
نائب الرئيس الأميركي: مفاوضات النووي الإيراني على "المسار الصحيح"
اعتبر نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس أن المحادثات بين بلاده وإيران حول ملف طهران النووي تمضي على "المسار الصحيح"، مجدداً موقف واشنطن عدم السماح لها بإنتاج السلاح الذري. وقال خلال لقاء مرتبط بمنتدى ميونيخ للأمن في واشنطن "نحن على المسار الصحيح".
وأضاف "لا نكترث إذا كان الناس يريدون الحصول على الطاقة النووية. لا مشكلة لدينا بذلك، لكن لا يمكنك أن تمتلك برنامجاً لتخصيب اليورانيوم يتيح لك الحصول على السلاح النووي، هنا نرسم الحد الفاصل".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبدأت الولايات المتحدة وإيران مفاوضات بوساطة عمان في الـ12 من أبريل (نيسان) الماضي، سعياً إلى التوصل لاتفاق حول برنامج طهران النووي بعدما انسحبت واشنطن أحادياً عام 2018 من الاتفاق الدولي المبرم في 2015. وكان من المقرر أن يعقد الطرفان جولة رابعة من المحادثات السبت الماضي، لكنها أُرجئت "لأسباب لوجستية" إلى موعد لم يحدد بعد.
وكثيراً ما اتهمت دول غربية، بما فيها الولايات المتحدة، إيران بالسعي إلى تطوير أسلحة نووية، مما تنفيه طهران باستمرار، مؤكدة أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية والمدنية فقط.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
أميركا تعين سفيرها لدى تركيا مبعوثا خاصا لسوريا
ذكر مصدر مطلع ودبلوماسي في تركيا أن الولايات المتحدة ستعين توماس باراك، السفير الأميركي الحالي لدى أنقرة وصديق الرئيس دونالد ترمب، مبعوثاً خاصاً إلى سوريا. يأتي القرار بعد إعلان ترمب المهم قبل أيام رفع العقوبات الأميركية على سوريا، ويشير أيضاً إلى إقرار واشنطن بصعود تركيا كقوة إقليمية مهمة لها نفوذ في دمشق منذ إطاحة الرئيس السوري السابق بشار الأسد على أيدي قوات المعارضة نهاية العام الماضي. ورداً على طلب للتعليق، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية "لا يوجد إعلان في الوقت الحالي". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقال وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو، في حديثه أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، أمس الثلاثاء، إنه سمح لموظفي السفارة التركية، بما في ذلك باراك، بالعمل مع المسؤولين المحليين في سوريا لفهم نوع المساعدات التي يحتاجون إليها. وبرزت تركيا باعتبارها أحد أهم الحلفاء الأجانب للحكومة الجديدة في سوريا، ودعمت أنقرة المعارضة أعواماً في قتالها لإطاحة الرئيس السابق بشار الأسد، وتشكل المعارضة السابقة الآن الجزء الأكبر من الحكومة الجديدة. وتتعهد تركيا بالمساعدة في إعادة بناء سوريا، بدءاً من البنية التحتية إلى مؤسسات الدولة، وتقدم لدمشق الدعم السياسي في المحافل الدولية، وتدعو إلى رفع العقوبات الغربية عنها بالكامل لبدء جهود إعادة الإعمار، كذلك رحبت بتشكيل حكومة انتقالية.


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
مشنقة الضفة... "الكونتينر" أبعد من حاجز عسكري
في السادسة صباحاً، خرج أحمد خضر (30 سنة) من مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية لإجراء مقابلة عمل مهمة في رام لله، وكان يفترض أن يستغرق وصوله إليها 45 دقيقة فقط، ولكنه وصل بعد أربع ساعات وقد فاته الموعد، وهو ما ترك في نفسه إحساساً بالقهر والخيبة من واقع مرير لا يقوى على تغيره. فحاجز "الكونتينر" الإسرائيلي المقام على قمة أحد جبال "وادي النار" في بلدة السواحرة الشرقية جنوب الضفة، والمعزز بالجنود والمعوقات والمسامير الأرضية والإشارات الضوئية، لم يعد مجرد حاجز عسكري تتحكم إسرائيل من خلاله في حركة وتنقل الفلسطينيين هنا وهناك، بل أصبح نقطة مركزية لإسرائيل تفصل بين شمال الضفة الغربية ووسطها عن جنوبها خلال دقائق معدودة، ومن دون حاجة سوى إلى الحد الأدنى من الجنود. ومع اشتداد أحداث الانتفاضة الأولى عام 2000، وشن الجيش الإسرائيلي عملية "السور الواقي" على مدن الضفة الغربية عام 2002، بدأت إسرائيل فرض سيطرتها على الطريق التي شقها الفلسطينيون بالأساس وسط الوادي كبديل عن الطريق الرئيس الذي كان يصل بين جنوب الضفة وشمالها عبر مدينة القدس، ولا يحتاج إلى أكثر من 20 دقيقة. تدريجاً تحول المكان من مجرد حاجز إسرائيلي طيار (مفاجئ) بجانب حاوية بضائع "كونتينر" استخدمها الفلسطينيون آنذاك كاستراحة، إلى نقطة ثابتة للجيش ومنع السيارات من العبور منها، ولم يسمح للفلسطينيين باجتياز الحاجز الجديد حينها إلا مشياً على الأقدام بعد التفتيش وتدقيق الهويات، لكن مع مرور الوقت تطور الحاجز شيئاً فشيئاً ليصبح اليوم من أهم وأبرز الحواجز العسكرية المجهزة تكنولوجياً بمعدات مراقبة عالية وبوابات إلكترونية وإشارات مرور وكاميرات بيومترية وأنظمة إغلاق أرضية وغيرها. وبمجرد إغلاقه يعزل نحو مليون و100 ألف فلسطيني يعيشون في محافظتي الخليل وبيت لحم، بحسب تقديرات جهاز الإحصاء الفلسطيني، عن وسط الضفة الغربية وشمالها بصورة كلية. إلى جانب حاجز "الكونتينر" شرق القدس، الذي يفصل جنوب الضفة عن وسطها، هناك حواجز أساسية تقسم شمال الضفة عن وسطها، كحاجز "زعترة" بين نابلس ورام لله، وحاجز "الحمرا" الذي يقيد دخول الفلسطينيين إلى منطقة الأغوار. ووفقاً لتقرير البنك الدولي، فإن القيود المفروضة على الفلسطينيين أمام الحواجز الإسرائيلية تتسبب في غياب القدرة على وضع جداول زمنية يمكن الالتزام بها لوصول البضائع والمواد الخام بين مدن الضفة الغربية، وهو أحد العوامل الأساسية التي تمنع الاستقرار الاقتصادي والتنمية الجدية في أراضي الضفة. طرق وعرة خلال الأعياد اليهودية تفرض إسرائيل إغلاقاً كاملاً على الفلسطينيين في الضفة الغربية، في ما بات يعرف بالعبرية باسم "سيغر"، وهو إجراء عسكري يستند إلى مسوغات "قانونية" و"إدارية" و"إجرائية" تفرضه البنية العسكرية الإسرائيلية خلال الأعياد، أو في ظل الكوارث الطبيعية، أو مع تصاعد العمليات الفلسطينية عند الحواجز ونقاط التفتيش، لكن فلسطينيين يمرون يومياً من حاجز "الكونتينر" يؤكدون أن تبديل الورديات بين الجنود كفيل بإغلاق الحاجز تماماً لساعات حتى تنتهي الإجراءات، مما يشكل زحاماً كبيراً يمتد بين المركبات على طول الطريق في الاتجاهين، إذ لا يزيد عرضها في بعض الأماكن على خمسة أمتار. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وبينت دراسة إحصائية أجرتها بلدية العبيدية شرق بيت لحم في وقت سابق أن نحو 22 ألف مركبة تقطع الطريق يومياً من جنوب الضفة إلى وسطها وبالعكس، وعلى رغم أن الطريق صعب وخطر يصل بين قمتي جبلين، حاول الفلسطينيون ابتكار طرق بديلة أكثر خطراً كمهرب من الحاجز الذي أصبح بحسب تعبيرهم "محطة للتنكيل والإذلال"، لكن خطر التزحلق وانقلاب المركبات أو إطلاق النار من الدوريات المتحركة أحياناً حالت دون ذلك، وهو ما ضاعف المعاناة بالنسبة إلى أولئك الذين يعانون أمراضاً مزمنة أو مشكلات صحية ويحتاجون إلى الوصول بأسرع ما يكون لمستشفيات في وسط الضفة الغربية وشمالها. وبحسب من يعايشون المرور من الحاجز منذ عقدين وأكثر بصورة شبه يومية، فإن إجراءات الجنود على حاجز "الكونتينر" والاختناق المروري الناتج منها أعاقا وصول حالات طارئة عدة في الوقت المناسب وفارقوا الحياة. وسبق أن حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن الوصول إلى الرعاية الصحية في الضفة الغربية يتدهور بسبب القيود الإسرائيلية المفروضة على حرية الحركة والتنقل، فضلاً عن إعاقة وصول الفلسطينيين إلى الخدمات الأساسية. في حين أكدت منظمة "أطباء بلا حدود" أن القيود المفروضة على الحركة في حالات الطوارئ الطبية قد تؤدي إلى تداعيات مهلكة، مشيرة إلى إعاقة حركة سيارات الإسعاف واستهدافها. وبحسب سلسلة تقاريرها المدرجة على موقعها الإلكتروني، ازدادت القيود التي تفرضها القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية بصورة كبيرة منذ بدء الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، موضحة أنها كثيراً ما تواجه انقطاعاً في خدمات عياداتها المتنقلة، إذ تمنع من دخول مناطق معينة أو تواجه قيوداً على الحركة في العطل الرسمية الإسرائيلية. خسائر مضاعفة إغلاق حاجز "الكونتينر" عشرات المرات بصورة كلية أمام المواطنين ولساعات طويلة لأسباب غير معلومة، والتسبب بطوابير طويلة من المركبات جراء التفتيش الدقيق في هويات الركاب والسائقين، خصوصاً بعد أحداث السابع من أكتوبر، انعكس سلباً على قطاع المواصلات، وإلى جانب انخفاض عدد الركاب الذين باتوا يتجنبون التنقل من جنوب الضفة للوسط أو الشمال، لما يمثله الحاجز من معاناة مريرة يومياً، زادت كلف النقل والوقود المستهلك في الوقوف الموقت الطويل. كما قيدت السلطات الإسرائيلية الدخول عبر بعض الحواجز بساعات محددة، ولم تعد تعمل كما كانت سابقاً على مدار 24 ساعة، وهو ما أجبر سائقي المركبات العمومية على سلوك طرق وعرة وضيقة وبعيدة داخل القرى الفلسطينية تحتاج إلى الالتفاف لمسافات طويلة. ويقدر رئيس نقابة أصاحب شركات الحافلات في الضفة الغربية عبدالله الحلو تراجع التنقل داخل الضفة الغربية بنسبة تتراوح بين 60 و70 في المئة، وبينت دراسة سابقة لمعهد الأبحاث التطبيقية (أريج) أن استهلاك الفلسطينيين لوقود إضافي بنحو 80 مليون لتر في السنة نتيجة تقييد الحركة تقدر كلفه بـ135 مليون دولار، يؤدي إلى زيادة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 196 ألف طن سنوياً. وبحسب مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بتسليم)، فإن فرض القيود على حركة الفلسطينيين سكان الأراضي المحتلة وتنقلهم هو "أحد الأدوات المركزية التي تستخدمها إسرائيل لغرض تطبيق نظام السيطرة على السكان الفلسطينيين، في مقابل تسهيلات لا محدودة للمستوطنين". ووفق المنظمة، فإن هذا الواقع "يفرض على الفلسطينيين العيش في انعدام يقين مستمر يصعب عليهم تنفيذ أبسط المهمات، فضلاً عن ساعات انتظار طويلة على الحواجز يرافقها إعاقات وإهانة على يد الجنود". وقالت حركة "محسوم ووتش" الإسرائيلية، التي تضم مئات النساء اليهوديات المتطوعات بالتناوب يومياً على مراقبة الحواجز العسكرية من شمال الضفة الغربية وحتى جنوبها، في تقرير "إن التعليمات الصادرة للجنود في شأن كيفية التعامل مع الفلسطينيين هي في حال تقلب وتغير دائم، ويغلب عليها مزاج وسياسة الجنود الموجودين على الحاجز". أرقام ودراسات وفقاً لتوثيق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن أكثر من 146 بوابة حديدية أقامتها إسرائيل في أنحاء الضفة الغربية منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023، منها 17 منذ بداية العام الحالي. وبحسب الأرقام الرسمية الفلسطينية، فإن مجموع كل الحواجز اليوم في الضفة الغربية يصل إلى 900، منها حواجز عسكرية مأهولة بالجنود، وأخرى طيارة (مفاجئة)، وحواجز ملموسة ثابتة قد تكون أسمنتية أو ترابية أو بوابات حديدية أو خنادق. وأكدت أن غالب مداخل القرى والبلدات والمدن والمخيمات باتت مغلقة ببوابات حديدية مقفلة أغلب الوقت، لذلك يضطر السكان إلى التنقل بين جانبي البوابات سيراً على الأقدام، بينما تفصل الحواجز العسكرية غالباً بين المحافظات. وأظهرت دراسة بحثية نشرها معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني (ماس) في مارس (آذار) الماضي، أن عدد ساعات العمل الضائعة يومياً على الفلسطينيين بسبب سياسة الحواجز الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية ووسطها تقدر بنحو 191146 ساعة، وتكلف الاقتصاد الفلسطيني شهرياً ما يعادل 62.2 مليون شيكل (16.8 مليون دولار). كما أوضحت الدراسة أن المسافات الإضافية التي يقطعها السائقون لتجنب الحواجز تؤدي إلى استهلاك وقود إضافي يقدر سنوياً بنحو 22 مليون شيكل (6 ملايين دولار). وتظهر البيانات التي جمعت من مكاتب سيارات الأجرة، أن حركة النقل بين المدن الفلسطينية انخفضت بنسبة 51.7 في المئة بعد بدء الحرب على غزة. ووجدت الدراسة أن الحواجز الإسرائيلية وقيود الحركة في الضفة الغربية "هي جزء من استراتيجية إسرائيلية لتطبيق نظام الفصل العنصري على الفلسطينيين"، إذ تعمل على عزل المناطق الفلسطينية عن بعضها بعضاً، وتعرقل حركة الفلسطينيين. وأكدت النتائج أن القيود على الحركة تؤثر بصورة كبيرة في الاقتصاد الفلسطيني، وتسهم في ارتفاع نسبة البطالة وتدني الأجور بسبب صعوبة وصول العمال إلى أماكن عملهم، كما تؤدي الحواجز إلى تعطيل حركة البضائع، مما يزيد من كلف النقل ويتسبب في تلف بعض المنتجات نتيجة الانتظار الطويل على الحواجز. بالنسبة إلى وزارة الخارجية الفلسطينية، فإن السلطات الإسرائيلية تقسم الضفة الغربية مكانياً وزمانياً بمئات الحواجز العسكرية في "ضم معلن" للأراضي الفلسطينية و"تقويض لحل الدولتين"، لكن بالنسبة إلى خضر الذي خسر وظائف عدة بسبب الحواجز فإن مهمة "الكونتينر" ومئات الحواجز الأخرى المنتشرة في الضفة الغربية منذ عام 2000 وحتى اليوم، لم ولن تقتصر فقط على عزل الفلسطينيين أو إيقاف حركتهم، وإنما إخضاعهم وضبط سلوكهم ومستوى معيشتهم الاقتصادي، إلى جانب تأمين عبور آمن للمستوطنين الذين يحظون بشوارع خاصة.


مركز الروابط
منذ ساعة واحدة
- مركز الروابط
المتحرك الإيراني والثابت الأمريكي في المفاوضات
2025-05-21 Editor حضر المرشد الأعلى علي خامنئي حفل التأبين الذي اقيم في العاصمة الإيرانية ( طهران) لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمقتل الرئيس الإيراني السابق أبراهيم رئيسي في 19 آيار 2024 وبحضور عدد من القيادات السياسية والعسكرية والأمنية وعلماء الدين وتحدث في عدة مضامين ومواضيع تهم الأحداث الميدانية والسياسية في المشهد الايراني العام، وأهمها ما يخص المفاوضات الأمريكية الإيرانية المشتركة والتي تشهد الايام المقبلة عقد جولتها الخامسة، وتحظى باهتمام ومتابعة من جميع الأوساط الدولية والإقليمية بانتظار ما ستؤول إليه نتائجها ومضامينها على مجمل القضايا والأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي وتأثيراتها وآفاقها المستقبلية على جميع الأصعدة التي تهم المصالح العليا لبلدان واقطار عديدة دولية وإقليمية وعربية. تحدث المرشد الأعلى وأوضح الموقف السياسي من مجريات الحوارات التي شهدتها جولات المفاوضات بقوله ( أن الحديث عن عدم السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم خطأ فاحش وطهران لا تنتظر إذنًا من أحد)، وهو تصعيد حاد في الخطاب الإيراني من أعلى قمة سياسية في البلاد تؤشر حالة عدم التوافق مع الشروط الأمريكية وما تضمنته رسالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقيادة الإيرانية بخصوص البرنامج النووي الإيراني وضرورة العمل على توقيع اتفاق دائم يضمن إيقاف إيران عن تخصيب اليورانيوم والتصرف بالنسب التي وصلتها عبر الاحتفاظ بها بإشراف مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو إرسالها إلى إحدى الدول الحليفة مع إيران وتحظى بعلاقة مع الولايات المتحده الامريكيه. أن الموقف الإيراني يعكس طبيعية السياسية التي يقرها علي خامنئي بإعتباره المشرف والمسؤول على ثوابت السياسة الخارجية والعلاقة مع دول العالم واعتماد الصيغ والوسائل المتاحة في ادامتها بما يحقق لإيران حماية مصالحها والدفاع عن نظامها السياسي، ولهذا جاء تصريح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي موافقًا لطروحات المرشد الأعلى وملتزمًا بالدفاع عنها واقرارها في أي جولة قادمة للمفاوضات باشارته إلى أن ( إيران تواجه مواقف أميركية غير منطقية بالكامل خلال المفاوضات النووية وتخصيب طهران لليورانيوم أمر غير مطروح للتفاوض)،وهو ما يعني عدم وجود قواعد ومرتكزات رصينة تجعل من المفاوضات عاملًا رئيسيًا وقاسمًا مشتركًا للوصول إلى أولويات ثابتة تساهم في تعزيز حالة التوافق السياسي بين واشنطن وطهران. أن الوصف السياسي للشروط الأمريكية من قبل خامنئي واعتبارها من الأمور المبالغ فيها والفظيعة والتي تتعلق بالتوقف عن تخصيب اليورانيوم، وأن الإستمرار بها إنما هو نوع من العبثية والتصريحات الفارغة، إنما يؤكد حالة التداعي وعدم التفاهم بين الإدارة الأميركية المسؤولين الإيرانيين ويؤشر عن مستقبل غامض حول استمرار المفاوضات من عدمها وتغيير واضح في الموقف السياسي الإيراني والذي سبق وان أعلن عنه المستشار السياسي للمرشد الأعلى ( علي شمخاني ) بقوله أن (إيران تتعهد بعدم بناء أسلحة نووية والتخلص من مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب، وستوافق على تخصيب اليورانيوم فقط إلى المستويات الأدنى اللازمة للاستخدام المدني، والسماح للمفتشين الدوليين بالإشراف على العملية)، على أن يرافقها رفع للعقوبات الاقتصادية واطلاق الأموال المجمدة وإعادة التوازن في العلاقات السياسية لإيران مع محيطها الدولي والإقليمي. ان الإصرار الإيراني على سياسة التعنت والعودة إلى بداية الخلاف مع الولايات المتحدة وعدم الوضوح في دعم الحالة الإيجابية التي ابتدأت بها المفاوضات واعتماد الصيغ والوسائل المتاحة في مناقشة المواضيع المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني وباقي الملفات الخاصة بالسلوك السياسي الإقليمي لإيران دعمها للفصائل والمليشيات المسلحة المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني وبرامج الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، إنما يعني فتح مسارات جديدة تعيد الإدارة الأميركية للتلويح بالعمل العسكري والمواجهة المباشرة، رغم أنها ارسلت لإيران لتحديد موعد لانعقاد الجولة الخامسة والتي من المؤلم اختيار العاصمة الإيطالية (روما) مكانًا لانعقادها وبحضور وزير الخارجيه العُماني بدر البوسعيدي، ولكن سياسة التعنت والمطاولة الإيرانية لم توافق بعد على موعد تفاوضي جديد مع واشنطن. يحاول المرشد الأعلى علي خامنئي إعطاء صورة للداخل الإيراني عن الموقف الثابت للمفاوض الإيراني وتمسكه بالحقوق الإيرانية في الحفاظ على خاصية نسب تخصيب اليورانيوم وخزن الطرود المركزية الفاعلة والتي تدخل في عملية إنتاج المواد الانشطارية الداخلة في صناعة الأسلحة النووية، ولهذا فإنه يعتبر استمرار جولات المفاوضات ( غير ناجحة) وأنه سيأتي الوقت المناسب ليكشف الأسباب لاحقًا، مستبعدًا الوصول إلى اتفاق دائم بخصوص البرنامج النووي والملفات الأخرى ذات الطبيعة السياسية والأمنية. تواصل الإدارة الأمريكية مطالبتها لإيران بوقف تخصيب اليورانيوم الذي تقول إنه طريق محتمل لصنع قنابل نووية، وأنها لا تسمح لإيران ولو بنسبة 1٪ من التخصيب وأي اتفاق محتمل مع إيران يجب أن يتضمن عدم تخصيب اليورانيوم، وهو ما أكده وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في مقابلة تلفزيونية في السابع عشر من آيار 2025 بأنه ( لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي أبدًا، ونأمل التوصل لاتفاق معها بالطرق الدبلوماسية ونحن ملتزمون بذلك). تصاعد الخطاب الإيراني وعلى لسان المرشد الأعلى مع قرب عقد الجولة الخامسة إنما يعطي دلالة على أن طهران لا زالت متمسكة بسياسية إظهار القوة والممانعة في تنفيذ الشروط الإيرانية التي عبر عنها خامنئي بقوله ( أنها وقاحة زائدة) وأن لإيران سياستها ومنهجها الخاص بها، وهو ما سيدفع بإدارة الرئيس ترامب لتشديد النقاش واستخدام سياسية الضغط الأقصى التي لا يمكن لإيران ان تصل بسببها لغاياتها وأهدافها في الغاء العقوبات الاقتصادية عنها وتخفيف الأعباء والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها وتهدد وجود وبقاء نظامها السياسي. وإيران لا زالت تتحدث عن موقفها بعدم سعيها إلى امتلاك أسلحة نووية لأنها محرمة، ولكنها بدأت تغيير من لهجتها واسلوبها حول التعامل مع برنامجها النووي والتهديد بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي ردًا على أي حالة وموقف من التوجهات التحركات الأوربية والامريكية. وإيران تستبعد فكرة تفكيك البرنامج النووي لانه تعتبره خط أحمر لن تتنازل عنه وأن المفاوضات المستمرة تؤكد على موقف واشنطن بمنعها من تخصيب اليورانيوم إلا بالقدر الذي يسمح لها باستخدامه في الجوانب السلمية وإلا فإن التلويح بالعمل العسكري سيكون التوجه والاسلوب الذي من الممكن اللجوء إليه واستخدامه عامل ضغط سياسي ميداني للوصول إلى اتفاق نووي دائم. وحدة الدراسات الإيرانية مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجة