
ما ظاهرة "عائق أوميغا" التي بلبلت مناخ أميركا مؤخرا؟
عانت بعض الولايات الأميركية ظاهرة "عائق أوميغا" المناخية الحادة خلال الأسبوع الماضي، إذ انخفضت حرارة الجو في مجموعة من الولايات (الواقعة في الشرق والغرب)، وفي الوقت نفسه استقبلت أمطارًا ثقيلة وعواصف رعدية، مع وجود إنذارات باحتمالية مواجهة الفيضانات.
على النقيض، واجهت بعض الولايات (الواقعة في الوسط) بمناخ صحو وجاف، اتسم بارتفاع الحرارة قليلًا مقارنة بالحرارة الطبيعية لهذه المناطق خلال هذا الوقت من العام.
ورجَّح خبراء المناخ أن هذا المناخ قد يستمر مدة من الوقت، وهو أمر تتسم به هذه الظاهرة، متوقعين أن تنتهي اليوم الأحد مايو/أيار، على أن يعود المناخ إلى طبيعته.
عائق أوميغا
في مناطق العروض الوسطى الواقعة بين خط الاستواء والقطبين، تحديدًا ما بين خطوط عرض 30 و60 شمال خط الاستواء وجنوبه، تتحرك الرياح من الغرب إلى الشرق بصورة طبيعية، وهو ما يساعد على حركة تغير المناخ ما بين مكان وآخر.
أحيانًا تضعف هذه الرياح -التي يُطلق عليها "التيار النفاث"- وتنحرف عن مسارها التقليدي فتتحرك نحو الشمال والجنوب في ما يُشبه الدوائر، فتتكون منطقة مناخية من 3 أجزاء، أولها مُنخفَض جوي، يليه مُرتَفَع جوي، يليه مُنخفَض آخر، وتتخذ هذه الظاهرة شكل حرف أوميغا اليوناني (Ω)، الأمر الذي يُمثل "عائقًا" أمام تدفق الرياح الطبيعي، مما يُطيل مُدة استمرار هذه الظاهرة.
في منطقة المُرتَفع الجوي، يستقر الطقس وترتفع درجة الحرارة، بينما يعاني المنخفضان الجويان موجات من الرياح والأمطار والغزيرة والعواصف.
ظاهرة طبيعية ذات آثار ممتدة
يعد خبراء الطقس هذه الظاهرة طبيعية ومتكررة، لكنها سببت مؤخرًا زيادة حدة بعض الظواهر المتطرفة، مثل الربيع الجاف والمشمس الذي شهدته المملكة المتحدة خلال أبريل/نيسان الماضي، الذي يعد الأكثر حدة مقارنة بطقس الفصل نفسه خلال الأعوام السابقة إلى عام 1910.
ظاهرة أخرى شهدتها منطقة سيبيريا المعروفة بالطقس قارس البرودة، ففي العام 2022 ارتفعت درجات الحرارة في بعض المناطق الواقعة شمال الدائرة القطبية وصولًا إلى 78 درجة فهرنهايت (27 درجة مئوية تقريبًا)، وهو ما يزيد على الحرارة الطبيعية بنحو 46 درجة.
ويرجع الباحثون أسباب هذه الظواهر طويلة المدى إلى العوامل المسببة لإعاقة مسار الرياح، مثل عائق أوميغا، الأمر الذي يطرح تساؤلًا مهمًا: كيف ستؤثر التغيرات المناخية في هذه الظاهرة؟
رغم عدم وجود كثير من الدراسات لتجيب عن هذا السؤال إلى الآن، فإن تقريرا بحثيا استخلص أن ارتفاع درجة الحرارة الناتج من التغيرات المناخية قد يزيد حدة تأثيرات ظاهرة عائق أوميغا، حيث تستمر الموجات الحارة في مناطق المرتفع الجوي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 3 أيام
- الجزيرة
21 قتيلا جراء أعاصير مدمرة ضربت ولايتين أميركيتين
شهدت ولايتا كنتاكي وميسوري في وسط الولايات المتحدة أعاصير مدمرة خلفت 21 قتيلا على الأقل وأضرارا مادية واسعة، حسبما أعلنت السلطات المحلية اليوم السبت. وأعلن حاكم ولاية كنتاكي أن ما لا يقل عن 14 شخصا لقوا حتفهم نتيجة العواصف التي اجتاحت الولاية ليل الجمعة، مشيرا إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع مع ورود مزيد من المعلومات. وكتب الحاكم على منصة "إكس": "نبدأ اليوم بأخبار قاسية إذ فقدنا ما لا يقل عن 14 من أبناء شعبنا.. للأسف، من المتوقع أن يرتفع هذا العدد. يرجى الدعاء لجميع عائلاتنا المتضررة". وتركزت الخسائر في جنوب شرق كنتاكي، حيث قُتل 9 أشخاص على الأقل في مقاطعة لوريل بعد أن ضرب إعصار المنطقة وتسبب بانهيار مبانٍ وانقلاب سيارات على الطريق السريع "آي-75". وأكد مكتب المأمور أن فرق الإنقاذ تواصل البحث عن ناجين بين الأنقاض، كما تم إنشاء ملجأ طارئ في مدرسة ثانوية محلية. 7 قتلى في ميسوري أما في ولاية ميسوري، فقد سُجلت 7 وفيات على الأقل، بينها 5 في مدينة سانت لويس، حيث تسببت الأعاصير بأضرار جسيمة شملت تدمير أكثر من 5 آلاف منزل وانهيار مبانٍ. وقالت عمدة سانت لويس إن "المدينة في حداد الليلة. الخسائر في الأرواح مروعة وكذلك الدمار"، كما أعلنت حالة الطوارئ وفرض حظر تجول ليلي في المناطق الأكثر تضررا. وفي سياق متصل، أكدت دائرة الأرصاد الجوية الوطنية أن إعصارا ضرب منطقة سانت لويس بعد ظهر الجمعة، حيث وصلت سرعة الرياح فيه إلى نحو 100 ميل في الساعة، ما تسبب في أضرار جسيمة امتدت إلى منطقة "فورست بارك" التاريخية. ونقلت مستشفيات المدينة ما بين 50 إلى 60 شخصا أصيبوا في العاصفة، بينهم 15 طفلا، وفقا للسلطات الصحية المحلية. وفي مقاطعة سكوت جنوبي ميسوري، قُتل شخصان آخران وأصيب عدد من الأشخاص، بحسب ما أفاد به الشريف ديريك ويتلي، الذي أشار إلى أن الإعصار دمر منازل بالكامل وغيّر ملامح المنطقة. من جانبه، أفاد مركز التنبؤ بالعواصف بأن خطر العواصف الرعدية الشديدة لا يزال قائما، لا سيما في السهول الجنوبية وشمال تكساس، حيث من المتوقع حدوث برد كبير ورياح مدمرة واحتمال أعاصير إضافية. ووفقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، فقد تسببت الأعاصير في مقتل 54 شخصا في الولايات المتحدة عام 2024، بينما يهدد الطقس القاسي بمواصلة ضرب البلاد حتى مطلع الأسبوع المقبل.


الجزيرة
منذ 5 أيام
- الجزيرة
سيول في ولايات جزائرية تثير غضب نشطاء وهذا أبرز ما قالوا
شبكات هيمنت سيول الأمطار الغزيرة التي تشهدها منذ أيام عدة ولايات في الجزائر على منصات التواصل، بعدما وصفتها السلطات في بعض المناطق بأنها غير معهودة. اقرأ المزيد المصدر : الجزيرة


الجزيرة
منذ 7 أيام
- الجزيرة
تقرير أممي: 84 ألفا ضحايا فيضانات الصومال
كشف تقرير صادر عن الأمم المتحدة اليوم أن أكثر من 84 ألف شخص تضرروا من فيضانات الصومال التي أسفرت منذ منتصف الشهر الماضي عن مصرع 17 شخصا على الأقل. وفي تقرير نشرته وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) اليوم، حذر خبراء الأرصاد الجوية من احتمال هطول مزيد من الأمطار في الأيام المقبلة في جنوب ووسط الصومال. وتُعد منطقة القرن الأفريقي الأكثر عرضة ل تغيّر المناخ ، مع تسارع وتيرة الظواهر المناخية القصوى وشدتها. وقالت الوكالة الأممية إن "الفيضانات المفاجئة الناجمة عن الأمطار الموسمية الغزيرة تسببت منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي عن مقتل 17 شخصا وتضرر أكثر من 84 ألف شخص في مناطق عدة". وتأتي هذه الفيضانات في وقت تواجه فيه منظمات الإغاثة غير الحكومية -التي غالبا ما تكون من أوائل المستجيبين للكوارث- نقصا في التمويل يعيق قدرتها على الاستجابة للاحتياجات الطارئة، بحسب أوتشا. وتعرضت الصومال لفيضانات كبرى في 2023، أسفرت عن مصرع أكثر من 100 شخص ونزوح أكثر من مليون، نتيجة أمطار غزيرة مرتبطة بظاهرة النينو المناخية.