logo
المرابط: فراغ روحي قادني للبحث عن تأويل ينسجم مع عدالة الله.. و'النسوية الإسلامية' من ابتكار أكاديميين غربيين

المرابط: فراغ روحي قادني للبحث عن تأويل ينسجم مع عدالة الله.. و'النسوية الإسلامية' من ابتكار أكاديميين غربيين

لكممنذ يوم واحد

أوضحت الباحثة المغربية في الفكر الإسلامي، أسماء المرابط، أن مصطلح 'النسوية الإسلامية' لم ينبثق من داخل المجتمعات الإسلامية، بل صاغه في الأصل عدد من الأكاديميين الغربيين لتحليل المناهج والقراءات الجديدة التي تبنتها بعض الباحثات المسلمات في سعيهن إلى تأويل أكثر عدالة ومساواة للنصوص الدينية.
وفي حوار مطول أجراه معها الباحث المغربي صابر مولاي أحمد، ونشرته مجلة 'الفيصل' السعودية، أضافت المرابط أن هذا التيار، الذي يمتد منذ ما يقارب ثلاثين عاما، يضم نساء ورجالا، من أكاديميين ومفكرين وباحثين، سعوا إلى تقديم بدائل جادة للتفاسير الإقصائية والتمييزية تجاه النساء، ورفضوا احتكار الكلام باسم الله من داخل منطق ذكوري محافظ.
وأشارت إلى أن هذه الحركة النسوية الفكرية منتشرة عالميا، ولها أسماء بارزة في مناطق مختلفة مثل زينة أنور في ماليزيا، وسعدية الشيخ في جنوب إفريقيا، وأمينة ودود في الولايات المتحدة، وزيبا مير حسيني في بريطانيا، وأميمة أبو بكر وملكي الشرماني في مصر، وغيرهن كثيرات.
وفي حديثها عن تجربتها الشخصية، أوضحت المرابط أنها مرت بتحولات فكرية عميقة، جمعت فيها بين التأمل الروحي والنقد العقلي. وقالت إن التناقض بين تربية يسارية محافظة، وفراغ روحي لم يملأه التدين التقليدي، دفعاها للبحث عن تأويل ينسجم مع عدالة الله. واستلهمت في ذلك أفكار مفكرين مثل نصر حامد أبو زيد، علي شريعتي، وابن رشد، إلى جانب تأثرها بالعالمة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ).
وقالت الباحثة إن إصلاح قضايا المرأة في العالم الإسلامي لا يمكن أن يتم بمنطق الأيديولوجيات أو الحلول الترقيعية، بل يتطلب ثورة معرفية وروحية تعيد قراءة النصوص الدينية من منظور أخلاقي إنساني. وأكدت المرابط أن الخطاب التقليدي الذي يهيمن على الفكر الإسلامي لا يزال سجين الأعراف الذكورية والتفسيرات الفقهية التاريخية، وهو ما يعيق تحقيق العدالة والمساواة بين الجنسين.
وترى المرابط أن ما تحقق من مكاسب في قضايا المرأة خلال قرن من الزمان هو تراكم جزئي لم يرتقِ إلى مستوى التحول الجذري، وذلك بسبب قوة التيار المحافظ، واستمرار التأويل الذكوري للنصوص. كما أشارت إلى أن الخطابات الحداثية بدورها لم تكن منصفة، لأنها سقطت في فخ الإقصاء الثقافي والقطيعة مع المرجعية الدينية.
وبدلا من ذلك، دعت المرابط إلى تأسيس ما أسمته بـ'الطريق الثالث'، وهو مشروع فكري يقوم على الجمع بين الروحانية الصوفية والعقلانية النقدية، بعيدا عن الخطابات الأيديولوجية المتصارعة. وقالت إن هذا المسار يمكن أن يشكل بديلا معرفيا يحرر الفكر الإسلامي من الجمود، ويمنح المرأة موقعها الطبيعي كشريكة في الفضاء الديني والإنساني.
وشددت المرابط على أهمية القراءة الأخلاقية للنصوص القرآنية، موضحة أن القرآن الكريم ليس كتاب قانون بقدر ما هو خطاب أخلاقي وإنساني يرسم ملامح علاقات قائمة على الرحمة والمعروف والشراكة.
وترى المرابط أن القرآن لم يشرع قوانين ثابتة بل قدم إطارًا أخلاقيا للأسرة. وتؤكد أن هناك مفاهيم مساواتية جلية مثل: النفس الواحدة، العمل الصالح، التقوى، الولاية المشتركة، الاستخلاف. وتشير إلى أن الفقه التقليدي غيب هذه القيم واستبدلها بمفاهيم السلطة والتمكين.
وخلصت المرابط إلى أن الطريق نحو فكر ديني منصف للمرأة لا يمكن أن يكون إلا عبر تجديد قراءتنا للتراث وتحرير النصوص من أسر التأويل الأحادي، والانفتاح على مقاربات روحانية وأخلاقية تنبع من داخل المرجعية الإسلامية ذاتها. وهي بذلك ترسم ملامح مدرسة فكرية ناشئة تسعى إلى تجاوز الثنائية التقليدية بين التراث والحداثة، لصالح قراءة قرآنية إنسانية ومعاصرة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السعودية: أمن الحجاج خط أحمر وعلى الوافدين الالتزام بتعليمات الحج
السعودية: أمن الحجاج خط أحمر وعلى الوافدين الالتزام بتعليمات الحج

عبّر

timeمنذ 2 ساعات

  • عبّر

السعودية: أمن الحجاج خط أحمر وعلى الوافدين الالتزام بتعليمات الحج

أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية، طلال الشلهوب، أن أمن الحجاج خط أحمر بالنسبة للمملكة العربية السعودية ، وأن العرض العسكري للقطاعات الأمنية المختلفة المشاركة في تأمين موسم الحج عكس الحماس الشديد لدى رجال الأمن لأداء مهامهم. وأوضح، في تصريح لوسائل الاعلام، أن العمل متواصل منذ نهاية موسم الحج العام الماضي لخدمة حجاج بيت الله الحرام على كافة الأصعدة، منذ دخولهم إلى المملكة عبر منافذها المختلفة وحتى عودتهم إلى بلادهم سالمين. واصطفت القطاعات الأمنية المشاركة في موسم الحج مواصلة جهودها لتوفير تجربة مناسك آمنة وميسرة لضيوف الرحمن. وأوضح العرض مدى جاهزية المعدات المستخدمة من قبل عناصر التأمين في موسم الحج، ومدى استعدادهم للتعامل مع كل الظروف في سبيل تنفيذ مهمتهم الرئيسية في تأمين المشاعر المقدسة وضيوف بيت الله الحرام. وتكثف وزارة الداخلية السعودية جهودها بشكل متواصل لتأمين الحج إذ تواصل ضبط مخالفي أنظمته وتعليماته، وإصدار القرارات الإدارية بحق المخالفين، بما يشمل السجن والغرامات المالية والتشهير وترحيل الوافدين المخالفين ومنعهم من دخول المملكة. وشددت الوزارة على جميع المواطنين والوافدين بضرورة التقيد والالتزام بأنظمة وتعليمات الحج لينعم ضيوف الرحمن بالأمن والأمان خلال أداء مناسكهم. إلى ذلك، دعت وزارة الحج والعمرة في السعودية الحجاج، إلى البقاء في المخيمات يوم عرفة الذي يتزامن مع يوم الخميس التاسع من ذي الحجة الموافق لـ 5 يونيو 2025، من 10 صباحا إلى 4 عصرا وعدم الخروج إلى جبل الرحمة أو مسجد نمرة، حفاظا على سلامتهم من التعرض لأشعة الشمس ودرجات الحرارة المرتفعة. وشددت الوزارة، في بلاغ لها، على ضرورة الالتزام والتقيد بجداول التفويج المعتمدة من الجهات المختصة، وعدم مخالفتها في جميع مراحل الانتقال بين المشاعر المقدسة، وضرورة استخدام وسائل النقل المعتمدة ضمن نمط المواصلات المتفق عليه في المشاعر المقدسة، وعدم الخروج مشيًا على الأقدام للتنقل بين المواقع خلال الوقت المشار إليه. ونبهت وزارة الحج والعمرة، إلى أهمية الحفاظ على بطاقة 'نسك' وإبرازها عند الطلب، بحيث يجب على كل حاج حمل البطاقة طوال وجوده في المشاعر المقدسة والانتباه لعدم فقدانها، كونها وثيقة تعريفية مهمة تسهّل الوصول إلى الحاج وتقديم الدعم عند الحاجة، مؤكدة أهمية الالتزام بهذه التعليمات حرصًا على سلامة ضيوف الرحمن.

الفيزازي 'يبشر' بسجن المهدوي.. كيف رد عليه المغاربة؟ (تدوينة)
الفيزازي 'يبشر' بسجن المهدوي.. كيف رد عليه المغاربة؟ (تدوينة)

بديل

timeمنذ 5 ساعات

  • بديل

الفيزازي 'يبشر' بسجن المهدوي.. كيف رد عليه المغاربة؟ (تدوينة)

أثارت تدوينة لمن كان يعتبر من طرف الكثيرين 'الشيخ' محمد الفيزازي، وصف فيها الصحافي حميد المهداوي بأنه 'على باب السجن'، موجة واسعة من التنديد والسخط في أوساط رواد مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أن ما صدر عنه يعكس 'رداءة في الأخلاق' و'انحدارا في الخطاب الديني'، بل وصل البعض إلى حد اتهامه بـ'الشماتة في محنة رجل حر'. وسرعان ما تحولت تعليقات المتابعين على منصات التواصل إلى محاكمة أخلاقية لـ 'الشيخ' الفيزازي، حيث وصفه أحدهم بأنه 'تاجر دين'، مضيفا: 'يبقى المتطرف متطرفا والإرهابي إرهابيا… لا ملة لكم سوى الدم والقتل'. وكتب آخر: 'ماذا تنتظرون من شيخ يتقاسم 'حلوة رأس السنة' مع ولد الشينيوية مباشرة على شوف تيفي'، في إشارة إلى واقعة سابقة أثارت جدلا كبيرا حول الفيزازي وعلاقاته الشخصية. واعتبر كثيرون أن تدوينة الفيزازي تعكس تشفيا واضحا في شخص يعيش وضعا قضائيا حساسا، حيث كتب أحد المعلقين: 'يا رجل، أنت سُبّة في سمعة الشيوخ المغاربة. ابحث لك عن رزق حلال بعيدا عن الطعن في شرفاء البلد'، بينما أضاف آخر: 'كل يوم تسقط منك لبنة الاحترام'. ودافع العديد من النشطاء عن حميد المهداوي، مشيرين إلى أنه صحافي 'قال ما لم يجرؤ عليه غيره'، وأنه لم يُحاكم قط بتهم تتعلق بالفساد أو نهب المال العام، وقال أحدهم: 'حتى وإن دخل السجن، فإنه لم يدخله لأنه خائن أو مختلس، بل لأنه قال كلمة حق في زمن قل فيه الرجال وكثر فيه أشباهك'، في إشارة مباشرة إلى الفيزازي. من جهة أخرى، اختار بعض المعلقين لغة الدعاء والدعوة إلى التوبة، معتبرين أن الفيزازي تجاوز كل الخطوط الأخلاقية، وكتب أحدهم: 'اطلب من الله أن يحسن خاتمتك… ربما قد ختم الله على قلبك، ونسيت كل ما يقربك من الخير'، فيما أشار آخر إلى أن الفيزازي أصبح 'مشغولا بالمعاطية وشاد فقلبه'، بدل الانكباب على القضايا الأخلاقية والدينية الجادة. وتعكس هذه العاصفة من الردود حجم الغضب الشعبي تجاه استغلال بعض 'الرموز الدينية' لمنابرهم الرقمية من أجل تصفية الحسابات أو التشهير بالمعارضين، خصوصا أولئك الذين يحملون همّ الكلمة الحرة والنقد البناء.

'ليس في القنافذ أملس'.. حينما تتشابه عيوب الأحزاب السياسية
'ليس في القنافذ أملس'.. حينما تتشابه عيوب الأحزاب السياسية

بالواضح

timeمنذ 6 ساعات

  • بالواضح

'ليس في القنافذ أملس'.. حينما تتشابه عيوب الأحزاب السياسية

بقلم: عمر المصادي في عالم السياسة، كثيرا ما نستعير الأمثال الشعبية للتعبير عن ظواهر معقدة بلغة مبسطة وعميقة الدلالة، ومن بين هذه الأمثال التي تختزل فيها حقائق موجعة، نجد مقولة: 'ليس في القنافذ أملس'، وهي عبارة تعني أن كل الأطراف المعنية، رغم اختلافها، تشترك في العيوب والتقصير، ولا يوجد من بينها من يمكن وصفه بالكمال أو البراءة المطلقة. وإذا ما أسقطت هذه المقولة على الواقع الحزبي، فإنها تلخص بشكل صادق ما باتت عليه أوضاع الأحزاب في البلاد. لقد أصبحت الأحزاب السياسية، على اختلاف مرجعياتها، متشابهة في كثير من مواطن الخلل: من ضعف في الديمقراطية الداخلية، إلى غياب الرؤية الإستراتيجية، إلى تقديم الولاءات الضيقة على الكفاءات، إلى تبني خطابات متقلبة لا تعكس سوى السعي وراء التموقع السياسي لا غير. وهو ما أدى تدريجيا إلى تآكل الثقة بينها وبين المواطنين، خصوصا فئة الشباب، التي باتت ترى في هذه التنظيمات مجرد أدوات انتخابية لا تحمل مشروعا مجتمعيا حقيقيا، مما دفعهم كما أشار إلى ذلك صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، 'إلى العزوف عن الإنخراط في العمل السياسي، وعن المشاركة في الإنتخابات. لأنهم بكل بساطة، لا يثقون في الطبقة السياسية، ولأن بعض الفاعلين أفسدوا السياسة، وانحرفوا بها عن جوهرها النبيل'. إن من يتابع الحياة السياسية في المغرب يدرك أن الممارسة الحزبية لم تعد تقوم على التنافس في تقديم الحلول، بقدر ما أصبحت رهينة الإصطفافات والولاءات الظرفية. فما إن يشكل تحالف حكومي، حتى تختفي الخلافات الإيديولوجية، ويذوب الخطاب السياسي في لغة واحدة جوفاء، تتغير لهجتها بتغير المواقع، دون مراعاة للوعود الإنتخابية أو للبرامج المعلنة. بل إن المواطن البسيط لم يعد قادرا على التمييز بين هذا الحزب أو ذاك، لأن السلوك السياسي أصبح متشابها إلى حد التطابق، فكما القنافذ تختلف في الحجم والشكل ولكن تشترك جميعها في الأشواك، كذلك الأحزاب تختلف في الشعارات لكنها تتشابه في الممارسة، ما يجعل المقولة تنطبق عليها بشكل مؤلم. ومع ذلك، فإن هذا الواقع لا ينبغي أن يغرقنا في اليأس أو اللامبالاة، فالديمقراطية لا يمكن أن تنضج بدون أحزاب قوية، مسؤولة، ومتجددة. والمطلوب اليوم هو إصلاح عميق للمشهد الحزبي، يبدأ من داخل التنظيمات نفسها: بمراجعة طرق اشتغالها، وإعادة بناء جسور الثقة مع المواطن خاصة الشباب، وتقديم نخب جديدة تحمل الكفاءة والصدق بدل التموقع والإنتهازية. فإذا كانت القنافذ كلها غير ملساء، فقد يكون في بعضها أمل التغيير… شرط أن تراجع ذاتها، وتستوعب أن السياسة مسؤولية قبل أن تكون سلطة، وأن خدمة الوطن لا تتحقق بشعارات ترفع موسميا، بل برؤية، وإلتزام، ووضوح مع المواطن. فقرة من الخطاب السامي الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس نصره الله، بمناسبة الذكرى 18 لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين: …'وإذا أصبح ملك المغرب، غير مقتنع بالطريقة التي تمارس بها السياسة، ولا يثق في عدد من السياسيين، فماذا بقي للشعب؟ لكل هؤلاء أقول :' كفى، واتقوا الله في وطنكم… إما أن تقوموا بمهامكم كاملة، وإما أن تنسحبوا. فالمغرب له نساؤه ورجاله الصادقون'…

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store