
اسماعيل الشريف يكتب : مستقبل غزة
أخبارنا :
«غزة فخّ موت»، و»أخطر مكان في العالم»، و»مكان لا يرغب أحد في العيش فيه»، وإذا أخذت الفلسطينيين ونقلتهم إلى دول مختلفة، فستجد الكثير من الدول التي ستفعل ذلك... «ستكون لديك منطقة حرة» ترامب.
من الواضح أن استراتيجية مجرم الحرب نتن ياهو في تدمير حماس وتهجير سكان غزة تمنى بالفشل، إذ لم يتغير شيء منذ ثمانية عشر شهرًا. ويؤكد هذا الفشل تامير هايمان، المدير التنفيذي لمعهد دراسات الأمن القومي «الإسرائيلي» والرئيس السابق للاستخبارات العسكرية، وأحد أبرز المحللين الصهاينة الذين يحظون باحترام كبير، بقوله: لا تزال حماس تحافظ على سيادتها في القطاع.
وتزامنًا مع زيارة نتن ياهو الثانية إلى واشنطن، أطلقت حماس عشرة صواريخ على مدينتي عسقلان وأشدود، وهو أكبر وابل صاروخي منذ استئناف الإبادة، في دلالة واضحة على أن حماس لم تُهزم، مفنّدةً بذلك رواية نتن ياهو عن «الانتصار المطلق» الذي يسوق له.
وتشير تقارير استخباراتية إلى أن السلاح لا يزال يتدفق إلى حماس من سيناء ومن داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، عبر تهريب ينفذه بدو عابرون للحدود، وجدوا في ذلك تجارة رابحة. فعلى سبيل المثال، حصلت حماس مؤخرًا على عشر طائرات مسيّرة بقيمة مليون دولار، قامت بتعديلها لتحمل سبعين كيلوغرامًا من المتفجرات، لكنها لم تُستخدم بعد.
وسياسيًا، من المرتقب أن يزور وفد من حماس القاهرة لمناقشة الاقتراح المصري الجديد، والذي ينص على وقف لإطلاق النار لمدة تتراوح بين 40 و70 يومًا، مقابل الإفراج عن ثمانية محتجزين صهاينة من بين ما يُقدّر بـ59 محتجزًا تحتفظ بهم الحركة، إلى جانب عدد غير محدد من الفلسطينيين الأسرى لدى الاحتلال. وقد سبقت هذه الزيارة المرتقبة زيارة وفد من حركة فتح إلى القاهرة، في محاولة من الحركة لتولي إدارة غزة بعد الحرب، وإقناع حماس بتسليم سلاحها وخروج قادتها من القطاع.
وفي مقابل هذه الخطة، تتبلور مبادرة بديلة تقضي بتشكيل إدارة مدنية من رجال الأعمال والتكنوقراط الفلسطينيين لتتولى إدارة القطاع بعد الحرب، بدفع من بعض الدول العربية التي تضغط في هذا الاتجاه. وقد عاد اسم محمد دحلان إلى الواجهة مجددًا كمرشح محتمل لرئاسة هذه السلطة الإدارية. ويُرجّح أن تكون السلطة الفلسطينية قد وافقت ضمنيًا على هذا السيناريو، خصوصًا بعد إصدار رئيسها محمود عباس عفوًا عامًا عن جميع أعضاء فتح المنشقين، وعلى رأسهم دحلان.
ويبدو أن هذا السيناريو مقبول من الولايات المتحدة أيضًا؛ فرغم أن رئيسها لا يزال يتحدث عن تهجير سكان غزة وتحويلها إلى «ريفييرا» خاضعة للسيطرة الأميركية، إلا أنه للمرة الأولى يطرح علنًا فكرة نشر قوات دولية لحفظ السلام هناك ،خلال زيارة نتنياهو له في إشارة بانه يرفض احتلال الكيان لغزة حسب ما يروج الساسة هناك، وأبلغه في الغرف المغلقة بضرورة إنهاء المجزرة، مؤكدًا أن المهلة التي منحها له قد انتهت. فالرئيس الأميركي لديه ملفات يعتبرها ذات أولوية، أبرزها الملف الإيراني والحرب الاقتصادية التي أشعلها، كما يخطط لزيارة حلفائه في دول الخليج، وهو يعلم أن استمرار الإبادة سيقابل بإجماع واضح على مطلب وقفها، مما قد يعكر الأجواء الاحتفالية التي يسعى إليها.
وفي إطار محاولاته للتسويق لفكرة الترحيل، صرّح نتن ياهو من البيت الأبيض بأن دولًا وافقت على استقبال سكان غزة، لتسارع أرض الصومال المرشحة الأولى حسب التقديرات إلى نفي الأمر، مؤكدة أنها لن تستقبل أحدًا.
وفي المقابل، تجمع مراكز الدراسات وأبرز المحللين على أن حماس ستبقى في غزة، وأن الحل العسكري لن ينجح في إزاحتها كما يروّج نتن ياهو، فهي حركة أيديولوجية لا تُحسم بالمعارك.
لذلك، قد يبدو السيناريو الأقرب لمستقبل غزة هو تشكيل إدارة مدنية من التكنوقراط الفلسطينيين لا صلة لها بحماس، برئاسة محمد دحلان، مع وجود قوات دولية لحفظ السلام. وسينتهي بذلك سيناريو الترحيل القسري لسكان القطاع، وإن فُتح الباب طوعيًا أمام من يرغب بالمغادرة، فيما ستبقى حماس واقعًا قائمًا يتم التعامل معه لاحقًا، وبهدوء.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سواليف احمد الزعبي
منذ ساعة واحدة
- سواليف احمد الزعبي
'حماس': دعوة نائب أمريكي لقصف غزة نوويا تحريض على الإبادة وجريمة ضد الإنسانية
#سواليف أعربت حركة ' #حماس ' عن إدانتها لتصريحات #عضو_الكونغرس الأمريكي عن الحزب الجمهوري #راندي_فاين، التي دعا فيها إلى #قصف_غزة بالسلاح النووي. واعتبرت الحركة هذه 'الدعوة المتطرفة جريمة مكتملة الأركان، ودليلا على العنصرية الفاشية التي تحكم تفكير بعض الساسة الأمريكيين، وهو ما يستوجب الإدانة من الإدارة الأمريكية ومن الكونغرس، الذي بات منصة لتبرير #جرائم_الاحتلال وتشجيعها، عندما استقبل #مجرم_الحرب #نتنياهو'. وأضافت: 'تمثل هذه التصريحات انتهاكا صارخا لمبادئ القانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف، وتحريضا علنيا على استخدام #أسلحة_الدمار الشامل ضد أكثر من مليوني مدني'. وأكد أنه 'ورغم هذه الدعوات الوحشية، فإنها لن تُضعف عزيمة شعبنا، ولا إيمانه بعدالة قضيته، بل تفضح مجددا الوجه الحقيقي للاحتلال وداعميه'. ووصف فاين في وقت سابق القضية الفلسطينية بـ'الشريرة'. وقال: 'في الحرب العالمية الثانية، لم نتفاوض على استسلام مع النازيين، ولم نتفاوض مع اليابانيين. لقد استخدمنا #القنابل_النووية مرتين ضد اليابان من أجل تحقيق استسلام غير مشروط'. وأضاف: 'ينبغي أن يكون الموقف ذاته في هذا السياق، فهناك خلل عميق جداً في هذه الثقافة ويجب القضاء عليه'.


رؤيا
منذ 4 ساعات
- رؤيا
ترمب يوقع أوامر تنفيذية لتعزيز الطاقة النووية الأمريكية
ترمب: رسوم جمركية ستفرض على شركات الهواتف التي لا تصنع في الولايات المتحدة نهاية حزيران المقبل ترمب يؤكد أنه "لا يسعى للتوصل إلى اتفاق" تجاري مع الاتحاد الأوروبي وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الجمعة، مجموعة من الأوامر التنفيذية تهدف إلى دعم قطاع الطاقة النووية في الولايات المتحدة، من بينها إلغاء بعض القيود التنظيمية المرتبطة بتقنيات لا تزال موضع نقاش واسع. وقال ترمب خلال مراسم التوقيع التي جرت في المكتب البيضوي بالبيت الأبيض: "نوقع اليوم أوامر تنفيذية ضخمة ستجعل من الولايات المتحدة قوة رئيسية في هذه الصناعة". قال ترمب إن الطاقة النووية آمنة، وستقوم الولايات المتحدة بتشييد عدد من المنشآت الجديدة. كما أعلن أنه سيتم فرض رسوماً جمركية على شركات الهواتف التي لا تصنع في الولايات المتحدة بحلول نهاية يونيو المقبل. وأكد ترمب للصحافيين في البيت الأبيض ردا على سؤال حول سعيه للحصول على تنازلات من أوروبا: "لا أسعى إلى اتفاق. أعني أننا حددنا الاتفاق. إنه بنسبة 50%".

السوسنة
منذ 5 ساعات
- السوسنة
ترمب: عرضاً عسكرياً بمناسبة الذكرى الـ250 لتأسيس الجيش
السوسنة - أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوم الجمعة، تنظيم عرض عسكري ضخم في العاصمة واشنطن في 14 يونيو (حزيران) بمناسبة الذكرى الـ250 لتأسيس الجيش الأميركي.وقال ترمب: «يشرفني أن أعلن عن استضافة عرض عسكري رائع احتفالاً بالذكرى الـ250 لتأسيس جيش الولايات المتحدة، يوم السبت 14 يونيو في واشنطن العاصمة».وأضاف: «على مدى قرنين ونصف قرن، حارب جنودنا وأصيبوا وماتوا من أجل حريتنا، والآن سنكرمهم بعرض عسكري رائع، يليق بخدمتهم وتضحياتهم. جميع الأميركيين في أنحاء البلاد مدعوون للحضور».وأعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، أنّه سيقيم في واشنطن في 14 يونيو عرضاً عسكرياً ضخماً بمناسبة مرور 250 عاماً على تأسيسه، في حدث سيتزامن أيضاً مع احتفال الرئيس دونالد ترمب بعيد ميلاده.وفي 14 يونيو المقبل، حين سيحتفل الرئيس الجمهوري بعيد ميلاده التاسع والسبعين، ستشارك عشرات الدبابات والمدرعات والمروحيات القتالية في هذا العرض العسكري النادر في العاصمة الأميركية.وقال المتحدث باسم الجيش، ستيف وارن، إنّ العرض ستشارك فيه 28 دبابة من طراز «أبرامز إم 1 إيه 1»، و28 مركبة قتالية مدرّعة من طراز برادلي، بالإضافة إلى 50 مروحية قتالية.وتقدّر التكلفة الإجمالية لهذا الاستعراض العسكري، بما في ذلك عرض ضخم بالألعاب النارية، بنحو 45 مليون دولار. وأوضح المتحدث أنّ الهدف من تنظيم هذا العرض هو «سرد قصة الجيش عبر التاريخ». وأضاف أنّ السرد «سيبدأ بحرب الاستقلال، ثم سيستعرض النزاعات الكبرى... وصولاً إلى اليوم». أقرأ أيضًا: