
صنعاء في قبضة الطابور الناعم.. "العبور إلى الظلام" يوثق تغلغل الحوثي في المنظمات الدولية
كتاب بعنوان العبور إلى الظلام
السابق
التالى
صنعاء في قبضة الطابور الناعم.. "العبور إلى الظلام" يوثق تغلغل الحوثي في المنظمات الدولية
السياسية
-
منذ 16 دقيقة
مشاركة
عدن، نيوزيمن:
كشف كتاب بعنوان "العبور إلى الظلام" عن شبكة النفوذ الناعمة التي نسجتها ميليشيا الحوثي داخل المنظمات الدولية ولوبيات ما يسمى بـ"السلام الزائف"، مستخدمة هذه المنصات كغطاء شرعي لتمرير أجنداتها، وتوسيع قبضتها السياسية والمالية داخل اليمن وخارجها.
الكتاب الصادر عن منصة "فرودويكي" في يونيو 2025، قدم قراءة صادمة لكواليس الصراع في اليمن، حيث ينتقل من مشهد الحرب الظاهر إلى ما وراء الستار، كاشفًا شبكة معقدة من النفوذ الحوثي داخل المنظمات الدولية، والطرق التي تحولت بها مؤسسات إنسانية وحقوقية إلى أدوات شرعنة لسلطة الميليشيا. ويركز على اختراق الحوثيين للمؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة، صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، من خلال تعيين أفراد مرتبطين بالميليشيا في مواقع مفصلية.
وأوضح: "إن الحوثيون تمكنوا، لا سيما منذ العام 2015، من التغلغل في المنظمات الدولية العاملة في اليمن، عبر أفراد محسوبين على الجماعة أو مقربين من قياداتها. هؤلاء الأفراد احتلوا مناصب رئيسية داخل المؤسسات الإنسانية الدولية، واستغلوا مواقعهم لتوجيه التمويل، والتحكم بالسرديات الإعلامية، بل وللضغط السياسي نحو شرعنة الجماعة المسلحة كـ"سلطة أمر واقع".
مؤلف الكتاب، الباحث عبدالقادر رازح، قدم أسماء أكثر من عشرة شخصيات تعمل كـ"طابور خامس" داخل هذه الكيانات، يقدمون المشورة، يوجهون الموارد، ويمررون المعلومات الاستخباراتية دعماً للحوثيين، في مشهد يعكس مدى التلاعب بالمساعدات الإنسانية وتحويلها إلى أدوات حرب ناعمة.
الكتاب لا يكتفي بالتحليل النظري، بل يقدّم قائمة تفصيلية بأسماء شخصيات تتولى أدوارًا حساسة في المنظمات الدولية بينما ترتبط فعليًا بميليشيا الحوثي. ويتتبع سجلات بعضهم الأكاديمية والوظيفية، كاشفًا فضائح تتعلق بالمؤهلات المزورة أو غياب المساءلة، ويطرح تساؤلات خطيرة حول غياب التحقيقات أو التغاضي الدولي عن هذه التناقضات.
كما يسلط الضوء على كيفية استغلال الحوثيين لعشرات المليارات من الدولارات التي قدمتها الجهات الدولية كمساعدات لليمن منذ 2015، والتي انتهى المطاف بجزء كبير منها في تمويل جبهات القتال أو دعم اقتصاد الحرب الحوثي، بدلاً من إغاثة المتضررين من الصراع.
وحذر من أن تمويلات بملايين الدولارات ضُخت منذ بدء الحرب في اليمن لصالح مشاريع إنسانية، إلا أن العديد منها استُغل لصالح الحوثيين من خلال شركات ومؤسسات واجهة، أو عبر تسعير أزمات مفتعلة كالمجاعة وانهيار الخدمات. وقد وثّق المؤلف حالات فساد كبرى في إدارة المساعدات، بما في ذلك فضيحة البيانات المضللة التي جرى رفعها إلى الأمم المتحدة بدون تحقق من صحتها، ما رسخ صورة قاتمة عن الحكومة الشرعية مقابل تمويه واقع الحوثيين.
ويناقش الكتاب ظاهرة "إعادة هندسة الخطاب الدولي" من خلال دراسات موجهة وتقارير مفخخة تصدرها مراكز بحثية محسوبة على الحوثيين أو ممولة بشكل غير مباشر، لتصوير الجماعة كـ"سلطة أمر واقع" تستحق التفاوض، بينما يتم التعتيم على جرائم الحرب والانتهاكات الحقوقية التي ترتكبها.
وأشار إلى أن "الهندسة السردية الدولية"، تمثلت في توجيه الخطاب الإعلامي والسياسي داخل المؤسسات الدولية بما يخدم مصالح الميليشيا. هذا التحول، بحسب الكتاب، حوّل المجتمع الدولي من مراقب محايد إلى شريك غير مباشر في إدامة الأزمة اليمنية، من خلال تمويل مشاريع تديم الوضع القائم، وتجاهل الانتهاكات، وتحييد الأصوات الوطنية المعارضة للحوثيين
الأخطر، كما يشير الكتاب، أن هذه الشبكات التي يصفها بـ"السرية" لا تكتفي بالتغلغل في المنظمات، بل تعمل على تشويه صورة الحكومة الشرعية، وتعطيل جهود استعادة الدولة، ما يشكل تهديدًا مباشرًا على سيادة اليمن واستقراره الإقليمي.
في خاتمته، لا يكتفي الكتاب بكشف الحقائق بل يطلق دعوة صريحة للمجتمع الدولي لإجراء مراجعات شاملة لممارسات المنظمات في اليمن، وإعادة تقييم من يمثل الشعب اليمني داخل هذه الهيئات، مؤكدًا أن التغاضي عن هذه الاختراقات يهدد جوهر العمل الإنساني ويفتح الباب أمام شرعنة جماعات مسلحة عبر "لوبيات إنسانية".
ودعا الباحث عبدالقادر رازح إلى تحقيقات مستقلة في الفساد وسوء الإدارة داخل المنظمات العاملة في اليمن، ومراجعة آليات اختيار ممثليها، وحماية برامج المساعدات من التوظيف السياسي. كما شدد على ضرورة فرض عقوبات على المتورطين في التلاعب أو دعم الميليشيات، بغض النظر عن مواقعهم أو جنسياتهم.
اضغط هنا لتحميل الكتاب
رابط الكتاب
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 37 دقائق
- اليمن الآن
الكثيري: تعزيز الشراكة المحلية وتحسين الخدمات أولوية المرحلة
اطّلع علي عبدالله الكثيري، القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الأحد، على مستوى الأداء الإداري والتنظيمي للقيادة المحلية لانتقالي شبوة، خلال لقائه برئيس الهيئة التنفيذية الشيخ لحمر بن علي لسود، بحضور مساعد الأمين العام محمد الشقي. وأكد الكثيري أهمية تعزيز التعاون مع السلطة المحلية لتحسين الخدمات وتعزيز الاستقرار، مشددًا على أن القيادة السياسية تتابع عن كثب تطورات الأوضاع في محافظات الجنوب، وفي مقدمتها شبوة.


اليمن الآن
منذ 37 دقائق
- اليمن الآن
طارق صالح يتفقد أحد مراكز تدريب المقاومة الوطنية ويشدد على رفع الجاهزية القتالية
أجرى نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي وقائد المقاومة الوطنية، العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، زيارة ميدانية إلى أحد مراكز تدريب القوات التابعة للمقاومة الوطنية في الساحل الغربي، وذلك في إطار مساعيه المستمرة لتحديث قدرات الألوية وتعزيز جاهزيتها لمواجهة التحديات الميدانية. ورافق طارق صالح في جولته ركن التدريب والتوجيه اللواء الركن محمد عبدالله القوسي، حيث اطلع على سير برامج التدريب والتأهيل التي تُنفذ ضمن خطة تطوير شاملة تستهدف رفع الكفاءة القتالية وتحسين اللياقة البدنية والجاهزية الميدانية للمقاتلين. وأكد قائد المقاومة الوطنية على أهمية الالتزام الصارم بالبرنامج التدريبي المعتمد، لضمان تأهيل الكوادر القادرة على التعامل مع مختلف السيناريوهات القتالية في مواجهة ميليشيا الحوثي. كما أثنى خلال الزيارة على الروح العالية والانضباط الذي لمسه لدى المتدربين، مشيدًا بتفاعلهم مع المدربين وحرصهم على الاستفادة القصوى من التدريبات، مؤكدًا أن هذا المستوى يعكس وعيًا متقدمًا بأهمية الاستعداد القتالي في هذه المرحلة الدقيقة من الصراع. وشدد طارق صالح على ضرورة الاستمرار في تطوير القدرات القتالية وتعزيز الانضباط، لضمان الجاهزية التامة في الدفاع عن الوطن وتحقيق تطلعات الشعب اليمني في استعادة دولته وإنهاء الانقلاب.


اليمن الآن
منذ 37 دقائق
- اليمن الآن
نائب وزير الخارجية يلتقي الممثل المقيم لمنظمة (الفاو) بمناسبة انتهاء فترة عمله
[29/06/2025 11:29] عدن - سبأنت التقى نائب وزير الخارجية وشئون المغتربين، مصطفى نعمان، اليوم، في العاصمة المؤقتة عدن، الممثل المقيم لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) في اليمن، الدكتور حسين جادين، وذلك بمناسبة انتهاء فترة عمله. وعبّر نائب وزير الخارجية، عن تقدير الحكومة للجهود التي بذلها الدكتور جادين خلال فترة توليه مهامه، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها اليمن في المجال الزراعي والأمن الغذائي..مشيداً بالدور المحوري الذي تلعبه منظمة (الفاو) في دعم القطاع الزراعي، من خلال تنفيذ مشاريع تنموية هادفة أسهمت في تعزيز قدرات المزارعين وتحقيق قدر من الأمن الغذائي في عدد من المحافظات. وتطرق اللقاء، إلى عدد من المشاريع الناجحة التي نفذتها (الفاو)، وفي مقدمتها تجربة دعم زراعة القمح في محافظة حضرموت، والتي مثّلت خطوة مهمة نحو السعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية، إضافة إلى مشاريع دعم صغار المزارعين وتحسين سبل العيش في المناطق الريفية. وأعرب نائب وزير الخارجية، عن شكره للدكتور جادين على جهوده الطيبة..متمنيًا له التوفيق في مهامه القادمة..مؤكدًا استمرار التعاون البناء بين اليمن ومنظمة (الفاو) لما فيه مصلحة التنمية الزراعية المستدامة في اليمن.