logo
د. منال إمام: مصر.. قوية بأبنائها

د. منال إمام: مصر.. قوية بأبنائها

صدى البلدمنذ 5 ساعات

في زمنٍ تتلاطم فيه أمواج التحديات وتشتدّ فيه رياح الأزمات، تنهض مصر شامخة كالنيل، عصيّة على الانكسار، راسخة كأهراماتها الخالدة، متجذّرة في عمق التاريخ كأرضها الطيبة. لا تفتأ تثبت للعالم في كل مرة أن قوتها لا تستمدّها من عتادٍ أو مال، بل من سواعد أبنائها ووفاء شعبها وإخلاص قيادتها.
لقد اجتمعت على أرض الكنانة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها أزمات عاتية لم تعهدها من قبل، غير أن إرادة المصريين، وحنكة القيادة السياسية، ستحول هذه المحنة إلى منحة، وستجعل من التحدي برهانًا حيًّا على صلابة الدولة المصرية وتماسك نسيجها الوطني المتين.
الحدود تشتعل... ومصر يقظة كعين الصقر
فعلى حدودها الغربية، لا تزال نيران الحرب الأهلية في ليبيا تهدد الأمن والاستقرار، حاملةً في طياتها خطر الانفلات وانتشار السلاح. وفي الجنوب، تئنّ السودان تحت وطأة صراع دمويّ يُلقي بظلال إنسانية وأمنية ثقيلة على الجوار. أما في الشرق، فإن الجرح الفلسطيني في غزة لا يزال نازفًا، يستصرخ الضمير العربي، ويُلهب الشعور القومي، بينما يتأجج نار صراعٍ إقليمي ينذر بما هو أعظم (بين إسرائيل وإيران).
ورغم هذه التحديات المتشابكة، تبقى القوات المسلحة المصرية على عهدها، عيون لا تنام، تحرس الأرض والعرض، مستندةً إلى إرادة سياسية صلبة، وإجماع شعبي قلّ نظيره. إن أمن مصر القومي ليس شعارًا، بل عقيدة راسخة وموقف لا يُساوَم عليه.
الضغوط الاقتصادية... صمود رغم العاصفة
أما في الداخل، فلا يخفى على أحد أثر العاصفة الاقتصادية التي عصفت بالعالم، والتي لم تكن مصر بمنأى عنها. فقد أثقلت كاهل المواطن موجة غلاء مستعرة، وتراجعت القدرة الشرائية، وزادت الحرب على غزة من الأعباء، خاصة بعد تصعيد التوتر في البحر الأحمر، الذي عطّل حركة الملاحة في قناة السويس، هذا الشريان الاقتصادي الحيوي.
ورغم كل ما سبق، اختارت مصر أن تنتصر لقيمها، ولم تتخلّف عن نصرة القضية الفلسطينية، حتى وإن كان الثمن مزيدًا من الضغط الاقتصادي. ففي وقتٍ باتت فيه المصالح عند البعض تعلو على المبادئ، أبت مصر إلا أن تظل وفية لقضايا العدل والحق، في موقف يُجسّد النُبل السياسي في أسمى صوره.
شعبٌ أصيل... يتكئ على وعيه ويحتكم إلى صبره
وفي خضم هذا المشهد، يقف الشعب المصري كبطلٍ حقيقي، يُقابل الصعاب بوعيٍ وصبرٍ وإيمان. لقد أدرك المصريون أن ما يمرون به ليس محلي النشأة فحسب، بل نتيجة لتشابك أزمات إقليمية ودولية، وأن التحديات تحتاج إلى صبر وكفاح. ومن هذا الوعي تولدت حالة فريدة من التلاحم بين القيادة والشعب، فباتت مصر كالجسد الواحد، تشد أزرها في أوقات الشدة، وتتقاسم الهمّ والمصير.
مصر واللاجئون... حضنُ العروبة الدافئ
وفي الوقت الذي أغلقت فيه دولٌ كثيرة أبوابها أمام الفارين من أتون الحروب، فتحت مصر قلبها وحدودها، لتستقبل مئات الآلاف من الإخوة العرب، دون منٍّ أو أذى، بل من منطلق رسالتها الإنسانية والعروبية، ومن إيمانها بأن ما يجمع العرب أكبر من حدود السياسة، وأعمق من حسابات اللحظة.
مصر لا تنكسر... بل تزداد صلابة
إن ما واجهته مصر – ولا تزال – من تحديات، كان كفيلًا بأن يطيح بأركان دول عديدة، لكنّ مصر، بعون الله، بقيت واقفة، تمضي بثبات في دربها، لأن في أبنائها معدنًا لا يصدأ، وإرادة لا تلين، وقيادة تقودها بالحكمة لا بالهوى.
إن مصر دولة رشيدة قديمة قِدم التاريخ، تصنع مقدراتها بأيدي ابنائها البررة، وتصون كرامتها وحدودها وثرواتها،كما أنها تترفع عن الصغائر وتعلو فوق الفتن، ولا تنساق وراء مهاترات أو شعارات جوفاء
ستظل مصر – كما كانت – حصنًا منيعًا للأمة العربية، وركيزة للاستقرار الإقليمي، وصوتًا للكرامة والعزة.
مصر قوية بأبنائها... ولن تنكسر.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دعم المزارعين في تصنيع وتسويق منتجاتهم
دعم المزارعين في تصنيع وتسويق منتجاتهم

سعورس

timeمنذ 36 دقائق

  • سعورس

دعم المزارعين في تصنيع وتسويق منتجاتهم

استطاعت المملكة بفضل الله ثم بجهود خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين يحفظهما الله، تحقيق قفزات واسعة وخطوات سريعة في مسيرة انطلاقتها ونموها وازدهارها وتطورها، ولهذا حققت رؤيتها الطموحة نهضة شاملة في كل المجالات والميادين الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والتقنية والصحية وفي كافة البنى الأساسية والمرافق الحيوية والتنموية مما مكَّنها من أن تتبوَّأ موقعًا مرموقًا في الاقتصاد العالمي الذي قطعت فيه شوطًا بعيدًا في رحلة تجسد أهدافها الرامية إلى تنويع أوجه الاقتصاد وتوزيع مصادر الدخل الأمر الذي عزَّز مكانتها ودعَّم اقتصادها حيث تمضي قدمًا دون عوائق في الاستثمار في مشاريع صناعية وتجارية واستثمارية وتنموية واقتصادية عملاقة. ولعلنا هنا نرى جذب الانتباه والتركيز على أحد القطاعات الاقتصادية التنموية الحيوية المهمة ألا وهو القطاع الزراعي والذي يمثل محورًا أساسيًا لاحتياجات ومتطلبات الإنسان الحياتية والمعيشية. والمملكة ما فتئت ولا توانت في تقديم برامج متنوعة لدعم القطاع الزراعي وتحسين جودة مكوناته وسلامة منتجاته الزراعية. لقد ناقش مجلس الشورى في إحدى جلساته السابقة إمكانية مساعدة المزارعين لإنشاء مصانع زراعية وغذائية في مناطقهم الريفية وقرب مزارعهم وتشجيعهم وحثهم لتصنيع وتسويق منتجاتهم الزراعية مما قد يُعَدُّ خطوة طموحة لحل مثالي ناجع من شأنه العمل على تعزيز استدامة القطاع الزراعي وضمان سلامة الأغذية وجودتها ورفع معنويات المزارعين وتقليل مصاريفهم وتحسين مستويات دخولهم، وهذه الصناعات تساهم في تحسين القيمة الاقتصادية للمنتجات الزراعية وتوفير فرص عمل في المجتمعات الريفية. وبطبيعة الحال فإن هذا الأمر يتطلب تضافر جهود عدة جهات متعددة ولعل من أهمها وفي مقدمتها بالطبع وزارة البيئة والمياه والزراعة وذلك من أجل تقديم مساعدات لإنشاء هذه المصانع الزراعية والغذائية في المناطق الريفية لتسويق المنتجات الزراعية لصغار المزارعين حيث سيحقق ذلك بلا شك الاكتفاء الذاتي المنشود في هذا المجال الاقتصادي الحيوي المهم، فالمصانع الزراعية والغذائية هي جزء أساسي من سلاسل الإمداد والأمن الغذائي، حيث تقوم بتحويل المواد الخام الزراعية إلى منتجات مصنَّعة صالحة للاستهلاك أو لاستخدامات أخرى. ويمكن تصنيف هذه المصانع بناءً على نوعية المنتجات التي تنتجها أو العمليات التي تقوم بها، إذاً ثمة حاجة لمنح قروض ميسرة لتوفير البنى التحتية لشراء الأجهزة والمعدات اللازمة للتصنيع والتعبئة والتغليف، كذلك دعم مشاريع البحث والتطوير في الجامعات ومراكز البحث العلمي لتطوير منتجات جديدة ومبتكرة من المحاصيل الزراعية المحلية بما يتناسب مع احتياجات السوق مرتكزة على التقنيات الحديثة في التصنيع الغذائي، ومنها مصانع معالجة الأغذية ومصانع اللحوم ومصانع تعبئة وتعليب الفواكه والخضراوات والتمور ومصانع الألبان وإنتاج الحليب والجبن الزبادي ومصانع الزيوت واستخراج الزيوت من البذور والنباتات مثل زيت الزيتون وزيت الصويا، إلى جانب تصنيع الأسمدة الكيماوية والعضوية والمخصبات والأعلاف الحيوانية. كذلك تشجيع إنشاء الجمعيات التعاونية الزراعية وبرامج التنمية الريفية التي تمكِّن المزارعين من تجميع منتجاتهم وتقليل تكاليفهم وزيادة قدراتهم التنافسية والتفاوضية. أيضًا دمج ودعم التصنيع والتسويق ضمن برامج التنمية الريفية الشاملة، مثل: "برنامج ريف" الذي يدعم برنامج التنمية الريفية المستدامة والأسر الريفية ويشجع الشباب على الانخراط في القطاع الزراعي، إلى جانب تحسين طرق الإنتاجية وتبني تقنيات جديدة وحديثة مثل الزراعة الذكية وزراعة المشاتل (البيوت الخضراء) وتدريب المزارعين لتعزيز مهاراتهم المعرفية وتسهيل النقل والتوزيع وتعزيز الوعي بأهمية المنتجات المحلية وتشجيع استهلاكها ودعم ممارسات الزراعة المستدامة للحفاظ على الموارد الطبيعية، إن إنشاء مصنع زراعي أو غذائي في المناطق الريفية لهو مشروع يتطلب تخطيطًا دقيقًا ومراحل متعددة لضمان نجاح وسهولة وصول المنتجات الزراعية للأسواق وللمستهلكين. كما أن اختيار الموقع يجب أن يكون مناسبًا من حيث القرب من مصادر المواد الخام والأسواق وتوفر العمالة وسهولة الوصول إلى تلك المواقع وتوافر الخدمات فيها، كما يجب النظر لتصميم مخطط هندسي للمصنع بما يضمن انسيابية العمليات والالتزام بمعايير السلامة والصحة الغذائية، ومناطق الاستقبال والإنتاج والتعبئة والتخزين والشحن، كذلك تصميم أنظمة التهوية والتبريد والتغذية الكهربائية والمياه والطاقة المتجددة والصرف الصحي والنفايات والحد من الانبعاثات وتحري الآثار البيئية المترتبة، أيضاً تحديد الطاقة الإنتاجية والتوقعات البيعية والتسويق والتدفقات النقدية، وتحليل نقطة التعادل، وفترة استرداد رأس المال، ومؤشرات الربحية، مع ضرورة المساعدة في تحديد التراخيص اللازمة من الجهات الحكومية المعنية وذات العلاقة مثل وزارة الصناعة ووزارة البيئة وهيئة الغذاء والدواء والبلديات والدفاع المدني. وفيما يلي بعض الاقتراحات والتوصيات التي يرى أهميتها مع هذا التوجه نحو إنشاء مصانع زراعية وغذائية في المناطق الريفية، وتتلخص فيما ما يلي: مساعدة المزارعين على إقامة شراكات مع شركات التجزئة الكبرى والمتاجر، لضمان تسويق منتجاتهم على نطاق أوسع. دعم أسواق المزارعين المحلية وتنظيمها، حيث يمكن للمزارعين بيع منتجاتهم مباشرة للمستهلكين. تشجيع نموذج "من المزرعة إلى المائدة" من خلال ربط المزارعين مباشرة بالمطاعم والفنادق. إنشاء متاجر إلكترونية أو منصات رقمية خاصة بالمنتجات الزراعية، مما يتيح للمزارعين الوصول إلى قاعدة عملاء أوسع. * جامعة الملك سعود انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.

خالد الجندي: استحضار الله في كل الأمور عبادة تحقق الرضا
خالد الجندي: استحضار الله في كل الأمور عبادة تحقق الرضا

بوابة الفجر

timeمنذ 2 ساعات

  • بوابة الفجر

خالد الجندي: استحضار الله في كل الأمور عبادة تحقق الرضا

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الحرص على قول "إن شاء الله" هو من أعظم صور استحضار الله تعالى في تفاصيل الحياة اليومية، مشيرًا إلى أن ثوابها كبير لأنها تعكس حضور القلب مع الله وتعلق القلب بمشيئته. وأضاف عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال"، ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الأربعاء: "إن شاء الله، مش مجرد لفظ، وإنما عبادة ومعنى عميق يدل على اليقين والتوكل، "بنا بيحب تحضره في كل حاجة: في المشوار، في الوعد، حتى لما حد يضايقك، قول لا حول ولا قوة إلا بالله، دي عبادات بتقربك من الله". وأوضح الجندي أن هذا الحضور القلبي هو الذي يجعل الإنسان مطمئنًا عند وقوع أي مكروه أو تأخر في الأمور، مضيفا: "لو حصل شيء لا يسرك، فاعلم أنه لصالحك، سيدي ابن عطاء الله بيقول: ما منع عنك إلا ليعطيك، وما ابتلاك إلا ليرضيك، فثق أن في ثنايا المحنة منحة، وفي خفايا البلاء جزاء". وتابع: "المذكور الوحيد اللي يحضر إذا ما ذُكر هو الله.. واللي يذكر ربنا، ربنا يكون معاه.. فحضروا ربنا في كل لحظة.. ومش هتندموا أبداً".

الشيخ خالد الجندي: استحضار الله في كل الأمور عبادة تحقق الرضا
الشيخ خالد الجندي: استحضار الله في كل الأمور عبادة تحقق الرضا

صدى البلد

timeمنذ 3 ساعات

  • صدى البلد

الشيخ خالد الجندي: استحضار الله في كل الأمور عبادة تحقق الرضا

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الحرص على قول "إن شاء الله" هو من أعظم صور استحضار الله تعالى في تفاصيل الحياة اليومية، مشيرًا إلى أن ثوابها كبير لأنها تعكس حضور القلب مع الله وتعلق القلب بمشيئته. وأضاف عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأربعاء: "إن شاء الله، مش مجرد لفظ، وإنما عبادة ومعنى عميق يدل على اليقين والتوكل، "ربنا بيحب تحضره في كل حاجة: في المشوار، في الوعد، حتى لما حد يضايقك، قول لا حول ولا قوة إلا بالله، دي عبادات بتقربك من الله". وأوضح الشيخ خالد الجندي أن هذا الحضور القلبي هو الذي يجعل الإنسان مطمئنًا عند وقوع أي مكروه أو تأخر في الأمور، مضيفا: "لو حصل شيء لا يسرك، فاعلم أنه لصالحك، سيدي ابن عطاء الله بيقول: ما منع عنك إلا ليعطيك، وما ابتلاك إلا ليرضيك، فثق أن في ثنايا المحنة منحة، وفي خفايا البلاء جزاء". وتابع الشيخ خالد الجندي "المذكور الوحيد اللي يحضر إذا ما ذُكر هو الله.. واللي يذكر ربنا، ربنا يكون معاه.. فحضروا ربنا في كل لحظة.. ومش هتندموا أبداً". الشيخ خالد الجندي: استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الحديث عن النعم قبل وقوعها بشكل علني قد يعرّض الإنسان إلى الحسد ويمنع الأرزاق، مشيرًا إلى أهمية الكتمان كوسيلة شرعية وواقعية للحفاظ على النعم المنتظرة. وقال عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأربعاء: "زي ما بنقول عندنا كده: داري على شمعتك تِقيد.. وده متفق مع صحيح العقيدة.. النبي صلى الله عليه وسلم قال: (استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان)". وأوضح الشيخ خالد الجندي أن إعلان بعض الأمور الخاصة بشكل مبالغ فيه، خصوصًا ما يتعلق بالرزق أو الجوائز أو المنح، قد يفتح باب الحسد من الناس، موضحا: "لو واحد رايح بكرة ياخد مليون جنيه مثلاً، مش لازم يقول لكل الناس، ده ممكن اللي بيسمعه يزعل أو يتحسد أو حتى يحسبه ويكرهه في النعمة اللي هو فيها".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store