logo
إيران.. الكشف عن القمر الصناعي "بارس 2" في عشرة الفجر

إيران.. الكشف عن القمر الصناعي "بارس 2" في عشرة الفجر

وقال "حسن سالارية" في المنتدى الفكري للشباب الباحثين في المجتمع والصناعة الذي عقد في جامعة طهران:
"تعتبر صناعة الفضاء، إحدى المجالات في العالم التي تستقطب أكبر عدد من النخب في مختلف المجالات مثل فروع الهندسة الميكانيكية، الكهرباء، الجو فضاء والكمبيوتر، الهندسة الكيميائية وهندسة المواد. وقد أجريت العديد من الدراسات في العالم، وأظهرت إحداها أن أعظم توظيف للنخب قد حدث في هذه الصناعة".
وأرجع "سالارية" تطور صناعة الفضاء إلى عصر الحرب الباردة والمنافسة بين كتلتي الشرق والغرب وقال:
"بعد الحرب العالمية الثانية وهزيمة الحلفاء وألمانيا هاجر العديد من المتخصصين في الصواريخ وخاصة في ألمانيا إلى الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، وأصبح الفضاء حجر الأساس لمسابقات الكتلة الشرقية والغربية".
وتابع "سالارية":
أول قمر صناعي في العالم أطلقه الاتحاد السوفيتي عام 1957 ووضعه في مداره، وأحدث هذا الأمر ضجة في العالم، ورأى الأمريكيون أنهم خسروا أمام الاتحاد السوفيتي. ومن هنا أطلقت "ناسا" قمرا صناعيا".
وأضاف رئيس منظمة الفضاء الإيرانية:
"في ذلك الوقت أدركت الدول أن صناعة الفضاء خلقت عالما جديدا ومن المفترض أن تمر أداة فوق تراب جميع الدول وتجمع المعلومات من سطح الأرض، وهذا يعني أنها يمكن أن تخلق أحداثًا جديدة، بينما لم تكن صناعة الفضاء، البصريات والتصوير في ذلك الوقت على المستوى الذي هي عليه اليوم، ولكن كان من المتوقع تمامًا حدوث أحداث جديدة".
وتابع "سالارية":
"استمرت هذه المنافسة بين كتلتي الشرق والغرب نحو 40 عاما، ومع تنفيذ برنامج القمر في الستينيات والسبعينيات، وربما بعد وصول أقدام الإنسان إلى القمر وعدة مشاريع لاحقة في هذا المجال، فصارت هذه المنافسة آخذة في الهدوء. ولكن تم ضخ الكثير من الأموال في الصناعة، وخاصة في صناعة الفضاء، إلا أن ذلك أثار التساؤل عما سيحدث في هذه المنافسة؛ ولذلك تم خلق التوجه الاقتصادي لمشاريع الفضاء ومن ثم تشكلت وكالات الفضاء للدول".
وأكد:
"مع انهيار الاتحاد السوفييتي، أصبح استخدام الفضاء اقتصادياً، وتم تطوير أقمار الراديو والتلفزيون، كما تم تطوير أجهزة القياس وتصوير سطح الأرض، كما نما عملاق اسمه الصين، وجلبت الصين عددًا كبيرًا من العلماء من هذا البلد الذين كانوا في بلدان أخرى إلى صناعة الفضاء وشكلت تدريجيًا أدبًا جديدًا حول "كسب المال" في صناعة الفضاء".
وأشار إلى أنه بعد 30 عاما تغيرت النظرة إلى صناعة الفضاء، وصرح:
"لا تحكم الحكومات، صناعة الفضاء في العصر الجديد، ولكن القطاع الخاص حاضر على نطاق واسع فيها، وخرجت عمليات الإطلاق للأقمار الصناعية عن حصرية بعض الدول ودخلت الشركات في هذه القضية".
وقال "سالارية" في إشارة إلى وضع إيران في صناعة الفضاء:
"بدأت صناعتنا الفضائية بعد الحرب المفروضة ومع الإجراءات المتخذة لتطوير الصناعات الدفاعية. وفي السبعينيات، نمت صناعة الإلكترونيات، وفي أواخر الثمانينيات، انطلقت صناعة الصواريخ لدينا نحو الوصول إلى مدارات منخفضة الارتفاع".
وذكر "سالارية":
"أول إطلاق مداري ناجح لنا عام 2008 هو القمر الصناعي "أميد"، وهو نوع من الأقمار الصناعية الروسية "سبوتنيك 1975"، وبعد ذلك تم تصميم وبناء العديد من الأقمار الصناعية في البلاد".
وأكد:
"تختلف صناعة الفضاء الإيرانية عن الدول الأخرى من حيث أنها لا تتعاون مع الدول الأخرى بسبب العقوبات. والصناعات التقنية العالية في العالم لا يتم نقلها، وإذا حدثت فإنها تتطلب أموالاً كثيرة، ولم تتح لنا هذه الفرصة؛ ولذلك فإن صناعة الفضاء في البلاد هي صناعة مكتفية ذاتيا تماما".
وتابع:
"دخلت في أواخر الثمانينيات، العديد من الجامعات الكبرى في البلاد، مثل جامعة شريف الصناعية، جامعة العلوم والصناعة وأمير كبير، مالك أشتر وخواجة نصر الدين الطوسي، صناعة الفضاء وبدأت في تدريب القوى العاملة وتحديد مشاريع الأقمار الصناعية.
وكانت الأقمار الصناعية التي كانت آنذاك في جامعة "شريف" الصناعية تبلغ دقة تصويرها عدة عشرات من الأمتار، فبعد 20 عاما أصبحت دقة أقمار البلاد تصل إلى 2 إلى 3 أمتار، لتبلغ دقة التصوير للقمر الصناعي "كوثر" الذي كان تم إطلاقه في نوفمبر 2024 بإطلاق أجنبي فتم وضعه بدقة 4 أمتار".
"يتمتع القمر الصناعي "بارس 2" بدقة تصوير تصل إلى مترين ومن المقرر أن يتم الكشف عنه في أيام عشرة الفجر المباركة ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران".
وبحسب رئيس منظمة الفضاء الإيرانية، فإن القمر الصناعي "بارس 3"، المدرج على جدول أعمال معهد أبحاث الفضاء، أيضا تبلغ دقته مترين.
وأشار إلى تطور قمر الاتصالات عن البرامج الأخرى لهذه المنظمة، وذكر:
"أن قمر "مهدا" الذي لا نزال نستقبل منه الاتصالات والإشارات، يمتلك منصات إنترنت الأشياء.
ومن المقرر إطلاق القمرين الصناعيين "ناهيد 1 و2"، اللذين تم الكشف عن عينات رحلاتهما العام الماضي، قريباً. وهذا القمر الصناعي لديه عرض النطاق الترددي Q.
وقال سالارية:
"القمر الصناعي "ناهيد 3" قيد الإنشاء ولديه القدرة على بناء نظام".
وأضاف:
"إن من النقاط الأساسية لتطوير الفضاء هو دخول القطاع الخاص، والآن يشمل مقدموا الطلب الذين يشاركون في كل مناقصة، 20 شركة معرفية تقوم بتصنيع الأقمار الصناعية، وهي نقطة إيجابية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إيران تحقق إنجازا هاما في مشروع المسبار القمري ‘‘تشانغ آه-8''
إيران تحقق إنجازا هاما في مشروع المسبار القمري ‘‘تشانغ آه-8''

اذاعة طهران العربية

time٠٣-٠٥-٢٠٢٥

  • اذاعة طهران العربية

إيران تحقق إنجازا هاما في مشروع المسبار القمري ‘‘تشانغ آه-8''

أعلن رئيس منظمة الفضاء الإيرانية"حسن سالارية" عن انضمام البلاد إلى مشروع المسبار القمري ''تشانغ آه-8'' الصينية، مشيرا إلى أن هذا التعاون يوفر فرصة لإيران في مجال الاستكشافات الفضائية واستخدام الموارد من القمر وقال: "إن أحد المواضيع المهمة في برنامج الفضاء الإيراني الممتد لعشر سنوات هو مجال علوم واستكشاف الفضاء، والذي يتضمن الفصول التالية: الكبسولات الحيوية، واستكشاف واستغلال الموارد من الكواكب الأخرى. وهناك حاجة إلى التعاون الدولي واستخدام قدرات الدول المتعاونة والمرافقة في صناعة الفضاء". وأضاف: "هناك برنامجان مهمان يجري تنفيذهما في العالم في مجالات استكشاف الفضاء واستغلال الموارد في القمر. الأول هو برنامج " أرتيمس" (Artemis program) الذي تديره الولايات المتحدة وتشترك فيه دول غربية وبعض دول الشرق، و الثاني هو برنامج " ILRS" الذي تديره بشكل رئيسي الصين وروسيا، وكلاهما قوتان فضائيتان متفوقتان للغاية في العالم، ومن المخطط أن يستغل موارد القمر، والعديد من الدول أعضاء في هذا البرنامج. وتابع: "يُعد برنامج " تشانغ آه-8" أحد أهم برامج الصين في استكشاف سطح القمر واستكشاف الفضاء. ويندرج هذا البرنامج ضمن برنامج "ILRS". وبفضل العديد من المشاورات الفنية، اكتسبت الصين ثقة كبيرةً في باحثي وعلماء صناعة الفضاء الإيرانية. ومن المقرر في هذا البرنامج، أن يضع هذا المسبار حمولةً بحثيةً، يجري بناؤها في أحد مراكز البحث والأكاديمية الإيرانية، على سطح القمر". وأعلن "سالارية" أنه في 24 أبريل 2025، وفي يوم تكنولوجيا الفضاء في الصين، تم الإعلان رسميًا عن انضمام إيران إلى هذا البرنامج حيث أن وجود الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذا المسبار المهم من قبل الحكومة الصينية مضيفا: "إن الحمولة التي نعمل عليها هي حمولة لقياس الجهد الكهربائي الساكن على سطح القمر. ونظرًا لعدم انتظام توزيع الشحنة الكهربائية على سطح القمر، فإن وجود مثل هذه الحمولة على سطح القمر وقياس الجهد الكهربائي أمر بالغ الأهمية للعمليات المستقبلية. وعلى أي حال، إنها فرصة ثمينة لإيران في التعاون مع دول أخرى في عمل دولي كبير في مجال استكشاف القمر". وأعرب "حسن سالارية" عن أمله في أن يكون وجود الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذا البرنامج مقدمة لأن نكون من بين الدول التي سلكت طريق استخدام سطح القمر و الموارد الثمينة له وكذلك الكواكب الأخرى.

تفاصيل مشروع معالجة البيانات الفضائية في إيران
تفاصيل مشروع معالجة البيانات الفضائية في إيران

اذاعة طهران العربية

time٢٣-٠٤-٢٠٢٥

  • اذاعة طهران العربية

تفاصيل مشروع معالجة البيانات الفضائية في إيران

أعلن الدكتور "حسن سالارية" رئيس منظمة الفضاء الإيرانية عن تفاصيل جديدة حول خطط تطوير البنية التحتية الفضائية للبلاد. وتم تقديم القاعدتين الاستراتيجيتين" سَلماس" و" جِناران" في شمال غرب إيران كنواة رئيسية للتحكم في الأقمار الصناعية، استقبال البيانات واستقبال صور الأقمار الصناعية وبحسب وزير الاتصالات سيكون صيف 1404هـ موسم تحول البنية التحتية الفضائية. وستتيح هذه المراكز، التي هي حاليا في المراحل النهائية من الإنشاء، إدارة الأقمار الصناعية في مراحل القياس عن بعد، التحكم عن بعد (إرسال الأوامر)، ومعالجة الصور. ويتناول الكلام التالي الأبعاد الفنية لهذا المشروع، ومكانته في خارطة الطريق الفضائية للبلاد، وارتباطه بالخطط المستقبلية لمنظمة الفضاء الإيرانية. يمكن تجهيز مركزي "سلماس" و"جناران" بمنصات اتصالات مختلفة، هوائيات متعددة الأغراض (ثابتة ومتحركة) ومباني للتحكم في العمليات المتخصصة. وتتيح هذه البنى التحتية للمتخصصين الإيرانيين القدرة على الوصول إلى البيانات من الأقمار الصناعية في مدارات مختلفة، مراقبة صحتها، واستقبال بيانات الصور. إن التنوع الجغرافي لهذه المحطات في المناطق الغربية، الوسطى والشرقية من البلاد مكّن من الوصول دون انقطاع إلى الأقمار الصناعية في مختلف المدارات الأرضية المنخفضة (LEO) والمدارات الثابتة (GEO). وبحسب منظمة الفضاء الإيرانية، فإن تطوير هذه المراكز يهدف إلى توفير تغطية ترددية واسعة، زيادة القدرة على الوصول إلى البيانات والصور في مجالات مثل الاستشعار عن بعد في مراقبة البيئة، إدارة الموارد المائية، والملاحة. وعلى وجه الخصوص، يؤدي تركيب هوائيات متنقلة في هذه القواعد إلى زيادة مرونة النظام في حالات الطوارئ (مثل الكوارث الطبيعية). كما تضم ​​مراكز وقواعد الفضاء في البلاد مجموعة من الهوائيات الثابتة والمتحركة التي تعمل في نطاق ترددي واسع. وأن التطوير التدريجي لهذه البنية التحتية لن يؤدي فقط إلى زيادة تغطية الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، بل سيعزز أيضًا قدرة معالجة البيانات في مجالات مثل الأرصاد الجوية، الملاحة والاستكشاف العلمي. الخطط المستقبلية والتعاون الدولي وفي الخطوة التالية، تخطط منظمة الفضاء الإيرانية لإنشاء محطات أرضية خارج حدودها، وحتى نشر محطات بحرية. وستعمل هذه الإجراءات، التي يتم تنفيذها من خلال اتفاقيات ثنائية ومتعددة الأطراف، على تحسين الوصول إلى الأقمار الصناعية في مدارات جغرافية مختلفة وزيادة موثوقية أنظمة الفضاء في البلاد. يعد إنشاء مركزي "سلماس" و"جناران" وتطوير شبكة المحطات الأرضية خطوة كبيرة نحو الاكتفاء الذاتي الإيراني في إدارة الدورة الكاملة للأقمار الصناعية من الإطلاق إلى التشغيل. ولا تغطي هذه البنى التحتية الاحتياجات المحلية في المجالات الأمنية، الاقتصادية والعلمية فحسب، بل تمهد الطريق أيضًا للحضور النشط للجمهورية الإسلامية الإيرانية في أسواق الفضاء الدولية. أصبحت الجمهورية الإسلامية الإيرانية لاعبة مؤثرة في صناعة الفضاء العالمية مع الأخذ في الاعتبار، التخطيط لإنشاء محطات بحرية ودولية. وستعزز هذه التطورات إمكانية المشاركة في مشاريع مشتركة مثل مراقبة تغير المناخ، إدارة الكوارث الطبيعية، وتطوير أسطول الأقمار الصناعية، كما ستعزز المكانة الدبلوماسية للبلاد. يبدو أن تنفيذ هذه المشاريع سيضع إيران بين الدول الرائدة في مجال تكنولوجيا الفضاء ويفتح آفاقا جديدة لتحقيق الأهداف الوطنية والدولية الكبرى.

هل تعرف الكائنات الفضائية بوجود البشر؟
هل تعرف الكائنات الفضائية بوجود البشر؟

شفق نيوز

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • شفق نيوز

هل تعرف الكائنات الفضائية بوجود البشر؟

كنا نبحث في السماء منذ فترة، ولكن على الرغم من عقود من الاستماع إلى إشارات الراديو والبحث عن دلائل تشير إلى أن عوالم أخرى قد تكون صالحة للسكن ولو بشكل غامض، إلا أن النتائج كانت ضئيلة حتى الآن. فبينما حدد علماء الفلك بعض الأماكن التي يُحتمل وجود حياة فيها في مواقع أخرى من الكون، إلى جانب الإشارة الغامضة الغريبة، لا يوجد حتى الآن أي دليل ملموس على وجود حياة فضائية. لكن ماذا لو كانت هناك حياة؟ وماذا لو كانوا ينظرون إلينا، ويحاولون إيجادنا؟ هل سيعرفون بوجود حياة على الأرض؟ هذا سؤال اضطر العلماء إلى مواجهته في السنوات الأخيرة، إذ نواصل بث وجودنا، دون قصد، إلى المجرة. تقول جاكلين فارتي، عالمة الفيزياء الفلكية في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في الولايات المتحدة: "لو قارنّا أنفسنا في الفضاء بمرآة، فماذا سيرون مِنّا؟ نحن نراقب، هذا يعني أن عوالم أخرى ربما تراقبنا أيضاً". حتى الآن، اكتشفنا أكثر من 5500 كوكب تدور حول نجوم أخرى في مجرتنا، وتُسمى الكواكب الخارجية، لكن هذه الملاحظات لا تزال في بداياتها، إذ يُرجح وجود تريليونات من العوالم المنتشرة في جميع أنحاء مجرة درب التبانة. وقد بدأنا في البحث عن بعض هذه العوالم، سواء من خلال بصمات كيميائية في أغلفتها الجوية قد تشير إلى نشاط بيولوجي، أو حتى بصمات تقنية قد تُصدرها أشكال حياة ذكية، وهي إشارات راديوية أُرسلت إلينا، إما عَمْداً أو عن طريق الخطأ. وتبث الأرض حضورها في المجرة منذ قرن تقريباً. ويقول هوارد إيزاكسون، عالم الفلك في جامعة كاليفورنيا، في بيركلي بالولايات المتحدة الأمريكية، إن الفترة الأبرز كانت من عام 1900 وحتى الحرب العالمية الثانية، عندما كانت إشاراتنا الراديوية أقوى. ويضيف: "كان لا بد من أن تكون أقوى لأن أجهزة الراديو التي يستمع إليها الناس لم تكن مزودة بأجهزة استقبال حساسة". ونواصل بث إشارات الراديو اليوم، من البرامج التلفزيونية إلى الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، ولكن بطريقة أقل قابلية للرصد. ويقول توماس بيتي، عالم الفلك في جامعة ويسكونسن بالولايات المتحدة: "لا ترغب محطات الراديو في البث إلى الفضاء، بل ترغب في البث إلى الأرض". أما وسائل الاتصال الحديثة الأخرى، مثل إشارات الهاتف المحمول، فمن غير المرجح أن تكون قابلة للرصد . لكن ليست كل إشاراتنا بهذه الضعف. ففي جميع أنحاء النظام الشمسي، لدينا العديد من المركبات الفضائية التي تستكشف مواقع مختلفة، مثل المريخ والمشتري، وحتى الأطراف الخارجية للشمس. وأبعد هذه المركبات هي مركبة فوياجر 1 التابعة لناسا والتي تبعد 24 مليار كيلومتر عن الأرض، مما يتطلب شبكة قوية من الأطباق الفضائية على الأرض تُعرف باسم شبكة الفضاء العميق للتواصل معها. وفي أبريل/ نيسان، قام إيزاكسون بحساب بعض هذه الإشارات، التي تصل قوتها إلى 20 كيلوواط، والتي قد تصل إلى نجوم أخرى أثناء مرورها بالمركبة الفضائية البعيدة ومواصلة رحلتها إلى الفضاء، ووجد أن 4 نجوم قريبة وأي كواكب مصاحبة لها قد تلقت الإشارات بالفعل، ومن المرجح أن يسمع أكثر من 1000 نجم هذه الإشارات بحلول عام 2300. ويقول إيزاكسون: "ستظهر الإشارة بالتأكيد على أنها اصطناعية". وبحلول عام 2031، سيكون لدى أقرب النجوم وقت كافٍ لاستقبال الإشارات وبث رسالتها الخاصة، وهو ما قد يكون هدفاً مثيراً للاهتمام في الدراسات المستقبلية. لكن ماذا لو كان علماء الفلك الفضائيون أكثر تفانياً؟ قد يحاولون رصد كوكبنا قبل استقبال أي إشارات كهذه، إذا تمكنوا من رؤية كوكبنا يمر أمام شمسنا، وهو ما يُعرف بالعبور، فسيتمكنون من رؤية ضوء الشمس يمر عبر غلافنا الجوي وتمييز غازاته المختلفة. وفي عام 2021 ، وجدت فارتي ما يقرب من ألْفَيْ نجمٍ ضمن نطاق 300 سنة ضوئية من الأرض، يُمكنها رؤية مثل هذا العبور. وتقول: "إنها مجموعة كبيرة من العوالم". ويقول بول ريمر، وهو عالم كيمياء فلكية في جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة، إن أفضل مؤشر على وجود الحياة على الأرض من مثل هذه الملاحظات قد يكون الأوكسجين والنيتروجين وبخار الماء، وهو ما "سيكون مؤشراً على وجود محيط سائل مستقر". وقد يُقدّم ثاني أكسيد النيتروجين أيضاً بعض الأدلة على أن كوكبنا كان مأهولاً بكائنات حية ذكية. ويقول هيكتور سوكاس-نافارو، عالم الفيزياء الفلكية في معهد الفيزياء الفلكية في جزر الكناري بإسبانيا، إن هذا الغاز "هو في الأساس ناتج ثانوي للاحتراق، لذا قد يستنتجون أننا نحرق أشياءً هنا". وقد تكون مركبات الكلوروفلوروكربون من الهباء الجوي والمبردات ومصادر أخرى دليلاً قاطعاً على وجود نشاط صناعي على كوكبنا. وتقول ماسي هيوستن، عالمة الفلك في جامعة كاليفورنيا، في بيركلي بالولايات المتحدة: "نحن على يقينٍ تامٍ من أنه لا يمكن إنتاجها إلا بالتكنولوجيا". وقد لا تكون ملوثات الغلاف الجوي أو الإشارات الراديوية من أكثر البصمات التقنية كشفاً من الأرض، بل أضواء مدينتنا. ومن المرجح أن الأرض في شكلها الحالي ليست متحضرة بما يكفي لتُكتشف بهذه الطريقة، على الأقل ضمن معايير تلسكوباتنا حيث تغطي المدن أقل من 1 في المئة من سطح الأرض . إنها بعيدة كل البعد عن أن تكون مدينة عالمية - مدينة على مستوى الكوكب، تشبه عالم كوروسكانت الخيالي في أفلام حرب النجوم. ومع ذلك، إذا استمر التطور بوتيرته الحالية، فقد يتضخم التحضر بحلول عام 2150 بمقدار 10 أضعاف مستوياته الحالية، وقد نصبح حينها بمثابة منارة للتلسكوبات الحديثة، كما يقول بيتي. لكن الحضارات الفضائية، التي تمتلك تلسكوبات أكثر تطوراً، قد تكون قادرة على رصدنا بالفعل. ويقول: "من المحتمل جداً أن يكون هناك علماء فلك فضائيون بنَوْا تلسكوباً فضائياً قطره 100 متر، وهو قادر على رؤيتنا الآن". وحتى لو امتلك علماء الفلك الفضائيون تلسكوباً أصغر لا يرصد سوى النقطة الخافتة من كوكبنا، فقد يظلون قادرين على استنتاج أنه مأهول، فبمعرفة مَيَلان الأرض ودورانها، يمكن استخدام الضوء المنبعث من كوكبنا لرسم خريطة أولية لسطحنا، تُظهر اليابسة والمحيطات وحتى السواحل، وفقاً لجوناثان جيانغ، عالم الفيزياء الفلكية من مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في الولايات المتحدة. ويقول جيانغ، الذي استخدم مركبة فضائية في نظامنا الشمسي عام 2018 لعرض هذه التقنية على الأرض: "ما دام بإمكانك رؤية نقطة ضوء، فإذن، تستطيع تحليلها". وكل هذا يثير التساؤل عما إذا كنا نريد حقاً أن نكون بارزين إلى هذا الحد. ويقول بيتي: "في الأفلام، نتعرض دائماً للغزو". وفي الواقع، العلماء أكثر حرصاً على جعل وجودنا معروفاً، حتى أنهم يرسلون أحياناً رسائل هادفة إلى الكون - مثل إشارة الراديو الشهيرة عالية الطاقة التي تحتوي على صورة بسيطة عن الإنسانية، وقد أرسلها تلسكوب أريسيبو الراديوي في بورتوريكو عام 1974، والذي لم يعد موجوداً الآن. تقول بيث بيلر، عالمة الفلك في جامعة إدنبرة في المملكة المتحدة: "أنا لست قلقة حقاً بشأن سيناريوهات يوم الاستقلال". ومع استمرار البشرية في تغيير كوكبنا، بافتراض أننا لن ننهي وجودنا أولاً بالحرب أو غيرها من الوسائل، فمن المرجح أن تصبح الأرض أكثر وضوحاً. ويقول سوكاس-نافارو إن علماء الفلك الفضائيين قد يرصدون يوماً ما سحابة الأقمار الصناعية التي تدور حول كوكبنا. ويضيف: "سنحتاج إلى مليار ضعف ما لدينا الآن، وهو رقم يبدو كبيراً، لكننا انتقلنا من سيارة واحدة إلى أكثر من مليار سيارة في غضون بضعة عقود". وربما، إذا كنا حريصين على التواصل الأول، يُمكننا بذل المزيد من الجهود لجذب الانتباه، مثل بث رسائل كرسالة أريسيبو. حتى الآن، لم تُجرَ سوى محاولات قليلة أخرى . ويقول ريمر: "لو كان الأمر بيدي فقط، لبثثتُ وجودنا على أمل أن يُجيبني أحدهم، لكن هذا مجرد رأيي، أعتقد أن هذا قرار يجب اتخاذه عالمياً". ويقول بيتي إنه إذا أيّد الجمهور الفكرة، فقد تتمثل إحدى الطرق في بناء هياكل ضخمة في الفضاء، مثل مثلث أو مربع كبير بحجم كوكب مصنوع من مادة رقيقة تبدو اصطناعية لعلماء الفلك الفضائيين. ويضيف: "ستكون هذه هي الطريقة الرئيسية لجذب الانتباه، إذا أردنا ذلك". وفي الوقت الحالي، لا تزال علامات وجودنا متواضعة، لكنها لا تزال قابلة للرصد. ويقول سيث شوستاك، كبير علماء الفلك في معهد سيتي (البحث عن ذكاء خارج الأرض) في الولايات المتحدة: "إنهم لا يحتاجون إلى معجزات، إنهم يحتاجون فقط إلى التكنولوجيا التي لدينا، ولكن على نطاق أوسع".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store