logo
تلك الأيام نعم .. كل النهايات حزينة ياعزمى»

تلك الأيام نعم .. كل النهايات حزينة ياعزمى»

بوابة الأهراممنذ 14 ساعات

ظل الشاعر عزمى عبدالوهاب مشغولا بالنهايات لسنوات طويلة، نهايات الحياة للمبدعين من الشعراء والأدباء والفلاسفة، مع مرور السنوات تراكمت لديه صور عديدة لنهايات مفجعة تحوى دراما إنسانية يعجز الخيال عن تصورها لمبدعين ملهمين ضمها كتابه كل النهايات حزينة!
فأى خيال ذلك الذى يتصور إقدام كاتب مثل هيمنجواى على الانتحار رغم شهرته المطبقة وحصوله على جائزة نوبل.
استيقظ صاحب العجوز والبحر صباح الأحد قبل السابعة وفتح مخزن البدروم واختار بندقية بماسورتين وضعها على الأرض ووضع جبهته على الماسورتين وفجر رأسه بالكامل.
أما الشاعرة سيلفيا بلاث التى ارتبطت بقصة حب درامية مع الشاعر الإنجليزى تيدهيوز فقد وضعت رأسها فى فرن البوتاجاز لتموت منتحرة فى الثلاثين من عمرها.
الغريب أن زوجها هيوز عاش طويلا وتزوج من امرأة أخرى ماتت منتحرة أيضا!.
الشاعر والأديب إدجار آلان بو كان تجسيدا للعبقرية والثقافة الموسوعية، وصفه بودلير بالرجل الذى اجتاز قمم الفن الوعرة.
هذا المبدع الذى يعد من أكثر الأدباء تأثيرا عاش حياة الفقر والبؤس، وحين ماتت زوجته عجز عن دفنها لولا أن الجيران تبرعوا بدفع نفقات الدفن.
حاول الانتحار وعاش فى عالم الأشباح حتى عثرت عليه الشرطة ملقى على الرصيف، ومات فى المستشفى وحيدا لم يعلم أقاربه بموته إلا من الصحف.
فى كتابه الصادر عن الهيئة المصرية للكتاب يحكى عزمى عبدالوهاب أن الحرب العالمية الثانية أصابت الكتاب بالاكتئاب، وقرر الروائى الألمانى ستيفان زفاريج التوقف عن كل أنشطته، بما فيها إلقاء المحاضرات التى كانت مصدر دخل مهما له.
الاكتئاب مع الغربة وصعوبة تعلم اللغة البرتغالية قادا ستيفان وزوجته إلى الانتحار بعد أن كتب الزوجان 190 رسالة يودعان أفراد العائلة والأصدقاء والناشرين.
دخل الزوجان إلى حجرتهما, ارتدى ستيفان بدلة أنيقة وارتدت زوجته «لوت» «الكيمونو الياباني» ثم تناولا عددا كبيرا من الحبوب المنومة وتعانقا فى فراشهما.
نجح عزمى عبدالوهاب ببراعة شديدة فى أن يفسر حياة عشرات من المبدعين والكتاب والفلاسفة العالميين، وأن يصنع نسيجا متماسكا يحكى قصة حياتهم وإبداعهم وصولا إلى تلك النهايات الحزينة والمفجعة فى الموت، لكنه لم يكتب عن شعراء وكتاب عرب، معللا ذلك بأن حياة هؤلاء على الأغلب تخلو من الدراما إلا قليلا، وحتى هذه الدراما يجرى التكتم عليها بطريقة «اذكروا محاسن موتاكم».
ألقى عزمى عبدالوهاب فى وجوهنا بعنوان كل النهايات حزينة لا ليذكرنا بالمصير المؤلم فقط للمبدعين، لكنه يريد أن يقول: هذه الحياة لا تستحق كل هذا العناء والصراع، فالنهايات حزينة للجميع وليس للمبدعين فقط.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

صدرو 3 مؤلفات جديدة عن "الأعلى للثقافة"
صدرو 3 مؤلفات جديدة عن "الأعلى للثقافة"

الدستور

timeمنذ ساعة واحدة

  • الدستور

صدرو 3 مؤلفات جديدة عن "الأعلى للثقافة"

صدر حديثا عن المجلس الأعلى للثقافة، ثلاث مؤلفات جديدة تعكس تنوعًا معرفيًا بين الدراسات الثقافية والتاريخية والتكنولوجية، وذلك في إطار دوره المستمر في دعم الإنتاج الفكري وتعزيز الحوار الثقافي. 3 إصدارات جديدة عن "الأعلى للثقافة" وجاءت الإصدارات على النحو التالي: أوربا عصر النهضة ترقص على أنغام عربية: تجليات الطاهر مكي الصحفية (الجزء الأول) من إعداد وجمع أحمد أبو اليزيد، ويتناول الكتاب تجليات الطاهر مكي الفكرية والصحفية، ويُعد محاولة لتوثيق مساهماته في الحوار الحضاري بين الشرق والغرب خلال حقبة عصر النهضة الأوروبية. السياسات والممارسات الثقافية في عصر الذكاء الاصطناعي.. رؤى وحلول بديلة من تأليف محمد سيد ريان، ويناقش الكتاب تأثير الذكاء الاصطناعي على النماذج الثقافية والسياسات العامة، ويطرح رؤى بديلة للتعامل مع التحديات التي يفرضها التطور التكنولوجي على المجتمعات. أمريكا واليابان من الحرب إلى الوفاق 1945 - 1991 من تأليف فؤاد فتحي علي، ويسلط هذا العمل الضوء على التحولات الجذرية في العلاقات بين اليابان والولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، وصولًا إلى بناء علاقات استراتيجية خلال النصف الثاني من القرن العشرين.

تلك الأيام نعم .. كل النهايات حزينة ياعزمى»
تلك الأيام نعم .. كل النهايات حزينة ياعزمى»

بوابة الأهرام

timeمنذ 14 ساعات

  • بوابة الأهرام

تلك الأيام نعم .. كل النهايات حزينة ياعزمى»

ظل الشاعر عزمى عبدالوهاب مشغولا بالنهايات لسنوات طويلة، نهايات الحياة للمبدعين من الشعراء والأدباء والفلاسفة، مع مرور السنوات تراكمت لديه صور عديدة لنهايات مفجعة تحوى دراما إنسانية يعجز الخيال عن تصورها لمبدعين ملهمين ضمها كتابه كل النهايات حزينة! فأى خيال ذلك الذى يتصور إقدام كاتب مثل هيمنجواى على الانتحار رغم شهرته المطبقة وحصوله على جائزة نوبل. استيقظ صاحب العجوز والبحر صباح الأحد قبل السابعة وفتح مخزن البدروم واختار بندقية بماسورتين وضعها على الأرض ووضع جبهته على الماسورتين وفجر رأسه بالكامل. أما الشاعرة سيلفيا بلاث التى ارتبطت بقصة حب درامية مع الشاعر الإنجليزى تيدهيوز فقد وضعت رأسها فى فرن البوتاجاز لتموت منتحرة فى الثلاثين من عمرها. الغريب أن زوجها هيوز عاش طويلا وتزوج من امرأة أخرى ماتت منتحرة أيضا!. الشاعر والأديب إدجار آلان بو كان تجسيدا للعبقرية والثقافة الموسوعية، وصفه بودلير بالرجل الذى اجتاز قمم الفن الوعرة. هذا المبدع الذى يعد من أكثر الأدباء تأثيرا عاش حياة الفقر والبؤس، وحين ماتت زوجته عجز عن دفنها لولا أن الجيران تبرعوا بدفع نفقات الدفن. حاول الانتحار وعاش فى عالم الأشباح حتى عثرت عليه الشرطة ملقى على الرصيف، ومات فى المستشفى وحيدا لم يعلم أقاربه بموته إلا من الصحف. فى كتابه الصادر عن الهيئة المصرية للكتاب يحكى عزمى عبدالوهاب أن الحرب العالمية الثانية أصابت الكتاب بالاكتئاب، وقرر الروائى الألمانى ستيفان زفاريج التوقف عن كل أنشطته، بما فيها إلقاء المحاضرات التى كانت مصدر دخل مهما له. الاكتئاب مع الغربة وصعوبة تعلم اللغة البرتغالية قادا ستيفان وزوجته إلى الانتحار بعد أن كتب الزوجان 190 رسالة يودعان أفراد العائلة والأصدقاء والناشرين. دخل الزوجان إلى حجرتهما, ارتدى ستيفان بدلة أنيقة وارتدت زوجته «لوت» «الكيمونو الياباني» ثم تناولا عددا كبيرا من الحبوب المنومة وتعانقا فى فراشهما. نجح عزمى عبدالوهاب ببراعة شديدة فى أن يفسر حياة عشرات من المبدعين والكتاب والفلاسفة العالميين، وأن يصنع نسيجا متماسكا يحكى قصة حياتهم وإبداعهم وصولا إلى تلك النهايات الحزينة والمفجعة فى الموت، لكنه لم يكتب عن شعراء وكتاب عرب، معللا ذلك بأن حياة هؤلاء على الأغلب تخلو من الدراما إلا قليلا، وحتى هذه الدراما يجرى التكتم عليها بطريقة «اذكروا محاسن موتاكم». ألقى عزمى عبدالوهاب فى وجوهنا بعنوان كل النهايات حزينة لا ليذكرنا بالمصير المؤلم فقط للمبدعين، لكنه يريد أن يقول: هذه الحياة لا تستحق كل هذا العناء والصراع، فالنهايات حزينة للجميع وليس للمبدعين فقط.

ثقافة : الساحر الذى كتب الشعر.. حكاية ويليام ييتس بين الجنيات والأشباح والمسرح
ثقافة : الساحر الذى كتب الشعر.. حكاية ويليام ييتس بين الجنيات والأشباح والمسرح

نافذة على العالم

timeمنذ يوم واحد

  • نافذة على العالم

ثقافة : الساحر الذى كتب الشعر.. حكاية ويليام ييتس بين الجنيات والأشباح والمسرح

الجمعة 13 يونيو 2025 10:30 مساءً نافذة على العالم - فى مثل هذا اليوم 13 يونيو من عام 1865، ولد صبي فى دبلن كان قدره أن يسير على الحد الفاصل بين الواقع والأسطورة، بين السياسة والشعر، بين الضوء وظلال العالم الآخر، هو ويليام بتلر ييتس، أحد أكثر شعراء العالم إثارة للدهشة، ليس فقط لقصائده التي تفيض بالسحر، بل لعقيدته الراسخة في عالم الأشباح والجنيات، وإيمانه بأن وراء الحجاب عوالم لا يراها سوى الشعراء. حين رأى الشبح لأول مرة نشأ ييتس وسط عائلة تحب الفن والمعرفة، كان والده محاميًا ورسامًا، يقرأ له ولأشقائه قصص "شكسبير" و"جوسر" و"السير والتر سكوت"، لكنه ما كان ليستمع فقط، بل عاش الحكايات. وفي منزل جده الذي كان يطل على نهر التيمز في لندن، حيث كانت سفن التجارة تُبحر وتعود، قال الطفل ذو العشرة أعوام إنه رأى أول شبح في حياته، لم يكن الأمر غريبًا في بيئة كان خدم المنازل فيها يتحدثون بلا تردد عن الأرواح، والبيوت المسكونة، والليل الذي لا يخلو من حضور غير مرئي. الجنيات يخطفن الناس.. وييتس يكتب تسللت هذه المشاهد إلى قصائده، ومنها قصيدته الشهيرة "الطفل المسروق" التي بنيت على أسطورة أيرلندية تقول إن الجنيات تخطف الناس لتأخذهم إلى عالمها الغامض. لم تكن هذه القصائد خيالًا عابرًا، بل كانت تعبيرًا صادقًا عن انغماسه العميق في العوالم الخفية، وهو ما دفعه في العشرين من عمره لتأسيس "جمعية دبلن لعلوم السحر"، التي كانت ملتقى للمهتمين بالفلسفة الهندية، والروحانيات، والتجارب الروحية، وتطورت الجمعية لاحقًا إلى "جمعية دبلن لتشارك الحكمة"، وانضم بعدها ييتس إلى "نظام البزوغ الذهبي"، وهي منظمة سرية تدرس السحر بشكل عملي ومنظم. من الظل إلى المسرح.. ييتس كاتبًا وطنيا لكن ييتس لم يكن مشغولًا بالغيب وحده، ففي عام 1889، أسس "المسرح الأدبي الأيرلندي"، ليكون صوتًا للهوية الثقافية لأيرلندا، وكتب لمسرحه أعمالًا ذات طابع وطني، أبرزها "الكونتيسة كاثلين"، وساهم في صياغة شكل جديد من المسرح ينتمي لروح بلاده، ويخاطب شعبها. قلب السلطة والجلوس تحت قبة البرلمان حين استقلت أيرلندا، لم يقف ييتس في الظل، بل جلس تحت قبة البرلمان عضوًا في مجلس الشيوخ من عام 1922 إلى 1928، مدافعًا عن الفن، عن التراث، عن حرية الإبداع. كان يرى أن الشاعر لا يجب أن يكون معزولًا عن مجتمعه، بل صوتًا من أصواته الكبرى، وأن على الدولة أن تصون الثقافة كما تصون حدودها. نوبل.. ووداع الساحر الأخير في عام 1923، منحته الأكاديمية السويدية جائزة نوبل في الأدب، اعترافًا بمكانته كأحد أعمدة الشعر العالمي، وكمجدد للأدب الأيرلندي. ظل ييتس يكتب حتى سن الثالثة والسبعين، بقلب مليء بالشعر والعجائب، قبل أن يغادر هذا العالم في 28 يناير 1939، تاركًا وراءه آثار شاعر لم يكتف بأن يكتب القصيدة، بل عاش داخلها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store