
المرتفعات الأسكتلندية أرض العجائب وجمال لا يشيخ
المسافر
تأسر المرتفعات الأسكتلندية زوارها بجمالها الأخاذ وتاريخها القديم، من الجبال والبحيرات الواسعة إلى الجداول والقلاع القديمة، لذلك تعد مقصدا مهما ووجهة سياحية جذابة للسياح حول العالم.
المصدر : الجزيرة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ يوم واحد
- الجزيرة
7 أسباب تجذب الشباب إلى مدينة دهب المصرية
بينما تلتقي رمال الصحراء بنسمات البحر الأحمر الهادئة، تنبض مدينة دهب بحياة لا تشبه سواها من مدن مصر الساحلية والسياحية. هنا لا يأتي الشباب من كل أنحاء العالم بحثًا عن منتجع فاخر أو شاطئ رملي ممهد فحسب؛ بل يأتي البعض باحثًا عن الهدوء في مدينة بسيطة في طبيعتها المكونة من جبال ونخيل وبحر أزرق على مدى الأفق، هربًا من ضجيج حياة المدن. فيما يبحث آخرون عن مشهد يخطف الأنفاس في عمق البحر، ووادي بدوي يبعثك في تجربة إلى قلب الصحراء، وأمسيات عفوية تحت سماءٍ تضيئها النجوم. في دهب ملاذًا يجمع بين الهدوء والصخب، وبين بساطة البداوة وروح المغامرة جعل من تلك المدينة قبلة للشباب في السنوات الأخيرة. لمحة عن دهب تقع المدينة على ساحل خليج العقبة في جنوب سيناء، وتبعد نحو 100 كلم شمال مدينة شرم الشيخ، وتربطها طرق برية سهلة بمحافظات الوادي والدلتا. نشأت في الأصل كقرية للصيادين، ثم تحوّلت خلال الثلاثين عاما الماضية إلى وجهة سياحية عالمية، لا سيما لعشاق رحلات اليوم الواحد القادمة من منتجعات شرم الشيخ القريبة (مسافة ساعة واحدة بالسيارة). وأصبحت حاضرة بقوة على الخريطة السياحية، المحلية والعالمية على حد سواء. فكثير من شركات السياحة المصرية تحرص حاليا على تنظيم رحلات إليها، وكما تجذب فئات كثيرة من المصريين للسفر إليها بشكل منفرد، بفضل أسعارها الملائمة مقارنة ببعض المدن السياحية الأخرى داخل مصر. تنقسم دهب إلى منطقتين: القرية البدوية الهادئة (العسلة) في الجنوب، حيث الحياة البسيطة وأمسيات الضيافة وهي موضع سكن أهل المدينة، والمنطقة النابضة بالحياة في الشمال التي تحتضن المقاهي والأماكن الترفيهية ومراكز الغوص وسوقها التجاري. سُميت المدينة على الأرجح باسم "دهب" تيمُّنًا بلون رمالها التي تكتسب بريقا ذهبيا عند غروب الشمس، أو بلون مياهها المنعكس عليها. وهنالك سبعة أسباب تجعل الشباب يعشقون دهب تتمثل في الآتي: 1. أسعار ملائمة وخيارات متنوعة دهب مدينة تسودها البساطة وتميزها الطبيعة الهادئة، ومع ذلك فهي من أنسب الوجهات الشاطئية للشباب الباحثين عن توازن بين الراحة والتكلفة، حيث تتنوّع خيارات الإقامة من بيوت الضيافة البسيطة ونزل المخيمات "الكامبات" (جمع كامب camp) المصنوعة من جريد النخيل والأخشاب على حافة البحر لأصحاب الميزانية المحدودة، إلى فنادق فئة النجمتين أو ثلاث نجوم في منطقة الممشى السياحي متوسطة التكاليف، وصولا إلى فنادق فئة الأربعة نجوم مطلة على البحر لمحبي الرفاهية المعتدلة. وبصفة عامة فدهب هي الوجهة الأقل تكلفة في الإقامة من بين مدن أخرى في جنوب سيناء أو البحر الأحمر، مع توفير الاحتياجات الأساسية للنزيل، من سرير مريح وخدمة واي فاي المجانية، إلى مطابخ ومناطق مشتركة تشجع اللقاءات الاجتماعية، وهو ما ما يجعلها خيارًا مثالثا للشباب الذين يبحثون عن تجربة سياحية متميزة بأسعار ملائمة. 2- طقس معتدل وأجواء راحة على الرغم من أنّ دهب تُعرف بكونها وجهةً شاطئية في المقام الأول، فإن مناخها المعتدل يجعلها مناسبة للزيارة على مدار العام حتى خلال الشتاء، إذ تتراوح درجة حرارتها ما بين 20 و30 درجة مئوية أغلب العام. وأما في أشهر الصيف الثلاثة الأكثر حرارة، فتبقى المدينة صالحة للغوص والرياضات المائية بفضل مياهها النقية، ودرجات الحرارة المستقرة. وعلى مدار العام أيضا، تزدان شواطئ دهب بأشجار النخيل الممشوقة التي تضفي لمسةً من الطبيعة البكر، وتتيح لزائرها فرصة التجول على الشاطئ بجوار أشجار النخيل السيناوي وأنت تعتلي جملاً، أو تتجوّل على قدميك بين الماء والرمال لتستمتع بلوحة طبيعية تمتزج فيها زرقة السماء والبحر بلون النخيل. وبفضل هدوئها الظاهر واستقرار طقسها، أصبحت دهب في السنوات الأخيرة وجهة مفضلة لعشاق اليوغا والتأمل وجلسات المساج على الشاطئ، إذ استقر بها عدد من المعالجين وأطباء العلاج الطبيعي من مختلف أنحاء العالم لتقديم تجارب صحة وعافية متكاملة. 3- مناطق غوص بسمعة عالمية تشتهر دهب بأنها "عاصمة الغوص" في جنوب سيناء، وواحدة من أشهر وجهات الغطس في العالم، بفضل عدد من المواقع الفريدة التي تلائم مختلف مستويات محبي الغوص. وتعتبر منطقة الثقب الأزرق (Blue Hole) أهم مناطق الغوص في دهب؛ هذا الحوض البحري العميق الذي يشبه متاهة طبيعية، فتحته الضحلة تمتد إلى أنفاق متعرجة في عمق البحر. هنا ينجذب محترفو الغوص لسحر الأعماق وعالم ما تحت الماء، بينما يكتفي المبتدئون بمراقبة الشعاب المرجانية قرب سطح الماء وتحت ضوء الشمس المتناثر. ويمتاز حوض الثقب الأزرق "البلوهول" بوفرة الحياة فيه، بما فيها من شعاب مرجانية وأسماك، كما أنها تسمى بمقبرة الغواصين لما فيها من خواص تجذبهم؛ ولكنها في الوقت نفسه منطقة عميقة وخطرة، للحد الذي أفقد بعض من هواة المغامرة من الذين حاولوا تحطيم الأرقام القياسية في الغوص حياتهم. ولتخليد ذكرى هؤلاء المغامرين، ستجد على الجبل الموازي للثقب الأزرق نقش يذكر بالمغامرين الذين فقدوا أرواحهم في تلك البقعة. وعلى بُعد بضع كيلومترات شمالًا من "البلو هول"، يقع الكانيون (The Canyon) وهو ممر مائي ضيق محفور بين الصخر، عمقه يناهز 50 متراً ويتميز بجدرانه المرجانية المزدهرة، ما يجعله وجهة مناسبة للغواصين الباحثين عن تجربة استكشافية مختلفة في جو من الإثارة. ولا تكتمل تجربة الغوص في دهب دون زيارة منطقة "الحمامات الثلاث" (Three Pools)، وسميت بذلك لأنها تحتضن 3 حمامات سباحة طبيعية وسط المياه، كونتها الصخور والشعب المرجانية. وتعد من أفضل أماكن الغطس للمبتدئين ومحبي التصوير تحت الماء. وأخيرا لا تفوتك زيارة منطقة "لايت هاوس" (Lighthouse) في شمال المدينة وبالقرب من منطقة الممشى السياحي العامرة بمراكز الغطس، وهي منطقة جذابة لممارسة الغطس بسبب مزيجا من الشعاب المرجانية النادرة والأسماك الملونة. 4-محمية أبو جالوم أو الاتصال بالطبيعة تقع محمية رأس أبو جالوم على امتداد ساحل خليج العقبة في جنوب سيناء، يمكن الوصول إلى قلب المحمية من منطقة البلوهول عبر ركوب لانش سريع يشق المياه بمحاذة الجبال، ثم ركوب سيارات الدفع الرباعي التي تسير خلال الوديان الجبلية غير الممهدة، ما يجعل الوصول إليها بحد ذاته مغامرة لا تُنسى. وما أن تصل إلى هناك ستحتاجك الدهشة من تفرد الطبيعة البكر، والطوبوغرافية المميزة لاقتراب الجبال من شاطئ خليج العقبة وأعماق البحر الأزرق العميق، حيث تُعد أبو جالوم ملاذًا بيئيًا فريدًا للعديد من النباتات البرية، إضافةً إلى امتداداتٍ بحرية من الشعاب المرجانية الغنية والحياة البحرية المتنوعة. كما تمنحك زيارة المحمية تجربة بدائية فريدة؛ فلا يوجد بها شبكة إنترنت أو اتصالات، بالإضافة لعدم وجود خدمة الكهرباء، وهذا يعني أن المنطقة تجتذب من يريد العودة إلى الحياة البسيطة لساعات، مع القيام بنشاطات رياضية مثل الغطس وتسلق الصخور والاسترخاء على شاطئ البحر. 5-رياضات مائية وأنشطة الأدرينالين تتمتع دهب ببيئة فريدة تجمع بين مياه البحر الأحمر الصافية ورياح سيناء القوية، مما جعلها قبلة لعشاق المغامرات المائية والأنشطة المحفزة للأدرينالين طيلة العام. وإليك أبرز ما يمكنك تجربته: إعلان إذا كنت من عاشقي رياضة ركوب الأمواج والمراكب الشراعية (Windsurfing & Sailing)، فأمامك فرصة كبيرة لممارسة رياضتك المفضلة في دهب، حيث إن قوة وسرعة الرياح التي تهب فيها، مع وجود الجبال التي تحيط بها من جهات كثيرة، تجعلها من أفضل الأماكن لركوب الأمواج على الألواح والمراكب الشراعية. كما يمكنك ممارسة رياضة التجديف بالكاياك (Kayaking) وركوب البدّال (Paddleboarding) في الشاطئ بمحاذاة منطقة الممشى أو في اللاغونا، وهو الشاطئ الرملي الوحيد في مدينة دهب، ذو مياه هادئة وراكدة تطل على جبال سيناء ونخيلها. كما تشتهر دهب بالقفز بالمظلات (Parasailing)، وهي تجربة مميزة تحلق بك عاليا فوق خليج العقبة، لتنعم بمناظر بانورامية ساحرة للساحل وجبال سيناء الشاهقة. وإذا كنت ترغب في نوع أخر من المتعة بعيدا عن الأنشطة المائية، عليك برحلات السفاري بين الجبال أو في الصحراء، فيمكنك استخدام "بيتش باجي" (Beach Buggy) وهي سيارات شاطئية ذات عجلات عريضة للسير على الرمال، والذهاب لأحد الوديان القريبة من منطقة "ثري بولز" أو عبر وديان قرية العسلة. ويُفضل أن تكون رحلات السفاري عند شروق أو غروب الشمس، حيث تنتشر أشعة الشمس على الرمال، فتكسوها بألوان رائعة مع نسمات هواء باردة. ويمكنك أيضاً ركوب الجمال وسط الطبيعة البكر، والتقاط صور رائعة. وإذا كنت من محبي التحدّي فعليك بتسلق الصخور (Hiking)، في منطقة "وادي جني"، وهو عبارة عن واحة صغيرة في حضن الجبل، أو في وديان محمية أبو جالوم العامرة بمسارات جبلية، والتي تستقطب هواة التسلّق والمشي في بيئة صحراوية خلابة. 6- زيارة الصحراء وأجواء البادية ولدهب سحر آخر لا يظهر إلا حين تغرب الشمس، وتبدأ الأضواء لتخفت واحدة تلو الأخرى، فلا يوجد بالمدينة أنشطة ليلية صاخبة مثل المدن السياحية الأخرى باستثناء زيارة الصحراء ليلاً، حيث تنتشر الخيام البدوية على امتداد الشاطئ ووديان الجبال، ويُقدّم أهل المنطقة المأكولات المحلية والشاي البدوي السيناوي، وسط أجواء دافئة من الضيافة العربية الأصيلة. ومن أشهر أماكن دهب المميزة ليلاً في الصحراء سفح جبل "وادي الطويلات"، حيث تقام سهرات بدوية بمزيج من السمر حول نار الفحم، تُشوى فوقها قطع اللحم، وتُقدّم الأطباق البدوية على أنغام الموسيقي والرقصات الشرقية والفلكلورية المصرية. أما مغامرة التخييم ليلا على الشاطئ فتمثل ذروة التجربة، فبعيدا عن أنوار المدينة وضجيج الإنترنت، يمكنك مراقبة السماء والنجوم، والتنعم بالانعزال التام مع الطبيعة، بعيدا عن أي اتصال إلكتروني، لتصقل روحك وتستمد لحظات سكينة نادرة. 7-ممشى تجاري وترفيهي يمتد الممشى السياحي في دهب على طول كيلومتر ونصف الكيلومتر ضمن منطقة "لايت هاوس"، والمطلة مباشرة على مياه خليج العقبة، وقد تم تطويره ليشمل مسارات منفصلة للمشاة وراكبي الدراجات، مع مرافق صديقة لذوي الهمم (ذوو الاحتياجات الخاصة). يضم الممشى عشرات المقاهي والمطاعم التي تتسم بالديكورات الخشبية والألوان المبهجة والأثاث البحري، حيث يُمكن للزائرين الجلوس أمام البحر والاستمتاع بالمشروبات، والأطباق المحلية والعالمية. كما تنتشر على جانبي الممشى مجموعة من البازارات والمحلات التجارية التي تعرض الملابس البدوية والحقائب اليدوية والهدايا التذكارية، بالإضافة إلى المشغولات اليدوية والتوابل والأعشاب المحلية. إعلان وفي المساء، يتحول الممشى إلى نقطة جذب لعشاق الحياة الليلية، مع حفلات صغيرة في الهواء الطلق وعروض موسيقية حية تقدمها فرق محلية وأحيانا فرق دولية، ما يجعل الممشى قلب الفعاليات الترفيهية في المدينة. هذه إذن دهب، مدينة تتسم ببساطة تسودها أجواء مميزة يشعر بها كل من زارها، يجتمع هنا هدوء الصحراء برِحاب موج البحر، لتمنح زائرها راحة وطمأنينةً بعيدًا عن ضوضاء الحياة اليومية. وسواءً كنت شابا تبحث عن دفقات أدرينالين تحت الأمواج، أو لحظات تأمل صامت تحت نجوم الصحراء، أو حوارات ودية في مقهى على الممشى البحري، فزيارة عاصمة الغوص في جنوب سيناء تعدك بتوازن فريد يجمع بين المتعة وتجدد الروح.


الجزيرة
منذ 6 أيام
- الجزيرة
عام قياسي للسياحة المصرية.. هل يعكس الإمكانات الحقيقية للبلاد؟
القاهرة- واصل قطاع السياحة في مصر مسيرة النمو التصاعدي للعام الرابع على التوالي، محققًا مستويات قياسية جديدة تؤكد التعافي التدريجي والجاذبية المتزايدة للمقصد السياحي المصري. وسجلت إيرادات السياحة في مصر خلال عام 2024 قفزة ملحوظة بنسبة 9% على أساس سنوي، محققة مستوى قياسيًا بلغ 15.3 مليار دولار، بالتزامن مع زيادة عدد السائحين بنسبة 5% ليصل إلى 15.7 مليون زائر. ورغم هذه الأرقام الإيجابية التي تعكس تعافي القطاع، فلا يزال المراقبون يرون أن الإمكانات السياحية الهائلة التي تزخر بها مصر من مقاصد أثرية فريدة وتنوع طبيعي خلاب، تستدعي تحقيق معدلات نمو أكبر. تُعد مصر، بما تمتلكه من آثار فريدة وشواطئ خلابة ومناظر طبيعية متنوعة، من أكثر الدول المؤهلة لجذب أعداد أكبر من السياح وتحقيق إيرادات سياحية تفوق المستويات الحالية. ومع اقتراب موعد حدث استثنائي مرتقب في الثالث من يوليو/تموز المقبل، تتزايد التوقعات بتحقيق طفرة جديدة في القطاع السياحي. تستعد مصر في هذا اليوم لافتتاح المتحف المصري الكبير، وهو صرح ثقافي أثري عالمي فريد بتصميمه وموقعه الإستراتيجي قرب الأهرامات ومطار سفنكس، ليصبح نقطة جذب سياحي شاملة ويُحدث نقلة نوعية في السياحة المصرية. خطة طموحة وتساؤلات ملحة ورغم طموح مصر نحو تحقيق 30 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2028 من خلال استقطاب 30 مليون زائر، وهو ما يمثل الركيزة الأساسية لتعزيز إيرادات قطاع السياحة، يبقى التساؤل حول مدى قدرة الحكومة على مضاعفة الأرقام الحالية خلال 3 سنوات فقط، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والعالمية المستمرة. وتبدو طموحات مصر أقل من تقديرات مؤسسة "فيتش سوليوشنز" التي تتوقع وصول عدد السياح إلى 16.8 مليون في 2025 بزيادة قدرها 5.5% على أساس سنوي، و18.8 مليون بحلول 2028، مع إيرادات متوقعة تبلغ 17.4 مليار دولار في 2025 وتصعد إلى 19.8 مليار دولار في 2028. وتستند توقعات فيتش إلى زيادة الطلب من الأسواق الأوروبية والأميركية، مدعومة بالاستثمارات في البنية التحتية الفندقية التي من المخطط أن تصل إلى نحو 1800 منشأة بحلول عام 2028. نمو قوي يلهم طموح مصر وتتبنى وزارة السياحة والآثار في مصر إستراتيجية طموحة تهدف إلى النهوض بالقطاع السياحي، وإبراز ما يتمتع به المقصد السياحي المصري من تنوع لا يُضاهى في المنتجات والأنماط السياحية وليس له مثيل، وفقا لوزير السياحة شريف فتحي. وشهد قطاع السياحة نموا قويا خلال النصف الأول من العام الجاري بنسبة 13.1%، وهو ما يعكس فاعلية الإستراتيجية الحكومية في جذب مزيد من السياح، وتعزيز التجربة السياحية من خلال تحسين الخدمات والبنية التحتية. أهمية السياحة للاقتصاد المصري وتُعد السياحة أحد المحركات الرئيسة للنمو الاقتصادي المصري، ومصدرا مهمًا للعملة الصعبة وتسهم بنسبة كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي ، وتوفر ملايين فرص العمل المباشرة وغير المباشرة. المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي: نحو 12%. المساهمة في إيرادات مصر من العملات الأجنبية: نحو 15%. ثالث أكبر مصدر للعملة الصعبة بعد الصادرات وتحويلات المصريين العاملين بالخارج. عدد العاملين في قطاع السياحة (مباشر وغير مباشر): نحو 3 ملايين. نسبة العاملين في قطاع السياحة من إجمالي قوة العمل: نحو 10%. مصر في انتظار أهم حدث سياحي وتوقع وكيل وزارة السياحة السابق مجدي سليم أن "تواصل إيرادات السياحة نموها وبوتيرة أسرع مع الحدث الاستثنائي (المرتقب)، وهو افتتاح المتحف المصري الكبير بالقرب من منطقة الأهرامات بمحافظة الجيزة في يوليو/تموز المقبل، الذي يعد أهم حدث سياحي في مصر خلال العقود الأخيرة". وفي حديثه للجزيرة نت، رهن الخبير السياحي استمرار النمو بوتيرة أسرع من خلال اعتماد خطة متكاملة بين القطاع الخاص والحكومة تعتمد على المحاور التالية: إعلان زيادة عدد الغرف الفندقية لتعزيز الإيرادات. رفع مستوى الخدمة ومستوى العمالة. زيادة الدعاية الحديثة المؤثرة ضمن خطة التسويق والترويج السياحي. استغلال التكنولوجيا الحديثة على نحو أمثل. استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة السائح والترويج الذكي للمنتجات السياحية. توفير تطبيق إلكتروني لتسهيل الوصول إلى المعلومات المختلفة. وأشاد المسؤول المصري السابق بدور القطاع الخاص باعتباره أحد المحركات الرئيسية للتدفق السياحي، مؤكدًا أن مستويات الخدمة التي يقدمها هذا القطاع تعد مؤشرًا مهمًا على كفاءة الأداء. وأوضح سليم أن التجربة الإيجابية للسياح تنعكس بشكل مباشر، حيث يتحولون إلى وسيلة دعاية فعالة تسهم في زيادة العائدات السياحية. مقومات فريدة وعائدات غير متناسبة بدوره، أكد رئيس مجلس إدارة غرفة السلع السياحية وعضو الاتحاد المصري للغرف السياحية، علي غنيم، أن مصر تمتلك مقومات سياحية فريدة من نوعها، خاصة في مجال الآثار عبر العصور. ومع ذلك، فإن العائدات الحالية للقطاع لا تتناسب مع هذه المقومات الفريدة التي تتمتع بها البلاد، ويجب تحقيق دخل أعلى وأكبر، وفق تعبيره. وفي تصريحات خاصة للجزيرة نت، أوضح غنيم -الذي يرأس أيضا مجلس إدارة شركة مون ريفر للسياحة- أن الأسعار الحالية للمزارات السياحية، سواء الأثرية أو الشاطئية، لا تعكس قيمتها الحقيقية. وأشار إلى أن هذه الأسعار تقل بكثير عن نظيرتها في دول الجوار، التي لا تمتلك المزايا السياحية التي تتمتع بها مصر. وشدد غنيم على أن الأهم ليس فقط أعداد السياح الوافدين، بل حجم العائدات المتحققة، فجذب عدد أقل من السياح ذوي الإنفاق المرتفع يمكن أن يوفر عوائد أعلى، وهو ما يتطلب تسعير المقصد السياحي المصري بشكل مناسب واستهداف هذه الفئات، مؤكدا ضرورة القضاء على ظاهرة البيع بأقل من السعر العادل، لما لها من تأثير سلبي على الدخل القومي وعلى الصورة الذهنية للسياحة المصرية. ورغم ذلك، فإن النمو المطرد الذي يشهده قطاع السياحة في مصر قد انعكس بالفعل بشكل إيجابي على جوانب اقتصادية واجتماعية أخرى، حسب غنيم، لافتا إلى أن انتعاش السياحة أسهم في دعم عديد من القطاعات المرتبطة بها بشكل مباشر، مثل الفنادق التي شهدت زيادة في معدلات الإشغال، وشركات النقل، والمطاعم، بالإضافة إلى قطاع الحرف اليدوية والصناعات التقليدية الذي ازدهر مع زيادة الإقبال السياحي.


الجزيرة
منذ 6 أيام
- الجزيرة
ترينتو.. جنة الطبيعة الإيطالية التي لا يعرفها الكثيرون
تتربع مدينة ترينتو في قلب شمال إيطاليا كواحدة من جواهر البلاد الخفية، وتستحق بحق لقب "جنة البحيرات"، إذ تضم أكثر من 300 بحيرة تتميز بمياهها الفيروزية الرقراقة. من بينها، تتصدر بحيرة "مولفينو" قائمة الأجمل على مستوى البلاد، حيث فازت بهذا اللقب عدة مرات، آخرها عام 2024. ورغم موقعها الإستراتيجي بين قمم جبال الألب الشاهقة، غالبا ما تغيب ترينتو عن قائمة أولويات السياح مقارنة بمدن إيطالية أكثر شهرة، مثل فيرونا أو ميلانو. غير أن من يتجول في أزقتها وساحاتها العريقة، ويستكشف قصورها وقلعتها التاريخية "بونكونسيليو"، يدرك سريعا أن المدينة تحتضن مزيجا مدهشا من الطابع المتوسطي والجمال المعماري الغني الذي يعكس تاريخا ضاربا في القدم، يعود إلى شعوب الكلت، ثم الرومان الذين أسسوا مدينة "ترايدنتوم" الاسم اللاتيني لترينتو. الحفريات تحت أزقة البلدة القديمة كشفت عن نظام عبقري لقنوات المياه يعود للعهد الروماني، مما يؤكد إدراك الرومان لأهمية هذه المنطقة المحورية في وادي "أديجي". ولم يكن من قبيل المصادفة أن اختارها الأباطرة الألمان ممرا رئيسا في طريقهم إلى تتويجهم في روما خلال العصور الوسطى. ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، أسست ترينتو جزءا كبيرا من نهضتها على وفرة المياه، من خلال تطوير محطات توليد الطاقة الكهرومائية، مما جعلها اليوم من المدن المساهمة في تغذية مناطق أخرى في البلاد بالكهرباء. وادي البحيرات.. وجه آخر للجنة يبعد "فالي دي لاغي" أو "وادي البحيرات" نحو 20 دقيقة فقط عن ترينتو، ويمتد على الجانب الآخر من جبل "مونتي بوندوني". وتُعد بحيرة "توبلينو" نجم هذا الوادي، بجمالها الأخّاذ وقلعتها الحالمة ذات الطراز العائد إلى القرن الـ16، التي تطفو كجزيرة حجرية وسط الضباب، مستخدمة كموقع مثالي لتصوير الأفلام. وتتميز هذه المنطقة بمناخ متوسطي معتدل، بفضل الجبال التي تحتضنها، وتمنحها حماية طبيعية من التغيرات المناخية القاسية. الغطاء النباتي هنا متنوع؛ من كروم العنب "نوسيولا" التي تتسلق المنحدرات، إلى أشجار التين والدلب والسرو التي تعكس جمالها على سطح الماء. أما رياح "أورا" الدافئة، فهي ظاهرة طبيعية تبدأ عادة من منتصف النهار، وتُحدث قناة هوائية تحمل الهواء من بحيرة "غاردا" باتجاه الشمال، مما جعل السكان المحليين يطلقون على الوادي لقب "وادي الرياح". رياضات مائية في "كافيدين" عشاق ركوب الأمواج يجدون في بحيرة "كافيدين"، الواقعة خلف "توبلينو"، ملاذا مثاليا لممارسة رياضاتهم المفضلة، خاصة مع المنحدرات الصخرية التي تنعكس على سطح البحيرة، مضفية عليها طابعا دراماتيكيا. أما محبو العزلة والاسترخاء، فيمكنهم زيارة بحيرة "لامار" الواقعة في الطرف الآخر من الوادي، وهي واحدة من أكثر البحيرات تفردا في المنطقة. وتحيط بها غابات كثيفة، ويزدهر فيها وجود الخفافيش، بل وحتى الدببة التي يُحذّر من وجودها في بعض اللافتات، خاصة مع إعادة إدخال هذه الحيوانات إلى جبال "دولوميت" قبل 25 عاما. "مولفينو".. درة البحيرات الإيطالية ترتفع بحيرة "مولفينو" أكثر من 800 متر فوق مستوى سطح البحر، وتخطف الأنظار بلونها الزمردي البراق. تحيط بها شواطئ مرصوفة بالحصى ومروج خضراء فسيحة، مما جعلها تفوز مرارا بلقب أجمل بحيرة في إيطاليا. ولا يُسمح سوى للقوارب الكهربائية بالإبحار فيها حفاظا على صفاء مياهها. وقد كانت هذه البحيرة، والبلدة التي تحمل اسمها، من أولى المناطق التي شهدت انطلاقة السياحة في ترينتو، إذ شُيّد فيها أول فندق في عام 1900 لاستقبال متسلقي الجبال الراغبين في صعود قمة "كروز ديل ألتيسيمو" التي تعلو 2339 مترا. كما يمكن للزوار اليوم استخدام التلفريك للوصول إلى ارتفاع 1500 متر. وتتميز البحيرة بعمق يصل إلى 120 مترا، مما يجعل مياهها باردة حتى في أغسطس/آب، إذ لا تتجاوز 21 درجة مئوية. وتحيط بها 5 حصون صغيرة شُيدت تاريخيا لصد جيش نابليون، ويمكن الوصول إليها عبر جولة مشي ممتعة تستغرق ساعتين. واليوم، تستضيف البحيرة بطولة "إكستيرا" العالمية في سباقات الترايثلون، التي نُقلت من "ماوي" في هاواي إلى "مولفينو"، وستُقام مجددا في سبتمبر/أيلول 2025. "ليفيكو" و"كالدونازو".. وجه آخر للاسترخاء أما بحيرة "ليفيكو"، فتقع على بُعد 20 كيلومترا فقط من ترينتو، وتشتهر بمنتجعاتها الصحية في قرية "فيتريولو"، حيث تنبع المياه الحارة من ارتفاع 1500 متر. وقد منح الإمبراطور "فرانز جوزيف الأول" عام 1894 قرية "ليفيكو تيرمي" صفة مدينة ضمن الإمبراطورية النمساوية المجرية، وكان يتم تصدير زجاجات المياه العلاجية منها إلى برلين وموسكو. أما بحيرة "كالدونازو" المجاورة، فهي المفضلة لدى سكان ترينتو، وتعدّ أكبر بحيرة سباحة في المنطقة، وموقعا مفضلا للتخييم، بفضل دفء مياهها واتساع مساحتها، كما ترتبط كلتا البحيرتين بكهوف جوفية مائية. وفي أقصى الجنوب، تقع بحيرة "تينو" الصغيرة والمذهلة، ذات الشكل الدائري والمياه الفيروزية، على مقربة من ساحل بحيرة "غاردا" المزدحم. وتُطل عليها قرية "كانالي دي تينو" التي تعود إلى العصور الوسطى، وتُعد من أجمل القرى الإيطالية، يسكنها عدد من الفنانين، وتوفر إطلالات بانورامية على سواحل غاردا. لكن بسبب الاكتظاظ السياحي في بحيرة "غاردا"، يفضل كثير من سكان ترينتو التوجه إلى بحيرات المرتفعات، حيث الجمال الهادئ والطبيعة البكر.