
أخبار العالم : الشوكولاتة: من "طعام إلهي" إلى "مال ينمو على الأشجار"
نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images
Article Information Author, منار حافظ Role, بي بي سي نيوز عربي
قبل 59 دقيقة
وأنتم تتجهون لشراء الشوكولاتة، محتارين بين أنواعها المختلفة ونكهاتها المميزة، هل تساءلتم يوماً كيف حصلنا على "هذه المكافأة"؟
وبعيداً عن أصلها المعروف كبذرة للكاكاو، كيف توصل الإنسان لاختراع الشوكولاتة؟
ماذا عن أول نكهة لسائل الشوكولاتة كيف كانت يا ترى؟ هل كانت حلوة الطعم، أم حارة، أم محشوة بأنواع المكسرات المختلفة وجوز الهند كما هو حالها اليوم.
عندما بدأت كتابة هذا التقرير بمناسبة اليوم العالمي للشوكولاتة الذي يصادف السابع من تموز/أيلول. فاجأني تاريخ الشوكولاتة، وتقديسها لدى بعض الشعوب قديماً. وما نجده اليوم سهلاً في متناول اليد لاختلاف الأنواع والأسعار لم يكن كذلك سابقاً، إذ كانت الشوكولاتة في بعض العصور امتيازاً لا يملكه سوى الأثرياء.
كيف كان شكل الشوكلاتة في الحضارات القديمة؟
"طعام إلهي"، هكذا اعتبرت أول حضارات اكتشفت أصل الشوكولاتة في أمريكا الوسطى، بين قبائل المايا والتولتك والأزتيك.
على يد القبائل التي عاشت في أمريكا الوسطى، زُرعت قبل 3 آلاف عام شجرة الكاكاو، واستُخدمت كمشروب احتفالي.
وتنقل موسوعة بريتانيكا أن شعوب المايا اعتبرت الشوكولاتة "غذاءً للآلهة، وقدست شجرة الكاكاو، ودفنت كبار الشخصيات مع أوعية من هذه المادة، إلى جانب أشياء أخرى اعتبروها مفيدة في الحياة الآخرة".
"قبل قرون من تذوقنا لأول لوح شوكولاتة، كان الكاكاو يُستخدم كمشروب، لكن بعيداً عن طعمه الحلو المعروف لدينا اليوم، كان مشروب المايا من الكاكاو يميل إلى المذاق المالح أو اللاذع"، تقول المؤرخة المتخصصة في تاريخ الطعام سام بيلتون.
وتوضح بيلتون في بحث لها نشرته عبر الموقع الإلكتروني لمنظمة التراث الإنجليزي، إن حبوب الكاكاو في ذلك الوقت، كانت تطحن مع الذرة وتمزج بالماء، وقد يضاف إليها بعض التوابل مثل الفانيليا، وتوابل حارة تشبه الفلفل الأسود وأحياناً القرفة، وتؤخذ بعضها من "زهرة الأذن-ear flower".
وتضيف: "كان مزيج الشوكولاتة يُصب بعد ذلك بين إناءين من ارتفاع معين، لتكوين مشروب رغوي".
أما الأزتيك، فكانوا "يُضيفون المزيد من النكهة المشروب عبر مسحوق الفلفل الحار وملون طبيعي 'Achiote'، مما يُعطيه لوناً قرمزياً. وفي بعض الأحيان عملوا على غلي الشراب للحصول على نسخة بدائية من الشوكولاتة الساخنة التي نعرفها في وقتنا الحالي"، تقول بيلتون.
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
آيس كريم مميز مصنوع بقالب يشبه البوابة الأمامية الكبيرة في المدينة المحرمة (تيانانمن) في الصين. 18 أكتوبر/تشرين الأول 2020
تقول موسوعة بريتانيكا إن شعوب المايا والتولتك والأزتك استخدوا حبوب الكاكاو أيضاً كعملة نقدية. وصفتها بيلتون في بحثها بـ "المال على الأشجار".
وحالياً يُشار إلى أن من مناطق إنتاج الكاكاو الرئيسية حول العالم، دول غرب أفريقيا مثل ساحل العاج وغانا، المسؤولة عن إنتاج 60 في المئة من الكاكاو حول العالم، وفق إحصائيات نشرتها الأمم المتحدة.
لكن كيف بدأ انتشار الشوكولاتة في دول العالم، ثم في الأسواق؟
كيف تحولت الشوكولاتة من سائل مر إلى لوح؟
صدر الصورة، PA
كانت إسبانيا أول دولة أوروبية تُدرج الشوكولاتة في مطبخها، ولكن كيفية حدوث ذلك بالضبط ليس واضحاً، تقول موسوعة بريتانيكا.
لكن الموسوعة لفتت إلى أنه "من المعروف أن كريستوفر كولومبوس [الرحالة الإيطالي] أخذ حبوب الكاكاو إلى إسبانيا بعد رحلته الرابعة عام 1502، على الرغم من إثارة القليل حول الموضوع في ذلك الوقت".
كما تحدثت الموسوعة عن اعتقاد سائد دون دليل حول تقديم حاكم الأزتك في المكسيك في عام 1519، مشروباً مراً من حبوب الكاكاو إلى القائد الإسباني هيرنان كورتيس، الذي أدخل المشروب لاحقاً إلى إسبانيا.
ومن المحتمل أن الشوكولاتة وصلت لأول مرة إلى إسبانيا "في عام 1544 مع ممثلي شعب المايا-كيكتشي في غواتيمالا، الذين جاءوا حاملين الهدايا (بما في ذلك الشوكولاتة) لزيارة بلاط الأمير فيليب. ومع ذلك، لم تصل أول شحنة مسجلة من حبوب الكاكاو إلى إسبانيا من ولاية فيراكروز في المكسيك إلا في عام 1585".
بعد ذلك تقول الموسوعة إن الشوكولاتة المحلاة والمنكهة بالقرفة والفانيليا، قٌدمت كمشروب ساخن وأصبحت شائعة جداً في البلاط الإسباني. ثم بعد سنوات عديدة دخلت الشوكولاتة إلى فرنسا وإنجلترا وغيرها.
وفي عام 1657، افتتح رجل فرنسي متجراً لبيع الشوكولاتة الصلبة، لكن حينها كان هذا النوع من الشوكولاتة يستخدم لصنع الشراب الساخن منها.
إلا أنه في ذلك الوقت أيضاً وبسبب سعرها المرتفع، ظلت الشوكولاتة منتشرة بين أوساط الأثرياء. وظهرت في لندن وأمستردام وعواصم أوروبية أخرى مصانع شوكولاتة راقية، تطور بعضها لاحقاً إلى نوادٍ خاصة شهيرة.
تذكر الموسوعة أنه في لندن، استُخدمت العديد من مصانع الشوكولاتة كمقار اجتماعات للأحزاب السياسية. واستخدمت أيضاً لأنشطة المقامرة، كان المشاركون فيها يراهنون بمبالغ ضخمة أو ممتلكات ثمينة.
ومن أشهر نوادي الشوكولاتة حينها كان "بيت شوكولاتة شجرة الكاكاو"، وعُرِف لاحقاً باسم "نادي شجرة الكاكاو"، وافتُتح عام 1698، و"بيت شوكولاتة وايت" الذي افتتحه فرانسيس وايت عام 1693.
أعاقت بريطانيا العظمى انخفاض تكلفة مشروب الشوكولاتة عبر فرض رسوم جمركية على حبوب الكاكاو الخام، لذا لم تحصل الشوكولاتة على مكانتها الشعبية حتى منتصف القرن التاسع عشر.
لكن انتشرت الشوكولاتة في هذه الأثناء وتطورت صناعتها في أماكن أخرى، مثل المستعمرات الأمريكية في ماساتشوستس ودورشيستر عام 1765.
وتقول المؤرخة المتخصصة في تاريخ الطعام سام بيلتون إنه على الرغم من استهلاك الشوكولاتة في المقام الأول كمشروب، إلا أنها استُخدمت أيضاً في الحلويات منذ القرن الثامن عشر على الأقل.
على سبيل المثال "في قاموس الطهاة والحلوانيين عام 1723، يقدّم جون نوت ستة تحضيرات للشوكولاتة، بما في ذلك بسكويت الشوكولاتة ونبيذ الشوكولاتة. أما معاصره تشارلز كارتر، فقدم وصفات لبودينغ الشوكولاتة وكريمة الشوكولاتة في كتابه (الطبخ العملي الكامل) عام 1730".
وفي عام 1828، طور الكيميائي الهولندي كونراد يوهانس فان هوتن عملية "تحول الحبوب إلى مسحوق. مما سهّل خلطها بالماء وهضمها. ومكّن ذلك أيضاً من إنتاج الشوكولاتة بكميات كبيرة، وأخيراً أصبحت في متناول الجميع"، كما تشير بيلتون.
وتشرح الموسوعة البريطانية أن براءة الاختراع التي حصل عليها هوتن كانت نتاج، عصر معظم الدهون، أو زبدة الكاكاو، من حبوب الكاكاو المطحونة والمحمصة، للحصول على مسحوق الكاكاو.
وفي عام 1847، عملت شركة "فراي آند سانز-Fry and Sons" الإنجليزية، على دمج زبدة الكاكاو مع سائل الشوكولاتة والسكر لإنتاج شوكولاتة حلوة تصلح للأكل - وأصبحت أساس غالبية حلويات الشوكولاتة.
وفي عام 1876، أضاف السويسري دانيال بيتر الحليب المجفف لصنع شوكولاتة الحليب. وسرعان ما تبع ذلك انتشار أطعمة الشوكولاتة المنكهة والصلبة والمغلفة.
ومن أوروبا، انتقلت الشوكولاتة لاحقاً إلى دول الشرق الأوسط. مثل سوريا التي أدخل إليها صادق الغراوي الشوكولاتة عام 1931، بعد رحلة إلى العاصمة الفرنسية باريس.
لماذا نحب الشوكولاتة؟
صدر الصورة، Getty Images
لا يفترض هذا السؤال أننا جميعاً نحب الشوكولاتة، لكن إجابته موجهة لمحبيها.
الطبيب الراحل مايكل موسلي في مقال له عبر بي بي سي قبل سنوات بحث عن إجابات لهذا السؤال مع عالم النبات جيمس وونغ.
وأجاب: "تؤدي عملية تحميص حبوب الكاكاو الأساسية في صنع الشوكولاتة إلى إطلاق مجموعة من المركبات الكيميائية مثل حمض 3-ميثيل بيوتانويك، ثلاثي كبريتيد ثنائي الميثيل... وينتج عن تفاعل هذه الجزيئات العطرية مع غيرها، بصمة كيميائية فريدة تعشقها أدمغتنا".
وأضاف أن الشوكولاتة تحتوي على عدد من المواد الكيميائية المؤثرة نفسياً، منها الأنانداميد، وهو ناقل عصبي اشتق اسمه من اللغة السنسكريتية - "أناندا"، ويعني "الفرح، النعيم، البهجة".
تقول أخصائية التغذية العلاجية فاتن النشاش لـبي بي سي، إن الانجذاب للشوكولاتة نابع من أسباب كيميائية وأخرى سلوكية.
وتشرح أن الأسباب الكيميائية تعود لاحتواء الشوكولاتة على "مركبات تؤثر بشكل مباشر على الدماغ والجهاز العصبي أبرزها الحمض الأميني تريبتوفان، ويدخل في تكوين السيروتونين الناقل العصبي المسؤول عن تحسين المزاج وشعورنا بالسعادة والراحة".
كما تحتوي أيضاً على القليل من الكافيين كجرعة منبهة تزيد من التركيز والشعور بالنشاط، تضيف.
وتلفت النشاش أيضاً إلى مكونات الشوكلاتة من الدهون والسكر، "المكونان المرتبطان بنظام المكافأة في الدماغ. وعند حصولنا عليهما يطلق الدوبامين"، -وهو ناقصل عصبي أيضاً ومادة كيميائية مرتبط بالمتعة والتحفيز ويعرف باسم هرمون السعادة-.
الصحفي الطبي موسلي قال إنه من النادر أن تجد مستويات عالية من السكر والدهون معاً في الطبيعة. لكن بالنظر إلى عبوات العديد من الشوكولاتة الممزوجة بالحليب فإنها غالباً ما تحتوي على 20-25 في المئة من الدهون و40-50 في المئة من السكر، ما يؤدي إلى استمتاعنا بالشوكولاتة.
أما سلوكياً، فتجد النشاش أن حب الشوكولاتة ناجم عن ارتباطها بالمناسبات السعيدة مثل الأعياد وحفلات الزفاف وغيرها من العادات الاجتماعية السعيدة. وقد يتجه البعض عند التوتر لتناول الشوكولاتة، وهذا سبب سلوكي مرتبط بالأسباب الكيميائية، وفق قولها.
وتلفت إلى أن الشوكولاتة الداكنة هي النوع المفيد للقلب لاحتوائها على مضادات الأكسدة. والكمية المناسبة لتناولها يومياً هي 30 غراماً.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فيتو
منذ يوم واحد
- فيتو
طريقة عمل الوافل، بمكونات اقتصادية في البيت
طريقة عمل الوافل، الوافل من الحلوى الغربية الشهيرة التي انتشرت في مصر مؤخرا وتقدم بإضافات مختلفة خاصة الشيكولاتة وله عشاق كثيرون. وطريقة عمل الوافل، سهلة وبسيطة وغير مكلفة لذا تفضل بعض ربات البيوت تحضيره في المنزل لإسعاد أفراد الأسرة بدلًا من شرائه جاهزًا. وتقدم الشيف عواطف محمد، طريقة عمل الوافل. مكونات عمل الوافل: 2 كوب دقيق أبيض منخول 2 بيضة كبيرة 1 وربع كوب حليب 1/4 كوب زبدة مذابة أو زيت نباتي 2 ملعقة كبيرة سكر 1 ملعقة كبيرة بيكنج باودر 1/2 ملعقة صغيرة فانيليا رشة ملح طريقة عمل الوافل:- في وعاء كبير، اخلطي الدقيق والبيكينج بودر والسكر والملح. في وعاء آخر، اخفقي البيض جيدًا، ثم أضيفي الحليب والفانيليا والزبدة المذابة وامزجي جيدا. اسكبي المكونات السائلة على المكونات الجافة وقلبي حتى يتجانس الخليط (لا تخلطي كثيرا حتى لا يصبح الوافل قاسيًا). سخني ماكينة الوافل وادهنيها بقليل من الزيت أو الزبدة باستخدام فرشاة. صبي مقدار من الخليط في الماكينة حسب حجمها وأغلقي الغطاء. اتركيه لمدة 4-6 دقائق أو حتى يصبح لونه ذهبي ومقرمش. قدمي الوافل ساخنًا مع إضافات حسب الرغبة مثل العسل، أو شيكولاتة مذابة أو نوتيلا، أو شرائح موز أو فراولة، أو كريمة مخفوقة أو آيس كريم لنجاح الوافل لا تفتحي الماكينة في منتصف الخبز حتى لا يلتصق العجين. يمكنك حفظ الوافل في الفريزر بعد خبزه وإعادة تسخينه في التوستر عند الحاجة. أضيفي ملعقة من الكاكاو للعجينة لتحصلي على وافل بالشيكولاتة. طريقة عمل الوافل ولعمل البان كيك مكونات عمل البان كيك: 1 كوب دقيق أبيض متعدد الاستخدامات 1 كوب حليب 1 بيضة 2 ملعقة كبيرة سكر 2 ملعقة كبيرة زبدة مذابة ملعقة كبيرة بيكنج بودر رشة ملح رشة فانيليا طريقة عمل البان كيك: في وعاء كبير، اخلطي الدقيق مع البيكينج بودر والسكر والملح. في وعاء آخر، اخفقي البيضة وأضيفي إليها الحليب والفانيليا والزبدة المذابة. أضيفي المكونات السائلة إلى المكونات الجافة وامزجي بلطف حتى تحصلي على خليط متجانس وخالٍ من الكتل. سخني مقلاة غير لاصقة على نار متوسطة، وادهنيها بكمية صغيرة من الزبدة أو الزيت. باستخدام مغرفة، اسكبي كمية مناسبة من الخليط في المقلاة. عندما تظهر فقاعات على سطح البان كيك وتبدأ الحواف بالجفاف، اقلبيها على الجهة الأخرى. اتركيها لمدة دقيقة أو دقيقتين حتى تنضج وتأخذ لون ذهبي. قدمي البان كيك ساخن مع العسل، أو شرائح الموز، أو التوت، أو صوص الشوكولاتة حسب الرغبة. لنجاح البان كيك، لا تخلطي العجين أكثر من اللازم حتى لا تصبح الفطائر مطاطية. اتركي العجين يرتاح 5 دقائق قبل الطهي لتحصلي على بان كيك هش. يمكن استخدام الحليب النباتي كبديل للحليب العادي. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


24 القاهرة
منذ 2 أيام
- 24 القاهرة
منع طالبة بريطانية من حضور حفلة المدرسة بسبب ارتدائها فستانًا يحمل علم المملكة المتحدة
تعرضت مدرسة في بريطانيا، لانتقادات شديدة بعد أن قامت بطرد طالبة من منزلها بسبب ارتدائها فستانًا يحمل علم المملكة المتحدة في يوم التنوع، حيث ارتدت كورتني رايت، البالغة من العمر 12 عاما، فستانا مستوحى من فرقة Spice Girls وكتبت خطابا عن تاريخ المملكة المتحدة وتقاليدها كجزء من الاحتفالات، ولكن قيل لها إن الفستان غير مقبول قبل أن يتم إخراجها من الفصل وإجبارها على الجلوس في الاستقبال حتى جاء والدها لاستلامها. كورتني منع طالبة من حفلة المدرسة بسبب فستان ووفقًا لما نشر في صحيفة ديلي ميل البريطانية، ذكرت التقارير أن الطلاب الذين يرتدون النقاب والملابس النيجيرية التقليدية سمح لهم بحضور الدروس كالمعتاد، في حين تم منع الأطفال الذين يحملون علم سانت جورج وعلم ويلز من دخول أبواب المدرسة، وبعد الغضب الذي أثاره نفي كورتني من الفصل الدراسي، أعلنت الحكومة البريطانية أن الطفلة كان لها الحق في الاحتفال بكونها بريطانية. وقال المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء البريطاني، لقد كان رئيس الوزراء واضحًا دائمًا في أن كونك بريطانيًا هو شيء يجب الاحتفال به، نحن بلد متسامح، متنوع، ومنفتح، ونفخر بانتمائنا البريطاني. كورتني وقال والد كورتني، ستيوارت فيلد 47 عاما، إنه شعر بالذهول عندما علم أن ابنته تم فصلها عن أقرانها بسبب اختيارها للملابس في مدرسة بيلتون في راغبي، وارويكشاير، قائلًا: كانت كورتني تشعر بالحرج الشديد ولم تتمكن من فهم ما فعلته خطأ، لا ينبغي أن تشعر بالحرج من كونها بريطانية، ولا ينبغي معاقبتها على الاحتفال بالثقافة والتاريخ البريطاني، فلا أحد آخر تحدثت إليه يستطيع أن يفهم هذا الأمر تمامًا. وأضاف الأب: لم يُسمح بدخول شخص آخر يحمل علم سانت جورج وآخر يحمل علم ويلز، وكان الأمر سخيفًا، وبدا الأمر وكأن أي شيء يُشبه بريطانيًا لم يكن مسموحًا به، ومن الغريب أنهم كانوا يحتفلون بيوم التنوع الثقافي ثم قرروا اختيار مجموعة من الأشخاص، وإن كورتني أرادت ارتداء الفستان للاحتفال بكونها بريطانية، وفرقة Spice Girls، وحرية القدرة على ارتداء الفستان. وتابع فيلد والد الطالبة، إن تصرفات المدرسة تتعارض مع رسالة الإدماج، وتم إبعاد التلاميذ الآخرين الذين يحملون أعلام سانت جورج وأعلام ويلز عن بوابات المدرسة. قالت كورتني، شعرت بإحراج شديد وأجبرتُ على الجلوس في قسم الاستقبال طوال اليوم. كان جميع أصدقائي يغضبون من قيام المعلمين بذلك، لأن فستاني كان رائعًا، واليوم مخصصًا للاحتفال بثقافات الجميع، واخترت هذا الفستان الذي يحمل علم الاتحاد حتى أتمكن من الاحتفال بثقافتي. كورتني ووالدها سابهم وجري.. فرار طالب بعد منع دخوله المدرسة بسبب الـ سكيت: أسرع من المواصلات ورياضي| فيديو هدف ترامب المعلن.. تفاصيل قرار منع منح الجنسية الأمريكية للأطفال المولودين في أمريكا


أخبارك
منذ 2 أيام
- أخبارك
زواج أبناء العمومة: ماذا تخبرنا الأدلة الجديدة عن صحة الأبناء؟
في منزل مزدحم في مدينة برادفورد، الواقعة شمال إنجلترا، تتحدث ثلاث شقيقات بحيوية في منزلهن الذي يبدو أنه يشهد حدثاً مهماً. تجلس خبيرة تجميل على الأريكة، تصفف شعورهن وتُعنى بزينتهن. الغرفة تشع دفئاً ومرحاً وضحكاً. يبدو الأمر كما لو كان مشهداً من رواية للأديبة الإنجليزية الشهيرة جين أوستن، لثلاث فتيات في أواخر العشرينات من العمر، مفعمات بالمرح، يتبادلن القصص. وكمعظم روايات أوستن، غالباً ما يتحول الحديث إلى الزواج. تستعد الأخوات لحفل زفاف عائلي في عطلة نهاية الأسبوع، فالعريس والعروس أبناء عمومة من الدرجة الأولى. هذا الأمر ربما يكون مُستهجناً في الثقافة الغربية، لكن بالنسبة لهذه العائلة ولبعض مناطق برادفورد، يعد الأمر شائعاً إلى حد كبير. تزوجت عائشة، التي تبلغ من العمر 29 عاماً وهي كبرى أخواتها الثلاث، من ابن عمها في عام 2017. ولديها طفلان من زوجها الذي تصف علاقتها به بأنها سعيدة. وكان من الطبيعي بالنسبة لعائشة أن تتزوج من ابن عمها في ذلك الوقت، فالسيدة المهاجرة الباكستانية، كانت ترى أن هذا ما ستفعله بناتها الثلاث. ومع ذلك، فإن سالينا البالغة من العمر 26 عاماً، وهي الصغرى بين الثلاث، تخبرنا أن لها رأياً آخر، فهي تؤمن بما يسمى "الزواج عن حب"، وباختيار شريك من خارج الأسرة. أخبرتنا سالينا أنها منفتحة وطموحة؛ فالزواج من ابن عمها لم يكن أمراً يروقها. وهناك مليكة، الوسطى التي تبلغ من العمر 27 عاماً، ولم تتزوج بعد، وهي عازمة على عدم الزواج من أحد أفراد عائلتها، موضحة: "قلت لأمي إنني لن أحكم على أختيّ، لكنني لن أفعل ما فعلتاه". وترى مليكة أن التعليم فتح أمامها باباً للفرص المختلفة، "فيما مضى، حتى لو تلقت الفتاة تعليماً، لم يكن من المتوقع منها إكمال مشوارها. وكانت ستفكر في الزواج. أما الآن فالعقلية مختلفة تماماً". تابعوا التغطية الشاملة من بي بي سي نيوز عربي في بريطانيا وفي جميع أنحاء أوروبا، يخضع زواج أبناء العم لتدقيق كبير، لا سيما من جانب الأطباء، الذين يحذرون من أن الأطفال الذين سُينجَبون من زواج أبناء العمومة من الدرجة الأولى أكثر عرضة من غيرهم لعدد من المشكلات الصحية. وحتى الآن، أمضى الباحثون في جامعة مدينة برادفورد ثمانية عشر عاماً في دراسة بعنوان "مولود في برادفورد"، وهي واحدة من أكبر التجارب الطبية من نوعها. فبين أعوام 2007 و 2010، قام الباحثون بدراسة حالة أكثر من 13 ألف طفل في المدينة، ثم تابعوهم عن كثب من الطفولة إلى المراهقة. ووفق الإحصاءات، هناك طفل واحد من بين كل ستة أطفال في مرحلة الدراسة، ينحدرون من أُسر كان فيها الأب والأم من أبناء العمومة من الدرجة الأولى، ومعظمهم من مجتمع برادفورد الباكستاني، ما يجعلها من بين الدراسات الأكثر دقة في العالم حول التأثيرات الصحية لزواج أبناء العمومة. وخلص الباحثون في البيانات المنشورة في الأشهر القليلة الماضية، والتي جرى تحليلها في حلقة من سلسلة "مولود في برادفورد" على راديو بي بي سي 4، إلى أن مصاهرة أبناء العمومة من الدرجة الأولى قد يكون له عواقب أوسع مما كان يُعتقد سابقاً. وتتجلى المخاطر الصحية على الأطفال، التي قد تزداد فرصتها بزواج الأقارب، في إصابتهم باضطراب مُتَنَحٍ، كالتليف الكيسي أو مرض فقر الدم المنجلي. ووفقاً للنظرية الكلاسيكية في علم الوراثة التي وضعها عالم الأحياء النمساوي غريغور مندل، فإذا كان كلا الوالدين يحملان جيناً مُتنحياً، فهناك احتمال بنسبة واحد إلى أربعة أن يرث طفلهما الحالة الصحية. وعندما يكون الوالدان من أبناء عمومة، من المرجح أن يكونا كلاهما حاملَين للجين. ويحمل طفل أبناء العمومة من الدرجة الأولى احتمال وراثة اضطراب جين متنحٍ بنسبة 6 في المئة، مقارنة بـ 3 في المئة بالنسبة لعامة الناس. ولكن دراسة برادفورد اتخذت منظوراً أوسع بكثير، وألقت ضوءاً جديداً على المسألة. ولم يعتمد الباحثون على دراسة تشخيص الطفل باضطراب وراثي متنحٍ محدد وحسب، بل قاموا بدراسة عشرات البيانات، وراقبوا العديد من المؤشرات، بدءاً من تطور الكلام واللغة لدى الأطفال، إلى تواتر احتياجهم إلى الرعاية الصحية، إلى أدائهم في المدرسة، ثم استخدموا نموذجاً رياضياً لمحاولة إقصاء آثار الفقر ومدى تعليم الوالدين، كي يتمكنوا من التركيز بشكل مباشر على تأثير "صلة القرابة للوالدين". وخلص الأطباء إلى أنه حتى بعد التحكم في عوامل كالفقر، فإن الطفل المنحدر من أب وأم من أبناء العمومة من الدرجة الأولى في برادفورد، لديه احتمال بنسبة 11 في المئة لحدوث مشكلة في الكلام واللغة، مقابل 7 في المئة لطفل لا تربط والديه صلة قرابة. وخلص الباحثون أيضاً إلى أن طفل أبناء العمومة من الدرجة الأولى لديه فرصة بنسبة 54 في المئة للوصول إلى "مرحلة جيدة من النمو"، مقابل 64 في المئة للأطفال الذين لا تربط آباؤهم صلة قرابة، بحسب تقييم حكومي يُجرى لجميع الأطفال في سن الخامسة في إنجلترا. مزيد من المعلومات حول وضعهم الصحي تظهر من خلال عدد الزيارات للطبيب العام.. حيث يحصل أطفال أبناء العمومة من الدرجة الأولى على ثلث مواعيد الرعاية الأولية بالمقارنة بالأطفال الذين لا توجد صلة قرابة بين والديهم، بمعدل أربعة بدلاً من ثلاثة في السنة. والأمر الجدير بالملاحظة هو أنه حتى بعد أن نأخذ في الاعتبار الأطفال في تلك المجموعة الذين يعانون بالفعل من اضطراب متنحٍ تم تشخيصه، فإن الأرقام تشير إلى أن زواج الأقارب قد يؤثر حتى على هؤلاء الأطفال الذين لا يعانون من اضطراب متنحٍ يمكن تشخيصه. ويقول نيل سمول، الأستاذ في جامعة برادفورد ومعد الدراسة، إنه حتى لو زار جميع الأطفال المصابين باضطرابات متنحية طبيبهم العام أكثر من المتوسط، "فهذا لا يفسر التوزيع الأوسع بكثير للاستخدام الزائد للرعاية الصحية بين الأطفال ذوي القرابة". ويقول إن الدراسة "مثيرة للاهتمام لأنها تتيح الفرصة لتطوير استجابة أكثر دقة، ووضع خطة محكمة للتدخلات الطبية والعلاجات". إنها بالطبع دراسة واحدة فقط، وسكان برادفورد لا يمثلون المملكة المتحدة بأكملها. وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا يضيف إلى القلق المتزايد بين العلماء الذي لفت انتباه المشرّعين في جميع أنحاء أوروبا. فقد اتخذت حتى الآن دولتان اسكندنافيتان إجراءات لحظر زواج الأقارب تماماً. ففي النرويج، أصبح زواج أبناء العم غير قانوني العام الماضي؛ وفي السويد، سيدخل الحظر حيز التنفيذ في العام المقبل. وفي المملكة المتحدة، قدم النائب المحافظ ريتشارد هولدن مشروع قانون لحظر هذا الزواج، وإضافته إلى قائمة الزيجات غير القانونية (إلى جانب الآباء والأبناء والأشقاء والأجداد). لكن حكومة حزب العمال تقول إنه "لا توجد خطط" لفرض حظر. وفي الوقت الحاضر، لا تزال المملكة المتحدة تتبع سياسة "الاستشارة الوراثية"، حيث يتم تثقيف الأزواج من أبناء العمومة حول مخاطر إنجاب الأطفال، وتشجيعهم على إجراء فحص إضافي أثناء الحمل. ولكن وسط القلق بشأن صحة الطفل والضغوط على هيئة الخدمات الصحية الوطنية، يتساءل بعض الأكاديميين عما إذا كانت هناك حاجة إلى نهج معزز للاستشارة، مع المزيد من التمويل والتدخل الدقيق. بالنسبة لمعظم الناس في المملكة المتحدة، فإن احتمال الزواج من ابنة عم أو ابن العم يعد أمراً غريباً. لكنه لم يكن دائماً أمراً غير عادي، حيث تزوج صاحب نظرية التطور، تشارلز داروين، من ابنة عمه من الدرجة الأولى، إيما ويدجوود، ليُرزقا بالعالِم الفيكتوري السير جورج داروين. وكان زواج أبناء العمومة يشكل ما يقرب من واحد بين كل 20 زيجة أرستقراطية في بريطانيا في القرن التاسع عشر. وكان زواج الملكة فيكتوريا واحداً من تلك الزيجات، إذ تزوجت من ابن عمها من الدرجة الأول الأمير ألبرت. وتحفل رواية ويذرنج هايتس بالأمثلة على زواج أبناء العم. وبحلول القرن العشرين، انخفضت نسبة الزيجات بين أبناء العمومة إلى حوالي 1 في المئة لكنها لا تزال ممارسة شائعة نسبياً بين بعض الأقليات في جنوب آسيا. وفي ثلاثة أحياء في برادفورد، تزوجت ما يقرب من نصف السيدات من المجتمع الباكستاني من ابن عم أول أو ثانٍ، وفقاً لأحدث بيانات "مولود في برادفورد"، المنشورة قبل عامين. بالنسبة لأولئك الذين يريدون حظر هذا الزواج، فإن حجة الصحة العامة مقنِعة. عند الإعلان عن مشروع القانون في ديسمبر/كانون الأول، سلط ريتشارد هولدن الضوء على ارتفاع خطر العيوب الخلقية. وفي وقت لاحق، أشار في برنامجه على قناة Talk TV إلى بيانات تظهر أن معدلات وفيات الرضع أعلى بين الأطفال المولودين لأبوين من أبناء العم، مع وجود أمراض مثل مشاكل القلب والدماغ والكلى بسبب الاضطرابات المتنحية. كما أوضح أن التأثيرات الصحية يمكن أن "تتضاعف" عندما تستمر الممارسة عبر الأجيال. هذا الخطر على صحة الطفل هو أحد الأسباب التي جعلت باتريك ناش، الباحث والمؤسس المشارك في معهد أبحاث مؤسسة فاروس، يريد حظر زواج أبناء العم. وفي ورقة بحثية نُشرت في مجلة أكسفورد للقانون والدين العام الماضي، كتب ناش أن الحظر من شأنه أن يؤدي إلى تحسينات صحية "فورية"، وخاصة في المجتمعات التي ينتشر فيها زواج أبناء العم. وقال: "إن حظر زواج أبناء العم من شأنه أن يحسن الصحة العامة بشكل كبير، ولن يكون له آثار صحية سلبية في حد ذاته". أما على أرض الواقع في برادفورد، فإن الصورة أكثر التباساً. عمل البروفيسور سام أودي، استشاري طب حديثي الولادة والباحث في مستشفيات برادفورد التعليمية، في المدينة لأكثر من 20 عاماً، وعلى مر السنين لاحظ الكثير من الاضطرابات الوراثية الشديدة.. "رأيت حالات جلدية مميتة، وحالات دماغية مميتة، وحالات عضلية مميتة". ويقول إنه كان من الواضح على الفور أن هذه الحالات تحدث بشكل أكبر في برادفورد مقارنة بأماكن أخرى. ويتذكر بعض الأمثلة المأساوية: أسر فقدت العديد من الأطفال، واحداً تلو الآخر، بسبب نفس الاضطراب الوراثي. "هذا أمر محزن للغاية ويصعب على الأسرة استيعابه". ولكن الأهم من ذلك، أن البروفيسور أودي يعتقد أن الخطر الرئيسي على الصحة الوراثية في برادفورد ليس زواج الأقارب، بل قضية مماثلة تعرف باسم الزواج من المجتمع المقرب، حيث يتزوج الناس من أفراد مجتمعهم القريب. وفي مجموعة عرقية متماسكة، يكون الناس أكثر عرضة لمشاركة جينات مشتركة - سواء كانوا أبناء عمومة من الدرجة الأولى أم لا. الزواج بين الأقارب ليس فريداً من نوعه بين الجالية الباكستانية في المملكة المتحدة. فهو منتشر أيضاً في المجتمع اليهودي في المملكة المتحدة وعلى مستوى العالم بين طائفة الأميش والكنديين الفرنسيين أيضاً. يقول البروفيسور أودي: "إنه من التبسيط المفرط القول بأن زواج الأقارب هو جذر جميع الاضطرابات المتنحية المفرطة في برادفورد أو في الجاليات الباكستانية". بدلاً من الحظر، يؤكد البروفيسور أودي على قوة التعليم ـ أو ما يسميه "محو الأمية الوراثية". وهي عبارة تتردد مراراً على لسان الأشخاص الذين نتحدث إليهم. فعلى مدى سنوات عديدة، كانت هناك حملة في برادفورد لتوعية الناس من الجالية الباكستانية بالمخاطر الجينية التي يتعرضون لها. ويتلقى الأزواج المشورة المتخصصة من طبيبهم العام؛ وفي فترات الحمل، يتم تزويد المعلومات الضرورية للأمهات الحوامل. وفي الواقع، في برادفورد على الأقل، بدأ زواج الأقارب بالانخفاض، فمثلاً انخفضت نسبة الأمهات الجدد في دراسة "مولود في برادفورد" اللاتي كن أبناء عمومة من الدرجة الأولى مع أزواجهن، وتراجعت النسبة من 39 في المئة في أواخر العقد الأخير من القرن العشرين إلى 27 في المئة في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. البروفيسور جون رايت، كبير الباحثين في مشروع "مولود في برادفورد" يقول: "عندما تحدثنا إلى الأسر قبل 10 سنوات، كان من الواضح جداً أن الناس لم يكونوا على دراية بالمخاطر ولكنهم بالطبع مثل جميع الأهالي يريدون بذل قصارى جهدهم من أجل أطفالهم، ويريدون إنجاب أطفال أصحاء". "التعليم هو نقطة البداية، وقد أظهرنا في 'مولود برادفورد' مدى قوة ذلك". وبقطع النظر عن المخاوف الصحية، هناك سبب آخر يجعل بعض الناس يريدون حظر زواج أبناء العمومة، وهو تأثيره على التماسك الاجتماعي. وهذا هو ما يحرك النقاش إلى حد كبير في الدول الاسكندنافية. ففي النرويج، حيث تم حظر زواج أبناء العم في العام الماضي، قال المشرعون إن هذا الزواج مرتبط بالزواج القسري، حيث تم إجبار بعض النساء المهاجرات من جنوب آسيا على الزواج من أقاربهن. كما نظروا في الارتباط بما يسمى بالعنف "الشرفي"، وفقاً لتونجي إيجيديوس، الصحفية التي غطت القصة لصحيفة نرويجية. وتقول: "[تزعم الشرطة] أن زواج أبناء العم يجعل من الأسهل على الجناة الحفاظ على الشرف في العائلات، وأن الزواج داخل الأسرة هو سبب مساهم في العنف والإساءة المرتبطين بالشرف". وقالت جاسمينا هولتن، وهي ضابطة شرطة نرويجية ذات رتبة رفيعة، في مقابلة مع هيئة الإذاعة النرويجية NRK العام الماضي - إن بعض النساء اللائي أجبرن على الزواج من أبناء العم وجدن أنفسهن محاصرات، نظراً للاعتماد المالي على الأقارب. وفي هذه الحالات، غالباً ما يعني الطلاق النبذ. وقالت إن حظر زواج أبناء العم يمكن أن يحول دون ذلك. وأصبحت هذه الحجة الثقافية بارزة على نحو متزايد. ويرى أنصار الحظر أن زواج أبناء العمومة أداة للفصل بين الناس، وعزلهم عن بقية المجتمع. ويقول ناش من مؤسسة فاروس إن حظر زواج أبناء العمومة من شأنه أن يساعد في الحد من الفصل العرقي في أماكن مثل برادفورد. ويشكك آخرون في فكرة إمكانية إرغام الناس على الاندماج من خلال التشريع والإلزام القانوني. ويقولون إنه حتى إذا تم فرض الحظر، فإن بعض الأشخاص سوف يستمرون في الارتباط بأبناء عمومتهم من خلال زيجات غير مسجلة، و يرون أن النساء في مثل هذه الزيجات قد يشعرن بأنهن لم يعدن متمتعات بحماية الدولة إذا ساءت العلاقة بين الطرفين. ويقول لنا نذير أفضل، المدعي العام السابق لشمال غرب إنجلترا، إن التشريع المدروس من شأنه أن يوفر الحماية للأشخاص الذين أجبروا على الزواج من أبناء العمومة. ويضيف: "لكن يتعين علينا احترام التنوع الثقافي والاختيار الشخصي. إن زواج أبناء العمومة ممارسة ثقافية مهمة في العديد من أجزاء العالم، وينبغي للتشريع أن يكون حساساً للقيم الاجتماعية والأسرية التي تقوم عليها". ويرى أفضل، أن على الحكومات التفكير في تعزيز التعليم والفحص الجيني للذين يقدمون على زواج أبناء العمومة، بدلاً من فرض "حظر شامل". بالنسبة للبعض، تثير فكرة الحظر الصريح صورة قبيحة لاستهداف أقليات معينة على حساب أخرى. ووصفت منظمة كارما نيرفانا الخيرية، التي تعمل على إنهاء العنف الناجم عن جرائم الشرف، محاولة أعضاء البرلمان لحظر زواج أبناء العمومة بأنها "أداة لتسجيل النقاط السياسية، وتحريض الكراهية ودق إسفين بين الجاليات". وينتظر مشروع القانون الذي تقدم به ريتشارد هولدن النظر فيه للمرة الثانية في مجلس العموم. ومن غير المرجح أن يتم تمريره بدون دعم حكومي، ولكن وجوده ذاته والأحداث التي جرت في الدول الاسكندنافية أدت إلى الحديث عن زواج الأقارب في أماكن بعيدة عن المجتمعات التي يسود فيها هذا الزواج. وبطبيعة الحال، تستمر الحياة كما كانت من قبل بالنسبة للبريطانيين الذين يعيشون في ظل زواج الأقارب. وفي منزل برادفورد، تضع خبيرة التجميل لمساتها الأخيرة على شعر الأخوات الثلاث، قبل حفل الزفاف المرتقب في نهاية الأسبوع. أما عائشة، الأخت المتزوجة من ابن عمومتها، فهي تتأمل زواجها الذي دام قرابة عشر سنوات. وتقول عن زوجها: "هناك صعوبات، لقد مررنا بالكثير معاً، وضحينا بالكثير. ولكننا سعداء معاً". "أعتقد أنه حتى في ظل الزواج عن حب، سوف تواجه مشاكل. وسوف تكون هذه المشاكل مختلفة تماماً". 2025 بي بي سي. بي بي سي ليست مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية. سياستنا بخصوص الروابط الخارجية.