logo
كيف نجح طه دسوقي وعصام عمر في تغيير المشهد السينمائي المصري بفيلمهما الجديد؟

كيف نجح طه دسوقي وعصام عمر في تغيير المشهد السينمائي المصري بفيلمهما الجديد؟

الجزيرة١٣-٠٤-٢٠٢٥

يغلب على المشهد السينمائي المصري في الفترة الأخيرة تقلبات غير متوقعة، وهو سوق العرض الذي كان من الممكن التنبؤ بخططه بسهولة في بداية العام، سواء بأفلام نجوم تتكرر وجوههم وتقسيمها بين المواسم مثل لعبة الكراسي الموسيقية، أو حتى الثيمات والقصص التي تسود أفلام كل ممثل أو مخرج.
وخرجت عدة أفلام في العام الماضي عن هذا المألوف -الذي تحول إلى ممجوج- على رأسها "الحريفة" و"الهوى سلطان" ، اللذان نجحا في تحقيق الإيرادات والحصول على ثناء النقاد والمتفرجين معا.
وفي مطلع 2025، عُرض فيلم "6 أيام"، والآن فيلم "سيكو سيكو". والسمة الأهم في هذه التجارب الأربع أنها ليست من بطولة أحد الوجوه السينمائية التي يتم وصفها بالنجومية، وقد نجحت في الوصول إلى المشاهدين رغم غياب هذا العامل الذي يسود اعتقاد أنه أحد أهم عوامل نجاح الأفلام.
ويحتل فيلم "سيكو سيكو" الآن أعلى قائمة إيرادات أفلام العيد، متفوقا على "الصفا ثانوية بنات" للممثل علي ربيع، الذي أصبح مؤخرا أحد الوجوه المتكررة في أفلام العيد. بينما يُعد "سيكو سيكو" البطولة السينمائية الأولى ل طه دسوقي ، والثانية ل عصام عمر ، والفيلم السينمائي الأول لمخرجه عمر المهندس.
قصة تقليدية في إطار غير تقليدي
يقدم فيلم "سيكو سيكو" قصة تقليدية في إطار غير تقليدي، فهو يبدأ بتعريف المتفرجين على شخصيتيه الرئيسيتين: يحيى (عصام عمر) الشاب العصبي فائر الدم ذي القدرات العملية المحدودة، وهي الأسباب التي أدت إلى تنقله المستمر من وظيفة إلى أخرى، وسليم (طه دسوقي) مطور الألعاب الإلكترونية الذي يُخفق في الترويج للعبته، الأمر الذي يُعطل خطته للزواج من حبيبته غادة (ديانا هشام).
إعلان
يكشف الفيلم في الدقائق التالية، بعد مرحلة التعريف، عن العلاقة التي تجمع بين الشابين، فهما أولاد عم، وبينهما تاريخ من عدم الانسجام قطع التواصل بينهما لسنوات، قبل أن يستدعيهما أحد المحامين معا، ثم يخبرهما بخبر وفاة عمهما، والذي ترك لهما إرثا قدره 15 مليون جنيه مصري، عليهما استلامه طبقا لخطة كتبها في خطاب لهما.
يكتشف كل من يحيى وسليم أن الإرث المنتظر يتمثل في كمية كبيرة للغاية من مخدر الحشيش، ولأن كليهما في حاجة ماسة للمال، يبدآن في وضع الخطط لبيع المخدر، الأمر الذي يورطهما في العديد من المغامرات بطبيعة الحال، حتى يقرران الاستفادة من خبرات كل منهما على حدة، وإطلاق تطبيق هو الأول من نوعه في بيع المخدرات، ولكن بطبيعة الحال لا تسير الأمور بهذه السلاسة.
لا تقف طبائع الحداثة، الغالبة على "سيكو سيكو"، عند اختيار ممثلين لم تحترق موهبتهم بعد من فرط التكرار، أو استخدام تطبيق إلكتروني لحل أزمة البطلين، بل تظهر بسبل عدة، على رأسها الصراحة والوضوح عند تناول موضوع التضخم بشكل كوميدي. فبينما يبدو مبلغ 15 مليون جنيه، أي 7.5 ملايين لكل منهما، مبلغا ضخما، فإنه في الحقيقة ونتيجة للظروف الاقتصادية السائدة في عصر ما بعد الكورونا، لا يُعد مصباح علاء الدين السحري القادر على تحقيق كل الأحلام.
فكما يُخبر يحيى سليم، هو مبلغ لا يُكفي لشراء شقة على النيل وتأثيثها وشراء سيارة وإقامة حفل زفاف فخم، ليخلط الفيلم الكوميديا ببعض سمات الواقعية، تلك السمات التي ستحكم خاتمة الفيلم وتبعدها عن النهايات الوردية في الأفلام المشابهة، وفي ذات الوقت لا تُلقي بظلال كئيبة على مصير الشابين.
الأمر نفسه الذي كان سر نجاح مسلسل "بالطو" الذي جمع بين عصام عمر والمخرج عمر المهندس، وكان تميمة نجاح كليهما وبطاقة تعريف الجمهور بهما. فكوميديا "بالطو" نبعت من تناوله لتفاصيل شديدة الواقعية بشكل كوميدي ساخر وذكي، مثل البيروقراطية في المراكز الطبية بالأرياف، والدور الرئيسي الذي تلعبه الخرافات في هذه البيئة لدرجة تُعرقل عمل الأطباء.
"سيكو سيكو".. من العداوة إلى الشراكة
يقدم "سيكو سيكو" حبكته على مستويين؛ يتمثل المستوى الأول في المغامرة التي يخوضها يحيى وسليم لبيع المخدرات بطريقة عصرية بعيدة عن مخاطر التعامل مع تجار المخدرات، بينما نجد المستوى الآخر في ديناميكيات العلاقة التي تتغير بين البطلين.
فبينما يبدأ الفيلم وهما أقرب إلى الأعداء نتيجة لعدم انسجام شخصيتيهما من ناحية، ومشاكل عائلية متوارثة من ناحية أخرى، تبدأ علاقتهما في التوطد بالتدريج.
وبينما يستخدم "سيكو سيكو" رابطة الدم أو العمومة كسبب رئيسي لجمع كل من يحيى وسليم مرة أخرى بعد طول افتراقهما، إلا أنه يتجنب تماما ظهور أي من أفراد عائلة أي منهما على حدة، فكل من الشابين يعيش وحده في القاهرة، ولا يتواصل مع أي فرد آخر من العائلة.
وتبدو هذه العزلة غير منطقية، خصوصا كونها غير مبررة تماما خلال الأحداث. فعلى سبيل المثال، لماذا لا تظهر شخصية والدة سليم المدعوة "سلسبيل" للتعرف على عائلة خطيبة ابنها، رغم أنها حية؟ وأين هي والدة يحيى؟
أدى هذا الاستبعاد إلى عدم تشتت حبكة الفيلم بين الخطوط الفرعية غير الضرورية، وهو الفخ الذي لم يقع فيه الفيلم أيضا في التعامل مع شخصيتي غادة، حبيبة سليم، وداليا (تارا عماد)، صاحبة الشركة التي يستغل يحيى مكاتبها في أعماله الإجرامية لتوزيع المخدرات. وسمح هذا بتقديم فيلم متماسك إلى حد كبير، لا يحاول القيام بكل شيء، أو يستغرق في الخلفيات التاريخية للشخصيات، أو الحبكات الفرعية الخاصة بشخصيات المعاونين في العمليات الإجرامية.
غير أنه على الجانب الآخر، جعل هذا الغياب الفيلم يبدو في النهاية مثل تجربة معزولة وليس فيلما حقيقيا من لحم ودم. ويستند بشكل أساسي على الانسجام بين عصام عمر وطه دسوقي، وكذلك الكوميديا الذكية التي تعتمد على المفارقات الطريفة التي تحدث للبطلين نتيجة لعملهما في بيع المخدرات، ومقابلتهما أشخاص غير مألوفين لعالمهما الاعتيادي، والأهم الاختلافات الواضحة في شخصية كل منهما، وهي الأمور التي تشتت المتفرج عن هذا السهو المتعمد من صناع الفيلم.
"سيكو سيكو" فيلم عيد مثالي؛ فهو يقدم قصة بسيطة، مضحكة بصورة غير مبتذلة، وطزاجة في تناوله لشخصياته وفكرته الأساسية، الأمر الذي يجعل تربعه على قمة إيرادات أفلام العيد منطقيا للغاية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كريستي برينكلي يقول انها اكتسبت وزنا في الحجر الصحي ولكن 'تحديد' العودة 'القتال الشكل

أخبار قطر

time٠٣-٠٥-٢٠٢٥

  • أخبار قطر

كريستي برينكلي يقول انها اكتسبت وزنا في الحجر الصحي ولكن 'تحديد' العودة 'القتال الشكل

closeVideo فوكس نيوز فلاش أعلى الترفيه عناوين 11 تموز / فوكس نيوز فلاش أعلى الترفيه والمشاهير العناوين هنا. تحقق من ما هو النقر اليوم في الترفيه. هي واحدة من الأكثر شهرة في العالم عارضات الأزياء ولكن كريستي برينكلي فقط ثبت انها الكثير مثل بقية منا. 66 عاما Sports Illustrated Swimsuit أيقونة قال في مقابلة جديدة اضافية مع أنها معبأة على بعض جنيه بينما في الحجر الصحي وسط بفيروس الوباء. 'نعم, أعتقد أنني قمت بوضع بضعة جنيه' أم لثلاثة قال مخرج في الفيديو مقابلة من منزلها في هامبتونز. بحار برينكلي-كوك يقول أن يجري مقارنة أمي كريستي برينكلي في سن مبكرة 'إيقاف' لها الثقة بالنفس جمال شقراء ليست قلقة جدا من زيادة الوزن ، ومع ذلك ، لأن لديها الكثير من الخيارات في نيويورك من شأنها أن تبقي لها على القدمين طوال فترة الصيف. 'أنا جر مجموع بلدي الصالة الرياضية في غرفة نومي لذلك هناك أنا يمكن أن تعمل على ذلك. أنا حقا لا استخدامه. أنا أحب ذلك' برينكلي المستمر. إنها تشارك أيضا أن الحدائق كانت 'الكثير من العمل' و انها تتمتع أخذ القوارب الرحلات إلى الشواطئ القريبة على 'سرعة المشي أو الجري.' كريستي برينكلي ابنة بحار 'بالرعب' الانضمام 'الرقص مع النجوم' 'أنا مصمم على العودة إلى القتال الشكل,' وأضاف. برينكلي كما تناول ابنتها بحار برينكلي-كوك مؤخرا مقابلة على 'صباح الخير أمريكا' حيث ناقشت جسدها dysmorphia النضالات. 22 عاما تحدث عن الضغوط الاجتماعية شعرت ينمو في الضوء ويجري باستمرار مقارنة لها أمي الشهيرة. 'أنا أعرف أنها دائما صورة الجسم القضايا' برينكلي قال من بحار. 'أنا أعرف أن تحب الطعام. هذا هو سمة واحدة من كل واحد منا: نحن نحب أن يأكل'. برينكلي قال إنها تعلم ابنتها لم تريد أن تأخذ على الحياة حيث كانت مقيدة الغذائي ، والتي عارضة يوافق. انقر هنا للحصول على فوكس نيوز التطبيق 'أنا أسميها ينكر-iting لأنه عندما تحصل في هذا الإطار من العقل [من اتباع نظام غذائي] تشعر أنك تحرم نفسك من شيء' برينكلي أوضح. 'أعتقد أنه من المهم أن تجد مكانا حيث كنت تريد أن تغذي جسمك مع أشياء جيدة حقا.' برينكلي كما روجت لها خط Bellissima بروسيككو ، روح وقالت بحماس قال يأتي مع 'صفر الذنب' كما انها خالية من السكر والكربوهيدرات.

كيف نجح طه دسوقي وعصام عمر في تغيير المشهد السينمائي المصري بفيلمهما الجديد؟
كيف نجح طه دسوقي وعصام عمر في تغيير المشهد السينمائي المصري بفيلمهما الجديد؟

الجزيرة

time١٣-٠٤-٢٠٢٥

  • الجزيرة

كيف نجح طه دسوقي وعصام عمر في تغيير المشهد السينمائي المصري بفيلمهما الجديد؟

يغلب على المشهد السينمائي المصري في الفترة الأخيرة تقلبات غير متوقعة، وهو سوق العرض الذي كان من الممكن التنبؤ بخططه بسهولة في بداية العام، سواء بأفلام نجوم تتكرر وجوههم وتقسيمها بين المواسم مثل لعبة الكراسي الموسيقية، أو حتى الثيمات والقصص التي تسود أفلام كل ممثل أو مخرج. وخرجت عدة أفلام في العام الماضي عن هذا المألوف -الذي تحول إلى ممجوج- على رأسها "الحريفة" و"الهوى سلطان" ، اللذان نجحا في تحقيق الإيرادات والحصول على ثناء النقاد والمتفرجين معا. وفي مطلع 2025، عُرض فيلم "6 أيام"، والآن فيلم "سيكو سيكو". والسمة الأهم في هذه التجارب الأربع أنها ليست من بطولة أحد الوجوه السينمائية التي يتم وصفها بالنجومية، وقد نجحت في الوصول إلى المشاهدين رغم غياب هذا العامل الذي يسود اعتقاد أنه أحد أهم عوامل نجاح الأفلام. ويحتل فيلم "سيكو سيكو" الآن أعلى قائمة إيرادات أفلام العيد، متفوقا على "الصفا ثانوية بنات" للممثل علي ربيع، الذي أصبح مؤخرا أحد الوجوه المتكررة في أفلام العيد. بينما يُعد "سيكو سيكو" البطولة السينمائية الأولى ل طه دسوقي ، والثانية ل عصام عمر ، والفيلم السينمائي الأول لمخرجه عمر المهندس. قصة تقليدية في إطار غير تقليدي يقدم فيلم "سيكو سيكو" قصة تقليدية في إطار غير تقليدي، فهو يبدأ بتعريف المتفرجين على شخصيتيه الرئيسيتين: يحيى (عصام عمر) الشاب العصبي فائر الدم ذي القدرات العملية المحدودة، وهي الأسباب التي أدت إلى تنقله المستمر من وظيفة إلى أخرى، وسليم (طه دسوقي) مطور الألعاب الإلكترونية الذي يُخفق في الترويج للعبته، الأمر الذي يُعطل خطته للزواج من حبيبته غادة (ديانا هشام). إعلان يكشف الفيلم في الدقائق التالية، بعد مرحلة التعريف، عن العلاقة التي تجمع بين الشابين، فهما أولاد عم، وبينهما تاريخ من عدم الانسجام قطع التواصل بينهما لسنوات، قبل أن يستدعيهما أحد المحامين معا، ثم يخبرهما بخبر وفاة عمهما، والذي ترك لهما إرثا قدره 15 مليون جنيه مصري، عليهما استلامه طبقا لخطة كتبها في خطاب لهما. يكتشف كل من يحيى وسليم أن الإرث المنتظر يتمثل في كمية كبيرة للغاية من مخدر الحشيش، ولأن كليهما في حاجة ماسة للمال، يبدآن في وضع الخطط لبيع المخدر، الأمر الذي يورطهما في العديد من المغامرات بطبيعة الحال، حتى يقرران الاستفادة من خبرات كل منهما على حدة، وإطلاق تطبيق هو الأول من نوعه في بيع المخدرات، ولكن بطبيعة الحال لا تسير الأمور بهذه السلاسة. لا تقف طبائع الحداثة، الغالبة على "سيكو سيكو"، عند اختيار ممثلين لم تحترق موهبتهم بعد من فرط التكرار، أو استخدام تطبيق إلكتروني لحل أزمة البطلين، بل تظهر بسبل عدة، على رأسها الصراحة والوضوح عند تناول موضوع التضخم بشكل كوميدي. فبينما يبدو مبلغ 15 مليون جنيه، أي 7.5 ملايين لكل منهما، مبلغا ضخما، فإنه في الحقيقة ونتيجة للظروف الاقتصادية السائدة في عصر ما بعد الكورونا، لا يُعد مصباح علاء الدين السحري القادر على تحقيق كل الأحلام. فكما يُخبر يحيى سليم، هو مبلغ لا يُكفي لشراء شقة على النيل وتأثيثها وشراء سيارة وإقامة حفل زفاف فخم، ليخلط الفيلم الكوميديا ببعض سمات الواقعية، تلك السمات التي ستحكم خاتمة الفيلم وتبعدها عن النهايات الوردية في الأفلام المشابهة، وفي ذات الوقت لا تُلقي بظلال كئيبة على مصير الشابين. الأمر نفسه الذي كان سر نجاح مسلسل "بالطو" الذي جمع بين عصام عمر والمخرج عمر المهندس، وكان تميمة نجاح كليهما وبطاقة تعريف الجمهور بهما. فكوميديا "بالطو" نبعت من تناوله لتفاصيل شديدة الواقعية بشكل كوميدي ساخر وذكي، مثل البيروقراطية في المراكز الطبية بالأرياف، والدور الرئيسي الذي تلعبه الخرافات في هذه البيئة لدرجة تُعرقل عمل الأطباء. "سيكو سيكو".. من العداوة إلى الشراكة يقدم "سيكو سيكو" حبكته على مستويين؛ يتمثل المستوى الأول في المغامرة التي يخوضها يحيى وسليم لبيع المخدرات بطريقة عصرية بعيدة عن مخاطر التعامل مع تجار المخدرات، بينما نجد المستوى الآخر في ديناميكيات العلاقة التي تتغير بين البطلين. فبينما يبدأ الفيلم وهما أقرب إلى الأعداء نتيجة لعدم انسجام شخصيتيهما من ناحية، ومشاكل عائلية متوارثة من ناحية أخرى، تبدأ علاقتهما في التوطد بالتدريج. وبينما يستخدم "سيكو سيكو" رابطة الدم أو العمومة كسبب رئيسي لجمع كل من يحيى وسليم مرة أخرى بعد طول افتراقهما، إلا أنه يتجنب تماما ظهور أي من أفراد عائلة أي منهما على حدة، فكل من الشابين يعيش وحده في القاهرة، ولا يتواصل مع أي فرد آخر من العائلة. وتبدو هذه العزلة غير منطقية، خصوصا كونها غير مبررة تماما خلال الأحداث. فعلى سبيل المثال، لماذا لا تظهر شخصية والدة سليم المدعوة "سلسبيل" للتعرف على عائلة خطيبة ابنها، رغم أنها حية؟ وأين هي والدة يحيى؟ أدى هذا الاستبعاد إلى عدم تشتت حبكة الفيلم بين الخطوط الفرعية غير الضرورية، وهو الفخ الذي لم يقع فيه الفيلم أيضا في التعامل مع شخصيتي غادة، حبيبة سليم، وداليا (تارا عماد)، صاحبة الشركة التي يستغل يحيى مكاتبها في أعماله الإجرامية لتوزيع المخدرات. وسمح هذا بتقديم فيلم متماسك إلى حد كبير، لا يحاول القيام بكل شيء، أو يستغرق في الخلفيات التاريخية للشخصيات، أو الحبكات الفرعية الخاصة بشخصيات المعاونين في العمليات الإجرامية. غير أنه على الجانب الآخر، جعل هذا الغياب الفيلم يبدو في النهاية مثل تجربة معزولة وليس فيلما حقيقيا من لحم ودم. ويستند بشكل أساسي على الانسجام بين عصام عمر وطه دسوقي، وكذلك الكوميديا الذكية التي تعتمد على المفارقات الطريفة التي تحدث للبطلين نتيجة لعملهما في بيع المخدرات، ومقابلتهما أشخاص غير مألوفين لعالمهما الاعتيادي، والأهم الاختلافات الواضحة في شخصية كل منهما، وهي الأمور التي تشتت المتفرج عن هذا السهو المتعمد من صناع الفيلم. "سيكو سيكو" فيلم عيد مثالي؛ فهو يقدم قصة بسيطة، مضحكة بصورة غير مبتذلة، وطزاجة في تناوله لشخصياته وفكرته الأساسية، الأمر الذي يجعل تربعه على قمة إيرادات أفلام العيد منطقيا للغاية.

هل تنتهي صيحة مسلسلات ضيوف الشرف قريبا؟
هل تنتهي صيحة مسلسلات ضيوف الشرف قريبا؟

الجزيرة

time٠٣-٠٤-٢٠٢٥

  • الجزيرة

هل تنتهي صيحة مسلسلات ضيوف الشرف قريبا؟

يشير مصطلح "ضيف الشرف" عمومًا إلى ظهور ضيف في سياق فني، ويميز هذا المصطلح الضيوف أنفسهم عن الفنانين المشاركين بشكل أساسي في العمل الفني. عادة ما يكون هؤلاء الضيوف قابلين للتعرف عليهم بمفردهم، أي من المشاهير، ويظهرون مرة واحدة فقط أو بشكل محدود خلال العمل الفني. بيد أنه، مؤخرًا، عُرضت مسلسلات تعتمد بشكل أساسي على ظهور ضيوف الشرف، الذين يتغيرون من حلقة لأخرى، ويُشكلون العمود الفقري للحبكة، وليس مجرد إضافة لها. وهناك أكثر من مسلسل على هذا المنحى عُرض خلال الموسم الرمضاني الجاري، فهل تنتهي هذه الصيحة قريبًا؟ مسلسلات ضيوف الشرف المقصود بمسلسلات ضيوف الشرف هنا الأعمال التي يكون لحبكتها إطار عام، غير أن ما يحرك الأحداث للأمام هو طبيعة ضيف أو ضيفة الشرف التي تظهر في كل حلقة. وهي ليست صيحة مستحدثة هذا العام، غير أنها ظهرت بشكل متكرر في العقد الأخير لتتحول إلى ظاهرة واضحة. ويمكن العودة للخلف بضع سنوات قليلة لنجدها في أعمال رمضانية مثل "ريح المدام" (إنتاج 2017) و"الوصية" (إنتاج 2018) و"بابا جه" (إنتاج 2024). ويمتد هذا التقليد حتى اليوم، حيث نجد مثالين واضحين عليه في 2025 في كل من "أشغال شقة جدًا" و"80 باكو". تدور أحداث مسلسل "أشغال شقة جدًا" بشكل عام حول حمدي (هشام ماجد) وزوجته ياسمين (أسماء جلال) اللذين يُرزقان في الجزء الأول بتوأم من الصبية، ولذلك يحتاجان إلى عاملة منزل. غير أن طبائع العاملات وتصرفاتهن تؤدي إلى العديد من المفارقات الكوميدية. إذا نظرنا إلى مسلسل "أشغال شقة جدا" وتأملنا في بنية العمل، سنجد أنه ينتمي إلى نمط مسلسلات ضيوف الشرف محل حديثنا هنا، حيث تظهر فيه ضيفة شرف كل حلقتين، ويؤدي ظهورها إلى حبكة معينة، وبعد انتهاء هذه الحبكة نبدأ من جديد مع ضيفة شرف جديدة. ورغم أن هذا المسلسل يحاول بشكل أفضل من غيره الحفاظ على نوع من التماسك من خلال تذكّر ما حدث سابقًا بطريقة ما، إلا أنه في النهاية يعتمد هذا النوع من المسلسلات بشكل أساسي على قوة الضيف، وبالتالي يختلف المستوى الفني للعمل من حلقة لأخرى. نجد مثالًا آخر هذا العام في"80 باكو" ، والذي تدور أحداثه في كوافير نسائي بسيط في منطقة وسط البلد بالقاهرة، وفيه البطلة، بوسي (هدى المفتي)، فتاة يتيمة وتحلم بالزواج من حبيبها مختار (خالد مختار)، ولتحقيق هذا الحلم تحتاج إلى 80 ألف جنيه. هذا يمثل الإطار العام لعالم المسلسل، بينما تتبع الحلقات نفس إطار مسلسلات ضيوف الشرف، فهو يعتمد بشكل أساسي على فكرة الانفصال في الحبكات الفرعية، فلكي تتمكن بوسي من جمع المال، تقوم بمهمات خاصة خارج الكوافير، وخلالها تتعرف على قصص نساء أخريات تتأثر بهن، ويتأثرن هن كذلك بمعاناتها الشخصية، بينما في الخلفية تأتي خطوط درامية أخرى ثابتة مثل تلك الخاصة بمدام لولا (انتصار) وزميلات بوسي في الكوافير، فاتن (دنيا سامي) وعبير (رحمة أحمد). أين الترابط؟ يُعتقد بشكل شائع أن بداية المسلسلات تزامنت مع ظهور التلفزيون، أي في منتصف القرن العشرين، غير أن هذا اعتقاد خاطئ. فإذا عدنا إلى كتاب "موسوعة السينما في العالم" في جزئها الأول، سنجد أن المسلسلات، بشكلها القريب من شكلها الحالي، بدأت في الظهور مع انطلاقة القرن العشرين، تحديدًا في عام 1908، بعد ظهور السينما بسنوات قليلة، حيث بدأت السينما في ديسمبر 1895، أي أنه قد مضى 13 سنة فقط بين الحدثين. إذن، كيف كانت تُعرض المسلسلات في ذلك الوقت؟ كانت تُعرض في دور السينما نفسها، فكان من المعتاد عرض حلقة من المسلسل كل أسبوع. وعلى هذا النحو، كان الجمهور ينتظر الحلقة الجديدة أسبوعيًا تمامًا كما نفعل اليوم عندما ننتظر عطلة نهاية الأسبوع لمشاهدة الحلقة الجديدة على المنصات المختلفة. وكانت المسلسلات السينمائية مصممة للتأكد من عودة المشاهدين إلى السينما لمشاهدة الحلقة التالية من خلال إنهاء الحلقة عند حدث مثير، مما يخلق رغبة لدى الجمهور للاستمرار في متابعة الأحداث، وهو الأمر الذي تفتقده مسلسلات ضيوف الشرف التي ينقصها الاستمرارية بشكل فادح، في حين أن صناع المسلسلات في نسختها السينمائية الأولى أدركوا ذلك بالفعل. وبينما هناك هذا النوع من المسلسلات الذي يتمحور بالأساس حول ضيوف الشرف، بما فيه من عيوب مثل تذبذب المستوى وغياب الاستمرارية في الحدث، عُرض هذا العام مسلسل يظهر فيه ضيوف الشرف أكثر من المعتاد، غير أنهم لا يُعتبرون في ذات الوقت من طاقم العمل الأساسي، ولا ينتمي إلى مسلسلات ضيف الشرف، ويتمثل في "إخواتي" من إخراج محمد شاكر خضير. يضم طاقم "إخواتي" نيللي كريم وروبي وكندة علوش وجيهان الشماشرجي وحاتم صلاح وعلي صبحي، غير أنه يظهر فيه 3 من ضيوف الشرف الذين ساهموا في الحبكة الرئيسية، وكان أداؤهم من أهم نقاط قوة المسلسل، وليس على سبيل الأكسسوارات أو لجذب المزيد من المتفرجين أو استغلال شهرتهم ونجاحهم. فالمسلسل بشكل أساسي يدور حول مقتل ربيع (أحمد حاتم) بشكل مفاجئ، الأمر الذي قد يشير بأصابع الاتهام إلى زوجته نجلاء (جيهان الشماشرجي) التي حلمت بتفاصيل مقتله، وحكت حلمها على شاشة التلفاز. وبالتالي، تحاول مع "إخواتها" استخراج تصريح دفن بدون كشف طبي، ويظهر حاتم عبر الفلاش باك في عدد من مشاهد المسلسل بالحلقات التالية التي تكشف عن طبيعة الشخصية والتداعيات التي أدت إلى قتله، ليقدم في المسلسل دورًا ذا وقت محدود على الشاشة، إنما مؤثر للغاية في الحبكة. ويتكرر الأمر مع محمد ممدوح في دور عابدين، موظف السجل المدني الذي يبتز "الإخوات" مقابل استخراج تصريح الدفن، بالإضافة إلى علي قاسم في دور نجاتي، خطيب نجلاء السابق الذي يقودها لمعرفة قاتل زوجها السابق، ويساهم في تحريك الأحداث في اتجاه مختلف نتيجة لنصائحه. ما نُطلق عليها مسلسلات ضيوف الشرف ليست خروجًا عن المسلسلات التلفزيونية التقليدية، وقد تكون تنويعا مطلوبًا في موسم تلفزيوني متخم بالأعمال كما هو الحال في الموسم الرمضاني، غير أن تحولها إلى صيحة وغياب التماسك عنها بصورة بينة يؤدي إلى سيولة في بناء المسلسلات واستسهال من صناعها، واعتمادها بشكل أساسي على مدى شهرة هؤلاء الضيوف وقدرتهم على جذب المشاهدين من عدمها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store