الكرسي الرسولي: الذكاء الاصطناعي فرصة لكن الإنسان يخاطر بأن يصبح عبدا للآلات
تشكل تحذيرات البابا فرنسيس حول الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة الخطوط العريضة لمذكرة "Antiqua et nova"، وهي مذكرة حول العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والذكاء البشري الناتجة عن التفكير المتبادل بين دائرة عقيدة الإيمان ودائرة الثقافة والتربية وثيقة موجهة إلى جميع المدعوين إلى التربية ونقل الإيمان، وإنما أيضًا إلى الذين يشاركون في الحاجة إلى تطور علمي وتكنولوجي "في خدمة الإنسان والخير العام".
في 117 فقرة، تسلط المذكرة "Antiqua et nova"، الضوء على تحديات وفرص تطور الذكاء الاصطناعي في مجالات التعليم والاقتصاد والعمل والصحة والعلاقات وسياقات الحرب. في هذا المجال الأخير، على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي إمكانات الذكاء الاصطناعي إلى زيادة موارد الحرب "إلى ما هو أبعد من متناول البشر"، الأمر الذي يسرِّع "سباق تسلح مزعزع للاستقرار مع عواقب مدمرة لحقوق الإنسان" .بشكل مفصَّل، تسرد الوثيقة مخاطر الذكاء الاصطناعي وإنما أيضًا التقدم الذي يشجعه باعتباره "جزءًا من تعاون" الإنسان مع الله ولكنها مع ذلك، لا تخفي القلق الذي يرافق جميع الابتكارات التي لا يمكن التنبؤ بآثارها تم تخصيص عدة فقرات من المذكرة للتمييز بين الذكاء الاصطناعي والذكاء البشري. ومن "المُضلِّل"، كما نقرأ، استخدام كلمة "ذكاء" في الإشارة إلى الذكاء الاصطناعي لأنّه ليس "شكلاً اصطناعيًا من أشكال الذكاء"، بل هو "أحد منتجاته" ومثل أي منتج من منتجات الإبداع البشري، يمكن للذكاء الاصطناعي أيضًا أن يكون موجهًا نحو "غايات إيجابية أو سلبية". يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقدم "ابتكارات مهمة"ولكنه أيضًا قد يؤدي إلى تفاقم حالات التمييز والفقر والفجوة الرقمية وعدم المساواة الاجتماعية ما يثير "المخاوف الأخلاقية" هو حقيقة أن "الجزء الأكبر من السلطة على التطبيقات الرئيسية للذكاء الاصطناعي تتركز في أيدي عدد قليل من الشركات القوية" ، وهكذا ينتهي الأمر بالتلاعب بهذه التكنولوجيا من أجل تحقيق "مكاسب شخصية أو مكاسب الشركات" .بالإشارة إلى الحروب، تسلّط المذكرة الضوء على أن أنظمة الأسلحة المستقلة والفتاكة القادرة على "تحديد الأهداف وضربها بدون تدخل بشري مباشر" هي "سبب خطير للقلق الأخلاقي" في الواقع، دعا البابا فرنسيس إلى حظر استخدامها لأنها تشكل تهديدًا حقيقيًا "لبقاء البشرية أو مناطق بأكملها" إن هذه التقنيات. كما تُندِّد المذكرة "Antiqua et nova"، "تمنح الحرب قوة تدميرية لا يمكن السيطرة عليها وتؤثر على العديد من المدنيين الأبرياء، بدون أن تستثني حتى الأطفال". وفيما يتعلق بالعلاقات الإنسانية، تشير الوثيقة إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يقود إلى "عزلة ضارة" وأن "تشبيه الذكاء الاصطناعي بالإنسان" يطرح مشاكل لنمو الأطفال وأن تمثيل الذكاء الاصطناعي كشخص هو "انتهاك أخلاقي خطير" إذا ما استخدم ذلك لأغراض احتيالية. تمامًا كما أن استخدام الذكاء الاصطناعي للخداع في سياقات مثل التعليم والعلاقات والجنس هو أمر "غير أخلاقي ويتطلب يقظة حذرة" .هذه اليقظة عينها تُطلب في المجال الاقتصادي والمالي. في مجال العمل بشكل خاص، يمكننا أن نلاحظ أنه في حين أن الذكاء الاصطناعي لديه "إمكانية" زيادة المهارات والإنتاجية من ناحية، يمكنه من ناحية أخرى أن "ينقص من مهارات العمال، ويخضعهم للمراقبة الآلية ويحيلهم إلى وظائف جامدة ومتكررة" . كذلك تخصص المذكرة "Antiqua et nova"، مساحة واسعة لمسألة الرعاية الصحية. مع التذكير بالإمكانات الهائلة في مختلف التطبيقات في المجال الطبي، وتحذِّر المذكرة في هذا السياق من أنه إذا حل الذكاء الاصطناعي محل العلاقة بين الطبيب والمريض، فسيخاطر "بتفاقم" الوحدة التي غالبًا ما ترافق المرض. كما تنبّه المذكرة أيضًا من تعزيز "طبٍّ للأغنياء"، يستفيد فيه الأشخاص الذين لديهم إمكانيات مالية من الأدوات المتقدمة، بينما لا يستطيع الآخرون الحصول حتى على الخدمات الأساسية.وتبرز المخاطر أيضًا في مجال التعليم. إذا تم استخدام الذكاء الاصطناعي بحذر، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحسن الحصول على التعليم ويقدم "إجابات فورية" للطلاب وتكمن المشكلة في أن العديد من البرامج "لا تقدم سوى إجابات بدلاً من أن تدفع الطلاب إلى البحث عنها بأنفسهم، أو كتابة النصوص بأنفسهم"؛ الأمر الذي يؤدي إلى عدم تطوير فكرٍ نقدي ناهيك عن كمية "المعلومات المشوهة أو المفبركة" و"الأخبار المزيفة" التي يمكن أن تولدها بعض البرامج وفيما يتعلق بموضوع الأخبار المزيّفة، تحذر المذكّرة من الخطر الجسيم المتمثل في "توليد الذكاء الاصطناعي لمحتوى تم التلاعب به ومعلومات كاذبة" ، والتي يتم نشرها بعد ذلك "للخداع أو الإضرار".وجاء النداء في هذا السياق "للحرص دائمًا على التحقق من صحة" ما يتم نشره وتجنب "مشاركة الكلمات والصور التي تحط من قدر الإنسان"، واستثناء "ما يؤجج الكراهية والتعصب" أو يحط من "حميمية الجنس".فيما يتعلق بالخصوصية والرقابة، تشير المذكرة إلى أن بعض أنواع البيانات يمكنها أن تصل إلى حد "المساس حتى بضمير الشخص" ، مع خطر أن يصبح كل شيء "نوعًا من المشاهد التي يمكن التجسس عليها" كما "يمكن استخدام المراقبة الرقمية لممارسة السيطرة على حياة المؤمنين وتعبيرهم عن إيمانهم" أما فيما يتعلق بموضوع الخليقة، فتُعتبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحسين العلاقة مع البيت المشترك "واعدة". في الوقت عينه، تتطلب نماذج الذكاء الاصطناعي الحالية "كميات هائلة من الطاقة والمياه وتساهم بشكل كبير في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، فضلاً عن كونها كثيفة الاستخدام للموارد". وأخيراً، تحذر المذكرة من خطر أن يصبح البشر "عبيداً لعملهم". ومن هنا تأتي التوصية: "ينبغي استخدام الذكاء الاصطناعي فقط كأداة مكملة للذكاء البشري وليس بديلاً لغناه".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 2 ساعات
- الدستور
موعد أول أيام ذي الحجة 1446 ووقفة عرفات وعيد الأضحى 2025
كشف معهد الفلك في أحدث بياناته أن الحسابات الفلكية تشير إلى أن هلال شهر ذي الحجة قد وُلِد مباشرة بعد حدوث الاقتران في الساعة 5:03 صباحًا بتوقيت القاهرة المحلي، وذلك يوم الثلاثاء 29 من شهر ذي القعدة 1446هـ، الموافق 27 مايو 2025م، والمعروف بـ "يوم الرؤية". موعد رؤية الهلال 2025 ويظل الهلال الجديد مرئيًا في سماء مكة المكرمة لمدة 38 دقيقة بعد غروب الشمس، بينما يظل مرئيًا في سماء القاهرة لمدة 47 دقيقة. وفي باقي أنحاء مصر، يتراوح بقاء الهلال الجديد في السماء بين 40 إلى 49 دقيقة، مما يعزز إمكانية رؤيته بوضوح في تلك المناطق. أما في عدد من العواصم والمدن العربية والإسلامية، فتشير التوقعات إلى أن الهلال سيبقى مرئيًا بعد غروب الشمس لمدة تتراوح بين 9 و59 دقيقة. غرة شهر ذي الحجة 1446هـ وبناءً على هذه الحسابات الفلكية، يُتوقع أن يكون يوم الأربعاء 28 مايو 2025 هو غرة شهر ذي الحجة 1446هـ، في حين يُتوقع أن تكون وقفة عرفة في يوم الخميس 5 يونيو 2025م. أما أول أيام عيد الأضحى المبارك فيُتوقع أن يكون يوم الجمعة 6 يونيو 2025م. الجدير بالذكر أن النظام الهجري يعتمد على الدورة الشهرية للقمر حول الأرض، حيث يتكون من اثني عشر شهرًا هجريًا هي: "المحرّم، صفر، ربيع الأول، ربيع الآخر، جمادى الأول، جمادى الآخر، رجب، شعبان، رمضان، شوال، ذو القعدة، وذو الحجة"، ويُستخدم هذا التقويم في العديد من البلدان العربية، مثل المملكة العربية السعودية، كتقويم رسمي للدولة. كما يُذكر أن التقويم الهجري تأسس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، حيث اتخذ من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة مرجعًا لتحديد أول سنة هجريّة، وهو ما يُعرف الآن بالتقويم الهجري.


بوابة الأهرام
منذ 4 ساعات
- بوابة الأهرام
تحديات تقنيين ماء الري من أجل مستقبل أفضل
تحديات تقنيين ماء الري من أجل مستقبل أفضل في ضوء محدودية مواردنا الطبيعية من المياه (55.5 مليار متر مكعب) ومع زيادة الرقعة الزراعية والمشاريع العملاقة التي تقوم بها الدولة والزيادة في التعداد السكاني، أصبح ترشيد وتوفير مياه الري أو زيادة كفاءته او إعادة جدولته أمراً يشكل جزءاً كبيراً وهاماً في استراتيجية الدولة لا غنى عنه. أهمية الماء: 1. يلعب الماء دوراً أساسياً في الحياة بل إن وجوده مرتبط بحياة الكائنات الحية نباتية أو حيوانية، وصدق الله فيما يقول (وجعلنا من الماء كل شيء حي). 2. يعتبر الماء المذيب الأساسي للعناصر المعدنية المغذية للنبات سواء من التربة عن طريق الجذور أو رشاً عن طريق الأوراق. 3. هو الوسط الذي تنتقل خلاله الذائبات بين أنسجة النبات المختلفة. 4. يشجع تأين الذائبات القابلة للتأين مما ينشط التفاعلات الكيميائية. 5. المادة الخام في عملية التمثيل الضوئي. 6. ضروري للحفاظ على امتلاء الخلايا في الأنسجة حيث أن أقصى نشاط للخلايا يكون عند تمام امتلائها. 7. ضروري للحفاظ على سلامة بنيان وتركيب البروتوبلازم والبروتينات. 8. خاصية الماء في امتصاص كمية كبيرة من الحرارة أو فقدها من وإلى الوسط دون ارتفاع أو انخفاض كبير في درجة الحرارة له أهميته الكبيرة في المحافظة على البروتوبلازم من التغيير المفاجئ في درجة الحرارة. 9. ضروري لعمل الأنزيمات حيث أنها لكي تعمل لا بد أن تكون في صورة غروية وذلك في وجود الماء وتحافظ على ثبات تركيب بروتين الانزيم. 10. للماء دور أساسي في تقوية والحفاظ على امتلاء الأنسجة الرخوة والمرستيمية الخالية من الأنسجة الدعامية. 11. تتحكم حركة الماء في النبات في عمليات فتح وغلق الثغور وحركة الأوراق.. الخ. 12. يكون الماء أكثر من 80% من مكونات خلايا وأنسجة النبات التي تتميز بنشاطها الفسيولوجي وترتفع النسبة في بعض الحالات لتزيد عن 90%، ويكون الماء الوسط السائل المستمر في النبات في الشعيرات الجذرية حتى خلايا البشرة في الأوراق. الموارد المائية للأراضي في جمهورية مصرالعربية 1- نهـر النيــل: يمتد نهر النيل نحو 4150 ميلاً (6700) كم (الامازون6500كم) وهو مصدر الري الأساسي بمصر، يصل إلى مصر حوالي 55.5 مليار متر مكعب من مائه من منطقة البحيرات (45-90) مليار متر مكعب في مدة ثلاثة أشهر من منطقة الحبشة (600-1000) مليون متر مكعب يومياً ويصل تركيز الأملاح الذائبة بماء النيل130- 225 جزء في المليون. 2- المياه الجوفية: المياه الجوفية بوادي النيل تمثل مخزون احتياطي هام عند قلة مياه الري من النيل ويقدر بحوالي 700 مليار متر مكعب – والمياه الجوفية بالصحراء يوجد مختزناً بطبقات الحجر الرملي النوبي ومصدره مياه الأمطار الساقطة في وسط السودان ومنه مناطق الواحات وشاطئ الصحراء الغربية وشبه جزيرة سيناء ومنطقة الصحراء الشرقية. 3- المطــر: تقع جمهورية مصر في حزام المناطق الجافة ولا يمثل ماء المطر أهمية كبرى في الري إلا في الساحل الشمالي حيث يصل إلى200 مم في السنة، وقد يختزن مياه الأمطار في الكثبان الرملية كما في مريوط والساحل الشمالي وشمال سيناء. 4- مـاء النـدى: يزيد قرب الساحل ويقل بالابتعاد عنه ويزداد في الأشهر الغير ممطرة (إبريل، مايو، يونيو) ويصل عمق الندى نحو 10-15كم بالساحل. 5- بخار الماء المتكثف بالأرض: يتكثف بخار الماء بالهواء الجوي ويخترق حبيبات الأرض خاصة عند انخفاض درجة الحرارة وقد يصل إلى أعماق كبيرة بالتربة تصل إلى 50 سم وهو قابل للامتصاص بواسطة جذور النبات. في ضوء محدودية مواردنا الطبيعية من المياه (55.5 مليار متر مكعب) ومع زيادة الرقعة الزراعية والمشاريع العملاقة التي تقوم بها الدولة والزيادة في التعداد السكاني، أصبح ترشيد وتوفير مياه الري أو زيادة كفاءته او إعادة جدولته أمراً يشكل جزءاً كبيراً وهاماً في استراتيجية الدولة لا غنى عنه. التقنيات الحديثة لترشيد مياه الري أوزيادة كفاءته أوإعادة جدولته تعتبر محدودية الموارد الطبيعية من المياه من أهم التحديات التي تواجه الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، وقد ظهرت العديد من التقنيات الحديثة التي تساهم في ترشيد وتوفير الاستهلاك المائي في عملية الري أو زيادة كفاءته او إعادة جدولته وزيادة الإنتاجية الزراعية بشكل فعّال، ومن أبرز هذه التقنيات التي تمكننا من توفير ماء الري او زيادة كفاءته ما يلي: 1- الري بالتنقيط: يُعد الري بالتنقيط من أكثر تقنيات الري كفاءة، حيث يتم توصيل المياه مباشرة إلى جذور النباتات عبر شبكة أنابيب مزودة بنقاطات دقيقة. يوفر هذا النظام ما يصل إلى50 - 80% من المياه مقارنة بالري التقليدي، وفي نفس الوقت يقلل من تبخر المياه ويحد من نمو الأعشاب الضارة، مما يحسن إنتاجية المحاصيل وبرغم تلك المميزات الا انه مازال غير منتشر بشكل مكثف في الأراضي القديمة (الوادي والدلتا). ويمكنا استخدام الري بالتنقيط على نطاق واسع في زراعة الخضروات، الفواكه. 2- الري بالرش: يستخدم الري بالرش عن طرق شبكة من الانابيب ورشاشات تقوم برش المياه على شكل رذاذ يغطي مساحة المحاصيل، وهو مناسب للمساحات الواسعة وبعض أنواع التربة. رغم كفاءته الأقل مقارنة بالري بالتنقيط، فإنه يتيح تغطية سريعة وسهولة في التحكم بكمية المياه المستخدمة. 3- أنظمة الري الذكي: تعتمد على أجهزة استشعار متطورة توضع في التربة لقياس مستوى الرطوبة بشكل دائم. ترسل هذه الأجهزة بيانات دقيقة إلى وحدات تحكم مركزية، والتي تقوم بتحليل البيانات وتحديد الوقت الأمثل وكمية المياه المناسبة للري. وبذلك يتم تجنب الري الزائد أو الناقص، مما يوفر المياه ويحافظ على صحة النباتات. بالإضافة إلى أنظمة تحكم آلي تسمح بضبط كمية المياه ووقت الري بدقة حسب حاجة النباتات الفعلية. وهذا يقلل بشكل كبير من الاسراف المائي، كما يمكن التحكم في هذه الأنظمة عن بُعد عبر الهواتف الذكية أو الحواسيب. 4- الري تحت السطحي: يتم في هذا النظام توصيل المياه مباشرة إلى منطقة الجذور تحت سطح التربة عبر أنابيب مدفونة، مما يقلل من تبخر المياه أو الجريان السطحي ويحسن كفاءة الماء. هذا النظام مناسب للمحاصيل التي تزرع في صفوف مثل الطماطم والبصل، ويسهم في تقليل الفاقد المائي وزيادة الإنتاجية. 5- تقنيات الاستشعار عن بعد والزراعة الدقيقة: تشمل هذه التقنيات استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد عبر الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار لمراقبة صحة المحاصيل، رطوبة التربة، واحتياجات المياه بدقة عالية لتحليل الحالة المائية للنباتات وتحديد احتياجاتها المائية بدقة، مما يساعد في جدولة الري بشكل أكثر فعالية وترشيد استهلاك المياه. 6- استخدام تقنية الري الجزئي: يستهدف بعض مناطق الجذور فقط دون باقي الجذور أو كامل سطح التربة وهو أسلوب متقدم في أنظمة الري الدقيق. ويتم ذلك عادة باستخدام أنظمة مثل الري بالتنقيط أو الرش الجزئي، حيث توضع النقاطات بالقرب من النبات أو في مواقع مدروسة حول الجذور، لتوفير الماء مباشرة للجزء الأكثر نشاطاً في امتصاص المياه من الجذور مما يحفز الجذور على النمو باتجاه مناطق البلل، ويشجع على تعمق الجذور وزيادة كفاءة امتصاص المياه والعناصر الغذائية. ومن مميزات هذا الأسلوب تقليل الاسراف في الري، حيث لا يتم ري كامل التربة أو المساحات غير المزروعة، وتحفيز نمو الجذور مما يزيد من مقاومة النبات للجفاف، إمكانية التحكم في توزيع المياه بدقة حسب احتياج النبات ومراحل نموه، تقليل نمو الحشائش لأن الماء لا يُوزع إلا في مناطق محددة. 7- استخدام تقنية الماء الممغنط: الماء الممغنط هو الماء الذي تتم معالجته بتمريره عبر مجال مغناطيسي قوي مما يؤدي إلى تغيير في بعض خصائصه الفيزيائية والكيميائية حيث أن جزيئات الماء يعاد ترتيبها وتضعف الروابط بين جزيئات الأملاح، مما يزيد من قدرة الماء على إذابة الأملاح ويُسهل امتصاص العناصر الغذائية من قبل النباتات. ومن خصائص الماء الممغنط زيادة الذائبية، وارتفاع نسبة الأكسجين المذاب، وانخفاض اللزوجة والتوتر السطحي مما يُحسن من نفاذية الماء في التربة ويقلل من ترسيب الأملاح حول الجذور.وتشير بعض الدراسات إلى فوائده في تحسين نمو النباتات وزيادة إنتاجيتها، خاصة في المناطق التي تعاني من ملوحة المياه أو التربة او الفقر المائي. 8- زراعة المحاصيل المقاومة للجفاف: اختيار أصناف نباتية تتحمل الجفاف أو تحتاج إلى كميات مياه أقل والتوسع في زراعتها مثل النخيل، الزيتون، اللوز، الشعير، والتين، مما يساعد في تقليل استهلاك المياه. 9- الانتخاب والتربية: انتخاب وتربية (حل طويل الأمد) او توفير أصناف وسلالات من المحاصيل الحالية سواء من الفاكهة أوالخضرأوالمحاصيل الحقلية عن طرق الاستيراد (حل سريع) بحيث تتحمل هذه النباتات الجفاف، أوالملوحة بحيث يمكن زراعتها في الأماكن الفقيرة في المياه نسبيا وزراعتها في أماكن اخرى ذات ملوحة ماء،أو ملوحة تربة مرتفعة نسبيا. 10- استخدام ماء الصرف المعالج مع خلطه بماء النيل بنسب: يمكن استخدام ماء الصرف المعالج في الري مباشرة أو بعد خلطة بنسب مع ماء النيل أو ماء الأبار بنسب على حسب تحمل المحاصيل والنباتات المنزرعة ويمكن استخدام هذه النوعية من المياه مع المحاصيل التي تستخدم في الصناعية مثل محاصيل الالياف (الجوت والقطن والكتان والتيل)، أو مع نباتات الزينة بشرط الا تستخدم في التغذية للبشر،أوللحيوان لما قد تحتويه من بعض العناصر الثقيلة التي قد يكون لها تأثير سلبي على المدى البعيد على صحة البشرأوالحيوان. ولتوفيرماء الري وزيادة كفاءته يمكن استخدام العديد من التقنيات السابقة مع بعضها البعض جنبا إلى جنب مما يزيد من الكفاءة وذلك للتغلب على محدودية الموارد الطبيعية من المياه في بلدنا الحبيبة مصر مما يوفر الأمن الغذائي ويعمل على زيادة الاستدامة البيئية، عن طريق تحقيق الترشيد والتوفير في الاستهلاك المائي وزيادة كفاءته وإعادة جدولته اثناء عملية الري وفي نفس الوقت زيادة الانتاج بشكل كبير وفعال


الطريق
منذ 11 ساعات
- الطريق
أيمن رفعت المحجوب يكتب: الإنسان في نظام الكون
الثلاثاء، 27 مايو 2025 01:55 صـ بتوقيت القاهرة ليس الإنسان بدعاً في الكائنات الحية ، وليس الإنسان بمعزل عن النظام الكوني ، بل هو مخلوق يمكن "استنتاجه" من النظام الكوني دون عناء كبير. فإذا كانت الكائنات الحية بشكل عام هي تجسيم لقوانين الحياة ، فإن زيادة التعقيد في تركيب الحيوان جعلته قابلاً للقوانين الانسانية وأصبح الإنسان هو تجسيم هذه القوانين. والمقصود بزيادة التعقيد في الانسان هو نمو الجهاز العصبي، المخ وملحقاته من غدد وأعصاب، نمواً بالغاً، وعلى ذلك يكون الفهم الحق للإنسان متوقفاً على فهمنا للمخ الانساني فهماً كاملاً. وهو ما يتطلب دراسة المخ من عدة جهات ، من حيث هو عضو له فسيولوجيا خاصة به وعلاقة هذه الفسيولوجية بسيكولوجية العقل ، وهل هذه الفسيولوجية تصلح تفسيراً كاملاً لهذه السيكولوجيا أم لا؟. ثم من جهة أخرى ندرس المخ كجهاز تتصل به الصفات الانسانية الخالصة التي تقوم على الإحساس بالمعنويات مثل تقديرنا للجمال وخضوعنا للقوانين الخلقية ، وموقف هذه القوانين من عمل المخ ، وهل شخصية الانسان يمكن أن تكون أيضاً من عمل هذا العضو ثم بعد ذلك يجب أن ندرس المخ من حيث هو جهاز المعرفة. وعليه إذا تم لنا هذا كله، نستطيع وقتها أن نضع الانسان موضعه الحق في النظام العالمي (أو الالكتروني). وإذا أردنا أن يكون بحثنا هذا منظماً، فلا مناص من البدء ببحث إمكانية إثبات أن المخ من حيث هو عضو في جسم الانسان، هل يؤدي وظيفته كالكبد والقلب سواء بسواء؟، هل قادراً على القيام بكل ما هو انساني خالص أي بعبارة أخرى هل يسمح تركيب المخ له أن يقوم بوظائف الذاكرة والخبرة والعلم والحكمة والادارة ثم الحب وتقدير الجمال والايمان والضمير، كلهم معاً ؟ الحق أن الله سبحانه وتعالى خلق المخ بتركيبة تسمح خواصها له بذلك كله فعلاً ، فلا داعي لغرض وجود قوى أخرى غامضة غريبة عن ما نعرف من قوانين الكون كالنفسي مثلاً. أما إذا كان تركيب المخ لا يكفي لتفسير الخواص الانسانية العليا ، فلا بد من فرض وجود قوى خارجية (فأنا لا ندري لها مكاناً في الجسم ) تجعل الانسان انساناً ، إلا القدرة الالهية وليست الطبيعة الأم كما يتصور بعض العلماء والفلاسفة الجُهل. أستاذ الاقتصاد السياسي والمالية العامة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة