logo
المطر لا يفسد متعة المشاهدة فى مهرجان كان السينمائى

المطر لا يفسد متعة المشاهدة فى مهرجان كان السينمائى

وكالة خبرمنذ 5 أيام

حمل اليوم السابع لمهرجان كان 2025 طابعاً رومانسياً وسط هطول الأمطار على السجادة الحمراء للمهرجان السينمائي الأهم عالمياً، أثناء حضور النجوم والنجمات لعرض فيلم Highest 2 Lowest، فيما تم تكريم النجم العالمي دينزل واشنطن بالسعفة الذهبية قبل عرض الفيلم، بينما طبعت النجمة ريهانا وحبيبها أساب روكي ذكرى لا تُنسى بعد خروجهما تحت الأمطار على طريقة الأمير هاري وميجان ماركل.
نجوم الفن على ريد كاربت فيلم Highest 2 Lowest.. ودينزل واشنطن يتسلم السعفة الذهبية
اجتمع عدد كبير من نجوم الفن وصناع السينما على ريد كاربت فيلم Highest 2 Lowest، بطولة النجم العالمي دينزل واشنطن وإخراج سبايك لي، واللذين يتعاونان للمرة الخامسة معاً. ويُعرض الفيلم خارج المسابقة الرسمية، في مهرجان كان السينمائي بدورته الـ78، والتي تستمر حتى 24 مايو.
جاء دينزل واشنطن وسبايك لي ضمن أول الحضور، وخطف لي الأنظار بإطلالة ملفتة؛ حيث ارتدى بدلة باللونين البرتقالي والأزرق.
كما حضر أيضاً على السجادة الحمراء للفيلم لاعب الكرة الفرنسي الشهير بول بوجبا، والمغني الشهير آيساب روكي، والذي يشارك بالتمثيل في الفيلم، وكذلك جيفري رايت، وظهرت إيزابيلا أوبير بإطلالة لافتة، وحضرت أيضاً أيسي مايغا، داكوتا جونسون، جايسون موموا وكارلا بروني.
وكان من ضمن مفاجآت السجادة الحمراء لفيلم دينزل واشنطن، إدراج أغنية "أحلى واحدة" لعزيز مرقة وفريق ديسكو ضمن الموسيقى المصاحبة لدخول النجوم للعرض الأول لفيلم Highest 2 Lowest؛ لتضيف حالة من المرح والرومانسية خاصة مع هطول الأمطار في نفس توقيت خروج النجوم من العرض الخاص للفيلم.
ريهانا تتصدر المشهد بعد هطول الأمطار على طريقة الأمير هاري وميغان ماركل
في مشهدٍ رومانسي غير معتاد في مهرجان كان السينمائي؛ إذ من المعتاد رؤية العروض المبهرة الحابسة للأنفاس بالإطلالات الفاخرة، تألقت النجمة ورائدة الأعمال ريهانا على رد كاربت مهرجان كان السينمائي في يومه السابع بجانب شريكها إيساب روكي دعماً له في العرض الأول لفيلمه Highest 2 Lowest.
بعد أن سجلت آخر حضور لها في مهرجان كان السينمائي عام 2017، عادت ريهانا لأضواء المهرجان العالمي يوم أمس 19 مايو لتدعم حبيبها؛ إيساب روكي في العرض الأول لفيلمه Highest 2 Lowest، الذي يشهد عرضه الأول في المهرجان.
وبعد العرض الأول للفيلم، شوهدت ريهانا التي أذهلت الحضور بفستان أزرق صيفي أنيق، وهي تمشي متشابكة الذراعين مع إيساب روكي، وما أضفى على ثنائيتهما روح الرومانسية، كان مشهد مغني الراب وهو يحمل مظلة فوق المغنية الحامل، مانعاً إياها من التبلل، بينما كان المطر يهطل على السجادة الحمراء أثناء مغادرتهما دار العرض مع بقية طاقم عمل الفيلم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المطر لا يفسد متعة المشاهدة فى مهرجان كان السينمائى
المطر لا يفسد متعة المشاهدة فى مهرجان كان السينمائى

وكالة خبر

timeمنذ 5 أيام

  • وكالة خبر

المطر لا يفسد متعة المشاهدة فى مهرجان كان السينمائى

حمل اليوم السابع لمهرجان كان 2025 طابعاً رومانسياً وسط هطول الأمطار على السجادة الحمراء للمهرجان السينمائي الأهم عالمياً، أثناء حضور النجوم والنجمات لعرض فيلم Highest 2 Lowest، فيما تم تكريم النجم العالمي دينزل واشنطن بالسعفة الذهبية قبل عرض الفيلم، بينما طبعت النجمة ريهانا وحبيبها أساب روكي ذكرى لا تُنسى بعد خروجهما تحت الأمطار على طريقة الأمير هاري وميجان ماركل. نجوم الفن على ريد كاربت فيلم Highest 2 Lowest.. ودينزل واشنطن يتسلم السعفة الذهبية اجتمع عدد كبير من نجوم الفن وصناع السينما على ريد كاربت فيلم Highest 2 Lowest، بطولة النجم العالمي دينزل واشنطن وإخراج سبايك لي، واللذين يتعاونان للمرة الخامسة معاً. ويُعرض الفيلم خارج المسابقة الرسمية، في مهرجان كان السينمائي بدورته الـ78، والتي تستمر حتى 24 مايو. جاء دينزل واشنطن وسبايك لي ضمن أول الحضور، وخطف لي الأنظار بإطلالة ملفتة؛ حيث ارتدى بدلة باللونين البرتقالي والأزرق. كما حضر أيضاً على السجادة الحمراء للفيلم لاعب الكرة الفرنسي الشهير بول بوجبا، والمغني الشهير آيساب روكي، والذي يشارك بالتمثيل في الفيلم، وكذلك جيفري رايت، وظهرت إيزابيلا أوبير بإطلالة لافتة، وحضرت أيضاً أيسي مايغا، داكوتا جونسون، جايسون موموا وكارلا بروني. وكان من ضمن مفاجآت السجادة الحمراء لفيلم دينزل واشنطن، إدراج أغنية "أحلى واحدة" لعزيز مرقة وفريق ديسكو ضمن الموسيقى المصاحبة لدخول النجوم للعرض الأول لفيلم Highest 2 Lowest؛ لتضيف حالة من المرح والرومانسية خاصة مع هطول الأمطار في نفس توقيت خروج النجوم من العرض الخاص للفيلم. ريهانا تتصدر المشهد بعد هطول الأمطار على طريقة الأمير هاري وميغان ماركل في مشهدٍ رومانسي غير معتاد في مهرجان كان السينمائي؛ إذ من المعتاد رؤية العروض المبهرة الحابسة للأنفاس بالإطلالات الفاخرة، تألقت النجمة ورائدة الأعمال ريهانا على رد كاربت مهرجان كان السينمائي في يومه السابع بجانب شريكها إيساب روكي دعماً له في العرض الأول لفيلمه Highest 2 Lowest. بعد أن سجلت آخر حضور لها في مهرجان كان السينمائي عام 2017، عادت ريهانا لأضواء المهرجان العالمي يوم أمس 19 مايو لتدعم حبيبها؛ إيساب روكي في العرض الأول لفيلمه Highest 2 Lowest، الذي يشهد عرضه الأول في المهرجان. وبعد العرض الأول للفيلم، شوهدت ريهانا التي أذهلت الحضور بفستان أزرق صيفي أنيق، وهي تمشي متشابكة الذراعين مع إيساب روكي، وما أضفى على ثنائيتهما روح الرومانسية، كان مشهد مغني الراب وهو يحمل مظلة فوق المغنية الحامل، مانعاً إياها من التبلل، بينما كان المطر يهطل على السجادة الحمراء أثناء مغادرتهما دار العرض مع بقية طاقم عمل الفيلم.

نجوم السينما يدعون لكسر الصمت تجاه غزة ولجنة مهرجان "كان" تحيي الشهيدة حسونة
نجوم السينما يدعون لكسر الصمت تجاه غزة ولجنة مهرجان "كان" تحيي الشهيدة حسونة

فلسطين الآن

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • فلسطين الآن

نجوم السينما يدعون لكسر الصمت تجاه غزة ولجنة مهرجان "كان" تحيي الشهيدة حسونة

وجهت رئيسة لجنة تحكيم مهرجان "كان" السينمائي، الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، تحية إلى روح المصورة الصحفية الفلسطينية فاطمة حسونة، التي استشهدت في قصف إسرائيلي على غزة في منتصف أبريل/ نيسان الماضي. وقالت بينوش في افتتاح الدورة الثامنة والسبعين للمهرجان: "كان ينبغي أن تكون فاطمة معنا الليلة. الفن يبقى. فهو الشهادة القوية على حياتنا وأحلامنا"، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز". وذكرت بينوش في كلمتها الأسرى الإسرائيليين بعد أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وفي رسالة مفتوحة نُشرت الثلاثاء، دعا ما يقرب من 400 شخصية من نجوم السينما العالمية، بينهم بيدرو ألمودوبار وريتشارد غير، إلى كسر الصمت في مواجهة الإبادة الجماعية في غزة، كما أشادوا بفاطمة حسونة التي يتمحور حولها فيلم وثائقي يُعرض في فئة موازية ضمن مهرجان كان. وأعلنت جولييت بينوش أيضا أن "الحرب والفقر وتغير المناخ وكراهية النساء وشياطين همجيتنا لا تسمح لنا بأي قسط من الراحة". وأضافت أمام نخبة من نجوم السينما العالمية ومن بينهم روبرت دي نيرو وليوناردو دي كابريو "في مواجهة ضخامة هذه العاصفة، علينا الدفع قدما لإبراز اللطف وتحويل رؤانا" و"علاج جهلنا والتخلي عن مخاوفنا وأنانيتنا وتغيير مسارنا". يختتم مهرجان كان السينمائي فعالياته في 24 أيار/مايو الحالي بمنح جائزة السعفة الذهبية لأحد الأفلام الـ22 المشاركة في المنافسة. ويُعرض فيلم "ضع روحك على كفك وامشِ"، الذي توثق أحداثه الحياة في قطاع غزة، ضمن قسم "ACID" في مهرجان "كان" السينمائي، وذلك بعد اغتيال المصورة الفلسطينية فاطمة حسونة، إحدى المشاركات الرئيسيات في العمل، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلها. وكانت حسونة عملت على توثيق جرائم الإبادة منذ بداية الحرب على قطاع غزة، قبل أن يغتالها الاحتلال الإسرائيلي بقصف استهدف منزلها في مدينة غزة، ما أدى إلى استشهادها مع 10 أفراد من عائلتها، الأربعاء الماضي. وقبل ساعات قليلة من استشهادها، تلقت المصورة الفلسطينية اتصالا من مخرجة الفيلم، سبيدة فارسي، تبلغها فيه باختيار الفيلم للعرض في مهرجان "كان". ونعى فريق "ACID"، المصورة الفلسطينية، قائلا في بيان: "كان لابتسامتها سحر يشبه عنادها: كانت شاهدة على ما يحدث، تلتقط صورا لغزة، توزع الطعام رغم القصف، تحزن وتقاوم الجوع. سمعنا قصتها، وفرحنا بكل ظهور لها لأنها كانت على قيد الحياة، وكنا نخشى عليها".

أهلا بكم في الديسكو
أهلا بكم في الديسكو

وكالة خبر

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • وكالة خبر

أهلا بكم في الديسكو

أنا في الديسكو، صخب وموسيقى عالية وحادة، أصوات مزعجة متداخلة باللغة العبرية، تدوي في داخل رأسي، سكاكين صوتية لا تهدأ، يختلط الهواء مع الانفاس، الرقصات مع الاشباح التي تدور حولي، اتمايل واتموج، هناك من يسحبني للأعماق ثم يقذفني للأعلى، هناك من يدق عقلي، أرتطم بنفسي، جسدي يترنح، يتعرق، يتفسخ، أذوي جسما ودماغا واحساسا، هناك من يضربني ويجلدني في داخلي، ينتزع ذاتي ويعريها فوق الحصى والرمل. اهلا بكم في الديسكو، الحفلة على وشك البدء، بهذه العبارة يرحب الجلادون الصهاينة بالأسرى الفلسطينيون في معتقل سدي تيمان السري والدموي والذي يقع بالقرب من بئر السبع، والذي أنشئ في قاعدة عسكرية خلال الحرب الابادية على قطاع غزة، والديسكو هو غرفة تعذيب او حظيرة تعذيب كما يطلق عليه الاسرى، توضع فيها سماعات كبيرة وضخمة تصدر أصواتا وضجيجا عنيفا تقتحم أعماق الانسان حتى يفقد الاتزان ويتحول الى انقاض. لا زلت في غرفة الديسكو، موسيقى التعذيب تجعلني ارقص الما، والعازفون يرقصون طربا، أرقص حتى الموت او الاغماء، ارقص مع نفسي وخيالي وهلوساتي، ارقص ثم ارقص حتى اتحول الى كتلة بشرية تحبو وتنبح، الدماء تنزف من الاذنين، الدماء تنزف من العينين، عارٍ ومقيد من اليدين والقدمين، وكلما ازداد القصف الجوي على قطاع غزة وانفجرت القنابل فوق رؤوس الناس ومنازلهم، ازدادت موسيقى الديسكو وانفجرت كالصواريخ ومزقتني الى أشلاء. تحول ملهى الديسكو وهو احد فنون اميركا المتوحشة الى أداة لتعذيب الضحايا الفلسطينيين، فاذا كان هناك للرفاهية فهو هنا للتسبب بالألم والايذاء، هناك للمتعة والتجلي، وهنا لتقويض إنسانية الانسان، اهلا بالديسكو الأمريكي، ديسكو السكارى والمثليين الجنسيين والمتحولين والمخنثين، ثقافة إرهاب الديسكو والقطيع، ثقافة الإبادة وارسال كل أنواع الأسلحة الفتاكة وأدوات القمع الداعمة لإسرائيل في حربها الوحشية على قطاع غزة، تحويل النغم الى قنبلة، والايقاع الى وسيلة تعذيب، العدوان على الجمال والخيال والحرية وروح الانسان، وكما وصف ميكافيللي الحرب بأنها الفن الأسمى لتحقيق الهيمنة. ديسكو التعذيب مستمد من رقصة الموت الذي ساد في العصور الوسطى للقوى الظلامية المستبدة والتي اصيبت بهوس الموت خلال وباء الموت الاسود في منتصف القرن الرابع عشر، والدمار الذي خلفته حرب المائة عام بين فرنسا وانجلترا، واصبح جزء من ثقافة الغرب في تصاويرهم وفنونهم البصرية وخيالاتهم، وفيها يظهر هيكل الموت المصحوب بالموسيقى وهو يفاجئ ضحاياه. اهلا بكم في الديسكو، وعليك ان تدخل الحظيرة والقفص، ان تغتسل بصابون الديسكو، ان تستسلم لماكينة الاستحواذ والسيطرة جسدا وفكرا وادراكا حتى الانصياع، وعليك ان تنظف رأسك واحلامك الوطنية والقومية، وتتجوف حتى تصبح فراغا بلا تاريخ وهوية وذاكرة. اهلا بكم في الديسكو، اهلا بكم في الجنون الصهيوني، في معتقلات وسجون الاحتلال، لم تتوقف الاسطوانات في بث اصواتها الشيطانية، لم تتوقف الحرب على غزة، الموسيقى كالرصاص، ألسنة الجحيم تتدلى، والموسيقى الصاخبة يعزف على أوتارها كل اركان دولة الاحتلال، الوزراء والمخابرات والجيش والقضاة، وفي الديسكو أنت لا تنام، تبقى صاحيا حتى ينشف فيك ماء الصراخ، ويجف عظمك وينكمش لحمك في قبر لا تراه. الديسكو أيديولوجيا التعذيب الصهيوني والتطهير البشري والثقافي في منظومة القمع الممنهجة بحق الأسرى الفلسطينيين، تعذيب غير مرئي ومستمر خارج حدود وقواعد القانون الدولي والمعايير الأخلاقية الإنسانية، استئصال البشر من ادميتهم وارادتهم وكرامتهم وتذويبهم في موسيقى العنف حتى التلاشي. ‏ لم تتحدث اتفاقية مناهضة التعذيب العالمية، ولا اتفاقيات جنيف الأربعة عن ديسكو التعذيب، الذي لا يترك أثرا على الجسد ولكنه يترك دمارا أشد قسوة من الإعدام، فما لا تراه في التعذيب هو الأخطر من التعذيب. ‏أين أنت الآن؟ لا تدري، أنت في معتقل سدي تيمان في غرفة تعذيب اسمها الديسكو، جسمك يتفتت، والجنود يصفقون، وكلما انهارت قواك صفقوا أكثر، وكلما ابيدت عائلة في غزة ومسح منزلها عن وجه الأرض صفقوا وانتشوا وأرسلوا الفيديوهات والصور، يضحكون ويسخرون أمام جسدك المعذب، يقرأون من التوراة نصوصا ويصلون ويرفسون، و يدورون حولك كما يدورون حول الذبيحة، انها موسيقى توراتية سماوية إلهية مقدسة، وقد اعلنوا باسم اله الحرب يوم قيامتك، ويوم موتك، ويوم يصبح قبرك خواء يطفح بالدم والسعال والغثيان. انا في غرفة الديسكو، لا ادري ان كنت تحت الارض في قبر ام فوق الارض في عاصفة، هذا سجن ام قذارة وحاوية، البراز والجرب والضلوع المحطمة، جثث تدخل وجثث تخرج، ولا ادري ان كنت حيا ام ميتا، انا في الدنيا ام في الاخرة، لم أر شمسا ولا نهارا، رأيت ابن غفير يحمل الأقفال والعصي والمسدس، يقف على بوابة جهنم ويطلق الرصاص على الرؤوس والنجوم والسماء والالهة. ‏أهلا بكم في الديسكو، أنت في المحطة الاخيرة من مراحل التعذيب، محطة اضمحلال الجسد نفسيا وجسديا، سلخ الجلد و و تشويه الابدان، انها دراما مثيرة دراما التدمير، الحفلة الأروع للمحققين الساديين، السفالة والرذيلة والغواية، التهيج المشبع بالجريمة، محطة الموت الداخلي للإنسان وليس الموت الخارجي، محطة الاختناق والقهر والتآكل وانهيار الأعصاب، محطة الهلوسة، الهيستيريا وفقدان الشعور بأنك في يوم كنت إنسان. ‏وكان عليك أن تمر في كل الحظائر قبل أن تصل إلى حظيرة ديسكو التعذيب، حظيرة الضرب والتكسير والإذلال، حظيرة التجويع والتعطيش، حظيرة الحفاظات والبامبرز، حظيرة الاغتصاب والاعتداءات الجنسية، حظيرة الكلاب البوليسية المدربة على الاغتصاب الجنسي، حظيرة شد القيود والدعس وبتر الأطراف، حظيرة الزحف وتقليد اصوات الحيوانات، حظيرة التعفن وانتشار الأمراض والديدان، حظيرة الصعق بالكهرباء، حظيرة التعرية والإنبساط والتسلية، حظيرة الأناشيد العبرية وسب القيادات الوطنية، وفي كل هذه المراحل المحققون العباقرة يضربون جسدك بالهروات وبالبنادق والبساطير، يرفسون ويركلون ويشتمون حتى تتحول إلى كتل و أكداس من اللحم المعطوب. ‏أهلا بكم في الديسكو، طنين مستمر في الأذنين، زنانة أخرى فوقك، ويبدأ القصف، تشتعل النار، فكل اسير صار هو غزة، البيوت ترقص وتهتز وتنهار، الاجساد تتطاير في كل مكان ، جسدك ساحة حرب، جسدك مستباح بكل اشكال الشناعة والوساخة، جسدك مطحنة كما هي غزة. ‏أهلا بكم في الديسكو، وقد بدأت الحفلة والطقوس والشذوذ والانتقام، البهجة والانحطاط الأخلاقي والقيمي والإنساني، ما أروع هذه الحفلة، ما أروع نظريات التعذيب التي ابتكرها الكيان الصهيوني، التعذيب بالأصوات المرعبة، التعذيب بالهز، التعذيب بانحناء الظهر كالموزة، الشبح والقرفصة، الحرمان من النوم، التسخين والتبريد، البصق واللطم، التعليق، التهديد وغيرها، ما أروع هذا الإبداع الأمريكي الصهيوني، تعذيب الديسكو الذي لا يريد انتزاع اعترافات أو معلومات، وإنما للقتل والمتعة والفرجة، وهدم كيان الإنسان الفلسطيني وهويته الوطنية، وتحويله الى مجرد وعاء بشري بلا قيمة. ‏ديسكو التعذيب في معتقل سدي تيمان، ربما يكون هو ملهى الاغراء والأغواء الذي تحدث عنه الاسير الشهيد وليد دقه، عندما يصبح التعذيب أداة لصهر الوعي والعقل والروح والإرادة، وينتشر الديسكو من السجن الأصغر إلى السجن الأكبر، فنراه على الحواجز العسكرية، في الإغلاقات المستمرة، و نراه في الاقتحامات الليلية والمداهمات، ونراه في الإعدامات الميدانية، و نراه في تجريف الشوارع وهدم بيوت المخيمات، وفي هذا الديسكو الصهيوني يجتمع السجن والابادة، ترقص تل أبيب فرحا في ما يسمى عيد استقلالها فوق نكبتنا وجثثنا، ولا نرى سوى مزيد من الأضواء اللامعة، الغارات والعمليات العسكرية، الطبول والمستوطنات، والمتفجرات والطائرات والسحجات و الرعشات والرجفات والنيران وشبكات المعسكرات المتعددة. ‏الديسكو في جنين وطولكرم ونابلس والخليل ورام الله، وقد بدأ الديسكو منذ أن دخلنا القفص، الديسكو مصيدة، الانبساط والعناق والتلوث والفساد والبلاهة والسلطنة، التطبيع العجيب بين القاتل والضحية، الرقص في النار الموقدة. انا في الديسكو، في هذا البرزخ، مسافة طلق ناري بين شعار الدولة او الدولتين على ارض لم تعد مشتركة، انا غائب، لا أرقص إلا على رجل واحدة، انا المتجمد المتبلد مكتوم النفس والكتابة، هل سأعود الى امي عائشة؟ واخبرها عن عالم آخر ليس فيه مخيم ولا طابون ولا دبكة شعبية، هناك شيء أخذوه مني يا أمي، قولي الى متى أعود الى اولي واسترد روحي مرة ثانية. افرج عن صديقي من غرفة الديسكو في سجن سدي تيمان، كانت عيونه غائرة ونظراته مليئة بالاسئلة المتيبسة، ولكنه كان يبتسم، وفي كلماته نوافذ لا تطل على المذابح والمجزرة، وقف امام قضاة المحكمة الجنائية في لاهاي، لم يشتك لهم، ولكني سمعته يردد ما قاله المناضل الاممي يوليوس فوتشيك ذات يوم، وهو على مقصلة الاعدام وكأنه يقرأ بيانا او وصية "سيأتي وقت يكون فيه هذا الحاضر ذكرى، وسيتحدث الناس عن عصر عظيم وعن ابطال مجهولين صنعوا التاريخ". اهلا بكم في الديسكو. اهلا بكم في دولة الخمج والاسلاك الشائكة. الخروج من التاريخ واللغة. صداع الجغرافيا والمفاصل والوقت. طغيان يرفرف تحت الاقدام. لكن ما بال هذا الموت يتحول من خراب الى عاصفة؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store