
"عذّبها حتى الموت".. الجنايات تنظر محاكمة المتهم بقتل زوجته لشكه في سلوكها بالمقطم
تنظر محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة في التجمع الخامس، اليوم الإثنين، محاكمة المتهم بقتل زوجته، بعد أن عذّبها باستخدام "سلك كهربائي وعصا خشبية"، وذلك لشكّه في سلوكها، في منطقة المقطم.
وجاء في أمر الإحالة، أن المتهم قتل زوجته، المجني عليها "منّة الله أ."، عمدًا مع سبق الإصرار، بأن بيّت النية وعقد العزم على ارتكاب الجريمة، بعدما ساوره الشك في إقامتها علاقة غير شرعية مع أحد الأشخاص، فراح يبحث عما يؤكد شكّه دون دليل قاطع، مفتعلًا من الوقائع ما يوافق تفكيره المريض، ومعتادًا تعذيبها والتنكيل بها قبل الواقعة.
وأضاف أمر الإحالة، أن المتهم في يوم الواقعة عزم على الخلاص منها، فأعد الأدوات اللازمة، وتعاطى المواد المخدرة – موضوع الاتهام التالي – ليُذهب ما تبقّى لديه من رحمة، ثم جرّدها من ملابسها، وانهال عليها ضربًا باستخدام الأدوات المذكورة، لعدة ساعات، في اعتداء كان كافيًا لسلبها قواها تمامًا.
وتابع أمر الإحالة أن المتهم فشل في انتزاع الاعتراف المزعوم، لكنه نجح في قتلها، محدثًا بها الإصابات الموصوفة في تقرير الطب الشرعي، والتي أودت بحياتها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 25 دقائق
- مصرس
أول قصيدة الدم .. التواصل يتفاعل مع هاشتاج #مجزرة_الحرس بنشر أسماء الشهداء
بعد انتظام الإنترنت، بعد كارثة سنترال رمسيس، التي كشفت فشل عصابة العسكر بعد 12 عام من الانقلاب على أول الشرعية، تفاعل الناشطون مع هاشتاج #مجزرة_الحرس مع مرور ذكراها ال12 في 8 يوليو الحالي باعتبارها أول قصيدة الدم الحرام الذي أراقه عسكر الانقلاب بغزارة بعد 3 أيام من إدعائهم أن ال5 الذين قتلوا على مشارف نادي الحرس الجمهوري أرادوا تخطي وحدة عسكرية ممنوع الاقتراب منها أو التصوير. وفي فجر يوم الإثنين 8 يوليو 2013، تعرض المعتصمون بالقرب من مبنى الحرس الجمهوري على شارع صلاح سالم في القاهرة لإطلاق نار مباشر بواسطة قوات الجيش والشرطة، بينما كانوا يؤدّون صلاة الفجر ضمن اعتصام سلمي للمطالبة بعودة الرئيس محمد مرسي إلى السلطة.وأسفرت المجزرة عن ما بين 66 وما يزيد على 83 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، وإصابة أكثر من 500 آخرين بجروح متفاوتة، واعتقال قرابة 700 شخص.الشيخ الداعية شريف رمضان عبادي قال: "صلاة فجر غيرت التاريخ .. فى الركعة الثانية بدأ الضرب .. ذكرى اعجب واغرب صلاة فجر فى مصر .. لأول مر فى تاريخ مصر الحديث يُستباح المصلون فى صلاة على يد القوات المسلحة المصرية علنا وامام الناس …!! صلاة الفجر هذه تغير عندها التاريخ الحديث فى مصر كلها ..!!هذه الحادثة كانت الفارقة بين الجيش المصرى والجيش الصهيومصرى ..!! وهى اول الغدر منذ انشاء الدولة الحديثة ايام "محمد على" حاكم مصر ان يُستباح الناس وهم يصلون برصاص مصرى وجنود مصريين وبأوامر قادة الجيش المصرى علنا أمام الشاشات ..!! فهذه الصلاة تحمل رمزية مهمة انها المرة الاولى بهكذا تفاصيل ..!!وأشار "عبادي" إلى أن المجزرة كانت بمثابة "لحظة نماذجية بالمعنى الفلسفى بمعنى تغيرت فيها حدود القداسة والهوية والانتماء فما بعدها ليس كما قبلها. . ولسه الفاتورة لم تدفع حتى الان .. والحساب يجمع يا سيادة اللوا..!! ..".وأكد أن المصلين أمام الحرس الجمهوري "كانوا مسلمين وبيصلوا الفجر وبين أيدين ربهم وانت استبحته!! .. خاليك فاكر أنت اللى فتحت السكة دى وانت اللى بدأت ..!! وأما من رضى وتابع من مشايخ رمم واعلاميين ومنافقين فالشؤم سيتابعك دنيا وآخرة .. لن نسامحكم والله لن نسامحكم .. فاكرنكم واحد واحد ولا ننساكم ابدا فى صلاتنا انتم واولادكم واهليكم ومن تحبون .. مهما مر من زمن لن ننسى ..وفى الدنيا بردوا قريبا يكون لنا كلمة اخرى ..".وبالمقابل أشار إلى أحمد السنوسي الذي صور الممات أثناء قنصه من قبل ضابط قناص أمام الحرس الجمهوري "مش ناسيك يا سنوسى يا جميل يا من وثقت هذه المذبحة بدمك قبل كاميرتك .. الله غالب ". مركز "الشهاب لحقوق الانسان" قائمة بأسماء الشهداء الذين وثقتهم منظمات حقوقية وشهود العيان:أحمد عاصم (المصور)ملازم أول: محمد علي المسيريإيهاب نافع محمدعبدالحفيظ الخياممحمود محمد محمود حسنمندي أحمد إبراهيمياسر عبدالغفار أحمدحسن البنا سعدحاتم السيد عبدالعظيمأحمد سمير عباس عاصممحمد علي إبراهيم عيسويخالد محمود محمودأحمد هاشم محمدمحمد توفيق عبد المنعممحمد فرجأشرف مرسي عبد الرحيمشريف محمد عمروياسر أنور عبد الخالقحماد ناجيعصام جمال زيدانعمار حسن حنفيالسيد السيد صالحعبد الرحمن إسماعيلحسين محمدممدوح عبد الفتاح إبراهيممحسن شاكرعلي حسن عبد الرازقمصطفى صلاحأحمد خيري محمدعصام خميسمحمد أحمد تهاميسعيد محمد سالمعلاء محمد أمينعمرو شعبان فتحي السعدنيياسر السعيد محمد محمد ياسرأحمد مصطفى إبراهيمشريف عبد الستار بهنسيخالد أبو بكر عمر سويلم مصطفىخالد السعيد حلميالدسوقي عبد السلاممحمد جمال السعيدنوح محمد نوحأنس حمدان محفوظسيد خليلأحمد السيد هاشم الرفاعيمصطفى محمد مصطفى مقبلعبد الرحمن إسماعيل حسيني حجازيفرج محمد محمد عبد اللهالسيد سعيد صالح أبو النجاشريف محمود العراقيمحمد سعد علي منصورمحمود عبد الحميد محمدحاتم شعبان خلفاويمحمد إبراهيم شاكرأحمد عبد السلام عثمان حسنأم إبراهيم محمد عبد المحسنعلاء إبراهيم سيد أحمدمحمد عادل أحمد محمودمحمد مصطفى محمد سليمانوائل سمير علي أحمديحيى السيد إبراهيمإسلام ناصرالحسيني محمد آدم محمدالهادي السيد عبد الفتاح أبو المجدمحمد محمود إبراهيممحمود عبد الحميد خليفةمحمد أنس السيد جبريلمحمد محمد حامد النحاسجمال علي محمود أحمدجمال ناجي محمد إبراهيمعبد الهادي عبد الوهاب أحمدالسيد محمد علي خليلمحمود عبد الحميد عطية محمدهاني العشري محمودأبو بكر عبد الحكيم عثمانمحمد حسن علي سلامةنبيل بكرأحمد إسماعيل محروسأحمد سمير موسىالسيد محمد الجملأنس محمد عباسأحمد هاشم أحمد إبراهيمأنور شعبان حنفيجميل ربيع أمينحلمي السيد عبد العظيمخالد عبد العزيززكريا عثمان عثمانعبد المحسن محمد عبد المحسنعلي مفتاح عبد الرحمنعلي صالح عبد الرحمنكمال علي محمود أحمدمحمد السيد عامرمحمد متولي محمدمحمد نبيل عيد سليمانوجدد الشهاب "مطالبته بفتح تحقيق دولي نزيه ومستقل، ومحاسبة كافة المتورطين في المجزرة، حيث إن العدالة لا تسقط بالتقادم" مؤكدا أنه إلى الآن لم يحاسب أيا من القتلة عن هذه المجزرة.وكتب الحقوقي هيثم أبوخليل عن الذكرى "عندما جرى اصطياد المصريين كالعصافير بالذخيرة الحية، وعندما تم تركيعهم كأسرى في قلب شوارع بلادهم، منكّسي الرءوس في مشهد لا يُنسى، لن ننسى ما فُعل بالساجدين المصلين، ولن ننسى مجزرة الحرس الجمهوري في 8 يوليو 2013، حين قُتل 51 إنسانًا، وأُصيب أكثر من 400 آخرين بدمٍ بارد، لإرهاب المصريين وكسر إرادتهم تمهيدًا لتمرير الانقلاب!". نشرت حسابات أمنية ادعاءات كاذبة عن المجزرة وأن 8 يوليو كشف القناع!ورغم التوثيق بالصور والفيديو، زعم الحساب أنه "في فجر هذا اليوم من عام 2013، حاولت عناصر إرهابية من جماعة الإخوان اقتحام مقر الحرس الجمهوري بدعوى كاذبة أن محمد مرسي محتجز بداخله".وأدعى الحساب أنها "..كانت محاولة مدبّرة ومسلّحة لضرب الجيش ونشر الفوضى." كما أدعى أن "شهداء من الجيش سقطوا دفاعًا عن منشأة عسكرية" في حين كان الضابط القتيل محمد المسيري ميتا برصاص الجيش بعد أن تساءل أمام رتب أعلى "هتقتلوهم وهما بيصلوا"!!


المشهد العربي
منذ 5 ساعات
- المشهد العربي
التشييع المهيب لشهداء الجنوب.. ذاكرة حيّة وتجديد لمسار التحرر
تشييع مهيب يليق بعظم التضحيات رافق جثمان الشهيد الملازم ثاني عبدربه علي لقرع المصعبي وهو يوارى الثرى في محافظة شبوة. في التفاصيل، شيّعت السلطة المحلية، واللجنة الأمنية بمحافظة شبوة، جثمان الشهيد الملازم ثاني عبدربه علي لقرع المصعبي، أحد منتسبي اللواء السادس صاعقة، والذي استُشهد في تفجير إرهابي غادر بمنطقة المصينعة بمديرية الصعيد. جرت مراسم التشييع الرسمية في ملعب الفقيد ناصر الخليفي بمدينة عتق، حيث أدّيت الصلاة على جثمان الشهيد بمشاركة تشكيلات من الوحدات العسكرية لقوات دفاع شبوة التي تولّت مراسم حمل الجثمان، وسط حضور رسمي وشعبي واسع. تقدّم المشيعين، الأمين العام للمجلس المحلي، نائب المحافظ عبدربه هشله ناصر، بحضور وكيل المحافظة فهد بن الذيب الخليفي، حسين الرفاعي مدير عام مكتب الاعلام، العميد أحمد ناصر لحول نائب مدير عام شرطة المحافظة، العميد أحمد العربي أركان اللواء السادس صاعقة، العقيد ماجد لمروق أركان اللواء الثاني دفاع شبوة، العقيد عبدالسلام الشبحي أركان اللواء الخامس، العقيد سالم وقزان أركان عمليات اللواء السادس، إلى جانب عدد من القيادات الأمنية والعسكرية، وعدد من المواطنين وأهالي الشهيد. وخلال مراسم التشييع، نقل الأمين العام عبدربه هشله تعازي ومواساة محافظ المحافظة رئيس اللجنة الأمنية، عوض محمد بن الوزير ، إلى أسرة الشهيد وأهله الكرام، مؤكدًا أن هذا العمل الجبان لن يزيد القوات الأمنية والعسكرية إلا ثباتًا في مواجهة الإرهاب ودحر عناصره. وأشاد هشله بالتضحيات التي يقدّمها أبطال الوحدات الأمنية والعسكرية في سبيل الدفاع عن أمن واستقرار المحافظة، مقدمين أرواحهم رخيصة لحماية المواطنين والحفاظ على السكينة العامة. وفي ختام التشييع، ابتهل المشيعون إلى الله عز وجل أن يتغمّد الشهيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يمنّ على المصاب بالشفاء العاجل، ويلهم ذوي الشهيد الصبر والسلوان. والشهيد الملازم ثاني عبدربه المصعبي استُشهد إثر تفجير إرهابي جبان استهدف دورية أمنية تابعة للواء السادس صاعقة في منطقة المصينعة، وأسفر عن استشهاده وإصابة الجندي عسكر صالح محمد رناح. شهداء الجنوب يشكّلون ركيزة خالدة في وجدان الشعب الجنوبي، فهم من صنعوا بدمائهم الطاهرة ملامح الطريق نحو التحرر والسيادة، ودفعوا أرواحهم ثمنًا لعزة الأرض وكرامة الهوية. ويولي المجلس الانتقالي الجنوبي اهتمامًا بالغًا بتنظيم مراسم تشييع رسمية تليق بمقام الشهداء، تعبيرًا عن الوفاء لتضحياتهم، وإرسال رسالة واضحة مفادها أن دماءهم لم ولن تُنسى، بل تُخلّد في تفاصيل المشروع الوطني الجنوبي. مراسم التشييع دائمًا ما تتجاوز البعد الرمزي، لتكون فعلًا سياسيًا ومجتمعيًا يعيد ربط الحاضر بتاريخ النضال، ويمنح الذاكرة الجمعية دفعة معنوية جديدة. فتشييع الجثامين لا يُختزل في مراسم عسكرية أو حضور رسمي فحسب، بل يترجم أيضًا إلى مواقف وطنية تتجسد في مشاهد الإجلال الشعبي، والهتافات التي تعبّر عن استمرار المسيرة نحو هدف الجنوب الجامع. حرص المجلس الانتقالي على منح الشهداء ما يليق بهم من تكريم ليس مجرد التزام أخلاقي، بل هو تأكيد على أن نضال الجنوبيين لا يُقاس بالمواقف الآنية، بل بما ترسّخ من تضحيات عظيمة شكلت أساس كل مكسب سياسي أو عسكري تحقق على الأرض. ومن خلال ذلك، تُعاد صياغة الوعي الشعبي حول فكرة التحرير، باعتبارها مسؤولية ممتدة ومتجددة، تستمد قوتها من الشهداء، وتستمد بوصلتها من معاناتهم وتضحياتهم. تأتي هذه الممارسات في وقت بالغ الدقة، حيث تتكالب المؤامرات لإجهاض تطلعات الجنوب، ما يجعل من كل جنازة شهيد مناسبة لإعادة تأكيد العهد على مواصلة النضال حتى استعادة الدولة.


الاقباط اليوم
منذ 8 ساعات
- الاقباط اليوم
الغش في ضمائر وقحة؟! ..بقلم على هاشم
أليس ما يحدث من حرائق وحوادث طرق لا مبرر لها يقول إن ثمة إهمالا جسيما وغشا وتقصيرا في تحمل الأمانة، حتى بات الغش ظاهرة مألوفة لا يرفضها ضمير المجتمع المصري، وإذا كان الحال هكذا فلابد أن نسأل ولابد أن يجيبنا علماء النفس والاجتماع والأخلاق: ماذا حدث لضمير الناس.. لماذا يغيب عن فطنتهم قول رسولنا الكريم -هو بالمناسبة ما أقرته كل الأديان: "من غشَّنا فليس منّا"؟! بعد الذي رأيناه أخيرًا في فيديو تناقلته السوشيال ميديا على نطاق واسع لشرذمة من الأمهات وهن يطاردن بشتائم نابية، معلمة تؤدي دورها في منع الغش في إحدى لجان امتحانات الثانوية، وكأنها ارتكبت جريمة في حق هؤلاء النسوة اللاتي انفلت سلوكهن بصورة محزنة، نجد أنفسنا في مواجهة ظاهرة دخيلة على مجتمعاتنا، ظاهرة لم تعد مجرد حالات فردية بل باتت سلوكا جماعيا لا يتورع كثيرون عن ارتكابه، ما يعني أن ثمة أزمة أخلاق غير محمودة العاقبة؟! لم يعد الغش في عالم اليوم مجرد سلوك شاذ أو خروج عارض عن جادة الصواب، بل تحوّل في كثير من المجتمعات إلى ما يشبه العادة، بل الثقافة المستقرة في الذهن والوجدان، يمارسها البعض بلا خجل، ويبررها كثيرون تحت ذرائع الحاجة أو المساواة أو حتى النجاة في الزحام. تسلّل الغش إلى القلوب كما يتسلل السُّم إلى الماء، حتى بات حاضرًا في التعليم والاقتصاد والسياسة، وفي الشهادة والصفقة والخطاب. الأخطر من الغش نفسه أن يصبح مبرَّرًا، وأن يُكافأ المحتال بدل أن يُعاقَب، وأن يُنظر إلى الملتزم بالقواعد على أنه ساذج أو بليد. تلك هي اللحظة التي تتبدّل فيها القيم، ويصبح الصدق ترفًا، والنزاهة ضعفًا، والمكر هو ذكاءً اجتماعيًا. ورغم كل الذي نراه من تكالب على الغش فإني موقنٌ أن في جوف كل إنسان نورًا لا يُطفأ، وبذرة خير لا تموت، مهما علا فوقها غبار العادات السيئة أو سُحب الخداع. الفطرة التي فطر الله الناس عليها تأنف الكذب، وتشمئز من الزيف، وتنزع إلى الصدق كما تنزع العين إلى النور. نعم، قد تضعف هذه الفطرة، وقد تُخذَل بالصمت والتواطؤ، لكنها لا تُقتل. وما نحتاجه اليوم هو إحياء هذه الفطرة بوسائل تتجاوز الشعارات، وتنفذ إلى عمق التكوين الإنساني.. تربية تُغرس فيها قيم الأمانة منذ الطفولة لا ككلمات محفوظة، بل كأفعال تُرى وتُعاش؛ وقدوة في البيت والإعلام والمدرسة تنطق بالسلوك قبل الكلام؛ ونظام عادل يُجفف منابع الغش، ويُحاسب المفسد، ولا يترك الناجح النزيه ضحية للخذلان والإهمال. كلنا بلا استثناء مدعوون لاستعادة كرامة الإنسان لا بتكديس الإنجازات المادية ولا بترويج صور النجاح المصنوع، بل بإعادة بناء الضمير، وإيقاظ الرقيب الداخلي، وتربية جيل يرى في الصدق قوة وفي الأمانة مجدًا، لا عبئًا يُتخلّص منه. وحدها الأمم التي تُربّي أبناءها على الحقيقة تصنع حاضرها بيد، وتكتب مستقبلها بيد أخرى. أما تلك التي تستسلم للغش، فتمشي نحو الهاوية، وإن ظنّت أنها تحصد انتصارات مؤقتة. فالغش لا يبني حضارة، والزيف لا يُورث كرامة، والضمير وحده هو الطريق إلى الإنسان. لقد صار الغش بكل أسف لغة مألوفة، تُمارس بلا وجل، وتُدافع عنها الألسنة، وتُبررها العقول، ومن ثم يصبح الحديث عن القيم كأنك تنفخ في رماد. كيف نُفسر أن تخرج إحدى المراقبات في امتحانات الثانوية العامة -وهي سيدة مصرية شريفة- تؤدي عملها بأمانة، فتنال جزاءها سبابًا وشتائم من أولياء أمور، فقط لأنها منعت أبناءهم من الغش؟ أي درك من الانحدار بلغناه حين يُهاجم الشرف، ويُصفق للباطل، وتتحول المدرسة إلى ساحة للتزوير بدلًا من أن تكون مصنعًا للضمير؟ فكيف انحدرت أخلاقنا وتردت قيمنا إلى الحد الذي لا نستنكف الغش في الامتحانات بل يطلبه البعض بكل وقاحة وكأنه حق مكتسب.. فأين ذهبت ضمائركم؟! وضمائر المسؤولين الذين لايتحركون إلا بعد حدوث الواقعة. أين إجراءات الوقاية؟ وأين العلم في كل ما يحدث؟ بصراحة هناك بعض المسئولين شاخوا في مواقعهم ولم يكن لديهم جديد.. فماذا ننتظر منهم؟!