logo
باكستان تتوقع هجومًا هنديًا "وشيكا".. وخبراء عسكريون يرجحون سيناريوهات التصعيد

باكستان تتوقع هجومًا هنديًا "وشيكا".. وخبراء عسكريون يرجحون سيناريوهات التصعيد

رؤيا٣٠-٠٤-٢٠٢٥

تارر يؤكد في منشور على منصة إكس أن أي عمل عدائي سيواجه "ردًا حاسمًا" محملًا الهند مسؤولية أي تصعيد
يستمر التوتر بين الهند وباكستان على خلفية الهجوم الدموي الذي وقع في 23 أبريل / نيسان 2025 بمنطقة باهالجام في كشمير، وأودى بحياة 26 سائحًا هنديًا، معظمهم من الهندوس، مما أعاد إشعال الصراع التاريخي بين الجارتين النوويتين.
توقعات باكستانية بهجوم وشيك
كرر وزير الإعلام الباكستاني، عطاء الله تارر، يوم الأربعاء، تحذيرات بلاده من هجوم عسكري هندي وشيك، مشيرًا إلى "معلومات استخباراتية موثوقة" تفيد بأن الهند تخطط لشن هجوم خلال الـ24 إلى 36 ساعة المقبلة.
وأكد تارر في منشور على منصة إكس أن أي عمل عدائي سيواجه "ردًا حاسمًا"، محملًا الهند مسؤولية أي تصعيد.
سيناريوهات التصعيد
يرى خبراء عسكريون أن الهجوم في باهالجام، الذي تبنته "جبهة المقاومة" (TRF) المرتبطة بتنظيم لشكر طيبة الباكستاني، قد يدفع الهند للرد العسكري، خاصة مع تصريحات رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي تعهد بملاحقة الجناة "حتى أطراف الأرض".
وتشمل السيناريوهات المحتملة:
ضربات جوية محدودة: كما حدث عام 2019 بعد هجوم بولواما، حيث نفذت الهند غارات جوية داخل الأراضي الباكستانية.
اشتباكات على خط السيطرة: تبادل الطرفان إطلاق النار لليوم السادس على خط السيطرة الفاصل بين كشمير الهندية والباكستانية، مما قد يتطور إلى مواجهات أوسع.
تصعيد نووي محتمل: مع امتلاك الطرفين لأسلحة نووية، حذر وزير السكك الحديدية الباكستاني، حنيف عباسي، من أن ترسانة بلاده النووية "ليست للعرض"، بينما أكد وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف أن السلاح النووي لن يُستخدم إلا إذا كان هناك "تهديد مباشر لوجود باكستان".
سياق التوتر
اتهمت الهند باكستان بدعم الهجوم، مشيرة إلى أن اثنين من المشتبه بهم الثلاثة باكستانيان، بينما نفت إسلام آباد أي تورط ودعت لتحقيق محايد.
ردًا على ذلك، علقت الهند معاهدة مياه السند، وهي خطوة وصفها رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف بأنها "عمل حربي"، كما أغلقت باكستان مجالها الجوي أمام الطائرات الهندية، مما أثر على رحلات دولية.
على الرغم من الرواية الهندية التي تحمل باكستان المسؤولية، لم تقدم نيودلهي أدلة علنية واضحة تدعم اتهاماتها، مما يثير تساؤلات حول دوافع التصعيد.
بعض المحللين، مثل منشورات على إكس، يرون أن التوتر قد يكون مدفوعًا من أطراف خارجية لا ترغب في استقرار المنطقة، خاصة مع التقارب الخليجي الأخير لمودي والاستقرار النسبي في باكستان.
كما أن الضغط الداخلي في الهند، مع استهداف المدنيين الهندوس، قد يدفع مودي لاتخاذ موقف متشدد لأغراض سياسية داخلية، لكن أي تصعيد عسكري قد يؤدي إلى كارثة إنسانية في ظل الترسانتين النوويتين
والتوتر بين الهند وباكستان يضع المنطقة على حافة الهاوية، مع مخاطر تصعيد عسكري قد يتجاوز الاشتباكات المحدودة.
وفيما يتبادل الطرفان الاتهامات، يبقى الوضع في كشمير نقطة اشتعال تهدد بجر المنطقة إلى صراع مدمر، وسط دعوات دولية من الأمم المتحدة والولايات المتحدة والصين لضبط النفس.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الإصرار على حرب غزة هدفه التهجير
الإصرار على حرب غزة هدفه التهجير

جفرا نيوز

timeمنذ 5 ساعات

  • جفرا نيوز

الإصرار على حرب غزة هدفه التهجير

جفرا نيوز - علي ابو حبلة السؤال الذي يتردد ويطرحه الكثيرون اليوم أن معركة طوفان وفرت لإسرائيل المزيد من الذرائع والمبررات كي تهاجم قطاع غزة، وتُمعن فيه قتلاً وتدميراً وتهجيراً». وحقيقة القول أن فكرة تهجير أهل غزه وإعادة توطينهم ليست وليدة اليوم وقد كثر الحديث عنها من الجانب الإسرائيلي بسيناريوهات وصيغ عدة سواء بشكل دائم أو مؤقت قبل حدوث معركة طوفان الأقصى. ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، نزح بحسب الأمم المتحدة نحو مليون أو يزيد من عدة مناطق، لا سيما في المناطق الشمالية للقطاع، وذلك جراء القصف الانتقامي الذي تنتهجه قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد عملية «طوفان الأقصى» وقد غادرت بالفعل آلاف العائلات منازلها تجنبًا للقذائف والصواريخ التي تنهال على المدن والبلدات الفلسطينية، بما يشبه عملية تفريغ منهجية للسكان وحشرهم في بقعة جغرافية أضيق داخل غزة نحو الجنوب. ويعتقد العديد من السياسيين الإسرائيليين، وتحديدًا الجناح اليميني المتطرف، أن هذا الأداء سيجبر الفلسطينيين على الرحيل بمنطق القوة لإنجاز مشروع «الترنسفير» القديم الجديد، وذلك بتخييرهم بين الموت أو اللجوء. وكانت صدرت عدة تصريحات من مسئولين إسرائيليين أبرزها تصريحات أحد المتحدثين العسكريين باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، عندما نصح الفلسطينيين بالتوجه إلى مصر، قبل أن يعدل عنها لاحقًا. ويذكر أن دعوات التهجير لأهل غزه طرحت في الماضي في عدة مناسبات لتصطدم بإرادة فلسطينية للتشبّث بالأرض، وإرادة مصرية أردنيه لمنع تنفيذ مخطط التهجير والتوطين في سيناء والاردن. وسبق وأن قدّم اللواء في الاحتياط الذي ترأس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، غيورا آيلاند، مشروعًا أطلق عليه «البدائل الإقليمية لفكرة دولتَين لشعبَين»، ونشرت أوراقه في مركز بيغن-السادات للدراسات الإستراتيجية. وينطلق المشروع من افتراض أن حلَّ القضية الفلسطينية ليس مسؤولية «إسرائيل» وحدها، لكنه مسؤولية تقع على عاتق 22 دولة عربية، وبموجبه ستقدم مصر تنازلًا عن 720 كيلومترًا مربعًا من أراضي سيناء لصالح الدولة الفلسطينية المقترحة، وهذه الأراضي عبارة عن مستطيل ضلعه الأول 24 كيلومترًا، يمتد بطول الساحل من مدينة رفح غربًا وحتى حدود مدينة العريش في سيناء، والضلع الثاني طوله 30 كيلومترًا من غرب معبر كرم أبو سالم ويمتدّ جنوبًا بموازاة الحدود المصرية الإسرائيلية. وتعادل المنطقة المقترحة ضعفَي مساحة قطاع غزة البالغة 360 كيلومترًا مربعًا، وهي توازي 12% من مساحة الضفة الغربية، وفي مقابل ذلك سيتنازل الفلسطينيون عن المساحة ذاتها المقترحة للدولة الفلسطينية في سيناء من مساحة الضفة الغربية، وضمّها إلى السيادة الإسرائيلية. أما مصر فستتحصّل على تبادل للأراضي مع الاحتلال من جنوب غربي النقب (منطقة وادي فيران) بالمساحة ذاتها، مع منحها امتيازات اقتصادية وأمنية ودعمًا دوليًّا، وظل اقتراح آيلاند حبيس المشاورات الإسرائيلية الأمريكية، ورغم التركيز الإسرائيلي على هذا المشروع لكن توقيت صدوره شكّل سببًا في فشله، لأنه جاء عقب تعثُّر مفاوضات كامب ديفيد بين ياسر عرفات وإيهود باراك، واندلاع انتفاضة الأقصى، وإغلاق صفحة المفاوضات الثنائية لسنوات طويلة. وفي 2004 طرح مشروع الرئيس السابق للجامعة العبرية يوشع بن ارييه ويطرح ، مشروعًا تفصيليًّا لإقامة وطن بديل للفلسطينيين في سيناء، ينطلق من مبدأ تبادل الأراضي الثلاثي بين مصر و»إسرائيل» وفلسطين، والذي عُرف سابقًا بمشروع غيورا آيلاند. وتنطلق الفكرة من تسليم أراضٍ لدولة فلسطين من منطقة سيناء، وهي منطقة العريش الساحلية، مع بناء ميناء بحري عميق المياه، وقطار دولي بعيد عن «إسرائيل»، ومدينة كبيرة وبنى تحتية، ومحطة للطاقة الكهربائية ومشروع لتحلية المياه. أما مصر فستحصل على أراضٍ من صحراء النقب جنوب فلسطين المحتلة بالمساحة ذاتها التي ستمنح من سيناء للفلسطينيين بحدود 700 كيلومتر مربع، مع ضمانات أمنية وسياسية إسرائيلية بأنّ لا بناء استيطانيًّا في المنطقة الحدودية مع مصر، مع السماح لمصر بإنشاء طريق سريع وسكك حديدية وأنابيب لنقل النفط والغاز الطبيعي. ورغم أن هذا المشروع اقتبس كثيرًا من أفكار مشروع آيلاند، إلا أن تزامن إعلانه مع الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، وفوز حماس في الانتخابات التشريعية ثم سيطرتها على غزة، وبدء الحصار الإسرائيلي لها، ووضع العديد من العصي في دواليب نجاح المشروع. ووفق ذلك إسرائيل ليست بحاجه للذرائع وهي تسعى لتنفيذ مخططها لتصفية القضية الفلسطينية وتصطدم بمواقف عربية وفي مقدمتها الموقف الاردني والمصري الرافض للتهجير ومقاومة كل تلك المشاريع بما فيها مخطط التهجير الى ليبيا وقد طرح مؤخرا.

'رجل شجاع'.. إيهود باراك يدخل على الخط دفاعا عن غولان
'رجل شجاع'.. إيهود باراك يدخل على الخط دفاعا عن غولان

سواليف احمد الزعبي

timeمنذ 10 ساعات

  • سواليف احمد الزعبي

'رجل شجاع'.. إيهود باراك يدخل على الخط دفاعا عن غولان

#سواليف أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق #إيهود_باراك بشجاعة رئيس حزب الديمقراطيين الإسرائيلي #يائير_غولان الذي هاجم حكومة #نتنياهو على خلفية ما تقوم به في قطاع #غزة من ممارسات غير إنسانية. وفي وقت سابق اليوم قال غولان في مقابلة صحفية إن إسرائيل تسير نحو أن تصبح 'دولة منبوذة' بين الأمم إذا لم تعد إلى التصرف كدولة عاقلة، وأضاف: 'الدولة العاقلة لا تقاتل المدنيين، ولا تقتل الأطفال كهواية، ولا تتبنى أهدافا تقوم على ترحيل السكان'. وانتقد بشدة الحكومة الحالية التي وصفها بأنها 'مليئة بأشخاص انتقاميين، عديمي الأخلاق، ولا يملكون القدرة على إدارة الدولة في أوقات الطوارئ'. وأثارت تصريحات غولان جدلا واسعا وموجة من الإدانات من مسؤولين حاليين وسابقين في إسرائيل. وكتب باراك عبر منصة 'إكس': 'يائير جولان رجل شجاع ومباشر. هو 'الرجل المهاجم'. لو كان عليّ الانطلاق في غارة هذه الليلة أو في حملة سياسية صعبة غدا، فإنني أفضل أن يكون هو بجانبي، (وأفضله) على كل منتقديه والمدافعين عنه خلال الساعات القليلة الماضية'. وتابع باراك: 'ولو كان من الأفضل أن يختار كلمة أو كلمتين أخريين، فمن الواضح أنه كان يقصد القيادة السياسية، وليس المقاتلين'. وفي وقت سابق رد الجيش الإسرائيلي على اتهامات غولان بأن جنوده 'ينفذون عملياتهم ضد الأعداء وهم ملتزمون بقيم الجيش وبالقانون وبالقانون الدولي، مع حفاظ صارم وغير قابل للمساومة على أمن دولة إسرائيل ومواطنيها'. وأمس الاثنين قال قادة بريطانيا وفرنسا وكندا في بيان لهم إنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي بينما تواصل إسرائيل ما وصفوه بـ'الأفعال الشنيعة' في غزة، وتوعدوا باتخاذ إجراءات ضد إسرائيل وفرض عقوبات. والاثنين أيضا دعا وزراء خارجية 22 دولة بينها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، إسرائيل إلى السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

بشار جرار : العيش معًا بسلام
بشار جرار : العيش معًا بسلام

أخبارنا

timeمنذ 10 ساعات

  • أخبارنا

بشار جرار : العيش معًا بسلام

أخبارنا : في اجتماعات التخطيط الإخباري والبرامجي للتغطيات الصحفية، تتنوع المصادر. من بين مصادر الإعداد، الأرشيف ومناسبات الروزنامات! لا أذيع سرا إن قلت إن تلك النوعية من المصادر لا تؤخذ في زحمة الأخبار على محمل الجد، سيما إن سبقتها بأشواط أولويات خبرية محضة، أو سياسية بحتة. هذه عينة. السلام قضية كبيرة، وقيمة أكبر، وشأن أعظم. كيف لا وهو من أسماء الله الحسنى، ومن ثماره محبته وحكمته سبحانه. لكن للأسف، كما في كثير من القضايا والأمور والشؤون، تعرض السلام للتسييس، وتم حصره بما يخص صراعات الشرق الأوسط الكبير أو الموسع، أو لعله «الجديد»! «دراسات السلام» تخصص أكاديمي لا يقف عند حدود تحليل النزاعات أو تسويتها بل تفاديها من الأساس. فالسلام في الأصل ثقافة وحضارة ومعاني روحية وأخلاقية سامية، تم تكريس أيام ومناسبات للاحتفاء به. هنالك اليوم العالمي للسلام، ويوم آخر لثقافة السلام، وآخر لقوات حفظ السلام أو ذوي القبعات الزرق. وفي هذا السياق أغتنم الفرصة من على هذا المنبر الكريم -الدستور الغراء- لتحية نشامى قواتنا المسلحة من صناع السلام وحماته في عدد من دول العالم. فقوات حفظ السلام المنضوية تحت راية الأمم المتحدة تعمل على حفظ السلام بعد الحروب. كما ينخرط النشامى أصحاب «البيرية الزرقاء والخوذ الزرق» قبل إحلال السلام وخلال الحروب والهدنات في الحد من الآثار الجانبية للصراعات. والأخطر منها تلك الآثار الارتدادية على صعيد الصحة النفسية والعقلية للمدنيين والعسكريين أيضا فيما يعرف بمرض «بي تي إس دي» الذي يلي النجاة من الأحداث العنيفة أو الحزينة. لا أحد ينجو من ويلات شظايا القنابل ولا من أصوات انفجاراتها، ولا حتى بالتهديد باستخدامها. جميل أن تحرص دول أو منظمات غير حكومية أو غير ربحية -إن وجدت على نحو حقيقي أو تام- على تكريس يوم من 365 يوم سنويا لأجل معنى من معاني السلام، ما دامت تحتفظ بجوهره ونبعه الصافي، ألا وهو رب العالمين الرحمن الرحيم، رب السلام وإله السلام سبحانه الذي يحب ويبارك صنّاع السلام، ويرعاهم وما يبذرون من أعمال خير ونعمة وبركة، وإن تأخر الحصاد. في السادس عشر من الشهر الجاري، احتفل العالم باليوم العالمي لل «عيش معا بسلام». نعرف ذاك السجال بين أيهما أفضل، الدعوة إلى التعايش أو العيش المشترك؟ سواء كان المراد بين الأديان أو الطوائف أو الأعراق أو الحضارات، أو بين أقاليم ومحافظات الدولة الواحدة كما في بعض البلاد التي تشهد غيابا متفاوتا للانسجام والوئام فالسلام. لعل الإضافة النوعية في هذا اليوم إلى جانب ما سبقها من أيام مكرسة أيضا بشكل أو بآخر للسلام وما يتصل به من قيم كالتسامح والأهم المحبة والحكمة، هي تلك الواقعية التي استندت إليها في الطرح. لا قيمة للسلام ما لم يكن مُعاشا بمعنى واقعيا عمليا. ولا جدوى للسلام ما لم يكن نابعا من الذات بمعنى من وجدان الفرد ووعيه، ومن ثم المجتمع، فالدولة كلها بمؤسساتها. العيش معا بسلام يفترض المعرفة أولا، ومن ثم القبول لا اضطرارا وانصياعا بل حبا واحتراما. الإنسان يخاف ما يجهله ولا يختلف بذلك عن الحية! بعض المخلوقات عدائية كونها تبالغ بالخوف إلى أحد أمرين: إما الانسحاب فالانسحاق، بمعنى الشعور بالدونية. وإما الهوس بالتحفز لتصور أخطار قد تكون مجرد هواجس وأوهام، أو مبالغ بها، أو قابلة للتفادي دون الركون إلى أحد الحلين السهلين، الهروب أو الهجوم، وفي كل منهما بذور ما هو نقيض السلام، وهو ليس بالضرورة فقط الجانب المتعلق بالسلوك العنيف أو العدائي. فالكراهية تقتل صاحبها بكل معنى الكلمة وحرفيا، كما في كثير من الأمراض الشائعة كالضغط والجلطات والذبحات، بما فيها أمراض المناعة! من الشائع خاصة في الدول الأكثر تعرضا للتوتر والتلوث، مرض «أوتو أميون» الذي تهاجم فيه الكريات البيضاء في الدم ذاتيا وآليا كل شيء، ظنا منها أن بعض المواد الغذائية جسم غريب، حتى وإن كان مفيدا نافعا، أو جزءا من أعضاء الجسم نفسه وأعضائه الحيوية. للعيش معا وليس مجرد التعايش، ولتحقيق السلام لا مجرد الوئام، لا بد من البدء بالمعرفة الصحيحة وإجراء ما يشبه التعديل الجيني «الفكري» لما اعترى بعض المفاهيم أو السلوكيات من أجسام غريبة أو تصلب أو تآكل. ومن الثابت الآن أنه حتى الأعصاب قادرة على إعادة الإنتاج والتشكل بقرار يتخذه الفرد «المريض» بوعي وبمساعدة طبية وسلوكية مناسبة من فريق طبي متخصص. لا يكفي شطب التعليقات المسيئة مثلا في المناسبات أو المواضيع، ولا حتى الاكتفاء بالتبليغ عن أصحابها أو حظرهم أو التعامل المناسب مع مصادر التهديد، لعيشنا أولا، ومن ثم لعيشنا معا، وبعد ذلك لعيشنا معا بسلام.. لا تتسلل الأجسام الغريبة بلا استعداد لاستقبالها أو استيطان بعضها ولو على نحو متحوصل، المرجو من القائمين على الرعاية الصحية لهذا الجانب الوقاية أولا، ومن ثم العلاج في أوانه، فالتدخل الدوائي أو الجراحي المتأخر أو الضعيف لا يجدي نفعا، وقد يعمل العكس تماما، فينشّط القائم فينتشر ويستفحل، ويستنبت ما هو أكثر شرا، والعياذ بالله. حتى من الناحية المالية والقانونية والسياسية، لن تكفي حملات وسائل الإعلام كلها في التصدي لأولئك الأفاعي والحرابي والطفيليات الذي يتربصون بالسلام على كل مستوياته من الفرد إلى الدولة، ما لم يتم خلق البيئة الصحية التي لا تغيب عنها الشمس، والمتمتعة بدرجات عالية من التهوية التي تشرح الصدور وتنعش الأبدان. اللهم عيشا رغدا مباركا يرضيك ويرضى والدينا، وكفى! من ظفر بهذا الرضى الرباني الأسري كان بارا بأهله ومجتمعه ووطنه، فاغتنى واحتمى وارتضى..

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store