logo
انتباهك يساوي مالاً: داخل كواليس اقتصاد المتابعة المنتَج هو أنت!

انتباهك يساوي مالاً: داخل كواليس اقتصاد المتابعة المنتَج هو أنت!

النهارمنذ 4 أيام
قد يبدو أننا نعيش في عصر ذهبي من الترفيه المجاني بفضل المنصات الرقمية العالمية. محتوى لا ينضب، متاح في كل لحظة، وعلى مدار الساعة. لكن خلف هذا التدفق الهائل من الفيديوهات والمنشورات، تقف آلة اقتصادية ضخمة تُحوّل "انتباهك" إلى أرباح طائلة. هذا ما يُعرف اليوم بـ" اقتصاد الانتباه" أو " اقتصاد المتابعة".
ما هو "اقتصاد المتابعة"؟
في زمن الرقمنة، لم يعد الذهب ولا النفط هو الثروة الأغلى، بل "وقتك". إذ أصبح انتباهك كمستخدم أثناء تصفّح الشاشة سلعة ذات قيمة سوقية عالية، تتنافس عليها شركات التكنولوجيا العملاقة. كلما أطلت البقاء على تطبيق ما، كلما زادت فرصة هذه الشركة لتحقيق الأرباح من الإعلانات، وبيع بيانات الاستخدام، والتأثير على قراراتك الشرائية.
في هذا الاقتصاد، المستخدم ليس الزبون، بل هو "المنتَج" ذاته. المنصة تبيع وجودك ووعيك، مشاعرك وتفضيلاتك، إلى المعلنين.
يعلق الدكتور مهند حبيب السماوي، في حديث لـ"النهار"، أن "التركيز بات موجّهاً نحو الشهرة والتنافس على نيل أكبر عدد من المتابعين، ولم تعد الشركات تدفع للصحف أو القنوات كما في السابق، بل تدفع لمؤثر يمتلك آلاف المتابعين على حساباته، وهكذا أصبحت المتابعات سلعة يمكن من خلالها تحقيق أرباح مالية مباشرة. ولأن هذا التحول يرتبط مباشرةً بالمتابعين، أصبحت المنصة الرقمية نفسها شريكاً في عملية الربح، سواء عبر الإعلانات أو عمليات الدفع".
كل لحظة تقضيها على "يوتيوب أو تيك توك أو إنستغرام" تُحسب بدقة. هذه اللحظات تُقدّر مالياً وتُحوّل إلى عائدات إعلانية. على سبيل المثال، في عام 2024 فقط:
الأمر لا يقتصر على هذه المنصات. فشركات الإعلانات التقنية، ومصنّعو الأجهزة، وحتى منصات البث، التي باتت تعتمد اعتماداً متزايداً على الإعلانات، جميعهم يلعبون أدواراً محورية في هذه المنظومة، ويجنون أرباحاً ضخمة منها.
رغم أن اقتصاد المتابعة أتاح فرصاً غير مسبوقة لصانعي المحتوى والعلامات التجارية الصغيرة، إلا أنه لا يخلو من الانتقادات، لا سيما في ما يتعلق بتأثير هذه المنصات على الصحة النفسية، وقضايا الخصوصية الناجمة عن جمع كميات هائلة من بيانات المستخدمين.
في هذا الخصوص، اعتبر الدكتور السماوي أن أبرز التحديات تتمثل "بضجر المستخدمين من المنصات بسبب كثرة الإعلانات، فضلاً عن فقدان الثقة بالمنشورات ودوافعها".
وقال إن "هذا النموذج الربحي دفع إلى تغييرات واضحة في سلوك أصحاب الصفحات الذين تعتمد عليهم الشركات في الإعلانات، أو ما يُعرف بصانعي المحتوى، إذ بدأ هؤلاء بالتركيز على المحتوى الذي يحقق أعلى نسب مشاهدة، مهما كان سطحياً أو خالياً من القيمة المعرفية، بهدف جذب عدد كبير من المتابعين".
وأوضح أنه "لذلك نجد محتوى صانعي المحتوى مليئاً بما هو مثير للجدل، رائج، أو صادم، وهي أنماط تدعمها خوارزميات المنصات وتساهم في نشرها وتوسيع نطاق وصولها بشكل كبير".
أما من جهة المستخدم، فأشار إلى أنه "أصبح أداة بيد الشركات والمنصات وصانعي المحتوى، إذ يُستغلّ وقته وانتباهه وطاقته، ما يقوده إلى الإدمان الرقمي، وذلك من أجل تحقيق أهداف ربحية بحتة دون أي اهتمام بالأضرار النفسية والسلوكية التي قد تصيبه، وهكذا تحول المستخدم إلى فريسة بيد هذه الأطراف الثلاثة، بلا حماية حقيقية".
سواء أحببنا ذلك أم لا، اقتصاد المتابعة أصبح جزءاً أساسياً من البنية الرقمية العالمية. أكثر من 3 مليارات شخص يستخدمون تطبيقات "ميتا" يومياً، وهذا الرقم في ازدياد مستمر. كل دقيقة تمر تُولّد بيانات، وتُنتج أرباحاً، وتُعيد تشكيل علاقتنا مع التكنولوجيا والوقت والمحتوى.
ختاماً، يرى السماوي أن التركيز المفرط على جذب الانتباه وتحقيق الأرباح يؤدي إلى آثار سلبية عميقة تضرب جوهر سلامة البيئة الرقمية للمستخدم، فالهوس بالربح دائماً ما يكون على حساب المستخدم، الذي يُختزل إلى مجرد سلعة ضمن معادلة إعلانية لا ترحم المستخدم ولا تنظر الى حاجاته.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اعترفت بالسرقة... حارسة إنكلترا تكشف سر التتويج بيورو السيدات
اعترفت بالسرقة... حارسة إنكلترا تكشف سر التتويج بيورو السيدات

الديار

timeمنذ 6 ساعات

  • الديار

اعترفت بالسرقة... حارسة إنكلترا تكشف سر التتويج بيورو السيدات

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب كشفت هانا هامبتون، حارسة مرمى منتخب إنكلترا، عن حيلة أسهمت في فوز بلادها بلقب يورو السيدات 2025. وحافظ منتخب إنجلترا على لقبه الأوروبي بالفوز على إسبانيا بطلة العالم 3-1 بركلات الترجيح في نهاية تموز الماضي، بعد انتهاء المباراة بالتعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي. ولعبت هامبتون البالغة من العمر 24 عاما، دورا محوريا في فوز إنكلترا باللقب القاري للمرة الثانية على التوالي، بعد تصديها لركلتي جزاء خلال المباراة النهائية أمام إسبانيا. وكانت كاتا كول، حارسة إسبانيا، تعتمد على زجاجة مياه ثبتت عليها ورقة تحمل معلومات عن أماكن تسديد لاعبات إنكلترا، وهي حيلة بات حراس المرمى يعتمدون عليها مؤخرا، من بينهم هامبتون نفسها. لكن الحارسة الإنكليزية كشفت أنها أخفت زجاجة المياه الخاصة بنظيرتها الإسبانية، وهو أمر يبدو أنه أربك حارسة المنافس، وسهل مهمة فريقها في التتويج. وقالت هامبتون في تصريحات نقلتها صحيفة "الغارديان" البريطانية: "كانت حارسة المرمى الإسبانية تحمل الورقة على زجاجتها، لذا فكرتُ، عندما كانت تتجه نحو المرمى، أنني سألتقطها وألقيها على الجماهير الإنكليزية حتى لا تتمكن من لمسها". وأضاف نجمة تشيلسي: "لم يكن الأمر صعبا، عندما عدت إلى المرمى كانت الزجاجة بمفردها.. أليس كذلك؟ إنها في منشفة، ما عليك سوى التقاطها". وواصلت: "كانت هناك زجاجة فارغة، لكنها تحمل نفس شعارات الرعاة، لذا وضعتها هناك، وعندما عادت وجدت زجاجة فارغة، كنت أنا أسير في الاتجاه الآخر.. ووجدتها في حيرة شديدة.. حاولت ألا أنفجر ضحكا". وأتمت:"لم أضع الورقة الخاصة بي على زجاجة قط، لأن أي شخص كان يستطيع فعل ذلك معي، ولهذا وضعتها على ذراعي، وقد التقط التلفزيون ذلك". وكانت هامبتون قامت بالتصدي لركلتي ماريونا كالدينتي وأيتانا بونماتي، قبل أن تسجل كلوي كيلي الركلة الحاسمة لإنكلترا.

انطلاق مهرجانات قرطبا والقبيات
انطلاق مهرجانات قرطبا والقبيات

الديار

timeمنذ 7 ساعات

  • الديار

انطلاق مهرجانات قرطبا والقبيات

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب افتتحت بلدة قرطبا مهرجاناتها السنوية للعام 2025، في احتفال أقيم بساحة النادي الثقافي الاجتماعي الرياضي في البلدة، بحضور حشد من فاعليات المنطقة وأبناء البلدة والجمهور. استهل الحفل بالنشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت عن أرواح شهداء الجيش، تلتها كلمة ترحيبية لرئيس لجنة مهرجانات قرطبا المحامي سيمون كرم، الذي شدد على "أهمية الحفاظ على هذا التقليد الثقافي"، مؤكدا أنه "في زمن التحديات، تبقى قرطبا تحتفل، لأن الفرح فعل إيمان وصورة من صور الصمود". أحيا السهرة الأولى الفنان زياد برجي، مقدما باقة من أشهر أغانيه وسط تفاعل كبير من الجمهور، إلى جانب الأخوين شحادة اللذين أضفيا طابعا فولكلوريا مميزا. وتختتم المهرجانات بحفل يحييه الفنان ملحم زين والمايسترو ميشال فاضل،. كما تخلل الحفل عرض فيلم وثائقي عن الفنان الراحل زياد الرحباني، وتقديم دروع تقديرية لكل من رئيس النادي جورج كرم، وعضو لجنة المهرجانات أنطوان قسيس، وعدد من أعضاء اللجنة. تعد مهرجانات قرطبا من أبرز الفعاليات الصيفية في جبل لبنان، وتشكل دعامة أساسية للسياحة الريفية والثقافة المحلية، حيث تمزج بين الفن، التراث، والتقاليد. كما انطلقت مساء أمس فعاليات مهرجانات القبيات الدولية، برعاية وزارة السياحة ، بحفل أحياه الفنان مروان خوري وفرقته الموسيقية، وسط حضور حاشد ضم شخصيات وزارية ونيابية، وفعاليات سياسية واجتماعية وأمنية وإعلامية. واكتظ المدرج في معمل الحرير التراثي السياحي بالجمهور الذي توافد من مختلف المناطق اللبنانية.

مبابي والموسم الثاني مع ريال مدريد... الرقم 10 يحلم بالألقاب الكبرى
مبابي والموسم الثاني مع ريال مدريد... الرقم 10 يحلم بالألقاب الكبرى

الديار

timeمنذ 7 ساعات

  • الديار

مبابي والموسم الثاني مع ريال مدريد... الرقم 10 يحلم بالألقاب الكبرى

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب سيكون الموسم الثاني للفرنسي كيليان مبابي مهاجم ريال مدريد في قلعة "سانتياغو برنابيو" مهماً للغاية للهداف الفرنسي. ورغم تتويجه بجائزة الحذاء الذهبي كأفضل هداف في أوروبا خلال الموسم الماضي، إلى جانب تسجيله 44 هدفاً لكن كيليان مبابي اكتفى بالتتويج بلقبين فقط، هما كأس السوبر الأوروبي وكأس القارات للأندية. وبالتالي، فإن مبابي يريد التقدم خطوات جديدة في الموسم الثاني الذي سيمثل بداية عهد جديد بتواجد المدرب تشابي ألونسو الذي يأتي من أجل محو سلبيات الموسم الأخير للإيطالي كارلو أنشيلوتي. ورغم الخسارة الثقيلة ضد باريس سان جيرمان برباعية نظيفة في نصف نهائي كأس العالم للأندية لكن جمهور ريال مدريد يدرك جيداً أن الفريق في طور التغيير وبحاجة للصبر. مبابي الذي ورث الرقم 10 من الكرواتي لوكا مودريتش يرى نفسه بحسب صحيفة "آس" الإسبانية أكثر من مجرد مهاجم بل قائد مهم وهداف أول مثلما هي حالته في منتخب فرنسا الذي يرتدي معه نفس القميص. إن قرار حصول مبابي على القميص رقم 10 كانت له أهمية تاريخية وأكثر من مغزى من حيث الرمزية لقيادة النجم الفرنسي وهو ما جعله القميص الأكثر طلباً في متجر النادي الرسمي. ويتوجب الوضع في الاعتبار أن سقوط ريال مدريد في كأس العالم للأندية جاء في وقت غاب فيه المهاجم الفرنسي في أغلب الفترات بسبب الإصابة والتي منحت الفرصة للصاعد غونزالو غارسيا. وحتى على مستوى ركلات الجزاء، فإنه يتوقع بما لا يدع أي مجال للشك أن الدولي الفرنسي سيكون المسدد الأول لها. وبالتالي، فإن مبابي يحلم بالتتويج بالبطولات الكبرى في ثاني مواسمه مع ريال مدريد، خاصة الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا. هل ينهي مبابي صداع ركلات جزاء ريال مدريد؟ لا تزال ركلات الجزاء تمثل صداعا مستمرا في ريال مدريد، خاصةً بعد رحيل كريم بنزيما وسيرجيو راموس وكريستيانو رونالدو. وفي تقرير نشرته صحيفة "آس" الإسبانية، رصدت أنه خلال السنوات الماضية كان ريال مدريد يتمتع بـ3 منفذين شبه مثاليين من نقطة الجزاء، حيث سجل بنزيما 32 ركلة وأهدر 5 ركلات بنسبة نجاح 86.5%، وسجل راموس 22 من أصل 23 بنسبة 95.6%، فيما سجل كريستيانو 79 من 91 بنسبة 85.9%. وتمتع ريال مدريد بنسبة تهديفية بلغت دقتها 86.2% في الفترة بين عامي 2009 (عند وصول رونالدو لريال مدريد) و2023 (عند رحيل بنزيما للاتحاد السعودي)، حيث نجح الفريق في تسجيل 156 ركلة من أصل 181. لكن النسبة التهديفية تراجعت من 86% في حقبة النجوم الثلاثة إلى 60.7% فقط في الموسمين الأخيرين، رغم تجربة 7 منفذين مختلفين. وخلال الموسمين الماضيين، لم تُسجل سوى 17 من بين 28 ركلة جزاء، وتوزعت المحاولات بين كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور (سجل كل منهما 7 وأهدر مبابي 3 وفينيسيوس 2)، وجود بيلينغهام (سجل 2 من 3)، وخوسيلو (سجل واحدة من 3)، ولوكا مودريتش ورودريغو وفالفيردي الذين أهدر كل منهم محاولة واحدة. وأشارت "آس" إلى أن المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي حاول تطبيق سياسة التناوب بين اللاعبين لإرضاء الجميع، لكن الإخفاقات في لحظات حاسمة، مثل إهدار مبابي أمام ليفربول الإنجليزي في دوري الأبطال، وبلباو في الدوري الإسباني، أو فينيسيوس أمام أتلتيكو وفالنسيا في الدوري، كشفت الحاجة لقائد واحد من نقطة الجزاء. وأنهت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أن المدرب الحالي تشابي ألونسو يدرس منح المهمة بشكل حصري للفرنسي كيليان مبابي هداف الفريق الموسم الماضي، على أمل استعادة الحسم الذي ميَّز الفريق في عهد كريستيانو وراموس وبنزيما.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store