logo
أكبر من نكبة وأسوأ من حرق الأقصى

أكبر من نكبة وأسوأ من حرق الأقصى

العربي الجديدمنذ 2 أيام

مشهدان هما الأصعبان، يصفعان الكرامة العربية بعنف، غير أنّه يبدو أنّ الجلود صارت أكثر سُمكًا من أن تستشعر مهانة وتغضب وتتحرّك، الأوّل: صور آلاف من المستعمرين الصهاينة في المسجد الأقصى معلنين اقتراب هدمه ومحوه من الوجود، فيما كان زعيمهم مجرم الحرب، بنيامين نتنياهو، يسخر من نصف مليار عربي، حكّاماً ومحكومين من داخل نفق حفرته الأيادى السوداء تحت المسجد الأقصى ليقول إنّ أحداً لا يستطيع أن يوقفه عن تهويد القدس بشكل كامل.
المشهد الثاني: آلاف الفلسطينيين المُحاصرين بالجوع والقتل في قطاع غزّة يهيمون على وجوههم في الطريق جنوباً إلى رفح وكأنهم انسلوا من قبور دُفنوا بها أحياءً، قاصدين ما يوصف بأنه مركز لتوزيع المساعدات أسّسه أمنيون أميركيون بالتعاون مع سلطات الاحتلال، لإظهار القضية كأنها انحصرت في معاناة شعب من الجوعى يزحف إلى كسرة خبز أو كيس طحين وزجاجة مياه، فرحاً بوقتٍ مستقطعٍ من الموت اليومي، وليست قضية شعبٍ ثائرٍ وقاوم يبحث عن التحرّر من الاحتلال واسترداد أرضه وكرامته. الإمعان في إذلال فلسطينيي غزّة وإظهارهم على هذا النحو من التدافع والتزاحم طلباً للطعام كان الهدف الأساس للشركة الأميركية الصهيونية، التي خبّأت مقاصدها الأمنية والسياسية في أكياس الخبز، وغايتها النهائية حشر الآلاف بالقرب من معبر رفح لإنعاش مخطّط التهجير، كما أراده ترامب ورحّبت به إسرائيل.
في المشهدين، كان السؤال: هل من عربٍ يشعرون بالخزي، ثم يغضبون فيغادرون مقاعد الفرجة؟ هل من إدراك لفداحة المصير الذي ينتظر الكلّ مع إسرائيل جديدة لم تعد تخفي أهدافها في التمدّد بطول الأسطورة التوراتية وعرضها؟
في ما خصّ ما جرى بالأقصى أوّلمن أمس، مُنتهى الإهانة للذات والمشاركة في التدليس على الجماهير أن يقال إنّ مشاهد "الفتح الصهيوني للقدس والأقصى" تخصّ اليمين المتطرّف فقط، أو تعبّر عن تيار الصهيونية الدينية وحسب، ومنتهى الاستخفاف بالعقول والمشاعر تمرير صياغات من نوعية ما يسمّيها اليمين الإسرائيلي المتطرّف "مسيرة الأعلام" في ذكرى احتلال القدس عام 1967. ذلك أنّ عقيدة المجتمع الإسرائيلي بأسره لم تعد تعترف بأنّ وجودها على أرض فلسطين احتلال، وصارت تتحدّث عنه باعتباره فتحاً ونصراً من الله، فالقدس هي عاصمتهم الموحّدة الأبدية، أقرّ لهم بذلك دونالد ترامب، كما أنه ليس هناك ما يُسمّى الشعب الفلسطيني، بل هي فقط جالية عربية في القدس.
هكذا قال نتنياهو في خطابه القصير، وهكذا نفّذ بن غفير وقطيع من المستوطنين رقصوا في المسجد الأقصى وسبّوا نبي الإسلام، واستنزلوا اللعنات على الجنس العربي كلّه، وأعلنوا أنّ الخطوة المقبلة ضمّ الضفة الغربية كّلها. وهكذا فعل وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، الذي أخذ على عاتقه تهويد القدس والضفة وكلّ فلسطين، حين قال: "لا نخاف من كلمة احتلال، نحن نحتل أرض إسرائيل، نحرّر غزة ونستوطنها".. كلّهم مُجمعون على أنه ليست ثمّة فلسطين، فقط وجود عربي.
ليست المرّة الأولى التي تقتحم فيها حكومة الاحتلال المسجد الأقصى، فقد فعلتها قبل ذلك، فكان الطوفان الفلسطيني المجيد في 7 أكتوبر (2023) ضرورة حتمية، لكن هذه المرّة هي الأكبر والأطول والأكثر إذلالًا للنظام العربي، الذي لا يزال يعتبر أنّ أفضل الجهاد هو الوساطة، ومنتهى البطولة محاولة إقناع نتنياهو بأن يتعطّف ويرضى بصفقة تمنح الفلسطيني إجازة قصيرة من الموت، مقابل أن يتخلّى عن سلاحه ومقاومته ويسلّم ما لديه من أسرى، ليتسع المشهد حتى تُضاف تفاصيل أكثر إهانة، إذ بينما نتنياهو وبن غفير وسموتريتش يحتفلون بتهويد الأقصى، كان هناك في عاصمتين عربيتين من ينحني بكلّ احترام لمصافحة الوفد الأمني الإسرائيلي الذي تنازل وتكرّم وجاء لتمضية بعض الوقت في مناقشة صفقة أميركية، أو يودّع بابتسامة دافئة عائلات الأسرى الإسرائيليين الذين استمتعوا بإقامة فندقية وثيرة في حضور ترامب الذي جاء إلى المنطقة مبشّرًا بصفقة تنهي الحرب، ثم غادر بصفقات سلاح واستثمار تريليونية.
حتى تغطية الإعلام العربي تلك الاحتفالية الصهيونية الخليعة على مسرح مفتوح مُقام فوق عظام عشرات الآلاف من الشهداء على الهواء مباشرة، توقّفت تمامًا حين تسرّبت رائحة صفقة، ولم يعبأ بمحاولة تقديم ما يدحض الأكذوبة الصهيونية ويعرض الرواية الحقيقية لتاريخ فلسطين، إذ لم تسمع صوتًا يقول للأجيال الجديدة التي ولدت في زمن محو الوعي وتزييف السردية أنّ هؤلاء المحتفلين قراصنة تاريخ ولصوص جغرافيا لفظتهم مجتمعاتهم الأصلية في أوروبا والعالم قرفاً منهم وشحنتهم لتلقيهم في بلادنا، فوق أجسادنا.
في مواجهة هذا الاقتحام الوقح من إسرائيل، الدولة الدينية بالمفهوم الشامل الذي أقرّ به ترامب ومن قبله بايدن، تلك الدولة اليهودية الصهيونية، هل يمكن أن تمتلك المنابر الإعلامية العربية أن تستضيف مؤرخين ومحلّلين يفندون الأساطير التلمودية، ويدحضون أكاذيب الصهاينة، بالنص الديني والإثبات التاريخي؟
هل يستطيع الأزهر وغيره من المجامع الدينية العربية، الإسلامية والمسيحية على السواء، أن يشرعوا في إقامة ندوات ومؤتمرات يُدعى لها علماء الأمة ومثقفوها لاستنقاذ الأجيال القادمة من براثن وعي زائف وسردية كاذبة للصراع يشتغل بها خدم الثقافة والإعلام العربيين؟
هل من الوارد أن يتمرّد العرب الرسميون على الدور البائس الذي حُشروا فيه، بحيث صاروا لا يفعلون سوى انتظار وصول مقترح أميركي جديد، للتحرّك لتنفيذه، بدعوة الوفود الصهيونية، والضغط على المقاومة الفلسطينية؟
هل نعترف أخيراً بأنّ أمّة منتهكة في قدسها وأقصاها ومحتلة أراضيها ومعذّب شعبها، ينبغي أن تكون كلّ أيامها 7 أكتوبر، حتى تتحرّر من العدوان والاحتلال والظلم؟ أم أنه لم يبق في العروق دماء وفي الوجوه خجل؟

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وزراء خارجية دول الخليج يدعون لوقف الحرب على غزة فوراً
وزراء خارجية دول الخليج يدعون لوقف الحرب على غزة فوراً

العربي الجديد

timeمنذ 2 ساعات

  • العربي الجديد

وزراء خارجية دول الخليج يدعون لوقف الحرب على غزة فوراً

دعا وزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج العربي، اليوم الاثنين، إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة ، وتوجيه الدعم إلى سورية . جاء ذلك في بيان ختامي للمجلس الوزاري الخليجي، عقب اجتماع دورته الـ164 في الكويت، الاثنين، برئاسة وزير الخارجية الكويتي رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري عبد الله اليحيا. وشارك في الاجتماع وزراء خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان ، وسلطنة عمان بدر البوسعيدي، وقطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووزير الدولة بالخارجية الإماراتية خليفة بن شاهين المرر، ووكيل الخارجية البحرينية خالد الجلاهمة، إضافة إلى أمين المجلس جاسم البديوي. وأكد المجلس في البيان الختامي "رفض أي محاولات لتهجير سكان قطاع غزة"، مطالباً "مجلس الأمن بتشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في الجرائم الإسرائيلية، واتخاذ خطوات جدية لمنع هذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها". وأشاد المجلس بالجهود الحثيثة التي تبذلها دولة قطر، بالتنسيق مع شركائها في الوساطة، مصر والولايات المتحدة الأميركية، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح الأسرى، وإدخال جميع المساعدات للمدنيين. وشدد على "ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتوفير الدعم السياسي والدبلوماسي الكامل للتوصل إلى حل دائم وشامل". أخبار التحديثات الحية وزراء عرب يجتمعون مع عباس عبر الفيديو بعد منعهم من الوصول لرام الله وأكد المجلس الوزاري أهمية ما ورد في بيان القمة العربية غير العادية "قمة فلسطين" بالقاهرة مؤخراً، بشأن نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية في الأراضي الفلسطينية بغزة والضفة الغربية، بقرار من مجلس الأمن. وأدان المجلس الوزاري عملية إطلاق النار من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي على وفد دبلوماسي يضم سفراء وممثلي دول عربية وأجنبية، أثناء زيارتهم مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، بتاريخ 21 مايو/أيار الماضي. وحذر البيان الختامي من "تداعيات الاقتحامات المتكررة من قبل المستوطنين والمسؤولين الإسرائيليين لباحات المسجد الأقصى المبارك، بما تحمله من خرقٍ خطير للقانون الدولي وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس الشريف ومقدساته، وانتهاكٍ لقدسية المسجد الأقصى المبارك واستفزازٍ لمشاعر المسلمين". سورية وبشأن التطورات في سورية، أكد المجلس الوزاري "أهمية احترام سيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدة أراضيها، ورفض التدخلات الأجنبية في شؤونها الداخلية، وأن أمن سورية واستقرارها ركيزة أساسية من ركائز استقرار أمن المنطقة". كما أدان "الاعتداءات والانتهاكات والهجمات المتكررة الإسرائيلية على سورية". إيران وأعرب مجلس التعاون لدول الخليج العربي عن قلقه من "تطورات الملف النووي الإيراني". وأكد المجلس "أهمية الإسراع في التوصل إلى تفاهمات بناءة بهذا الشأن للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، وعلى استعداد دول المجلس للتعاون والتعامل بشكل فعال مع هذا الملف، وعلى ضرورة مشاركتها في جميع المفاوضات والمباحثات والاجتماعات الإقليمية والدولية المتعلقة به". وجدد أهمية أن "تشمل هذه المفاوضات بالإضافة للبرنامج النووي الإيراني، القضايا والشواغل الأمنية كافة لدول المجلس، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والكروز والطائرات المسيرة، وسلامة الملاحة الدولية والمنشآت النفطية". أخبار التحديثات الحية "رويترز" عن دبلوماسي إيراني: طهران سترفض الاقتراح النووي الأميركي وشدد على "أهمية التزام إيران بعدم تجاوز نسب تخصيب اليورانيوم التي تتطلبها الاستخدامات السلمية، وضرورة الوفاء بالتزاماتها كافة، والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، مرحباً بالمحادثات بين الولايات المتحدة وإيران، مثمناً جهود سلطنة عمان في استضافة وتيسير هذه المحادثات الرفيعة المستوى. قضايا أخرى في المنطقة وفي معرض حديثه عن اليمن، رحب المجلس الوزاري بـ"استمرار الجهود المخلصة التي تبذلها السعودية، وسلطنة عُمان، والاتصالات القائمة مع الأطراف اليمنية كافة، لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق حل سياسي شامل ومُستدام في اليمن". وأكد "أهمية انخراط الحوثيين بإيجابية مع الجهود الدولية والأممية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، والتعاطي بجدية مع مبادرات وجهود السلام لتخفيف المعاناة عن أبناء الشعب اليمني". وبشأن لبنان، أكد الوزاري الخليجي "ضرورة الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان". وأدان استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، التي نتج عنها الآلاف من الضحايا المدنيين وتهجيرهم وتدمير البنية التحتية والمنشآت المدنية والصحية. وأخيراً تطرق للأوضاع في طرابلس الليبية المتصاعدة منذ 12 مايو/أيار الماضي، ودعا المجلس الوزاري "الأطراف كافة في البلاد إلى تغليب الحكمة والعقل، واعتماد الحوار السياسي في حل الخلافات، بما يحفظ لدولة ليبيا مصالحها العليا، ويحقق لشعبها تطلعاته بالتنمية والازدهار". (الأناضول، العربي الجديد)

ما شهدته كولورادو يحدث في تل أبيب: نتنياهو يحرّض ثمّ يعظ
ما شهدته كولورادو يحدث في تل أبيب: نتنياهو يحرّض ثمّ يعظ

العربي الجديد

timeمنذ 8 ساعات

  • العربي الجديد

ما شهدته كولورادو يحدث في تل أبيب: نتنياهو يحرّض ثمّ يعظ

لم يكن المشهد في مدينة بولدر في ولاية كولورادو الأميركية، أمس الأحد، حيث أصيب ستة أشخاص بحروق إثر مهاجمة شخص مسيرة تضامنية مع المحتجزين الإسرائيليين في غزة، بعيداً عن مشاهد تتكرر في تل أبيب والقدس المحتلة، على الأقل من حيث الشكل، لا الدوافع والجوهر، لكن الخطاب الإسرائيلي يختلف. وفي حين تغذي أوساط في حكومة بنيامين نتنياهو الصورة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولد في يافا عام 1949، تولى منصب رئاسة الوزراء أكثر من مرة، منذ 1996، وعرف بتأييده للتوسع في المستوطنات، ودعم حركة المهاجرين الروس، وتشدده تجاه الفلسطينيين. وشارك في العديد من الحروب والعمليات العسكرية التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأثناء رئاسته للوزراء شن 6 حروب على قطاع غزة بين عامي 2012 و2023. التحريض ضدّ المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب والقدس وحيفا وغيرها، ما أدى في غير مرة إلى اعتداءات ومناوشات ومحاولات دهس، أسفرت عن إصابات أحياناً، وصمتت الحكومة إزاء ذلك، أو تعاملت بخجل مع الأحداث، تسارع اليوم لاعتبار ما حدث في كولورادو استهدافاً لليهود لمجرد كونهم يهوداً، كما يزعم نتنياهو، متجاهلاً حرب الإبادة على قطاع غزة، وتحذير سياسيين وكتاب إسرائيليين من أن الدعوات للقتل والتجويع ستخلق مناخاً معادياً لإسرائيل والإسرائيليين حول العالم. ونتنياهو نفسه سكت، أو عبّر بخجل عن الاعتداءات داخل دولة الاحتلال نفسها، ولم يلبسها ثوب معاداة السامية وكراهية اليهود. وسارع اليوم، وهو الذي تجاهل تلك الأحداث داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه، إلى التنديد بالهجوم في كولورادو، وطالب بمعاقبة الفاعلين بصرامة، وكتب عبر حسابه على منصة إكس: "زوجتي وأنا، وكل دولة إسرائيل، نصلي من أجل الشفاء الكامل للمصابين في هذا الهجوم الإرهابي الوحشي في بولدر. لقد استهدف الهجوم أشخاصاً ينشدون السلام وأرادوا التعبير عن تضامنهم مع المختطفين لدى حماس، فقط لأنهم يهود". وأضاف نتنياهو: "أنا واثق من أن السلطات في الولايات المتحدة ستحاسب من هاجم بدمٍ باردٍ بأقصى صرامة، وستقوم بكل ما هو ممكن لمنع هجمات مستقبلية ضد مدنيين أبرياء. الهجمات المعادية للسامية في جميع أنحاء العالم هي نتيجة مباشرة للافتراءات الدموية ضد الدولة اليهودية والشعب اليهودي، ويجب وقفها". على سبيل المثال لا الحصر، من بين الأحداث التي راجعها "العربي الجديد"، وتجاهلها نتنياهو، رغم مساهمة حكومته بحدوثها ضد أبناء جلدته، فيما يعظ اليوم السلطات الأميركية بالتعامل بحزم، اختراق سائق بسيارته مظاهرة مطالبة بصفقة في غزة، نُظّمت في شارع كابلان في تل أبيب، في شهر مارس/ آذار الماضي، قبل أن تعتقله الشرطة. وفي حين لم تسفر هذه الواقعة عن إصابات، إلا أن حادثة أخرى سبقتها، في شهر إبريل/نيسان 2024، أسفرت عن دهس خمسة متظاهرين في تل أبيب، خلال مظاهرة بمشاركة عشرات آلاف الإسرائيليين، بينهم عائلات لمحتجزين وحركات احتجاجية دعت إلى إسقاط الحكومة ورئيسها نتنياهو. يومها دهس سائق تشاجر مع محتجين في المكان خمسة منهم، ما أسفر عن إصابتهم. كما تم تداول توثيق مصوّر في حينه لزوجته وهي تشتم المتظاهرين، قبل أن يسرع زوجها بسيارته نحوهم. وشهدت هذه المظاهرة ومظاهرات أخرى مواجهات أسفرت حتى عن إصابة عناصر في الشرطة. أخبار التحديثات الحية هجوم على مسيرة مؤيدة لإسرائيل في كولورادو الأميركية في ذلك الحين، علّق زعيم المعارضة يائير لبيد على حادثة الدهس، عبر حسابه على منصة إكس، بأنها "نتيجة مباشرة للتحريض المتزايد من الحكومة ومن ماكينة السموم (في إشارة إلى نتنياهو والمقربين منه).. يجب على الشرطة التعامل مع منفذي الدهس بأقصى درجات الصرامة. لن يردعونا، ولن يجعلونا نتوقف عن التظاهر حتى تتم استعادة المختطفين (المحتجزين) وتسقط هذه الحكومة الفظيعة". وانتقد قلة من أعضاء الائتلاف الحكومي أيضاً الدهس، مطالبين زملاءهم، خاصة المحرضين منهم، باستنكاره. ومن أقطاب الحكومة أمثال وزير الاتصالات شلومو كرعي، من حاولوا تفادي اتهام الفاعلين مباشرة، وشملوا في تنديدهم أحداثاً أخرى، تجنباً لإدانة مناصريهم، إذ علّق في حينه بأنه "لا يجوز دهس المتظاهرين. نقطة. لا يجوز إيذاء الشرطة. نقطة. لا يجوز إلقاء مشاعل نحو منزل رئيس الحكومة (علماً أن هذا لم يحدث). نقطة. لا يجوز استخدام العنف، حتى لو كانت الظروف التي تسمح بالإخلال بالنظام وإغلاق الطرق غير محتملة، يجب التصرف بضبط النفس والحذر الشديد". وحمّلت حركات إسرائيلية أخرى الحكومة مسؤولية نشر الكراهية بين الإسرائيليين، منها حركة "حوفشي بأرتسينو"، التي اعتبرت أن "هذا الحادث الخطير لم يحدث في فراغ. التحريض ضد المتظاهرين يبدأ داخل الائتلاف (الحكومي) نفسه... هذا التحريض يتغلغل إلى الشارع ويُترجم إلى عنف قد يؤدي إلى خسائر في الأرواح. من وقفوا خلف السائق الذي دهس المتظاهرين هم أعضاء الحكومة الذين لا يتوقفون عن التحريض ضد المتظاهرين". وجاء في بيان لحركة "إخوة في السلاح" بعد الدهس في تل أبيب: "لقد شاهدنا أمام أعيننا هجوم كراهية قاتل بين أبناء شعبنا، برعاية التحريض المستمر لحكومة نتنياهو. حكومة الإخفاق تحرّض من على المنصات والاستديوهات، وتسمح بسفك دماء المتظاهرين، وهذه هي النتيجة". وقبل نحو أسبوعين، في مايو/ أيار المنصرم، أوقفت الشرطة الإسرائيلية خمسة إسرائيليين هاجموا متظاهرين في مدينة رحوفوت كانوا ينادون باستعادة المحتجزين، قبل أن تطلق سراحهم. وفي توثيق انتشر على شبكات التواصل الاجتماعي، ظهر إسرائيليان وهما يرددان "بيبي (أي نتنياهو) الملك" ويضربان المتظاهرين. وتم تصوير أحدهم أيضاً وهو يكسر علم إسرائيل الذي كان يحمله أحد المتظاهرين، حيث لم يميّز ما يفعله من شدة انفعاله. وعلّق منتدى عائلات المحتجزين بعد الاعتداء بأن "التوثيق الذي وصل من رحوفوت يجب أن يقلق كل مواطن في إسرائيل. هناك صلة بين الهجوم اللفظي (التحريض من قبل الحكومة وأنصارها) على عائلات المختطفين والناجين من الأسر، وبين العنف ضد النشطاء الذين يدعون لاستعادتهم. هناك محاولة لتحويل قضية المختطفين إلى قضية سياسية، لكنها ستفشل".

برشلونة تقطع علاقتها بإسرائيل وتجمّد اتفاق الصداقة مع تل أبيب
برشلونة تقطع علاقتها بإسرائيل وتجمّد اتفاق الصداقة مع تل أبيب

العربي الجديد

timeمنذ 8 ساعات

  • العربي الجديد

برشلونة تقطع علاقتها بإسرائيل وتجمّد اتفاق الصداقة مع تل أبيب

أيّد مجلس بلدية برشلونة، اليوم الجمعة، خلال جلسة تصويت قطع العلاقات المؤسّسية مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي ، وتعليق اتفاق الصداقة مع مدينة تل أبيب "حتى يجري احترام القانون الدولي وضمان الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني". وحظي القرار الذي يتضمّن نحو عشرين بنداً بتأييد الحزب الاشتراكي الحاكم في المدينة وعدد من أحزاب اليسار والأحزاب المؤيدة للاستقلال. ونصّ على قطع العلاقات المؤسّسية مع "الحكومة الإسرائيلية الحالية"، وتعليق "اتّفاق الصداقة" المُبرم في 24 سبتمبر/أيلول 1998 بين العاصمة الكاتالونية و تل أبيب -يافا. وأوضح رئيس بلدية برشلونة الاشتراكي، جاومي كولبوني، أن "مستوى المعاناة والموت الذي شهدته غزة على مدار العام ونصف العام الماضيَين، بالإضافة إلى الهجمات المتكرّرة التي شنتها الحكومة الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة... تجعل أي علاقة بين المدينتَين غير قابلة للاستمرار". من بين التدابير الأخرى الواردة في القرار ويقع بعضها خارج نطاق اختصاص البلدية، طُلب من مجلس إدارة معرض برشلونة عدم استضافة أجنحة حكومية إسرائيلية أو "شركات أسلحة أو أي قطاع آخر يستفيد من الإبادة الجماعية والاحتلال والفصل العنصري والاستعمار ضد الشعب الفلسطيني"، ويجري النظر في توصية مماثلة بشأن ميناء برشلونة لعدم استقبال سفن متورطة في نقل الأسلحة إلى إسرائيل. وهذه ليست المرة الأولى التي تُعلّق فيها برشلونة علاقاتها مع حكومة بنيامين نتنياهو الصورة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولد في يافا عام 1949، تولى منصب رئاسة الوزراء أكثر من مرة، منذ 1996، وعرف بتأييده للتوسع في المستوطنات، ودعم حركة المهاجرين الروس، وتشدده تجاه الفلسطينيين. وشارك في العديد من الحروب والعمليات العسكرية التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأثناء رئاسته للوزراء شن 6 حروب على قطاع غزة بين عامي 2012 و2023. . ففي فبراير/شباط 2023، قرّرت رئيسة البلدية السابقة والناشطة الاجتماعية السابقة آدا كولاو "تعليق علاقاتها مع إسرائيل" بالإضافة إلى اتفاقات التوأمة مع بلدية تل أبيب، وجرى تعليق القرار بعد بضعة أشهر عندما فاز جاومي كولبوني في الانتخابات البلدية. واعترفت الحكومة الإسبانية الاشتراكية برئاسة بيدرو سانشيز بدولة فلسطين في 28 مايو/أيار 2024، بالاشتراك مع أيرلندا والنرويج. من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول في مقابلة مع صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ"، نُشرت اليوم الجمعة، إنّ ألمانيا ستتخذ القرار بشأن الموافقة على شحنات أسلحة جديدة إلى إسرائيل بناءً على تقييم الوضع الإنساني في قطاع غزة. وشكّك فاديفول فيما إذا كانت أفعال إسرائيل في الحرب التي تشنّها على غزة تتوافق مع القانون الدولي، وأضاف "ندرس هذا، وإذا لزم الأمر، سنأذن بشحنات أسلحة أخرى بناء على هذا التقييم". أخبار التحديثات الحية تظاهرات في الأردن والمغرب تنديداً باستمرار حرب الإبادة على غزة واعتبر فاديفول أنه "من المهمّ أن تتمكّن إسرائيل من الدفاع عن نفسها نظراً للتهديدات التي تواجهها"، بما في ذلك من جماعة الحوثيين في اليمن وحزب الله وإيران. وقال "بالنسبة لي، ليس هناك شك في أنّنا نتحمل مسؤولية خاصّة في الوقوف إلى جانب إسرائيل"، مكرراً مبدأ "شتاتسريزون" الذي يقوم عليه الدعم الألماني لإسرائيل تكفيراً عن المحرقة في الحرب العالمية الثانية، وقال الوزير "من ناحية أخرى، هذا لا يعني بالطبع أنه يمكن للحكومة أن تفعل ما تشاء". (فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store