logo
كدا الجمال.. يا ستّ فنكلوزة

كدا الجمال.. يا ستّ فنكلوزة

المدنمنذ 3 أيام

"كدا الجمال/ يا ستّ فنكلوزة/ يا زهرة الكازوزة/ يا مزيّنة الخلخال/ كدا الجمال/ يا مكبّرة التسريحة/ واحد قهوة عالريحة/ وتنين قطايف عال".
هل ثمّة مَن يتذكّر هذه الأغنية؟ مَن يتمعّن في كلماتها، يحمله المناخ المسيطر عليها إلى أعمال زياد الرحبانيّ إبّان النصف الأوّل من سبعينات القرن العشرين مثل "نزل السرور آه يا جامعنا" و"يا نور عينيّا": اللهجة المصريّة المخفّفة، اللغة المباشرة، الأجواء الكوميديّة المنبثقة من مزج عناصر هجينة لا يجمعها أيّ رابط موضوعيّ (زهرة الكازوزة، التسريحة والقهوة المرّة)، وطبعاً اسم "فنكلوزة" الغريب.
لكنّ اليوتيوب، الذي يحتضن هذه الأغنية القصيرة منذ نحو خمس من السنوات، يحيلنا على "طقطوقة" ينشدها كلّ من ماجد أفيونيّ وليلى كرم في إحدى حلقات مسلسل "من يوم ليوم" للأخوين رحبانيّ في جزئه الأوّل، الذي يعود إلى مطلع سبعينات القرن الماضي. الثنائيّ كرم/أفيونيّ طبع ذاكرة جمهور التلفزيون اللبنانيّ عبر ظهوره على مدى سنوات في برنامج "الدنيا هيك" للكبير محمّد شامل. آنذاك، كانت ليلى كرم، إذا جاز القول، خياراً ثانياً. فالقديرة علياء نمريّ كانت أوّل مَن لعب دور الستّ وردة، زوجة الموسيقار اللامع الأستاذ بلبل بلابل (ماجد أفيونيّ)، في "الدنيا هيك". لكنّ أسباباً غير واضحة حدت على الاستعاضة عنها بالسيّدة ليلى كرم. وكانت هذه أحياناً تصاحب بالغناء الأستاذ بلبل بصوتها الحيّ بينما ينقر العود وينشد أغاني من التراث القديم. أمّا في "كدا الجمال"، فقد آثر الأخوان رحبانيّ إسناد مهمّة الغناء إلى صوت آخر لعلّه صوت الممثّلة جمال سركيس في حين أنّ ماجد أفيونيّ (الحلّاق والموسيقار فهيم) يشارك في الإنشاد بصوته. والحقّ أنّ الأخير، في غير مقابلة، عزا فكرة ظهوره في "من يوم ليوم" للمرّة الأولى عازفاً على العود، لا ممثّلاً وحسب، إلى الأخوين رحبانيّ. وقد استثمرت برامج تلفزيونيّة لاحقة في موهبة النقر على العود، التي كان الأفيونيّ يمتلكها، لعلّ أبقاها في الذاكرة هو "الدنيا هيك".
"كدا الجمال" أغنية فكاهيّة قصيرة من اللون المصريّ ذات طابع طربيّ مخفّف. حضورها في "من يوم ليوم" ينسجم وشخصيّة فهيم، الحلّاق الموسيقيّ الباحث عن الشهرة، والمؤمن بتفوّق الموسيقى العربيّة الكلاسيكيّة على موسيقى الإفرنج، التي راحت تجتاح بلادنا بعد الحرب العالميّة الأولى واندثار السلطنة العثمانيّة. أمّا بعض أهمّيّتها الموسيقيّة، فيكمن في أنّها تشتمل على معظم العناصر التي سترتبط لاحقاً، في وعينا الموسيقيّ الجمعيّ، بزياد الرحبانيّ: اللهجة المصريّة، الفكاهة، الاستخدام غير المألوف لمفردات غير معهودة في القاموس الغنائيّ، إلخ.
والحقّ أنّ الرحبانيّ الابن عرّج، في غير مقابلة، على أنّ والده عاصي كان يمجّ اللون المصريّ، ولا سيّما ما ينطوي عليه من تطويل وغلوّ في التطريب. لكنّ زياد غالباً ما كان يثمّن أيضاً الخطّ البيانيّ الممتدّ بين سيّد درويش، شيخ الأغنية المسرحيّة القصيرة في مصر، والأخوين رحبانيّ، حتّى إنّه اعتبر، ذات يوم، أنّ الشيخ سيّد لو تسنّى له أن يعيش ردحاً أطول من الزمن، لوضع ألحاناً تشبه "بشكل أو بآخر" إنتاج عاصي ومنصور. يضاف إلى ذلك تأثّر الأخوين، إبّان مطلع مشوارهما الفنّيّ، بموسيقار الأجيال محمّد عبد الوهّاب، وما جمعهما به من صداقة أفضت إلى تناضح خلّاق بدءاً من "سكن الليل"، التي لحّنها الموسيقار العبقريً لفيروز بنفس رحبانيّ لا لبس فيه، وصولاً إلى التوزيع الموسيقيّ المذهل الذي وضعه الأخوان لقصيدة "يا جارة الوادي"، وقد تتلمذ عليه كلّ من سعى إلى توزيع النوطات الشرقيّة بما يتخطّى نمطيّة التخت التقليديّ.
العلاقة، إذاً، بين الأخوين رحبانيّ واللون المصريّ لا يمكن اختزالها عبر توصيفها على أنّها مجرّد قطيعة أو مجرّد تواصل. هي، على الأغلب، جدليّة قرب وبعد، تتقاطع مع خزّان التراث المصريّ تارةً، كما تبيّن "كدا الجمال"، وتنقطع عنه طوراً. لكنّ المقطوعة القصيرة التي اسمها "فنكلوزة" تؤكّد مسألةً أخرى غايةً في الأهمّيّة: مدى تأصّل زياد الرحبانيّ في تربة والده وعمّه حتّى في النهج الذي سيختطّه لنفسه في ما بعد، مظهراً فيه فرادةً ما بعدها فرادة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كدا الجمال.. يا ستّ فنكلوزة
كدا الجمال.. يا ستّ فنكلوزة

المدن

timeمنذ 3 أيام

  • المدن

كدا الجمال.. يا ستّ فنكلوزة

"كدا الجمال/ يا ستّ فنكلوزة/ يا زهرة الكازوزة/ يا مزيّنة الخلخال/ كدا الجمال/ يا مكبّرة التسريحة/ واحد قهوة عالريحة/ وتنين قطايف عال". هل ثمّة مَن يتذكّر هذه الأغنية؟ مَن يتمعّن في كلماتها، يحمله المناخ المسيطر عليها إلى أعمال زياد الرحبانيّ إبّان النصف الأوّل من سبعينات القرن العشرين مثل "نزل السرور آه يا جامعنا" و"يا نور عينيّا": اللهجة المصريّة المخفّفة، اللغة المباشرة، الأجواء الكوميديّة المنبثقة من مزج عناصر هجينة لا يجمعها أيّ رابط موضوعيّ (زهرة الكازوزة، التسريحة والقهوة المرّة)، وطبعاً اسم "فنكلوزة" الغريب. لكنّ اليوتيوب، الذي يحتضن هذه الأغنية القصيرة منذ نحو خمس من السنوات، يحيلنا على "طقطوقة" ينشدها كلّ من ماجد أفيونيّ وليلى كرم في إحدى حلقات مسلسل "من يوم ليوم" للأخوين رحبانيّ في جزئه الأوّل، الذي يعود إلى مطلع سبعينات القرن الماضي. الثنائيّ كرم/أفيونيّ طبع ذاكرة جمهور التلفزيون اللبنانيّ عبر ظهوره على مدى سنوات في برنامج "الدنيا هيك" للكبير محمّد شامل. آنذاك، كانت ليلى كرم، إذا جاز القول، خياراً ثانياً. فالقديرة علياء نمريّ كانت أوّل مَن لعب دور الستّ وردة، زوجة الموسيقار اللامع الأستاذ بلبل بلابل (ماجد أفيونيّ)، في "الدنيا هيك". لكنّ أسباباً غير واضحة حدت على الاستعاضة عنها بالسيّدة ليلى كرم. وكانت هذه أحياناً تصاحب بالغناء الأستاذ بلبل بصوتها الحيّ بينما ينقر العود وينشد أغاني من التراث القديم. أمّا في "كدا الجمال"، فقد آثر الأخوان رحبانيّ إسناد مهمّة الغناء إلى صوت آخر لعلّه صوت الممثّلة جمال سركيس في حين أنّ ماجد أفيونيّ (الحلّاق والموسيقار فهيم) يشارك في الإنشاد بصوته. والحقّ أنّ الأخير، في غير مقابلة، عزا فكرة ظهوره في "من يوم ليوم" للمرّة الأولى عازفاً على العود، لا ممثّلاً وحسب، إلى الأخوين رحبانيّ. وقد استثمرت برامج تلفزيونيّة لاحقة في موهبة النقر على العود، التي كان الأفيونيّ يمتلكها، لعلّ أبقاها في الذاكرة هو "الدنيا هيك". "كدا الجمال" أغنية فكاهيّة قصيرة من اللون المصريّ ذات طابع طربيّ مخفّف. حضورها في "من يوم ليوم" ينسجم وشخصيّة فهيم، الحلّاق الموسيقيّ الباحث عن الشهرة، والمؤمن بتفوّق الموسيقى العربيّة الكلاسيكيّة على موسيقى الإفرنج، التي راحت تجتاح بلادنا بعد الحرب العالميّة الأولى واندثار السلطنة العثمانيّة. أمّا بعض أهمّيّتها الموسيقيّة، فيكمن في أنّها تشتمل على معظم العناصر التي سترتبط لاحقاً، في وعينا الموسيقيّ الجمعيّ، بزياد الرحبانيّ: اللهجة المصريّة، الفكاهة، الاستخدام غير المألوف لمفردات غير معهودة في القاموس الغنائيّ، إلخ. والحقّ أنّ الرحبانيّ الابن عرّج، في غير مقابلة، على أنّ والده عاصي كان يمجّ اللون المصريّ، ولا سيّما ما ينطوي عليه من تطويل وغلوّ في التطريب. لكنّ زياد غالباً ما كان يثمّن أيضاً الخطّ البيانيّ الممتدّ بين سيّد درويش، شيخ الأغنية المسرحيّة القصيرة في مصر، والأخوين رحبانيّ، حتّى إنّه اعتبر، ذات يوم، أنّ الشيخ سيّد لو تسنّى له أن يعيش ردحاً أطول من الزمن، لوضع ألحاناً تشبه "بشكل أو بآخر" إنتاج عاصي ومنصور. يضاف إلى ذلك تأثّر الأخوين، إبّان مطلع مشوارهما الفنّيّ، بموسيقار الأجيال محمّد عبد الوهّاب، وما جمعهما به من صداقة أفضت إلى تناضح خلّاق بدءاً من "سكن الليل"، التي لحّنها الموسيقار العبقريً لفيروز بنفس رحبانيّ لا لبس فيه، وصولاً إلى التوزيع الموسيقيّ المذهل الذي وضعه الأخوان لقصيدة "يا جارة الوادي"، وقد تتلمذ عليه كلّ من سعى إلى توزيع النوطات الشرقيّة بما يتخطّى نمطيّة التخت التقليديّ. العلاقة، إذاً، بين الأخوين رحبانيّ واللون المصريّ لا يمكن اختزالها عبر توصيفها على أنّها مجرّد قطيعة أو مجرّد تواصل. هي، على الأغلب، جدليّة قرب وبعد، تتقاطع مع خزّان التراث المصريّ تارةً، كما تبيّن "كدا الجمال"، وتنقطع عنه طوراً. لكنّ المقطوعة القصيرة التي اسمها "فنكلوزة" تؤكّد مسألةً أخرى غايةً في الأهمّيّة: مدى تأصّل زياد الرحبانيّ في تربة والده وعمّه حتّى في النهج الذي سيختطّه لنفسه في ما بعد، مظهراً فيه فرادةً ما بعدها فرادة.

أجهشت بالبكاء على زوجها الراحل... فنانة شهيرة تتحدث عن أولادها وهذا ما تمنته
أجهشت بالبكاء على زوجها الراحل... فنانة شهيرة تتحدث عن أولادها وهذا ما تمنته

ليبانون 24

timeمنذ 7 أيام

  • ليبانون 24

أجهشت بالبكاء على زوجها الراحل... فنانة شهيرة تتحدث عن أولادها وهذا ما تمنته

كشفت الفنانة ليلى عز العرب أن مسلسل "عايشة الدور" يعكس إلى حد كبير قصة حياتها، معربة عن سعادتها لأن سيرتها الذاتية تحولت إلى فيلم من بطولة الراحل يوسف شاهين. وأضافت ليلى خلال لقاء في برنامج "الستات" الذي تقدمه الإعلامية سهير جودة على قناة النهار ، أن أجرها في فيلم "معالي الوزير" كان 150 جنيهًا فقط، مشيرة إلى أن التمثيل أمام أحمد زكي جعلها تشعر وكأنها تعيش في "أليس في بلاد العجائب". واجهشت ليلى عز العرب ، بالبكاء خلال الحلقة عندما تذكرت زوجها الراحل، قائلة: "أفتقد بعد رحيله الحب والأمان وحزينة لعدم وداعه بعد الرحيل، أتمنى أن يزورني في الحلم". وتابعت: "وجدت في زوجي كل ما تمنيته وأشكره على كل دقيقة قضاها معي". وأشارت إلى أنها تتمنى عودة أبنائها وأحفادها إلى مصر بعد سفرهم سنوات طويلة في الخارج، كما أن الزواج من جنسية مختلفة محكوم عليه بالفشل. وعن الراحل سليمان عيد ، قالت ليلى عز العرب، إنها لم ترى شخصا في طيبة قلبه، وعملت معه قبل وفاته في فيلم "بـ7 أرواح". وأضافت، أن دورها في مسلسل "فوق مستوى الشبهات" يستحق الأوسكار، متابعة: "بحب نفسي لأن من لا يحب نفسه لا يستطيع محبة أحد".

كانت متزوجة من فنان سعودي.. نجمة "ستار أكاديمي" اللبنانية تستعرض إطلالتها بطريقة مُثيرة (فيديو)
كانت متزوجة من فنان سعودي.. نجمة "ستار أكاديمي" اللبنانية تستعرض إطلالتها بطريقة مُثيرة (فيديو)

ليبانون 24

time٢٤-٠٢-٢٠٢٥

  • ليبانون 24

كانت متزوجة من فنان سعودي.. نجمة "ستار أكاديمي" اللبنانية تستعرض إطلالتها بطريقة مُثيرة (فيديو)

نشرت الفنانة ليلى إسكندر فيديو عبر حسابها الخاص على تطبيق انستغرام. وأطلت ليلى بفستان ضيق وهي تتمايل بإثارة مستعرضة إطلالتها. وكانت ليلى أعلنت طلاقها من الممثل السعودي يعقوب الفرحان عام 2022، عبر فيديو قالت فيه: "كنا معكم وشفتوا كيف ممكن يتحدّوا كل الدنيا وكل الأديان وكل المجتمعات والبيئة والعادات ليكونوا مع بعض بالحلال وجبنا أحلى هدية بالدنيا ابننا يوسف". وأضافت: "زي ما علّمناكم الحب نريد أن نعلّمكم الانفصال المحترم، الطلاق الراقي عشان يوسف وليلى ويعقوب، عشان كلنا نستحق". يُشار إلى ان ليلى اشتهرت عبر مشاركتها في النسخة الأولى من برنامج "ستار أكاديمي".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store