
قبل عبر الأثير.. كيف كان شكل التعاون الفني بين أبرار بوسيف وزوجها مناف عبدال؟
تجربة درامية جديدة تخوضها الفنانة أبرار بوسيف بعنوان " عبر الأثير" المنتظر عرضها يوم 21 مايو الجاري، وتبين من خلال البرومو التشويقي للعمل الذي نشرته أبرار عبر حسابها على "إنستغرام" أننا أمام شخصية تُدعى "ريتا" تعاني من مشاكل في حياتها الزوجية بسبب التجاهل الذي تتعرض له من قبل زوجها، الأمر الذي سوف يجعلها تخوض رحلة تتخللها لحظات مشوقة وصعبة، ودلل على ذلك التعليق المرفق بالبرومو: "لاتتحدي انساناً ليس لديه مايخسره".
View this post on Instagram
A post shared by Abrar bouseif (@abrar.abouseif)
والمميز في هذا العمل الدرامي "عبر الأثير" هو تواجد زوجها معاها مناف عبدال الذي يتولى العملية الإخراجية للمسلسل، هذا الأمر جعلنا نستعيد مقتطفات من ذاكرة أعمالهما الفنية والتي تعاون فيها الثنائي أبرار ومناف.
"صدف" أسرار الغموض والتمثيل المتقن
وبين المسلسلات التي جمعت الثنائي أبرار بوسيف وزوجها المخرج مناف عبدال هو مسلسل "صدف"، حيث أبدعت أبرار في تقديم شخصية " أسرار" خاصةً بعد نجاحها في إظهار صراعها النفسي والداخلي بكل اتقان، حيث نجحت في خلق نوع من أنواع الفضول لدى جمهور المسلسل لمعرفة الدافع الذي جعل "أسرار" تُقدم على خطوة الانتحار، وهل كان قرارها في هذا الأمر نابعاً من محض إرادتها، أو بسبب آخرين أرغموها على إزهاق روحها بنفسها، وسط شكوك كبيرة حول الأشخاص المتواجدين في دائرتها المقربة، خاصةً وأن التحريات التي قام بها رجال الشرطة بقيادة الضابط "فهد" الشخصية التي يقدمها الفنان حسين المهدي محور أحداث العمل، كشفت عن عدم وجود أعداء لها، وهنا سيخوض المشاهد رحلة صعبة برفقة رجال الشرطة للبحث عن سبب الوفاة الحقيقي.
وبجانب موهبة أبرار التمثيلية في تقديم شخصية "أسرار"، هناك لمسة سحرية أخرى تُحسب للمخرج مناف عبدال ، بعد نجاحه في رسم ملامح تلك الشخصية بطريقة مميزة خلف كاميرات التصوير.
View this post on Instagram
A post shared by Abrar bouseif (@abrar.abouseif)
"ملفات منسية"..شوقية تسرق الأضواء
ومن "صدف" إلى رحلة درامية أخرى حملت في قصتها جرعة مكثفة من الغموض والإثارة وجاءت بعنوان "ملفات منسية"، واستطاعت النجمة أبرار بوسيف من خلال هذا المسلسل أن تسحب البساط من تحت أقدام المشاركين في هذا العمل رغم براعتهم في تقديم أدوارهم، ويرجع ذلك هو متابعي المسلسل الذين كانوا ينتظرون بكل شعف وحماس المشاهد التي تظهر بها أبرار بشخصية "شوقية" التي قدمت ثنائي مميز مع "فتحية" مرام البلوشي في عمليات النصب والدجل على المواطنين، في ظل أحداث صعبة تشهدها العمارة السكنية التي يسكنان بها من عمليات خطف مستمرة ولا سيما للأطفال.
View this post on Instagram
A post shared by MBC DRAMA (@mbcdramainsta)
ورغم كون المسلسل قائم بالأساس في إطار اجتماعي بوليسي مشوق للغاية، إلا أن المخرج مناف عبدال أضاف له لمسة كوميدية أعطى من خلالها للمشاهد فرصة في أن يلتقط أنفاسه بعيداً عن تحريات رجال الشرطة ورحلتهم الصعبة في معرفة الخاطف، عبر شخصية "رؤى" التي قدمتها الفنانة المصرية شيماء سيف، والتي قال عنها في لقاء سابق مع " سيدتي": "والفنانة شيماء سيف فنانة قديرة ونجمة، وتشارك في العمل بدور كوميدي جميل، يعطي نكهة جميلة للعمل".
" يس عبد الملك" تحدٍ باللهجة المصرية
وإلى مسلسل "يس عبد الملك" والذي كان بمثابة مغامرة وتحدي في نفس الوقت لـ أبرار بوسيف ، إذ تطرقت خلال لقاء إعلامي لها عن كواليس مشاركتها في هذا المسلسل، إذ قالت: "المؤلف محمد النشمي أخبرني أن آخر 15 حلقة من المسلسل سأظهر من خلال شخصية (عنايات)، فضحكت وقلت له: الاسم لوحده فيلم"، وأضافت: "أخبرني أيضًا أنني سأقدم الدور باللهجة المصرية، وعندما عرض علي المشلهد، لم أُضف عليها اشيئًا كثيرة، لكنني كنت أضع يدي على قلبي وأقول: يا صابت يا خابت".
وعن تفاعل الجمهور مع الشخصية، أوضحت أن ضحكة "عنايات" كانت سببًا في لفت الأنظار، حيث علقق الكثيرون بأن "البنت المصرية معروفة بضحكتها"، مؤكدين أن ضحكتها جاءت مطابقة تمامًا لضِحكة الشخصية التي قدمتها.
أما على المستوى الإخراجي، نجح مناف عبدال في قيادة كاست ضخم من الممثلين، معظمهم وفقوا في أداء أدوارهم بنسب متفاوتة، ويُحسب له توظيف الجوانب الكوميدية من فتات سلطان وحسين المهدي، دون الإخلال بالنبرة العامة للعمل، كما يُحسب له الخروج بأداء صلب من الممثلة زينب بهمن، التي جمعت في تمثيلها بين الدقة والبساطة.
View this post on Instagram
A post shared by Abrar bouseif (@abrar.abouseif)
يمكنكم قراءة.... كيف احتفلت أبرار بوسيف بيوم ميلاد زوجها المخرج مناف عبدال؟
العمل مع مناف عبدال... شرف لأي فنان
في لقاءٍ سابق مع سيدتي، علّقت الفنانة أبرار بوسيف على تعاونها المتكرر مع المخرج مناف عبدال في عدد من الأعمال الدرامية، قائلة: "من لا يتمنى العمل مع المخرج مناف عبدال ؟ فهو مخرج متميز وله باع طويل في المجال الفني، تعاون مع نخبة من نجوم الدراما الخليجية، وحاز على العديد من الجوائز. لذلك، أعتبر أن العمل معه ليس مجرد صدفة، بل هو شرف ومطمع لكل فنان يبحث عن الجودة والتميّز في مسيرته الفنية".
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي».
وللاطلاع على فيديوجراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي».
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة سيدتي
منذ ساعة واحدة
- مجلة سيدتي
دليلك إلى الأقمشة المستخدمة في تزيين حفل الزفاف مهما كان أسلوبه
عندما تفكرين في اختيار الأقمشة لتزيين قاعة زفافك، أول ما يتبادر إلى أذهنك هو طاولة مغطاة بغطاء، إلا أنه يمكن استخدام الأقمشة لأغراض أخرى متعددة، مثل: المناديل، وأشرطة الكراسي والوسائد، والستائر، ومفارش الطاولات، إذ يُعَد القماش عنصراً زخرفياً. سواء أكنتِ تخططين لحفل زفاف في قاعة حفلات أو في جناح أو غير ذلك، توضّح فرح الدراكة، مهندسة الديكور ومصممة حفلات الزفاف، لـ«سيدتي» في الدليل الآتي، الأقمشة المستخدمة في ديكور حفل الزفاف؛ كي يكون حفلاً أنيقاً وجذاباً. نصائح لاختيار أقمشة حفل الزفاف الموقع والموسم: اختاري الأقمشة المناسبة للمكان (داخلي/خارجي) والفصل. الجمع بين الأقمشة: يمكن دمج أكثر من قماش لخلق تأثير بصري مذهل، مثل الدانتيل مع التُل أو الساتان مع المخمل. إليك، مجموعة من الأقمشة المستخدمة في ديكورات الأعراس. الدانتيل الخصائص: يُعرف بنعومته وتفاصيله الرقيقة؛ مما يُضفي لمسة رومانسية وأنثوية. الاستخدامات: يُستخدم في تزيين الطاولة من خلال مفارش الطاولات، والأغطية، والستائر، والإضافات مثل الشالات أو الأشرطة المزينة بالدانتيل، كما في تغطية الكراسي أو صنع أكاليل الأزهار. الموسم: مناسب لجميع الفصول؛ خاصة في الحفلات ذات الطابع الكلاسيكي أو الفينتاج. الساتان الخصائص: يتميز بلمعانه الناعم ومظهره الفاخر؛ مما يُضفي لمسة من الأناقة. الاستخدامات: يُستخدم في صنع مفارش الطاولات ، وأغطية الكراسي، أو الستائر، كما تزيين المنصة الرئيسية أو صنع أشرطة الزينة. الموسم: يناسب الحفلات الشتوية أو الداخلية الرسمية. الشيفون الخصائص: قماش شفاف وخفيف الوزن، يعطي إطلالة أثيرية ومتدفقة. الاستخدامات: يُستخدم في تزيين الخيام أو المظلات الخارجية، وصنع ستائر معلقة، أو تنسيق الأكشاك الصغيرة، كما كخلفية للصور. الموسم: مثالي للحفلات الصيفية أو حفلات الشاطئ. المخمل الخصائص: قماش كثيف وناعم، يُضفي لمسة من الفخامة والدفء. الاستخدامات: يُستخدم في تزيين الكراسي، وصنع وسائد الزينة، أو تغطية الطاولات، كما في الديكورات الداخلية للحفلات الشتوية. الموسم: يناسب الحفلات الشتوية أو المسائية. التُل الخصائص: قماش خفيف الوزن وشبيه بالشبكة، يعطي إحساساً خيالياً ومتطايراً. الاستخدامات: يُستخدم في صنع خلفيات رومانسية، وتزيين الكراسي، أو إنشاء أقواس الزفاف، كما صنع الفوانيس المعلّقة أو تغليف الإضاءة لإضفاء جوٍّ ساحر. الموسم: مثالي للحفلات الربيعية والصيفية. الأورجانزا الخصائص: قماش شفاف ولامع، يجمع بين الخفة والهيكل. الاستخدامات: يُستخدم في صنع أقواس الزفاف، وتزيين الممرات، أو تعليق الفوانيس، كما يمكن دمجه بـ الأزهار لصنع ديكورات معلقة. الموسم: مناسب للحفلات الربيعية والصيفية. التفتا الخصائص: قماش لامع ومتماسك، يعطي إطلالة فخمة. الاستخدامات: يُستخدم في صنع خلفيات المنصة، وتزيين الكراسي، أو أغطية الطاولات. الموسم: مناسب للحفلات الداخلية الرسمية. الترتر والكريستالات الخصائص: يضيف لمعاناً وتألُّقاً إلى الديكور. الاستخدامات: يُستخدم في تزيين مفارش الطاولات، وصنع أشرطة لامعة، أو تعليق فوانيس مزركشة. الموسم: مثالي للحفلات المسائية أو الشتوية. القطن يُستخدم القطن عادةً في المناسبات الخارجية، وهو نسيج ناعم وطبيعي. ورغم أنه ليس اقتصادياً نسبياً، إلا أنه يُعَد من أفضل الخيارات للديكور. وهو مصنوع من ألياف نباتية، وبالتالي فهو أكثر استدامة مقارنة بالأقمشة الصناعية. يتميز هذا القماش بقدرته على الامتصاص وملمسه المنعش؛ مما يجعله خياراً مثالياً لحفلات الزفاف الصيفية. البوليستر قماش متعدد الاستخدامات ومتين، متوفّر بمجموعة متنوّعة من الألوان والأنماط والقوام. يُعَد من أفضل الخيارات لأقمشة الزفاف، ويُستخدم عادةً في مفارش المائدة والمناديل. يتميز هذا القماش بمظهر فاخر يمنحه لمعاناً رائعاً؛ مما يجعله مثالياً للديكور. الحرير الحرير الخالص، وهو قماش يصعب إنتاجه بعض الشيء؛ لذا يُعَد من أغلى الخيارات المتاحة. تتوفّر منه أنواع مختلفة، مثل غيره من الأقمشة، حسب نوع الخيوط المستخدمة. يمنحك الحرير ملمساً ناعماً ولامعاً؛ مقارنةً بالساتان ذي الملمس الخشن، يمكنكِ استخدام هذا القماش للديكور الداخلي. ما هي أفضل الأقمشة لخلفيات حفلات الزفاف؟ من بين الخامات الجميلة: الشيفون والأورجانزا والفوال؛ فهي متعددة الاستخدامات؛ مما يجعلها تتدفق بسلاسة وراحة. النسيج الساتان مطلوب بكثرة في ديكورات حفلات الزفاف عالية التكلفة. علماً أن تصميم طبقات من الأقمشة الخفيفة المختلفة، يُعَدّ تقنية أخرى لإضافة حجم وتأثيرات مميزة. ما هي بعض خيارات الأقمشة المناسبة للميزانية الاقتصادية؟ يُعَد التُل والموسلين والفوال القطني خيارات اقتصادية للغاية لديكورات حفلات الزفاف. يمكن استخدام الخيش كمفارش طاولات جذابة أو قطع مميزة لحفلات الزفاف الريفية البوهيمية. يُعَد استخدام بقايا الأقمشة أو شراء الستائر ومفارش المائدة المستعملة، طريقة جيدة لتوفير المال على أقمشة التزيين. ما هي أفضل الأقمشة لمفارش طاولات الزفاف؟ بالنظر إلى نمط الطاولة، يُمكن استخدام أقمشة الساتان أو الحرير أو الجاكار أو الدمشقي لمفارش طاولات أنيقة للغاية. تُعَد مزيجات القطن والكتان خياراً رائعاً. لحفلات الزفاف الخارجية، تُعَد مفارش المائدة المصنوعة من البوليستر المُغطاة بطبقة مقاومة للبقع، خياراً متيناً ومقاوماً للأشعة فوق البنفسجية. ما هي الأقمشة الأنسب لأغطية كراسي الزفاف؟ يُعَد الإسباندكس والبوليستر المرن خيارين جيدين لتنجيد مجموعة متنوّعة من الكراسي؛ نظراً لقدرتهما على التمدد بما يكفي لتناسب أشكال الكراسي المختلفة بسهولة. على غرار الساتان والقطن، يُمكن استخدام مواد أخرى مثل الشيفون أو الفلانيل للحصول على أغطية أكثر راحة تنسدل بسهولة فوق الكراسي. ___


الشرق الأوسط
منذ 5 ساعات
- الشرق الأوسط
أنا منغمس في عروبتي
من أعظم متع الشيخوخة أن يروي الإنسان قصة حياته، وأن يشارك أحبّاءه إحساسه بالانتماء والمعنى. لقد كنت محظوظاً بأن غُمرتُ بحب عائلة حانية، وبصداقات غالية لا تُعدّ، وبوطنٍ ربّاني أوصلني لما أنا عليه اليوم. دخلتُ الحياة بصرخة عالية، وأرجو أن أغادرها على أنغام الموسيقى، كما تُختَتم المسرحيات بالموسيقى الهادئة. وبين البداية والنهاية، عشت حياةً جميلة، أشكر الله عليها، كما أشكر كل من أحاطني بمحبته. سأدع الحكم للآخرين؛ لكنني أرجو أنني قد أحسنتُ استثمار وقتي، وأنني فعلت من الخير أكثر مما وقعتُ في الشر. وأكثر ما أعتز به هو أنني وُلدت عربياً؛ إذ أشعر بفخر عظيم لانتمائي إلى هذا التاريخ العريق والإرث المذهل. حين نروي تاريخ الحضارة الإنسانية، غالباً ما نبدأ من الشرق الأوسط، من أوائل المستوطنات البشرية الكبرى، من السومريين والأكاديين، إلى البابليين والآشوريين، والمصريين القدماء، والأنباط، والفينيقيين. لهؤلاء جميعاً ندين بأسس المجتمع البشري الحديث، من أعمال البرونز والري إلى العلم والكتابة، ومن الفلسفة والقانون إلى الملاحة والتجارة البحرية. ولا ننسى أن ثلاثاً من عجائب الدنيا السبع -أهرامات الجيزة، وحدائق بابل المعلّقة، ومنارة الإسكندرية- قد شُيّدت فيما يُعرف اليوم بالعالم العربي. في الشرق الأوسط، تلقّى أنبياء اليهودية والمسيحية والإسلام رسائل الله، مضيفين أبعاداً أخلاقية ودينية وفلسفية إلى حضارة بشرية متقدمة نشأت في منطقتنا. وخلال العصر الذهبي للإسلام قبل ألف عام، ابتكر العرب الجبر، ومفهوم الصفر، وسهولة استخدام النظام العشري. وقد اقترح العرب دوران الأرض حول محورها قبل ستة قرون من أن تقترحه نظرية غاليليو. ميادين الطب، والهندسة، والملاحة، وحتى البستنة، لم تكن لتكون ما هي عليه اليوم لولا مساهمة العلماء العرب. ولا يوجد سجل للشعر المقفى قبل العرب، كما أن آلات موسيقية؛ مثل: القيثارة، والكنّارة، والدف، والناي، والمزمار، وآلات النفخ، جميعها تنتمي إلى العالم العربي. بل إن مزمار القِربة لم ينشأ في مرتفعات اسكوتلندا، بل على أيدي رعاة عرب وحيدين. لقد كان انفتاح العرب وتقبلهم أفكار ومعارف اليونان والفرس والهنود والصينيين، هما اللذَيْن أتاحا هذه الثقافة المزدهرة في مجال العلوم والابتكار، والتي قادت فيما بعد عصر النهضة والتنوير الأوروبي. إن النصوص العلمية والفلسفية اليونانية التي نعدّها اليوم من أسس الحضارة الغربية والتي فقدها الأوروبيون منذ زمن طويل؛ لولا أن العرب مشكورين حفظوها ودرسوها. إن التقدم العلمي والثقافي الذي حققه الخلفاء الأمويون والعباسيون -الذين حكموا أعرق مدن العالم- لم يصبح لهم مثيل منذئذ. فقد تميّزوا بالانفتاح والتسامح والثقافة الراقية. ومن المثير للاهتمام، اكتشفت مؤخراً من خلال دراسة حمضي النووي أن لي صلة قرابة بالأمويين، الذين تعود أصولهم إلى جزيرة العرب، وبالتحديد إلى عمر بن الخطاب من عشيرة بني عدي من قريش. والأمويون هم من بسطوا خلافتهم حتى الأندلس؛ إسبانيا الحديثة: درّة التعايش الثقافي والديني التي أهدت العالم ثروة من العلوم والفنون والعمارة والفلسفة والتي ما زلنا معجبين بها حتى يومنا هذا. لم تكن قرطبة فقط مركزاً للعلم والإبداع، بل كانت مدينة يعيش فيها نصف مليون نسمة، بشوارع معبّدة مضاءة، و300 حمّام عام، وفيلات رخامية مجهزة بالتدفئة والتبريد الأرضي، في حين كانت لندن ما تزال قرية من الأكواخ والحفر الطينية. لا تقتصر إنجازات الحضارة العربية على التاريخ القديم فحسب، ففي مقال حديث على موقع «ديبلو»، أشار يوفان كورباليجا، رائد في مجال الدبلوماسية السيبرانية، إلى أن التقدم الأخير في الذكاء الاصطناعي ما كان ليكون ممكناً لولا مفاهيم الخوارزمي عن الخوارزميات، والأساليب التجريبية التي أسّسها «أول عالِم حقيقي في العالم» ابن الهيثم، وتطورات المنطق الاحتمالي والواقع الافتراضي التي قدّمها الفارابي وابن سينا وابن رشد، فضلاً عن القيمة الكبرى التي يوليها الإسلام للعلم والعدالة والخصوصية وكرامة الإنسان. لذا؛ فإن تركيز السعودية اليوم على أن تكون رائدة في الذكاء الاصطناعي ليس مصادفة تاريخية، بل امتداد طبيعي لإرث عظيم. قال المفكر السوري ساطع الحصري، ذات مرة: «العربي هو من يتكلم العربية، ويشعر أنه عربي، ويُسمي نفسه عربياً». وأنا بلا شك أندرج تحت هذا التعريف، ولكنني أشعر أن ارتباطي بالشخصية العربية والتاريخ والهوية أعمق من ذلك بكثير. وآمل أنني نجحت في إيصال ما يجعل من العالم العربي وأهله شيئاً فريداً وعظيم الأهمية لمن حولي. هذه الأهمية تتجلّى اليوم مجدداً في القيادة السعودية الحكيمة، التي تبني مستقبلاً واعداً لشعبها ولمنطقتنا أيضاً، في حين تسعى إلى إحلال السلام والتوصل إلى حلول وسط؛ لحل الصراعات في جميع أنحاء العالم. أنا فخور بأن أُسمي نفسي سعودياً عربياً، وأشكر الله على الحياة التي عشتها محاطاً بعائلتي وأصدقائي الذين أحبهم. أما الفصل القادم، فهو لكم لتكتبوه.


صحيفة سبق
منذ 7 ساعات
- صحيفة سبق
ستون عامًا في حضن الموج.. "العم إبراهيم" يروي حكاية العمر على ظهر البحر
وسط الأمواج، وتحت شمس لا تغيب عن الأفق، يعيش رجل بسيط حكايةً استثنائيةً، قَلَّ نظيرها.. إنه العم إبراهيم، الذي وهب حياته للبحر؛ فعاش فيه أكثر من ستين عامًا، منذ أن كان في الثامنة عشرة من عمره حتى بلغ عامه الثمانين، دون أن يفقد شغفه، أو يتزحزح عن قناعته. ليس البحر بالنسبة له مجرد مصدر رزق، بل رفيق عمر، وساحة صفاء، وصندوق أسرار، لم يفشها لأحد سواه. على قاربه الذي صار له وطنًا ومأوى بنى العم إبراهيم علاقة فريدة مع الموج، علاقة تتجاوز الصيد؛ لتصل إلى حد التماهي. قصة العم إبراهيم الذي عاش أكثر من 60 عام بين أمواج البحر المزيد مع مداوي الأحمري @MUDAWI_al7 #MBCinAweek #MBC1 — في أسبوع MBC (@MBCinaWeek) May 23, 2025 يقول العم إبراهيم لبرنامج "MBC في أسبوع" وهو يسترجع مسيرته الطويلة: "منذ أن كان عمري 18 عامًا وأنا في البحر، واليوم صرت في الثمانين، بس عادي، في البحر ما أكبر، لأني أقول: يا رحمن". وعن ليالي البرد والمطر، وهل يراها مشقة، أم تفاصيل من تفاصيل الحياة التي اعتادها، يقول: "إذا جاء مطر أو برد أدخل داخل القارب وأغلقه، كأني في البيت، وأفضل". وتفيض كلماته رضا وبساطة، ويبدأ نهاره بدعاء بات طقسه اليومي: "يا الله على بابك اليوم وكل يوم.. يا فتَّاح يا كريم". ويصطاد بما تيسر، ويبتسم بما قسم الله، لا يطمع ولا يتأفف، وكأن البحر علمه درسًا بالاكتفاء والطمأنينة. ويختم حديثه وهو يُخرج سمكة من شباكه قائلاً: "الرضا.. الله الله". العم إبراهيم ليس مجرد صياد، بل حكاية حياة، عنوانها الصبر، وأعمدتها القناعة، وزادها الحب. عاش في قلب البحر، ونام في حضنه، وخرج منه رجلاً يفيض حكمة وسلامًا.