
مهرجان المونودراما.. لقاء عربي على خشبة واحدة
وفي كلمة الافتتاح، أكد وزير الثقافة مصطفى الرواشدة أن مهرجان المونودراما يُعد مساحة إبداعية حرة تتيح للفنان أن يواجه الجمهور منفردًا، حاملاً صوته، ومخزون مشاعره، وقدرته على السرد والتجسيد. ولفت إلى أن المونودراما، بتقنياتها وأسلوبها، تشكل رافدًا حيًا من روافد المسرح العربي المعاصر، وتعكس في جوهرها التفاعل الإنساني العميق مع سؤال الهوية والوجود، وهو ما يجعلها أكثر من مجرد عرض مسرحي؛ بل فعلًا تعبيريًا يعبر الزمن والحدود، ويتماسّ مع وجدان الجمهور.
وأشار الرواشدة إلى أن مهرجان جرش أصبح يشكل مختبرًا حيًا للإبداع العربي، ومظلة للفن الجاد الذي يواكب قضايا المجتمع العربي ويدافع عن ثوابته وهويته، من خلال منصات الفن التي ترتقي بالوعي وتنفتح على آفاق التنوير.
وأضاف أن مهرجان المونودراما، بما يتيحه من فرص للعروض الفردية، يسهم في اكتشاف طاقات شابة وموهوبة، ويعزز الحضور العربي في المشهد المسرحي الأردني.
واعتبر الرواشدة أن استضافة هذه التظاهرة المسرحية ضمن فعاليات جرش تترجم الرؤية الشمولية التي تنتهجها وزارة الثقافة، وتعكس توجهات القيادة الهاشمية في رعاية الثقافة والفنون، بوصفها جسرًا للتواصل الحضاري، ورسالة مقاومة ناعمة في وجه محاولات الطمس والتشويه، مشددًا على أن فلسطين والقدس حاضرتان في وجدان الفنان العربي، كما هما في قلب مهرجان جرش.
وعقب الكلمات الرسمية، كرّم الرواشدة بحضور نقيب الفنانين محمد يوسف العبادي والمدير التنفيذي لمهرجان جرش أيمن سماوي، الفنانين العرب المكرّمين بالمهرجان لهذا العام، يتقدّمهم الفنانة الأردنية د.ريم سعادة، «شخصية المهرجان»، التي شكّل تكريمها لحظة مؤثرة. سعادة، التي وُلدت في الفحيص عام 1952، وتحصّلت على درجتي الماجستير والدكتوراة في علم النفس، وازنت بين تخصصها الأكاديمي ومسيرتها الفنية الغنية التي انطلقت في سبعينيات القرن الماضي، حيث أبدعت في المسرح والدراما والدوبلاج، ورسّخت حضورها في الذاكرة الأردنية والعربية.
كما تم تكريم النجمة اللبنانية تقلا شمعون، والفنان المصري خالد زكي، والممثل السوري أسعد فضة، تقديرًا لإسهاماتهم البارزة في الدراما والمسرح العربي.
وشهدت الأمسية عرض افتتاح المهرجان، وهو مسرحية «المحطة الأخيرة»، من تأليف وإخراج الفنان حكيم حب، وبطولة الفنانة عبير عيسى، التي تشغل كذلك إدارة مهرجان المونودراما، حيث قدّمت أداءً رفيع المستوى جسّد ثقل التجربة وقوة التناول الفني، وسط تفاعل كبير من الحضور.
يشهد المهرجان هذا العام مشاركة واسعة من 11 دولة عربية، بعروض تتنوع في طرحها ورؤاها المسرحية، من أبرزها: «زعفران» من الجزائر، و«الحارس» من الكويت، و«كن تمثالاً» من البحرين، و«دكر - ولد عمران» من مصر، و«مونودراما 970» من سوريا، و«رحيل» من الأردن، و«هبوط مؤقت» من فلسطين، و«قمر أحمر» من العراق، و«السيدة الوزيرة» من تونس، و«بلا اسم» من سلطنة عُمان، و«إلى أين» من ليبيا.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 6 دقائق
- رؤيا نيوز
بني ياسين يكرم فنانين تشكيليين شاركوا في مهرجان جرش -صور
برعاية رئيس لجنة بلدية جرش الكبرى الباشا محمد بني ياسين اقامت لجنة الفن التشكيلي برئاسة الفنان غسان عياصره رئيس رابطة جراسيا للفنون الجميله تكريماً للفنانين التشكيليين الذين ساهموا في إثراء الهوية البصرية للمهرجان بأعمالهم وذلك بحضور عدد من الشخصيات الثقافية والفنية وممثلي الجهات الداعمة. راعي الحفل اللواء المتقاعد محمد بني ياسين شكر المشاركين على مشاركتهم في فعاليات المهرجان وأكد على دعم المبدعين بتوفير كل الوسائل التي تساعدهم في تحقيق طموحاتهم . وجاء التكريم تقديراً لمساهمات الفنانين إلى جانب تكريم خاص لإدارة المهرجان ممثلة بعطوفة الأستاذ أيمن سماوي، واللجنة المنسقة من بلدية جرش الكبرى لدورهم الفاعل في إنجاح الفعاليات وتنظيمها وبدورهم قدم المشاركون هدايا رمزية لبلدية جرش الكبرى تعبيرا عن تقديرهم لدورها في دعم الفن والفنانين، وتخلل الحفل عرض تراثي بالأزياء الشعبية الأردنية جسد تنوع الأثواب التقليدية التي تعكس خصوصية كل منطقة من مناطق المملكة عكس ارتباط الأردنيين بتراثهم الثقافي والمكاني. وأقيم التكريم على مسرح الصوت والضوء .


رؤيا نيوز
منذ 6 دقائق
- رؤيا نيوز
المطرب السعودي خالد عبد الرحمن يضيء المسرح الجنوبي بإبداعاته في'جرش39″
أضاء المطرب السعودي خالد عبدالرحمن، مساء أمس الخميس، خشبة ومدرج المسرح الجنوبي في مدينة جرش الأثرية، بإبداعاته الطربية التي تنهل من عمق الفن الملتزم الأصيل والمفردة المعبرة العميقة، وذلك ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته الــ39 تحت شعار 'هنا الأردن..ومجده مستمر'. وبحضور وزير الثقافة مصطفى الرواشدة وأمين عام الوزارة الدكتور نضال العياصرة والمدير التنفيذي للمهرجان أيمن سماوي، وحشد جماهيري محلي وعربي، حضر قبل ساعات من الحفل، قدم المطرب خالد عبد الرحمن الذي شارك بالمهرجان للمرة الثانية، باقة من أغنياته العاطفية المعروفة ذائعة الصيت، بدءا من أغنية بـ'بلا ميعاد' التي شاركه فيها الجمهور بالغناء وسط تفاعل كبير. وصولا إلى أغنية 'تقوى الهجر' المفعمة بالشجن، محييًا فيها مهرجان جرش والجمهور. وبمصاحبة الفرقة الموسيقية الكبيرة بقيادة الفنان أمير عبد المجيد التي أبدعت في موسيقاها الدافئة، قدم عبد الرحمن أغنية 'حبيبتي' وانتقل بعدها الى أغنية 'فراق' . كما غنى باقة من أجمل أغنياته وسط التفاعل الكبير من الجمهور المحتشد على مدرج 'الجنوبي' ومنها: 'مخاوي الليل'، و'الحب الكبير'. وفي ختام حفله المميز كرّم الرواشدة يرافقه سماوي، الفنان الكبير خالد عبدالرحمن، بشهادة المهرجان التقديرية.


رؤيا نيوز
منذ 36 دقائق
- رؤيا نيوز
أيمن سماوي… خلف الكواليس
موظفي مهرجان جرش نكتب إليك اليوم لا بصفتنا موظفين أو زملاء في مهرجان جرش، بل بصفتنا شهودًا على لحظات لا تراها الكاميرات. كل صباح، في الاجتماعات اليومية التي جمعتنا بك، كنت تفتح الساحة للجميع: للإبداع، للمبادرة، للخطأ والتعلم. كنت تصغي، تشجع، وتفتح الطريق أمام كل فكرة. وكنت تردد دومًا: (الجميع فيكم أيمن، الجميع مدير… أريد إبداعاً). لم تكن هذه الجملة مجاملة، بل كانت فلسفة إدارية. لم تؤمن يوماً بالهرم الإداري، بل بالفريق، بالمبادرة، وبأن كل فرد هو مشروع قائد. وفي أصعب الظروف، كنت الثابت الذي يحمي المهرجان من التراجع، ويحافظ على هويته، مؤمنًا أن جرش شعلة لا تنطفئ. دائمًا تفكر كيف نوسع مساحة الفنان والأديب الأردني؟ وكيف نوصله إلى العالم؟ في العلن، يراك الجمهور مديرًا تنفيذيًا حاضرًا في كل زاوية، تستقبل الفنانين والجمهور، وتدير اللحظات الكبرى من قلب المدرجات. أما نحن، فقد رأينا ما هو أبعد… رأينا أيمن سماوي. شكرًا لأنك جعلتنا نؤمن أن الثقافة لا تدار الا بالحب، وأن النجاح الحقيقي يبدأ من الداخل.