
لبيك والمسرى
في موسم الحج، تتجه قلوب الملايين نحو مكة، تُرفع الأكف وتُسكب الدموع، وتعلو الأصوات بالتلبية: 'لبيك اللهم لبيك'، حيث يتساوى الناس في الرداء، ويجتمعون على طاعة واحدة. مشهد تتجلى فيه عظمة الإسلام ووحدة الأمة، وكأن الأرواح تجتمع على صعيد الطهر وتُحلّق في سماء واحدة، متجردة من الأوطان واللغات والألوان.
لكن هناك في غزة، قلوبٌ ترتجف تحت القصف، وأكفٌ مرفوعة لا رجاء فيها إلا رحمة الله، حيث تتساقط القنابل بدل قطرات زمزم، وتُقطع نداءات التلبية بصراخ الأمهات ونحيب الثكالى. في اللحظة ذاتها التي يركع فيها الحاج طواعية أمام الله، تُجبر أجساد الغزيين على السجود تحت ركام منازلهم، لا فرق بين مُصلٍ وطفل نائم، كلهم أهداف في مرمى الظلم.
في خيام النزوح ومدارس الإيواء، يؤدّي أطفال غزة مناسك رمزية، يطوفون حول مجسم للكعبة من الورق والكرتون، يردّدون 'لبيك اللهم لبيك' بأصوات لا تصل الحرم، لكن تصل السماء. لا يحملون سجادًا ولا مسبحة، فقط قلوبًا مكلومة، تتعلق بالله لأن الأرض خذلتهم، والناس انشغلوا عنهم باللباس الأبيض والماء المبارك.
مشهد الحج، الذي يفترض أن يكون تتويجًا للوحدة، يتحول في وجدان الغزّي إلى وجع مضاعف، حين يرى الأمة ترفع صوتها بالتكبير، لكنها تصمت حين تُدكّ منازل غزة وتُحاصر معابرها. كيف لتلبيةٍ لا يُستجاب فيها لنداء المسرى أن تكون صادقة؟ كيف تُعلن البراءة من الشرك، بينما نغرق في صمتنا عن شرك التخاذل؟
الحج ليس طقوسًا فحسب، بل هو مدرسة للتجرد من الذات والهوى، تجديدٌ للعهد مع الله ووعدٌ بأن نكون من أنصار المستضعفين. وما قيمة الحج إذا خرجنا منه دون أن نحمل همّ الأمة؟ دون أن نشعر أن طفل غزة هو طفلنا، وأن المسجى على تراب فلسطين هو أخ لنا في الدين والدم؟
لبيك يا الله نرددها في مكة، ويهمس بها أهل غزة في الظلام، وفي كل ركن من أركان الشقاء. فهل آن للعالم الإسلامي أن يدرك أن نداء الحرم لا يكتمل إلا بنداء القدس، وأن من يبتغي وجه الله عليه ألا يصم أذنه عن صرخات الجياع والمحاصرين؟
إن لبيك الحقيقية ليست نداءً موسميًا، بل التزامٌ دائم، مسؤولية تُترجم في المواقف لا فقط في الشعارات. مادامت القدس تئن، وغزة تُدمّر، فكل من صمت أو اكتفى بالبكاء، قد خذل التلبية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأموال
منذ ساعة واحدة
- الأموال
بالتفصيل .. خطوات رمى الجمرات وسنن يوم التشريق .. في ثاني أيام عيد الأضحى
يواصل حجاج بيت الله الحرام أداء مناسك الحج ونتعرف على ما ينبغى للحاج فعله فى يوم التشريق الأول وهو ثانى أيام عيد الأضحى المبارك الموافق الحادى عشر من ذى الحجة. خطوات رمي الجمرات في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك 1ـاليوم الحادى عشر من ذى الحجة واليوم الأول من أيام التشريق وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله" رواه مسلم. 2- يبدأ رمى الجمرات الثلاث بعد الظهر أى بعد الزوال حيث تجمع إحدى وعشرين حصاة من أى مكان من منى. 3- فتبدأ برمى الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى التى تسمى العقبة. 4- ترمى كل واحدة بسبع حصيات متعاقبات واحدة بعد الأخرى وتكبر مع كل حصاة. 5- الأفضل فى رمى الجمرة الصغرى والوسطى أن ترميها وأنت مستقبل القبلة والجمرة بين يديك ثم تتقدم على الجمرة أمامها بعيداً عن الزحام فتستقبل القبلة وتدعو طويلاً. 6- وترمى جمرة العقبة مستقبلها جاعلا الكعبة عن يسارك ومنى عن يمينك ثم تذهب ولا تقف للدعاء لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقف بعدها.


الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
حجاج بيت الله يواصلون رمي الجمرات في أول أيام التشريق (فيديو)
عرضت فضائية "اكسترا نيوز"، لقطات ترصد حجاج بيت الله يواصلون رمي الجمرات في أول أيام التشريق. حجاج بيت الله أدوا طواف الإفاضة بالمسجد الحرام وكان حجاج بيت الله قد أدوا طواف الإفاضة بالمسجد الحرام، وذلك بعد أن من الله عليهم بالوقوف على صعيد جبل عرفات، والمبيت في مزدلفة، ورمي جمرة العقبة الكبرى في مشعر منى.


النهار المصرية
منذ ساعة واحدة
- النهار المصرية
بعد تكريم الرئيس لهم.. اللواء رأفت الشرقاوي: «العيد فرحة»
قال اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية السابق للأمن العام يهل علينا عيد الأضحى المبارك اعاده الله علينا وعلى مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال امنها وكافة المخلصين من ابناء هذا الوطن والأمة العربية والإسلامية والعالم بالخير والبركات. وهنا سننظر الى رجال الشرطة والقوات المسلحة سواء من كان منهم بالخدمة او من نالوا الشهادة فى سبيل الله وأسرهم ... فرحة العيد واجبة على الجميع ولكن اين رجال العيون الساهرة وأسرهم من هذة الفرحة ، لقد اختار كل من انتمى الى القوات المسلحة وهذة الاجهزة الامنية طريق مختلف هو تقديم روحه قربان لله والوطن للزود عن اى مخاطر او تهديدات تمس أرض الكنانة، مصرنا الحبيبة والغالية ، ودرة الشرق ، من قريب او بعيد. وحديثى اليوم ليس عن هولاء الابطال ولكن عن أسرهم الذين حرموا منهم فى حياتهم نتيجة مواصلة الليل بالنهار لاداء واجبهم الوطنى او الحرمان من السند والرعاية بعد ان نالوا الشهادة . الرئيس عبدالفتاح السيسى كان اهتمامه الأكبر منذ أن تولى سدة الحكم فى البلاد عام ٢٠١٤ هو أسر الشهداء والضحايا والمصابين ، ولذلك عاهد نفسه ان يحتفل بهم اول يوم من كل عيد ليعوضهم فقد ذويهم ، وكذلك اصدر بتاريخ ١٢ مارس ٢٠١٨ القانون رقم ١٦ لسنة ٢٠١٨ بإنشاء صندوق شهداء وضحايا ومفقودى ومصابى العمليات الحربية والإرهابية والأمنية وأسرهم والمعدل بالقانون رقم ٤ لسنة ٢٠٢١ . يهدف الصندوق الى تكريم الشهداء ومن فى حكمهم وضحايا ومفقودى ومصابى العمليات الحربية والأرهابية والأمنية وأسرهم ودعمهم ورعايتهم فى كافة النواحى الاجتماعية والصحية والتعليمية وغيرها وصرف التعويضات المستحقة لهم وفقآ لاحكام القانون يصدر السيد رئيس مجلس الوزراء القرارات اللازمة لتشكيل المجلس وتحديد مدة عضويته ونظام العمل به على ان تعتمد قرارات المجلس من السيد رئيس مجلس الوزراء. يتولى الصندوق بالتنسيق مع الجهات المعنية ومنظمات المجتمع المدنى والقطاع الخاص توفير اوجه الرعاية والدعم فى كافة مناحى الحياة لأسر الشهداء والضحايا والمفقودين ومصابى العمليات الحربية والأهاربية والأمنية وأسرهم وعلى الأخص ما يأتي: ☐ توفير فرص الدراسة فى كافة مراحل التعليم والمنح الدراسية اللازمة. ☐ توفير فرص عمل تتناسب مع مؤهلاتهم. ☐ تقديم الخدمة الصحية . ☐ استخدام المواصلات العامة بتخفيض ٥٠% ☐ توفير الاشتراك فى مراكز الشباب والأنشطة الرياضية. ☐ توفير فرص الحج للمصابين ولذوى الشهداء . ☐ توفير فرص الحصول على وحدات سكنية بمشروعات الدولة المدعمة . ☐ موارد الصندوق من خلال لصق طابع على عدد ١٤ طلب مثل - استخراج رخص السلاح - رخصة القيادة - رخصة التسير - صحيفة الحالة الجنائية- تصاريح العمل ... الخ ) . ومن خلال مشاركة الطلاب فى التعليم قبل الجامعى بخمسة جنيهات والتعليم الجامعى وما بعده بعشرة جنيهات إضافة إلى ٥% من تنمية موارد الدولة وما يخصصه مجلس النواب من تبرعات النواب من مكأفات العضوية وعائد استثمار اموال الصندوق. ولا يسعنا فى هذا المقام الا بتوجيه الشكر للقيادة السياسية التى وضعت الاساس لهذا الصندوق عندما اشار الى ان ما تنعم به البلاد من أمن وأمان وتنمية فى كافة المجالات يعود إلى تلقى الشهداء رصاصات الغدر والخسة نيابة عن مصر وشعبها رحمه الله على كل شهداء الوطن الذين سقوا بدمائهم الذكية بستان الجمهورية الجديدة . ونقول لشهداء الوطن الاية القرآنية ( ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون ) ... صدق الله العظيم، ونقول لزوجات وأسر ضباط وافراد الشرطة والقوات المسلحة ... الوطن لن ينسى تضحياتكم فأنتم من قمتم بالدورين ، الاول هو تربية الابناء ، والثانى اعداد جيل جديد للوطن يواصل ما قدموه آبائهم ... ولا ننسى مقولة وزير الداخلية الاسبق رحمه الله عليه عبدالحليم موسى عندما قال ان سيدات رجال الشرطة سيدخلون الجنة بلا حساب ، نتمنى من الله ذلك ونتوسل اليه ونناديه ونحن فى أفضل أيام الله أيام الحج المباركة ، ان يلبى لنا هذة الدعوة فهذا ما نملكه وهو الدعاء والتوسل . ونقول لأسر الشهداء، ستجتمعوا بأذن الله تعالى مع ذويكم فى الفردوس الاعلى من الجنه ليعوضكم الله بما لا عين رأت ولا خطر على قلب بشر.