
عندما تقهرنا أفكارنا: ما الذي لا نفهمه عن الوسواس القهري؟
ربما سمعت أحدهم يقول، وغالباً بالإنجليزية: 'أنا أو سي دي جداً' (أنا مصاب بالوسواس القهري)، بعدما عدّل لوحةً مائلة على الحائط مثلاً، أو ليُظهر مدى حرصه على التفاصيل أو التناظر أو ترتيب المنزل وتنظيمه.
قد يبدو الأمر للوهلة الأولى غير مؤذٍ، وربما طريفاً حتى. لكنّه ليس كذلك بالنسبة للأشخاص المصابين فعلاً باضطراب الوسواس القهري. فمن اختبر الألم الذي يسبّبه هذا الاضطراب، تبدو له هذه التصريحات أشبه بصفعةٍ مؤلمة.
الوسواس القهري ليس صفةً ولا سلوكاً غريباً. لا يُعدّ سِمةً شخصية تجعل شخصاً ما غريب الأطوار أو تعكس ميله إلى النظام والنظافة. إنّه اضطراب نفسي خطير يصيب ملايين الأشخاص حول العالم، غالباً بصمتٍ يرافقه ألمٌ نفسي كبير.
وفي عالمنا، لا يزال يُساء فهم اضطراب الوسواس القهري بشكلٍ واسع. فعلى الرغم من دخوله الثقافة الشعبية كتعبيرٍ مختزل عن الهوس بالنظافة أو الحاجة إلى السيطرة، إلا أنّ الواقع أكثر تعقيداً وإنهاكاً.
يشمل هذا الاضطراب أفكاراً دخيلة وغير مرغوب فيها (وساوس)، وسلوكيات متكرّرة أو طقوساً ذهنية (قهرية) تهدف إلى التخفيف من القلق الناتج عن تلك الأفكار.
وأحياناً تكون هذه الأفعال القهرية مرئية، كغسل اليدين، أو التحقّق المتكرر، أو ترتيب الأشياء. وأحياناً تكون داخلية بالكامل، كالتعداد الذهني، أو مراجعة الأفكار، أو طمأنة الذات. وهذا النمط الأخير يُعرف غالباً باسم 'الوسواس المحض' أو 'الوسواس القهري الصامت' Pure O.
ماذا يحصل مع المصاب؟
قد تمرّ امرأة وضعت مولودها الأول للتوّ بنوبات من الوسواس القهري لم يسبق أن اختبرتها من قبل.
تتجسّد هذه الوساوس في شكل أفكار وصور ذهنية متكرّرة، لا تفارق عقلها، عن احتمال أن تؤذي طفلها جسدياً.
وغالباً ما يُستَشهد بهذه الحالة (الشائعة لدى الأمهات الجدد) كمثالٍ دقيق لتوضيح طبيعة الوسواس القهري لمن لم يختبره.
فهو حالة متطرّفة من القلق، تتجلّى في أفكار غير مرغوب فيها تلتصق بالذهن وتستهدف نقاطاً حسّاسة جداً لدى المصاب.
فالأم الجديدة تشعر بخوفٍ عميق على مولودها، وترغب في السيطرة على كل ما يحيط به لحمايته من أي أذى.
وقد يبلغ هذا الخوف في بعض الأحيان مستويات عالية جداً، تتحوّل معها إلى نوبات وسواسية تجعلها تخاف على طفلها حتى من نفسها.
وقد تلجأ إلى تكرار عباراتٍ دينية أو جملٍ تطمئن بها نفسها، تؤكّد من خلالها أنها لن تُقدم على فعلٍ مؤذٍ. هذا هو السلوك القهري.
فإلى جانب الوساوس – أي الأفكار المجرّدة – يعاني معظم المصابين بالوسواس القهري من سلوكيات قهرية وطقوس محدّدة تهدف إلى 'إسكات' العقل/ القلق ولو للحظات.
لكنها دائرة مفرغة، تُحوّل حياة المصاب إلى كابوسٍ حقيقي.
يُدرج اضطراب الوسواس القهري اليوم ضمن فئة 'اضطرابات الوسواس القهري وما يرتبط بها'، بحسب التصنيف الحديث في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، بعدما كان يُعدّ سابقاً من اضطرابات القلق.
ويقول الطبيب اللبناني والأستاذ المشارك في الطب النفسي وعلوم الأعصاب في جامعة روتشستر الأمريكية، بول جحا، في حديث إلى بي بي سي عربي، إن اضطراب الوسواس القهري يتألّف من عنصرين رئيسيين: الوساوس والأفعال القهرية. الوساوس قد تكون أفكاراً أو صوراً ذهنية، والأفعال القهرية تتجلّى في سلوكيات وطقوس عملية.
عادةً ما تكون الوساوس أفكاراً أو صوراً دخيلة (Intrusive)، غير إرادية، يصفها المرضى بأنها غريبة عنهم ولا تعبّر عن شخصيتهم أو قناعاتهم.
مثلاً، قد يشعر المريض برغبة في إيذاء شخصٍ يحبّه، أو تداهمه صورة ذهنية تُظهره وهو يُسيء إلى أحد، أو يتخيّل نفسه داخل الكنيسة أو المسجد وهو يجدّف على الله.
آخرون يشعرون بخوفٍ شديد من العدوى، فيقلقون بمجرد لمسهم لسطحٍ معيّن، ويعتقدون أنهم قد يُصابون ببكتيريا خطيرة.
ويضيف جحا: 'من أكثر الأشكال شيوعاً أيضاً: وسواس التحقّق، كإقفال باب السيارة أو إطفاء الغاز، حيث يشعر المريض بأنه مضطر للعودة مراراً للتأكد، برغم معرفته العقلانية بأنه سبق أن فعل ذلك'.
هذه الأفكار مزعجة جداً، وتولّد قلقاً شديداً، وتدفع المصاب إلى تكرار أفعال قهرية لا منطقية. فقد يتحقّق من الشيء نفسه عشرين مرة مثلاً. هذا النمط يولّد توتراً مزمناً ونوبات هلع، وقد يقود مع الوقت إلى الاكتئاب.
'وفي بعض الحالات التي نراها سريرياً، يصل الأمر إلى حدّ الشلل التام. مثلاً، مريض يدخل إلى الحمّام ليغتسل ويبقى فيه لساعات غير قادر على الخروج، أو يغسل يديه باستمرار دون توقّف. يصبح أسيراً للوسواس والطقوس المرتبطة به، وتسيطر هذه الدورة على حياته'، يوضح جحا.
غالباً ما تقسّم ثيمات الوسواس القهري إلى أربعة أنواع:
-الخوف من الأمراض/ التلوّث.
-الخوف من إيذاء الآخرين (قتل أو اعتداء جنسي…).
-أفكار تجديفية وغالباً ما تظهر لدى الأشخاص الملتزمين دينياً.
-الحاجة المستمرّة إلى التحقّق.
متى يظهر الاضطراب وما هي أسبابه؟
يقول جحا إن الإحصاءات في الولايات المتحدة تشير إلى أن ما بين 1 إلى 2 بالمئة من السكان مصابون باضطراب الوسواس القهري، وأن الدراسات تُظهر تأثراً أعلى قليلاً لدى النساء مقارنةً بالرجال.
كما أن نحو 25 بالمئة من الحالات تبدأ في سنّ المراهقة المبكرة، وأحياناً حتى قبلها، في الطفولة.
ويُعدّ العامل الوراثي حاسماً، لا سيما في الحالات التي تظهر في وقتٍ مبكر. ويوضح جحا: 'إذا كان أحد الأشقاء في العائلة مصاباً باضطراب الوسواس القهري، فإن احتمال إصابة أخٍ آخر يتضاعف. وإذا ظهر المرض في سنّ المراهقة، فإن خطر تكراره بين الأشقاء يزيد بعشرة أضعاف'.
ومع أن العامل الوراثي يُعدّ السبب الأبرز، إلا أن جينات هذا الاضطراب قد تبقى 'نائمة' في الجسد، ولا تنشط إلا بعد التعرّض لضغطٍ نفسي شديد أو تغيّر جذري في حياة الشخص.'
وبحسب جحا، فإن الاضطراب يظهر عادةً في سنّ المراهقة أو العشرينيات، ومن النادر أن يُشخّص للمرة الأولى بعد سن الخامسة والثلاثين.
طبيعة 'متنافرة مع الذات'
من أكثر الجوانب التي يُساء فهمها في اضطراب الوسواس القهري هي طبيعته المتنافرة مع هوية المصاب. أي أن الأفكار أو الصور الوسواسية تكون متعارضة مع نظرة الشخص إلى ذاته أو مع قيمه الأساسية، ما يجعلها غريبة عنه، دخيلة، ومزعجة إلى حدٍ بالغ.
وهنا يشير جحا إلى ضرورة التمييز بين اضطراب الوسواس القهري (OCD) واضطراب الشخصية الوسواسية القهرية (OCPD)، بالرغم من تشابه الاسمين واحتواء كليهما على عنصر 'الوسواس'.
الفرق الجوهري يكمن في أن الوساوس في اضطراب الوسواس القهري تُعدّ متنافرة مع الذات (Ego-dystonic)، أي أنها تتصادم مع قِيَم المصاب وهويته وتسبّب له ضيقاً نفسياً شديداً.
أما في اضطراب الشخصية الوسواسية، فالأفكار تكون منسجمة مع الذات (Ego-syntonic)، أي أنها تتماشى مع قناعات الشخص، مثل حبّ الترتيب والدقة والسعي إلى الكمال. في هذه الحالة، لا يشعر الشخص بالانزعاج منها، بل بالرضا.
ويقول جحا إن وساوس الأذى أو الاعتداء على الآخرين غالباً ما تصيب أكثر الناس مسالمةً، ولذلك تكون مؤلمة جداً. فالشخص الذي يُكرّس حياته لتفادي الأذى، سيتألم بشدة من مجرّد تخيّل هذه الأفكار، لا سيما عندما تتعلّق بأشخاص مقرّبين إلى قلبه.
كذلك الأمر بالنسبة للوساوس الدينية، إذ غالباً ما تصيب المؤمنين وتسبب لهم ضيقاً بالغاً، لأنها تستهدف نقطة حسّاسة في منظومة معتقداتهم.
وهذا ينطبق خصوصاً على الحالات التي تشمل ما يعرف بـ'المواضيع المحرّمة' أو 'التابوهات'، مثل أفكار مؤذية تجاه الأحبّة، أو صور جنسية غير لائقة، أو أفكار تجديفية تتعارض مع القيم الدينية.
وبعيداً عن تبنّي هذه الأفكار أو الاستمتاع بها، فإن المصابين بالوسواس القهري يشعرون في العادة برعبٍ شديد منها. وكلّما كانت الفكرة أكثر إزعاجاً، ازداد التصاقها بالذهن.
ولهذا السبب تحديداً، كثيراً ما يتجنّب المصابون الحديث عن هذه الوساوس، خوفاً من الحكم عليهم أو إساءة فهمهم أو حتى اعتبارهم خطراً على من حولهم.
فهم خاصية 'التنافر مع الذات' أمرٌ أساسي لفهم مدى إنهاك هذا الاضطراب، ولماذا يساء تشخيصه في كثيرٍ من الأحيان.
إذ أن غياب الوعي بهذه الخاصية قد يدفع حتى بعض الأطباء إلى الخلط بينه وبين اضطرابات أخرى، مثل القلق العام أو الاكتئاب، أو في بعض الحالات القصوى، الذُهان أو اضطرابات الشخصية.
رغم عدم وجود علاج 'نهائي' لاضطراب الوسواس القهري بالمعنى التقليدي، إلا أنّه قابل للعلاج بدرجةٍ عالية.
ويستطيع عدد كبير من المصابين أن يحققوا تحسّناً ملحوظاً في أعراضهم، وأن يستعيدوا جودة حياتهم بفضل تدخلات علاجية متكاملة.
الخطوة الأولى، كما يؤكد جحا، هي التثقيف النفسي. أي أن يدرك المريض أن دماغه لديه قابلية لتوليد أفكار متكرّرة على هذا النحو، وأن هناك سبيلاً للخروج من هذه الدوامة عبر كسر الحلقة الوسواسية.
ثانياً، يمكن للأدوية، لا سيّما مثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، أن تكون فعّالة، خصوصاً في الحالات المتوسطة إلى الشديدة.
ويوضح جحا أن هذه الأدوية تُستخدم لتخفيف القلق وردّات الفعل الانفعالية. لكن ما يُميّز الوسواس القهري عن الاكتئاب أو القلق العام هو أن جرعة الدواء غالباً ما تحتاج إلى أن تكون أعلى بكثير حتى تُحدث الأثر المطلوب في القضاء على الوساوس.
كذلك يعدّ العلاج المعرفي السلوكي (CBT)، وتحديداً تقنية التعرّض ومنع الاستجابة (ERP)، من أكثر الوسائل العلاجية نجاعة.
وتقوم هذه التقنية على تعريض المريض للمثيرات التي تقلقه من دون السماح له باللجوء إلى الطقوس المعتادة. مثلاً: إذا كان المريض يخشى التلوّث أو العدوى، يطلب منه أن يلمس الأرض ويبقي نظره موجّهاً إلى يده لفترة طويلة، من دون أن يسمح له بغسلها.
ويوضح جحا أنه مع الوقت، يضعف هذا الدافع الداخلي، ويتعلّم الدماغ أن القلق لا يساوي الخطر الحقيقي، وهو ما يعرف في علم النفس باسم 'التكيّف البافلوفي العكسي' (Pavlovian extinction).
كثيرٌ من المرضى، بمجرّد أن يفهموا طبيعة ما يمرّون به، ويبدأوا العلاج السلوكي ويأخذوا الدواء المناسب، يشعرون بتحسّن تدريجي.
ويبقى أن المفتاح الأساسي في العلاج هو فهم أن الإصابة بالوسواس القهري ليست 'عيباً' في الشخصية، ولا تعني بأي حال أن الأمل مفقود.
فمع العلاج الملائم، يستطيع العديد من الأشخاص أن يعيشوا حياة طبيعية، حتى وإن بقي الاضطراب موجوداً بشكلٍ ما.
والتعرف إلى حقيقة الوسواس القهري كما هو فعلاً، ومواجهة الخرافات الثقافية التي تشوّهه، هما خطوة ضرورية لمساندة من يعانون منه.
ويبدأ ذلك بأنسنة هذا الاضطراب، وإخراجه من خانه التنميط أو الكاريكاتور.
مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شبكة النبأ
منذ 13 ساعات
- شبكة النبأ
الصحة في العطاء
يواجه المتطوعون تحديات مختلفة أثناء أداء مهامهم، مما يساعدهم على تطوير مهارات حل المشكلات وإدارة التوتر بشكل أكثر فعالية ومثل هذه المهارات تعزز مرونتهم النفسية وقدرتهم على التعامل مع ضغوط الحياة اليومية بشكل أفضل، ومن اجل كل هذه المردودات العظيمة على حياة الانسان وصحته يجب ان لا يدخر جهداً للعطاء... من الناس من يعتقد ان خدمة نفسه ومن يعنيه امرهم كالعائلة والمقربين هو فقط ما يعنيه وما يتوجب عليه القيام به، على الجانب المقابل من الناس من يخالف هذا الاعتقاد ويذهب باتجاه خدمة الجميع سواء كان بشراً او حجراً او حيواناً، لكونه يرى ان للأخرين حق ولأجل ان تدوم الإنسانية بين الناس لابد ان يكون الانسان معطاء، فما هي أبرز عائدات العطاء على الانسان؟ في زمننا الذي تتسيده الانانية وتسيطر عليه ثقافة الغلبة للأقوى تحت عناوين غير سليمة تبرز الحاجة الى الروح الجماعية بدلاً من الفردية التي تعقد الأمور الحياتية وترهق الانسان الساعي لجمع احتياجاته، تخيل فقط لو ان كل انسان ينجز كل ما يريده بنفس من دون تدخلات الآخرين هل ستمكن من ذلك؟، وماهي الضرورة لكل ذلك. لماذا ينبغي علينا العطاء؟ يعود عليك العطاء بالعديد من الفوائد منها أنه يمكن أن يحقق فارقاً إيجابياً للآخرين، وهناك فائدة معنوية عاطفية وبدنية وأيضاً مالية ستعود عليك، ويمكن أن يساعدك للوصول إلى كامل طاقاتك وقدراتك، ويمكن أن يعطي لحياتك معنى أكبر وإشباعاً وسعادة أكثر بالمقارنة فيما لوكان الانسان يعكف على خدمة ذاته فقط، ولو تفحصنا سير الذين لديهم نصيب عال من التوفيق في حياتهم لوجدتهم من الذين يتسمون بالعطاء في اغلب الأحوال وقد يكون ذلك في حالات معينة على حساب الذات بمعنى تفضيل خدمة الاخرين الأكثر حاجة علة تقديم الخدمة لنفسه. في كتاب (قوة العطاء) لـ(جمال وهارفي ما كينون) يقولان في مقطع منه "أظهرت إحدى الدراسات بأن الأشخاص الذين يمارسون قدراً كبيراً من الإيثار أي تفضيل الآخرين على أنفسهم يتمتعون بتدفق كمية أكبر من الإندروفين، وهذه الكمية يمكن أن تعطي دفعة للجهاز المناعي، الأمر الذي يساعده على التعافي سريعاً من العمليات الجراحية ويقلل من الشعور بالأرق وعدم الارتياح. ما هي صور العطاء؟ للعطاء عدة صور متنوعة بحسب ما يحسن الانسان تقديمه للآخرين، ومن اهم هذه الصور ما يلي: يقدم صاحب الأموال مساعدة مادية لأحدهم الذي يلزمه المساعدة لإجراء عملية جراحية على سبيل المثال، او انه يدفع مرتب لعائلة متعففة او يقوم بشراء ملابس لطفل يتيم لا تقوى عائلته على توفير متطلباته، كل هذا يعد عطاءً مالياً ان احسنت التعبير عنه. اما الشكل الثاني للعطاء فهو تقديم المساعدة الاستشارية العلمية وكل حسب اختصاصه، فحين يطلب منك أحد مساعدته في كتابة بحث تخرجه وان تتمكن من ذلك فلا تبخل لان الله حين انعم عليك يريد منك ان تزكي ذخيرتك العلمية التي منحها الله لك لتحيا وتحي الاخرين بها. كما ان القيام بالأعمال في منزلك حين تساعد زوجتك، او حين تقدم شيء لزملائك خارج حدود واجبك الرسمي فانه يعد شكلاً من اشكال العطاء وصورة حية للروح الطيبة التي تجعلك محبوباً ومتقبلاً من الغالبية ممن معك في دائرتك الاجتماعية. ما هي مردودات العطاء للإنسان؟ حين يكون الانسان معطاء فأن يحصل على الاتي: اول ما يحصل عليه الانسان المعطاء هو ان يحصل على مولاة وحب المحيط الاجتماعي الذي ينشط فيه، وهذا القبول المجتمعي سيجعله يشعر بالرضا عن نفسه ويزيد من التفاعل الاجتماعي لديه وبالتالي تتحسن صحته النفسية وهذا مكسب كبير للإنسان. كما تشير الأبحاث النفس اجتماعية إلى أن الانخراط في الأنشطة الخيرية يعزز من الشعور بالرفاهية النفسية، ويمنح الأفراد إحساساً بالهدف والإنجاز، مما ينعكس إيجابياً على حياتهم بصورة عامة. كما ان الانسان المعطاء سيتمكن من تطوير مهاراته التكيفية ويزيد من مرونته، اذ يواجه المتطوعون تحديات مختلفة أثناء أداء مهامهم، مما يساعدهم على تطوير مهارات حل المشكلات وإدارة التوتر بشكل أكثر فعالية ومثل هذه المهارات تعزز مرونتهم النفسية وقدرتهم على التعامل مع ضغوط الحياة اليومية بشكل أفضل، ومن اجل كل هذه المردودات العظيمة على حياة الانسان وصحته يجب ان لا يدخر جهداً للعطاء الا وقدمه لمن يستحقه.


سيدر نيوز
منذ يوم واحد
- سيدر نيوز
إصابة الرئيس السابق جو بايدن بالسرطان 'الأكثر عدوانية'، ما هو بروتوكول العلاج؟
أعلن مكتب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، البالغ من العمر 82 عاماً، إصابته بسرطان البروستاتا وانتشار الورم في عظامه. وقال المكتب في بيان يوم الأحد، إن الأطباء اكتشفوا حالة بايدن، يوم الجمعة، أثناء فحوصات بعد شكوى من ألم وأعراض أخرى أثناء التبول، وعثر الأطباء على كتلة صغيرة (عقيدة) في غدة البروستاتا. وأوضح البيان أن هذا النوع من السرطان هوأكثر عدوانية، وأن بايدن وعائلته يراجعون خيارات العلاج. وغادر بايدن منصبه في يناير/كانون الثاني الماضي، وكان أكبر رئيس ينا في الحكم في تاريخ الولايات المتحدة، وكان هناك الكثير من الشكوك والتساؤلات حول صحته خلال فترة ولايته، مما دفعه إلى سحب ترشحه من الانتخابات الرئاسية الماضية وتنازل لنائبته كامالا هاريس. وأضاف مكتب الرئيس السابق: 'في الأسبوع الماضي، خضع الرئيس جو بايدن لفحص جديد لكتلة (عُقيدة) في البروستاتا بعد أن عانى من أعراض بولية متزايدة.' وتم تشخيص سرطان البروستاتا، الذي يتميز بدرجة 9 على مقياس غليسون (الدرجة الخامسة) مع انتقاله إلى العظام. وعلى الرغم من أن هذا يمثل شكلاً أكثر عدوانية من المرض، إلا أن هذا النوع يبدو حساساً للهرمونات، مما يسمح بالعلاج الفعال.' وبحسب مؤسسة أبحاث السرطان في بريطانيا، فإن درجة غليسون التي تبلغ تسعة تعني أن مرضه يُصنف بأنه 'شديد الخطورة'، وأن الخلايا السرطانية قد تنتشر بسرعة. الرئيس الأمريكي جو بايدن 'بصحة جيدة جدا' بعد تأكيد إصابته بكوفيد 19 أسابيع بايدن الكارثية في 90 ثانية فور انتشار أنباء التشخيص بالمرض، تلقى بايدن دعماً كبيراً من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي. وكتب الرئيس دونالد ترامب، على منصته الاجتماعية 'تروث سوشيال'، سالة لبايدن، قال فيها إنه والسيدة الأولى ميلانيا ترامب 'يشعران بالحزن لسماعهما خبر التشخيص الطبي الأخير لجو بايدن'. ووجه حديثه إلى السيدة الأولى السابقة جيل بايدن: 'نتقدم بأحرّ وأطيب تمنياتنا لجيل وعائلتها. نتمنى لجو الشفاء العاجل والناجح'. أما كامالا هاريس، نائبة بايدن السابقة والمرشحة السابقة في الانتخابات الرئاسية، فكتبت على منصة 'إكس' أنها وزوجها دوغ إمهوف، 'يدعوان لعائلة بايدن بالشفاء العاجل.' وقالت هاريس: 'جو مقاتل، وأعلم أنه سيواجه هذا التحدي بنفس القوة والمرونة والتفاؤل التي ميزت حياته وقيادته'. بيما عبر الرئيس السابق باراك أوباما، الذي تولى الرئاسة من عام 2009 إلى عام 2017 وكان جو بايدن نائبه، عن دعمه هو وزوجته ميشيل، وقال في بيان على إكس إنهما 'يفكران في عائلة بايدن بأكملها'. وأضاف أوباما: 'لم يبذل أحد جهداً أكبر لإيجاد علاجات مبتكرة للسرطان بجميع أشكاله أكثر مما فعله جو، وأنا على يقين من أنه سيواجه هذا التحدي بعزيمته وصبره المعهود. ندعو الله له بالشفاء العاجل والكامل'. وأثناء حكم أوباما، كلف بايدن فيعام 2016، بقيادة برنامج بحثي حكومي على نطاق واسع لمكافحة السرطان. ومن بريطانيا قال رئيس الوزراء كير ستارمر: 'أشعر بحزن شديد لسماع أن الرئيس بايدن أُصيب بسرطان البروستاتا. أتمنى كل التوفيق لجو وزوجته جيل وعائلتهما، وأتمنى له علاجاً سريعاً وناجحاً'. تأتي هذه الأخبار بعد قرابة عام من انسحاب الرئيس السابق من الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 بسبب مخاوف بشأن صحته وتقدمه في العمر. واجه بايدن، المرشح الديمقراطي آنذاك الذي كان يتنافس على إعادة انتخابه، انتقادات متزايدة لأدائه الضعيف في مناظرة تلفزيونية ضد منافسه الجهوري في ذلك الوقت الرئيس الحالي دونالد ترامب، في يونيو/حزيران 2024. ليتم في النهاية استبداله كمرشح ديمقراطي بنائبته، كامالا هاريس. وأصبح ترامب، البالغ من العمر 78 عاماً، ليكون أكبر شخص سناً يؤدي اليمين الدستورية كرئيس للولايات المتحدة عندما تولى منصبه خلفاً لبايدن. بروتوكول العلاج يُعد سرطان البروستاتا ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين الرجال، بعد سرطان الجلد، بحسب بيانات عيادة كليفلاند. وتشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، إلى أن 13 من كل 100 رجل سيصابون بسرطان البروستاتا في مرحلة ما من حياتهم. ويُعتبر التقدم في العمر العامل الأخطر والأكثر شيوعاً للإصابة بالمرض، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. ويرى الدكتور ويليام داهوت، كبير المسؤولين العلميين في الجمعية الأمريكية للسرطان وطبيب متخصص في سرطان البروستاتا، أن هذا السرطان 'أكثر عدوانية بطبيعته'، وفقاً للمعلومات المُعلن عنها حول تشخيص بايدن. وقال الدكتور داهوت لبي بي سي: 'بشكل عام، إذا انتشر السرطان إلى العظام، فلا نعتقد أنه يمكن أن يكون سرطاناً قابلاً للشفاء'. ومع ذلك، أوضح أن معظم المرضى يستجيبون جيداً للعلاج الأولي، 'ويمكن للناس أن يعيشوا سنوات عديدة بعد تشخيصهم بالمرض'. وعن البروتوكول العلاجي، أضاف الدكتور داهوت، 'من المرجح تقديم علاجات هرمونية لمريض بنفس سرطان بايدن، لتخفيف الأعراض وإبطاء نمو الخلايا السرطانية.' وتوارى بايدن عن الأنظار بصورة كبيرة منذ مغادرته البيت الأبيض، ولم يظهر علناً إلا نادراً. وكان أول ظهور إعلامي له منذ فوز ترامب، مع بي بي سي في مايو/آيار، وأقر خلاها بأن قرار التنحي عن انتخابات 2024 كان 'صعباً'. وواجه بايدن أسئلة حول حالته الصحية في الأشهر الأخيرة. لكنه نفى في لقاء مع برنامج 'ذا فيو' الأمريكي في مايو/آيار الماضي أيضا، مزاعم معاناته من 'تدهور إدراكي' خلال أخر سنة في حكمه، وقال: 'لا يوجد ما يدعم ذلك'. وكان بايدن من أبرز المدافعين عن أبحاث السرطان، خلال سنوات طويلة. في عام ٢٠٢٢، أعاد هو والسيدة جيل بايدن إطلاق مبادرة 'الانطلاقة الكبرى للسرطان' بهدف حشد الجهود البحثية لمنع أكثر من أربعة ملايين حالة وفاة بالسرطان بحلول عام ٢٠٤٧. فقد بايدن نفسه ابنه الأكبر، بو، بسبب سرطان الدماغ عام ٢٠١٥.


سيدر نيوز
منذ 2 أيام
- سيدر نيوز
رُصدت حالتان في مصر: قصة مرض نادر في بلدة نائية في البرازيل
لا تزال سيلفانا سانتوس تتذكر جيرانها في البلدة الصغيرة التي زارتها لأول مرة قبل 20 عامًا، حيث فقد العديد من الأطفال القدرة على المشي. تتذكر سانتوس بنات لولو اللواتي كنّ يسكُنَّ عند مدخل البلدة.، وريجان في نهاية الطريق، وماركينيوس بعد محطة الوقود، وباولينيا قرب المدرسة. تقع بلدة سيرينها دوس بينتوس النائية في شمال شرق البرازيل، ويقل عدد سكانها عن خمسة آلاف نسمة. في هذه البلدة اكتشفت عالمة الأحياء والوراثة سيلفانا سانتوس حالةً مرضية غير معروفة من قبل، وأطلقت عليها اسم 'متلازمة سبوان'. المرض الوراثي: انتشاره يزيد بسبب زواج الأقارب حظر زواج الأقارب في كوريا الجنوبية وتنتج هذه المتلازمة عن طفرة جينية تؤثر على الجهاز العصبي، فتُضعف الجسم تدريجيا، ولا تظهر إلا عندما يُورّث الجين المُعدّل من كلا الوالدين. وقد مثّل بحث سانتوس أول توصيف علمي لهذا المرض في أي مكان في العالم، وبفضل هذا الإنجاز، إضافة إلى أبحاثها اللاحقة، اختيرت ضمن قائمة أكثر 100 امرأة تأثيرًا في العالم وفق تصنيف بي بي سي لعام 2024. وقبل وصول سانتوس، لم يكن لدى العائلات أي تفسير للمرض الذي يصيب أطفالهم. أما اليوم، فيتحدث السكان بثقة عن 'سبوان' وعلم الوراثة. يقول ماركينيوس، أحد المصابين: 'لقد أعطتنا تشخيصا لم نكن نعرفه من قبل. وبعد البحث، جاءت المساعدة في صورة أشخاص، وتمويل، وكراسي متحركة'. سيرينها دوس بينتوس: عالم قائم بذاته كانت سانتوس تعيش في ساو باولو، أكبر وأغنى مدينة في البرازيل، وكان جيرانها في الشارع الذي كانت تسكن فيه تقريبا من عائلة واحدة من بلدة سيرينها حيث كان العديد منهم أبناء عمومة بدرجات متفاوتة، ومتزوجين من بعضهم البعض. وأخبروا سانتوس عن بلدتهم 'هناك الكثير من الناس الذين لا يستطيعون السير، لكن لا أحد يعرف السبب'. وكانت إحدى بنات الجيران، زيرلانديا، تعاني من حالة مرضية مُنهكة ففي طفولتها، كانت عيناها تتحركان لا إراديًا، ومع مرور الوقت، فقدت قوة أطرافها واحتاجت إلى كرسي متحرك للتنقل، وكانت تحتاج إلى مساعدة حتى في أبسط المهام. Mariana Castiñeiras/BBC قادت سنوات من البحث سانتوس وفريقها البحثي إلى تحديد هذه الأعراض على أنها أعراض اضطراب وراثي لم يُوثّق سابقًا، وهو متلازمة سبوان. وعثروا لاحقًا على 82 حالة أخرى حول العالم. بدعوة من جيرانها، زارت سانتوس سيرينها لقضاء عطلة، وتصف وصولها إلى هناك بأنه دخول 'عالم خاص'، ليس فقط للمناظر الطبيعية الخلابة ومناظر الجبال، ولكن أيضًا لما بدا وكأنه مصادفة اجتماعية بارزة. كلما تجولت وتحدثت مع السكان المحليين، ازدادت دهشتها من شيوع زواج الأقارب. لقد أدت عزلة سيرينها وقلة الهجرة الداخلية إلى أن يصبح العديد من سكانها أقارب، مما يزيد من احتمالية الزواج بين أبناء العمومة. Mariana Castiñeiras/BBC لم يكن العديد من الأزواج على دراية بوجود صلة قرابة بينهم إلا بعد الزواج، بينما كان آخرون يعلمون بذلك، لكنهم كانوا يعتقدون أن هذه الروابط تستمر لفترة أطول وتوفر دعمًا عائليًا أقوى. ويُعتبر الزواج بين الأقارب أمرًا شائعا نسبيا في أنحاء العالم، حيث يُقدّر بنحو 10% من حالات الزواج، ومعظم الأطفال المولودين من هذه الزيجات يتمتعون بصحة جيدة، حسب الخبراء. مع ذلك، تواجه هذه الزيجات خطرًا أكبر في انتقال طفرات ضارة عبر العائلة. ويشرح عالم الوراثة لوزيفان كوستا ريس من الجامعة الفيدرالية البرازيلية في ريو غراندي دو سول: 'إذا لم يكن الزوجان أقرباء، فإن احتمال إنجاب طفل مصاب باضطراب وراثي نادر أو إعاقة يتراوح بين 2 و3 في المئة، أما بالنسبة لأبناء العمومة، فتزيد النسبة إلى ما بين 5 و6 في المئة'. وأظهرت دراسات لاحقة أن أكثر من 30% من الأزواج في سيرينها كانوا أقارب، وأن ثلثهم أنجبوا طفلا واحدا على الأقل من ذوي الإعاقة. طريق طويل للتشخيص انطلقت سانتوس للبحث عن تشخيص لسكان سيرينها، وبدأت التخطيط لدراسة جينية مفصلة، الأمر الذي تتطلب رحلات متعددة، ثم انتقلت في النهاية إلى المنطقة. لقد سافرت مسافة 2000 كيلومتر من وإلى ساو باولو مرات عديدة في السنوات الأولى من بحثها. وجمعت عينات الحمض النووي من منزل إلى منزل، وتبادلت أطراف الحديث أثناء احتساء القهوة، وجمعت قصصًا عائلية، في محاولة لتحديد الطفرة المسببة للمرض. وما كان من المفترض أن يستغرق 3 أشهر من العمل الميداني تحول إلى سنوات من التفاني. وأدى كل ذلك إلى نشر دراسة في عام 2005، والتي كشفت عن وجود سبوان في المناطق النائية في البرازيل. وجد فريق سانتوس أن الطفرة تتضمن فقدان جزء صغير من كروموسوم، مما يُسبب زيادة في إنتاج جين لبروتين رئيسي في خلايا الدماغ. ويتذكر المزارع لولو، الذي تحمل ابنته ريجان جين سبوان: 'قالوا إنها جاءت من ماكسيميانو، وهو زير نساء في عائلتنا'. وتزوج لولو، البالغ من العمر الآن 83 عامًا، ابنة عمه ولم يغادر سيرينها قط، ولا يزال يرعى الماشية ويعتمد على عائلته في رعاية ريجان، التي تُعاني من صعوبات في أداء مهامها اليومية. مشكلات زواج الأقارب لكن الطفرة الجينية وراء سبوان أقدم بكثير من أسطورة ماكسيميانو العجوز، فمن المرجح أنها وصلت منذ أكثر من 500 عام مع المستوطنين الأوروبيين الأوائل في شمال شرق البرازيل. وتقول سانتوس: 'تُظهر دراسات التسلسل الجيني وجود أصول أوروبية قوية لدى المرضى، مما يدعم سجلات الوجود البرتغالي والهولندي واليهود السفارديم في المنطقة'. وازدادت النظرية قوةً بعد اكتشاف حالتين من متلازمة سبوان في مصر، وأظهرت دراساتٌ أخرى أن الحالتان المصريتان تشتركان أيضًا في أصول أوروبية، مما يشير إلى أصلٍ مشترك في شبه الجزيرة الأيبيرية. وتقول سانتوس: 'من المرجح أن يكون ذلك قد حدث مع أقارب من اليهود السفارديم أو الموريسكيين الفارين من محاكم التفتيش'، وتعتقد أن هناك حالاتٍ أخرى قد توجد عالميًا، وخاصةً في البرتغال. Mariana Castiñeiras/BBC على الرغم من التقدم الطفيف نحو إيجاد علاج، إلا أن متابعة المرضى أحدثت بعض التغيير، وتتذكر ريجان كيف كان الناس يُطلقون عليهم سابقًا 'المقعدين'، الآن، يُقال إنهم ببساطة مصابون بمتلازمة سبوان. ولم تُضف الكراسي المتحركة الاستقلالية فحسب، بل ساعدت أيضًا في منع التشوهات، في الماضي، كان الكثير من المصابين بهذه الحالة يُتركون ببساطة مستلقين على السرير أو على الأرض. ومع تقدم حالة سبوان، تزداد القيود الجسدية مع التقدم في السن، وبحلول سن الخمسين، يصبح جميع المرضى تقريبًا معتمدين بشكل كامل على الآخرين. هذا هو حال نجلي إينيس، وهم من بين أكبر المصابين سنًا في سيرينها حيث يبلغ تشيكينيو من العمر 59 عامًا، ولم يعد قادرًا على الكلام، في حيت يبلغ ماركينيوس من العمر 46 عامًا، ولديه قدرات تواصل محدودة. وتقول إينيس، المتزوجة من ابن عم من الدرجة الثانية: 'من الصعب يكون لك ابن له ظروف خاصة، نحبهم بنفس القدر، لكننا نعاني من أجلهم'. وتزوجت لاريسا كيروز، ابنة أخ تشيكينيو وماركينيوس، أيضًا من قريب بعيد، لم تكتشف هي وزوجها ساولو جدهما المشترك إلا بعد أشهر من المواعدة. وتقول: 'في سيرينها دوس بينتوس، جميعنا أبناء عمومة، وتربطنا صلة قرابة بالجميع'. ويُعدّ الأزواج مثل لاريسا وساولو محور مشروع بحثي جديد تشارك فيه سانتوس، فبدعم من وزارة الصحة البرازيلية، سيفحص المشروع 5 آلاف حالة زواج للكشف عن الجينات المرتبطة بأمراض متنحية خطيرة. ولا يهدف المشروع إلى منع زواج الأقارب، بل إلى مساعدة الأزواج على فهم المخاطرالجينية، كما تقول سانتوس. وتعمل سانتوس الآن كأستاذة جامعية، وتدير أيضًا مركزًا لتعليم علم الوراثة، وتعمل على توسيع نطاق الاختبارات في شمال شرق البلاد. وعلى الرغم من أنها لم تعد تعيش في سيرينها دوس بينتوس، إلا أن كل زيارة لها تُشعرها وكأنها عودة إلى الوطن. وكما تقول إينيس:'يبدو الأمر كما لو أن سيلفانا فرد من العائلة'. Mariana Castiñeiras/BBC مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.