المقامات اليمنية في تلاوة القرآن بين الغياب ومحاولات الإحياء من جديد
يمن مونيتور/ عربي21
لا تزال المقامات اليمنية في تلاوة القرآن مغمورة ومغيبة على الرغم من جمال نغمها و وأسلوبها، مع شهرة طرق ومقامات التلاوة في بلدان عربية أخرى.
وقبل سنوات بدأت مساعي جريئة من عدد القراء اليمنيين في الخارج في نفض غبار النسيان والغياب للطريقة اليمنية في تلاوة القرآن، والدفع به إلى الواجهة، حيث تكللت هذه الجهود في إخراج المصحف اليمني بالمقام أو الطريقة الصنعانية، في خطوة نالت قبول واستحسان واسعين محليا وخارجيا.
الغياب الطويل للطريقة اليمنية في تلاوة القرآن، يثير أسئلة عدة عن أسبابه بعدما صار لكل بلد إسلامي لون ونمط معين في ترتيل القرآن الكريم.
'مغمورة وتكاد تندثر'
وفي السياق، قال القارئ اليمني الشهير، فارس عباد إن الطريقة اليمنية في تلاوة القرآن تضم ألوانا وأنماط وأساليب أو مقامات محلية عدة كالصنعاني والحضرمي وكذلك المقام التعزي.
وأضاف عباد في حديث خاص لـ'عربي21 لايت' أن الطريقة اليمنية في ترتيل القرآن تستطيع من خلالها قراءة كل المقامات، كما الحال بالنسبة لمصر والحجاز ونجد.
وأشار القارئ اليمني إلى أن الطريقة اليمنية في التلاوة طريقة مميزة من حيث النغم الجميل الذي يأخذ المستمع ويجذبه في أي مكان في العالم، لافتا إلى أن هناك بعض التلاوات لقراء يمنيين اشتهروا بسبب هذا النغم الجميل.
وبحسب عباد فإن الطريقة اليمنية في الترتيل تأتي من دون تكلف، إلا أنها مغمورة بسبب الظروف التي تمر بها البلاد.
وأكد فارس عباد الذي يشغل نائب رئيس رابطة قراء اليمن أن ظروف اليمن المتوالية جعلت الطريقة اليمنية والأسلوب في الترتيل منكفئة على نفسها، ولم تأخذ حقها في الشهرة على المستوى الإسلامي، متابعا بالقول : 'فهذه الأوضاع لم تساعد في إظهار النغم اليمني في التلاوة بعيدا عن المستوى المحلي'.
كما أن غياب الاهتمام الإعلامي بالطريقة اليمنية لتلاوة القرآن، واحد من العوامل المهمة في شيوعها عالميا.
لكن المقرئ اليمني فارس عباد، أوضح أنه مؤخرا، تم كسر هذا الحاجز، حيث بدأت بعض الطرق اليمنية في القراءة تظهر للعلن، من خلال مبادرة تبنتها رابطة قراء اليمن، بهدف إظهار جزء من هذا الموروث الذي يكاد أن يندثر.
وقال إن هناك مقاطع تخرج وأصوات تصدح بالطريقة اليمنية في التلاوة، وحاليا تم إخراج المصحف المرتل بالطريقة ذاتها، وقد حظي بقبول واسع، مضيفا أن لديهم تطلعات في إخراج مصحف يمني أخر بالمقام الحضرمي أو المقام التعزي.
وعبر نائب رئيس رابطة قراء اليمن عن أسفه من الأوضاع التي تعيشها اليمن، والتي قال إنها أبعدت الناس عن الاهتمام بهذا الموروث، واعاقت تفجير طاقاتهم وإبداعاتهم في انتشاله من طي النسيان والاندثار.
'أنماط وطرق متنوعة'
من جانبه، قال القارئ اليمني الشهير أيضا، وديع اليمني، إن هناك أهمية للاهتمام بكل مقام أو نمط أو طريقة تراثية لبلدنا، الذي تتنوع فيه الأنماط والطرق للتلاوات من منطقة إلى أخرى.
وأضاف اليمني الذي يرأس رابطة قراء اليمن في حديثه لـ'عربي21 لايت' أنه لو تم التمكن من إظهار جميع الأنماط وطرق التلاوة في اليمن، فلاشك أنه سيكون هناك إقبالا على سماعها وتداولها.
وتابع أن القارئ اليمني له إبداعات وتميز بارزين عن بقية القراء، إلا أنه بحاجة إلى دعم وتأهيل في مجال المقامات والطرق والأنماط اليمنية.
وأوضح أن رابطة قراء اليمن لها اهتمام بمثل هذه الأمور وتسعى لها، رغم حاجتها للدعم لتنفيذ مثل هذه المشاريع باستمرار.
وأشار اليمني إلى أن المشاريع كثيرة في هذا المجال 'لإظهار المبدعين من أهل القرآن من أهل اليمن'، معبرا عن أمنياته أن تنتهي الحروب في بلدنا و يبدأ الاستقرار فيها فهي بداية تحول لكثير من المشاريع التي تظهر إبداع القارئ اليمني وغيرها.
وقال رئيس رابطة قراء اليمن إن مشروع المصحف اليمني المرتل الذي تم إخراجها قبل سنوات انتشر بشكل كبير، وكان له طلب كبير جدا لأغلب الإذاعات القرآنية في العالم الإسلامي فضلا عن القنوات الرسمية وغيرها، لافتا إلى أن هذا الأمر، دلالة كبيرة على 'أهمية ظهور مثل هذه المشاريع التي تظهر أشياء جديدة ومميزة'.
'500 قارئ يمني'
من جهته، قال عبدالله فارس جياش، أمين عام رابطة قراء اليمن إن المقامات اليمنية تعتبر 'من المقامات الجميلة التي تحمل إحساس جميل وفيه تنوع ما بين معظم مناطق اليمن'.
وتابع جياش حديثه لـ'عربي21 لايت': 'وقد كانت مثل هذه التلاوات بالأنماط أو بالمقامات منتشرة في الفترات الماضية بين الآباء في المساجد ودور القرآن في تلاوتهم'.
وأضاف أنه من الملاحظ، أن 'بعض كبار السن في كثير من مناطق اليمن لا يزال يتلوا بمثل هذه التلاوات الجميلة التي تنقل جزء من نمط بلدنا في تلاوة القرآن'.
وأشار أمين عام رابطة قراء اليمن أن الرابطة من أهدافها 'الاضطلاع بدور كبير في احتواء قراء اليمن ضمن مشروع واحد مع وضع لهم مشاريع تربطهم بالماضي والحاضر.
ولذلك جاءت فكرة 'إنشاء المصحف اليمني بعد جهود قام بها الأخوة في المجلس التأسيسي في الرابطة التي تأسست في شهر مارس/آذار 2016″، على حسب قوله
وقال جياش إن بعد هذه الجهود من قبل الرابطة جاءت موافقة كريمة من الإخوة في وزارة الشؤون الإسلامية في المملكة العربية السعودية عبر برنامج تواصل علماء اليمن برعاية 'إصدار مصحف قرآني بالنمط اليمني'.
وبحسب المتحدث ذاته فإن الرابطة تضم ما يزيد عن 500 عضو.. إلا أنها تفتقر للدعم الكافي في إخراج مثل هذه المشاريع الخاصة بالطرق والانماط اليمنية في تلاوة القرآن.
وأردف قائلا: طموحاتنا كبيرة والمواهب في هذا المجال كثيرة، إلا غياب أي جهات مانحة لتنفيذ مشاريع وأهداف الرابطة من ' تدرب وتأهيل المواهب والنخب المميزة في تلاوة القرآن' تعد عقبة كبيرة تعوق هذه الطموحات.
وتأسست رابطة قراء اليمن عام 2016، وتضم عدد كبير من القراء اليمنيين المنتشرين في مختلف أنحاء العالم خاصة في دول الخليج.
وأطلقت الرابطة عدة مشاريع لتعزيز التراث القرآني اليمني، من أبرزها 'مصحف قراء اليمن' الذي يُعَدّ الأول من نوعه في تاريخ اليمن، حيث تم تسجيله بالأداء اليمني الصنعاني المميز، وشارك في هذا المشروع أربعة من القراء اليمنيين ، وهم 'الشيخ وديع اليمني، والشيخ صادق النهاري، والشيخ فارس عباد، والشيخ أبوبكر الظبي'.
وتسعى رابطة قراء اليمن من خلال هذه الجهود إلى تعزيز الهوية اليمنية في تلاوة القرآن الكريم، ونشر التراث اليمني الأصيل في هذا المجال على المستويين المحلي والدولي

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 18 ساعات
- اليمن الآن
رياض ومدارس الراشد الأهلية فرع الممدارة تكرّم الطلاب والطالبات الأوائل للعام الدراسي 2024-2025م
سمانيوز/ عدن / فهد قائد غالب - هشام فهد أقامت رياض ومدارس الراشد الأهلية فرع الممدارة، صباح اليوم، حفلاً فنيًا وتكريميًا لتكريم الطلاب والطالبات الأوائل للعام الدراسي 2024-2025م، إلى جانب تكريم عدد من المعلمات، وذلك في قاعة الفخامة بمديرية الشيخ عثمان في العاصمة عدن، وسط أجواء احتفالية مميزة وحضور لافت من الشخصيات التربوية والاجتماعية وأولياء الأمور. حضر الحفل الأستاذ محمد الراشد العقوري رئيس مجلس إدارة رياض ومدارس وثانوية الراشد الأهلية، والدكتور عبدالفتاح محمد سالم السيد نائب العميد للشؤون الأكاديمية بكلية اللغات والترجمة بجامعة عدن، إلى جانب عدد من قيادات فروع المدرسة، منهم الأستاذة سميرة حمود، الأستاذ صالح الباخشي، الأستاذة روزا باسلوم، الأستاذة آيات عمر، الأستاذة وداد سلطان، الأستاذة مرام قحطان الشعبي، والأستاذة مها العولقي. استُهل الحفل بتلاوة عطرة من القرآن الكريم، أعقبتها وقفة للنشيد الوطني الجنوبي، ثم ألقى الأستاذ محمد الراشد العقوري كلمة عبّر فيها عن فخره بتكريم الطلاب المتفوقين، ووجه شكره للهيئة التعليمية على جهودهم في إنجاح العملية التربوية، مؤكدًا أن هذه الأجيال هي عماد المستقبل، وستواصل مسيرة البناء والتحرر. تخلل الحفل عدد من الفقرات الفنية والترحيبية والإنشادية، بالإضافة إلى عروض استعراضية من أداء طالبات المدرسة، وقصيدة شعرية مؤثرة ألقاها الطالب سلطان هياف، عبّر فيها عن الامتنان لمدرسته وكادرها التربوي. كما شارك في الحفل الفنان وعازف الأورج أيمن الجيلاني، الذي أضفى لمسة فنية مميزة. وفي ختام الحفل، تم توزيع الشهادات التقديرية والنتائج التحصيلية على الطلاب والطالبات الأوائل من مرحلتي الروضة والصفوف الأولية، إلى جانب تكريم عدد من المعلمات. وقدمت إدارة المدرسة درعًا وشهادة تقديرية لرئيس مجلس الإدارة الأستاذ محمد الراشد، تقديرًا لجهوده في دعم التعليم، واهتمامه الخاص بأبناء الشهداء والأيتام. الحفل كان مناسبة مفعمة بالفرح والفخر، عبّر خلالها أولياء الأمور عن سعادتهم واعتزازهم بمشاركة أبنائهم هذه اللحظات المميزة، التي وثقوها بالصور التذكارية، في حضور واسع من المعلمين والمعلمات والمشرفين التربويين. ويأتي هذا التكريم في إطار حرص إدارة مدارس الراشد الأهلية على تشجيع التميز والتحصيل العلمي، وتحفيز الطلبة على مواصلة النجاح والاجتهاد.


وكالة الأنباء اليمنية
منذ 4 أيام
- وكالة الأنباء اليمنية
وزير الشباب يدّشن المهرجان الصيفي الرابع للموهوبين والمبدعين بالمدارس الصيفية بالأمانة
صنعاء - سبأ : دّشن وزير الشباب والرياضة - نائب رئيس اللجنة العليا للأنشطة والدورات الصيفية الدكتور محمد المولّد اليوم بدار رعاية الأيتام بأمانة العاصمة، فعاليات المهرجان الصيفي الرابع للموهوبين والمبدعين في المدارس الصيفية بالأمانة. واطلع الوزير المولّد ومعه وكيل وزارة الشباب لقطاع الرياضة علي هضبان ومدير مكتب الشباب والرياضة بالأمانة عبدالله عبيد ومدير دار الايتام أحمد الخزان، على نماذج من أعمال المتسابقين في مجالات الابتكارات والرسم والمجسمات، واستمعوا إلى مشاركات في حفظ وتلاوة القرآن الكريم، والخطابة والشعر. واعتبر وزير الشباب والرياضة، المهرجان الصيفي التنافسي، خطوة مهمة تعكس حرص قيادة الدولة على الاهتمام بالمدارس الصيفية التي تعمل على تنمية قدرات ومهارات ومواهب المتنافسين من الطلاب في مختلف المجالات. وأشار إلى أهمية الدورات الصيفية في بناء جيل واعٍ، ومتسلح علمياً وثقافياً ومعرفياً، وفق أسس وموجِّهات قرآنية، لضمان تحصين الشباب والنشء من الأفكار الهدامة والحرب الناعمة التي يشنها أعداء الأمة، ويعزز من هويتهم الإيمانية والقرآنية. وأفاد الوزير المولّد بأن المدارس الصيفية من خلال أنشطتها التعليمية والعلمية المتعددة في مختلف المجالات، خاصة حفظ وتلاوة القرآن الكريم، جسّدت التوجه الإيماني الحقيقي والارتباط بالله ورسوله والأئمة وأعلام الهدى والمنهج القرآني القويم، وساهمت في الكشف عن مواهب وإبداعات واعدة. ودعا أولياء الأمور إلى تشجيع أبنائهم على المشاركة الفاعلة في الأنشطة الصيفية والاستفادة من برامجها لتعلم ما ينفعهم ويفيدهم في حياتهم. بدوره أوضح مدير إدارة الأنشطة بمكتب التربية بالأمانة - رئيس اللجنة التنظيمية للمهرجان عبدالله سمينة، أن أكثر من ٨٠٠ طالب من الملتحقين في المدارس الصيفية بمختلف مديريات أمانة العاصمة، يتنافسون في المهرجان الذي يستمر خمسة أيام. ولفت إلى أن المنافسات ستجري في ثمانية مجالات تشمل مسابقات "القرآن الكريم، والمنهجية، الإنشاد، الشعر، المسرح، الرسم و المجسمات، الإلقاء والخطابة، والفلكلور الشعبي". فيما أشار نائب مدير الأنشطة المدرسية عبدالله المداني، إلى آلية تنظيم مسابقات المهرجان وتوزيع لجان التحكيم في مختلف المجالات، وموعد مشاركة المدارس الصيفية لكل مديرية بحسب جدول المسابقات، وبإشراف اللجان المنظمة والفنية والإشرافية.


اليمن الآن
منذ 4 أيام
- اليمن الآن
تدشين عَرش بلقيس الثاني بمدينة صفاقس التونسية
العاصفة نيوز/مجيب الرحمن الوصابي/ت/ محاسن كسكاس: دشّن والي صفاقس السيد محمد الحجري بمعيّة وزير السياحة والصناعات التقليدية السابق التيجاني الحداد ومندوبا السياحة السيد فتحي زريدة والثقافة السيد محمد الخراط وعدد من الشخصيات الاعتبارية والدبلوماسيين والأدباء والمثقفين صباح يوم أمس الأحد 18 مايو 2025 بدار بية الواقع في المدينة العتيقة بصفاقس، بمعية السيد الناصر بن عرب مهندس الفكرة والدار- عرش بلقيس الثاني بتصميم جديد وفريد يجسد الرموز الثقافية والحضارية، والقى فيها السيد الناصر بن عرب وهو طبيب اختصاصي في التخدير والعناية المركزة ومجاز في الأدب والتاريخ العربي الإسلامي- كلمة مقتضبة عن المشروع والهدف الثقافي الحضاري المهم من إنشاء العرش خصوصا وأن الدار تحوي على مقهى ثقافي يحمل اسم الملكة بلقيس، اقرأ المزيد... قرار صارم وإجراءات ميدانية بشأن السيارات المتهالكة في مديرية المنصورة 19 مايو، 2025 ( 3:33 مساءً ) الأمانة العامة تستعرض أبرز مستجدات الأوضاع على الساحة الوطنية الجنوبية 19 مايو، 2025 ( 3:32 مساءً ) كما القى الوالي السيد محمد الحجري كلمته التي أشاد بها بمثل هذه المشاريع الرائدة المتميزة والهادفة، وتناوب الحاضرون في القاء الكلمات والأشعار وتبادل الحوارات الفكرية الثقافية. وعلاوة على تدشين عرس بلقيس تم تعليق صور بعض الدبلوماسيين والأدباء والشخصيات الاعتبارية الذين زاروا أو اقاموا بنزل دار بية ويقع (دار بية) في قلب المدينة العتيقة بصفاقس بالتحديد في نهج شيخ التيجاني والمعروف كذلك بــ(زقاق الذهب) وهو نزل ذو طابع معماري فريد ومحافظ على التفاصيل المعمارية المتميزة للمدينة العتيقة استغرق إعادة ترميمه حوالي سبع سنوات. و مصمم بمنوال معماري تقليدي أصيل: تُفتح على واجهاتها الأبواب و نوافذ الطابق الأول الصغيرة، بابُها الرئيسي يسمح بالدخول إلى السقيفة للعبور إلى وسط الدار حيث توجد الغرف الأرضية التي تحتوي على أسرّة مرتفعة تصلح للنوم بأسفلها دهليز لأغراض الفراش . و بعد ترميمها أصبحت دار بية نزل ذو طابع مميز يضمّ 16 سريرا و مطعما و مقهى ثقافي. وتجدر الإشارة إلى أن مدينة صفاقس العتيقة تأسيت سنة 235ه= 849م في العصر الأغلبي في عهد الدولة العباسية. وتم تشييدها على منوال مدينة الكوفة بالعراق حيث يتصدر الجامع الكبير وسط ارجائها وتُعد مدينة صفاقس العتيقة الوحيدة التي ما زالت أسوارها قائمة كاملة شامخة في العالم العربي الاسلامي. وتنقل السرديات أن بلقيس ملكة مملكة سبأ امتلكت عرشاً عظيماً، ويُذكر أن العرش مصنوع من الذهب، ومن الجواهر الكريمة، أمَّا غرفة العرش وكرسي العرش فقد كانتا من أجمل ما صُنع في فن السبك والصناعة، كما كانت الحراسة لا تُفارق مكان العرش، وقد كان عرشاً عظيماً مرصع بالجواهر ومصنوع بطريقة محترفة ومختلفة، وذكر القرآن الكريم قصة سيدنا سليمان مع ملكة مملكة سبأ، حيث جاء الهدهد لسليمان -عليه السلام- بخبرٍ يقينٍ من بلاد سبأ في اليمن؛ فقد حطّ رحاله في بلادهم فوجد أمراً عجباً لم يره من قبل، فقد وجد قوماً تملكهم امرأة لها ملكٌ عظيمٌ وعرشٌ مهيبٌ يأتيها الخدّام بما تشتهيه وتطلبه، وقد كانت وقومها يعبدون الشّمس من دون الله –تعالى قرّر سيّدنا سليمان بعد أن سمع الخبر من الهدهد، وقد أتاه الله -تعالى- منطق الطير أن يرسل إليهم كتاباً يأمرهم فيه بالخضوع لدين الله -سبحانه وتعالى- دين التّوحيد وعدم عصيان ذلك، ووصل الكتاب عن طريق الهدهد إلى بلقيس الملكة فقرأته وتعجّبت من حسن ألفاظه وابتدائه بلفظ الجلالة والبسملة ولكن ما أزعجها هو طلب سيّدنا سليمان منها ومن قومها الخضوع لدين الله. واحتارت بلقيس الملكة الحكيمة في أمرها وقررت أن تسمع لرأي مستشاريها الذين اختارتهم من علية قومها ومن حكماء أفراد حاشيتها، وأشار القوم بعد تفكّر عليها بعدم الرّضوخ مفتخرين بأنّهم أصحاب قوةٍ وبأس شديدٍ، ووضعوا الأمر بين يديها والفصل لها. وتفكّرت بلقيس في أمرها ثمّ قالت إنّ الملوك وكما عهدناهم إذا دخلوا قريةً أفسدوها وجعلوا أعزّة أهلها أذلةً، وقرّرت بلقيس إرسال هديّةٍ لعلّها تستميل فريق سيّدنا سليمان -عليه السّلام-، وكانت الهديّة ثمينةً جداً، ولكن سيّدنا سليمان لم يكن ينظر لذلك بل كان همّه الدعوة إلى دين الله -تعالى