اختتام فعاليات النسخة السادسة من مهرجان الشعراء المغاربة في مدرسة الصنائع والفنون الوطنية
عمان - الدستور - عمر أبو الهيجاء
اختتم "مهرجان الشعراء المغاربة"، مساء أول أمس، نسخته السادسة بعد ثلاثة أيام ازدانت بالحرف واحتفت بالكلمة ضمن الفعاليات التي نظمتها دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية.
حضر حفل الختام، الذي أقيم في مدرسة الصنائع والفنون الوطنية في تطوان، سعادة عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، ورشيد المصطفى رئيس قسم التعاون بقطاع الثقافة في وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية، والدكتور يوسف الفهري رئيس المدرسة العليا للأساتذة في مدينة مرتيل، ومخلص الصغير مدير دار الشعر في تطوان، وعدد كبير من الأدباء والمثقفين والطلاب الجامعيين.
وقال مخلص الصغير إن مهرجان الشعراء المغاربة يسعى إلى التجديد مع كل نسخة جديدة وأن يكبر شعرياً على مستوى العالم العربي ، مشيرا إلى أن النسخة الحالية حظيت بحضور رسمي بارز إلى جانب الحضور الجماهيري الذواق للشعر والفن ، لافتا إلى أن دار الشعر في تطوان التي تأسست في 2016 تؤكد سعيها الدؤوب لتنظيم دورة سابعة مميزة في العام المقبل احتفاء بمرور عشر سنوات على تأسيسها.
من جهتهم أجمع المشاركون في مهرجان الشعراء المغاربة على أن الشارقة باتت تمثل نموذجاً ريادياً في دعم الثقافة العربية، وتسهم بشكل فاعل في تشكيل جيل جديد من المثقفين العرب، مؤكدين أن ما حققته الشارقة من منجزات ثقافية ومعرفية وفكرية خلال العقود الماضية لم يكن وليد الصدفة بل نتيجة رؤية ثقافية واسعة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ، إيماناً من سموّه بأن الثقافة هي حجر الأساس لبناء الإنسان والمجتمع.
ورأى المشاركون أن تجربة الشارقة تمثل نموذجاً يحتذى به إذ إنها لم تكتفِ بدعم الإنتاج الثقافي، بل حرصت أيضاً على تهيئة بيئة معرفية متكاملة تستقطب الأجيال الجديدة، وتغرس فيهم حب القراءة والتفكير والنقد ، لافتين إلى أنه أصبح العديد من الشباب العربي ممن نهلوا من تجارب الشارقة الثقافية اليوم من الأصوات البارزة في مجالات الأدب والفكر والفنون.
وشهد اليوم الثاني من المهرجان ندوة نقدية تحت عنوان "الشعر وفنون الأداء" أقيمت في المدرسة العليا للأساتذة، وركز المتحدثون أنه حين يُلقى الشعر على المسرح أو يُدمج مع الحركة أو الموسيقى يتحوّل إلى فن أدائي، وهنا تنشأ ما يُعرف بـ"شعرية الأداء" حيث يخرج الشعر من الصفحة ليتجسّد عبر الجسد والصوت والنظرة والسكوت ، مشيرين إلى أنه في هذه اللحظة يتداخل الأدب مع الفنون الحية ليمنح المتلقي تجربة فنية متعددة الحواس.
ولفت المتحدثون إلى أن شعرية الفنون الأدائية تنتج عند تلاقي الكلمة بالحركة، حيث تتحوّل القصيدة إلى جسد نابض والمشهد إلى قصيدة مرئية تُقرأ بالعَين كما تُحس بالقلب، تلا الندوة جلسة شعرية بمشاركة عدد من أبرز الشعراء المغاربة .
وجمعت فعاليات المهرجان الجمهور مع الشعراء المكفوفين في معهد طه حسين في تطوان في لحظة شعرية وإنسانية راقية، التقى خلالها الشعر مع مجموعة المبدعين المكفوفين الذين استلهموا من الكلمات ملامح الحياة ومن تفاصيلها نسجوا عوالمهم الكبيرة.
شارك في المهرجان أكثر من 40 مبدعاً من شعراء وشاعرات ومثقفين وفنانين وسط أجواء احتفائية بالشعر ومبدعيه، بجانب مشاركة 83 طالباً وطالبة في ورشة الكتابة الشعرية التي نظمتها دار الشعر في تطوان بالتعاون مع كلية اللغة العربية في المدرسة العليا للأساتذة في مدينة مرتيل، وتم وتتويج 18 تلميذاً وتلميذة في المسابقة الإقليمية لرواد اللغة العربية بتنظيم من دار الشعر مع أكثر من 37 مؤسسة تعليمية للتعليم الثانوي والإعدادي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
منذ يوم واحد
- الدستور
"خريطة تحترق" للشاعر السوري جعفر العلوني.. قصائد عن ذات عربية مأزومة
عمان – الدستور – عمر أبو الهيجاء صدر حديثاً عن دار الساقي في بيروت ديوان "خريطة تحترق" للشاعر والمترجم السوري جعفر العلوني، المقيم في إسبانيا، وهو عمل شعري ينتقل بين الأساليب والتقنيات والموضوعات، مقدِّماً صورة بانورامية لذات عربية مأزومة تعيش في عالم يلتهب النص الافتتاحي "صديق الموت"، يضع العلوني قارئه في مواجهة مباشرة مع فكرة العبور من الحياة إلى الحافة، حيث لا مكان للانتماء إلا في القصيدة، ولا زمن إلا ما تصنعه اللغة. يقول: "أعيشُ حياةً لا تستطيع الحياةُ أن تحيا فيها... وحدهُ الشعرُ كشفَ خطواته." القصيدة هنا ليست تعبيراً فحسب، بل وسيلة إنقاذ، ومخرجاً للطوارئ. ويتّخذ العلوني من التنقّل والهجرة رمزاً للتشظّي، ومن الرحلة مجازاً للتعبير عن الذات العربية المشتّتة، التي لا تسكن إلا الخرائط أو القصائد. يقول: "رجل المسافات جاءَ متعباً من كثرة الموت على كتفه / جاء متعباً من ثقل الحياة في صدره / ها أنا، رجل المسافات، أعود من حيث لا عودة / لا وقت له، لا مكان، لا قلب، ولا دم." في القسم الثاني من الديوان، "توقعات الأبراج للإنسان العربي"، يدخل العلوني تجربة هجائية كونية ذات طابع رمزي، حيث يتحوّل كل برج من الأبراج الفلكية إلى استعارة كاشفة عن البنية السياسية والاجتماعية للعالم العربي. هنا لا نجد قراءة في الطالع بقدر ما نقرأ واقعاً مفتّتاً: برج الحمل يتحوّل إلى ذبيحة أبدية على موائد الحكام، والثور يُستدرج إلى حلبة صراع لا تنتهي، بينما تتعطّل أعضاء برج الجوزاء كأن الشلل أصاب الأمة كلها، والعذراء تعيش على هامش جسدها كرمز لأنوثة مكبوتة أو مهدورة. هذه النصوص ليست ساخرة بقدر ما هي مرآة دامية تعكس الواقع العربي المأساوي، وقد اختار الشاعر تقديمها في شكل فني غير مباشر، يستعير فيه لغة التنجيم ليمارس فعلاً نقدياً صارخاً. أما القسم الثالث، "هكذا أروي حياتي لنفسي"، فيقدّم نمطاً مغايراً في البناء والتوجّه. فيه ينكسر الزمن كما يكسره الطاغية، فلا تتبع القصائد ترتيباً كرونولوجياً أو سردياً، بل تتناثر على هيئة شذرات تشبه النصوص اليومية، والاعترافات، والمونولوجات الداخلية. وهذه ليست مجرّد تجزئة شكلية، بل تعبير عميق عن تفكك الذات نفسها، وعن العيش في منفى وجودي دائم، حتى داخل اللغة الأم. يُلفت في نصوص الكتاب حضور أنثوي طيفي، لا يتجسّد في صورة امرأة، بل كصوت داخلي، أو احتمال للحياة. هذا الحضور الأنثوي يتكرّر، يتلوّن، ويتنقّل من دور إلى آخر: تارةً يظهر في صورة هاجس، وتارةً أخرى في شكل سؤال. وفي أحيان كثيرة، يتجسّد في صورة امرأة لا تُمسك، لكنها تفرض نفسها كآخر خفي في رحلة السقوط والصعود معاً. في القسم الأخير، "تحولات آلية"، يبلغ الديوان ذروة التجريب اللغوي والمضموني. هنا نقرأ قصائد ميتاشعرية تمزج بين اللغة الشعرية والمفاهيم التقنية، لتعيد طرح سؤال الإنسان في زمن ما بعد الحداثة. الجسد يتفكك، الحواس تتحوّل إلى إشارات كهربائية، والحب يختبر حدوده في عالم رقمي. تتحول الحبيبة إلى واجهة إلكترونية، ويغدو الشاعر ذاته شيفرة. في هذا السياق، لا يعود السؤال: "من نحن؟" بل: "هل لا نزال بشراً، أم أننا أصبحنا نسخاً رقمية؟" يمثل هذا القسم تأملاً شعرياً فيما يمكن تسميته "مصير الكائن" حين ينفصل عن طبيعته العضوية ويصبح جزءاً من آلة أكبر. ويُذكر أن جعفر العلوني شاعر ومترجم سوري مقيم في إسبانيا. من ترجماته إلى العربية: "الجمالية في الفكر الأندلسي" (2024)، "شاعر من تشيلي" (2022)، و"تجريد الفن من النزعة الإنسانية" (2013). من ترجماته إلى الإسبانية: "ديوان الشاعرات العربيات المعاصرات" (2017)، "أول الجسد آخر البحر" (2021)، "بين الثابت والمتحوّل" (2023)، و"أدونياد" (2023).

الدستور
منذ 3 أيام
- الدستور
بيت الشعر بالمفرق يختتم "ملتقى شعر الأطفال" في دورته الثانية في مركز زها الثقافي في الزهور
عمان – الدستور – عمر أبو الهيجاء اختتم "بيت الشعر" بالمفرق، "ملتقى شعر الأطفال" في دورته الثانية في مركز زها الثقافي – فرع الزهور، وأدارت الأصبوحة الشعرية الختامية الأديبة ميرنا حتقوة، بمشاركة كل من الشاعرين: د. نبيلة الخطيب ومحمد جمال عمرو وبحضور مدير البيت الأستاذ فيصل السرحان، وجمع من المثقفين والطابة ومحبي شعر الأطفال. القراءة الأولى استهلتها الشاعرة الدكتورة نبيلة الخطيب وقرأت مجموعة من القصائد الشعرية الموجه للأطفال بلغة معبرة عن طقوس الطفولة وقضاياهم وأحاسيسهم. ومما قرأت نختار قصيدة "الله الخالق" الت تقول فيها: "تُبْصِرُ عَيْنِي تَسْمَعُ أذني بيـدي أَصْنَعُ ما يَلْزَمُني يَنْبِضُ بَيْنَ ضُلُوعِي قَلْبِي ما أَعْظَمَ خَلْقَكَ يَا رَبِّي لي بستانٌ قرب الدار فيه أشجار وثمار هذا أَحْمَرُ هَذا أَصْفَرْ هذا حُلْو مثْلُ السُكَّر أَكُلُ مِنْهُ وَأَطْعِمُ صَحْبِي ما أَعْظَم خَلْقَكَ يا رَبِّي ...سَمَكَ يُسْبَحُ تَحْتَ الماء جَمَلٌ يَرْحَلُ فِي الصَّحْرَاء والأطيارُ تَنْقُ الحَبَّ والأغنام ت تُحِبُّ العُشب فيها سر ظلَّ عجيباً كَيْفَ يَصِيرُ العشب حليباً ؟! يحلو مَغْلِياً لِلشَّرْبِ ما أعظمَ خَلْقَكَ يا رَبِّي". أما الشاعر محمد جمال عمرو، قرأ غير قصيدة لا تخلو من حسّ الطفولة وما يفكر فيه الطفل، بلغة قريبة منه ومعبرة عما يجول في خاطره، قصائد تعليمية وارشادية. ومما قرأ نختار حيث يقول في احدى قصائده: إنترنتْ.... إنترنتْ.. "هذا عصرُ الإنترنتْ/ هيّا نَدخلْ هذا الموقعْ نكتشفِ الماضي والآتي أسرعْ... أسرعْ هيّا أسرعْ نستعرضْ كلَّ الصّفحاتِ إنترنتْ.... إنترنتْ.. هذا عصرُ الإنترنتْ إنْ شِئتَ عُلوماً نافعةً سيُنَفَّذُ أمركَ بثوانِ أو شِئتَ فُنوناً رائعةً جاءتكَ بشتَّى الألوانِ إنترنتْ.... إنترنتْ.. هذا عصرُ الإنترنتْ هذا الموقعُ ما أخطرهُ لنْ ندخلَهُ أبداً أبداً إنّ علينا أنْ نحذرَهُ كي لا نخسرَ منّا أحداً إنترنتْ.... إنترنتْ.. هذا عصرُ الإنترنتْ دَعْنا نتحادثْ وُنشاهدْ كلَّ الأصحابِ على الشّاشةْ نحنُ الجيلُ الحُرِّ الواعِدْ في أنوارِ العلمِ فَرَاشةْ إنترنتْ.... إنترنتْ". هذا عصرُ الإنترنتْ وفي ختام الأصبوحة كرّم مدير البيت السرحان المشاركين في الفعالية والطلبة بالشهادات التقديرية.

الدستور
منذ 4 أيام
- الدستور
بيت الشعر بالمفرق يواصل فعاليات "ملتقى شعر الأطفال" في مركز زها الثقافي في أبو علندا
عمان – الدستور – عمر أبو الهيجاء تواصلت فعاليات "ملتقى شعر الاطفال" في يومه الثاني، في مركز زها الثقافي - أبو علندا، وأدار الفعالية الشاعر شفيق العطاونة بمشارك: الشاعر الدكتور عاطف العيايدة والشاعر رسمي الزغول، وسط حضور كبير من المثقفين وحشد من الطلبة الذين شاركوا أيضا بقراءات شعرية وإلقاء متميز وتفاعل معهم الجمهور. من جانبه رحبت مديرة مركز زها ايمان الحنيطي بالحضور في بداية اللقاء ، ثم قدم مدير الأمسية الشاعرين الضبفين، حيث قدما مجموعة من قصائد موجه للأطفال القراءة الأولى كانت مع الشاعر الدكتور عاطف العيايدة وقرأ غير قصيدة ونختار مما قرأ قصيدة "تعيش بلادي" يقول فيها: "تعيش بلادي وأرضي الحبيبة ربيع فؤادي لقلبي قريبة فمنذ الطفولة بعيني أراها بلاد البطولة بها نتباهى تظل أبيه بلاد الهواشم ودومًا عَصِيَّهْ على كل غاشم". فيما قرأ الشاعر رسمي الزغول مجموعة من القصائد، التعليمية والإرشادية التي تخص الطفولة، من قصيدته "آلام التدخين" نختار منها: "آلام الـــتدخـيـــن كـثـيــــرة/ ومصائب في الناس خطيرة بـــالتدخين ضـــيـاع الأمــة/مــرض فــقـر ذل غــمــــه يـــا هاوي التدخــــين تمهل/ فـكـر بالأطفال تــــــأمـــــل لا تزرع في الأرض دمارا/ كــن بناءا يــعــطـي ثــمارا شــدوا يـــاعــلمــاء الأمــة/ بمواعظ تــــرفـــع لـلــقـمـة بــــوفاء وبـــعــزم ثــــابت/ينخذل الإرهاب الصامــت بعـــزيمتـنا نـنـقــذ جــيـــلا/ مــقــدامــا حـــرا ونـبـيـــلا بــجـــهـود الـناس وبـالهمة/نـــرفع عـــن أوطاني الغمة". وفي الختام وزع الشاعر خالد الشرمان ومديرة مركز زها الشهادات التقديرية للشاعرين المشاركين، والهدايا للطلبة الذين قدموا قراءات شعرية في الأصبوحة.