
عزوف الطلاب عن الالتحاق بالجامعات اليمنية خطر يُهدد مستقبل البلد
تبرز ظاهرة مقلقة فيما يخص التعليم الجامعي في اليمن، ألا وهي عزوف الطلاب على الالتحاق بالجامعات اليمنية، وهذا العزوف يزداد سنوياً، بسبب الظروف المعيشية، واتجاههم لسوق العمل وامتهانهم لأعمال مختلفة بهدف إعالة أسرهم ، هذا في الوقت الذي تتزايد الجامعات الأهلية،
آ
آ
التي غالباً ما تكون قبلة للطلاب الميسورين، إضافة إلى أن هناك طلاباً معدلاتهم مُتدنية بعض الشيء مما يدفع البعض منهم للالتحاق بهذه الجامعات التي تكون غالبا رسومها الدراسية مرتفعة وتثقل كاهلهم.. يُنظر إلى الجامعات الحكومية على أنها أصبحت مركزاً للجباية، ولم تعد تلبي رغبات الطلاب،
آ
آ
إما بسبب تدني التعليم الأكاديمي، فيها أو ارتفاع الرسوم، إضافة إلى شكاوى خريجي الثانوية العامة من محدودية المقاعد المطلوب استيعابها في التخصصات (الطبية والهندسية والعلوم) في الجامعات الحكومية مقارنة بكثافة الطلاب الخريجين من الثانوية العامة.. ويرجع الطلاب أن محدودية الاستيعاب سبب رئيسي لترك كثير منهم مواصلة الدراسة نهائياً لأنهم لا يرغبون في تخصصات أخرى، فيما ارجع البعض من أولياء الأمور محدودية نسب الاستيعاب لدفعهم بالطلاب للالتحاق بالتعليم المدفوع ( الموازي والنفقات الخاصة) وكذلك الالتحاق بالجامعات الأهلية..
آ
آ
تساؤلات مشروعة السؤال المطروح هنا هل محدودية الاستيعاب في كثير من التخصصات في الجامعات الحكومية تعد اتجاها اجباريا للغالبية العظمى من خريجي الثانوية نحو الضياع.. ؟
آ
آ
أما ماذا ؟! كانت هناك دراسات حول هذه الظاهرة بحسب حديث منصور الصلوي الذي قال إن هناك باحثين ناقشوا هذا الأمر من خلال الأبحاث التي قدموها بهذا الشأن ومعرفة أسباب هذا التراجع إلا أنها لم تجد اهتماما من قبل القائمين حد قوله، كان آخرها القرار الذي أصدره وزير التعليم العالي والبحث العلمي رقم (ظ،ظ¤ظ©) لسنة 1444هـ â€' 2023م بشأن تشكيل لجنة لمراجعة ملاحظات الجامعات حول عزوف الطلبة عن الالتحاق في الجامعات اليمنية، هذا يعني أن المشكلة ليست وليدة اللحظة ولها مسبباتها، وإذا كانت حلول مطروحة لماذا وزارة التعليم العالي لا تستفيد منها ؟خصوصاً أن من وضع تلك المعالجات هم من الأكاديميين أنفسهم، وهذا سؤال مشروع نطرحه على وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.. مخرجات ضعيفة الطالب أحمد الصرمي يقول لـ"الميثاق"
آ
آ
إن عدد المتقدمين بالحاسوب قسم الأمن السيبراني يقارب 1500 طالب ذكور و450 طالبة من الاناث والمطلوب 20 طالباً فقط عشرة من الذكور وعشرة من الإناث. وقيس على ذلك كلية الطب وكل الكليات قبولهم بهذا العدد وبالآلاف ليتقدموا لاختبار القبول وكل طالب يدفع 5000 ريال لخوض اختبارات القبول في كل تخصص، وبعدها يتم اختيار القلة منهم.. وتحصل الجامعة من وراء ذلك على الملايين.!! ولي أمر أحد الطلاب قال لـ"الميثاق" :
آ
آ
طالما هناك نظام موازي فالهدف هو التجارة بالإضافة إلى الجامعات الأهلية من يوم ما دخلت التجارة في التعليم والصحة لم نلمس مخرجات تعليمية ولا صحة، المفروض ان الجامعات الحكومية تكون شبه مجانية إذا لم تكن مجانية أصلاً ، وإذا كانت المقاعد محدودة فهذا لا يمنع من الدراسة بنظام الفترات ،أما أن يتم التضييق على الشباب بحجج واهية فهذا ظلم.. أصبح التعليم والعلاج لمن يملك المال للأسف.. نقص الإمكانات أمة السلام محمد -ولي أمر احد الطلاب- كان لها رأي آخر فيما يتعلق بتقيّد الجامعات الحكومية بعدد محدود من المقاعد الدراسية، حيث تقول إنه يأتي من منظور واعٍ، فإننا - كيمنيين - ندرك أن اليمن تفتقر إلى المؤهلات والإمكانات التي تتيح لها قبول أعداد كبيرة من الطلاب في مختلف التخصصات لذلك،
آ
آ
فإن تحديد عدد المقاعد يُعد حلاً اضطرارياً من قِبل هذه الجامعات. ومن الطبيعي، في ظل الوضع الذي تعاني منه البلاد، أن تظهر نظم التعليم الموازي أو ما يُعرف بـ"النفقات الخاصة" كبديل. وتضيف أمة السلام : إذا تم قبول الطلاب بناءً على الوساطة أو المحسوبية، هنا فقط يُمكن أن يُثار الخلاف.. بالنسبة للسؤال هل يؤدي هذا الوضع إلى ضياع الطلاب؟ تقول أمة السلام : لا، لا يؤدي إلى الضياع، لأن الطالب أو الإنسان بشكل عام يستطيع أن يصنع شيئاً من لا شيء، ويمكنه التعويض بطرق متعددة، كأن يختار تخصصاً آخر، أو ينتظر عاماً إضافياً، أو يبحث عن بدائل أخر
آ
آ
آ الثقة بالنفس وتشير أمة السلام إلى أن المشكلة ليست في محدودية المقاعد، بل إن بعض الأشخاص يتخذون من ذلك حجة أو مبرراً ،ونحن نعلم جميعاً أن بلادنا تمر بظروف استثنائية، في الماضي والحاضر، ولذلك لا ينبغي أن نُرجع سبب "الضياع" إلى محدودية القبول فالضياع في كثير من الأحيان ينبع من النفس، من داخل الإنسان نفسه، حين لا يكون متقبلاً للواقع، ولا راضياً بالقدر، ولا مؤمناً بأن لكل شيء حكمة علينا .. نحن كأولياء أمور، وكوادر، وكمتعلمين، ألا نُعلّق أسباب الضياع على التخصص أو فقدان فرصة عمل أو غيرها من المبررات فالضياع الحقيقي يكون عندما تفتقد النفس الاتزان، وتتأثر سلباً بتقلبات الحياة .. يجب علينا أن نعزز الثقة بالنفس، والإرادة، والإيمان بأن الله إذا أبعد عنك شيئاً، فذلك لأنه اختار لك ما هو أفضل..
آ
آ
إحباط كبير بدوره يرى محمد -طالب جامعي- أن من أبرز الأمور التي تدفع الطلاب إلى العزوف عن الإلتحاق بالتعليم الجامعي هو تخرج العديد من طلاب الجامعات دون الحصول على وظيفة، وقال :"هذا يوّلد الإحباط الكبير، لذلك يفضل الكثير منهم ترك التعليم الجامعي، والذهاب إلى سوق العمل، وتعلم مهن مختلفة يوفِّرون بها رمق العيش لأسرهم، أفضل من تضييع الوقت والخروج دون وظيفة، ويصف محمد ذلك بالشعور بالضياع وفقدان الأمل لديهم.. ويضيف محمد : "هناك زملاء فضلوا الذهاب إلى خارج البلاد للعمل بالرغم من انهم حققوا معدلات عالية ، ومنهم من عاد إلى محافظته خائباً بسبب الظروف وتكاليف المعيشة بالمدن ،ناهيك عن رسوم الدراسة الباهظة.. ويبدي محمد تشاؤماً بقوله: "نخاف أن يأتي اليوم الذي تغلق فيه الجامعات أبوابها لعدم تمكن الطلاب من دخولها".. مستقبل مجهول مصدر مسؤول بالجامعة قال لـ"الميثاق" إن عدد المتقدمين في النظام الموازي لم يصل إلى القدرة الاستيعابية لبعض الكليات، وإن الكليات النظرية والهندسية استقبلت نصف طاقتها في النظام العام.. وأشار إلى أن نسبة التراجع في العام الجامعي مثلا 2021/2022م
آ
آ
آ
، في الجامعة، تصل إلى ما يقارب 15% عن العام السابق الذي تقدم فيه إلى جامعة صنعاء قرابة 11.500 طالب وطالبة.. مؤكداً أن ذلك يؤثر على البلد ناهيك أن هناك اقساماً لم يتم التسجيل فيها أبدا ،وهناك ارقام مخجلة لبعض الأقسام الأخرى.. ويتحدث المصدر المسؤول عن التأثير المتوقع لذلك التراجع على العملية التعليمية في الجامعات اليمنية، وعلى مستقبل البلد عموماً قائلاً: هذا يحدث في اكبر جامعة في اليمن، فما بالك ببقية الجامعات الأخرى التي تعاني أصلاً من تدني كبير في الالتحاق بها ،وإذا ما نظرنا مثلا لجامعة تعز التي كان يشكل الطلاب فيها أرقاماٍ كبيرة ويأتون من مناطق مختلفة من المحافظة، لكن اليوم يحدث العكس وهذا يدق ناقوس الخطر ،
آ
آ
وقس على بقية الجامعات الأخرى.. موارد شحيحة نائب مدير الجامعة لشؤون الطلاب الدكتور محمد علي شكري قال لـ"الميثاق "بالنسبة للرسوم الدراسية في جامعة صنعاء تتفاوت من كلية لأخرى، وهناك كليات مجانية ومعدل القبول فيها بالخمسينات".. مضيفا أن كلية الطب محدد لها 150 مقعداً ونفس العدد نفقة وطب الأسنان 50 مقعداً و30 موازي و100نفقة.. الصيدلة كذلك 90 مقعداً للعام، وفيها موازي ايضاً .. الكليات الجديدة مثل العلوم التطبيقية والزراعة والآداب مجانية.. اما بخصوص كلية الهندسة بالنظام العام فيها 400 طالب من 200 إلى 250 ـ 300 موازي.. أما الحاسوب 300 للعام والباقي نأخذ موازي بزيادة العدد ،طبعا رسوم الدراسة ارخص من الجامعات الخاصة وهو 850$ يعني بحدود 200 الف ريال سنوياً.. الهندسة نفس الشئ 200 إلى 250 موازي الذين تم تسجيلهم، وطبعا البعض ينسحب ،كلية التجارة 1500 طالب ومثل العدد موازي بحدود 40 الف في السنة.
آ
آ
. وأضاف شكري "نعم هناك زيادة في كلية الطب لانها اكثر رغبة لدى الطلاب لأنها الوحيدة التي يمكن من مواردها إعادة تشغيل الجامعة لماذا؟ أقول لكم إن الجامعة ليس لها أي موارد أخرى..
آ
آ
التي تتخذها الجامعة من الموازي هي من تشغل بها النظام العام وفوق كل هذا المالية تريد من الجامعة 65 مليار بدلا من أن تأخذ الجامعة من الحكومة نفقات تشغيلية اصبح العكس.. في السابق كانت الجامعة تستلم 12 مليار سنوياً نفقات تشغيلية من الحكومة والآن لا شيء.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 17 دقائق
- اليمن الآن
أسواق الصرافة تفاجئ الجميع بتغييرات كبيرة في أسعار الدولار والريال السعودي مقابل الريال اليمني..السعر الان
واصل الريال اليمني انهياره المتسارع أمام العملات الأجنبية، في مدينة عدن، مع استمرار استقراره في صنعاء. وفيما يلي أسعار صرف العملات الأجنبية المتداولة في عدن وصنعاء، اليوم الإثنين 16يونيو2025: أسعار الصرف في عدن: الدولار الأمريكي: سعر الشراء: 2625 ريال يمني سعر البيع: 2651 ريال يمني الريال السعودي: سعر الشراء: 690 ريال يمني سعر البيع: 695 ريال يمني أسعار الصرف في صنعاء: الدولار الأمريكي: سعر الشراء: 535 ريال يمني سعر البيع: 537 ريال يمني الريال السعودي: سعر الشراء: 139.80 ريال يمني سعر البيع: 140.20 ريال يمني


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
الدولار وصل إلى 2650 ريال : انهيار الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية اليوم الإثنين
سجّلت أسعار صرف الريال اليمني تفاوتًا ملحوظًا بين صنعاء وعدن، اليوم الإثنين، الموافق 16 يونيو 2025، أمام كل من الدولار الأمريكي والريال السعودي، وسط استمرار حالة عدم الاستقرار في السوق المصرفية. أسعار الصرف في صنعاء: الدولار الأمريكي: شراء: 535 ريال بيع: 537 ريال الريال السعودي: شراء: 139.80 ريال بيع: 140.20 ريال أسعار الصرف في عدن: الدولار الأمريكي: شراء: 2640 ريال بيع: 2659 ريال الريال السعودي: شراء: 694 ريال بيع: 697 ريال تنويه: الأسعار غير مستقرة وقابلة للتغيير في أي لحظة بحسب العرض والطلب في السوق المحلية.


يمنات الأخباري
منذ ساعة واحدة
- يمنات الأخباري
اسعار الصرف مقابل العملات الأجنبية الاثنين 16 يونيو/حزيران 2025
يمنات أسعار صرف الريال اليمني مقابل الدولار صنعاء شراء = 535 ريال بيع = 537 ريال عدن شراء = 2640 ريال بيع = 2659 ريال أسعار صرف الريال اليمني مقابل السعودي صنعاء شراء = 139.80 ريال بيع = 140.20 ريال عدن شراء = 694 ريال بيع = 697 ريال أسعار الصرف غير ثابتة تم