
طاهر أبو فاشا.. ما تيسر من سيرة صاحب القيثارة السماوية.. تخرج في دار العلوم وعمل مدرسًا.. تنوعت أشعاره بين العامية والفصحى.. والحزن على زوجته وابنه ينهي مسيرته
طاهر أبو فاشا ، تنوعت أشعاره بين العامية والفصحى، وتميزت العامية منها ببساطتها ودقة تعبيرها، والفصحى بلغة عربية سليمة وسحر خاص في تصوير المواطن الجمالية المختلفة، ومن أشهر دواوينه: القيثارة السماوية، الأشواك، الليالى، دموع لا تجف، راهب الليل، أغانى العشق الإلهى التي غنتها أم كلثوم في فيلم رابعة العدوية أما مؤلفاته فهى: تحقيق مقامات بيرم التونسى، الهز القحوف في شرح قصيدة أبو شادوف، كما كتب فوازير رمضان 'الف يوم ويوم'.
ولد الشاعر طاهر أبو فاشا عام 1908 بمدينة دمياط، حيث تلقى تعليمه الأولي، ونشأ في أسرة متوسطة، كان والده تاجر حبوب، وكان من المفترض أن يكتسب مهنة والده حيث تجري عادات وتقاليد دمياط، ولكن نظرًا لأن تجارة الحبوب راكدة، فقرر والده أن يُعلمه صناعة الأحذية، وبالفعل تمكَّن من تلك الصنعة، ولكنَه تركها لأنه كان الابن الوحيد لأسرته، وهذه الصنعة صعبة، فقررت والدته أن تُبعده عنها نهائيًّا، ثم بعد ذلك التحق بالمعهد الديني الملاصق لدكان والده، فحفظ القرآن كاملا في شهور قليلة مع تجويده، فكان يمكث في مكتبة المعهد طوال الوقت، حيث قرأ كثيرًا من الكتب التراثية، ثم انتقل إلى القاهرة ليلتحق بالأزهر، وهناك التقى بكبار الأدباء، والكُتاب أمثال حافظ إبراهيم ولطفي السيد، ولكنه فُصِل بسبب تظاهره مع الطلبة، لرغبتهم في إقامة حفل تأبين لأحمد شوقي، ولكنه ظل يكتب شكواه لكل المسئولين، حتى إنه كان يُنظِم شعرًا يتحدث عن الظلم الذي تعرَّض له، وبالفعل انتصر لنفسه، وتم إلغاء قرار الفصل، وعاد إلى المعهد.
تفرغ للشعر والادب
بعد ذلك التحق طاهر ابو فاشا بكلية دار العلوم، وبعد أن تخرَّج في الكلية، وكان من الثلاثة الأوائل، تم تعيينه بقرية من قرى أسوان، فلم يستطع العيش فيها لظروفها، فكتب شعرًا يُخاطب به المسئولين بعدم قدرته ومعاناته في ذلك المكان، فاستجابوا له، ونُقل إلى الواحات الخارجة،وعين بمدرسة " عنيبة " التي يقول عن أيامه فيها إنها كانت من أحلى أيامه، ثم نُقِلَ لوزارة المعارف.
طاهر ابو فاشا فى الاذاعة
عينه الوزير إبراهيم دسوقي أباظة سكرتيرًا بوزارة الأوقاف، فلما نقل (الباشا) وزيرًا للمواصلات نقله معه، وجعله وكيلا لمكتب بريد العباسية، فرئيسا للمراجعة العامة، وانتهى به الأمر فى وظيفة بإدارة الشئون العامة للقوات المسلحة، رئيسًا لقسم التأليف والنشر، وبقي فيها حتى أحيل للمعاش، فتفرغ للشعر والإبداع، ووجد طريقه إلى العديد من النوادى والمجالس الأدبية، ومنها ندوة "القاياتي" التى كانت تضم جمهرة من كبار الأدباء، من أمثال حافظ إبراهيم وعبدالعزيز البشري، وكامل كيلاني، وزكى مبارك.
برنامج افراح النيل فى الاذاعة
وتنوعت أشعار طاهر ابو فاشا بين العامية والفصحى، وتميزت العامية منها ببساطتها ودقة تعبيرها، والفصحى بلغة عربية سليمة وسحر خاص في إبلاغ المواطن الجمالية المختلفة، التحق طاهر أبو فاشا بالإذاعة، وكان أول أعماله في الإذاعة برنامج "أفراح النيل" مع الإذاعى كروان الإذاعة محمد فتحي، وقد أحدث ذلك البرنامج ضجة كبيرة في وقتها، وذلك ما شجعه على الاستمرار، وبعد ذلك توالت عليه البرامج الإذاعية إلا أنه لاحظ تأخره في كتابة القصائد والدواوين فألقى باللوم على الإذاعة التي شبهها بالجنية لأنها صرفته أكثر من ربع قرن عن الشعر الذي يُعتبَر عشقه الأول.
كاتب حلقات الف ليلة وليلة طاهر ابو فاشة
بدأ ظهور أول حلقة من البرنامج الإذاعى الرمضانى الشهير" ألف ليلة وليلة " في عام 1941، وكتب طاهر أبو فاشا ما يزيد على 50 عملًا إذاعيًا، إلى جانب ألف ليلة وليلة وفوازير رمضان التليفزيونية التي قدمت بعنوان "ألف ليلة وليلة"أيضا، كما قدم الأوبريت الإذاعى "رابعة العدوية " فى رمضان ايضا، طوال 26 عامًا عاش الناس وعلى مدى 800 حلقة إذاعية مع الشاعر والمؤلف الدرامى طاهر أبو فاشا، ومازال يذكره المستمعون بحلقاته الشهيرة من برنامج "ألف ليلة وليلة "مع صوت الفنانة زوزو نبيل بديباجتها المعروفة (بلغنى أيها الملك السعيد ذو الرأى الرشيد ) التي اعتادت الإذاعة المصرية تقديمها بعد الإفطار على مدى أكثر من ربع قرن، المسلسل يروي لنا بأسلوب مشوق استعراضي ورسوم متحركة قصص ألف ليلة وليلة، حيث في كل حلقة تروي شهر زاد قصة جديدة أو تكملة قصة وبداية قصة جديدة حتى يستمع إليها الملك دائما.
صوت الشباب أول إبداعاته
"قدم المؤلف الاذاعى طاهر أبو فاشا مجموعة من الصور الغنائية، منها "ملاح النيل"، و"أصل الحكاية"، و"الشيخ مجاهد"، كما أعد سلسلة "أعياد الحصاد"، وهى سلسلة درامية غنائية تمثيلية، وكتب عملًا دراميًّا غنائيًّا ضخمًا بعنوان "سميراميس"، كان مقررا أن تمثله أم كلثوم، لكنه توقف لأسباب غير معروفة، كما قدم للإذاعة مسلسل "ألف يوم" فى 600 حلقة، وقدم مجموعة كبيرة من الأغانى منها "نشيد الجيش"، و"نشيد الطيران"، وغنتهما أم كلثوم قبل عمل فيلم بنفس الاسم.
كما قدم طاهر ابو فاشا مجموعة من الدواوين الشعرية منها: "صوت الشباب" أول دواوينه، و"القيثارة السماوية"، و"الأشواك"، و"الليالي"، و"راهب الليل"، وقد ظل عنوان هذا الديوان وصفًا ملازمًا للشاعر، بالاضافة الى كتب أدبية وتاريخية وسياسية، منها "هز القحوف فى شرح قصيدة أبى شادوف"، و"الذين أدركتهم حرفة الأدب"، و"العشق الإلهي"، و"وراء تمثال الحرية"، و"تحقيق مقامات بيرم التونسي".
دموع لا تجف آخر دواوينه
وحصل طاهر ابو فاشا على جائزة الدولة التقديرية فى الاداب عام عن مشواره الادبى، وبعد وفاة زوجته نازلي المهدي عام 1979 عانى حزنًا شديدًا، وحاول التغلب عليه باستكمال إصدار دواوينه حتى كان ديوان "دموع لا تجف" عام 1987، والذي أهداه إلى ورح زوجته، وعبر فيه عن مدى الحزن والألم الذي ظل مسيطرًا عليه بعد فراقها، ومن أشعار رثائها التي كتبها في هذا الديوان قصيدة بعنوان "الكأس"، كما سيطر عليه شديد الألم بعد وفاة ابنه الأكبر فيصل بفترة قصيرة من وفاة زوجته ورثاه في العديد من القصائد ليرحل عن 81 عاما بعد معاناة الحزن فى مايو 1989.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- الدستور
كتب 800 حلقة من ألف ليلة وليلة.. ما لا تعرفه عن طاهر أبو فاشا شاعر الإذاعة الذي سكن وجدان العرب
تمر اليوم الذكرى الـ36 لرحيل الشاعر والإذاعي الكبير طاهر أبو فاشا، والذي رحل في مثل هذا اليوم الموافق 12 مايو 1989، والذي يعد أحد أبرز وجوه الإذاعة المصرية، الذي قدم أعمالًا لا تنسى وساهم في تشكيل الوجدان الثقافي العربي من خلال صوته وكلماته الساحرة التي عاشت وما زالت تعيش في الذاكرة الجمعية لملايين المستمعين.. في التقرير التالي نرصد أبرز أعمال طاهر أبو فاشا إحياءً لذكراه. ألف ليلة وليلة ملحمة الإذاعة الخالدة وُلد طاهر أبو فاشا في عام 1908 بمحافظة دمياط، وبرز اسمه في الأربعينيات والخمسينيات كواحد من أهم كتاب الإذاعة والشعر الغنائي في مصر، امتلك لغة عربية قوية، وصوتًا أدبيًا فريدًا جعله أحد رواد الأدب الإذاعي، خاصة عبر عمله الأشهر الذي ارتبط باسمه لأجيال وهو "ألف ليلة وليلة"، وهو من أشهر وأهم ما قدمته الإذاعة المصرية في تاريخها. بدأ بث هذا العمل في خمسينيات القرن الماضي، وصولاً إلى أوائل سبعينيات القرن الماضي، حيث تعاون مع الفنانة زوزو نبيل، التي أدّت دور "شهرزاد" بصوتها المميز، ليصنعا سويًا حالة من السحر والرومانسية والغموض في كل حلقة. على مدار أكثر من 20 عامًا، كتب أبو فاشا أكثر من 800 حلقة من "ألف ليلة وليلة"، ليحوّل التراث العربي إلى دراما إذاعية ممتعة تجذب الصغار والكبار على حد سواء، بل وتُذاع حتى اليوم في شهر رمضان لتُعيد الحنين لزمن الفن الجميل. طاهر أبو فاشا الشاعر والمسرحي لم يتوقف عطاء طاهر أبو فاشا الإبداعي عند الإذاعة، فقد كتب العديد من الأغاني والمسرحيات والسيناريوهات، وكان من أبرز من كتبوا أغاني لعمالقة الطرب مثل أم كلثوم، ومنها أغنيته الشهيرة "حانة الأقدار" التي غنتها كوكب الشرق بإحساسٍ عالٍ جعلها من روائع الطرب. ومن أبرز دوواينه الشعرية "صورة الشباب " 1932، وكتاب ديوان "القيثارة السارية " 1934، ديوان "راهب الليل" 1937، وديوان ا"الليالي " 1987". وقد طُبِعَت الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر طاهر أبو فاشا بتكليف من الأمير عبد الله الفيصل، للأديب السعودي عبد الحميد مشخص الذي ضمَّ كل هذه الدواوين، إضافة إلى مجموعة من القصائد المتفرقة للشاعر والكاتب طاهر أبو فاشا. كتب طاهر أبو فاشا العديد من الكتب في مجالات مثل التاريخ والفلكور وسير اعلام العرب منها: "الذين أدركتهم حرفة الأدب"، "تحقيق مقامات بيرم التونسي "، " وراء تمثال الحرية " وغيرها. رغم مرور سنوات على رحيله في عام 1989، إلا أن طاهر أبو فاشا لا يزال حيًّا بيننا بما تركه من إرث أدبي وإذاعي نادر. ويكفي أن نسمع "شهرزاد" وهي تهمس بجملته الشهيرة: "بلغني أيها الملك السعيد..."


الجمهورية
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- الجمهورية
النّادى الثّقافىّ بدِمياط يُنظّم ورشتىّ عَمَل عَن كِتابة الرّواية والمقال
حيث قامت بتنظيم " ورشتىّ عمل عن كيفيّة كتابة فنّ الرّوايةِ ، والمقال " . بحُضور ، وتدريب .. المستشار ، والأديب / أحمد خميس غلوش _ رئيس لَجنة الثّقافة والفُنون بمؤسّسة القَادة . الّذى ألقَى مُحاضرةََ عن فنّ الرّواية ونشأتها ، وتطوّرها ، وأبرز أعمدتها مِن الأدباء ، وعناصرها الرّئيسة مِن : " فكرةٍ ، وشخصيّات وأحداثٍ ، وزمانٍ ومكانٍ ، وبناء اللّغَةِ السّرديّة ، وأسلوب الرّاوى الشّخصىّ والمُتعدّد ، والحَبْكة المُشوّقة ، والتّصاعد ، وغيرها ، والمقارنة بينها وبين القِصّة " . كمَا تناول " غلوش " : بعضََا مِن أنواعها مثل الرّواية التّاريخيّة ، والبوليسيّة ، والاجتماعيّة ، والفانتازيا والفلسفيّة ، ونحو ذلك ، ودلّل على نماذج دمياطيّة من الأدباء والكتّاب مثل طاهر ابو فاشا ــ يسرى الجندى ــ سمير الفيل ــ بشير الديك ــ فكرى داود ــ عمرو سمير عاطف ، وغيرهم . ـ و تمّ خلق جوّ إبداعىّ من المشاركة ، والتّفاعل مع المُحاضر ، والمشاركين من المواهب الأدبيّة . ثمّ تطرّق ــ بعد ذلك .. " المُدرّب " وناقش كيفيّة كتابة المقال وماهيّته ، والفرق بينه وبين الخاطرة ، وذِكْرِ أنواعِه ، وأمثلةٍ لِبعض كُتَّابِه .. مع تعظيم دور اللّغة العربيّة الهام فى الصّياغة ، وكذا توضيحٍ لخصائص المقال مِن " عُنوانٍ ، ومُقدّمةٍ ، وأفكارٍ ، وعرضٍ ، ولُغةٍ ، وأسلوبٍ ، وخاتمة " . وأعقبه .. إعطاء مثالٍ تطبيقىٍّ عملىٍّ ، مِن المشاركين فى الورشة ؛ لتأكيدِ مهارات الكتابة . منسق النادى / سمر ابو عبدالله ، مشرفة النادى / ميادة زيان ، و إشراف مدير الإدارة / إيمان الحصرى . تحت رعاية د/ أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة ، ود. أيمن الشهابى / محافظ دمياط ، وعناية د. محمد فوزي / مدير عام مديرية الشباب والرياضة بدمياط . Previous Next تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز


فيتو
٢٦-٠٣-٢٠٢٥
- فيتو
طاهر أبو فاشا.. ما تيسر من سيرة صاحب القيثارة السماوية.. تخرج في دار العلوم وعمل مدرسًا.. تنوعت أشعاره بين العامية والفصحى.. والحزن على زوجته وابنه ينهي مسيرته
طاهر أبو فاشا ، تنوعت أشعاره بين العامية والفصحى، وتميزت العامية منها ببساطتها ودقة تعبيرها، والفصحى بلغة عربية سليمة وسحر خاص في تصوير المواطن الجمالية المختلفة، ومن أشهر دواوينه: القيثارة السماوية، الأشواك، الليالى، دموع لا تجف، راهب الليل، أغانى العشق الإلهى التي غنتها أم كلثوم في فيلم رابعة العدوية أما مؤلفاته فهى: تحقيق مقامات بيرم التونسى، الهز القحوف في شرح قصيدة أبو شادوف، كما كتب فوازير رمضان 'الف يوم ويوم'. ولد الشاعر طاهر أبو فاشا عام 1908 بمدينة دمياط، حيث تلقى تعليمه الأولي، ونشأ في أسرة متوسطة، كان والده تاجر حبوب، وكان من المفترض أن يكتسب مهنة والده حيث تجري عادات وتقاليد دمياط، ولكن نظرًا لأن تجارة الحبوب راكدة، فقرر والده أن يُعلمه صناعة الأحذية، وبالفعل تمكَّن من تلك الصنعة، ولكنَه تركها لأنه كان الابن الوحيد لأسرته، وهذه الصنعة صعبة، فقررت والدته أن تُبعده عنها نهائيًّا، ثم بعد ذلك التحق بالمعهد الديني الملاصق لدكان والده، فحفظ القرآن كاملا في شهور قليلة مع تجويده، فكان يمكث في مكتبة المعهد طوال الوقت، حيث قرأ كثيرًا من الكتب التراثية، ثم انتقل إلى القاهرة ليلتحق بالأزهر، وهناك التقى بكبار الأدباء، والكُتاب أمثال حافظ إبراهيم ولطفي السيد، ولكنه فُصِل بسبب تظاهره مع الطلبة، لرغبتهم في إقامة حفل تأبين لأحمد شوقي، ولكنه ظل يكتب شكواه لكل المسئولين، حتى إنه كان يُنظِم شعرًا يتحدث عن الظلم الذي تعرَّض له، وبالفعل انتصر لنفسه، وتم إلغاء قرار الفصل، وعاد إلى المعهد. تفرغ للشعر والادب بعد ذلك التحق طاهر ابو فاشا بكلية دار العلوم، وبعد أن تخرَّج في الكلية، وكان من الثلاثة الأوائل، تم تعيينه بقرية من قرى أسوان، فلم يستطع العيش فيها لظروفها، فكتب شعرًا يُخاطب به المسئولين بعدم قدرته ومعاناته في ذلك المكان، فاستجابوا له، ونُقل إلى الواحات الخارجة،وعين بمدرسة " عنيبة " التي يقول عن أيامه فيها إنها كانت من أحلى أيامه، ثم نُقِلَ لوزارة المعارف. طاهر ابو فاشا فى الاذاعة عينه الوزير إبراهيم دسوقي أباظة سكرتيرًا بوزارة الأوقاف، فلما نقل (الباشا) وزيرًا للمواصلات نقله معه، وجعله وكيلا لمكتب بريد العباسية، فرئيسا للمراجعة العامة، وانتهى به الأمر فى وظيفة بإدارة الشئون العامة للقوات المسلحة، رئيسًا لقسم التأليف والنشر، وبقي فيها حتى أحيل للمعاش، فتفرغ للشعر والإبداع، ووجد طريقه إلى العديد من النوادى والمجالس الأدبية، ومنها ندوة "القاياتي" التى كانت تضم جمهرة من كبار الأدباء، من أمثال حافظ إبراهيم وعبدالعزيز البشري، وكامل كيلاني، وزكى مبارك. برنامج افراح النيل فى الاذاعة وتنوعت أشعار طاهر ابو فاشا بين العامية والفصحى، وتميزت العامية منها ببساطتها ودقة تعبيرها، والفصحى بلغة عربية سليمة وسحر خاص في إبلاغ المواطن الجمالية المختلفة، التحق طاهر أبو فاشا بالإذاعة، وكان أول أعماله في الإذاعة برنامج "أفراح النيل" مع الإذاعى كروان الإذاعة محمد فتحي، وقد أحدث ذلك البرنامج ضجة كبيرة في وقتها، وذلك ما شجعه على الاستمرار، وبعد ذلك توالت عليه البرامج الإذاعية إلا أنه لاحظ تأخره في كتابة القصائد والدواوين فألقى باللوم على الإذاعة التي شبهها بالجنية لأنها صرفته أكثر من ربع قرن عن الشعر الذي يُعتبَر عشقه الأول. كاتب حلقات الف ليلة وليلة طاهر ابو فاشة بدأ ظهور أول حلقة من البرنامج الإذاعى الرمضانى الشهير" ألف ليلة وليلة " في عام 1941، وكتب طاهر أبو فاشا ما يزيد على 50 عملًا إذاعيًا، إلى جانب ألف ليلة وليلة وفوازير رمضان التليفزيونية التي قدمت بعنوان "ألف ليلة وليلة"أيضا، كما قدم الأوبريت الإذاعى "رابعة العدوية " فى رمضان ايضا، طوال 26 عامًا عاش الناس وعلى مدى 800 حلقة إذاعية مع الشاعر والمؤلف الدرامى طاهر أبو فاشا، ومازال يذكره المستمعون بحلقاته الشهيرة من برنامج "ألف ليلة وليلة "مع صوت الفنانة زوزو نبيل بديباجتها المعروفة (بلغنى أيها الملك السعيد ذو الرأى الرشيد ) التي اعتادت الإذاعة المصرية تقديمها بعد الإفطار على مدى أكثر من ربع قرن، المسلسل يروي لنا بأسلوب مشوق استعراضي ورسوم متحركة قصص ألف ليلة وليلة، حيث في كل حلقة تروي شهر زاد قصة جديدة أو تكملة قصة وبداية قصة جديدة حتى يستمع إليها الملك دائما. صوت الشباب أول إبداعاته "قدم المؤلف الاذاعى طاهر أبو فاشا مجموعة من الصور الغنائية، منها "ملاح النيل"، و"أصل الحكاية"، و"الشيخ مجاهد"، كما أعد سلسلة "أعياد الحصاد"، وهى سلسلة درامية غنائية تمثيلية، وكتب عملًا دراميًّا غنائيًّا ضخمًا بعنوان "سميراميس"، كان مقررا أن تمثله أم كلثوم، لكنه توقف لأسباب غير معروفة، كما قدم للإذاعة مسلسل "ألف يوم" فى 600 حلقة، وقدم مجموعة كبيرة من الأغانى منها "نشيد الجيش"، و"نشيد الطيران"، وغنتهما أم كلثوم قبل عمل فيلم بنفس الاسم. كما قدم طاهر ابو فاشا مجموعة من الدواوين الشعرية منها: "صوت الشباب" أول دواوينه، و"القيثارة السماوية"، و"الأشواك"، و"الليالي"، و"راهب الليل"، وقد ظل عنوان هذا الديوان وصفًا ملازمًا للشاعر، بالاضافة الى كتب أدبية وتاريخية وسياسية، منها "هز القحوف فى شرح قصيدة أبى شادوف"، و"الذين أدركتهم حرفة الأدب"، و"العشق الإلهي"، و"وراء تمثال الحرية"، و"تحقيق مقامات بيرم التونسي". دموع لا تجف آخر دواوينه وحصل طاهر ابو فاشا على جائزة الدولة التقديرية فى الاداب عام عن مشواره الادبى، وبعد وفاة زوجته نازلي المهدي عام 1979 عانى حزنًا شديدًا، وحاول التغلب عليه باستكمال إصدار دواوينه حتى كان ديوان "دموع لا تجف" عام 1987، والذي أهداه إلى ورح زوجته، وعبر فيه عن مدى الحزن والألم الذي ظل مسيطرًا عليه بعد فراقها، ومن أشعار رثائها التي كتبها في هذا الديوان قصيدة بعنوان "الكأس"، كما سيطر عليه شديد الألم بعد وفاة ابنه الأكبر فيصل بفترة قصيرة من وفاة زوجته ورثاه في العديد من القصائد ليرحل عن 81 عاما بعد معاناة الحزن فى مايو 1989. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.