسكرات والمكاتب التابعة للحركة. وفي أبريل/نيسان 2000، تم تفجير سيارة مفخخة في معسكر قريب من بادامي باغ في مدينة سريناغار، عاصمة كشمير الهندية. وكان هذا الهجوم الانتحاري هو الأول من نوعه في تاريخ الحركة الكشميرية، إذ اتهمتْ السلطات الهندية "جيش محمد" بالوقوف وراء الهجوم. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2001، تعرّض برلمان جامو وكشمير الخاضع للإدارة الهندية لهجوم، وفي ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، تعرّض البرلمان الهندي في دلهي لهجوم أيضاً، واتهمت السلطات الهندية جماعة "جيش محمد" بالوقوف وراء الهجمات، ولكن الجماعة نفت ذلك. وفي عام 2016، حمّلت السلطات الهندية "جيش محمد" مسؤولية الهجوم على قاعدة جوية في مدينة باثانكوت، على الحدود بين الهند وباكستان. كما اتهمت دلهي الجماعة بالهجوم على القنصلية الهندية في مزار شريف بأفغانستان، وتنفيذ هجوم على قاعدة عسكرية في منطقة أوري بكشمير الهندية عام 2016. وفي عام 2019، أعلنت جماعة "جيش محمد" مسؤوليتها عن تفجير انتحاريّ أودى بحياة 40 شخصا في كشمير الهندية. الإدراج على قائمة الإرهاب أدرجتْ الولايات المتحدة جماعة "جيش محمد" على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية أول مرة، عام2001 بعد هجومها على البرلمان الهندي. بينما سعت الهند بعد ذلك إلى تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية عالمية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، غير أن الصين أجهضت تلك المساعي. لكن، في أعقاب الهجوم الانتحاري في بولواما، والذي أودى بحياة 40 شخصا من أفراد القوات شبه العسكرية الهندية في مايو/أيار 2019، أضافت الأمم المتحدة اسم مسعود أزهر إلى قائمة الإرهابيين العالميين. وقد زجّ ذلك الهجوم بالهند وباكستان إلى أتون حرب شاملة؛ إذ ردّت الهند بغارات جوية في عُمق بالاكوت، شمال شرقي باكستان – مما اضطر الأخيرة إلى الردّ، ما تسبب في معركة جوية شرسة.