logo
مسارإسرائيل.. انهيار الحصانة وخسارة الرأي العام العالمي

مسارإسرائيل.. انهيار الحصانة وخسارة الرأي العام العالمي

الرياضمنذ 2 أيام

في قلب الدخان المتصاعد من أنقاض غزة اليوم وكل يوم، تتشكّل حقيقة استراتيجية لم تعد قابلة للإنكار مفادها أن إسرائيل، التي طالما اعتمدت على تفوقها العسكري وحصانتها الغربيّة، تخسر اليوم معركة أكثر حسمًا من أي مواجهة عسكرية - معركة الشرعية العالمية. نعم، هناك تحول جذري في المشهد الدولي يبدو أن قادة الاحتلال لا يدركون أهم أبعاده بتعاميهم الأحمق عن قراءة المتغيرات العالمية.
يقول الواقع -ولعقود طويلة-، إنّ المظلة الغربية شكّلت درعًا واقيًا لإسرائيل من أي محاسبة دولية، لكن هذه المظلة بدأت تتآكل بشكل غير مسبوق. وها هي الدول التي كانت تقدّم صكّا مفتوحًا لدعم إسرائيل تتخذ اليوم مواقف لم تكن متخيّلة حتى قبل أشهر قليلة. لقد انتقل حلفاء إسرائيل اليوم من الانتقادات اللفظية إلى إجراءات ملموسة، على سبيل المثال نرى معالم سخط أميركي، وبريطانيا وفرنسا وكندا تشرع في تعليق صفقات الأسلحة، وفرض عقوبات على قادة المستوطنين، والتلويح بمراجعة اتفاقيات الشراكة الاقتصادية. وحتى إسبانيا، في خطوة تاريخية، وصفت إسرائيل بـ"دولة الإبادة"، وهو وصف كان يعتبر محرمًا في القاموس الدبلوماسي الغربي.
هذا التحوّل ليس مجرد مناورات سياسية مؤقتة، بل يعكس إدراكًا عالميًا متناميًا أن الاستمرار في دعم إسرائيل بات عبئًا أخلاقيًا وسياسيًا ثقيلًا. ويتّسق هذا في عالم يتّجه نحو التعددية القطبية، مع صعود قوى عالمية جديدة تتبنى خطابًا مغايرًا وتدعم القضية الفلسطينية بشكل صريح.
على المستوى الشعبي، يشهد العالم تحولًا دراماتيكيًا في النظرة للحق الفلسطيني. كان يصوّر الوضع على مدى العقود كنزاع فلسطيني إسرائيلي معقد، واليوم أصبح "الشال الفلسطيني" رمزًا عالميًا للنضال ضد الظلم والاحتلال. وحتى أعرق الجامعات الأميركية، من كولومبيا إلى هارفارد، تحولت إلى ساحات احتجاج ضد السياسات الإسرائيلية. وفي أوروبا، تخرج تظاهرات حاشدة في عواصم كانت تعدّ تقليديًا معاقل للدعم الإسرائيلي، ويشارك فيها يهود مناهضون لجرائم الصهيونية ومعهم نشطاء من كل عرق ودين.
هذه الاحتجاجات العالميّة التي تتعاطف إنسانيًا مع ضحايا الحرب الوحشيّة الإسرائيلية، تمثّل أيضا رفض الضمير الإنساني لمنظومة دولية تسمح بازدواجية المعايير وتغض الطرف عن انتهاكات حقوق الشعوب. وما آلاف الصور المروّعة من غزة، التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلّا كسر نهائي لاحتكار إسرائيل للرواية الإعلامية، وهي تعرّي الوجه القبيح لواحة للديمقراطية في الشرق الأوسط كما تروّج عن نفسها.
وتأسيسًا على ذلك فإنّ الشرعية السياسية الهشّة التي بنتها إسرائيل على مدى عقود تتآكل اليوم بوتيرة متسارعة. فلم تعد جرائم الحرب الموثقة -قصف المستشفيات، تجويع المدنيين، تهجير السكان- قابلة للتبرير حتى في الخطاب الغربي التقليدي. والأخطر من ذلك، أن حكومة الاحتلال تكابر ولا تستجيب لأي رؤية سياسية مطروحة للحل، مما يعزّز الانطباع بأنها تسعى لإطالة أمد الصراع لخدمة أجندات أيدلوجية، وتكتيكية مثل إنقاذ حكومة نتنياهو من الانهيار وربما لمحاولة تعزيز التماسك الهشّ للمجتمع الإسرائيلي. والحقيقة أن هذا الفشل في التكيّف مع المتغيرات الدولية، والإصرار على سياسات الإبادة والقمع، يمثل جوهر "الغباء الاستراتيجي" لحكومة الاحتلال في مواجهة ما وصفه بعض مسؤوليها بـ"تسونامي الغضب العالمي".
الخلاصة؛ إن حكومة الاحتلال تقف اليوم عند مفرق طرق تاريخي وعليها أن تختار ما بين إعادة تقييم سياساتها القائمة على القوة العمياء وتبني حلول عادلة، أو مواصلة السير في ارتكاب الأخطاء، والإصرار عليها لتكتب بيدها الفصل الأخير من فصول أفولها التاريخي.
يقول التاريخ: إن الخصم الأحمق غالبًا ما يسير إلى حتفهِ وهو يرقص طربًا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«أمن الحج»: ضبط مواطن لنقله 15 وافداً من مخالفي أنظمة الحج
«أمن الحج»: ضبط مواطن لنقله 15 وافداً من مخالفي أنظمة الحج

عكاظ

timeمنذ 30 دقائق

  • عكاظ

«أمن الحج»: ضبط مواطن لنقله 15 وافداً من مخالفي أنظمة الحج

تابعوا عكاظ على ‏ضبطت قوات أمن الحج مواطنا؛ لنقله 15 وافدا من حاملي التأشيرات، مخالفين لأنظمة وتعليمات الحج، ومحاولته الدخول بهم إلى مدينة مكة المكرمة لأداء مناسك الحج، وأحيلوا إلى الجهة المختصة لتطبيق العقوبات المقررة بحقهم. أخبار ذات صلة /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;}

لقاءات سورية ـ إسرائيلية لمناقشة الملفات الأمنية والسلام
لقاءات سورية ـ إسرائيلية لمناقشة الملفات الأمنية والسلام

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

لقاءات سورية ـ إسرائيلية لمناقشة الملفات الأمنية والسلام

تابعوا عكاظ على كشفت وسائل إعلام غربية اليوم (الثلاثاء) عن لقاءات واتصالات تجرى بين إسرائيل وسورية لاحتواء التوتر والحيلولة دون وقوع صراعات في المنطقة، مؤكدة أن اللقاءات كانت وجهاً لوجه. وأوضحت المصادر أن المفاوضات التي قادها من الجانب السوري أحمد الدالاتي ركزت على الملفات الأمنية والسلام وليس التطبيع، مشيرة إلى أن جولات من الاجتماعات المباشرة عُقدت في المنطقة الحدودية، وداخل أراضٍ تحتلها إسرائيل. وأشارت إلى إن الدالاتي الذي عين محافظاً لمحافظة القنيطرة المتاخمة لمرتفعات الجولان المحتل بعد سقوط الرئيس السابق بشار الأسد والمشرف على الملف الأمني في محافظة السويداء الجنوبية التي تقطنها الأقلية الدرزية يقود المفاوضات وهناك تقدم ملحوظ. وكان مسؤول إسرائيلي قد قال في تصريحات صحفية إن ممثلين إسرائيليين وممثلين عن سورية عقدوا لقاءات برعاية تركية، مشيراً إلى إن اللقاءات كانت إيجابية. وذكرت المصادر أن دمشق قدمت لفتات حسن نية تجاه إسرائيل، وهو ما دفع بإسرائيل لمقابلتها بالمثل. أخبار ذات صلة وشنت إسرائيل عدداً من الغارات بعد سقوط نظام الأسد على مواقع عسكرية جوية وبحرية وبرية تابعة للجيش السوري، وتوغلت في المنطقة العازلة توسعت في مرتفعات الجولان المحتل وجبل الشيخ، ومناطق أخرى في الجنوب السوري لكن هذه الغارات تراجعت أخيراً. يذكر أن أحمد الدالاتي ولد في سبتمبر1985 في بلدة كفير الزيت، بوادي بردى، في ريف دمشق وحصل على شهادة في هندسة المعلوماتية من المعهد التقني للحاسوب وأحد مطوري التقنية الميدانية في المجال العسكري. وكان الدالاتي من أوائل المنخرطين في الحراك الشعبي ضد النظام ونشط بتنظيم المظاهرات السلمية، قبل أن يتحول لاحقاً إلى العمل العسكري والانضمام إلى حركة أحرار الشام في عام 2015، وأحد قادة الجيش. وعيّن الدالاتي نائباً لمحافظ ريف دمشق ومحافظاً للقنيطرة في مارس 2025، كما عين أخيراً قائداً للأمن الداخلي في محافظة السويداء وهو من أطلق مساعي التواصل مع القيادات الدرزية من أجل تهدئة التوترات، كما تسلم مهمة التواصل مع الجانب الإسرائيلي، وشكل نقطة الوصل بين دمشق وتل أبيب. /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} أحمد الدالاتي

القوات الإسرائيلية تداهم محال صرافة في أنحاء الضفة الغربية المحتلة
القوات الإسرائيلية تداهم محال صرافة في أنحاء الضفة الغربية المحتلة

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

القوات الإسرائيلية تداهم محال صرافة في أنحاء الضفة الغربية المحتلة

اقتحمت القوات الإسرائيلية، الثلاثاء، عدداً من محال الصرافة في مدن مختلفة من الضفة الغربية المحتلة، بينها رام الله ونابلس، متهمة الشركة المالكة لها بـ«علاقتها بمنظمات إرهابية»، بحسب إشعار إغلاق صادر عن الجيش. ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، جاء في منشور علّق على مدخل فرع الشركة بمدينة رام الله: «قوات الأمن الإسرائيلية تتخذ إجراءات ضد شركة (الخليج للصرافة) بسبب علاقتها بالمنظمات الإرهابية». وأفاد مراسل «وكالة الصحافة الفرنسية»، الذي يوجد في المكان، بوجود عدد من مركبات الجيش عند مدخل المحل، فيما خرج الجنود حاملين أغراضاً مغطاة بقطعة قماش. كذلك قامت مركبتان عسكريتان بمرافقة أحد موظفي المتجر في أثناء اقتياده خارج المحل. وفي مدينة نابلس، داهمت قوات الاحتلال محل صرافة آخر تابعاً لشركة «الخليج»، إضافة إلى محل لبيع الذهب، بحسب ما أفاد مراسل آخر لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وشوهد عدد من سكان نابلس يشتبكون مع قوات الاحتلال في أثناء عملية الاقتحام، حيث قاموا بإلقاء أغراض باتجاه الجنود. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن شاباً قُتل وأصيب ثمانية آخرون بالرصاص الحي خلال اقتحام إسرائيلي لمدينة نابلس. من جهتها، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إنها عالجت 20 حالة اختناق بالغاز المسيل للدموع، وثلاثة مصابين بالرصاص المطاط. ودانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هذه الاقتحامات التي طالت محال الصرافة، ووصفتها بأنها «اعتداءات» على مؤسسات اقتصادية. وقالت الحركة، في بيان: «هذه الاعتداءات، التي ترافقت مع نهب لأموال طائلة ومصادرة لممتلكات، تُعد امتداداً لسياسات القرصنة التي تنتهجها حكومة الاحتلال»، مؤكدة أن الشركات المستهدفة «تعمل ضمن إطار القانون». ولم يصدر أي تعليق من السلطة الفلسطينية أو الجيش الإسرائيلي رداً على تواصل «الصحافة الفرنسية» بهما.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store