
لماذا نعشق مشاهدة نهاية العالم على الشاشة؟
لقد انهالت عليه النيازك وقُصف بالقنابل، والتهمته الكائنات وضيقت النباتات الخناق عليه. واجه غضب الآلهة وغزو الفضائيين، ونجا من طفيليات ذكية صنعها البشر هربت من المختبرات. في فيلم الكوارث "2012" الصادر عام 2009 للمخرج رولاند إيميريش، اضطرب كوكب الأرض بفعل توهج شمسي هائل، بينما اختار ريتشارد كيلي في تحفته الفنية الغريبة "حكايات ساوث لاند" الصادر عام 2006 محفزاً غير مقصود متمثلاً في مصافحة عابرة بين شخصين غريبين. إنسوا مشهد جانيت لي وهي تستحم أو درو باريمور وهي تتحدث على الهاتف: فالضحية الأبرز في السينما ليست سوى الكوكب نفسه الذي يساق مراراً إلى المذبحة بأساليب إبداعية مروعة. يبدو أن هناك شيئاً واحداً تحبه هوليوود أكثر من النهايات السعيدة، وهو النهاية التعيسة للجميع من دون استثناء.
ومرة أخرى، يموت العالم في فيلم "النهاية"، وهو فيلم غنائي مترف ومتأرجح أشبه بتحية أخيرة على المسرح، تؤدي فيه تيلدا سوينتون دور الأم لآخر من بقي من البشرية. وتدور الأحداث في منجم للملح يقع على عمق نصف ميل تحت الأرض، حُوّل بعناية إلى منزل عائلي فاخر. وتزين الجدران لوحات مونيه، ويتنقل في أرجائه خادم راقص بتهذيب بالغ، يملأ الكؤوس بالنبيذ الفاخر كل ليلة. لكن الكوكب احترق، مما يعني أن كل من كان على السطح لقي حتفه. بالطبع، يعترف من في الملجأ بأن التغير المناخي هو السبب، لكنهم لا يزالون يجادلون حول العلم وينفضون أيديهم من أي شعور بالذنب. ويعيدون ملء كؤوسهم، ويتبادلون الابتسامات حول مائدة العشاء، بينما عقارب ساعة القيامة تدق معلنة تجاوز منتصف الليل. وفي معظم الأفلام الموسيقية، تكون الأغاني مشرقة ومتفائلة، وكأنها تمهد الطريق نحو المستقبل. أما هنا، فهي أشبه بمحاولات يائسة للتشبث بالحياة، أو مرثيات غارقة في الحنين، تلوح بأسى إلى الماضي عبر المرآة الخلفية.
بصورة غير مباشرة - وربما من دون قصد - يلقي فيلم "النهاية" نظرة على الماضي أيضاً. فهو من كتابة وإخراج جوشوا أوبنهايمر، وهو اسم يبدو مثالياً لمخرج يتناول في عمله قدرة الإنسان على تدمير الكوكب. وكما تحمل شخصيات الفيلم ماضيها معها إلى المخبأ تحت الأرض، كذلك يفعل الممثلون الذين يجسدونها.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
على سبيل المثال، يمكن اعتبار شخصية الأم التي تؤديها سوينتون الوجه الهادئ والعطِر لنقيضتها الصاخبة، المتحكمة الشبيهة بالمهرج التي قامت بها في فيلم "محطم الثلج"، وهو مسلسل ديستوبي صادر عام 2013 من إخراج بونغ جون-هو. أما جورج ماكاي الذي يشارك في البطولة بدور الابن المأسوي البريء، فسبق له تجسيد دور مماثل في دراما ما بعد الكارثة التي أخرجها كيفن ماكدونالد بعنوان "كيف أعيش الآن" الصادر عام 2013، وهو عمل لم يحظَ بالتقدير الكافي. فيما يعيد الأداء القوي لمايكل شانون في دور الأب للأذهان تجسيده المذهل لشخصية كيرتس لافورش، ذلك النبي الكئيب الآتي من وسط الغرب الأميركي، في فيلم "احتمِ" الذي أخرجه جيف نيكولز عام 2011.
ربما يكون قدر كل فيلم جديد يتناول نهاية العالم أن يحمل بين طياته أشباح الأعمال التي سبقته.
كل هذا يعني أن هناك مفارقة ساحرة متأصلة في كل أفلام نهاية العالم. فعلى رغم تصويرها لانهيار كوكب الأرض الهش، تشكل هذه الأفلام واحداً من أكثر الأنواع السينمائية صموداً واستمرارية على الإطلاق. بالكاد كان ديفيد وارك غريفيث وضع حجر الأساس للسينما السردية مع فيلمه "ولادة أمة" عام 1915، حتى كان المخرج الدنماركي أوغست بلوم يصنع فيلمه "نهاية العالم" الصادر عام 1916، وهو عمل رائد في سينما الكوارث وضع القواعد التي ستتبعها لاحقاً أفلام لا حصر لها. بمعنى آخر، كانت النهاية حاضرة منذ البداية.
وتشير الدلائل إلى أن كوكبنا يحصل دائماً على أفلام نهاية العالم التي يستحقها - أو في الأقل، الأفلام التي تعكس مخاوف سكانه الأكثر إلحاحاً. ففيلم بلوم الصامت وُلد من رحم الذعر الجماعي الذي سببه مذنب هالي حين أضاء سماء الدنمارك قبل بضعة أعوام من إنتاجه. أما كلاسيكيات هذا النوع السينمائي في حقبة الحرب الباردة، مثل "على الشاطئ" الصادر عام 1959، و"دكتور سترينجلوف" الصادر عام 1964، و"كوكب القردة" الصادر عام 1968، فقد كانت مشغولة بهاجس القنبلة الذرية، بينما انشغلت أفلام السبعينيات والثمانينيات بقضايا مثل الانفجار السكاني والتلوث وأخطار التكنولوجيا الجامحة. وعندما انشل العالم للمرة الأولى بسبب الإغلاق المرافق لجائحة كورونا في أبريل (نيسان) من عام 2020، لم يكُن أمام المشاهدين سوى العودة لأرشيف السينما بحثاً عن أعمال تتناسب وواقعهم الجديد. وأُغلقت دور العرض، وتوقفت عجلة الإنتاج السينمائي، لكن أفلاماً مثل "تفشٍّ" الصادر عام 1995 و"عدوى" من عام 2011 تصدرت قوائم المشاهدة، لتتحول إلى أيقونات الموسم في منصات البث الرقمي.
بالطبع، يمكن لكل أزمة أو مشكلة أن تتطلب استجابة مختلفة، مما يفسر لماذا قد تكون أفلام غزو الكائنات الفضائية أكثر حماسة وإثارة من الأفلام التي تتناول ما بعد الحرب النووية أو انهيار نظام التيارات المحيطية. ويبرر هذا أيضاً القسوة التي يتميز بها "النهاية". فيلم المخرج أوبنهايمر الموسيقي هو الإضافة الأحدث إلى نوع فرعي متنامٍ مما يُعرف بـ "الخيال المناخي" – وهو الأعمال الأدبية والفنية التي تتناول الكوكب الميت الذي بات وصولنا إليه وشيكاً جداً على الأرجح. ويمكن أن يتخذ "الخيال المناخي" شكل هجاء لاذع، مثل فيلم آدم مكاي "لا تنظر إلى الأعلى" الصادر عام 2021، أو فيلم رسوم متحركة مليء بالعواطف مثل "تدفق" الصادر عام 2024 للمخرج غينتس زيلبالوديس، أو أغنية حزينة داخل ملجأ تحت الأرض، لكنه يسكن في عالم أخلاقي ضبابي ما بعد نهاية العالم يختلف تماماً عن العالم الزاهي بالألوان في أفلام مثل "ضربة عميقة" الصادر عام 1998 أو "يوم توقفت الأرض" الصادر عام 1951. وفي أفلام الخيال المناخي الأصيلة والأكثر صدقاً، لا توجد مخلوقات فضائية لتقاتلها ولا كائنات زومبي للهرب منها. العدو الحقيقي الوحيد هو انهيار المناخ نفسه، مما يعني ببساطة أن العدو الحقيقي هو نحن.
الشخصيات في فيلم "النهاية" تغني أغنيات لرفع معنوياتها وتهدئة أعصابها. أتساءل إن كان هذا هو السبب الذي يجعلنا نشاهد أفلاماً عن نهاية العالم. فمن الغريب أن تلك الأفلام قد تكون بمثابة إلهاء عن التصفح المفرط للأخبار السيئة على هواتفنا، إن لم يكُن لأنها تمنحنا شعوراً بالراحة لرؤية أشخاص في حال أسوأ منا ولأنها تمنحنا عزاء في رؤية الفوضى وهي مصورة في إطار دراما مرتبة تستمر لساعتين. كما أعتقد، لأن طول عمر هذا النوع من الأفلام يحمل رسالة ضمنية من الأمل، مؤكداً لنا أننا مررنا بهذا سابقاً وسنمر به مجدداً، حتى في وقت تصرخ وجوهنا أن النهاية اقتربت. أفلام نهاية العالم تعتمد على مجموعة متنوعة من الأساليب. ويمكن أن يكون الفيلم غاضباً أو معذباً؛ ويمكن أن يثور أو يتوسل أو يثير الحماسة. ولكن هذا هو المعادل السينمائي لصاحب الحانة المتجهم الذي يعلن عن إقفال محله ويقود زبائنه إلى الباب، وهو مطمئن لأنه سيلبي طلباتهم مجدداً في اليوم التالي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 9 ساعات
- Independent عربية
قصص من الحرب إلى خشبة المسرح في لبنان
بالتمثيل والرقص، تروي نساء على خشبة مسرح داخل بيروت معاناة عاملات أجنبيات عالقات في لبنان خلال الحرب المدمرة، التي استمرت أكثر من عام بين إسرائيل و"حزب الله". خلال المواجهة الدامية التي اضطرت مئات الآلاف إلى النزوح وحصدت آلاف القتلى ودمرت مناطق كاملة، استوقف مصير العاملات الأجنبيات مصمم الرقص والمخرج علي شحرور فحول قصصهن إلى عرض مسرحي بدأ مطلع مايو (أيار) الجاري. بعد بيروت، سيجول عرض "عندما رأيت البحر" مدناً في أوروبا مثل برلين ومارسيليا وهانوفر وسيعرض خلال مهرجان أفينيون للمسرح في فرنسا. ويقول شحرور (35 سنة) الذي يعمل في المسرح منذ 15 عاماً "ولد هذا المشروع في الحرب، كنا نتمرن ونجري لقاءات وأبحاثاً خلال الحرب"، ويضيف "أنا لا أعرف كيف أقاتل أو أحمل سلاحاً، أعرف فقط كيف أصنع الرقص، هذه هي الأداة الوحيدة التي أعرف كيف أقاوم بها". ممثلات خلال التدريبات على عرض "عندما رأيت البحر" في بيروت (أ ف ب) "المسرح أداة مقاومة" في "عندما رأيت البحر"، تروي ثلاث نساء إحداهن لبنانية لأم إثيوبية وأخريان إثيوبيتان قصصهن، التي تعكس معاناة العاملات الأجنبيات في بلد ترفع فيه منظمات حقوقية باستمرار الصوت للتنديد بانتهاكات عدة تطاول هذه الفئة. تستخدم النساء الكلمات والرقص والموسيقى وأغاني فولكلورية إثيوبية لنقل المعاناة بسبب الهجرة وسوء المعاملة والحرب، والهدف تكريم نساء مهاجرات شُردن خلال الحرب أو فارقن الحياة. خلال الحرب الأخيرة، لجأت مئات العاملات المهاجرات إلى ملاجئ استحدثتها جمعيات أهلية بعدما تخلت عنهن العائلات التي كن يعملن لديها، حين تركت بيوتها هرباً من القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان وشرقه وعلى الضاحية الجنوبية لبيروت، بينما بقيت أخريات من دون مأوى فافترشن طرق بيروت من وسطها حتى البحر، هرباً من الموت. وكان آلاف اللبنانيين باتوا ليالي طويلة في الشوارع أيضاً. يقول شحرور إنه "كان ثمة إصرار" على إنجاز العرض، على رغم الرعب والحرب وصوت القصف المتواصل، مضيفاً "لقائي مع هؤلاء السيدات مدَّني بالقوة والطاقة لنستمر". ويكمل الشاب "المسرح أداة مقاومة لنوصل الصوت ونبقي القصص حية، قصص الذين غادروا ولم ينالوا العدالة التي يستحقونها". الانفصال والتباعد كذلك، هيمنت الحرب على عمل مسرحي للمخرجة والممثلة فاطمة بزي (32 سنة)، كانت استهلت العمل عليه قبل الحرب. وعلى رغم أنها أرغمت على مغادرة منزلها داخل الضاحية الجنوبية لبيروت إلى العراق تحت وطأة القصف خلال أشهر الحرب، فإن بزي أصرت بعد عودتها إلى لبنان إثر بدء تطبيق وقف إطلاق النار خلال نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، على إنجاز عملها "ضيقة عليَّي" الذي عرض على مسرح زقاق في بيروت خلال مايو الجاري. في الأصل، تروي المسرحية قصة امرأة وعلاقتها مع زوجها الذكوري، لكن الحرب تفرض نفسها على العمل لتتحول إلى جزء من القصة. وفي لحظة، يبدو الممثلون الثلاثة وكأنما يؤدون مشهداً، يقطعه فجأة صوت القصف. يعود الممثلون إلى الواقع، يهرعون إلى هواتفهم ليعرفوا أين وقعت الغارة هذه المرة. وتقول بزي لوكالة الصحافة الفرنسية من مسرح زقاق خلال تدريبات على العمل "حاولنا التواصل عبر الفيديو، لكي نتحدث عن المسرحية عندما توقفنا لفترة طويلة" وكانت بزي في العراق، وتضيف "استغللنا هذا الأمر في العرض، أي فكرة الانفصال والتباعد". وسط ضغوط الحرب، تقول بزي إن العمل أتاح "لنا أن نقول الأشياء التي كنا نشعر بها والتي مررنا بها، كان بمثابة مهرب وعلاج". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) "أولاد الحرب" تزخر المسارح اللبنانية أخيراً بعروض عديدة كان بعضها أرجئ بسبب الحرب، وأُنتجت بجهد ذاتي من ممثلين ومخرجين وفرق مسرحية أو بتمويل ودعم من مؤسسات أجنبية. وفاقمت الحرب العراقيل أمام الإنتاج المسرحي داخل لبنان في ظل غياب أي دعم رسمي، بينما تغرق البلاد في أزمة اقتصادية متمادية منذ عام 2019. ويشرح عمر أبي عازار (41 سنة) مؤسس فرقة زقاق التي فتحت أبواب مسرحها لعرض بزي، "أجلنا مهرجاناً بأكمله نهاية العام الماضي بسبب الحرب، وكان يفترض أن تعرض خلاله أكثر من 40 مسرحية من لبنان والخارج"، ومن ضمنها عرض فاطمة بزي، و"الآن بدأنا نعود" تباعاً. وكان أبي عازار أخرج عرضاً خاصاً به مع فرقته بعنوان "ستوب كولينغ بيروت" (Stop Calling Beirut)، كان من المقرر أن يعرض أيضاً نهاية العام الماضي لكن أرجئ إلى مايو الجاري. ويروي العمل قصة فقدان أبي عازار شقيقه قبل أكثر من عقد من الزمن، ويعود من خلاله بالذاكرة إلى طفولتهما خلال الحرب الأهلية في بيروت (1975-1990). وولدت فرقة "زقاق" في حرب أخرى عاشها لبنان، هي "حرب تموز" (يوليو) 2006 بين "حزب الله" وإسرائيل. ويقول أبي عازار "نحن أولاد الحرب، ولدنا وتربينا وكبرنا في قلب هذه الأزمات، وهذا ليس تحدياً بل هو واقعنا، وهذا الواقع لو أراد أن يشدنا للأسفل، لكان شدنا وطمرنا وقتلنا منذ زمن بعيد".


Independent عربية
منذ 13 ساعات
- Independent عربية
من السحر إلى السحالي: أغرب نظريات المؤامرة في عالم الموسيقى
يمكن تتبّع أقدم نظريات المؤامرة إلى روما القديمة، حين ساد الاعتقاد بين الناس بأن الإمبراطور نيرون ادعى موته وهرب من مصيره. وربما يعتقد بعضهم بأن التطفل على الحياة الخاصة للمشاهير أمر طبيعي إلى حد ما، لكن أن تكون شخصية عامة عام 2025 فهو أكثر من ذلك بكثير - سواء كنت على قيد الحياة أو حتى في عداد الأموات، هناك دوماً جيل من المحققين الهواة، مسلحين بتطبيق "تيك توك"، يترصدونك ويصنعون سيناريوهات جامحة من خيالهم ويحللون كل شيء من كلمات أغانيك بالترتيب العكسي إلى حركات جسدك بحثاً عن إشارات خفية. أما أحدث النظريات التي تغزو الإنترنت، فتجاوزت كل حكايات الموت المزيف. إنها تدور حول الإشاعات التي تحيط بعلاقة المغنية سيلينا غوميز والعارضة هايلي بيبر زوجة حبيب سيلينا السابق نجم البوب جاستن بيبر. متحرّو ثقافة البوب على "تيك توك" توصلوا إلى نتيجة مذهلة: أن هايلي مارست نوعاً من السحر لتستبدل مصيرها بمصير سيلينا، وتسحب من حياتها كل ما هو جميل وتحتفظ به لنفسها. هل في هذا شيء من الحقيقة؟ بالطبع لا. ولهذا بالتحديد تسمى "نظريات مؤامرة". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وصدقونا، هذه ليست إلا البداية. في السطور التالية، نستعرض أكثر نظريات المؤامرة جنوناً في عالم الموسيقى: من أين جاءت وكيف بدأت وإن كانت فيها ذرة من الحقيقة (تحذير: لا شيء منها يستند إلى الواقع). 10) تايلور سويفت وانتخابات الرئاسة الأميركية 2024 مع اشتعال حماسة الجمهور واقتراب الحمى الجماهيرية من ذروتها خلال نهائي السوبر بول الأميركي لعام 2024، وجدت تايلور سويفت نفسها، إلى جانب حبيبها ترافيس كيلس - نجم فريق كانساس سيتي تشيفز في قلب عاصفة من نظريات المؤامرة المتعددة التي روجت لها التيارات اليمينية. وتدحرجت إشاعات لا أساس لها من الصحة ككرة ثلج، تزعم أن نجمة البوب متورطة في عمليات نفسية تديرها وزارة الدفاع الأميركية، بل وصلت إلى حد الادعاء بأنها وكيلس طرفان في مؤامرة كبرى تهدف إلى إعادة انتخاب الرئيس حينها جو بايدن. وجرت تغذية هذه المزاعم السخيفة من قبل شخصيات بارزة في المشهد الإعلامي والسياسي، من ضمنها المرشح الجمهوري السابق للرئاسة فيفيك راماسوامي والناشطة السياسية لورا لومر ومقدمة البرامج في شبكة "ون أميركا نيوز" أليسون ستاينبرغ. وعلق حينها جويل بيني، أستاذ الإعلام المشارك في جامعة مونتكلير ستيت لـ"اندبندنت" قائلاً إن هذه الهجمات تبدو محاولة استباقية لإضعاف التأثير المحتمل لـسويفت في نتائج انتخابات عام 2024، مضيفاً "يتماهى الناس مع الثقافة الشعبية، يراقبونها عن كثب، وهذا ما يحرك السياسة في زمننا الحالي - إنه الاهتمام والانتماء". رويزن أوكونور 9) جيم موريسون لم يمُت في مطلع هذا العام، سلط وثائقي جديد مؤلف من ثلاثة أجزاء الضوء على واحدة من أغرب نظريات المؤامرة التي تحيط بجيم موريسون، المغني الراحل وقائد فرقة "ذا دورز" تزعم بأنه لم يمُت فعلاً، بل ادعى وفاته. الوثائقي الذي حمل عنوان "قبل النهاية: في البحث عن جيم موريسون"Before The End: Searching for Jim Morrison الذي أنجزه جيف فين، وهو معجب شغوف بالفرقة، عُرض على منصة "أبل تي في بلس" ومنصات بث أخرى. ومن بين أبرز ما يعتبره الفيلم "دليلاً"، هناك شخص يدعى فرانك، هو عامل صيانة ظهر في صورة ملتقطة عام 2013 إلى جانب عازف الدرامز في الفرقة، جون دينسمور، وادعى فين أن هذا الرجل قد يكون موريسون متنكراً. لكن حتى فرانك نفسه بدا مذهولاً من الفكرة، وعندما سُئل صراحة: "هل أنت جيم موريسون؟"، أجاب: "أنا لست جيم ... لكنني أحب أغنية ['نحن جميعاً واحد' We All Are One] لـجيمي كليف". توفي موريسون بصورة مفاجئة في باريس عام 1971، عن عمر 27 سنة نتيجة فشل في القلب. وعثرت حبيبته المرتبطة به من فترة طويلة باميلا كورسون على جثته في حوض استحمام شقته الباريسية حيث كانا يعيشان معاً. وغذت الظروف الغامضة التي رافقت وفاته الهالة الأسطورية المحيطة به، وبعد مرور أكثر من 50 عاماً، لا يزال قبره في مقبرة بير-لاشيز من أبرز المزارات السياحية في باريس. رويزن أوكونور 8) بول مكارتني ميت تعد نظرية المؤامرة الشهيرة "بول مكارتني ميت" من أكثر النظريات رواجاً في تاريخ الموسيقى، وتزعم أن نجم فرقة "البيتلز"، بول مكارتني، توفي في حادثة سير عام 1966، واستُبدل بشخص يشبهه تماماً. وتشير بعض الروايات إلى أن زملاءه في الفرقة اختاروا التستر على وفاته لأنهم لم يستطيعوا مواجهة الخسارة (وما كان بإمكان جمهوره تحملها). بينما تذهب نظريات أخرى إلى أن الأمر لم يكُن خياراً، بل فُرض عليهم فرضاً. وتقول النظرية إنه مع مرور السنوات، بدأ أعضاء الفرقة مثقلون بالكذبة، وراحوا يبعثون تلميحات ورسائل مشفرة داخل أغنياتهم، في محاولة خفية لإيصال الحقيقة إلى جمهورهم. من أغرب الأدلة التي استُند إليها، صورة غلاف ألبوم "آبي رود" Abbey Road الصادر عام 1969، حيث يظهر مكارتني حافي القدمين ويسير بخطى غير منسجمة مع بقية أعضاء الفرقة، مما اعتبر دلالة رمزية على موكب جنازة. كما لاحظ بعضهم أن مكارتني ظهر في الصورة ممسكاً سيجارته بيده اليمنى، على رغم أنه أعسر. لكن التفسير الأكثر منطقية هو أن مكارتني اعتاد بالفعل أن يمسك السيجارة بغير يده الأساسية، وأنه خلع صندله في يوم التصوير ببساطة لأنه كان غير مريح. وعلق مكارتني بنفسه على هذه النظرية في مقابلة مع مجلة "رولينغ ستون" عام 1974، قائلاً: "اتصل بي أحدهم من المكتب وقال 'إسمع يا بول، لقد مُتّ'. فأجبت 'أوه، لا أتفق مع هذا الكلام'". إيلي ميور 7) لورد في الـ40 من عمرها عندما لمع اسم لورد للمرة الأولى في سماء الشهرة عام 2013 بأغنيتها الناجحة "رويالز" (ملكيون) Royals، لم تكُن تجاوزت الـ17 من عمرها، لكن نضج كلماتها وحرفيتها الفنية أثارا شكوك بعض النقاد الذين كانوا مقتنعين بأنها أكبر بكثير من سنها المعلن. وازدادت الشكوك إثر "زلات" بدت عفوية في بعض المقابلات، مثل حوارها مع مجلة "روكي ماك" عام 2014، حين قالت إن كتاباً ما أثّر فيها "خلال سنوات المراهقة ... أعني، أنا ما زلت مراهقة". هكذا ظهرت مجموعة من منظري المؤامرة على وسائل التواصل الاجتماعي أطلقت على نفسها اسم "حراس الحقيقة عن عمر لورد"، واستشهدوا أيضاً بكلمات أغنيتها "تيم" (فريق) Team الصادرة عام 2013، إذ تغني فيها: "سئمت تقريباً من أن يطلب مني رفع يدي في الهواء/ هكذا فقط/ أنا أكبر قليلاً الآن مما كنت حين اعتدت الفرح بلا مبالاة/ هكذا فقط". ولم تكُن لورد غافلة عن هذه الأقاويل، بل تعاملت معها بدهاء وسخرية، حتى إنها قالت في مقابلة مع مجلة "فانيتي فير"، "مرحباً، أنا إيلا، وعمري الحقيقي 45". لكن على ما يبدو فإن الجدل خف عندما نشر صحافي من موقع "هير بن" Hairpin شهادة ميلاد لورد على الإنترنت. رويزن أوكونور. 6) إلفيس ادعى وفاته يبدو أن جمهور الموسيقى لا يمل من نسج الروايات حول نجومهم الراحلين، وكأن فكرة موت الأيقونات لا تحتمل. وليس ملك موسيقى الروك إلفيس بريسلي استثناء. فثمة نظرية شهيرة لا أساس لها من الصحة تزعم أن بريسلي لم يمُت بنوبة قلبية في أغسطس (آب) من عام 1977، بل ادعى وفاته واختفى عن الأنظار، وزعم كثرٌ أنهم لمحوه بعد وفاته في مواقف وأماكن متعددة. وفي ثمانينيات القرن الماضي، أخذت هذه النظرية زخماً إعلامياً واسعاً، بعدما زعمت إحدى المعجبات أنها رأت إلفيس في مطعم "برغر كينغ" بولاية ميشيغان، ومن ثم تبناها كتّاب مثل غايل بروير جورجيو التي اقترحت في كتابها "أوريون" Orion أن بريسلي دبّر موتاً وهمياً ليهرب من أضواء الشهرة، وكذلك ميجر بيل سميث الذي نشر أشرطة صوتية ادعى أنها دليل على أن بريسلي لا يزال حياً. وبلغ الجدل حول هذه النظرية حداً دفع القنوات التلفزيونية إلى تخصيص برامج كاملة عنها، من بينها "ملفات إلفيس" الصادر عام 1991 و "نظرية مؤامرة إلفيس" في السنة التالية. لكن على رغم كل ما قيل وقدم، تبقى هذه المزاعم بلا أي سند حقيقي، بخاصة أن من وجد جثته في ذلك اليوم كانت حبيبته، جينجر ألدن. إيلي ميور 5) ستيفي وندر ليس كفيفاً حقاً من بين الشخصيات الشهيرة التي تطرقت إلى هذه النظرية، كل من شاكيل أونيل ودونالد غلوفر، المعروف أيضاً باسم "تشايلديش غامبينو" اللذين اقترحا أن أسطورة موسيقى السول ستيفي وندر ربما ليس كفيفاً حقاً. ووُلد وندر قبل الموعد المحدد بستة أسابيع، وكان يعاني مرض اعتلال الشبكية الناتج من الخداج، وهو مرض يوقف نمو العين ويمكن أن يتسبب في انفصال الشبكية، مما جعله فاقداً للبصر منذ ولادته. على رغم ذلك، لم يتوقف كثير من المشككين، أو "حراس الحقيقة حول ستيفي وندر" [أي المشككين في حقيقة إصابته بالعمى]، عن طرح افتراضاتهم بأن المغني قد لا يكون أعمى تماماً أو ربما ليس ضريراً على الإطلاق. وقال أونيل في حديثه إلى برنامج "أن بي أي على تي أن تي" NBA on TNT عام 2019: "كنا نعيش في أحد المباني في [شارع] ويلشير... كان موقف السيارات تحت الأرض، وكنا نركن السيارات هناك. كنت دخلت المبنى بالفعل وأنا في الطابق السفلي، وفجأة انفتح الباب [المصعد]. كان ستيفي وندر، دخل وقال 'كيف أحوالك يا شاك [شاكيل]؟'. ضغط على الزر، وخرج بمفرده إلى الطابق الذي كان متوجهاً إليه ثم ذهب إلى غرفته. اتصلت بكل شخص أعرفه وأخبرتهم القصة". أما دونالد غلوفر، فقال خلال لقاء له مع جيمي كيميل عام 2018: "استخدمت أغانيه في مسلسل 'أتلانتا' وكان يتعين الحصول على إذن خاص. فاتصلت به، وحصلت على رقم هاتفه، وكنا نتبادل الرسائل النصية، وهو [أمر] غريب جداً... كنت أرسل له الرسائل قائلاً 'مرحباً ستيفي، أريد استخدام أغنيتك'. وكان يرد قائلاً 'أرسل لي النص، دعني أقرؤه'. وحُوّل النص إلى لغة برايل ثم إرساله إليه ليقرأه، ومن ثم لم نسمع أي شيء". ثم تسلم غلوفر أول نسخة مبدئية من الحلقة وأخبر وندر أنه يريد رؤية كيف ستبدو الحلقة مع استخدام أغنيته. ويضيف غلوفر: "فأجابني برسالة نصية قائلاً 'رائع، أحببت ذلك' ... كنت أفكر طوال الوقت 'كيف فعل ذلك؟'. كنت أتساءل إن كان يلمس شاشة التلفزيون ويقول 'هذا مضحك'؟". وتحدث وندر عن هذه الإشاعات خلال مقابلة مع صحيفة "غارديان" عام 2012 قائلاً: "تعرفون، الأمر مضحك لكنني لم أعتبر يوماً كوني ضريراً عائقاً، ولم أعتبر أبداً كوني أسود عائقاً. أنا ما أنا عليه. أحب نفسي! ولا أعني بذلك تكبراً - بل أحب أن الله منحني القدرة على أخذ ما كان لدي وتحويله إلى شيء مميز". رويزن أوكونور 4) نظرية استبدال أفريل لافين عندما ظهر نجم أفريل لافين في عالم الموسيقى عام 2002، متفجرة في زيها الذي يحمل مربعات من القش وشباك صيد السمك والأسلوب المراهق الذي يعكس الغضب، أصبحت الفتاة الأبرز في تلك اللحظة. لكن، وفقاً لنظرية مؤامرة شهيرة تتعلق بالاستبدال التي نشأت على صفحة معجبين برازيلية، كانت لافين تعاني الشهرة في بداية مسيرتها إلى درجة أن شركتها بدأت باستخدام شبيهة لها تدعى ميليسا فانديلا للظهور بدلاً منها. وتفترض هذه النظرية أن لافين توفيت بعد فترة قصيرة من إصدار ألبومها الأول "دع الأمور" Let Go عام 2003، لذا بدأ فريقها باستخدام ميليسا بصورة كاملة. وما هو "الدليل"؟ أن لافين الحقيقية كانت ترتدي السراويل، بينما كانت ميليسا ترتدي الفساتين والتنانير الأنثوية، إضافة إلى التغيرات المزعومة في ملامح وجهها وصوتها مقارنة بما كانت عليه لافين قبل عام 2003. كما يشير المعجبون إلى أن ميليسا أضافت تلميحات ورسائل خفية تشير إلى هذه الحكاية، كما في أغنية "اختفيت بعيداً" Slipped Away من عام 2004، التي تقول كلماتها: "اليوم الذي اختفيت فيه كان اليوم الذي اكتشفت فيه أن الأمور لن تبقى على حالها". (وبالطبع، قد تكون هذه الأغنية عن فقدان شخص عزيز أو عن فراق). وتتضمن "الأدلة" الأخرى صوراً لـ لافين من جلسة تصوير كُتب فيها على يدها اسم "ميليسا". وردت لافين على هذه النظرية مرات عدة على مر السنين، وقالت أخيراً خلال مقابلة مع مدونة "كول هير دادي" Call Her Daddy الصوتية: "إنها سخيفة للغاية. بصراحة، ليس الأمر بذلك السوء. قد يكون أسوأ، أليس كذلك؟ أعتقد بأنني حصلت على نظرية جيدة. لا أعتقد بأنها سلبية أو غريبة، لذلك كل شيء على ما يرام". إيلي ميور 3) مايكل جاكسون على قيد الحياة في الواقع يتذكر الجميع المكان الذي كانوا فيه عندما سمعوا خبر وفاة مايكل جاكسون عام 2009. الظروف الدراماتيكية التي رافقت وفاته، والقضية القانونية التي أعقبتها والتي شهدت إدانة طبيبه كونراد موراي بتهمة القتل غير العمد عام 2011، جعلت الملابسات تبدو أكثر غموضاً - وكان ذلك قبل أن تبدأ نظرية المؤامرة بالانتشار. وعلى رغم التحقيقات القانونية والطب الشرعي في وفاته، يعتقد بعض المعجبين بأن ملك البوب زيّف وفاته بهدف الهروب من الديون المدمرة واتهامات إساءة معاملة الأطفال التي كان يواجهها في ذلك الوقت. وبعد فترة وجيزة من إعلان وفاته عام 2009، ظهر مقطع فيديو زائف يُزعم فيه أن جاكسون كان على قيد الحياة، وهو يخرج من سيارة الطبيب الشرعي، مما تبين لاحقاً أنه كان خدعة. ومع ذلك، لا يزال المعجبون يواصلون تحليل تفاصيل الأيام التي سبقت وفاته، بينما تعود صور شهادات الوفاة "المزيفة" لتظهر بين الحين والآخر على الإنترنت. وتركز مئات مقاطع الفيديو المنتشرة على الإنترنت على لقطات يعتقد بأنها تظهر مايكل جاكسون حياً في فعاليات لعائلته وحفلات للجوائز، مختبئاً في الخلفية ومتنكراً. واقترحت بعض الإشاعات أنه يعيش إما في غلوسترشير في إنجلترا، أو في البحرين. وهناك موقع كامل مخصص لمحاولة اكتشافه، هو ومع ذلك، لم يُثبت أي من هذه الادعاءات أو تقديم أدلة قوية تدعمها. إيلي ميور 2) جاستن بيبر يستطيع التحول إلى سحلية لا يمكن دائماً تتبع جذور نظريات المؤامرة، لكن من بين أغرب ما راج منها، تلك "القصة" الغريبة التي تدعي أن نجم البوب العالمي جاستن بيبر تحول أمام أعين مئات المعجبين إلى مخلوق زاحف لزج يشبه السحلية. في البداية، بدا أن مصدر القصة هو موقع إخباري أسترالي يدعى "بيرث ناو" Perth Now، إذ انتشرت لقطة شاشة على وسائل التواصل الاجتماعي لمقالة يفترض أنها نُشرت فيها. وتضمنت اللقطة روايات صادمة مما قيل إنه حدث: "انكمش رأسه، وتحولت عيناه إلى السواد مع خط أسود في المنتصف... ازداد طوله أقداماً عدة، وغطت جسده حراشف [ملونة] مقززة. حدث الأمر بسرعة، لكن الجميع شاهده وبدأوا بالصراخ والبكاء. كثرٌ ركضوا نحو المخارج". لكن موقع "بيرث ناو" نفى تماماً علاقته بالقصة، مشيراً إلى أنه لا يعتمد في تنسيق عناوين أخباره استخدام حرف كبير في بداية كل كلمة، مما ظهر في الصورة المتداولة. كما لفت إلى أن توقعات الطقس في تلك اللقطة كانت خاطئة بالنسبة إلى ذلك اليوم تحديداً. رويزن أوكونور 1) هايلي بيبر بدّلت مصيرها بمصير سيلينا غوميز منذ خُطبت العارضة هايلي بالدوين إلى جاستن بيبر بعد أشهر قليلة فقط من انفصاله عن سيلينا غوميز عام 2017، بدأت الإشاعات تلاحقها وتزعم أن بين المرأتين عداوة مستترة لا تهدأ، تتجلى في لقطات مبطنة من بالدوين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو محاولات لتقليد غوميز (وهي اتهامات نفتها بالدوين وممثلوها مراراً، بينما دعت غوميز جمهورها إلى التوقف عن مهاجمة بالدوين عبر الإنترنت). لكن نظرية المؤامرة الأحدث لا تكتفي بالإشارة إلى التوتر بين الطرفين، بل تزعم أن هايلي لجأت إلى وسائل غامضة وروحية لتبديل مصيرها مع سيلينا. النظرية انتشرت بصورة رئيسة على "تيك توك" وتقول إن شخصاً ما قادر على استخدام السحر ليستولي على المسار القدري لشخص آخر، فيمتص طاقته وفرصه وحتى ملامحه الجسدية. إنها فكرة تبدو جامحة الخيال، أليس كذلك؟ وعام 2023، كتبت غوميز على "إنستغرام": "تواصلت معي هايلي بيبر وأخبرتني بأنها تتعرض لتهديدات بالقتل وكثير من الكراهية السامة. هذا لا يمثلني. لا يجب أن يواجه أحد هذه الكمية من الكراهية أو التنمر. كثيراً ما دافعت عن اللطف وأتمنى بصدق أن يتوقف هذا كله". وبغض النظر عن رأيكم حول العلاقة بين الاثنتين، فإن إشاعة بسيطة بدت بريئة في البداية قد تتحول إلى كم هائل يخرج عن السيطرة من الادعاءات الغريبة وغير القابلة للتصديق. انتظروا بضعة أشهر فقط وستخرج نظرية جديدة لا محالة.


Independent عربية
منذ يوم واحد
- Independent عربية
جوليان أسانج في مهرجان كان تزامنا مع عرض فيلم وثائقي عنه
كان مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج الذي "تعافى" من سنوات سجنه الطويلة بحسب زوجته ستيلا أسانج، موجوداً في مهرجان كان السينمائي أمس الأربعاء لمواكبة فيلم وثائقي عنه يتضمن لقطات لم يسبق أن عُرضت. ولم يشأ الناشط الأسترالي الذي انتهت مشاكله القضائية في يونيو (حزيران) 2024 بعدما مكث في السجن في بريطانيا خمس سنوات وحضر للترويج لفيلم "ذي سيكس بيليون دولار مان" The six billion dollar man للمخرج الأميركي يوجين جاريكي، الإدلاء بأية تصريحات مباشرة، وأوضحت زوجته لوكالة الصحافة الفرنسية أنه سيفعل "عندما يشعر بأنه جاهز". إلاّ أنه ظهر في جلسة تصوير الثلاثاء وهو يرتدي قميصا أبيض يحمل أسماء أطفال فلسطينيين قُتلوا في غزة في الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع ردا على هجوم حركة "حماس" عليها في السابع من أكتوبر (تشرين الأول). ويرغب مخرج الأفلام الوثائقية يوجين جاريكي في أن يعطي فيلمه صورة جديدة عن أسانج (53 سنة) يُبرز فيها "صفاته البطولية"، ويدحض الأفكار المسبقة عن الرجل الذي جعلته أثار الجدل بأساليبه وشخصيته. وأُطلِق سراح أسانج في يونيو الفائت من سجن بريطاني يخضع لحراسة شديدة بعدما عقد اتفاقا مع الحكومة الأميركية التي كانت تسعى إلى محاكمته بتهمة نشر معلومات دبلوماسية وعسكرية سرية للغاية. وأمضى الناشط خمس سنوات وراء القضبان في إنجلترا، كان خلالها يرفض تسليمه إلى الولايات المتحدة، بعدما بقي سبع سنوات في السفارة الإكوادورية في لندن، حيث طلب اللجوء السياسي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقالت زوجته المحامية الإسبانية السويدية ستيلا أسانج التي تولت الدفاع عنه في المحكمة "نعيش (راهنا) وسط مكان طبيعي خلاّب (في أستراليا). جوليان يحب قضاء الوقت في الهواء الطلق، لقد تعافى جسديا ونفسيا". أما جاريكي فلاحظ أن أسانج "عرّض نفسه للخطر من أجل مبدأ إعلام الرأي العام بما تفعله الشركات والحكومات في مختلف أنحاء العالم سرا". ورأى المخرج البالغ 55 سنة أن أي شخص على استعداد للتضحية بسنوات من حياته من أجل المبادئ يجب اعتباره شخصا يتمتع بـ "صفات بطولية". ويتضمن فيلمه لقطات حميمة وفرتها ستيلا أسانج التي انضمت إلى ويكيليكس كمستشارة قانونية. وأنجبت المحامية طفلين من زوجها أثناء وجوده في السفارة الإكوادورية في لندن. وينفي جاريكي في فيلمه أي صلة بين ويكيليكس والاستخبارات الروسية في ما يتعلق بتسريب رسائل البريد الإلكتروني للحزب الديمقراطي مباشرة قبل انتخابات 2016 الرئاسية الأميركية التي أسفرت عن هزيمة هيلاري كلينتون أمام دونالد ترمب.