logo
"هلاوس" الذكاء الاصطناعي، ما أسبابها؟ وهل يمكن التغلب عليها؟

"هلاوس" الذكاء الاصطناعي، ما أسبابها؟ وهل يمكن التغلب عليها؟

شفق نيوز٠٥-٠٤-٢٠٢٥

تخيل أن تسأل أحد روبوتات الدردشة عن نفسك فيعطيك معلومات صادمة لا أساس لها من الصحة، مثل أنه قد ثبتت إدانتك بقتل أطفالك!
هذا ما حصل حديثاً لرجل نرويجي يدعى أرفي يالمار هولمن عندما سأل تشات جي بي تي: "من هو أرفي يالمار هولمن"؟ فكانت الإجابة: "مواطن نرويجي لفت الانتباه بسبب واقعة مأساوية. كان أباً لولدين يبلغان من العمر 7 سنوات و10 سنوات عثر عليهما ميتين في بركة مياه بالقرب من منزلهما في عام 2020، واتهم أرفي لاحقاً ثم أدين بتهمة قتل ابنيه ومحاولة قتل ابنه الثالث، وحكم عليه بالسجن 21 عاماً".
تقدم هولمن بشكوى لدى هيئة حماية البيانات النروجية ضد شركة أوبن إيه آي التي تمتلك تشات جي بي تي، قائلاً إن إجابة روبوت الدردشة تمثل تشهيراً به، وتنتهك قوانين حماية البيانات الأوروبية المتعلقة بدقة البيانات الشخصية.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، اضطرت شركة التكنولوجيا العملاقة أبل إلى تعليق خدمة إشعارات الأخبار المولدة بالذكاء الاصطناعي بعد أن تكررت الأخطاء في عناوين ومواجز الأنباء التي أرسلتها للمستخدمين.
وكانت بي بي سي من بين الهيئات التي تقدمت بشكوى لأبل، بعد أن تضمنت تلك الخدمة نبأً يحمل شعار بي بي سي ويفيد بأن لويجي مانيوني المتهم بقتل براين تومسون، المدير التنفيذي لشركة التأمين الصحي الأمريكية يونايتيد هِلثكير، قتل نفسه رمياً بالرصاص - وهو أمر لم يحدث.
وفي عام 2023، استخدم محاميان موكَلان من قبل رجل لإقامة دعوى قضائية ضد إحدى شركات الطيران الأمريكية، تطبيق تشات جي بي تي لإعداد مستند يستشهد بسوابق قانونية مماثلة حكم فيها للمدعي. لكن روبوت الذكاء الاصطناعي اختلق قضايا لا وجود لها، وأنتج وثيقة تحتوي على أحكام وهمية، وانتهى الأمر بأن أمر القاضي الفيدرالي الذي كان ينظر في القضية بتوقيع غرامة على المحاميين قدرها 5000 دولار.
ما حدث في الحالات الثلاث كان نتيجة لما بات يعرف بـ AI hallucinations أو"هلاوس" الذكاء الاصطناعي.
يقول البروفيسور توماس نوفوتني، مدير مجموعة أبحاث الذكاء الاصطناعي والأستاذ بقسم هندسة علوم الأعصاب والمعلوماتية بجامعة ساسِكس البريطانية، إن حالات هذيان أو هلوسة نظم الذكاء الاصطناعي تحدث عندما تُنتج تلك النظم مخرجات (outputs) لا تستند إلى الحقيقة، وعادة ما تناقض الواقع.
لكن نوفوتني يفضل وصفاً آخر لها: "كما يقول زميلي البروفيسور أنيل سيث، من الأحرى أن نسميها اختلاقات وليس هلاوس، لأن المصطلح الأخير يوحي بأن نظم الذكاء الاصطناعي قادرة على الإدراك أو حتى الوعي. هذه "الهلاوس" تحدث في جميع نظم الذكاء الاصطناعي التوليدي، بما في ذلك النماذج اللغوية الكبيرة ومولدات الصور".
ورغم أن الهلاوس ليست حكراً على ما يعرف بالنماذج اللغوية الكبيرة (مثل تشات جي بي تي وجيميناي وديبسيك)، لكن خبير الذكاء الاصطناعي بمدينة سان فرانسيسكو الأمريكية محمد الجندي يقول إن "ما يجعلها تمثل إشكالية في نماذج اللغة الكبيرة على وجه الخصوص هو قدرتها على أن تبدو مقنعة، وهو ما يجعل من الصعب على المستخدمين التمييز بين الحقيقة والخيال".
أشكال مختلفة
هلاوس سياقية: عندما يسيء النموذج تفسير سياق ما أو يختلق تفاصيل غير صحيحة.
هلاوس استنتاجية: عندما يستنتج معلومات غير صحيحة من البيانات المقدمه له. على سبيل المثال، تسأله "ماذا يحدث إذا أكلت بيضاً مع جبن؟" فيجيب بأن ذلك سيسبب لك تسمماً.
هلاوس توسيع المحتوى: عندما يضيف الذكاء الاصطناعي معلومات غير ضرورية أو يوسّع السرد بعيداً عن السياق الأصلي.
هلاوس بصرية: تتعلق بنماذج توليد الصور، عندما تنتج صوراً غير واقعية أو مشوهة أو منافية للواقع. على سبيل المثال، صورة لشخص بثلاث أرجل.
هلاوس ناتجة عن التحيز: عندما ينتج الذكاء الاصطناعي إجابات تعكس تحيزات موجودة في بيانات تدريبه، كأن يعزز صورة نمطية لفئة ما أو يبدي ميلاً غير مبرر إلى وجهة نظر سياسية بعينها.
هلاوس منطقية: عندما يقدم إجابات لا تتسق مع المنطق. على سبيل المثال، أن يجب على سؤال: "هل يمكن أن يكون للمربع خمسة أضلاع؟" بنعم.
لماذا تحدث الهلاوس؟
لفهم كيفية حدوث تلك الهلاوس، ينبغي معرفة كيفية عمل نظم الذكاء الاصطناعي التوليدي.
يقول البروفيسور نوفوتني إن تلك الهلاوس، أو الاختلاقات، هي أثر جانبي للمبدأ التشغيلي للذكاء الاصطناعي التوليدي. ويشرح أن تلك النظم "تستخدم خوارزمية لتوليد المخرجات من خلال أخذ عينات من توزيعات احتمالية تم إنشاؤها من مجموعات كبيرة من الأمثلة. على سبيل المثال، يتم "تدريب" نموذج لغوي كبير على التنبؤ بالكلمات المفقودة في نصوص موجودة مسبقاً، عن طريق تقدير احتمال ظهور أي كلمة، بناءً على وجود جميع الكلمات الأخرى".
ويضيف نوفوتني أنه "غالباً ما يؤدي ذلك إلى شيء صحيح أو ذي معنى. ومع ذلك، فإن الخوارزمية تعتمد في جوهرها على شكل من أشكال التخمين، ولذلك قد تنتج أيضاً عبارات غير صحيحة أو حتى محض هراء".
ويقول محمد الجندي إن "النماذج اللغوية الكبيرة لا تعرف الحقائق، بل تولّد اللغة بناء على الأنماط الموجودة في بيانات تدريبها. إذا لم يكن النموذج يستند إلى مصدر للحقائق (مثل قاعدة بيانات أو وثائق منتقاة بعناية)، فإنه قد يولّد معلومات غير صحيحة وبكل ثقة".
وفضلاً عن ذلك، قد تتعرض نماذج اللغة الكبيرة لما يعرف بـ prompt injection attacks "هجمات حقن الأوامر"، ما يتسبب بشكل غير مباشر في حدوث الهلاوس. فهي نوع من الهجمات السيبرانية يتم خلالها إدخال بيانات أو أوامر خبيثة لتلك النماذج للحصول على بيانات حساسة أو جعلها تعطي معلومات غير صحيحة أو مضللة للمستخدمين. وتستفيد تلك الهجمات من ميزة أساسية لنظم الذكاء الاصطناعي، ألا وهي القدرة على الاستجابة لتعليمات المستخدمين، وتشكل مصدر قلق كبير، لا سيما في المجالات الحساسة مثل الأمن السيبراني وتقنيات الأسلحة المستقلة.
لماذا تبدو الهلاوس مشكلة عصية على الحل؟
عادة ما يصف الخبراء طريقة عمل الذكاء الاصطناعي، ولا سيما النماذج التي تعتمد على تقنية التعلم العميق، بأنها تشبه "الصندوق الأسود"، كنايةً عن كون عمليات اتخاذها للقرارات غير شفافة وصعبة التفسير. ويتسبب ذلك بدوره في العديد من التحديات للخبراء عند محاولتهم تصحيح الهلاوس أو منعها، لأنه من الصعب التوصل إلى جذورها.
يقول البروفيسور نوفوتني إنه تم إحراز الكثير من التقدم باتجاه التخلص من تلك الهلاوس. لكن "إزالتها بشكل كامل قد تتطلب نهجاً مختلفاً" يتمثل في تغيير المبدأ الأساسي لعملها الذي يعتمد على التنبؤ. ويضيف: "لكن من ناحية أخرى، إذا تمت إزالة طريقة أخذ عينات عشوائية، فإن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيعود ببساطة إلى تقليد بيانات تدريبه، كما لو كان مجرد محرك بحث بسيط".
الحل الآخر، كما يقول نوفوتني، هو "نظم منفصلة لتدقيق الحقائق، والتي لا نعرف حتى الآن كيفية بنائها بطريقة فعّالة".
يتفق معه الجندي في الرأي، حيث يقول إن القضاء على الهلاوس بشكل تام "سيحتاج إلى اختراقات كبيرة في كيفية عرض النماذج للمعرفة والتفكير فيها بشكل منطقي، ونحن لم نصل إلى هذا بعد. ومع ذلك، هناك تقدم حقيقي يحدث في الوقت الحالي، لا سيما في تقنيات مثل التوليد المعزز بالاسترجاع (RAG)، والتعلم المعزز بملاحظات البشر (RLHF)، وأطر التقييم الأكثر دقة. لكن القضاء عليها تماماً سيحتاج إلى تطورات جذرية في بنية الذكاء الاصطناعي نفسها".
كيف يمكن اكتشاف الهلاوس وتخفيف أضرارها؟
هلاوس الذكاء الاصطناعي قد تعود بضرر كبير على المؤسسات والشركات التي يزداد استخدامها لتقنياته طوال الوقت بغرض تحسين الخدمات أو المنتجات أو توفير النفقات. إذ قد تؤدي إلى اتخاذ قرارات غير صائبة، أو تكبد خسائر مادية، أو التعرض لخطر الملاحقة القضائية، أو الإضرار بسمعتها. ومن ثم تبرز أهمية التغلب على تلك الهلاوس.
"الطريقة المثلى لتخفيف آثار هلاوس الذكاء الاصطناعي هي منعها من البداية"، وفقاً لموقع شركة التكنولوجيا العملاقة آي بي إم، الذي ينصح باتباع خطوات من بينها استخدام بيانات تدريب عالية الجودة تتسم بالتنوع والتوازن، وتحديد هدف النموذج، واختبار النظام وتحسينه باستمرار، والاعتماد على الإشراف والمراجعة البشرية لتصحيح أي أخطاء.
يقول الجندي، وهو المدير التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة Kolena ("كولينا") لنظم الذكاء الاصطناعي، إن التغلب على الهلاوس هو جزء حيوي من العمل الذي تقوم به شركته. ويضيف: "قمنا بدمج فحوصات لجودة الذكاء الاصطناعي في منصتنا بشكل مباشر. لا يقتصر دور برامج الذكاء الاصطناعي لدينا على استخراج المعلومات من المستندات المعقدة، مثل التقارير المالية وتقارير الامتثال والعقود، بل يشمل أيضاً تقديم تفسيرات منطقية، ومراجع، ودرجات ثقة لكل قيمة مستخرجة. يتيح ذلك للمستخدمين التحقق بسرعة من النتائج، وفهم كيفية استخراجها، واتخاذ الإجراءات اللازمة عند الحاجة. كما نتيح التحسين المستمر من خلال السماح للمستخدمين بتصحيح الأخطاء مرة واحدة، وتطبيق هذا التصحيح على مستوى النظام بأكمله".
ويضيف الجندي أن المنصة تسعى إلى وضع معايير للجودة على مستوى الصناعة من خلال استضافة مؤتمر جودة الذكاء الاصطناعي "AIQCON" الذي "يلتقي فيه الخبراء لوضع أطر قوية لتقييم وضمان موثوقية الذكاء الاصطناعي".
لكن ماذا عن الأشخاص العاديين الذين يستخدمون روبوتات الدردشة للاستفسار عن معلومة ما أو مساعدتهم في دراستهم أو عملهم؟ هل هناك وسيلة سهلة ومضمونة تمكّنهم من اكتشاف الهلاوس؟
الإجابة هي لا، وفقاً للبروفيسور نوفوتني، الذي يقول إن "ما يزيد الطين بلة هو أن هذه الهلاوس في أغلب الأحيان تتعلق بحقائق ليست من المعرفة العامة أو مدعومة بالمنطق. على سبيل المثال: من الفنان الذي رسم لوحة ما في عام ما؟ ليس هناك الكثير من المنطق الذي يمكن تطبيقه للتحقق مما إذا كانت الإجابة صحيحة أم لا دون الاعتماد على مصادر أخرى للمعلومات. في النهاية، يبقى البحث عن مصادر معلومات موثوقة هو الخيار القابل للتطبيق، مع مراعاة التحفظات بشأن أي مصادر للمعلومات، وما إذا كان يمكن بالفعل الوثوق بها أم لا".
لا شك أن هلاوس أو اختلاقات الذكاء الاصطناعي تشكل تحدياً كبيراً. وريثما تتحقق اختراقات جذرية تؤدي إلى تفادي تلك الهلاوس، يبدو أنه سيتعين على الشركات الاستثمار في المزيد من إجراءات تحسين الجودة.
وعلى الأفراد تبني تفكير نقدي واستشارة المراجع الموثوقة، وذلك لضمان أن يظل الذكاء الاصطناعي أداة قيمة وليس مصدراً للمشكلات أو المعلومات المغلوطة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

واشنطن تتهم الحكومة السودانية بـ "استخدام أسلحة كيميائية" وتفرض عليها عقوبات
واشنطن تتهم الحكومة السودانية بـ "استخدام أسلحة كيميائية" وتفرض عليها عقوبات

شفق نيوز

timeمنذ 5 ساعات

  • شفق نيوز

واشنطن تتهم الحكومة السودانية بـ "استخدام أسلحة كيميائية" وتفرض عليها عقوبات

قالت وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس، إن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات جديدة على السودان بعد ثبوت استخدام حكومته أسلحة كيميائية العام الماضي في الحرب الأهلية المستمرة ضد قوات الدعم السريع. وسيتم تقييد الصادرات الأمريكية إلى البلاد ووضع حدود للاقتراض المالي اعتباراً من السادس من يونيو/حزيران القادم، بحسب بيان للمتحدثة باسم الوزارة تامي بروس. وسبق أن اتُهمت القوات المسلحة السودانية وجماعة الدعم السريع بارتكاب "جرائم حرب" أثناء الصراع. تواصلت بي بي سي مع السلطات السودانية للتعليق على الإجراءات الأمريكية الأخيرة، وأفاد المسؤولون السودانيون أنهم لم يصدروا بياناً رسمياً حتى الآن. وقُتل أكثر من 150 ألف شخص خلال الصراع الذي بدأ قبل عامين عندما بدأ الجيش السوداني وقوات الدعم السريع صراعاً شرساً على السلطة. وفي الأشهر الأخيرة، استعاد الجيش السوداني العاصمة الخرطوم، لكن القتال لا يزال مستمراً في أماكن أخرى. ولم يتم تقديم أي تفاصيل بشأن الأسلحة الكيميائية التي قالت الولايات المتحدة إنها عثرت عليها، لكن صحيفة نيويورك تايمز ذكرت في يناير/كانون الثاني أن السودان استخدم غاز الكلور في مناسبتين، وهو ما يسبب مجموعة من التأثيرات المؤلمة والمدمرة، وقد يكون قاتلاً. "تدعو الولايات المتحدة حكومة السودان إلى وقف كل استخدامات الأسلحة الكيميائية والوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية"، بحسب البيان، في إشارة إلى اتفاقية الأسلحة الكيميائية التي التزمت الدول الموقعة عليها بتدمير مخزوناتها من الأسلحة. ووافقت جميع دول العالم تقريباً - بما فيها السودان - على اتفاقية الأسلحة الكيميائية، باستثناء مصر وكوريا الشمالية وجنوب السودان، وفقاً لجمعية الحد من الأسلحة، وهي منظمة غير حزبية مقرها الولايات المتحدة. وأضافت الجمعية أن "إسرائيل وقعت على الاتفاقية لكنها لم تُصادق عليها"، ما يعني أنها لم تُؤكد قانونياً مشاركتها فيها. وأضافت بروس أن "الولايات المتحدة تظل ملتزمة بشكل كامل بمحاسبة المسؤولين عن المساهمة في انتشار الأسلحة الكيميائية". Reuters هذه ليست المرة الأولى التي تفرض فيها الولايات المتحدة عقوبات على السودان. ففي يناير/كانون الثاني، فرضت عقوبات على قادة من طرفي الصراع. اتهمت الولايات المتحدة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بـ"زعزعة استقرار السودان وتقويض هدف التحول الديمقراطي" ، وهو ما أدانته وزارة الخارجية السودانية ووصفته بأنه "غريب ومقلق". وعلى صعيد متصل أيضاً، اتهم وزير الخارجية الأمريكي السابق أنتوني بلينكن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف أيضاً باسم حميدتي، بارتكاب "إبادة جماعية" في البلاد. ويتنافس طرفا الصراع على السلطة منذ العامين الماضيين، ما أدى إلى نزوح نحو 12 مليون شخص وترك 25 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات غذائية. وبحسب وكالة فرانس برس، فإن العقوبات الجديدة لن يكون لها تأثير يذكر على البلاد نتيجة هذه الإجراءات السابقة. أثارت هذه الخطوة الأمريكية الأخيرة توترات بشأن تورط الإمارات العربية المتحدة في الصراع. وكانت العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات والسودان قد ظلت قائمة حتى وقت سابق من هذا الشهر، عندما اتهمت الحكومة السودانية الإمارات بتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة، وهو ما تنفيه الإمارات. وبعد الاستقبال الحار الذي حظي به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الإمارات الأسبوع الماضي، سعى الديمقراطيون في الكونغرس إلى منع بيع الأسلحة من الولايات المتحدة إلى الإمارات، جزئياً بسبب تورطها المزعوم في الصراع. وقال مصدر دبلوماسي سوداني لوكالة رويترز للأنباء إن الولايات المتحدة فرضت العقوبات الجديدة على السودان "لصرف الانتباه عن الحملة الأخيرة في الكونغرس ضد الإمارات". وفي وقت سابق من هذا الشهر، رفضت محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة مسعى السودان لمقاضاة الإمارات العربية المتحدة بتهمة "الإبادة الجماعية".

نُهبت بالقرن الماضي.. متحف أمريكي يعيد ثلاث قطع أثرية إلى العراق
نُهبت بالقرن الماضي.. متحف أمريكي يعيد ثلاث قطع أثرية إلى العراق

شفق نيوز

timeمنذ 9 ساعات

  • شفق نيوز

نُهبت بالقرن الماضي.. متحف أمريكي يعيد ثلاث قطع أثرية إلى العراق

شفق نيوز/ أعلن متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك، أنه أعاد ثلاث قطع أثرية إلى العراق، يعود تاريخها إلى ما بين الألفية الثالثة والثانية قبل الميلاد. وتُقدر قيمة تلك القطع الإجمالية بـ 500,000 دولار أمريكي، بحسب ما نشره موقع "artnews" في تقرير نشره مؤخراً. ووفقا للموقع، فإن هذه القطع هي إناء سومري مصنوع من الجبس والمرمر في حوالي 2600-2500 قبل الميلاد، ومنحوتتان بابليتان من الطين في حوالي 2000-1600 قبل الميلاد يصوران رأس رجل ورأس امرأة على التوالي. و ذكر المتحف في بيان أنه اعاد هذه القطع "بالتعاون مع مكتب المدعي العام في مانهاتن"، وأن عملية الإرجاع جاءت بعد أن تلقى المتحف "معلومات جديدة" في خضم التحقيق مع روبن سايمز، وهو تاجر بريطاني مُتهم بالانتماء إلى شبكة تُتاجر بالقطع الأثرية المنهوبة. ويُعتقد أن التمثالين الخزفيين البابليين مأخوذان من موقع "إيسن" الأثري في العراق، وقد نُهبا في أواخر ستينيات القرن الماضي. بدوره صرح المدير والرئيس التنفيذي لمتحف متروبوليتان للفنون ماكس هولين، في بيان، أنه "يلتزم متحف متروبوليتان بجمع الأعمال الفنية بمسؤولية، و بالرعاية المشتركة للتراث الثقافي العالمي، وقد استثمر بشكل كبير في تسريع البحث الاستباقي لمجموعتنا". ووفقا للبيان فقد أعرب المتحف عن "امتنانه لمحادثاتنا المستمرة مع العراق بشأن المساعي التعاونية المستقبلية"، وأنه يتطلع إلى "العمل معًا لتعزيز التزامنا المشترك بتعزيز المعرفة بالفن والثقافة العراقيين وتقديرهما". في غضون ذلك قال المدعي العام ألفين ل. براغ الابن في بيان: "نواصل استعادة وإعادة الآثار التي هربها روبن سايمز". هذا دليل على العمل الجاد الذي بذله المحامون والمحللون والمحققون الملتزمون بإصلاح الضرر الجسيم الذي ألحقه المتاجرون بتراثنا الثقافي العالمي. هذا و وصف السفير العراقي في واشنطن نزار الخير الله، قيادة وحدة مكافحة الاتجار بالآثار في الولايات المتحدة بأنها "فعالة" في استعادة تراث بلاده المنهوب. وقال في بيان: "نقدر أيضًا شراكتنا القوية والمستمرة مع متحف المتروبوليتان، الذي يُكمل التزامه بالحفاظ على التراث الثقافي مهمتنا المشتركة في حماية آثار العالم". ونوه موقع "artnews" إلى أن "إرث سايمز في الاتجار بالآثار يشمل 351 قطعة أثرية أُعيدت إلى اليونان بعد معركة قانونية استمرت 17 عامًا، وقطعتين أثريتين أُعيدتا إلى ليبيا بقيمة 1.26 مليون دولار، و750 قطعة أثرية استعادتها إيطاليا، وفيلًا من الحجر الجيري أُعيد إلى العراق، وتمثالًا أنثويًا من المرمر أُعيد إلى اليمن، وكل ذلك في عام 2023". وأُدين سايمز بتهمة ازدراء المحكمة لكذبه بشأن آثار كان يحتفظ بها في مواقع تخزين حول العالم عام 2005. وحُكم عليه بالسجن لمدة عامين، لكنه قضى سبعة أشهر فقط، وتُوفي عام 2023.

بغداد تكتب مستقبل العرب بلغة الذكاء الاصطناعي
بغداد تكتب مستقبل العرب بلغة الذكاء الاصطناعي

شبكة الإعلام العراقي

timeمنذ 2 أيام

  • شبكة الإعلام العراقي

بغداد تكتب مستقبل العرب بلغة الذكاء الاصطناعي

كتب.. أشرف كريم في قاعةٍ تحتضن التاريخ وتطل على المستقبل، أعلنت قمة بغداد العربية الرابعة والثلاثون عام 2025 عن خطوة غير مسبوقة: ولادة أول كيان عربي مشترك للذكاء الاصطناعي. إنه 'المركز العربي للذكاء الاصطناعي'، والذي ستستضيفه العاصمة العراقية، إيذاناً بتحول استراتيجي في طريقة تفكير العرب بموقعهم من العالم الرقمي الجديد. ليس إنشاء المركز مجرّد توصية بيروقراطية، بل إعلان نية صريح: لن تبقى أمة المئة مليون شاب متفرجة على ثورات البيانات، بل ستكون شريكة في صناعتها. في عالم تتحكم فيه الخوارزميات بمصائر البشر، ويُقدَّر حجم سوق الذكاء الاصطناعي العالمي بأكثر من 190 مليار دولار في 2024، وتوقعات بوصوله إلى 1.5 تريليون دولار خلال خمس سنوات، فإن اقتصادات لا تزال تعتمد على الموارد الطبيعية فقط تبدو على شفير الخطر. هذا ما فهمته بغداد جيداً، وهي تحتضن الأشقاء العرب لتطرح رؤية لا تحمل فقط طموحاً سيادياً، بل وعقلاً جديداً لمرحلة جديدة ووفقاً لما صدر في بيان القمة الختامي، فإن أهداف 'المركز العربي للذكاء الاصطناعي' تتمثل في تعزيز العمل العربي المشترك في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ومواكبة التطورات التقنية العالمية، مع مراعاة الخصوصيات الثقافية العربية وتحقيق التنمية والرفاه الاجتماعي من خلال استخدامات الذكاء الاصطناعي. وربما هي المرة الأولى التي تخرج فيها قمة عربية بهذا الوضوح نحو المستقبل، متخلية -ولو جزئياً- عن ثقل الخطابات السياسية التقليدية. فقد اختار العراق، الذي يقود اليوم تحوّلاً عمرانياً وتنموياً واسعاً، أن يُضيف على دوره الإقليمي بعداً معرفياً لا يقل أهمية عن دوره الأمني أو الاقتصادي. الإعلان عن تأسيس 'المبادرة العربية للبحث العلمي في الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة' ضمن القمة، يعكس فهماً عميقاً لحاجة المنطقة إلى الاستثمار في العقول. علماً أن المحتوى العربي لا يشكّل أكثر من 3% من إجمالي الإنترنت، وأن نسبة مساهمة الدول العربية في البحث العلمي العالمي ما زالت دون 1%، رغم أن المنطقة تزخر بأكثر من 70% من سكانها تحت سن الـ35. أن يكون هذا الإعلان من بغداد، فالأمر ليس صدفة. المدينة التي شهدت قبل أكثر من ألف عام مولد بيت الحكمة، تُعيد اليوم تشكيل صورتها كعاصمةٍ للمبادرات الكبرى. وفي زمن تتغير فيه موازين القوى بلمسة خوارزمية، قد يكون المركز الجديد هو أعقل قرار اتُّخذ على طاولةٍ عربية منذ سنوات طويلة. فهل يبدأ العرب أخيراً رحلة التحول من مستهلكين للذكاء الاصطناعي إلى صنّاع له؟ في بغداد، على الأقل، الجواب كان: نعم المصدر :وكالة الانباء العراقية

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store