logo
القصيمي وجرأة التنوير.. فروسية فكر بلا سرج ولا لجام

القصيمي وجرأة التنوير.. فروسية فكر بلا سرج ولا لجام

الوطن١٠-٠٥-٢٠٢٥

تنتهي من قراءة إيمانويل كانط في إجابته على سؤال: «ما التنوير-ما هي الأنوار؟»، إلى أنه «خروج الإنسان من حالة القصور التي فرضها على نفسه بسبب نقص في التصميم والحزم والشجاعة على استعمال عقله دون الرجوع إلى الغير.. تجرأ على استعمال عقلك أنت»، لكن لولا قراءتي لعبدالله القصيمي لما أدركت عمق ما قصده كانط، إذ كان القصيمي الوحيد الذي ركب حصان الفكر بلا سرج ولا لجام، وانطلق فارسًا مغوارًا لا يلوي على شيء سوى تحطيم «أوهام دونكيشوت العربي» بمطرقة القلم، لعل «دونكيشوت العربي» يتجرأ على استخدام عقله، ويفيق من معارك «طواحين الهواء».
القصيمي بتجرده الفكري، تجاوز كانط في الإجابة على سؤال التنوير بكل شجاعة، ففي مقاله بمجلة الآداب عام 1955م، العدد 7 بعنوان: «اقتباسات من انجيلٍ لم تعرفه المجامع»، يقول: «الشعوب أربعة: شعب يبتكر الحضارة، وشعب يقلدها، وشعب ينفعل بها، وشعب لا يبتكرها ولا يقلدها ولا ينفعل بها.. فمن أي الأربعة نحن؟».
بقدر جرئتنا على استعادة القصيمي بقدر تصميمنا وشجاعتنا على «التفكير الحر»، إننا نتمرن على فروسية الفكر بقدر ما نقرأ عبدالله القصيمي، إن كتبه ليست طريقًا إلى خلاص معين، بل هي كشف وتعرية وتحطيم لأوهام «دون كيشوت العربي»، وبعد نصف قرن لا تزال كتاباته تمنح قارئها الجرأة لفهم رسالة كانط كما ينبغي.
عبدالله القصيمي عندما يكتب يضيق بقرائته كل أجيال «ثقافة الإجابة» بلا استثناء، لكن أبناء «ثقافة السؤال» القادمين من المستقبل في القرون القادمة، سيرون فيه رائدًا من رواد التنوير العربي، حتى عندما قال عنه أدونيس: إن القصيمي يقول كل شيء ولا يقول شيء، ربما كان يستكثر على من يركب حصان الفكر بلا سرج ولا لجام، أن يمارس قفز الحواجز هازئًا وساخرًا، مثله مثل رموز التنوير الأوروبي.. فهل كان فولتير سوى هذا، هل لو كتب القصيمي بلغة يظهر عليها السرج الأكاديمي واللجام المدرسي، مثل «الثابت والمتحول» سيصادره أدونيس إلى هذه الدرجة، ويصفه بأنه «لا يقول شيء»؟!.
إني أستمع لأدونيس الآن، وقد تجاوز التسعين، فلا أراه سوى صدى ضعيف متهالك لما كان قبل ستين عامًا يقوله القصيمي صراخًا وعويلاً وهتافًا ونداءً وزجرًا وضجيجًا في سبيل «الجراءة على استخدام العقل» فما قاله كانط في رسالته بأدب التلميذ لأساتذته، فعله القصيمي ثورةً وانقلابًا على المدرسة والمناهج، إنه مزيج من سخرية فولتير ومطرقة نيتشة.
سأترك مهمة الدفاع عن القصيمي للقصيمي نفسه وأقتبس من مقاله الطويل الذي أهداه إلى أصدقائه الثائرين عليه بعنوان «دفاعًا عن العرب والإسلام» بمجلة الآداب 1955، العدد 10 إذ يقول: «... لو وجدنا من يتهم -العرب والدين- بمقاومة المفكرين والأحرار في أي عهد من العهود لحسبناه عدوًا للعروبة وللدين، يريد أن ينال منهما بهذه التهمة الكاذبة الفظيعة، ونحن دائمًا كلما أردنا أن نعدد محاسن الإسلام والعرب نذكر في أول ما نذكر صداقتهما للحريات والأفكار والترحيب بهما، مهما كانت جنسياتهما وأوطانهما.. وهذا لأن الناس جميعًا مقتنعون بأن الحرية والتفكير زادان إنسانيان لا يمكن الاستغناء عنهما لأنهما هما المادة الأولى التي صنعت منها جميع حضارات الإنسان، ولكننا بعد هذا نرجع ونتهم الطبيعة العربية والدين بما نحاول تبرئتهما منه.. إذا كتب كاتب مبديًا آراءً في الدين أو في الثقافة العربية، وكانت هذه الآراء تخالف ما أطعمناه في الصغر، نهب غاضبين ونصر على اتهام ذلك الكاتب بالكفر وبالتآمر، ثم نمضي في حملتنا الصاخبة العنيدة حتى نخمد ذلك الصوت الغريب أو نجهز على صاحبه بعد أن نغمس أشلاءه في دماء الجريمة، ونلوث ثيابه بالأوحال، ونكتب على قبره وثيقة الاتهام».
نحن العرب والمسلمين لسنا محتاجين إلى مزيد من الرضا عن النفس والإعجاب بالتاريخ والآباء، إذ نحن -والحمد لله- متفوقون في هذا تفوقًا حاسمًا، ولكننا محتاجون إلى أن نحول بعض هذا الغرور وهذا الرضا إلى عمليات صعبة، إلى حوافز تجعل منا فاعلين لا متحدثين فقط عن مجد التاريخ ومجد الأسلاف، فأسلافنا يرضيهم أن نتفوق عليهم أكثر مما يرضيهم أن نفاخر بهم.. إن أفضل دفاع عن العرب والإسلام هو أن نكون أحرارًا وشجعانًا وفضلاء ونافعين للحياة.. وليس من الدفاع ولا من الصلاح أن نخشى الحرية، وأن نلعن الأحرار ونتشدد في قبض أيدينا على رياح الماضي أو ترابه!! وأن إضافة أي جديد إلى حياة العرب والإسلام، من القوة أو العلم، لأفضل وأقوى في الانتصار لهما والدفاع عنهما من جميع الدموع واللعنات التي نفرزها سخطًا على المخالفين أو بكاء على الدين!.
أخيرًا.. يحكي هاشم السبتي في مجلة البيان الكويتية العدد 307: أن الراحل جمال عبدالناصر نقلاً عن وزير داخليته شعراوي جمعة قال للقصيمي: «إن ما تكتبه لا يصلح للعالم العربي الآن، بل بعد خمسين عامًا»، وأقول: حتى في نبوءة الفكر والثقافة خسرت يا عبدالناصر ولم تحزر.. ولا بعد قرن يا جَمَال.. ولا بعد قرن.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أنا منغمس في عروبتي
أنا منغمس في عروبتي

الشرق الأوسط

timeمنذ 42 دقائق

  • الشرق الأوسط

أنا منغمس في عروبتي

من أعظم متع الشيخوخة أن يروي الإنسان قصة حياته، وأن يشارك أحبّاءه إحساسه بالانتماء والمعنى. لقد كنت محظوظاً بأن غُمرتُ بحب عائلة حانية، وبصداقات غالية لا تُعدّ، وبوطنٍ ربّاني أوصلني لما أنا عليه اليوم. دخلتُ الحياة بصرخة عالية، وأرجو أن أغادرها على أنغام الموسيقى، كما تُختَتم المسرحيات بالموسيقى الهادئة. وبين البداية والنهاية، عشت حياةً جميلة، أشكر الله عليها، كما أشكر كل من أحاطني بمحبته. سأدع الحكم للآخرين؛ لكنني أرجو أنني قد أحسنتُ استثمار وقتي، وأنني فعلت من الخير أكثر مما وقعتُ في الشر. وأكثر ما أعتز به هو أنني وُلدت عربياً؛ إذ أشعر بفخر عظيم لانتمائي إلى هذا التاريخ العريق والإرث المذهل. حين نروي تاريخ الحضارة الإنسانية، غالباً ما نبدأ من الشرق الأوسط، من أوائل المستوطنات البشرية الكبرى، من السومريين والأكاديين، إلى البابليين والآشوريين، والمصريين القدماء، والأنباط، والفينيقيين. لهؤلاء جميعاً ندين بأسس المجتمع البشري الحديث، من أعمال البرونز والري إلى العلم والكتابة، ومن الفلسفة والقانون إلى الملاحة والتجارة البحرية. ولا ننسى أن ثلاثاً من عجائب الدنيا السبع -أهرامات الجيزة، وحدائق بابل المعلّقة، ومنارة الإسكندرية- قد شُيّدت فيما يُعرف اليوم بالعالم العربي. في الشرق الأوسط، تلقّى أنبياء اليهودية والمسيحية والإسلام رسائل الله، مضيفين أبعاداً أخلاقية ودينية وفلسفية إلى حضارة بشرية متقدمة نشأت في منطقتنا. وخلال العصر الذهبي للإسلام قبل ألف عام، ابتكر العرب الجبر، ومفهوم الصفر، وسهولة استخدام النظام العشري. وقد اقترح العرب دوران الأرض حول محورها قبل ستة قرون من أن تقترحه نظرية غاليليو. ميادين الطب، والهندسة، والملاحة، وحتى البستنة، لم تكن لتكون ما هي عليه اليوم لولا مساهمة العلماء العرب. ولا يوجد سجل للشعر المقفى قبل العرب، كما أن آلات موسيقية؛ مثل: القيثارة، والكنّارة، والدف، والناي، والمزمار، وآلات النفخ، جميعها تنتمي إلى العالم العربي. بل إن مزمار القِربة لم ينشأ في مرتفعات اسكوتلندا، بل على أيدي رعاة عرب وحيدين. لقد كان انفتاح العرب وتقبلهم أفكار ومعارف اليونان والفرس والهنود والصينيين، هما اللذَيْن أتاحا هذه الثقافة المزدهرة في مجال العلوم والابتكار، والتي قادت فيما بعد عصر النهضة والتنوير الأوروبي. إن النصوص العلمية والفلسفية اليونانية التي نعدّها اليوم من أسس الحضارة الغربية والتي فقدها الأوروبيون منذ زمن طويل؛ لولا أن العرب مشكورين حفظوها ودرسوها. إن التقدم العلمي والثقافي الذي حققه الخلفاء الأمويون والعباسيون -الذين حكموا أعرق مدن العالم- لم يصبح لهم مثيل منذئذ. فقد تميّزوا بالانفتاح والتسامح والثقافة الراقية. ومن المثير للاهتمام، اكتشفت مؤخراً من خلال دراسة حمضي النووي أن لي صلة قرابة بالأمويين، الذين تعود أصولهم إلى جزيرة العرب، وبالتحديد إلى عمر بن الخطاب من عشيرة بني عدي من قريش. والأمويون هم من بسطوا خلافتهم حتى الأندلس؛ إسبانيا الحديثة: درّة التعايش الثقافي والديني التي أهدت العالم ثروة من العلوم والفنون والعمارة والفلسفة والتي ما زلنا معجبين بها حتى يومنا هذا. لم تكن قرطبة فقط مركزاً للعلم والإبداع، بل كانت مدينة يعيش فيها نصف مليون نسمة، بشوارع معبّدة مضاءة، و300 حمّام عام، وفيلات رخامية مجهزة بالتدفئة والتبريد الأرضي، في حين كانت لندن ما تزال قرية من الأكواخ والحفر الطينية. لا تقتصر إنجازات الحضارة العربية على التاريخ القديم فحسب، ففي مقال حديث على موقع «ديبلو»، أشار يوفان كورباليجا، رائد في مجال الدبلوماسية السيبرانية، إلى أن التقدم الأخير في الذكاء الاصطناعي ما كان ليكون ممكناً لولا مفاهيم الخوارزمي عن الخوارزميات، والأساليب التجريبية التي أسّسها «أول عالِم حقيقي في العالم» ابن الهيثم، وتطورات المنطق الاحتمالي والواقع الافتراضي التي قدّمها الفارابي وابن سينا وابن رشد، فضلاً عن القيمة الكبرى التي يوليها الإسلام للعلم والعدالة والخصوصية وكرامة الإنسان. لذا؛ فإن تركيز السعودية اليوم على أن تكون رائدة في الذكاء الاصطناعي ليس مصادفة تاريخية، بل امتداد طبيعي لإرث عظيم. قال المفكر السوري ساطع الحصري، ذات مرة: «العربي هو من يتكلم العربية، ويشعر أنه عربي، ويُسمي نفسه عربياً». وأنا بلا شك أندرج تحت هذا التعريف، ولكنني أشعر أن ارتباطي بالشخصية العربية والتاريخ والهوية أعمق من ذلك بكثير. وآمل أنني نجحت في إيصال ما يجعل من العالم العربي وأهله شيئاً فريداً وعظيم الأهمية لمن حولي. هذه الأهمية تتجلّى اليوم مجدداً في القيادة السعودية الحكيمة، التي تبني مستقبلاً واعداً لشعبها ولمنطقتنا أيضاً، في حين تسعى إلى إحلال السلام والتوصل إلى حلول وسط؛ لحل الصراعات في جميع أنحاء العالم. أنا فخور بأن أُسمي نفسي سعودياً عربياً، وأشكر الله على الحياة التي عشتها محاطاً بعائلتي وأصدقائي الذين أحبهم. أما الفصل القادم، فهو لكم لتكتبوه.

كيف نشرح مناسك الحج للصغار بطريقة مبسطة ومفيدة؟
كيف نشرح مناسك الحج للصغار بطريقة مبسطة ومفيدة؟

مجلة سيدتي

timeمنذ يوم واحد

  • مجلة سيدتي

كيف نشرح مناسك الحج للصغار بطريقة مبسطة ومفيدة؟

الحج هو آخر أركان الإسلام ، وهو الحج إلى مكة المكرمة في شهر ذي الحجة. ويلزم كل مسلم أداء هذه الفريضة مرة واحدة على الأقل في حياته إن استطاع. ومعظم الأطفال لا يفهمون الحج، لكن تعليمهم إياه هو جزء من تعليمهم الإسلام. في هذا الموضوع أشارككم بعض الطرق لمساعدة طفلكم على تعلُّم هذا الركن من أركان الإسلام. مع اقتراب موسم الحج لعام 2025، يزداد الفضول لدى الأطفال لمعرفة ماذا يحدث في مكة، ولماذا يسافر الملايين من الناس إلى هناك وهم يرتدون ملابس بيضاء متشابهة. هذا الفضول الطفولي الجميل يجب التعامل معه بذكاء، من هنا تظهر الحاجة لشرح مناسك الحج للصغار بطريقة مبسطة وخفيفة، تجمع بين التعليم والمتعة، وتغرس فيهم حب هذا الركن العظيم من أركان الإسلام. الدكتور محمد بن جرش، كاتب وباحث إماراتي، يسلّط الضوء على أهم خطوات شرح تفاصيل الحج للطفل، ويقترح أساليب تعليمية تسبقها. خطوات قبل شرح تفاصيل الحج للطفل يجد الدكتور محمد أن تعليم الأطفال الصغار عن الحج ليس صعباً في الواقع. يبدأ معظم الناس بشراء كتب عن الحج، أو أنشطة، أو ألعاب للأطفال أو أغراض رمزية تحمل دلالات للمناسبة. وفي ما يلي قائمة بأهم خمسة أشياء يجب أن تعلمها لطفلك عن الحج، وكيفية جعله مثيراً للاهتمام بالأنشطة. ولكن قبل ذلك دعونا نُجِيب على بعض الأسئلة الشائعة التي يطرحها الآباء. أفكار لتعليم الأطفال مناسك الحج في أيّ سن أبدأ تعليم الأطفال عن الحج؟ الأمور الخمسة التي أسردها أدناه هي أمورٌ يجب أن نعلّمها لأطفالنا عن الحج، بِغض النظر عن أعمارهم. سواء أكان طفلك في الثالثة أو الثالثة عشرة؛ فسيظل بحاجة إلى تذكيره بها. وبالطبع، ستختلف طريقة عرض هذه الحقائق عليهم. 5 أشياء يمكنك تعليمها لطفلك عن الحج بالنسبة للأطفال الصغار، أفضّل التعليم القائم على الأنشطة المرحة. أما بالنسبة للأطفال الأكبر سناً؛ فمن الأفضل أن تُركّز على خطط الدروس وعلى الحقائق والمفردات والتفكير. 1. ابدأوا بتعليم أطفالكم أركان الإسلام الخمسة الخطوة الأولى لتعريف الأطفال بالحج، هي الحديث عن أهميته وأسباب ذهاب المسلمين إلى الحج. ولا بد من شرح أركان الإسلام الخمسة. وهذه الأركان الخمسة هي: أشْهدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُهُ. هَذِهِ هِيَ الشَّهَادَةُ. صلِّ الصلوات الخمس المفروضة يومياً، هَذِهِ هِيَ الصلاة. صوموا في شهر رمضان. هذا هو الصوم أدِّي الزكاة المفروضة كل عام. هذا هي الزكاة الذهاب إلى مكة المكرمة للحج مرة واحدة على الأقل في حياتهم إذا كانوا قادرين على ذلك. هذا هو الحج. وقد ذُكرت هذه الأركان الخمسة في القرآن الكريم والحديث الشريف. 2. رواية قصة النبي إبراهيم وبناء الكعبة في مكة المكرمة بعدها يجب أن تشرحوا لطفلكم سبب ذهاب المسلمين إلى الحج، وما هي قصة الكعبة الشريفة. تقع الكعبة في مكة المكرمة، في المملكة العربية السعودية. ويتوجه إليها المسلمون لأداء مناسك الحج والعمرة. والكعبة هي القِبلة التي يتوجه إليها جميع المسلمين عند أداء صلواتهم. بُنيت الكعبة على يد النبي إبراهيم عليه السلام وابنه النبي إسماعيل عليه السلام . ووردت القصة في القرآن الكريم، وفي آيات عديدة تذكر أن الله أمرالنبي إبراهيم والنبي إسماعيل (عليهما السلام) بالذهاب إلى مكة وبناء الكعبة الشريفة. 3. اقرأوا لأطفالكم عن فريضة الحج في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن تحدثتم عن التاريخ، حان الوقت للتطرق إلى كيفية فرض الحج على المسلمين. ويمكن تحقيق ذلك من خلال دراسة سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وسُنته، وتاريخ نشأة الإسلام. 4. تعليمهم خطوات الحج من خلال اللعب أفضل طريقة لتعليم خطوات الحج للأطفال الصغار، هي دعوتهم إلى تخيل الرحلة وتنفيذها. يمكنكِ قراءة كتب عن الحج مع أطفالكِ واستخدام أنشطة الحج، مثل هذا النشاط، لتعليمهم مراحل الحج. هذا يساعدهم على الشعور برحلة الحج وفهمها. 5. تحدثوا مع أطفالكم عن آخر خطبة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم من أهم ما يمكن تعليمه لطفلك في الحج، خُطبة الوداع للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، أو ما تُسمى بالخُطبة الأخيرة، وهي آخر خُطبة ألقاها قبل وفاته، والتي لخّص فيها ما بُعث به إلى البشرية. شرح خطوات الحج للأطفال ويجب أن تُشرح بلغة قريبة من الطفل، كالآتي: الإحرام: يُشرح بأنه اللبس الأبيض البسيط الذي يلبسه الحاج ليكون مثل باقي الناس أمام الله، من دون تمييز بين غني وفقير. الطواف: نُوضح أنه يعني المشي حول الكعبة سبع مرات. السعي بين الصفا والمروة: نخبرهم أن الحجاج يجرون بين جبلين صغيرين كما فعلت السيدة هاجر وهي تبحث عن الماء لرضيعها. يوم عرفة: يوم كبير يدعو فيه الناس الله ويطلبون الغفران، وهو يوم خاص جداً. المبيت في مزدلفة: الحجاج ينامون في خيمة كبيرة تحت السماء، يجتمعون فيها استعداداً لليوم التالي. رمي الجمرات: يُمكن شرحها بأن الحجاج يرمون الحصى "يرجمون"، في تعبير رمزي عن الانتصار على النفس. الأضحية: إحياءً لقصة سيدنا إبراهيم عندما أطاع الله، ونخبرهم أن الأضحية يتم توزيع لحمها. ويُنصح باستخدام الوسائل البصرية مثل المجسمات والخرائط المصغرة لمكة، أو تطبيقات تفاعلية وألعاب إلكترونية توضح مناسك الحج برسوم كرتونية. ويمكن أن يؤدي الطفل دور الحاج، ويقوم بتنفيذ المناسك بشكل تمثيلي داخل البيت. وفي النهاية؛ فإن تعليم الأطفال مناسك الحج ليس هدفه الحفظ فقط؛ بل غرس روح الطاعة عند الأطفال ،. فحين يرى الطفل أن الناس جميعهم يتوجهون إلى الكعبة من كلّ مكان، يدرك معنى الجماعة، والمساواة، والإيمان العميق.

في أسبوعية القحطاني بجدة.. حسني مالك: رثاء الصعاليك إيمان بحتمية قدر الموت
في أسبوعية القحطاني بجدة.. حسني مالك: رثاء الصعاليك إيمان بحتمية قدر الموت

المدينة

timeمنذ يوم واحد

  • المدينة

في أسبوعية القحطاني بجدة.. حسني مالك: رثاء الصعاليك إيمان بحتمية قدر الموت

استأنفت أسبوعية الدكتور عبدالمحسن القحطاني نشاطها لهذا الموسم باستضافة الأديب حسني مالك، في محاضرة بعنوان "بكاء الهامش: رثاء الصعاليك وبكاء الأصدقاء"، وأدارها سفر بخيت الزهراني.وقد قدم عريف الأمسية في مستهلها السيرة الذاتية للضيف، وأثنى على براعته وإبداعه مشيراً الى حضوره الفاعل في المشهد الثقافي والعديد من والبرامج الثقافية المرئية. وتحدث صاحب الأسبوعية الدكتور عبدالمحسن القحطاني عن مصطلح الصعاليك الذي سرى بين الناس عن كونه سُبة وهي ليست كذلك، مُذكرًا بذكر الرسول صلى الله عليه وسلم لسيدنا معاوية بن أبي سفيان بالصعولك، فهي كلمة ليست بالمشينة وتداعب الإحساس.موضحاً أن لقاءه هذا بالمحاضر وجها لوجه هو الأول رغم حضوره لمقر الأسبوعية في وقت سابق وهو يعتبر ابن لهذه البلاد وعاشق للكلمة ومواطن صالح.ثم بدأ المحاضر قائلا بأن شعر الصعاليك جزء رئيسي في تاريخ الشعر العربي الجاهلي ويحمل في تفاصيله اختلاف في المضمون، وأن الحديث سيكون عن كيفية انتهاج الصعاليك الرثاء في عصر ما قبل الإسلام، وأضاف أن الرثاء مرتبط بالموت، واستعرض كيف نظر الشعراء قبل الإسلام للموت، ومدى توافق وإختلاف الصعاليك ومن تبعهم في العصر الحديث، وأن مختصر الرثاء في الشعر الجاهلي بأنه أمر قدري لابد منه، ومنهم من كانوا يؤمنون بأنه نهاية الحياة وأن لا وجود للبعث بعده، وهناك نظرة أخرى في صورة واعتقاد الشعراء الصعاليك بحقيقة البعث بعد الموت ومن رمزياتها أنهم كانوا يربطون راحلة الميت بجوار قبره ليستعين بها بعد البعث.وإستطرد المحاضر نظرة الصعاليك للموت وأن نهج حياتهم كانت أقرب للموت وأنهم كسواهم مدركين بحقيقة القدرية، وإستيعابهم بانه آتٍ لا محالة مهما تغربوا وعاشوا في الصحراء أو الجبال، وعرض العديد من النماذج الشعرية من أشعار الصعاليك مشيراً إلى أن الرثاء يعد الأكثر صدقًا في بحور الشعر وهو ضرب من المديح ويستحضر الشجن وعظمة الفقد، وقسّمه إلى ثلاثة أقسام: بكاء النفس، والأهل، والعزاء، والتأبين، مؤكداً على أن أكثر صور رثاء الصعاليك يتضح في رثاء الإخوان ورثاء الأبناء مستشهداً بعدد من النماذج الشعرية لأبو خراش الهُذلي، والكثير من شعر هُذيل الذين لهم باعٌ كبير في الرثاء، وأن فكرة الثأر عند العرب مستمدة من عصر ما قبل الإسلام وزمن الصعاليك في العديد من العصور.وليشير بعدها عن إستشهاد الصعاليك بالحياة البرية للحيوانات أمثال الوعل، وأنهم يضربون بها المثل بأن الحيوانات أيضًا مهما طال بهم الدهر يدركون حقيقة الموت، وتتعدد الصور البديعة في أشعارهم التي تتجه كلها نحو حقيقة الموت، ومثّل برثاء الأبناء خصوصًا عند كبر آبائهم حيث تعظم المصيبة لحاجة الآباء لهم أكثر، ونجد فيهما صورتين الأولى كرثاء أم السُليك لإبنها، ورثاء صقر الغي لإبنه تليد وجاء ذكرها في ديوان الهُذليين، الذي تخلله في كثيرٍ من شعرهم وصف الحمر الوحشية وصراعاتهم خاصةً الشماخ، وأخيرًا رثاء الصعاليك لبعضهم البعض والذي نجد فيه أعلى القيم، مستشهدًا بعدة نماذج لذلك، وموضحا بأن مفهوم الصعلكة يضم الصراع الطبقي ومن دلالاته أيضا الفقر والضعف والسلوك العدواني والغارات بين القبائل والاغتراب. وبعد ذلك تم فتح باب الحوار والمداخلات مع الضيف والتي شارك بها كل من مشعل الحارثي، وعبد المؤمن القين، ود. بخيت الزهراني، ود.إسماعيل كتبخانه، وعبدالهادي صالح، ود. يوسف العارف، وعادل زكي، وعمر حامد، وفرحان عيضة المالكي، ليقوم المحاضر بعد ذلك بالرد على جميع هذه المداخلات. واختتمت الأمسية بتكريم د. محمد نويلاتي للضيف، وتكريم الاستاذ حامد الشريف عريف الأمسية. د. القحطاني يثمن لـ"المدينة" مشاركتها الفعالة في المشهد الثقافي على هامش الأمسية، اطمأنت "المدينة" على صحة راعي الأسبوعية الدكتور عبدالمحسن القحطاني، الذي صرح لها بقوله: الحمد الله أجريت عملية جراحية عاجلة تكللت -بفضل الله- بالنجاح، وهذا الذي غيبني عن أسبوعية سابقة بالرغم من انعقادها في مقرها وحضور روادها ومحبيها. وشكر د. القحطاني لـ"المدينة" حسن متابعتها للنشاطات الأدبية والثقافية عامة والأسبوعية خاصة، مؤكدا أن "المدينة" كانت ولاتزال قلعة إعلامية وثقافية مميزة في جدة والمنطقة والمملكة بشكل عام. كما ثمّن للزميل د. محمد خضر الشريف، حضوره لنشاطات وأمسيات الأسبوعية، والمشاركة الفعالة في اللقاءات التي تعقدها بشكل دائم، ولا غرابة فهو رائد أدبي له حضوره وبصمته الأدبية، وتثري مشاركته المشهد الثقافي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store