
الشرق الأوسط أمام أخطر المواجهات
يدخل الصراع المحتدم بين إسرائيل وإيران يومه التاسع على التوالي، في ظل استمرار تبادل الهجمات المباشرة بين الطرفين؛ ما ينذر بانزلاق المنطقة نحو مزيد من التصعيد وعدم الاستقرار.
وقد شهدت الساعات الأولى من اليوم جولة جديدة من الضربات، عقب إعلان طهران أنها لن تدخل في أي مفاوضات بشأن برنامجها النووي تحت وطأة التهديدات، في مؤشر واضح على تصلب الموقف الإيراني وغياب بوادر التهدئة في الأفق القريب.
في تطور لافت، شنت إيران موجة صاروخية جديدة استهدفت عدة مدن إسرائيلية، ضمن ما وصفته بـ 'حق الرد المشروع' على الهجمات الإسرائيلية المتكررة.
وفي المقابل، ردت إسرائيل مستهدفة منشأة نووية في مدينة أصفهان، في هجوم يحمل رسائل واضحة تتجاوز الطابع العسكري إلى مستوى الردع الاستراتيجي، رغم تطمينات الإعلام الإيراني بعدم حدوث أي تسرب للمواد النووية الخطيرة.
ولم يتوقف الرد الإسرائيلي عند استهداف البنية التحتية النووية فحسب، بل شمل أيضًا قصف مبنى في مدينة قم، وهو تطور ذو أبعاد رمزية كونه يقع في واحدة من أهم المدن الدينية في إيران.وأسفر الهجوم عن مقتل فتى يبلغ من العمر 16 عامًا، وإصابة شخصين آخرين، وفقًا للتقارير الأولية.
تصعيد بهذا الحجم وطول المدى بين قوتين مثل إسرائيل وإيران لا يُعد مجرد تبادل تكتيكي للضربات، بل يعكس انتقال الصراع إلى مرحلة جديدة أكثر خطورة.
فاستهداف منشأة أصفهان النووية يكشف عن قلق إسرائيلي عميق من أي تقدم محتمل في البرنامج النووي الإيراني، ويحمل رسالة واضحة مفادها أن إسرائيل لن تسمح لطهران بتجاوز 'الخطوط الحمراء' فيما يخص تخصيب اليورانيوم أو تطوير قدرات نووية عسكرية.
أما على الصعيد السياسي، فإن إعلان إيران رفضها التفاوض تحت الضغط ينسجم مع سياستها التقليدية الرافضة للإملاءات الخارجية، لكنه يعكس في الوقت ذاته تنامي نفوذ التيار المتشدد في طهران، مما يُغلق باب الحلول الدبلوماسية في الأمد القريب.
على الصعيد الإقليمي، فإن استمرار هذا النوع من التصعيد ينذر بتوريط قوى إقليمية ودولية إضافية، سواء عبر الدعم السياسي أو العسكري، ويزيد من هشاشة الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، التي تعاني أصلًا من بؤر نزاع متعددة.
ومع كل جولة جديدة من العنف، تتفاقم المخاوف بشأن الأوضاع الإنسانية، خاصة مع سقوط ضحايا من المدنيين، وهو ما يعمق المأساة، ويزيد من الضغوط على المجتمع الدولي للتحرك.
السؤال المطروح اليوم لم يعد فقط كيف بدأ هذا التصعيد، بل كيف يمكن احتواؤه؟
في ظل تعطل قنوات الحوار، وازدياد العناد بين الطرفين، تبدو الأزمة مرشحة للاستمرار وربما الانزلاق إلى مستويات أشد خطورة.
القوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مدعوة إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية لمنع خروج الأمور عن السيطرة.ولا يكفي أن تكتفي هذه القوى بدور المتفرج أو المهدد من بعيد، فالأمر لم يعد مجرد لعبة سياسية، بل أصبح مصير المنطقة بأسرها مهددًا جراء هذه الحرب.
لكن يبقى تحقيق أي اختراق دبلوماسي مرهونًا بمدى استعداد الطرفين للقبول بخفض التصعيد، وهو أمر لا يبدو واردًا في الوقت الراهن.
إن الصراع المستمر بين إسرائيل وإيران ليس مجرد مواجهة عسكرية؛ بل هو انعكاس لصراع أعمق بين رؤيتين متناقضتين لمستقبل الشرق الأوسط.
ومع دخول الصراع يومه التاسع، تتكشف معالم أزمة إقليمية تتجه نحو الانفجار، وتطرح تساؤلات جدية: هل يجر هذا التصعيد المنطقة إلى مواجهة كبرى؟
ما كان يوصف سابقًا بـ 'حرب ظل' بين الطرفين، يتحول اليوم إلى مواجهة مفتوحة. استهداف منشآت نووية وصواريخ متبادلة يضع الشرق الأوسط أمام واحدة من أخطر المواجهات منذ سنوات.
في ظل هذا الأفق المسدود، ومع غياب قنوات فاعلة للحوار، يبدو أن المنطقة أمام معركة إسرائيلية - إيرانية بلا ضوابط، حيث يهدد التصعيد العسكري بإشعال المنطقة برمتها.
وهو ما يستدعي تحركًا دوليًا فوريًا لاحتواء التصعيد، قبل أن تخرج الأوضاع عن السيطرة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجمهورية
منذ 17 دقائق
- الجمهورية
مسؤول أميركي: واشنطن لا تفكر في الانضمام للحرب ضد إيران
كما قال المسؤول لقناة "NBC" الأميركية، إن واشنطن أبلغت إسرائيل أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعارض خطة تهدف إلى اغتيال المرشد الأعلى ال إيران ي، علي خامنئي، مشيرة إلى أن إيران لم تقتل أي أميركي، وأن مناقشة اغتيال قادة سياسيين يجب ألا تكون مطروحة. جاء ذلك، فيما أكد مسؤول دفاعي أميركي لـ ALARABIYA ENGLISH، اليوم السبت، أن قاذفات الشبح B2 المعروفة بـ"حاملة القنابل" غادرت الولايات المتحدة ، وتحلق فوق المحيط الهادئ، وذلك مع تصاعد التوتر في الشرق الأوسط إثر الحرب المستعرة بين إسرائيل و إيران ، ومع ترقب العالم برمته قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب ، بشأن الانخراط في الصراع واحتمال توجيه ضربة إلى منشآت نووية إيران ية. كما قال مسؤولان أميركيان لـ"رويترز" اليوم إن الولايات المتحدة ستنقل قاذفات قنابل من طراز (بي-2) إلى جزيرة غوام في المحيط الهادي. في حين، قال مسؤولون أميركيون لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إنه لم تصدر أوامر حول التحضير لهجوم باستخدام قاذفات B2. أتت تلك التصريحات بعدما أعلن الرئيس الأميركي أمس أن أمام إيران مهلة أسبوعين "كحد أقصى" لتفادي التعرض لضربات أميركية محتملة، مشيرا إلى أنه قد يتخذ قرارا قبل هذا الموعد النهائي الذي حدده. كما قلل ترامب من إمكانية مطالبته إسرائيل بوقف ضرباتها كما طلبت طهران، قائلا "من الصعب جدا مطالبتهم بذلك الآن". وأضاف "إذا كان الطرف رابحا، فسيكون الأمر أصعب قليلا منه إذا كان خاسرا". وكان مسؤولون مطلعون أفادوا سابقاً بأن الجانب الأميركي قدم مقترحاً إلى ال إيران يين مطلع الأسبوع الماضي، يقضي بتصفير تخصيب اليورانيوم مع الاستعاضة عنه بالتخصيب خارج الأراضي ال إيران ية ضمن "كونسورتيوم إقليمي". كما أوضحوا أن واشنطن تنتظر الرد ال إيران ي مع استمرار التواصل بين البلدين عبر وزير الخارجية ال إيران ي عباس عراقجي، والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف. إلا أن الرئيس ال إيران ي مسعود بزشكيان أكد رفض بلاده لتصفير البرنامج النووي تحت أي ظرف، مهددا بضرب إسرائيل بقوة في حال استمرار هجماتها. ومنذ 13 يونيو، شنت إسرائيل هجوماً غير مسبوق على مناطق عدة في إيران ، متذرعة بفشل المفاوضات النووية، وسعي طهران للحصول على قنبلة نووية. كما حثت على المشاركة في الحرب والمساعدة في ضرب منشأة فوردو النووية.


خبر صح
منذ 41 دقائق
- خبر صح
مسؤول سابق في الموساد يحذر: الإيرانيون هم من اخترعوا الشطرنج فلا تستهينوا بطهران
في حديثه على 'بودكاست نداف بيري'، تناول زوهار بالتي، الرئيس السابق لقسم الاستخبارات في الموساد والمسؤول الأسبق عن الشؤون السياسية-الأمنية بوزارة الدفاع الإسرائيلية، الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على إيران، حيث استعرض الأبعاد الاستراتيجية والاستخباراتية لهذه الهجمات وتأثيراتها الإقليمية والدولية. مسؤول سابق في الموساد يحذر: الإيرانيون هم من اخترعوا الشطرنج فلا تستهينوا بطهران ممكن يعجبك: إيران تطلق صواريخ جديدة على إسرائيل مع تفعيل صفارات الإنذار إيران 'رأس الأخطبوط' بالتي أكد أن الهجمات ليست مجرد رد على البرنامج النووي الإيراني، بل تأتي ضمن سياق أوسع يتضمن تداعيات عملية 'طوفان الأقصى' التي حدثت في 7 أكتوبر، حيث وصف هذا اليوم بـ'الزلزال' الذي أحدث ارتدادات في لبنان وسوريا، مضيفًا: 'الآن تبقى الحلقة الأخيرة: إيران'، وأوضح أن إيران تمثل المصدر الرئيسي للتهديد، قائلاً: 'لا يمكن تفكيك أذرع الأخطبوط دون استهداف الرأس نفسه'. عقود من التحضير وأشار بالتي إلى أن القدرات التي أظهرتها العملية الإسرائيلية هي نتاج سنوات طويلة من التخطيط الاستراتيجي والتكتيكي، حيث عملت فرق متخصصة بصمت على مدى فترة طويلة حتى جاءت هذه اللحظة. الحذر من 'النشوة' ورغم إشادته بالعملية، حذر من الإفراط في الثقة، مؤكدًا أن النتائج هي ما يهم، وأن السؤال الحقيقي هو: 'هل سيتراجع العدو؟'، مشددًا على أن المعركة لم تنته بعد، وأن 'أيامًا صعبة قادمة' لا تزال في الأفق. مقال له علاقة: ترامب يكشف تفاصيل مكالمة الـ90 دقيقة مع رئيس الصين في نهاية مفاجأة 'الشطرنج' مع إيران رفض بالتي التشبيهات التي تصف إيران بأنها في 'كش ملك'، موضحًا أنهم من اخترعوا الشطرنج، وهم لاعبو ماراثون، وليسوا هواة، وأكد أن البرنامج النووي الإيراني هو نتيجة أربعين عامًا من العمل المنهجي، مما يجعل من الصعب التنبؤ بخطواتهم المستقبلية. غموض استخباراتي أوضح أن الصورة الاستخباراتية الكاملة لا تزال غير واضحة، مشيرًا إلى أن المواقع الحساسة مثل نطنز وفوردو بحاجة إلى تقييم دقيق للأضرار، قائلاً: 'لا نعلم مصير مراكز المعرفة أو أماكن تخزين اليورانيوم المخصب حتى الآن'. قرارات مصيرية أمام إسرائيل كشف أن إسرائيل ستواجه قريبًا قرارات صعبة ومعقدة للغاية، لكنه امتنع عن تقديم تفاصيل، مؤكدًا أن الأحداث لا تزال تتطور، وتحتاج إلى تحليل عميق. مفترق طرق إيراني بالنسبة لإيران، طرح بالتي تساؤلاً استراتيجياً: 'هل سيتخذ المرشد الأعلى قرارًا بالتراجع والقبول بالتفاوض – ما أسماه 'كأس السم' – أم سيواصل التصعيد الذي قد يهدد نظام الحكم ذاته؟'، مشيرًا إلى غياب القدرة الاستخباراتية الدقيقة للتنبؤ برد فعل طهران. دور المجتمع الدولي وحذر من التقليل من أهمية الدور الأوروبي، مؤكدًا أن أوروبا تظل شريكًا اقتصاديًا وسياسيًا مهمًا لإسرائيل، على الرغم من الانتقادات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وأضاف: 'من المهم أن نظل في صف الديمقراطيات الغربية'.


مصر اليوم
منذ ساعة واحدة
- مصر اليوم
إيران: عملاء الموساد يستخدمون بطاقات متصلة بالإنترنت لتوجيه المسيرات الهجومية
أكدت وكالة فارس الإيرانية أن شبكات العملاء التابعة للعدو الإسرائيلي تستخدم بطاقات الاتصال المتصلة بالإنترنت، كمنصة للتخطيط والإسناد وتنفيذ العمليات العدوانية، وخاصة توجيه المسيرات الصغيرة. كشفت السلطات ذلك بعد المسوحات الميدانية ومقارنة إحصائيات انقطاع الإنترنت على المنصة الدولية "نت بلوكس" مع أوقات الاغتيالات في إيران. ووفقا لتقديرات غير رسمية، فخلال فترات انقطاع الإنترنت انخفض عدد الاغتيالات بنسبة 85%. وأكد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إيفي دوفيرين، أن السلاح الجوي الإسرائيلي يعمل على اعتراض تهديدات المسيرات الإيرانية ولكن الدفاع ليس كاملا. وقال المتحدث - في مؤتمر صحفي أوردته قناة القاهرة الإخبارية -"نحكم ضرباتنا على المنظومة النووية الإيرانية في أصفهان التي تستخدم لتحويل اليورانيوم ، حيث تم قصف الموقع بضربة واسعة النطاق لتعميق الضرر، كما استهدفنا أمس منظومة أخرى لتخصيب اليورانيوم" ، منوها بأن تلك الضربات تأتي بهدف إضعاف النظام الإيراني. وأضاف أن الهجوم الجوي الاسرائيلي تمكن من اغتيال سعيد ايزادي رئيس فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني بعد جهد استخباراتي منظم ومركز ، حيث كان ايزادي من مخططي هجوم السابع من أكتوبر ، على حد زعمه. وتابع أنه تم أيضا استهداف مسيرات جاهزة على الاطلاق وصواريخ أرض أرض كانت جاهزة للاطلاق في الأراضي الإيرانية وهو ما سيقلل من التهديد الموجه الينا ويضعف القدرات الدفاعية الإيرانية. وشدد على مواصلة العمل في كل جبهات القتال وتنفيذ كل المهام الموكلة لنا ، لأن هدفنا هو ازالة التهديد الإيراني ونعلم أن المعركة ستكون طويلة ولن نتوقف عن توجيه الضربات. وقال المتحدث "إن أكثر من 1000 مسيرة إيرانية أطلقت باتجاه إسرائيل منذ بداية العملية ومعظمها تم اعتراضها بعيدا عن الحدود ، حيث اعترضنا منذ بدء الهجمات الإيرانية أكثر من 470 مسيرة" ، مشيرا إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي اعترض نحو 40 طائرة مسيرة الليلة الماضية. ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة. انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مصر اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مصر اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.