
خمس حيل للتغلب على الإرهاق وتحسين نومك
السر في الشعور بالراحة بعد ليلة من النوم قد يبدأ في النهار. نقدم لك بعض النصائح التي تعينك على تحسين نومك وتخفف من شعورك بالتعب.
هل تشعر بالتعب؟ لست وحدك، وقد تفكر في تعديل عادات نومك نتيجة لذلك.
تركّز عادة الاستراتيجيات التي تهدف للتمتع براحة أكبر خلال النوم على أوقات الليل، مثل الخلود إلى النوم في أوقات منتظمة، وعدم تصفح الهاتف في الفراش.
لكن الحصول على نوم جيد ليلاً لا يتعلق فقط بالروتين الليلي، والشعور بالانتعاش لا يرتبط دائماً بالنوم الجيد. هناك أشياء أخرى ذات تأثير يمكنك فعلها في أوقات أبكر من النهار خلال استيقاظك.
نقدم لك خمس طرق للشعور براحة أكبر، ورفع مستوى الطاقة لديك، وحتى تحسين نومك، دون الحاجة لتغيير عادات نومك نفسها.
راقب مستويات الحديد لديك
يعاني واحد من كل ثلاثة أشخاص حول العالم من نقص مستويات الحديد. وتشمل الفئات الأكثر عرضة لذلك الرُّضَّع والأطفال الصغار، والفتيات والنساء في سن الإنجاب – بسبب فقدان الدم الناتج عن الدورة الشهرية -، والنساء الحوامل، والرياضيين الذين يمارسون رياضات التحمّل، والنباتيين – خاصة الصارمون منهم – والأشخاص الذين يتبرعون بالدم بشكل متكرر.
لكن يمكن لأي شخص أن يصاب بنقص الحديد، أو نتيجته المحتملة المتمثلة بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد. وتشمل أعراضه الشعور بالتعب والإرهاق، إضافة إلى الأرق والاستيقاظ خلال الليل.
وإذا كنت تشعر بالتعب بشكل متكرر، رغم تغيير عادات نومك، فقد يكون من الجديد أن تستشير طبيبك بشأن إجراء فحص مستويات الفيريتين – وهو بروتين يساعد على تخزين الحديد- أو مستوى الهيموغلوبين، المسؤول عن نقل الأكسجين إلى كافة أنحاء الجسم.
حتى وإن لم تكن تعاني من نقص الحديد، فإن اهتمامك بالتغذية قد يجنبك الإصابة بنقصه.
تشمل مصادر الحديد الهيمي – وهو الحديد الأكثر امتصاصاً – اللحوم والأسماك والبيض. ويمكن تعزيز التوافر الحيوي في مصادر الحديد غير الهيمي، مثل الفاصولياء والخضروات الورقية، عن طريق تناول أطعمة غنية بفيتامين ج في الوقت ذاته.
تناول الخضروات
خلصت العديد من الدراسات واسعة النطاق إلى أن البالغين الذين يستهلكون المزيد من الفواكه والخضروات يحصلون على نوم أفضل، في حين أن أولئك الذين يتناولون المزيد من الوجبات السريعة والمشروبات الغازية يحظون بنوم أسوأ.
ووجدت الأبحاث أن الأفراد الذين يتبعون ما يسمى النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط - الذي يتميز بمستويات عالية من الخضروات والفواكه والمكسرات والبقوليات والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان قليلة الدسم - ينامون بشكل أكثر ثباتاً وأفضل من أولئك الذين لا يتبعونه.
كما لوحظ أن الأشخاص الذين ينامون أقل من خمس ساعات في الليلة يستهلكون كميات أقل من الحديد والزنك والسيلينيوم والفوسفور والمغنيسيوم، وكذلك فيتامين ج واللوتين والسيلينيوم، مقارنة بأولئك الذين ينامون أكثر.
من الصعب دائماً فهم العلاقة بين المسبب والنتيجة، خاصة مع مواضيع صعبة الدراسة مثل التغذية والنوم. لهذا السبب، ليس من الواضح من معظم الدراسات ما إذا كان الناس يأكلون بشكل أفضل عندما ينامون أكثر، أو ينامون بشكل أفضل لأنهم يأكلون بشكل أفضل، أو كلا الأمرين معاً.
ومع ذلك، لا يقتصر الأمر على أننا نميل إلى تناول الوجبات السريعة حين نشعر بالتعب، لكن ذلك يمتد ليؤثر أيضاً على نوعية النوم الذي نحصل عليه. وجدت دراسة أُجريت على 15 شاباً في السويد أن استهلاكهم لنظام غذائي عالي الدهون والسكر غيّر موجات دماغهم أثناء النوم فتدهورت جودة نومهم العميق. وعندما تحولوا إلى نظام غذائي صحي منخفض الدهون والسكر، تحسن نومهم العميق.
على الرغم من أن مثل هذه الدراسات صغيرة بسبب صعوبة جمع بيانات نشاط الدماغ أثناء النوم – حيث يحتاج الأشخاص إلى الحضور إلى مختبر النوم والخضوع للمراقبة طوال الليل –، إلا أن هناك الكثير من الأدلة الأخرى التي تشير إلى فوائد النظام الغذائي الصحي على النوم.
تشير بعض التجارب العشوائية المضبوطة - وهو نوع من التجارب العلمية - إلى أن تناول خمس أو عشر حصص من الخضروات يومياً يمكن أن يعزز نومنا.
على سبيل المثال، ركزت دراسة على أكثر من 1000 شاب وشابة بالغين يتناولون أقل من ثلاث حصص من الفواكة والخضروات يومياً، وراقبت نومهم بعد زيادة استهلاكهم لها.
بعد ثلاثة أشهر، تبين أن النساء – ولكن ليس الرجال – أصبحن أكثر قابلية بمرتين لتحسين أعراض الأرق لديهن، وحظين بجودة نوم أفضل قليلاً، واستغرقن وقتاً أقل للنوم، بعد زيادة حصص الخضروات التي يتناولنها إلى ستة على الأقل يومياً، مقارنة بأولئك الذين لم يفعلوا ذلك.
في الوقت ذاته، وجدت دراسة عشوائية مضبوطة أن الأطفال وعند إخضاعهم لحمية غذائية تتضمن تناول الخضروات الورقية خمس مرات في الأسبوع، يشعرون براحة أكبر ويحظون بنوم أفضل.
ورجّح الباحثون السبب وراء ذلك إلى احتواء الخضروات الورقية على مستويات عالية من الفيتامينات، خاصة فيتامين أ وفيتامين ج، التي تساعد على امتصاص معادن أخرى تساعد على النوم مثل الحديد.
مارس تمارين رياضية قصيرة المدة حتى ولو كانت في المساء
لا يزال البحث جارياً حول العلاقة الدقيقة بين التمارين البدنية والنوم، لكن يبدو أن النشاط البدني بشكل عام يساعدنا على النوم لفترة أطول وبجودة أفضل، ولا يتعين عليك القيام بالكثير من التمارين كما قد تظن.
على سبيل المثال، وجد تحليل تلوي موثوق لعام 2015 – وهو نوع من التحليلات الإحصائية - شمل 66 دراسة، أن التمارين، حتى ولو لبضعة أيام، تساعد الناس على النوم بشكل أسرع ولفترة أطول، كما حسنت ممارسة التمارين بانتظام جودة النوم.
كانت معظم التأثيرات بسيطة، لكنها كانت أكبر عند الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في النوم. وهذا يعني، بكلمات أخرى، أن البالغين الذين يعانون من مشاكل في النوم قد يستفيدون بشكل خاص من ممارسة التمارين.
تشير دراسات أخرى إلى أنه لا حاجة لأن تكون التمارين مكثفة، أو حتى يومية، لتحدث فرقاً.
وجد بحث علمي أن ممارسة التمارين ثلاث مرات في الأسبوع كانت لها نتائج أفضل على النوم من ممارسة التمارين كل يوم، أو مرة واحدة في الأسبوع فقط.
قد تعزز التمارين ذات الشدة المعتدلة النوم أكثر من التمارين ذات الشدة العالية، فحتى 10 دقائق فقط من التمارين يومياً قد تحدث فرقاً.
وتشير مراجعة أخرى للأبحاث إلى أن ممارسة التمارين في المساء، حتى ساعتين قبل النوم، لا تشوش على النوم، وهي أخبار جيدة لأولئك الذين ليس لديهم وقت آخر لممارسة التمارين.
تحسين النوم ليس الوسيلة الوحيدة التي قد تساعدنا بها التمارين على الشعور بمزيد من الراحة. توصل بحث إلى أن ممارسة النشاط البدني يجعلنا أكثر ميلاً للشعور بالانتعاش، أو حتى التصريح بأننا نمنا بشكل أفضل في الليلة السابقة، بغض النظر عن مدى جودة نومنا بالفعل.
قلل أو امتنع عن تناول الكحول والتبغ
قد يكون التخفيف أو الامتناع عن تناول الكحول والتدخين ضمن قائمة قرارات السنة الجديدة للعديد من الأشخاص، لكن، وبالنسبة لأولئك الذين يشربون أو يدخنون بانتظام، قد يكون من الصعب الالتزام بالامتناع عنها فجأة.
يرجع ذلك ربما إلى أن الأهداف التي يمكن تحقيقها ويمكن قياس النجاح فيها بسهولة، مثل تبني عادة جديدة أو إدخال تغيير إيجابي ما، تكون أكثر نجاحاً من تلك التي تركز على الامتناع عن العادات.
لكنك قد ترغب هذا العام في محاولة التخلص من عادة شرب الكحول أو التدخين، كوسيلة للشعور بمزيد من الراحة.
يرتبط التدخين بزيادة صعوبة النوم، وبنوم أقل إنعاشاً، خاصة النوم العميق البطيء.
ويبدو أن تناول الكحول يؤدي أيضاً إلى نوم أسوأ. فقد يجعلنا تناول ما يصل إلى مشروبين أو ثلاثة قبل النوم نشعر بالنعاس، ولكن ذلك ينطبق فقط على البدايات، فإذا واصلنا الشرب بهذه الطريقة لمدة ثلاثة أيام أو أكثر، فإن التأثير ينقلب، حيث يرتبط الشرب المنتظم بزيادة خطر الأرق.
وجدت أبحاث أخرى أن مشروباً واحداً حتى قبل النوم يغير فيزيولوجيا نومنا، حيث ينام شاربو الكحول بشكل أسرع وبعمق أكبر في النصف الأول من الليل، لكنهم يستيقظون أكثر في النصف الثاني من الليل، ويحصلون على نوم أقل خلال ما يُعرف بمرحلة "حركة العين السريعة".
قد يؤدي الشرب أيضاً إلى إحداث اضطراب في إيقاعنا اليومي، وتقليل كمية النوم الإجمالية التي نحصل عليها، وتفاقم أي مشاكل نوم متعلقة بالتنفس، مثل انقطاع النفس أثناء النوم.
لا تنسَ تناول وجبة الإفطار
في موضوع غطته بي بي سي من قبل، فإن الأدلة مختلطة بشأن ما إذا كان تناول وجبة الإفطار يساعد في فقدان الوزن، أو الحفاظ على وزن صحي.
على سبيل المثال، وجدت سلسلة من التجارب العشوائية المضبوطة أنه لا تأثير واضحاً لتناول أو تخطي وجبة الإفطار على أمور، مثل كتلة الجسم.
تصبح فوائد وجبة الإفطار أوضح قليلاً عندما يتعلق الأمر بتأثيرها على الشعور باليقظة والحدة الذهنية. فقد وجدت مراجعة لـ 43 دراسة أن تناول وجبة الإفطار قد يحسن ذاكرتنا وتركيزنا، وعلى الرغم من أن هذه التأثيرات كانت صغيرة بشكل عام، إلا أنها كانت متسقة.
كما تم التوصل إلى النتيجة نفسها بالنسبة للأطفال، حيث وجدت التجارب العشوائية المضبوطة أن الأطفال الذين يتناولون وجبة بعد استيقاظهم، يختبرون تحسناً في الانتباه والذاكرة والوظائف التنفيذية.
توصلت أبحاث أخرى إلى أن تناول وجبة الإفطار قد يساعد في الشعور بتعب أقل. على سبيل المثال، وجدت دراسة شملت 127 طالباً في كلية الطب، أن الذين تناولوا وجبة الإفطار شعروا بتعب أقل من الذين تخطوها.
قد يكون تناول الطعام في أوقات منتظمة مفيداً أيضاً. فقد توصلت الدراسة التي أجريت على طلاب كلية الطب وأبحاث أخرى، بما في ذلك دراسة شملت أكثر من 1,800 طالب دراسات عليا في تايوان، إلى أن المشاركين الذين تناولوا الطعام في أوقات غير منتظمة شعروا بتعب أكثر من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك.
كانت الدراستان المذكورتان قائمتين على الملاحظة، لذا فمن المحتمل أن المشاركين الأكثر إرهاقًا كانوا أقل ميلاً لتخصيص وقت لتناول الإفطار أو تناول الطعام في أوقات منتظمة.
ومع ذلك، وجدت مجموعة متزايدة من الأبحاث أن إيقاعاتنا اليومية تؤثر على وقت تناولنا للطعام، وأن وقت تناولنا للطعام يؤثر على إيقاعاتنا اليومية، لذا يبدو أن العلاقة تسير في كلا الاتجاهين.
إذا كنت تعاني من التعب، فإن تخصيص وقت لتناول بضع بيضات أو وعاء من العصيدة قبل الخروج من المنزل قد يكون حلاً سهلاً نسبياً لتجربته.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ 12 ساعات
- BBC عربية
"الرجال بلا مشاعر" ومعلومات مغلوطة أخرى لا نفهمها عن "الرجولة"
من الشائع في مجتمعاتنا العربيّة أن ينشأ الأولاد في أسرٍ لا يُظهر فيها الآباء مشاعرهم بشكلٍ صريح. وإذا عبّروا عنها، فإنّ الغضب غالباً ما يكون الشعور الوحيد المسموح بإظهاره. وإن "تلصصنا" على المحادثات الخاصة لشابات في يومنا على إنستغرام، قد نجد هاجساً مشتركاً، وهو السخرية أو الغضب من من برود الرجال العاطفي، ولا مبالاتهم، والحيرة في كيفيّة التعامل معهم، وضرورة عرضهم على أطباء نفسيين. ورغم أنّ هذه المواد تبدو، في ظاهرها، نوعاً من المزاح البريء المنتشر على الإنترنت، إلا إنّها تسلّط الضوء على أزمةٍ أعمق، تتعلّق بطريقة تفاعل الرجال مع مشاعرهم، ومع الآخرين، في العلاقات التي تتطلّب قدراً من التعبير العاطفيّ. كيف يغيّر العلاج النفسي نظرة الإنسان؟ عندما تقهرنا أفكارنا: ما الذي لا نفهمه عن الوسواس القهري؟ "الاكتئاب المبتسم كان سبباً في انتحار ابنتي"، فهل يعاني أبناؤنا بصمت؟ هناك اعتقاد سائد لا يزال راسخاً في ثقافتنا، أنّ الرجال لا يعبرون عن عواطفهم، أنهم "بلا مشاعر". ويرى كثيرون أنه من "المعيب" على الرجل أن يشكي همه، يفصح عن هشاشته أو مشاعره، فالرجال "لا يبكون". ولكن هذه الأفكار قد تكون خطيرة وتؤثّر على صحة الرجال النفسية والجسدية على المدى الطويل. فهل يعاني الرجال حقاً من "برود عاطفي"، أم أنه نتاج لتوقعات اجتماعيّة مفروضة عليهم؟ 1- "الرجال غير عاطفيين" واحدة من أكثر المعلومات المغلوطة شيوعاً التي تتردد في مجتمعاتنا هي أنّ الرجل "بطبيعته" أقلّ عاطفية، أو غير قادر على الإحساس العميق. هذه الفكرة، المتداولة على نطاقٍ واسع، تُعامل كحقيقة بيولوجية، وكأنّ الرجل مؤهّل للتعبير أو حتى الشعور. يرى المعالج النفسي هادي أبي المنى في حديث إلى بي بي سي عربي أن "واحدة من أبرز الصور النمطية المغلوطة في مجتمعاتنا هي الاعتقاد بأنّ التعبير عن المشاعر سلوكٌ "أنثوي"، وكأنّ المشاعر بطبيعتها ترتبط بالأنوثة. في المقابل، يُنظر إلى كتمان المشاعر أو تحمّل الألم بصمتٍ على أنه دليل على "الرجولة". هذا الربط القائم بين قمع المشاعر و"الرجولة" لا ينعكس فقط على الحياة العاطفية للرجال، بل على صحّتهم النفسيّة أيضاً، إذ يحرم كثيرون من فرصة العيش بتوازنٍ وهدوءٍ داخليّ، خوفاً من أن يساء فهم ضعفهم أو حساسيّتهم. يقول المعالج النفسي هادي أبي المنى في حديثٍ إلى بي بي سي عربي: "كثيراً ما يقال إنّ الرجال ليسوا عاطفيّين بما يكفي، أو أنّهم غير قادرين على الشعور بعمق، وبالتالي لا يعبّرون عن مشاعرهم بالطريقة نفسها المتوقعة من النساء. يعتقد أنّ هذا أمرٌ طبيعي، يولد به الذكر. لكن الحقيقة أنّ جميع البشر، رجالاً ونساءً، يتساوون في القدرة على الشعور وعمق الإحساس". ما الذي يحدث إذن؟ بحسب أبي المنى، فإنّ الرجل، وخصوصاً في مجتمعاتنا، "يتعلّم منذ الصغر ألّا يعبّر عن مشاعره بالكلام". هذا التعليم لا يلغي المشاعر، بل يدفنها، أو يعيد توجيهها. ويشرح المعالج النفسي أنّ هذه المشاعر "لا تختفي، بل تتحوّل وتظهر بطرقٍ أخرى، مثل الصمت، أو الغضب، أو الانغماس المفرط في العمل". عندما سألناه إن كان الانشغال بالعمل يمنح شعوراً مؤقّتاً بالراحة، أجاب: "على المدى القصير، نعم. لكن استبدال الشعور الأساسي بمشاعر أو أفعالٍ أخرى، يمنع الفرد من إدراك مشاعره وتحليلها، والاعتراف بها وفهمها والتعبير عنها، أي أنه يتجنّبها تماماً". ويشدّد أبي المنى على أنّ هذا التجنّب "ليس حلاً طويل الأمد، ولا يساهم في معالجة المشاعر أو حلّ المشكلة الأساسيّة". 2- "الكلام لن يحلّ المشكلة" يشيرهادي أبي المنى إلى أنّ واحد من أكثر الأفكار المتكرّرة التي يسمعها من الرجال الذين يتجنّبون اللجوء إلى العلاج النفسي، هي أن "الحديث عن المشكلة لا قيمة له، لأنه لا يساعد في حلّها". لكنّه يوضح أنّ الحديث عن المشكلة هو بالضبط ما يشكّل جوهر العلاج النفسي. ويقول: "يسمح العلاج النفسي للشخص بالتحدّث عن مشكلاته ومشاعره، ويفهم ماذا يحدث معه، حتى لو لم يجد حلولاً فوريّة للمشكلة. ذلك يعطي فكرة عن كيفية التعامل مع مشاعره وتنظيمها". ويلفت إلى نقطة مهمّة غالباً ما تغفل: "حين يقوم الشخص بتسمية مشكلاته، يعطيه ذلك القليل من القوة أمامها". من جهتها، ترى المعالجة النفسية جيزيل صليبا أنّ تردّد الرجال في اللجوء إلى العلاج النفسي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بصورة نمطيّة رُسّخت في أذهانهم منذ الصغر. وتقول لـبي بي سي عربي: "الرجال الذين يتخذون قرار اللجوء إلى معالج نفسي غالباً ما يكونون متردّدين جداً، بسبب اعتقادهم بأنّ ذلك يُعدّ ضعفاً أو يقلّل من رجولتهم". وتشرح قائلة: " دائماً ما يؤكّدون أنّ أحداً لا يجب أن يعلم بالأمر. يحصل ذلك لأنهم سمعوا منذ الصغر عبارات مثل: أنت رجل، عليك أن تكون قادراً على فعل كل شيء وحدك، أو حلّ كل شيء من دون مساعدة". وتضيف: "تجنّب التعبير عن المشاعر شائعٌ جداً بين الرجال، لأنّهم كأطفال قيل لهم إنّ البكاء أو التعبير عن التوتر أو الخوف أو الانزعاج، لا يليق بالذكور، وأن الرجال لا يفعلون ذلك". 3- "الوقت كفيل بحل كل شيء" لطالما سمعنا في الأمثال الشعبيّة والأغاني المتداولة بلغاتٍ عدّة أنّ "الوقت كفيل بحلّ كل شيء" أو "الزمن يُنسي". لكنّ الأبحاث أثبتت مراراً أنّ هذا الاعتقاد الشائع لا يستند إلى أساسٍ علميّ. ويشرح هادي أبي المنى أنّ تجاهل المشكلة أو الامتناع عن الحديث عنها لا يساهم في حلّها، بل يؤدّي إلى تفاقمها مع مرور الوقت. ويقول: "تجنّبنا الحديث عن أمرٍ ما يجعل المشكلة تتضخّم، فبدلاً من أن تختفي، تصبح أكثر تعقيداً". ويقدّم مثالاً توضيحيّاً قائلاً: "ليس بالضرورة أن تصاب أسناننا بالتسوّس كي نبدأ بتنظيفها. الحقيقة أنّنا ننظّفها كي لا تصاب بالتسوّس، أو تتفاقم المشكلة لاحقاً". ويشدّد على أهمية التدخّل المبكر، قائلاً إنّه "كلّما حصل التدخّل في وقتٍ أبكر، كلّما خفّت حدّة المشكلة، وتراجعت احتمالات امتدادها إلى جوانب أخرى من حياة الفرد". 4- "الرجال يتدبرون أمورهم بدون مساعدة" ويشير هادي أبي المنى إلى أنّ أحد الأسباب الجذريّة وراء تردّد الرجال في طلب الدعم النفسي، هو أنّهم ببساطة لم يتعلّموا أنّ طلب المساعدة أمرٌ طبيعي. ويشرح أنّ الرجل، حين يبادر إلى طلب الدعم، "يحمَّل بالعار وينظر إليه على أنّه ضعيف"، لأنّ المجتمع يربط بين مفهوم "الرجولة" وبين الاستقلاليّة التامّة وعدم الحاجة إلى أحد. ويقول: "الصورة النمطيّة للرجل القوي، الذي يمكنه حلّ كل شيء بنفسه، والذي لا يحتاج ولا يطلب مساعدة، ما زالت مرتبطة اجتماعياً بفكرة الرجولة والقوة. في المقابل، ينظَر إلى الرجل الذي يطلب المساعدة أو يعبّر عن مشاعره على أنّه ليس رجلاً بما فيه الكفاية". هذه المعايير المغلوطة، كما يشير أبي المنى، تثير أسئلة كثيرة حول تأثير التوقّعات الاجتماعيّة غير المنطقيّة على الصحة العقليّة للرجال، وعلى قدرتهم في التفاعل مع أنفسهم والآخرين بصدقٍ وراحة. 5- "الرجل الناجح هو المتماسك دائماً" يؤكّد هادي أبي المنى أنّ النجاح الحقيقي لا يقاس بمدى التماسك الظاهري أو الصلابة الخارجيّة، بل يرتبط بالقدرة على تحقيق توازن داخلي يمكّن الفرد من فهم مشاعره ومشكلاته والتعامل معها بشكلٍ صحّي. ويضيف أنّ الوعي بالمشاعر والقدرة على تنظيمها هو ما يوفّر للشخص أدوات فعليّة للتقدّم بثبات، بينما أيّ اضطراب داخلي غير معالَج في التعامل مع الأفكار والمشاعر قد يعيق تطوّره الشخصي والمهنيّ على حدّ سواء. من جهتها، تلفت المعالجة النفسيّة جيزيل صليبا إلى أنّ بعض الأشخاص الذين يسعون إلى التحكّم الكامل بأنفسهم، ويحاولون أن يكونوا عقلانيّين طوال الوقت، إنّما يعبّرون عن تربية قائمة على تصوّرٍ خاطئ مفاده أنّ المشاعر أمرٌ سلبي. وتقول: "هناك من يعتقد أنّ عليه أن يهتم فقط بالعمل ويقمع أي وجود للمشاعر. هؤلاء غالباً ما نشأوا على فكرة أنّ الشعور هو ضعف، وأنّ الانشغال بالوجدان أمرٌ غير منطقي أو غير مجدٍ". هل تزيد التوقعات الاجتماعية من معاناة الرجل؟ يجمع خبراء الصحة النفسية على أنّ تطوّر أي اضطراب نفسي أو مرض عقلي لا يحدث نتيجة عاملٍ واحد فقط، بل هو نتيجة تقاطع ثلاثة عوامل رئيسية: التكوين البيولوجي، والخلفيّة النفسية، والظروف الاجتماعيّة المحيطة. وفي هذا السياق، تؤكّد جيزيل صليبا أنّ كبت المشاعر والضوابط الاجتماعيّة غير المنطقيّة التي تُفرض على الرجال، قد تجعلهم أكثر عرضةً لتطوّر مشكلات في الصحة العقليّة. تقول إن هناك "ضغوطاً كبيرة يضعها المجتمع على الرجل، من بينها أنّه لا يجب عليه التعبير عن مشاعره أو التأثّر أو الحديث عن ذلك". هذه الضغوط لا تغيّر فقط من شكل التجربة النفسيّة، بل تؤثّر حتى على طبيعة الأعراض التي تظهر لدى الرجال. وتوضح: "نعتقد أن الاكتئاب مثلاً، يظهر لدى الجميع بشكل حزنٍ وانطواء. لكنّه يظهر لدى كثير من الرجال على شكل غضبٍ دائم، لأنّ التعبير عن الحزن غير مسموح به للذكور". وتضيف أنّ نسب الانتحار أعلى بكثير لدى الرجال مقارنةً بالنساء، قائلةً: "لكي يصل أحدهم إلى هذه المرحلة، فهذا يعني أنّه بلغ وضعاً نفسيّاً بالغ الصعوبة". وتفسّر هذه الأرقام بقولها: "النساء عادةً لا يواجهن مشكلة في التحدّث عن مشكلاتهنّ ومشاعرهنّ، بينما الرجال غالباً ما يحتفظون بكل شيء لأنفسهم ويكبتون الألم والمشاعر". "أنت رجل لا يمكنك البكاء" تشير المعالجة النفسية جيزيل صليبا إلى أنّ نِسب استخدام المواد المخدّرة والإدمان على الكحول أعلى بكثير لدى الرجال مقارنةً بالنساء، كما أنّ اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، الذي يتميّز بأنماط سلوكية تتجاهل حقوق الآخرين وتعتمد على الخداع أو التلاعب والتهوّر، يظهر بشكلٍ أكبر لدى الذكور. هذا الاضطراب يكون مرتبطاً بعوامل بيولوجيّة وراثيّة بحسب هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، إضافةً إلى تجارب الطفولة المؤلمة، مثل التعرّض للإهمال أو الإساءة العاطفية أو غياب أحد الوالدَين من الناحية الوجدانية. أما على الصعيد الجسدي، فيُجمع كلّ من صليبا وهادي أبي المنى على وجود علاقة موثّقة بين الكبت والتوتّر والإجهاد العاطفي من جهة، وظهور أمراض جسديّة من جهة أخرى. ويضرب أبي المنى مثالاً بمرضي الروماتيزم والفيبروميالجيا، حيث تساهم المشكلات العاطفية، بحسبه، في تفاقم الأعراض. ويقول: "تحريك الجسد، كالمشي أو التمارين الرياضيّة، يساهم كثيراً في تحسين الصحة النفسيّة. أما الكبت والتوتّر، فقد يؤدّيان إلى آلام جسديّة حقيقيّة، مثل الصداع أو ارتفاع ضغط الدم". وتنبه صليبا إلى خطورة التقليل من شأن التوتّر، وتقول: "في السنوات الأخيرة، نلاحظ تزايداً في الشكاوى الجسديّة التي لا يكون لها تفسير عضوي. ننسى في هذه الحالات أنّ الأمر لا يعني أننا بخير، بل أن التوتّر أو القلق قد تَسبّب فعلاً بمشكلة جسديّة حقيقيّة". وتشرح قائلة: "أظهرت الدراسات أنّ التوتّر قد يضعف المناعة، يؤثّر على صحّة القلب، يسبّب اضطرابات النوم، أو حتى اضطرابات الأكل، وكلّها ترتبط بعدم القدرة على التعامل مع مشاعرنا بشكلٍ صحّي". وتختم صليبا بنصيحة توجّهها إلى الأهل، وتحديداً إلى من يربّون أطفالاً ذكوراً: "جملة مثل 'أنت رجل، لا يمكنك البكاء'، كفيلة بأن تجعل الطفل عاجزاً عن التعامل مع مشاعره طوال حياته". وتضيف: "بدلاً من أن نصنع منه رجلاً أقوى، كما نتصوّر، نكون بذلك قد زرعنا فيه أزمة عاطفيّة عميقة وغياباً للراحة الداخليّة". وتؤكّد في النهاية: "لا يمكننا أن نمنع أحداً من أن يشعر. ما نفعله، هو أنّنا نجعل مهمّة فهم هذه المشاعر والتعامل معها أصعب بكثير".


BBC عربية
منذ يوم واحد
- BBC عربية
هل أخفى البيت الأبيض حقيقة الحالة الصحية للرئيس بايدن خلال ترشحه للانتخابات؟
أعلن مكتب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن عن تشخيصه بسرطان البروستاتا العدواني من درجة غليسون 9، وهو سرطان انتشر إلى العظام، ما يشير إلى مرحلة متقدمة. تزامن التشخيص مع تساؤلات حول صحة بايدن خلال فترة ترشحه للانتخابات، خاصة بعد أدائه المتعثر في بعض المناظرات، مما أثار جدلًا حول ما إذا كان قد أخفى معلومات صحية مهمة عن الجمهور والبيت الأبيض. رغم ذلك، لم يصدر تأكيد رسمي بأن هناك إخفاء متعمدًا، لكن التشخيص المتأخر يسلط الضوء على تحديات الكشف المبكر لسرطان البروستاتا العدواني، خصوصًا لدى كبار السن. يمكنكم مشاهدة الحلقات اليومية من البرنامج الساعة الثالثة بتوقيت غرينيتش، من الإثنين إلى الجمعة، وبإمكانكم أيضا الاطلاع على قصص ترندينغ بالضغط هنا.


BBC عربية
منذ 2 أيام
- BBC عربية
إصابة الرئيس السابق جو بايدن بالسرطان "الأكثر عدوانية"، ما هو بروتوكول العلاج؟
أعلن مكتب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، البالغ من العمر 82 عاماً، إصابته بسرطان البروستاتا وانتشار الورم في عظامه. وقال المكتب في بيان يوم الأحد، إن الأطباء اكتشفوا حالة بايدن، يوم الجمعة، أثناء فحوصات بعد شكوى من ألم وأعراض أخرى أثناء التبول، وعثر الأطباء على كتلة صغيرة (عقيدة) في غدة البروستاتا. وأوضح البيان أن هذا النوع من السرطان هوأكثر عدوانية، وأن بايدن وعائلته يراجعون خيارات العلاج. وغادر بايدن منصبه في يناير/كانون الثاني الماضي، وكان أكبر رئيس ينا في الحكم في تاريخ الولايات المتحدة، وكان هناك الكثير من الشكوك والتساؤلات حول صحته خلال فترة ولايته، مما دفعه إلى سحب ترشحه من الانتخابات الرئاسية الماضية وتنازل لنائبته كامالا هاريس. وأضاف مكتب الرئيس السابق: "في الأسبوع الماضي، خضع الرئيس جو بايدن لفحص جديد لكتلة (عُقيدة) في البروستاتا بعد أن عانى من أعراض بولية متزايدة." وتم تشخيص سرطان البروستاتا، الذي يتميز بدرجة 9 على مقياس غليسون (الدرجة الخامسة) مع انتقاله إلى العظام. وعلى الرغم من أن هذا يمثل شكلاً أكثر عدوانية من المرض، إلا أن هذا النوع يبدو حساساً للهرمونات، مما يسمح بالعلاج الفعال." وبحسب مؤسسة أبحاث السرطان في بريطانيا، فإن درجة غليسون التي تبلغ تسعة تعني أن مرضه يُصنف بأنه "شديد الخطورة"، وأن الخلايا السرطانية قد تنتشر بسرعة. الرئيس الأمريكي جو بايدن "بصحة جيدة جدا" بعد تأكيد إصابته بكوفيد 19 في أول مقابلة منذ مغادرة البيت الأبيض، بايدن لبي بي سي: ترامب يُرضي بوتين بالضغط على أوكرانيا أسابيع بايدن الكارثية في 90 ثانية دعم ومواساة فور انتشار أنباء التشخيص بالمرض، تلقى بايدن دعماً كبيراً من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي. وكتب الرئيس دونالد ترامب، على منصته الاجتماعية "تروث سوشيال"، سالة لبايدن، قال فيها إنه والسيدة الأولى ميلانيا ترامب "يشعران بالحزن لسماعهما خبر التشخيص الطبي الأخير لجو بايدن". ووجه حديثه إلى السيدة الأولى السابقة جيل بايدن: "نتقدم بأحرّ وأطيب تمنياتنا لجيل وعائلتها. نتمنى لجو الشفاء العاجل والناجح". أما كامالا هاريس، نائبة بايدن السابقة والمرشحة السابقة في الانتخابات الرئاسية، فكتبت على منصة "إكس" أنها وزوجها دوغ إمهوف، "يدعوان لعائلة بايدن بالشفاء العاجل." وقالت هاريس: "جو مقاتل، وأعلم أنه سيواجه هذا التحدي بنفس القوة والمرونة والتفاؤل التي ميزت حياته وقيادته". بيما عبر الرئيس السابق باراك أوباما، الذي تولى الرئاسة من عام 2009 إلى عام 2017 وكان جو بايدن نائبه، عن دعمه هو وزوجته ميشيل، وقال في بيان على إكس إنهما "يفكران في عائلة بايدن بأكملها". وأضاف أوباما: "لم يبذل أحد جهداً أكبر لإيجاد علاجات مبتكرة للسرطان بجميع أشكاله أكثر مما فعله جو، وأنا على يقين من أنه سيواجه هذا التحدي بعزيمته وصبره المعهود. ندعو الله له بالشفاء العاجل والكامل". وأثناء حكم أوباما، كلف بايدن فيعام 2016، بقيادة برنامج بحثي حكومي على نطاق واسع لمكافحة السرطان. ومن بريطانيا قال رئيس الوزراء كير ستارمر: "أشعر بحزن شديد لسماع أن الرئيس بايدن أُصيب بسرطان البروستاتا. أتمنى كل التوفيق لجو وزوجته جيل وعائلتهما، وأتمنى له علاجاً سريعاً وناجحاً". تأتي هذه الأخبار بعد قرابة عام من انسحاب الرئيس السابق من الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 بسبب مخاوف بشأن صحته وتقدمه في العمر. واجه بايدن، المرشح الديمقراطي آنذاك الذي كان يتنافس على إعادة انتخابه، انتقادات متزايدة لأدائه الضعيف في مناظرة تلفزيونية ضد منافسه الجهوري في ذلك الوقت الرئيس الحالي دونالد ترامب، في يونيو/حزيران 2024. ليتم في النهاية استبداله كمرشح ديمقراطي بنائبته، كامالا هاريس. وأصبح ترامب، البالغ من العمر 78 عاماً، ليكون أكبر شخص سناً يؤدي اليمين الدستورية كرئيس للولايات المتحدة عندما تولى منصبه خلفاً لبايدن. بروتوكول العلاج يُعد سرطان البروستاتا ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين الرجال، بعد سرطان الجلد، بحسب بيانات عيادة كليفلاند. وتشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، إلى أن 13 من كل 100 رجل سيصابون بسرطان البروستاتا في مرحلة ما من حياتهم. ويُعتبر التقدم في العمر العامل الأخطر والأكثر شيوعاً للإصابة بالمرض، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. ويرى الدكتور ويليام داهوت، كبير المسؤولين العلميين في الجمعية الأمريكية للسرطان وطبيب متخصص في سرطان البروستاتا، أن هذا السرطان "أكثر عدوانية بطبيعته"، وفقاً للمعلومات المُعلن عنها حول تشخيص بايدن. وقال الدكتور داهوت لبي بي سي: "بشكل عام، إذا انتشر السرطان إلى العظام، فلا نعتقد أنه يمكن أن يكون سرطاناً قابلاً للشفاء". ومع ذلك، أوضح أن معظم المرضى يستجيبون جيداً للعلاج الأولي، "ويمكن للناس أن يعيشوا سنوات عديدة بعد تشخيصهم بالمرض". وعن البروتوكول العلاجي، أضاف الدكتور داهوت، "من المرجح تقديم علاجات هرمونية لمريض بنفس سرطان بايدن، لتخفيف الأعراض وإبطاء نمو الخلايا السرطانية." وتوارى بايدن عن الأنظار بصورة كبيرة منذ مغادرته البيت الأبيض، ولم يظهر علناً إلا نادراً. وكان أول ظهور إعلامي له منذ فوز ترامب، مع بي بي سي في مايو/آيار، وأقر خلاها بأن قرار التنحي عن انتخابات 2024 كان "صعباً". وواجه بايدن أسئلة حول حالته الصحية في الأشهر الأخيرة. لكنه نفى في لقاء مع برنامج "ذا فيو" الأمريكي في مايو/آيار الماضي أيضا، مزاعم معاناته من "تدهور إدراكي" خلال أخر سنة في حكمه، وقال: "لا يوجد ما يدعم ذلك". وكان بايدن من أبرز المدافعين عن أبحاث السرطان، خلال سنوات طويلة. في عام ٢٠٢٢، أعاد هو والسيدة جيل بايدن إطلاق مبادرة "الانطلاقة الكبرى للسرطان" بهدف حشد الجهود البحثية لمنع أكثر من أربعة ملايين حالة وفاة بالسرطان بحلول عام ٢٠٤٧. فقد بايدن نفسه ابنه الأكبر، بو، بسبب سرطان الدماغ عام ٢٠١٥.