logo
روسيا تحافظ على توازن دقيق في علاقاتها مع إسرائيل وإيران

روسيا تحافظ على توازن دقيق في علاقاتها مع إسرائيل وإيران

الشرق السعوديةمنذ 17 ساعات

استطاعت روسيا لعقود الحفاظ على توازن دقيق في الشرق الأوسط، حيث سعت إلى إدارة علاقاتها مع إسرائيل، رغم تقاربها اقتصادياً وعسكرياً مع إيران، لكن التطورات الإقليمية الأخيرة، وضعت موسكو في موقف حرج، يتطلب حنكة دبلوماسية للحفاظ على العلاقات مع كلا الطرفين.
وتقول وكالة "أسوشيتد برس"، إنه أمام هذا الوضع الجديد، قد تجد روسيا نفسها أمام فرصة نادرة لتصبح وسيطاً مؤثراً للمساعدة في إنهاء الخلافات.
ويرى بعض المراقبين في موسكو أيضاً أن التركيز على المواجهة بين إسرائيل وإيران، قد يصرف الانتباه العالمي عن الحرب في أوكرانيا، وهو ما يصب في مصلحة روسيا من خلال إضعاف الدعم الغربي لكييف.
تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الإيراني مسعود بيزيشكيان، حيث عرض المساعدة في تهدئة الصراع.
وفي اتصاله مع بيزيشكيان، أدان بوتين الضربات الإسرائيلية وقدم تعازيه. وأشار إلى أن روسيا طرحت مبادرات محددة تهدف إلى حل الوضع المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.
وأصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً شديد اللهجة أدانت فيه الضربات الإسرائيلية ووصفتها بأنها "غير مقبولة"، وحذرت من أن "جميع عواقب هذا الاستفزاز ستقع على عاتق القيادة الإسرائيلية".
وحثت الطرفين على "ضبط النفس لمنع المزيد من تصعيد التوترات ومنع المنطقة من الانزلاق إلى حرب شاملة".
ولكن على الرغم من الإدانة الشديدة لأفعال إسرائيل، لم تُصدر موسكو أي إشارة إلى أنها قد تقدم أي شيء يتجاوز الدعم السياسي لطهران، رغم وجود معاهدة شراكة بين البلدين.
وفي اتصاله مع نتنياهو، أكد بوتين "أهمية العودة إلى عملية التفاوض وحل جميع القضايا المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني بالوسائل السياسية والدبلوماسية حصراً"، وعرض وساطته "لمنع المزيد من تصعيد التوترات"، وفقاً لبيان الكرملين.
وأضاف البيان: "تم الاتفاق على أن الجانب الروسي سيواصل اتصالاته الوثيقة مع قيادتي كل من إيران وإسرائيل، بهدف حل الوضع الراهن، الذي يحمل عواقب وخيمة على المنطقة بأسرها".
وناقش بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترمب الأوضاع في الشرق الأوسط عبر الهاتف، السبت. وصرح مستشار بوتين للشؤون الخارجية، يوري أوشاكوف، بأن زعيم الكرملين أكد استعداد بلاده للقيام بجهود وساطة.
وأشار إلى أن روسيا اقترحت خطوات "تهدف إلى إيجاد اتفاقيات مقبولة للطرفين" خلال المفاوضات الأميركية الإيرانية بشأن البرنامج النووي الإيراني.
من التوتر إلى شراكة استراتيجية
إبان الحرب الباردة، اتسمت العلاقات بين موسكو وطهران بالتوتر في أغلب الأحيان، وذلك عندما كان الشاه محمد رضا بهلوي حليفاً للولايات المتحدة.
لكن بعد الثورة اليرانية عام 1979، وصف المرشد الإيراني حينها روح الله الخميني الولايات المتحدة بأنها "الشيطان الأكبر"، ولكنه هاجم الاتحاد السوفيتي أيضاً ووصفه بأنه "الشيطان الأصغر".
وتوطدت العلاقات الروسية الإيرانية بسرعة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، عندما أصبحت موسكو شريكاً تجارياً مهماً ومورداً رئيسياً للأسلحة والتكنولوجيا لإيران في ظل العقوبات الدولية المفروضة عليها. وشيّدت روسيا أول محطة للطاقة النووية الإيرانية في ميناء بوشهر، والتي بدأت العمل عام 2013.
وكانت روسيا جزءاً من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران و6 قوى نووية، والذي نص على تخفيف العقوبات على طهران مقابل كبح برنامجها النووي وفتحه أمام تدقيق دولي أوسع.
ووفقاً لوكالة "أسوشيتد برس"، فقد قدّمت روسيا دعماً سياسياً لطهران عندما انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق بشكل أحادي خلال ولاية ترمب الأولى.
بعد اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، وحدت روسيا وإيران جهودهما لدعم حكومة بشار الأسد. إذ ساعدا الأسد على استعادة السيطرة على معظم البلاد، لكنهما فشلا في منع انهيار سريع لحكمه في ديسمبر 2024 بعد هجوم خاطف شنّته المعارضة.
وعندما شنّت موسكو غزوها الشامل لأوكرانيا عام 2022، زعم الغرب أن طهران وقّعت صفقة مع الكرملين لتسليم طائرات "شاهد" المسيّرة، ثمّ إطلاق إنتاجها في روسيا.
وفي يناير الماضي، وقّع بوتين وبيزشكيان معاهدة "الشراكة الاستراتيجية الشاملة" التي تنص على علاقات سياسية واقتصادية وعسكرية وثيقة.
علاقات قوية مع إسرائيل رغم التوترات
تقول وكالة "أسوشيتد برس" إنه خلال الحرب الباردة، سلّحت موسكو ودرّبت الدول العربية في مواجهة إسرائيل. ما أدى إلى انقطاع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل عام 1967، لكنها استُعيدت عام 1991. وسرعان ما تحسّنت العلاقات الروسية الإسرائيلية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وظلّت قوية.
على الرغم من علاقات موسكو الوثيقة مع طهران، أبدى بوتين مراراً استعداده لمراعاة المصالح الإسرائيلية. وحافظ على علاقات شخصية وثيقة مع نتنياهو، الذي زار روسيا مراراً قبل الحرب في أوكرانيا.
بنت روسيا وإسرائيل علاقة سياسية واقتصادية وثقافية وثيقة ساعدتهما على معالجة قضايا حساسة ومثيرة للانقسام، بما في ذلك التطورات في سوريا.
ورغم أن روسيا زودت إيران بأنظمة صواريخ دفاع جوي متطورة من طراز إس-300، والتي قالت إسرائيل إنها دُمرت خلال غاراتها على إيران العام الماضي، إلا أن موسكو تباطأت في تسليم أسلحة أخرى، في ردٍّ واضح على المخاوف الإسرائيلية. وعلى وجه الخصوص، أرجأت روسيا تسليم طائرات سو-35 المقاتلة المتطورة التي تريدها إيران لتحديث أسطولها الجوي المتقادم.
وبدورها، بدا أن إسرائيل راعت مصالح موسكو، إذ لم تُبدِ حماساً يُذكر لتزويد أوكرانيا بالأسلحة في الحرب الدائرة منذ 3 سنوات.
وأثارت علاقات الكرملين الودية مع إسرائيل استياءً في طهران، حيث أفادت التقارير أن بعض أعضاء القيادة السياسية والعسكرية كانوا متشككين في نوايا موسكو.
مكاسب روسية محتملة
وتقول "أسوشيتد برس" إن الحفاظ على علاقات جيدة مع كل من إسرائيل وإيران قد يُؤتي ثماره الآن، إذ يضع موسكو في موقع وسيط قوي يحظى بثقة الطرفين، وشريك محتمل في أي اتفاق مستقبلي بشأن برنامج طهران النووي.
وقبل هجمات الجمعة بوقت طويل، ناقش بوتين التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط في مكالماته مع ترمب، وهي محادثات أتاحت للزعيم الروسي فرصةً للابتعاد عن الحرب في أوكرانيا والانخراط على نطاق أوسع مع واشنطن في القضايا العالمية.
وألمح نائب وزير الخارجية، سيرجي ريابكوف، في الأيام الأخيرة إلى أن روسيا قد تأخذ اليورانيوم عالي التخصيب من إيران وتحوله إلى وقود لمفاعلات نووية مدنية كجزء من اتفاق محتمل بين الولايات المتحدة وإيران.
وتبدو احتمالات التفاوض على اتفاق تقبل بموجبه إيران قيوداً أكثر صرامة على برنامجها النووي ضئيلة بعد الهجمات الإسرائيلية. ولكن إذا استؤنفت المحادثات، فقد يبرز عرض روسيا كعنصر محوري في أي اتفاق.
وإلى جانب ذلك، يعتقد العديد من المراقبين أن الهجمات الإسرائيلية ستؤدي على الأرجح إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية، وستُسهم في إثراء موسكو في وقتٍ يعاني فيه اقتصادها.
وكتب المحلل العسكري رسلان بوخوف، المقيم في موسكو، في تعليق له: "ستُبدد آمال أوكرانيا وحلفائها في أوروبا الغربية في انخفاض عائدات النفط الروسية، وهي عائدات أساسية لتغطية نفقات الميزانية العسكرية".
ويُجادل بعض المعلقين في موسكو أيضاً بأن المواجهة في الشرق الأوسط ستُشتت انتباه الغرب وموارده على الأرجح عن الحرب في أوكرانيا، وتُسهّل على روسيا تحقيق أهدافها الميدانية.
ونقلت الوكالة عن المحلل المؤيد للكرملين، سيرجي ماركوف قوله: "سيضعف اهتمام العالم بأوكرانيا. ستُسهم الحرب بين إسرائيل وإيران في نجاح الجيش الروسي في أوكرانيا".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سيناتور أميركي يسعى للحد من صلاحيات ترمب في الحرب على إيران
سيناتور أميركي يسعى للحد من صلاحيات ترمب في الحرب على إيران

الشرق السعودية

timeمنذ 31 دقائق

  • الشرق السعودية

سيناتور أميركي يسعى للحد من صلاحيات ترمب في الحرب على إيران

طرح عضو ديمقراطي بمجلس الشيوخ الأميركي، الاثنين، تشريعاً لمنع الرئيس دونالد ترمب من استخدام القوة العسكرية ضد إيران، دون تفويض من الكونجرس، في وقت أثار فيه تصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران مخاوف من نشوب صراع أوسع نطاقاً. ويحاول السيناتور تيم كين، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فرجينيا، منذ عدة سنوات استعادة سلطة الكونجرس في مسألة إعلان الحرب من البيت الأبيض. وفي 2020، خلال فترة ولاية ترمب الأولى، طرح كين تشريعا مماثلاً لكبح جماح ترمب، فيما يتعلق بشن حرب على إيران، وحظي بتأييد في مجلسي الشيوخ والنواب، بدعم من بعض الجمهوريين، لكنه لم يحصل على الأصوات الكافية ليتغلب على حق النقض (الفيتو) الذي استخدمه الرئيس. صلاحيات الحرب وقال كين إن التشريع الأحدث الذي طرحه بشأن صلاحيات الحرب يؤكد أن الدستور الأميركي يمنح الكونجرس وحده، وليس الرئيس، سلطة إعلان الحرب، ويقضي بأن الدخول في أي أعمال قتالية مع إيران يجب أن يكون من خلال إعلان حرب، أو تفويض محدد باستخدام القوة العسكرية. وذكر كين في بيان: "ليس من مصلحة أمننا القومي الدخول في حرب مع إيران إلا إذا كانت تلك الحرب ضرورة لا مفر منها للدفاع عن الولايات المتحدة. يساورني قلق بالغ من أن أحدث تصعيد في الأعمال القتالية بين إسرائيل وإيران سرعان ما سيجر الولايات المتحدة إلى صراع آخر لا نهاية له". وبموجب القانون الأميركي، تحظى تشريعات صلاحيات الحرب بأولوية النظر، وهو ما يعني أن مجلس الشيوخ سوف يكون ملزماً بالبت في المسألة، والتصويت عليها على الفور. الحرب الإسرائيلية الإيرانية وبدأ الجيش الإسرائيلي هجمات على إيران، الجمعة، بهدف معلن هو القضاء على برامجها النووية، وبرامج الصواريخ الباليستية. وردت إيران، التي تصر على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية، بهجمات صاروخية على إسرائيل. وواصلت الدولتان تبادل الهجمات، مما أسفر عن مصرع وإصابة مدنيين، وأثار مخاوف بين زعماء العالم، المجتمعين في كندا هذا الأسبوع، من أن أكبر مواجهة بينهما قد تؤدي إلى صراع أوسع في المنطقة. وأشاد ترمب بالهجوم الإسرائيلي في حين نفى اتهامات إيرانية بمشاركة الولايات المتحدة فيه، وحذَّر طهران من توسيع نطاق ردها ليشمل أهدافاً أميركية. وقبل مغادرته إلى كندا، الأحد، لحضور قمة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، سُئل ترمب عما يبذله لتهدئة الوضع، فقال للصحافيين: "آمل أن يكون هناك اتفاق. أعتقد أن الوقت حان للتوصل إلى اتفاق... أحياناً يضطرون إلى القتال لحسم الأمر".

إسرائيل تنشر فيديو لـ"قصف شاحنات في طريقها إلى طهران"
إسرائيل تنشر فيديو لـ"قصف شاحنات في طريقها إلى طهران"

العربية

timeمنذ 31 دقائق

  • العربية

إسرائيل تنشر فيديو لـ"قصف شاحنات في طريقها إلى طهران"

نشر الجيش الإسرائيلي، اليوم الاثنين، فيديو لما قال إنه لقصف شاحنات تحمل صواريخ في طريقها للعاصمة الإيرانية طهران. صور نشرها الجيش الإسرائيلي لما قال إنه لقصف شاحنات تحمل صواريخ في طريقها لطهران #قناة_العربية #إسرائيل #إيران — العربية عاجل (@AlArabiya_Brk) June 16, 2025 يأتي ذلك فيما شنت إسرائيل لليوم الرابع على التوالي، موجة مكثفة من الضربات على مواقع مختلفة في إيران، متوعدة بالمزيد. كما أكد الجانب الإسرائيلي تحقيق كافة أهداف المرحلة الأولى من عمليته العسكرية ضد إيران. منذ 13 يونيو يذكر أنه منذ 13 يونيو، شنت إسرائيل عملية "الأسد الصاعد" ضد البرنامج النووي الإيراني. وبعد أقل من 24 ساعة، شنت طهران هجوماً انتقامياً، ثم تبادل الجانبان الضربات مجدداً على مدى الأيام الماضية. في حين خلفت تلك المواجهات المستمرة حتى الآن 24 قتيلاً في إسرائيل، حسب أحدث التقديرات الرسمية، ونحو 250 في إيران.

مصر تضاعف صادرات الكهرباء إلى الأردن مع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل
مصر تضاعف صادرات الكهرباء إلى الأردن مع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل

صحيفة سبق

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة سبق

مصر تضاعف صادرات الكهرباء إلى الأردن مع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل

ضاعفت مصر إمدادات الكهرباء إلى الأردن لتصل إلى 400 ميغاواط يومياً خلال الأسبوع الجاري، مقابل 100 إلى 200 ميغاواط قبل اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران، في خطوة تهدف إلى دعم منظومة الطاقة الأردنية بعد توقف الإمدادات الإسرائيلية من الغاز. يأتي ذلك بالتزامن مع بدء مصر في ضخ نحو 100 مليون قدم مكعب يومياً من الغاز الطبيعي إلى الأردن، لتشغيل محطات الكهرباء، بعد تعطل واردات الغاز من إسرائيل بسبب الحرب الجارية في المنطقة، ما زاد الضغط على مصادر الطاقة الأردنية. الإمدادات المصرية تُقدم بشكل خاص خلال فترات الذروة وساعات الليل، وسط تنسيق مستمر بين الجانبين لضمان استقرار الشبكة الكهربائية وتلبية احتياجات الأردن المتزايدة في ظل الظروف الإقليمية. وفي خطوة استراتيجية، تستعد مصر لطرح مناقصة لاختيار استشاري عالمي يتولى مهمة رفع كفاءة خط الربط الكهربائي القائم بين البلدين، بهدف زيادة طاقته الاستيعابية إلى 2000 ميغاواط، بما يسهم في تعزيز الأمن الطاقي الإقليمي ويعزز التكامل بين شبكات الكهرباء العربية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store