
خفض الصين للفائدة العقارية .. خطوة هل تكفي لمواجهة الركود العميق؟
في محاولة جديدة لإنعاش سوق العقارات المتراجعة، خفضت الصين اليوم الثلاثاء سعر الفائدة المرجعي للقروض العقارية بمقدار 10 نقاط أساس، في خطوة وصفها المحللون بأنها غير كافية لإحياء القطاع الذي يعاني ركودا عميقا
.
وفقا لما أعلنه بنك الشعب الصيني، تم خفض سعر الفائدة الأساسي للقروض لأجل 5 أعوام – وهو السعر المرجعي الذي تستند إليه البنوك التجارية لتحديد معدلات الرهن العقاري – من 3.6% إلى 3.5%، حسب "ساوث تشاينا مورنينج بوست".
يأتي هذا الخفض بعدما قرر البنك المركزي منذ بداية الشهر الجاري تقليص معدل اتفاقية إعادة الشراء العكسي لمدة 7 أيام بمقدار 10 نقاط أساس إلى 1.4%، وهي خطوة أشار محافظ البنك، بان قونج شنج، إلى أنها قد تقود إلى خفض مماثل في معدل الرهن العقاري
.
ويعد هذا الخفض الأول منذ أكتوبر الماضي، في إطار جهود أوسع تبذلها بكين لإنقاذ السوق العقارية الذي لطالما شكّل عائقًا أمام النمو الاقتصادي، لا سيما بعد تفاقم مشكلات السيولة لدى عدد من كبار المطورين العقاريين
.
تُولي الحكومة الصينية هذا القطاع أولوية كبرى في 2024، بالتزامن مع سعيها لتعزيز الطلب المحلي وتحقيق الاستقرار الاقتصادي في ظل تصاعد المخاطر الخارجية، خاصة مع بداية ولاية ثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترمب
.
ورغم هذا التحرك، يرى الخبراء أن الخطوة لا تكفي. حيث أشار أحد كبار الاقتصاديين المتخصصين في الشأن الصيني إلى أن البيانات الأخيرة "لا تُظهر بوادر واضحة للانتعاش"، مضيفًا أن "خفضًا طفيفًا بمقدار 10 نقاط أساس غير كافٍ لتحفيز شراء المنازل في بيئة تشهد انكماشًا في الأسعار
".
وبحسب المكتب الوطني للإحصاء في الصين، تراجع الاستثمار العقاري خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام 10.3% مقارنة بالعام الماضي، بعد انخفاض 9.9% في الربع الأول. كما انخفضت مبيعات العقارات حسب المساحة 2.8%، مقارنة بانخفاض سابق بلغ 3%.
وفيما ظلت أسعار المنازل الجديدة في المدن الصينية الأربع الكبرى دون تغيير في أبريل، بعد ارتفاع طفيف بـ0.1% في مارس، سجلت المدن من الدرجة الثانية استقرارًا، بينما انخفضت الأسعار في مدن الدرجة الثالثة 0.2%.
وفي محاولة لتعويض تراجع القطاع الخاص، تعوّل السلطات الصينية على تجديد البنية التحتية الحضرية وبناء مساكن عامة. وقد أعلنت لجنة التنمية والإصلاح الوطنية عن تخصيص تمويل حكومي مركزي قبل نهاية يونيو لتسريع أعمال البناء
.
كما وافقت اللجنة على 27 مشروعًا ضخمًا بقيمة إجمالية بلغت 573.7 مليار يوان (79.4 مليار دولار أمريكي) خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري
.
رغم أن هذه التخفيضات قد تخفف الضغط عن الشركات المثقلة بالديون، ترى هوانج زي تشون، كبيرة الاقتصاديين في "كابيتال إيكونوميكس"، أن "التخفيضات الطفيفة غير كافية لتحفيز الطلب على الائتمان"، مؤكدة أن العبء الأكبر سيبقى على السياسات المالية
.
مع انخفاض التوترات التجارية مع أمريكا، تعتقد هوانج أن الحكومة الصينية قد لا تزيد الدعم المالي بعد ميزانية هذا العام، ما قد يحد من فرص تعاف سريع للسوق العقارية. ويظل النجاح مرتبطًا بقدرة السياسات المالية والاقتصادية على تحفيز الطلب واستقرار السوق في ظل تحديات مستمرة
.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مباشر
منذ 24 دقائق
- مباشر
"مورجان ستانلي": الأسهم الأمريكية قد لا تعود لما كانت عليه
مباشر: حذرت ليزا شاليت، كبيرة مسؤولي الاستثمار في وحدة "مورجان ستانلي" لإدارة الثروات، مستثمري الأسهم من تجاهل ثلاثة اختلالات رئيسية في السوق قد تؤثر عليهم سلبًا. وترى شاليت أن هناك "ثقةً راسخةً" بين المستثمرين بأن الخفض المؤقت للرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين، وضع حدًا دائمًا لحالة عدم اليقين بشأن الحرب التجارية، مما أعاد الأسهم إلى مستوياتها التي كانت عليها في الأول من يناير. وكتبت في مذكرة: "يأتي هذا الارتداد في ظل تقديرات أرباح متدهورة لا تزال تشير إلى مضاعفات تقييم مستقبلية أعلى من أي وقت مضى مقارنة ببداية العام.. أي إن المستثمرين مستعدون الآن لدفع مبالغ أكبر بكثير مقابل مضاعف أرباح السهم للعام المقبل".


مباشر
منذ 24 دقائق
- مباشر
"فايزر" تبرم صفقة بـ 6 مليارات دولار لتطوير دواء للسرطان
مباشر: أعلنت "فايزر" اتفاقية لتطوير وتسويق دواء صيني لعلاج السرطان، مقابل 6 مليارات دولار ستحصل عليها شركة "3 إس بايو – 3SBIO" المطورة للعقار. وبموجب الاتفاقية، ستدفع "فايزر" نحو 1.25 مليار دولار مقدمًا لشركة التكنولوجيا الحيوية الصينية، ونحو 4.8 مليار دولار أخرى رهنًا بالتقدم في تطوير العقار، وفق ما نقلت "رويترز". في المقابل، ستحصل "فايزر" على حقوق بيع الدواء حصريًا خارج الصين، في حين يخضع العقار حاليًا لتجارب سريرية متعددة، وتخطط الشركة المطورة بدء أول تجربة سريرية من المرحلة الثالثة هذا العام.


عكاظ
منذ 44 دقائق
- عكاظ
السعودية - طاجيكستان.. تعاون في الطاقة الكهرومائية والمتجددة والصناعة والتعدين والزراعة والسياحة
تابعوا عكاظ على التقى رئيس وزراء جمهورية طاجيكستان قاهر رسول زاده بالعاصمة دوشنبيه، اليوم، رئيس اتحاد الغرف السعودية حسن الحويزي، والوفد المرافق له من المستثمرين وممثلي الجهات الحكومية، بحضور رئيس مجلس الأعمال السعودي الطاجيكي أحمد الدخيل، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية طاجيكستان وليد بن عبدالرحمن الرشيدان. وجرى خلال اللقاء، مناقشة فرص التعاون والاستثمار في طاجيكستان، خصوصاً في قطاعات الطاقة الكهرومائية والمتجددة، والصناعة والتعدين، والزراعة، والسياحة، والحوافز المقدمة للمستثمرين السعوديين. وأكد الجانبان، أهمية دور مجلس الأعمال السعودي الطاجيكي، وضرورة إيجاد خط طيران مباشر لدعم التجارة والسياحة بين البلدين. وأبدى رئيس الوزراء استعدادهم لفتح الأجواء الطاجيكية لكل الشركات الراغبة بتوقيع اتفاقية طيران مباشر. يذكر أنه على مدار العقد الماضي، شهدت طاجيكستان معدل نمو اقتصادي تجاوز 7.1% في المتوسط. ونما الاقتصاد بنسبة 8.4% في عام 2024، مدفوعاً بتدفقات التحويلات المالية. وساهم النمو القوي، وارتفاع الأجور، والتحويلات المالية الدولية في خفض نسبة الفقراء من 32% من السكان في عام 2009 إلى ما يُقدر بـ 9.1% في عام 2024. وتتمتع طاجيكستان بإمكانات نمو هائلة بفضل سكانها الشباب والمتنامي، إضافة إلى إمكاناتها في قطاعات مثل الزراعة وتصنيع الأغذية، والمياه والطاقة الكهرومائية، والموارد المعدنية، والسياحة. وقد حددت حكومة طاجيكستان هدفاً طموحاً يتمثل في مضاعفة الدخل المحلي بأكثر من الضعف أو ثلاثة أضعاف بين عامي 2016 و2030، وهو ما يتطلب نموذج نمو جديداً يتمحور حول قطاع خاص ديناميكي. ويتطلب تعزيز النمو وفرص العمل إصلاحات هيكلية، وتحسين المنافسة، ومناخ الاستثمار، والوصول إلى التمويل، وكفاءة قطاع الطاقة، والتجارة، والنقل، والاتصال الرقمي، وتنمية رأس المال البشري. أخبار ذات صلة