logo
كفاح وصراع النساء.. قصص يعرضها فيلم المرأة في الأردن.. بدورته الثالثة عشرة

كفاح وصراع النساء.. قصص يعرضها فيلم المرأة في الأردن.. بدورته الثالثة عشرة

الدستور١٤-٠٤-٢٠٢٥

حسام عطية
تحت رعاية سمو الأميرة بسمة بنت طلال، سفيرة النوايا الحسنة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة اطلقت هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالتعاون مع الهيئة الملكية الأردنية للأفلام والشركاء الدورة الثالثة عشرة من مهرجان فيلم المرأة الخميس، ليحكي عبر 14 فيلماً قصيراً وروائياً سرديات نضال النساء وقيادتهن في واقع اجتماعي، وسياسي، وعقائدي متشابك بحثاً عن التغيير، حيث حمل «فيلم المرأة» هذا العام نمطا جديدا لينتقل من «أسبوع فيلم المرأة»، إلى مهرجان متكامل للمرة الأولى، وتسلّط أفلام من لبنان، والأراضي الفلسطينية، والصومال، ومصر، والأردن، وإسبانيا، وإيطاليا، وماليزيا، وغيرها، الضوء على رحلة كفاح أو صراع لمواجهة التحديات المجتمعية، أو الثقافية، أو السياسية التي تواجه النساء. بأفلام موزّعة بين موضوعات اجتماعية وسياسية ونفسية، بأساليب سردية متنوّعة وزوايا إنسانية مؤثّرة.
و «سكون» هو أول فيلم روائي أردني للمخرجة ناصر بعد نجاح فيلمها الوثائقي الطويل أرواح صغيرة و الذي حصد العديد من الجوائز وشارك في الكثير من المهرجانات الدولية والعربية، ويتناول الفيلم الذي أخرجته الأردنية دينا ناصر، قصة الفتاة الصماء هند «11 عاما»، التي تحترف رياضة الكاراتيه، وفي لحظة واحدة تنقلب موازين عالمها بعد تعرضها للتحرش من قبل مدربها، لتخوض رحلة صعبة قبل أن تتحرر، فيما أن العرض الأول لفيلم «سكون» كان ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي الذي أقيم في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي بالمملكة العربية السعودية، وهو من إنتاج المخرجة دينا ناصر، بمشاركة بتول إبراهيم، ومن مصر عمار جلال، ومارك لطفي.
ويطرح فيلم «سامية» (الصومال)النضال ضد القيود المجتمعية، الذي يسرد رحلة عدّاءة تواجه التقاليد بعناد الحلم، و»فتاة الدراجة النارية» (باكستان)، إذ تتحوّل الدراجة إلى أداة مقاومة فردية لأنثى تتحدى نظرة المجتمع. تتجلى ثيمة الهوية والشتات والعودة إلى الجذور في «باي باي طبريا» (فلسطين)، عبر حكاية أربعة أجيال من النساء الفلسطينيات، و»رو» (كندا)، التي ترصد محاولة فتاة لاجئة من فيتنام الاندماج في وطن بديل يحاكيها ويخذلها في آن. يتناول «النظام المقدس» (سويسرا)، و»الوصايا» (المغرب)، أبعاد التمكين السياسي والاجتماعي من زوايا متباينة، الأولى تستعيد نضال نساء سويسرا من أجل حق التصويت، والثانية توثّق صراع امرأة مغربية من أجل حضانة ابنتها في وجه سلطة القانون والعائلة.
ويعالج فيلم «سنو وايت» (مصر)، مساحات العنف والتمييز في البيئات المغلقة، الأولى من خلال بطلة صمّاء تواجه القسوة في ساحة تدريب، والثانية في تساؤلات فتاة تخفي جسدها خلف فلتر رقمي هرباً من قسوة معايير الجمال. ويقدّم وثائقي «أفضل ربة منزل لهذا العام» (أيرلندا)، سرداً ساخراً وناقداً لفكرة المرأة المثالية في الإعلام والتقاليد، وكيف شكّلت هذه المسابقة أداة تأطير لدور المرأة لعقود، قبل أن تتحوّل إلى منصة وعي وتغيير. وأخيراً، يقدّم فيلم «42.195» (المكسيك)، تجربة بصرية وإنسانية عن الشغف والرياضة باعتبارهما أداة تحرّر، عبر قصص نساء من ثقافات متباينة يجمعهن الجري باعتباره مساحة للحرية، وتعبيراً عن الانتماء إلى أجسادهن وتاريخهن معاً.
وفيلم «أرزة» للمخرجة ميرا شعيب، يقدم تحيةً صادقة للمرأة المنهكة التي تصارع من أجل البقاء في واقع مأزوم. عبر قصة أم عزباء تجوب بيروت مع ابنها المراهق بحثاً عن دراجتهما المسروقة، يرسم الفيلم ملامح حياة تعيشها كثير من النساء، إذ تُختصر الكرامة بلقمة العيش، وتتحول الأبوة والأمومة إلى معركة فردية وسط مدينة منهكة. في «سامية»، تقدّم ياسمين سامديرلي وديكا محمد سيرة حقيقية لعدّاءة صومالية شابة تحاول اختراق الحواجز الاجتماعية والدينية لتصل إلى حلمها الأولمبي، لم يكن الجري مجرد رياضة، بل فعل مقاومة، والبطلة لم تكن فقط رياضية، بل امرأة تسعى إلى الحرية وسط مجتمع يلاحقها بالخوف والعقبات.
ويجسد فيلم «زفاف روزا» للمخرجة إيثيار بويين، لحظة تمرّد مؤجّلة لامرأة خمسينية تُقرر أن تختار نفسها بعد سنوات من التضحية. لا تكتفي روزا بإلغاء زفافها، بل تحتفي بزواج رمزي من ذاتها، في عمل لطيف يُشبه ثورة ناعمة تنفجر من داخل امرأة صامتة لطالما كانت في الخلفية، ويستحضر فلم «ديامانتي» للمخرج فيرزان أوزبيتِك الزمن الجميل للسينما الإيطالية من خلال لقاء يجمع ممثلات سابقات داخل مشغل خياطة قديم. في أجواء رومانية حالمة، يعرض الفيلم مساحات من الحنين، والتنافس، والاعتراف، ليكشف هشاشة النساء خلف الكاميرا وأمامها، ويُقدّم قراءة دقيقة لعالمهن الداخلي المعقّد. أما في «النظام المقدس»، فتُعيد بيترا بيوندينا فولبي تمثيل لحظة مفصلية في التاريخ السويسري، حين قادت نساء نضالاً من أجل الحصول على حق التصويت. الفيلم لا يسرد فقط صراعاً قانونياً، بل يرسم ببراعة التحولات النفسية التي تمر بها بطلاته، ويعكس كيف يمكن لحراك محلي أن يهز مفاهيم السلطة والجندر.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الوثائقي الأردني 'أسفلت' يفوز بجائزة دولية في مهرجان كان 2025
الوثائقي الأردني 'أسفلت' يفوز بجائزة دولية في مهرجان كان 2025

صراحة نيوز

timeمنذ 17 دقائق

  • صراحة نيوز

الوثائقي الأردني 'أسفلت' يفوز بجائزة دولية في مهرجان كان 2025

صراحة نيوز ـ حقق الفيلم الوثائقي الأردني 'أسفلت' إنجازًا لافتًا بفوزه بجائزة 'الوثائقي قيد الإنجاز' ضمن برنامج Cannes Docs في سوق مهرجان كان السينمائي الدولي لعام 2025، في خطوة تبرز التقدم المتواصل للسينما الأردنية على الساحة العالمية. الفيلم من إخراج حمزة حميدة وإنتاج محمود المساد، ويسلط الضوء على قصة إنسانية مؤثرة لشاب فلسطيني يُدعى 'ديبس'، يبلغ من العمر 20 عامًا ويعيش في مخيم البقعة بالأردن، أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في العالم. يحلم ديبس بالزواج من حبيبته، لكن الأحداث السياسية المفجعة التي تمس عائلته في غزة تجبره على تأجيل هذا الحلم. يمتاز 'أسفلت' بأسلوبه الذي يجمع بين الواقعية الساخرة والبساطة، ويقدم لمحة عن الحياة اليومية في المخيمات الفلسطينية، بتفاصيلها الصغيرة وتحدياتها الكبيرة. ومن أبرز عناصر الفيلم شخصية 'وردة'، وهي حمارة ترافق البطل وتلعب دورًا مفصليًا في الأحداث. وقد أثارت 'وردة' إعجاب الحضور في كان، حيث علق المخرج حميدة مازحًا خلال جلسة نقاش: 'الكل عم يحكي عن وردة… مبسوطين كيف في حمارة عم تتفاعل قدام الكاميرا بهذا الشكل.' استغرق العمل على الفيلم قرابة عامين، وحظي بدعم الهيئة الملكية الأردنية للأفلام من خلال منحة إنتاج الأفلام الوثائقية الطويلة، مما يعكس حرص الهيئة على رعاية المواهب المحلية وتعزيز صناعة السينما في الأردن. يمثل هذا الفوز إضافة نوعية للسينما الوثائقية الأردنية، حيث ينقل 'أسفلت' تجربة لاجئين يعيشون في ظل واقع قاسٍ، لكنه لا يخلو من الأمل والتشبث بالحياة، من خلال سرد قصصي إنساني مليء بالتناقضات والبساطة.

فوز المخرج الأردني حمزة حميدة بجائزة «الوثائقي قيد الإنجاز» عن فيلمه «أسفلت»
فوز المخرج الأردني حمزة حميدة بجائزة «الوثائقي قيد الإنجاز» عن فيلمه «أسفلت»

الدستور

timeمنذ 2 أيام

  • الدستور

فوز المخرج الأردني حمزة حميدة بجائزة «الوثائقي قيد الإنجاز» عن فيلمه «أسفلت»

حسام عطيةفاز المخرج الأردني حمزة حميدة بجائزة «الوثائقي قيد الإنجاز» عن فيلمه الوثائقي الطويل «أسفلت»، من إنتاج محمود المساد، ضمن برنامج الوثائقيات (Cannes Docs) في سوق مهرجان كان السينمائي، فيما الفيلم حظي بدعم من الهيئة الملكية الأردنية للأفلام من خلال منحة إنتاج فيلم وثائقي طويل.ومحمود المساد، مخرج ومنتج ومصور أردني ولد عام 1969 في مدينة الزرقاء بالأردن، درس الفنون السينمائية في جامعة اليرموك بالأردن، وعندما بلغ 18 عاماً هاجر إلى أوروبا ليعمل في صناعة السينما بعدة دول منها ألمانيا وإيطاليا ورومانيا، أخرج ما يقرب من 12 فيلماً قصيراً، كان أبرزهم فيلمه الروائي الشهير (الشاطر حسن) الذي نال به إعجاب النقاد الدوليين كما حاز عنه عدة جوائز ورشح للعرض في مهرجان كان، بحلول عام 2002 عاد محمود إلى الأردن مرة أخرى وأخرج عدة أفلام منها، (الطبيعة الانسانية، الصوفية، الجدار، الأبيض، شهادة، الطقوس، جاكي والأربعين شرطي)، والمخرج المساد حائز على عدة جوائز عربية ودولية عن مجمل اعماله التي غلب عليها النوع التسجيلي كما احتفل بعرض نتاجاته في أكثر من 120 مهرجاناً سينمائيا موزعة في ارجاء العالم ، ومن بين الامور اللافتة في مسيرة المخرج المساد انه جرى عرض اثنين من أفلامه التسجيلية الطويلة في العديد من دور العرض الأوروبية ولاقت استحسان الحضور والنقاد مثل: (الشاطر حسن) و(اعادة تدوير) و(هذه صورتي وأنا ميت)، استخدمت أفلامه في العديد من البرامج التعليمية المتخصصة وفي معاهد وأكاديميات متخصصة بصناعة الافلام في اكثر من بلد عربي واوروبي، وبعد سنوات من العيش والدراسة استطاع «محمود مساد» أن يحقق بجهوده الذاتية أوّل فيلم تسجيلي له تحت عنوان» الشاطر حسن»، والذي حظي بالنجاح خاصّة وأنه أدمج فيه افتتاحية وخاتمة روائية، وهو أشبه ما يكون بسيرة ذاتية لـ «هاجر مغربي» في هولندا؛ وجاء فيلمه الثاني» إعادة خلق» كـ: سيرة ذاتية لرجل بسيط سبق له أن انخرط في صفوف المجاهدين في أفغانستان، أما فيلمه الثالث والأخير بعنوان «هذه صورتي وأنا ميّت» فيحتوي على سيرتين معا تخصان أباً وابنه.

إنجاز أردني في مهرجان كان
إنجاز أردني في مهرجان كان

السوسنة

timeمنذ 3 أيام

  • السوسنة

إنجاز أردني في مهرجان كان

عمان - السوسنة في إنجاز جديد يسلّط الضوء على الحضور المتنامي للسينما الأردنية في المحافل العالمية، فاز المخرج الأردني حمزة حميدة بجائزة "الوثائقي قيد الإنجاز" عن فيلمه الوثائقي الطويل "أسفلت"، وذلك ضمن برنامج Cannes Docs في سوق مهرجان كان السينمائي الدولي. وأكدت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام عبر منصاتها الرسمية في بيانها أن الفيلم نال دعمًا مباشرًا منها من خلال منحة إنتاج الأفلام الوثائقية الطويلة، مشيرة إلى فخرها بهذا الإنجاز، فقد كتبت: نفخر بهذا الإنجاز ونتمنى لهما دوام التقدم والنجاح في مشوارهما الفني، في إشارة إلى كل من المخرج حمزة حميدة والمنتج محمود المساد.لم يكن التفاعل مع الفيلم مقتصرًا على قصته فقط، بل تجاوز ذلك إلى التفاعل مع إحدى شخصياته غير التقليدية، إذ لفتت أنظار الجمهور والنقاد "وردة"، وهي حمارة تلعب دورًا محوريًا في الفيلم إلى جانب الشخصية الرئيسية. وعلّق المخرج حمزة حميدة مازحًا خلال جلسة النقاش في كان: الكل عم يحكي عن وردة... مبسوطين كيف في حمارة عم تتفاعل قدام الكاميرا بهذا الشكل.يتناول الفيلم قصة الشاب الفلسطيني "ديبس"، البالغ من العمر 20 عامًا، ويعيش في مخيم البقعة في الأردن. ويحلم ديبس بالزواج بحبيبته، لكن فقدان عدد من أقاربه في غزة يغير مجرى حياته، فيضطر إلى تأجيل الزفاف. الفيلم لا يروي القصة بأسلوب مأساوي تقليدي، بل يدمج بين الواقعية الساخرة والبساطة الإنسانية، ليعكس وجع جيل فلسطيني نشأ في المنافي والمخيمات، يواجه الأزمات بأسلوب يومي عفوي ومليء بالتناقضات. الفيلم من إنتاج محمود المساد، الذي يشتهر بإنتاج أعمال ذات بعد إنساني وواقعي تترك أثرًا في المهرجانات الدولية. ويعد "أسفلت" ثمرة تعاون فني يجمع بين حميدة والمسّاد، ويؤكد نضوج جيل جديد من السينمائيين الأردنيين القادرين على مخاطبة العالم بلغة فنية معاصرة وجريئة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store