logo
الإمارات والكويت... تاريخ مشترك

الإمارات والكويت... تاريخ مشترك

صحيفة الخليجمنذ 7 ساعات

سلطان حميد الجسمي *
منذ قيام اتحاد دولة الإمارات على يد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كانت دولة الكويت شريكاً صادقاً في مسيرة التأسيس والدعم والمؤازرة. فالعلاقة التاريخية بين الإمارات والكويت لم تكن وليدة اللحظة، بل تمتد جذورها لعقود طويلة سبقت إعلان الاتحاد عام 1971، حيث وقفت الكويت إلى جانب الإمارات في مراحل مفصلية من تاريخها، وساندتها برؤية ناضجة وجهود ملموسة في البناء والنماء، خاصة في القطاعات التعليمية والصحية والاقتصادية والثقافية.
وقد ظلّ هذا العطاء محفوراً في ذاكرة وقلوب أبناء الشعب الإماراتي، وهو ما أكده الشيخ زايد، رحمه الله، في أحد لقاءاته حين قال: «الكويت مثل ما هي غالية عند أميرها وشعبها، هي غالية عندنا، ومعزتها من معزة الإمارات»، هذا القول الصادق يلخص عمق العلاقة وصدق المشاعر التي تجمع بين البلدين، ويجسد روح الأخوة والخليج الواحد التي أرساها الشيخ زايد في نهج الدولة وسياساتها.
وعلى مرّ السنوات، ظلت العلاقة بين البلدين نموذجاً يُحتذى به، وبقيت الروابط متينة، مبنية على أواصر الأخوّة بين الشعبين الشقيقين، وقائمة على التفاهم، والاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة. ولم تقتصر قوة العلاقة بين الإمارات والكويت على الجوانب الرسمية فحسب، بل امتدت عميقاً إلى وجدان الشعبين، التي توارثت هذا الود جيلاً بعد جيل. فترى الإماراتي في الكويت بين أهله وناسه، والكويتي في الإمارات وكأنه يعيش في وطنه الثاني، وهذه الروح الأخوية الصادقة هي في ذاتها شهادة حية على عمق المحبة وصدق الانتماء بين البلدين.
وفي إطار زيارة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، إلى دولة الكويت، وقّعت الإمارات والكويت عدداً من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تعزز التعاون بين البلدين. وتأتي هذه الخطوة لتجديد العلاقة بروح العصر، وتعكس حرص القيادة في كلتا الدولتين على تطوير آفاق التعاون ليشمل مجالات أوسع وأكثر تأثيراً.
وقد شملت الاتفاقيات مجالات استراتيجية تعبّر عن فهم عميق لأولويات التنمية في البلدين، وتُرسي دعائم شراكة شاملة:
ففي الصحة، باعتبارها شريان الحياة وحجر الأساس في رفاه الشعوب، يأتي التعاون في هذا المجال ليعكس حرص البلدين على بناء أنظمة صحية متقدمة ومستدامة، تسهم في تعزيز جودة الحياة وخدمة الشعبين الشقيقين بكفاءة عالية.
وفي مجال التعليم، الذي يُعد أداة النهضة والتحول والنمو للدول العظمى، تبرز أهمية التعاون بين البلدين اللذين يُعدان من الدول الرائدة في تطوير التعليم الحديث، بما يعزز مكانتهما ويرتقي بشعبيهما نحو آفاق المعرفة والتميّز.
أما في المجال الدبلوماسي، فإن التنسيق السياسي والتدريب المتبادل للكوادر، عبر مؤسسات عريقة مثل أكاديمية أنور قرقاش ومعهد سعود الناصر، يعكس النضج السياسي والفكري ويعزز الحضور الفاعل للبلدين على الساحتين الإقليمية والدولية.
وفي مجال النقل البري والبنية التحتية، يُعد تطوير هذا القطاع الحيوي محركاً رئيسياً للتكامل الاقتصادي والتنمية المستدامة.
وفي الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة يُمثل دعم الابتكار وتوطين التقنيات في القطاعات الاستراتيجية أولوية لبناء اقتصادات مرنة ومزدهرة، ويعكس طموح البلدين في أن يكونا في طليعة الدول الساعية إلى التقدم التقني والمعرفي.
وفي قطاع النفط والغاز، باعتباره من أهم الموارد الحيوية، يأتي التعاون بين البلدين كركيزة للاستدامة، من خلال تبني أحدث التقنيات والمعايير البيئية، ما يعكس حرصهما على تحقيق توازن بين التنمية وحماية الموارد.
وفي المجال القانوني، يُعد توفير بيئة قانونية مستقرة عاملاً أساسياً لتعزيز منظومة العدالة وتسهيل الإجراءات القضائية والتشريعية، ويُبرز التزام البلدين ببناء أنظمة قانونية راسخة تحمي الحقوق وتدعم التنمية.
وفي مكافحة الاتجار بالبشر، يُجسد التفاهم المشترك التزاماً إنسانياً نبيلاً لحماية كرامة الإنسان وصون حقوقه، والتصدي لهذه الجريمة الخطرة التي تسيء إلى المجتمعات وتُهدد الأمن الاجتماعي.
أما في مجال الكهرباء والمياه وطاقة المستقبل، فإن التوجه نحو المشاريع المستدامة والطاقة النظيفة يعكس وعياً بيئياً عالياً ومسؤولية جماعية تجاه الأجيال القادمة، وهو ما ينسجم مع الرؤية التنموية الطموحة للبلدين.
وفي تشجيع الاستثمار المباشر، تبرز الجهود المبذولة لتهيئة بيئة اقتصادية مرنة وجاذبة، تعزز من دور القطاع الخاص، وتدفع نحو اقتصاد قوي ومستقر ومستدام يخدم المصالح المشتركة.
وفي حماية البيانات والمعلومات، يُعد التعاون الأمني وخاصة في الأمن السيبراني، خطوة مهمة لمواجهة التحديات الرقمية المتزايدة.
كل هذه المسارات ليست مجرد اتفاقيات مكتوبة، بل هي تعبير عملي عن وحدة الرؤية، وصدق النية، وإرادة القيادتين في تحويل العلاقات الأخوية إلى نموذج تكامل فاعل.
إن ما يجمع الإمارات والكويت اليوم هو أكثر من التاريخ والجغرافيا، إنه الشعور العميق بالانتماء الواحد، والمصير المشترك، والرؤية الموحدة نحو مستقبل مزدهر وآمن ومستدام. القيادة الحكيمة في البلدين، متمثلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، حريصة على تعزيز هذا النموذج الخليجي الناجح الذي يُضرب به المثل في العلاقات الأخوية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ضاحي خلفان يكرّم ميرزا الصايغ لدعمه لرعاية الموهوبين
ضاحي خلفان يكرّم ميرزا الصايغ لدعمه لرعاية الموهوبين

صحيفة الخليج

timeمنذ 5 ساعات

  • صحيفة الخليج

ضاحي خلفان يكرّم ميرزا الصايغ لدعمه لرعاية الموهوبين

كرّم الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، ورئيس مجلس إدارة «جمعية الإمارات لرعاية الموهوبين»، ميرزا الصايغ، عضو مجلس إدارة الجمعية، لجهوده البارزة ودعمه المستمر لأنشطة وبرامج الجمعية، وكان له أثر كبير في نجاح المبادرات الموجهة لرعاية الموهوبين. وأشاد بالدور الفاعل لميرزا الصايغ، وحرصه الدائم على متابعة تنفيذ برامج الجمعية، بما يعزز تحقيق أهدافها السامية في اكتشاف الطاقات الوطنية الواعدة ورعايتها.

تعليمات تنظيمية وإجرائية تسبق انطلاقة امتحانات نهاية العام الثلاثاء
تعليمات تنظيمية وإجرائية تسبق انطلاقة امتحانات نهاية العام الثلاثاء

الإمارات اليوم

timeمنذ 5 ساعات

  • الإمارات اليوم

تعليمات تنظيمية وإجرائية تسبق انطلاقة امتحانات نهاية العام الثلاثاء

استعدادًا لانطلاق امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثالث للعام الأكاديمي 2024-2025، أصدرت إدارات المدارس الحكومية على مستوى الدولة جملة من التعليمات التنظيمية والإجرائية الموجهة إلى أولياء الأمور والطالبات، بهدف ضمان سير العملية الامتحانية بانضباط وسلاسة، وتوفير بيئة تعليمية آمنة تدعم تركيز الطالبات وتحافظ على انتظام اليوم الدراسي. حافلات مدرسية وأكدت الإدارات في مخاطبات لأولياء الأمور والطلبة اطلعت عليها "الإمارات اليوم"، أن الحافلات المدرسية ستبدأ بنقل الطلاب وفق جدول زمني محدد، حيث تمر الحافلات على طلبة الصفوف من الخامس إلى الحادي عشر (الفترة الأولى) ابتداءً من الساعة 7:10 صباحاً، بينما تبدأ رحلات نقل طلاب الصف الثاني عشر من الساعة 9:30 صباحاً. وبناءً عليه، يتعين على طلبة الصفوف من الخامس إلى الحادي عشر التواجد في المدرسة قبل الساعة 8:30 صباحاً، في حين يُطلب من طلبة الصف الثاني عشر بجميع مساراتهم الحضور قبل الساعة 11:30ظهراً. ضرورة الالتزام وشددت الإدارات على ضرورة الالتزام التام بمواعيد الدخول إلى قاعات الامتحانات وعدم التأخر، مع التأكد من مراجعة مادة الامتحان وفقاً للجداول المعتمدة من وزارة التربية والتعليم. كما أشارت إلى أن الامتحانات ستكون ورقية بالكامل لطلبة الصفين الخامس والتاسع، في حين ستكون ورقية وإلكترونية لصفوف السادس والسابع والثامن والعاشر والحادي عشر والثاني عشر، مما يتطلب استعداداً تقنياً ولوجستياً من الطالبات. مواعيد الانصراف وفيما يتعلق بمواعيد الانصراف، أوضحت الإدارات أن الطلبة من الصف الخامس حتى الحادي عشر سينصرفون في تمام الساعة 11:00 أو 11:30 صباحاً حسب جدول كل مدرسة، مؤكدة أنه لن يتم فتح بوابات المدرسة قبل هذه المواعيد. كما لن يُسمح بدخول أولياء الأمور لإخراج أي طالب أو طالبة قبل الساعة 11:30، حرصاً على سلامة الإجراءات وضمان انسيابية الحركة داخل المدرسة. إجراءات الخروج وأهابت الإدارات بأولياء الأمور الالتزام بإجراءات خروج الطالبات بالسيارات الخاصة، مشيرة إلى ضرورة قيام أولياء الأمور بطباعة تصريح الخروج المؤقت المتوفر عبر قنوات الاتصال المدرسية، وتوقيعه وإرساله مع الطالبة يومياً، وذلك للطالبات اللواتي لا يحملن تصاريح دائمة. منع الساعات الالكترونية كما نبهت الإدارات إلى منع إحضار الساعات الإلكترونية الذكية والأجهزة اللوحية (الآيباد) إلى قاعات الامتحان بشكل قاطع، فيما جددت التأكيد على ضرورة الالتزام الكامل بالزي المدرسي الرسمي. وشملت التعليمات ضرورة إحضار جهاز اللابتوب الوزاري مشحوناً بنسبة 100%، بالإضافة إلى المستلزمات الأساسية لأداء الاختبار مثل الأقلام، والآلة الحاسبة للمواد التي يُسمح باستخدامها. واختتمت الإدارات تنبيهها بتمنياتها الخالصة لجميع الطلاب بالتوفيق والنجاح، مؤكدة أن الالتزام بهذه التعليمات يعكس وعي الأسرة والمدرسة معاً بأهمية توفير بيئة تربوية فاعلة تعزز من فرص تحقيق التفوق الأكاديمي والانضباط السلوكي.

حاكم الفجيرة يهنئ خادم الحرمين الشريفين بنجاح موسم الحج
حاكم الفجيرة يهنئ خادم الحرمين الشريفين بنجاح موسم الحج

صحيفة الخليج

timeمنذ 5 ساعات

  • صحيفة الخليج

حاكم الفجيرة يهنئ خادم الحرمين الشريفين بنجاح موسم الحج

الفجيرة- وام بعث صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، برقية تهنئة إلى أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة، بمناسبة نجاح موسم الحج لعام 1446هجرية. كما بعث سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة برقية تهنئة مماثلة إلى خادم الحرمين الشريفين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store