
اختتام المؤتمر الأول للتنمية والمشاركة المجتمعية بحضور رئيسي مجلسي الوزراء والشورى
صنعاء - سبأ:
اختتم اليوم بصنعاء، المؤتمر الأول للتنمية والمشاركة المجتمعية، بحضور رئيسي مجلسي الوزراء أحمد غالب الرهوي، والشورى محمد حسين العيدروس، والنائب الأول لرئيس الوزراء العلامة محمد مفتاح، ونائب رئيس الوزراء ـ وزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية محمد المداني، ونائب رئيس مجلس الشورى محمد الدرة.
وفي ختام المؤتمر الذي نظمته حكومة التغيير والبناء على مدى خمسة أيام، عبر رئيس مجلس الوزراء عن الارتياح لانعقاد هذا المؤتمر التنموي.. مؤكدا أن الجهد الكبير لنائب رئيس مجلس الوزراء المداني في مجال التمكين الاقتصادي وتنمية المبادرات يحتاج دوما إلى جهود وعون من الجميع محافظين ومدراء مديريات ومسئولين بمختلف مفاصل السلطة المحلية.
وأشار إلى أن التنمية لا يتم تحقيقها إلا عبر مؤسسات ومنظمات وجمعيات تنشأ من قبل أبناء المجتمع وتعمل بجد واجتهاد من أجل تحقيق غاياتها التنموية وخدمة المجتمع ومسارات تنويع الأنشطة والمنتجات المعتمدة على المدخلات المحلية المتوفرة.
وبارك الرهوي النجاحات التي حققتها الجمعيات في عدد من المحافظات والمديريات سيما في ساحل وسهل تهامة.. موضحا أن تجربة النجاح الذي حققته الجمعيات سيُعزز بنجاحات في مناطق أخرى بإنشاء جمعيات جديدة تخدم مسار التمكين الاقتصادي، ومسار التخفيف التدريجي في فاتورة الاستيراد.
وقال "اليوم وبفضل من الله تحرر القرار السياسي والاقتصادي وأصبحنا نتخذ قرارتنا بإرادتنا في مختلف المجالات الاستراتيجية، وفي المقدمة الزراعة، حيث نرى اليوم هذا التوسع السنوي المتنامي في زراعة القمح ومختلف المحاصيل الزراعية الأساسية".
وأوضح أن السيد القائد يركز دوما في موجهاته على مسار التمكين الاقتصادي والقرب من المواطن وتسهيل وسرعة البت في معاملاته وقضاياه، وحسن التعامل معه وإشعاره بأن هناك تغيير يحدث في إدارة شئونه.
وأضاف "اليوم يحمل الجميع شرف المساهمة في وضع اللبنات الأولى للدولة اليمنية العادلة المقتدرة لكي تنعم أجيالنا بالاستقرار والعيش الكريم ومواصلة البناء في ظروف أفضل.
وعبر عن أمله في أن يرى مخرجات المؤتمر وهي تنفذ على أرض الواقع ويلمس خيرها الجميع.. لافتا إلى أهمية إجراء تقييم لمدى تنفيذ هذه المخرجات لمعرفة عوامل النجاح وتعزيزها، ومعالجة مكامن القصور، لما فيه الوصول إلى مجتمع يأكل مما يزرع ويلبس مما يصنع.
وتوجه رئيس مجلس الوزراء إلى المثبطين والمتباكين على استهداف مطار صنعاء، قائلا " أعدنا بناء المطار بعد قصفه من قبل العدو الاسرائيلي، وسنعمل على إعادة بنائه وإعماره وتشغيله مجددا في حال تم استهدافه، وبذات الروح سنبني كافة المنشآت الحيوية التي تم استهدافها أو سيتم استهدافها من قبل العدو الصهيوني".
وبارك في ختام كلمته العمليات العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة خلال أقل من 24 ساعة في إطار دعم الأشقاء في غزة والتي تم خلالها استهداف عمق العدو ومطاره وذلك بثلاثة صواريخ فرط صوتية وبالستية.
وكان نائب رئيس الوزراء المداني أكد أن انعقاد المؤتمر يأتي في إطار تنفيذ موجهات قائد الثورة المتصلة ببناء اقتصاد وطني قوي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي وتخفيض فاتورة الاستيراد.
وأشار إلى أن المؤتمر استهدف تعزيز الوعي بأهمية التنمية المستدامة في ظل الحصار والعدوان، وتطوير السياسات العامة وأساليب التخطيط والتنفيذ والتقييم والمشاركة المجتمعية، وتبادل الخبرات وتعزيز المشاركة المجتمعية، إلى جانب تقييم التدخلات الاقتصادية والتنموية ودمج العمل التعبوي في التنمية المحلية.
ولفت إلى أن أهداف المؤتمر توزعت على 14 محوراً تتصل بتخفيض فاتورة الاستيراد، وتحقيق التمكين الاقتصادي، وحماية البيئة، إضافة إلى المجالات المتعلقة بالدراسات وإعداد وتنفيذ الخطط التشاركية وغيرها.. معتبرا المؤتمر تدشينا للمرحلة الأولى من التخطيط التنموي في المديريات للعام 1447هـ بمشاركة مجتمعية وحكومية.
وأوضح المداني أن الخطة التي سيتم تمويلها بمشاركة من التعاونيات والقطاع الخاص والجانب الحكومي، ستكون متكاملة وتعاونية، وتتضمن تقييماً موضوعياً لقيادات السلطة المحلية ومدراء المديريات وفق مؤشرات ميدانية في المجالات التنموية والخدمية.
من جانبه أكد وزير الزراعة والثروة السمكية والموارد المالية الدكتور رضوان الرباعي، أن الوزارة استكملت 50 سياسية فرعية لتعزيز العمل التعاوني والمشاركة الشعبية والمجتمعية، وتصحيح مسارات العمل.
وأشار إلى أهمية التعاون في توفير المعلومات والبيانات الخاصة بالجانب الزراعي ليتم على ضوئها إعداد الخطط المنهجية وتنفيذ برامج إدارة فاتورة الاستيراد، والزراعة التعاقدية، وسلاسل القيمة، وكذا برامج الخدمات التسويقية والصناعات التحويلية وخدمات التمويل.
بدوره أكد وزير النقل والأشغال محمد قحيم، أن المؤتمر يمثل انطلاقة حقيقية نحو العمل الزراعي والبناء والتنمية تنفيذا للموجهات والتوجيهات الحكيمة للقيادة الثورية والسياسية.
وأشاد بدور وزارة الإدارة والتنمية المحلية والريفية والسلطات المحلية، وكذا الدور الفاعل لمدراء المديريات باعتبارهم أساس نجاح العمل التنموي.
ولفت الوزير قحيم إلى أن الشعب اليمني مستمر في مناصرة ومساندة القضية الفلسطينية حتى يتوقف الكيان الصهيوني عن عدوانه وممارساته الإجرامية بحق أبناء غزة.
في حين أكد محافظ صنعاء عبدالباسط الهادي، حاجة المحافظات والمديريات إلى استراتيجية ترسم مسارات العمل التنموي، وتراعي عدالة توزيع الموارد خاصة أن بعض المحافظات والمديريات تفتقر لأبسط مقومات التنمية.
وبين أن المؤتمر يرسي أسس العمل التنموي القائم على مؤشرات ميدانية واقعية، ويجسد تطلعات الشعب اليمني في البناء والتنمية.
من جهته أكد رئيس الهيئة العامة للأوقاف العلامة عبد المجيد الحوثي أن أراضي وعقارات الأوقاف في مختلف المحافظات تشكل رافداً مهماً للعمل التنموي، ما يتطلب تفعيل المشاركة المجتمعية لتوظيفها بالشكل الأمثل في عملية التنمية.
وأشار خلال الاختتام بحضور نائب وزير الإدارة والتنمية المحلية ناصر المحضار، ومحافظي المحافظات ومديري المديريات، إلى قيام الهيئة بحصر ألفي فرصة استثمارية في المحافظات، تتطلب استثمارها من قبل السلطات المحلية وكافة فئات المجتمع، بما يعود بالنفع على المجتمعات المحلية.
ولفت إلى اعتماد الهيئة مبدأ اللامركزية وإنفاق عائدات الأوقاف وفق مصارفها الشرعية في أعمال البر والإحسان وتنفيذ البرامج التنموية.
فيما أشار أمين عام الاتحاد التعاوني الزراعي محمد القحوم، إلى دور الجمعيات التعاونية الزراعية في العمل التنموي كونها الوسيط بين أجهزة الدولة والمجتمع، بما يكفل حشد الطاقات والموارد لتحقيق التنمية المستدامة والاكتفاء.
وتطرق إلى الجهود المبذولة لجعل الجمعيات قادرة على إحلال المنتجات الوطنية بدلا عن المستوردة، وتفعيل الزراعة التعاقدية، وبناء السدود والحواجز المائية، وتشجيع الهجرة العكسية من المدن إلى الأرياف، وتطوير مختلف أشكال التعاون في الجانب الزراعي التنموي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 30 دقائق
- اليمن الآن
رئيس الوزراء يرفع برقية الى فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي بمناسبة الذكرى الـ 35 لإعادة تحقيق الوحدة
[21/05/2025 05:04 عدن- سبأنت رفع رئيس مجلس الوزراء سالم صالح بن بريك، برقية تهنئة إلى فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي، وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، والشعب اليمني العظيم في الداخل والخارج، والابطال الميامين المرابطين في مختلف جبهات الدفاع عن الوطن، بمناسبة الذكرى الـ 35 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م. وقدم دولة رئيس الوزراء التهاني لرئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، والشعب اليمني في الداخل والخارج، باسمه ونيابة عن الحكومة، خالص التهاني والتبريكات بهذه المناسبة الوطنية، التي تعود في ظل مرحلة مصيرية وحرجة يعيشها الوطن، وفي خضم ظروف وتطورات استثنائية في المنطقة والعالم، ما يستوجب المزيد من تكاتف وتلاحم الجهود لاستكمال استعادة الدولة وانهاء الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا ورفع المعاناة عن الشعب اليمني. واكد ان الحكومة تضع تخفيف معاناة المواطنين في الجوانب الاقتصادية والمعيشية والخدمية على رأس أولوياتها العاجلة، وتعمل بجهد استثنائي وبتوجيهات من مجلس القيادة الرئاسي، على تحقيق ذلك بالتنسيق مع شركاء اليمن من الدول والمنظمات المانحة. وكرر رئيس الوزراء في ختام البرقية، التهنئة الصادقة لرئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي وكل ابناء شعبنا اليمني العظيم في الداخل والخارج، بهذه المناسبة..موجهاً تحية خاصة للأبطال الميامين في كافة جبهات القتال ضد المشروع الانقلابي الحوثي الإرهابي..سائلاً الله العلي القدير أن يرحم الشهداء الأبرار، ويشفي الجرحى، ويفك قيد الاسرى، وان يعيد علينا هذه المناسبة وقد تحقق كل ما نصبو اليه من استقرار وأمن وازدهار.


وكالة 2 ديسمبر
منذ ساعة واحدة
- وكالة 2 ديسمبر
عادل الأحمدي يكتب: لماذا اقترن حكم الإمامة بتشطير اليمن؟
عادل الأحمدي يكتب: لماذا اقترن حكم الإمامة بتشطير اليمن؟ تنطلق الفلسفة التي قامت عليها دويلة يحيى بن الحسين وأبنائه في اليمن على أحقية أبناء فاطمة، رضي الله عنها، بالحكم، وبالتالي فدويلة الهادي (التي بدأت في صعدة عام 284هـ) انطلقت من شرعية دينية مغلوطة ذات منحى سلالي اعتمد في حشده للأتباع على ما يسمى "مظلومية آل البيت" واتكأت على إذكاء الخلافات الداخلية بين اليمنيين والقضاء على ثقافة الروح الوطنية باعتبارها، من وجهة نظرهم، من ميراث الجاهلية!! وللأسف لم يحدث هذا الهدم في بواكير الدولة الهادوية فحسب؛ بل امتد طيلة حكمها المتقطِّع حتى أيام بيت حميدالدين، ويذكر المؤرخ محمد بن علي الأكوع الحوالي أن عالم الآثار المصري البروفسور أحمد فخري كان زار اليمن للمرة الثانية 1949م وهاله ما رأى من هدم منظم لآثار مأرب وقال في حديث أدلى به لبعض أصدقائه: "ما هممت أن أقتل أحداً في عمري غير هذا الرجل المجرم عامل مأرب أحمد الكحلاني". يعلق الأكوع: "وكان هذا الموظف الجاهل أزال عدداً كبيراً من المعابد والهياكل وحطم الرسوم والنقوش والكتابة بحفرها وكشطها تعمداً وحقداً"!! (انظر: اليمن الخضراء مهد الحضارة).وكان ضرورياً في نظر الفلسفة الهادوية عزل اليمن عن محيطها العربي والإسلامي حتى لا يتأثر اليمنيون بالحراك السياسي غير المأهول بالدهشة والتبجيل للأسرة العلوية. ساعد في هذه العزلة حالة من الغيبوبة والإهمال طالت حواضر نجد والحجاز، بسبب مشاريع سياسية وكهنوتية مشابهة، ما جعل باقي أرجاء الجزيرة العربية كواقع سياسي راكد، تمثل عامل عزلة إضافي لليمن.في غضون ذلك وعلى مدى قرون متتالية لم يهدأ الصراع في اليمن، ما جعل اليمن ينتقل من حقبة "اليمن السعيد" إلى حقبة "اليمن البعيد".سيناريو التمزيق البريطاني المتوكليبسبب نظرية الخروج في الفكر الهادوي وبسبب عنصرية نظام الإمامة الهادوي ومذهبيته لم تستتب الأوضاع في اليمن؛ فكان يحرص على عدم بسط نفوذه على اليمن كافة. حتى لا يؤدي ذلك إلى اجتماع اليمنيين واتفاقهم عليه. علماً أنه بمجيء الهادي في عام 284هـ عرف اليمن أول إعلان انفصال، وذلك عندما أعلن الهادي انفصاله بصعدة، ثم وقع اليمن، بسبب نظرية الخروج، تحت وطأة الكيانات الانفصالية المتعددة إلى درجة أن أحدهم قد يعلن نفسه إماماً على قرية أو اثنتين.وقد بلغ هذا الوضع الفوضوي أوجه في منتصف القرن الثالث عشر الهجري حينما تداول الحكم ما يقارب عشرين إماماً في أقل من شهر. الأمر الذي دفع ببعض الهادويين إلى الاستنجاد بالأتراك العثمانين الذين دخلوا صنعاء في العام 1849، بدعوة من الإمام المنصور محمد بن يحيى.وهناك خطأ تأريخي يقع فيه الكثيرون حينما يحسبون مجيء الاستعمار البريطاني إلى عدن 1839م الموافق 1254هـ وكأنه بداية التشطير في اليمن على هيئة شمال وجنوب؛ إذ الأصح أن أحد الأئمة من بيت القاسم (الحسين بن القاسم) هو الذي سبق إلى إعلان الانفصال بعدن (1144هـ). الأمر الذي أفسح المجال للتشرذم ونشوء السلطنات والمشيخات التي عمق وجودها الاسمي الاستعمار البريطاني الذي قام بإضعاف كل تلك الكيانات وسلبها كل أسباب القوة حتى لا تسعى إلى طرده. ومعروف أن الاستعمار لم تستتب له الأوضاع في عدن إلا بعد أن خاض معارك ضارية وغير متكافئة مع سلطان لحج (فضل العبدلي) الذي أبلى بلاءً حسنا. وبسبب شكيمة القبائل اليمنية في جنوب البلاد اكتفى الاستعمار بتواجده في عدن فقط، ولم يتسن له بسط هيمنته السياسية على مناطق جنوب وشرق اليمن إلا بواسطة الدس والخديعة وسياسة "فرق تسد". ولذا فإن الاستعمار مثل الشق الثاني من مقص التشطير في اليمن.. وقد عمل بعد مجيئه على توثيق الروابط بالكيان الانفصالي الموجود في شمال اليمن والمتمثل بالإمامة التي أوشكت أن تموت بفعل الخواء الذاتي، لكنها استعادت شيئاً من الحيوية بعد مجيء الاستعمار وتحالفه مع الإمامة التي تكفلت بوأد أية محاولات تحريرية منطلقة من الشمال.علماً أن نظام الإمامة في شمال اليمن قد أعاق لعدة مرات فرصاً عديدة لتوحيد اليمن، قبل وبعد الاستعمار، منها ما يذكره المؤرخ محمد بن علي الأكوع الحوالي أن إمام صنعاء رفض في القرن التاسع عشر دعوة للوحدة تحت حكم الإمام تقدم بها وفد كبير من أعيان حضرموت. وهو الموقف ذاته الذي فعله الإمام يحيى عشرينات القرن العشرين عندما رفض دعوة عبيدالله السقاف رغم أن الأخير كتب في الإمام قصائد عصماء جمعها في ديوان "الإماميات" ثم رفض الإمام يحيى دعوة مشابهة في ثلاثينيات القرن العشرين؛ عندما رفض دعوة للوحدة يكون فيها إماماً لليمن كله..!! وهي التي تقدم بها سلاطين الجنوب إلى الإمام عبر السياسي والأديب التونسي عبدالعزيز الثعالبي الذي فوجئ برد الإمام ووضع الإمام وعقلية الإمام. ووثق القصة كاملة في كتابه "الرحلة اليمانية".وقد قام الفريقان (الإمامة والاستعمار) بخطوة جريئة كانا يظنان أنها ستمثل آخر مسمار في نعش وحدة اليمنيين. وهي ترسيم حدود دولية بين شطري اليمن 1934، وبموجب تلك الاتفاقية أصبح وكأن اليمن هو الجزء الجغرافي المحصور ضمن سيطرة الإمام بينما الجزء الواقع تحت الاحتلال والانتداب يعد من ممتلكات المملكة المتحدة!! في المقابل قام البريطانيون بعد اتفاقية الحدود مع الإمام بوضع مشروع سياسي وثقافي يهدف إلى بلورة هوية جديدة لجنوب وشرق اليمن؛ ضمن محاولة يائسة لشرخ هويته اليمنية وذلك عن طريق وضع مشروع اتحاد إمارات الجنوب العربي كما قام الاستعمار ببلورة كيانات سياسية وثقافية وإعلامية تتبنى تعميق مثل هذا الطرح، وربط مصالح هذه الكيانات به، وشجع على إصدار صحف عدنية يومية تعمل على ترسيخ صورة اليمن وكأنه الجزء الواقع تحت إدارة الإمامة بينما الباقي هو الجنوب العربي!! لكن مثل هذا الخطاب لم يتعد أفواه تلك الصحف ولم يتجاوز حدود مقراتها، بل أدى إلى ردة فعل حازمة من قبل أبناء اليمن شماله وجنوبه دفعتهم إلى إحياء الفكر الوحدوي اليمني وتعرية المشاريع التشطيرية التي كان يذكيها، كما أسلفنا، الإمام المغتصب لكرسي الحكم في صنعاء والمندوب السامي المغتصب لكرسي الحكم في عدن..! وعندها ربما كان الهاجس الوحدوي لدى الحركة الوطنية هو الذي أدى إلى التعجيل بضرورة تغيير نظام الحكم في صنعاء (الاستعمار السلالي) للتخلص من أحد أطراف المعادلة الانفصالية -وهذا ما حدث عام 1962م- التي سيسهل بعد التخلص منه، تنظيم الجهود والكفاح لإخراج الطرف الآخر وهو الاستعمار البريطاني. - من كتاب الخيوط المنسية *صفحة الكاتب على الفيسبوك


اليمن الآن
منذ 5 ساعات
- اليمن الآن
الوحدة ومشاريع التقسيم التي حذر منها الزعيم
الوحدة ومشاريع التقسيم التي حذر منها الزعيم حقق الشعب اليمني وحدته المباركة بعد نضال طويل وشاق لانجازها باعتبارها هدفًا نبيلًا للثورة اليمنية المباركة (سبتمبر و أكتوبر) وكثمرة وطنية غالية تجسد تضحيات شهدائها الأبرار الذين كان لهم الدور الأكبر في إنهاء كل الصراعات الشطرية، وما كان يجري في إطار الشطر الواحد ما نتج عن ذلك من كوارث ومآسٍ عانى منها الشعب اليمني طويلًا من تمزق الأرض، والتفريق مابين الأب وابنه والأخ واخيه، يفصل بينهم برميل شطري من صنيعة الاستعمار البريطاني والأئمة وحكمها الكهنوتي . اليوم بعد مرور 35 عامًا من عمر الوحدة نحتفي بذكرى العزة والكرامة وقوة شعبنا ومستقبل أجياله ولا تزال تحذيرات الرئيس الشهيد علي عبد الله صالح تتردد على مسامعنا من أن الوحدة مستهدفة، ولن يكون هناك شمال وجنوب كالحال قبل 1990 كما يعتقد البعض من عديمي الرؤية بقدر ما سوف تتفتت الدولة الموحدة إلى أكثر من دويلة. قالها "صالح"، وها هي كلماته لا تزال حية في نفوسنا حينما خاطب شعبه : على أولئك الحاقدين أن يدركوا أن أي مساس بالوحدة لا سمح الله، لن يعود الوطن إلى شطرين, كما يعتقد البعض شطر شمالي وشطر جنوبي، بل سيتجزأ، وستكون هناك دويلات ونتوءآت عديدة، وسيتقاتل أبناء الشعب من بيت إلى بيت ومن طاقة الى طاقة، ولن يجدوا طريقًا آمنًا ولا طيرانًا ولا بحرية تبحر, وعليهم أن يأخذوا العبرة مما حدث في دول أخرى". حينها، هناك من اعتقد أن ما حذر منه الزعيم مبالغ فيه، وهو يدعوهم على الحفاظ على دولتهم الموحدة ومنجزاتها من متآمري الربيع العربي ، ودعاة الفوضى، والتمزيق . هناك من اعطوا ظهرهم لزعيم يمتلك رؤية ثاقبة وقراءة للمشهد اليمني، وما قد تؤول إليه الأوضاع إذا ما استمر المضي نحو الفوضى، وها نحن اليوم نعيش الحرب والدمار والخراب. جاءت الحرب الحوثية التي تلوح بالأفق المزيد من الانقسامات وباسم التحرير من المليشيا الإيرانية قسمت البلد الى كنتونات وفصائل عسكرية وتسميات لتكتلات ما جاء الله بها من سلطان، دولة هشة قرارها السياسي مرتهن للخارج. اليوم بماذا نحتفي ونحن أكثر انقسامًا من ذي قبل وانقلاب الحوثي لا يزال جاثمًا على الشعب اليمني، فاتحًا الأبواب على مصراعيها أمام قوى حاقدة للتآمر على يمن موحد مستقر ومزدهر، أصوات النشاز تحاول النيل من الوحدة الوطنية والأمن والاستقرار. الوحدة منجز عظيم ومسؤوليتنا جميعًا أن نحميها ونصونها دون أن نسمح لأي كان أن يستهدفها بمشاريعه الصغيرة والأنانية، ولن يكون ذلك إلا باستعادة الدولة والخلاص من الحوثي واجثتاته بمعركة عسكرية ترفع شعار الوحدة وطي الخلافات وتغليب الحكمة ولغة العقل، فاليمن ملك للجميع والتفريط بأرضه خيانة لا تُغتفر.