
مجلس الوزراء اليمني يعد بحلول جذرية لتوفير الخدمات وإنقاذ العملة
كشف مصدر مسؤول في الحكومة اليمنية أن رئيس مجلس الوزراء سالم بن بريك يعمل من أجل وضع حلول جذرية لمعالجة أزمة نقص الخدمات في العاصمة المؤقتة عدن وبقية المناطق المحررة، وذلك بالتزامن مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية، وتوسعها من عدن إلى محافظتي أبين ولحج المجاورتين.
وشهدت مدينة عدن احتجاجات انتهت بإعلان اللجنة الأمنية منع التظاهر إلى أجل غير محدد، فيما شهدت محافظتا أبين ولحج وقفات مماثلة تطالب بتوفير الكهرباء والمياه، وتحسين الأوضاع المعيشية للسكان.
وتفاعلاً مع خروج أول مظاهرة نسائية للمطالبة بتحسين الخدمة، نزل المئات من الرجال إلى ساحة العروض في مدينة عدن (مساء السبت) مؤكدين على تلك المطالب، وفي طليعتها توفير الكهرباء والمياه والتعليم، ومواجهة انهيار سعر العملة الوطنية.
وحرص المشاركون على تأكيد عدم وجود أي دوافع سياسية وراء هذه الاحتجاجات أو الارتباط بأي طرف سياسي كان. لكن الشرطة أكدت أن عدداً من المشاركين في نهاية الوقفة الاحتجاجية اعتدوا على أفرادها.
وأصدرت اللجنة الأمنية في عدن بيانات ذكرت فيها التزام الأجهزة الأمنية الراسخ بحماية حقوق المواطنين، وعلى رأسها الحق في حرية الرأي والتعبير، وحرصها المستمر على تمكين فئات المجتمع كافة من إيصال أصواتهم ومطالبهم بالطرق السلمية.
وأوضحت اللجنة أنها قامت بتوفير التسهيلات اللازمة للمظاهرات التي شهدتها المدينة خلال الفترة الماضية، كما أمنت مواقع التجمعات، ووفرت الحماية الكاملة للمشاركين من دون تمييز، وتعاملت بكل مهنية واحترافية مع هذه الفعاليات.
وبحسب اللجنة الأمنية، فإنه في ختام المظاهرة التي شهدتها ساحة العروض، قامت مجموعة من العناصر «المندسة» بين صفوف المتظاهرين بمحاولة الاعتداء المباشر على الأطقم الأمنية وأفراد قوات الأمن، إضافة إلى إثارة أعمال الشغب، وإغلاق الطرقات.
وقالت إنه وحرصاً على المصلحة العامة وسلامة المواطنين وحماية الممتلكات، قررت منع تنظيم أي مظاهرات أو فعاليات جماهيرية في الوقت الراهن، إلى حين التأكد من توافر الظروف التي تضمن سلميتها والتزام منظميها بالضوابط القانونية.
وأكدت اللجنة الأمنية التي يرأسها محافظ عدن أن الأجهزة الأمنية ستواصل أداء مهامها بمهنية، ولن تتهاون في التصدي لأي محاولات لزعزعة الأمن والاستقرار تحت أي ذريعة، كما تجدد دعوتها لجميع المواطنين إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية، والإبلاغ عن أي عناصر مشبوهة، حفاظاً على أمن المدينة واستقرارها، وتفويت الفرصة على كل من يسعى إلى نشر الفوضى والخراب. وفق ما جاء في البيان.
حراك نسائي مستمر
سبق هذه الفعالية خروج المئات من النساء إلى الساحة ذاتها للمرة الثانية خلال أسبوع (ساحة العروض) في عدن حيث رفع المشاركات في الاحتجاج اللافتات التي تطالب بتحسين الكهرباء والمياه، وصرف المرتبات والاهتمام بالتعليم.
كما رددن الهتافات التي تطالب من الأطراف الحكومية الإنصات لصوت الشارع الذي يتطلع للعيش بكرامة.
وكان لافتاً إجهاش طفلة بالبكاء أثناء مشاركتها في الوقفة الاحتجاجية عندما تحدثت عن أسباب خروجها، حيث شكت من تدهور التعليم، وتردي الأوضاع المعيشية للسكان في عدن، وقالت إن عاماً دراسياً ضاع من عمرها وزميلاتها بسبب إضراب المعلمين الذين يطالبون بتحسين رواتبهم.
ومع تراجع ساعات انقطاع الكهرباء في المدينة إلى 12 ساعة في اليوم الواحد بدلاً من 20 ساعة، أكدت المتظاهرات أن تحركاتهن سوف تستمر ولن تتوقف إلى حين الاستجابة لتلك المطالب.
جاء ذلك في وقت هوت فيه العملة اليمنية في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية إلى مستوى غير مسبوق، إذ وصل سعر الدولار الواحد إلى 2560 ريالاً يمنياً، ما جعل غالبية الموظفين غير قادرين على توفير الاحتياجات اليومية لأسرهم.
مظاهرة في أبين
في مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، نظمت الحركة النسائية وقفة احتجاجية مماثلة، وأكدت المشاركات في البيان الذي وُزّع في نهاية الوقفة أنهن خرجن لا يحملن رايات حزبية، ولا ينطقن بلغة السياسة، بل خرجن من أجل الاحتجاج على واقع يزداد قسوة، ومعاناة لم تعد تحتمل.
وقالت المحتجات بصوت واحد إنهن يردن ماءً، وكهرباءً، ومدارس، ومستشفيات، ورواتب، وبنية تحتية، ولا يردن وعوداً ولا شعارات، بل يريدون أفعالاً تُنقذ ما تبقى من الكرامة والحقوق، على حد ما جاء في بيان الوقفة الاحتجاجية.
وحمّل البيان السلطات بمستوياتها كافة كامل المسؤولية عن التدهور الحاصل في الخدمات، والمعاناة اليومية التي يعيشها المواطنون، التي تتحملها النساء بشكل مضاعف في منازلهن، وفي الشوارع، وفي كل تفاصيل الحياة.
وأكدت المحتجات على ضرورة توفير الخدمات الأساسية كافة فوراً، وصرف رواتب الموظفين والموظفات دون تأخير أو استثناء، وإعادة تأهيل المدارس والمرافق الصحية بشكل عاجل، وضمان وصول التعليم والرعاية الصحية لجميع المواطنين، وإيقاف التلاعب بأسعار السلع والخدمات، وتفعيل الرقابة والمساءلة.
ومع دعوة المحتجات إلى ضرورة مشاركة النساء في القرار المحلي والخدمي بشكل فاعل وحقيقي، طالبن من مكونات المجتمع وقواه الحية، والمؤسسات المدنية، والناشطين، الالتفاف حول صوت الحق والكرامة، والدعوة للسلام، والالتحام مع مطالبهن العادلة، التي لا يجب أن تكون محل تفاوض أو تأجيل. وتعهدن بمواصلة تحركاتهن السلمية حتى تتحقق مطالبهن.
وعود حكومية
تعليقاً على هذه الاحتجاجات، أوضح مصدر حكومي مسؤول أن تأخر عودة رئيس الوزراء سالم صالح بن بريك إلى عدن يأتي في إطار المتابعة الحثيثة والمباشرة لتوفير دعم عاجل لمعالجة الملفات الاقتصادية والخدمية، وعلى رأسها صرف مرتبات موظفي الدولة - مدنيين وعسكريين - ومعالجة أزمة الكهرباء، ودعم استقرار العملة الوطنية.
ونقلت المصادر الرسمية أن عودة رئيس الحكومة ستكون فور استكمال الترتيبات الجارية، التي يسعى من خلالها إلى تحقيق نتائج ملموسة على الأرض وليس مجرد حضور شكلي.
ونوّه البيان بنتائج اللقاء «المثمر والمشجع» الذي عقده رئيس الوزراء مع صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع السعودي، وأشار إلى ما تبديه المملكة من حرص على دعم اليمن في مختلف الظروف والأحوال، خصوصاً في هذه المرحلة الحرجة.
ووفق المصدر الحكومي، فإن رئيس الوزراء يجري اتصالات ولقاءات مستمرة مع شركاء اليمن، وفي المقدمة دول تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية والإمارات، والدول والمنظمات المانحة، لحشد الدعم المالي والاقتصادي العاجل لوقف تراجع سعر صرف العملة الوطنية، وضمان انتظام صرف المرتبات، ومعالجة أزمة الكهرباء، وتخفيف الأعباء المعيشية الزائدة على كاهل المواطنين، خصوصاً مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك.
وفي حين أعاد المسؤول الحكومي اليمني التأكيد على تفهم رئيس الوزراء «تماماً» لمعاناة السكان، قال إن صمته في الأيام الماضية لم يكن تجاهلاً لنداءاتهم، بل هو انشغال مكثف لإيجاد حلول حقيقية وجذرية لمعاناتهم، بعيداً عن الخطابات الإعلامية أو الظهور الشكلي.
ووعد المصدر بأن تشهد الأيام المقبلة تحولات في عدد من الملفات، وجزم بأنه لن يرضى بالعودة إلى عدن دون أن يحمل معه بشائر الانفراجة، وعلى رأسها صرف المرتبات، وتحسين وضع الكهرباء، واستقرار العملة.
وأكد المصدر الحكومي الثقة في وقوف الأشقاء والأصدقاء والشركاء من الدول والمنظمات المانحة، مع الحكومة والشعب اليمني في هذا الظرف الاستثنائي، والتدخل العاجل للمساهمة في إنقاذ الريال اليمني، الذي يهدد بانهيار اقتصادي شامل، ومجاعة كارثية ستكون تبعاتها خطيرة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


منذ 11 ساعات
فجوة العملة تتسع.. الدولار يتخطى حاجز 2500 في الجنوب ويستقر عند 524 في الشمال
شهدت أسواق الصرافة في اليمن، الثلاثاء 20 مايو 2025، تباينًا حادًا في أسعار صرف العملات الأجنبية بين مناطق الحكومة المعترف بها دوليًا ومناطق سيطرة جماعة الحوثيين، وسط مؤشرات اقتصادية تنذر بتعميق الانقسام المالي في البلاد. وسجل سعر صرف الدولار الأمريكي في العاصمة المؤقتة عدن ومحافظة حضرموت 2534 ريالًا للشراء و2548 ريالًا للبيع، فيما بلغ سعر الريال السعودي 666 ريالًا للشراء و668 ريالًا للبيع، في استمرار للهبوط الحاد في قيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية بالمناطق الواقعة تحت سلطة الحكومة. في المقابل، حافظت مناطق سيطرة الحوثيين في صنعاء على استقرار نسبي، إذ بلغ سعر صرف الدولار 522 ريالًا للشراء و524 ريالًا للبيع، وسجل الريال السعودي 138.5 ريالًا للشراء و139 ريالًا للبيع، فيما تراوح سعر صرف اليورو بين 642.06 شراء و646.5 بيع. ويعكس هذا التباين في أسعار الصرف حالة الانقسام النقدي والاقتصادي الذي تعيشه البلاد منذ سنوات، حيث يواصل الريال اليمني تدهوره في الجنوب نتيجة ضعف السياسات النقدية، وغياب الرقابة على سوق العملات، وازدياد الاعتماد على الطباعة النقدية دون غطاء، في حين تعتمد صنعاء على إجراءات رقابية مشددة وسياسات مالية انكماشية حدّت من تداول الطبعات الجديدة من العملة. وتحذر مصادر مصرفية من أن استمرار هذا الانقسام يُفاقم معاناة المواطنين، ويرفع من نسب التضخم وأسعار السلع، ويهدد ما تبقى من الاستقرار النقدي في البلاد، في ظل غياب أي توافق اقتصادي بين طرفي الصراع.


منذ 19 ساعات
حصاد الأخبار والتقارير من (يمن ديلي نيوز) ليوم الإثنين 19 مايو
يمن ديلي نيوز: ⬅️ المتخصصة في الشؤون الإسرائيلية 'إيمان بخيت' لـ'يمن ديلي نيوز': التهديد بقتل زعيم الحوثيين ليس مجرد تهديد المتخصصة في الشؤون الإسرائيلية 'إيمان بخيت' لـ'يمن ديلي نيوز': التهديد بقتل زعيم الحوثيين ليس مجرد تهديد ⬅️ أركان اللواء 83 في الضالع لـ'يمن ديلي نيوز': لا مؤشرات على نية الحوثيين فتح الطريق أركان اللواء 83 في الضالع لـ'يمن ديلي نيوز': لا مؤشرات على نية الحوثيين فتح الطريق ⬅️ مصادر لـ'يمن ديلي نيوز': لا موافقة من الحوثيين على فتح الطريق مع الضالع حتى الآن مصادر لـ'يمن ديلي نيوز': لا موافقة من الحوثيين على فتح الطريق مع الضالع حتى الآن ⬅️ رئيس الحكومة اليمنية يتطلع إلى دعم كويتي وكوري في الجوانب الاقتصادية رئيس الحكومة اليمنية يتطلع إلى دعم كويتي وكوري في الجوانب الاقتصادية ⬅️ 'أسبيدس' تقول إنها أمّنت 830 سفينة تجارية في البحر الأحمر خلال 15 شهرًا 'أسبيدس' تقول إنها أمّنت 830 سفينة تجارية في البحر الأحمر خلال 15 شهرًا ⬅️ إعلام عسكري: تدمير منزل بقصف دبابات شنه الحوثيون على أحياء تعز إعلام عسكري: تدمير منزل بقصف دبابات شنه الحوثيون على أحياء تعز ⬅️ مصادر عسكرية: مقتل قناص للحوثيين في قصف مدفعي شنه الجيش اليمني بتعز مصادر عسكرية: مقتل قناص للحوثيين في قصف مدفعي شنه الجيش اليمني بتعز ⬅️ صنعاء.. الحوثيون يحضرون الصحفي المياحي مكبلًا خلف القضبان إلى قاعة المحكمة صنعاء.. الحوثيون يحضرون الصحفي المياحي مكبلًا خلف القضبان إلى قاعة المحكمة ⬅️ الصحفي 'العقلاني' يتحدث عن تهديدات 'خطيرة' من شقيق مسؤول في الحكومة اليمنية الصحفي 'العقلاني' يتحدث عن تهديدات 'خطيرة' من شقيق مسؤول في الحكومة اليمنية ⬅️ تدني الطلب يدفع 'البنك المركزي اليمني' لتأجيل فتح المزاد الأخير لبيع الدولار تدني الطلب يدفع 'البنك المركزي اليمني' لتأجيل فتح المزاد الأخير لبيع الدولار ⬅️ موجز 'يمن ديلي نيوز' لأخبار المراسلين وأبرز الفعاليات – 19 مايو 2025 موجز 'يمن ديلي نيوز' لأخبار المراسلين وأبرز الفعاليات – 19 مايو 2025 ⬅️ طقس اليمن ليوم غد الثلاثاء.. أمطار متفرقة وأجواء حارة ورياح نشطة طقس اليمن ليوم غد الثلاثاء.. أمطار متفرقة وأجواء حارة ورياح نشطة ⬅️ أسعار الصرف في عدن ومأرب وصنعاء اليوم الاثنين 19 مايو / أيار 2025 أسعار الصرف في عدن ومأرب وصنعاء اليوم الاثنين 19 مايو / أيار 2025 ⬅️ مقديشو.. قتلى وجرحى بتفجير انتحاري قرب قاعدة عسكرية مقديشو.. قتلى وجرحى بتفجير انتحاري قرب قاعدة عسكرية ⬅️4 عادات عليك اتباعها إذا أردت أن تعيش حتى سن المائة 4 عادات عليك اتباعها إذا أردت أن تعيش حتى سن المائة مرتبط


وكالة الصحافة اليمنية
منذ يوم واحد
- وكالة الصحافة اليمنية
صراع جديد بين الانتقالي وأصحاب المخابز في عدن
عدن / وكالة الصحافة اليمنية // اتسعت حدة الخلافات بين أصحاب المخابز والأفران من جهة والسلطات التابعة للتحالف في مدينة عدن من جهة أخرى. وقالت مصادر محلية في مدينة عدن، أن الفصائل التابعة للانتقالي نفذت اليوم الاثنين حملة اعتقالات ومداهمات واسعة للمخابز في المدينة بحجة 'ضبط المخالفين لأسعار بيع الخبز' في المدينة. وذكرت المصادر أن السلطات التابعة للانتقالي في مديرتي التواهي والمعلا قامت باعتقال واغلاق عدد من المخابز بتهمة 'مخالفة التسعيرة'. بينما ناشطون أن السلطات التابعة للانتقالي، ترفض التعامل مع الاتفاق الذي توصلت إليه جمعية المخابز والأفران مع وزارة الصناعة والتجارة في الحكومة التابعة للتحالف والذي يقضي بحسب 'الجمعية' برفع سعر كيلو الخبز إلى 2000 ريال. بينما كان رئيس جمعية المخابز والافران في عدن، عبده عبدالجليل قد أعلن الخميس الماضي عن التوصل لاتفاق مع وزارة الصناعة والتجارة، يقضي ببيع سعر كيلو الخبز 'الروتي' بـ2000 ريال في عدن، وهو الاتفاق الذي عادت على أساسه الأفران لفتح أبوابها، بعد إغلاق دام قرابة 24 ساعة في عدن. نتيجة انهيار أسعار العملة المحلية أمام عملة الاستيراد 'الدولار'. ويرى ناشطون، أن الأزمات التي تعاني منها عدن وبقية مناطق التحالف، تزداد صعوبة بسبب كثرة الجهات التي تتحكم بالقرار وفرض الأمر الواقع في المدينة، فما تقره 'الحكومة' يرفضه الانتقالي، على غرار المشكلة القائمة في تسعيرة الخبز القائمة حاليا. ويعاني المواطنون في مناطق اليمن الواقعة تحت سيطرة التحالف من تدهور معيشي حاد، وصل إلى عدم قدرة الأسر على تأمين الحد الأدنى من احتياجاتها الأساسية.