
"في بيتنا رجل" أبرزها.. أعمال أدبية جسدتها زبيدة ثروت في السينما
بمناسبة ذكرى ميلادها..
في الرابع عشر من يونيو عام 1940، وُلدت الفنانة زبيدة ثروت بمدينة الإسكندرية، لتحمل معها ملامح ناعمة وصوتًا هادئًا وشخصية فنية آسرة، جعلتها تُلقب لاحقًا بـ"قطة السينما العربية"، وعلى الرغم من بداياتها الصغيرة، فقد استطاعت أن تحفر لنفسها مكانة خاصة في ذاكرة الفن العربي، حيث كانت إحدى نجمات العصر الذهبي للسينما المصرية.
بدأت أولى خطواتها على شاشة السينما عام 1956 من خلال دور صغير في فيلم "دليلة" أمام العندليب عبد الحليم حافظ والفنانة شادية، لكن هذا الظهور الأول لم يكن إلا بداية لسلسلة طويلة من الأعمال المؤثرة، فقد تميزت زبيدة ثروت برصيد فني ثري، لم يكن فقط متنوعًا من حيث الأدوار، بل امتاز أيضًا بارتباطه العميق بالأدب العربي، إذ كانت شريكة في تقديم عدد كبير من الأفلام التي استندت إلى نصوص أدبية لأهم الكُتّاب المصريين، ما جعلها بمثابة جسر حيّ بين الرواية والشاشة الكبيرة.
وفي التقرير التالي؛ يستعرض "الدستور" أدوارها في الأفلام المأخوذة عن أعمال أدبية..
من أوائل هذه الأعمال كان فيلم "عاشت للحب"، الذي أُنتج عام 1959 مقتبسًا عن رواية "شجرة اللبلاب" للأديب محمد عبد الحليم عبد الله، وقد جسدت فيه زبيدة شخصية "زينب"، الفتاة التي تحاول أن تنتزع من قلب "حسني" – الذي يعاني من عقدة نفسية تجاه النساء – خوفه القديم، وتقوده إلى دروب الحب والتسامح.
وفي عام 1961، شاركت في فيلم "في بيتنا رجل"، أحد أبرز أفلام الحقبة الوطنية، والمأخوذ عن قصة للكاتب إحسان عبد القدوس، وقدمت فيه دور "نوال"، الفتاة التي تقع في حب مناضل سياسي مطارد من الاحتلال الإنجليزي، في سياق درامي مشحون بالصراع بين الحب والانتماء والنضال.
واستمرارًا لعلاقتها الوطيدة بالأدب، جسدت زبيدة ثروت عام 1962 دور "زينب" في فيلم "سلوى في مهب الريح" المأخوذ عن قصة للأديب محمود تيمور، والفيلم يعكس جانبًا نفسيًا عميقًا من خلال قصة فتاة تتعرض للسيطرة الذهنية من قِبل طبيب يستخدم التنويم المغناطيسي، في سرد يجمع بين الإثارة والتحليل النفسي والاجتماعي.
وفي عام 1970، شاركت في فيلم "الحب الضائع"، المأخوذ عن رواية لعميد الأدب العربي طه حسين، وتدور قصته حول صديقتين يفرقهما حب رجل واحد، في دراما إنسانية راقية تناولت مشاعر الغيرة والتضحية بين الحب والصداقة، وجسدت زبيدة ثروت دور "سامية"، التي تدخل في صراع نفسي مع صديقتها المقربة، بعد أن تعلق بها زوج الأخيرة.
كما شاركت عام 1971 في فيلم "حادثة شرف"، وهو مقتبس عن قصة للكاتب يوسف إدريس، وقدمت فيه شخصية "بنات"، فتاة من أجمل بنات إحدى العزب، تواجه مأساة تهز حياتها بعد أن تحاول مقاومة شاب غريب حاول الاعتداء عليها، وفي 1975، أطلّت على جمهورها من خلال فيلم "المذنبون"، الذي كتبه نجيب محفوظ، الحائز على نوبل في الأدب، وأدت زبيدة ثروت دور "منى"، الزوجة الخائنة المتورطة في شبكة علاقات معقدة داخل عالم فاسد من كبار المسؤولين.
وفي العام ذاته، شاركت في فيلم "لا شيء يهم"، المقتبس عن رواية جديدة لإحسان عبد القدوس، أدّت فيه دور "سناء"، التي تتزوج من زميلها الفنان "محمد" (نور الشريف)، لكنه يهرب من المسؤولية حين تعلمه بأنها حامل.
وفي عام 1976، خاضت زبيدة ثروت تجربة جديدة في فيلم "لقاء هناك"، المأخوذ عن قصة للكاتب ثروت أباظة، وأدّت فيه دور "ليلى"، الفتاة التي تحب ابن عمها "عباس"، الطالب الذي يعيش صراعًا بين التدين والانفتاح، وبين الحب والعقيدة. تعاني ليلى أثناء الولادة، ما يدفع عباس إلى إعادة اكتشاف إيمانه بالله في لحظة إنسانية مؤثرة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مصراوي
منذ 8 ساعات
- مصراوي
"هولوجرام العندليب" يشعل النزاع بين أسرته ومهرجان موازين وقانوني يحسمه
تصاعدت مؤخرا حدة النزاع بين أسرة العندليب الراحل عبدالحليم حافظ، وإدارة مهرجان موازين، والذي بدأ عقب الإعلان عن تقديم حفل الهولوجرام الخاص بالعندليب بالمهرجان. وقال الخبير القانوني حسام لطفي "المستشار القانوني لجمعية المؤلفين والملحنين"، في تصريح خاص لـ"مصراوي" ، تعليقا على النزاع: "استغلال اسم وصورة عبدالحليم حافظ، في حالة استخدامها، يجب أن يتم بعد الحصول على موافقة الورثة". وتابع: "ما يخص المصنف الفني، وهنا هي أغاني العندليب، يتم استغلالها بعد موافقة الشركة المنتجة". وعلق الفنان نور الشناوي، على النزاع، وقال: "نحن كأسرة العندليب، لدينا بالفعل تعاقد مع شركة أخرى، لتقديم حفل هولوجرام في المغرب، وبدأت الشركة بالفعل الترويج له". وتابع: "لم نمنح الشركة المنفذة أو إدارة المهرجان، الموافقة على استغلال اسم أو صورة العندليب في حفل الهولوجرام الخاص بهم". وأكد مصدر من شركة المنتج محسن جابر، في تصريح لـ"مصراوي"، صحة تعاقد جمعية "مغرب الثقافات" مع الشركة، على تقديم حفل الهولوجرام، في إطار فعاليات مهرجان موازين. وأصدرت أسرة الفنان الراحل عبدالحليم حافظ، مؤخرا بيانا، وقالت فيه إنه وصل إلى علمها أن هناك إعلانات متداولة عبر المنصات الرسمية وغير الرسمية لمهرجان "موازين" توحي من خلال صورة ظلية شهيرة وتلميحات غير مباشرة، بإقامة عرض بتقنية 'الهولوجرام' يخصّ الفنان عبدالحليم حافظ. وتابع البيان "حرصًا على الشفافية، تؤكد العائلة أنها ليست على علم بأي عرض من هذا النوع، ولم يتم التواصل معها أو توقيع أي اتفاق مع مهرجان موازين أو مع أي جهة أخرى بشأن استخدام اسم أو صورة الفنان الراحل". وأضافت الأسرة في بيانها "كما تؤكد العائلة أن جميع الحقوق المتعلقة باسم وصورة عبدالحليم حافظ محفوظة حصرًا لشركة واحدة تم التعاقد معها رسمياً، وأي استخدام لهذه الحقوق دون الرجوع إليها يُعد خرقًا قانونيًا يُعرّض مرتكبيه للمساءلة". واختتم البيان "إن عائلة عبدالحليم حافظ تهيب بجميع الجهات احترام الحقوق القانونية والأدبية المتعلقة بالرموز الفنية العربية، وتحتفظ بكامل حقها في اتخاذ ما تراه مناسبًا من إجراءات قانونية لحماية إرث الفنان وحقوق الشركاء الرسميين. نشكر الجمهور الكريم على محبته وحرصه الدائم على احترام إرث عبدالحليم حافظ الفني والإنساني". ومن جانبها، أكدت الشركة المُنفذة لحفل الهولوجرام المقرر إقامته على مسرح محمد الخامس ضمن فعاليات مهرجان موازين – إيقاعات العالم، في دورته الـ19، في بيان لها، أنها لم تستخدم اسم أو صورة أو أغاني العندليب دون الرجوع إلى الجهات المالكة للحقوق. وقالت في بيانها، إن الحفل سيتم وفق تعاقد قانوني مع المنتج محسن جابر، الذي يمتلك حقوق استغلال عدد من أغاني عبدالحليم حافظ، وأنها حريصة على احترام الحقوق الأدبية والفنية، وأن جميع الخطوات تمت بشكل قانوني ورسمي قبل الإعلان عن الحفل.


بوابة الأهرام
منذ يوم واحد
- بوابة الأهرام
تلك الأيام نعم .. كل النهايات حزينة ياعزمى»
ظل الشاعر عزمى عبدالوهاب مشغولا بالنهايات لسنوات طويلة، نهايات الحياة للمبدعين من الشعراء والأدباء والفلاسفة، مع مرور السنوات تراكمت لديه صور عديدة لنهايات مفجعة تحوى دراما إنسانية يعجز الخيال عن تصورها لمبدعين ملهمين ضمها كتابه كل النهايات حزينة! فأى خيال ذلك الذى يتصور إقدام كاتب مثل هيمنجواى على الانتحار رغم شهرته المطبقة وحصوله على جائزة نوبل. استيقظ صاحب العجوز والبحر صباح الأحد قبل السابعة وفتح مخزن البدروم واختار بندقية بماسورتين وضعها على الأرض ووضع جبهته على الماسورتين وفجر رأسه بالكامل. أما الشاعرة سيلفيا بلاث التى ارتبطت بقصة حب درامية مع الشاعر الإنجليزى تيدهيوز فقد وضعت رأسها فى فرن البوتاجاز لتموت منتحرة فى الثلاثين من عمرها. الغريب أن زوجها هيوز عاش طويلا وتزوج من امرأة أخرى ماتت منتحرة أيضا!. الشاعر والأديب إدجار آلان بو كان تجسيدا للعبقرية والثقافة الموسوعية، وصفه بودلير بالرجل الذى اجتاز قمم الفن الوعرة. هذا المبدع الذى يعد من أكثر الأدباء تأثيرا عاش حياة الفقر والبؤس، وحين ماتت زوجته عجز عن دفنها لولا أن الجيران تبرعوا بدفع نفقات الدفن. حاول الانتحار وعاش فى عالم الأشباح حتى عثرت عليه الشرطة ملقى على الرصيف، ومات فى المستشفى وحيدا لم يعلم أقاربه بموته إلا من الصحف. فى كتابه الصادر عن الهيئة المصرية للكتاب يحكى عزمى عبدالوهاب أن الحرب العالمية الثانية أصابت الكتاب بالاكتئاب، وقرر الروائى الألمانى ستيفان زفاريج التوقف عن كل أنشطته، بما فيها إلقاء المحاضرات التى كانت مصدر دخل مهما له. الاكتئاب مع الغربة وصعوبة تعلم اللغة البرتغالية قادا ستيفان وزوجته إلى الانتحار بعد أن كتب الزوجان 190 رسالة يودعان أفراد العائلة والأصدقاء والناشرين. دخل الزوجان إلى حجرتهما, ارتدى ستيفان بدلة أنيقة وارتدت زوجته «لوت» «الكيمونو الياباني» ثم تناولا عددا كبيرا من الحبوب المنومة وتعانقا فى فراشهما. نجح عزمى عبدالوهاب ببراعة شديدة فى أن يفسر حياة عشرات من المبدعين والكتاب والفلاسفة العالميين، وأن يصنع نسيجا متماسكا يحكى قصة حياتهم وإبداعهم وصولا إلى تلك النهايات الحزينة والمفجعة فى الموت، لكنه لم يكتب عن شعراء وكتاب عرب، معللا ذلك بأن حياة هؤلاء على الأغلب تخلو من الدراما إلا قليلا، وحتى هذه الدراما يجرى التكتم عليها بطريقة «اذكروا محاسن موتاكم». ألقى عزمى عبدالوهاب فى وجوهنا بعنوان كل النهايات حزينة لا ليذكرنا بالمصير المؤلم فقط للمبدعين، لكنه يريد أن يقول: هذه الحياة لا تستحق كل هذا العناء والصراع، فالنهايات حزينة للجميع وليس للمبدعين فقط.


بوابة الفجر
منذ يوم واحد
- بوابة الفجر
في ذكرى ميلاد 'قطة الشاشة' زبيدة ثروت.. أميرة الرومانسية التي أحبها عبد الحليم ورفضتها العائلة (تقرير)
تحل اليوم السبت ذكرى ميلاد الفنانة الراحلة زبيدة ثروت، إحدى أيقونات الجمال والأنوثة في السينما المصرية، والتي وُلدت في 14 يونيو عام 1940، لتصبح لاحقًا واحدة من ألمع نجمات العصر الذهبي، ولقّبها الجمهور بـ'قطة الشاشة العربية' لجمال ملامحها الهادئ وأدوارها الرومانسية التي لامست قلوب المشاهدين. تنتمي زبيدة لأسرة أرستقراطية من أصل شركسي، وكان والدها ضابطًا في البحرية، ودرست الحقوق بجامعة الإسكندرية قبل أن تدخل عالم الفن من بوابة الجمال، بعد فوزها في مسابقة أجمل مراهقة عام 1955، ولفتت الأنظار إليها سريعًا بوجهها الملائكي وحضورها الطاغي على الشاشة، لتبدأ رحلة امتدت لما يزيد عن 30 عامًا قدمت خلالها أكثر من 30 فيلمًا سينمائيًا. حب لم يكتمل مع 'العندليب' في لقاء نادر، كشفت زبيدة ثروت أنها وقعت في حب العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وكانت تتمنى الزواج منه، لكن العائلة رفضت بسبب طبيعة حياة الفنانين، وهو ما أنهى الحلم في مهده، دون أن يؤثر على صداقتهما أو تعاونهما الفني. جمعتها بـ'حليم' تجربتان، الأولى من خلال ظهورها الصامت في فيلم 'دليلة' عام 1956، ثم البطولة المشتركة في فيلم 'يوم من عمري' عام 1961، الذي يُعد من أبرز أفلام الرومانسية في تاريخ السينما المصرية. عبد الحليم وزبيدة ثروت ثنائيات خالدة مع نجوم الزمن الجميل على مدار مسيرتها، تعاونت زبيدة مع كبار النجوم، من بينهم: • كمال الشناوي في فيلمي 'عاشت للحب' و'شمس لا تغيب' عام 1959. • حسن يوسف، حيث شكّلا معًا ثنائيًا ناجحًا في أفلام الكوميديا الاجتماعية مثل 'كيف تتخلص من زوجتك' و'زوجة غيورة جدًا'. • أحمد رمزي في أفلام شبابية وكوميدية من أشهرها 'أنا وزوجتي والسكرتيرة' (1970) و'بنت 17'. اعتزالها وابتعادها عن الأضواء رغم النجاح الكبير، قررت زبيدة ثروت اعتزال الفن في أوائل الثمانينيات، وابتعدت عن الساحة الفنية بهدوء، مفضّلة الحياة العائلية والهدوء، ولم تظهر إعلاميًا إلا في لقاءات نادرة تحدثت فيها بمحبة وصدق عن زملائها وذكرياتها في الفن. رحلت زبيدة ثروت عن عالمنا في 13 ديسمبر 2016 بعد صراع مع مرض السرطان، لكنها بقيت حية في قلوب محبيها بفنها الرفيع وصورتها التي لا تزال رمزًا للجمال والرقي. زبيدة ثروت لم تكن مجرد نجمة جميلة، بل كانت مزيجًا استثنائيًا من الرقة والموهبة، لا تزال بصماتها حاضرة في وجدان عشاق السينما حتى اليوم.