logo
الهوية الوطنية والأمن المجتمعي

الهوية الوطنية والأمن المجتمعي

عمونمنذ 9 ساعات

أضحى الحديث عن الهوية الوطنية الأردنية حاضراً بكثافة في المشهد العام، ليس فقط في الأوساط السياسية بل أيضاً في جلسات الناس اليومية وعلى منصات التواصل الاجتماعي. وهذا التكرار في الطرح لا يأتي من فراغ، بل يعكس اضطراباً في العلاقة بين المواطن والحكومة وقلقاً متنامياً من تآكل ما يفترض أن يكون رابطاً جامعاً لكل الأردنيين بغض النظر عن أصولهم أو مناطقهم أو خلفياتهم الاجتماعية.
تطرقت في مقال سابق إلى العلاقة بين التعيينات الجائرة والأمن المجتمعي، وبينت كيف أن هذا النمط من السياسات خلق حالة من اللامساواة الفعلية والشعورية ادت إلى تصدع الثقة بين المواطن ومؤسسات الحكومة. ومع تكرار التجربة، بدأ الكثيرون يبحثون عن بدائل للهوية الوطنية، بدائل توفر الأمان أو تسهل الوصول إلى الفرص ولو كانت مبنية على العصبية المناطقية أو العشائرية. هذه الهويات البديلة ليست بالضرورة سلبية بالمطلق، لكنها تتحول إلى أدوات انقسام حين تضعف مؤسسات الحكومة أو تفقد قدرتها على تمثيل الجميع بعدالة.
هنا تبرز مسألة في غاية الأهمية: العدالة الشعورية، وهي ليست فقط عدالة الأرقام أو القوانين، بل الإحساس الداخلي بأنك متساوٍ مع غيرك، بأنك موجود ومعترف بك، وبأن لك مكاناً في هذا الوطن يعامل فيه الناس على قدم المساواة. غياب هذا الشعور يجعل الحديث عن الهوية الوطنية مجرد خطاب شكلي لا يمت لواقع المجتمع بصلة.
ولا يمكن فصل تراجع الهوية الوطنية عن ضعف الدور التربوي والإعلامي والثقافي ومؤسسات التنشئة في المجتمع. فالنظام التعليمي، حين يغفل عن ترسيخ الهوية الوطنية بمضامين عميقة تعكس تنوع المجتمع الأردني وتاريخه وتحولات الدولة الحديثة، سيخرج أجيال تفتقر إلى الشعور الحقيقي بالانتماء. والإعلام، عندما يكرس الصورة النمطية ويغذي الانتماءات الضيقة أو يتجاهل قضايا الناس الحقيقية، سيسهم بشكل مباشر في تشظي الوعي الجماعي. أما الثقافة السياسية، فحين تختزل الوطنية في الولاء لأشخاص مارسوا السلطة أو النفوذ على حساب المصلحة العامة، أو تدار الحكومة بعقلية التوازنات والمكاسب، فإنها تفرغ مفهوم المواطنة من مضمونه وتحوله إلى مجرد شعار يرفع عند الحاجة فقط.
كذلك فإن غياب مشروع وطني جامع يسهم في تعميق الشعور بالفراغ، فالهويات الوطنية لا تبنى فقط على الذكريات، بل أيضاً على الأمل والايمان بالمستقبل، وعندما لا يشعر المواطن أن له دوراً في صناعة الغد، أو أن صوته لا يسمع، فإن الانتماء يصبح هشاً ومعرضاً للانكفاء والتراجع، وهذا ما أكده وأشار إليه جلالة الملك حفظه الله في أوراقه النقاشيه.
إن الهوية الوطنية ليست منتجاً إدارياً أو قراراً سياسياً، بل هي نتاج عدالة عميقة، وتمثيل حقيقي، وتجربة معيشة يشعر فيها كل فرد أن له قيمة وكرامة وفرصة. وهي لا تزدهر في بيئة الإقصاء أو الزبائنية، بل تنمو في بيئة تحترم عقل المواطن، وتتعامل معه كشريك لا كمتلقي.
عندما يتحقق الأمن المجتمعي من خلال عدالة الفرص، وشفافية القرار، وسيادة القانون، تتجذر قيم المواطنة وتستعاد الهوية الوطنية الأردنية كإطار جامع لا يستثني أحداً، ولا يشعر أحداً بأنه زائد عن الحاجة.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

د. محمد ابو حمور : الاستثمار في البحث العلمي
د. محمد ابو حمور : الاستثمار في البحث العلمي

أخبارنا

timeمنذ 9 دقائق

  • أخبارنا

د. محمد ابو حمور : الاستثمار في البحث العلمي

أخبارنا : رغم أهمية التركيز على تلبية الاحتياجات الاجتماعية مثل التعليم والصحة الا أننا بحاجة إلى ايلاء البحث العلمي والتطوير عناية مناسبة لأهميته في التنمية الاقتصادية وتحسين مستوى الخدمات. وقد أشار جلالة الملك حفظه الله الى ذلك عندما بين أن الاستثمار في البحث العلمي ودعم المبدعين جزء أساسي لنهضة الوطن، وتشير الدراسات إلى أن هناك علاقة وطيدة بين البحث العلمي والتنمية الاقتصادية خاصة البحوث التي ينجم عنها عائد اقتصادي ومنتجات استثمارية. واليوم نجد أن أكثر ما يحدد قيمة السلعة هو ما تحويه من تكنولوجيا وابتكارات، ويلاحظ أن الدول المتقدمة تخصص ما يزيد عن 3% من الناتج المحلي الاجمالي لغايات البحث العلمي والتطوير، ولا يقتصر الامر على الجهات الرسمية بل ان الاستثمار الخاص في البحث العلمي له عائد اقتصادي يصل في بعض الأحيان إلى نحو 35% من إجمالي تكلفة الاستثمار، وهذا يفسر الاهتمام بأنشطة البحث والتطوير وانتشار مؤسسات التمويل التي تعنى بالاستثمار في الابتكار والافكار الريادية ورأس المال المخاطر. لا بد من الاشارة الى أهمية ربط منظومة البحث العلمي بقطاع الإنتاج والخدمات للمساهمة في تنفيذ متطلبات التنمية المستدامة، وتحسين الأوضاع المعيشية، وتحديد المصاعب التنموية، وعندما ينسجم البحث العلمي مع الاولويات التنموية والتكنولوجية فهو واضافة الى دوره في نشر المعرفة وتشجيع الابتكار يضطلع أيضاً بدور أساسي في ايجاد حلول مبتكرة لاحتياجات المجتمع الاساسية وتحقيق طموحاته الاقتصادية بالإضافة إلى دعم القدرة التنافسية ويشكل فرصة خصبة لتعزيز الاقتصاد المعرفي. فالتطورات العلمية والتكنولوجية التي تميز الثورة الصناعية الرابعة جعلت من البحث العلمي في وقتنا الراهن أحد أهم الركائز لتحقيق النمو والازدهار ووسيلة فاعلة لبلوغ الاهداف والاستفادة من طاقات الشباب ومجابهة المصاعب وحل المشكلات وتحقيق التنمية الشاملة وصولا إلى تحسين نوعية حياة الأفراد والنهوض بأداء المؤسسات ومنحها القدرة على مواكبة المتغيرات واتخاذ القرارات المناسبة المبنية على أسس علمية. يواجه الاستثمار في البحث العلمي والتطوير بعض العقبات والمصاعب التي من أهمها عدم توفر مصادر تمويل كافية سواء من قبل المؤسسات الرسمية او الخاصة وطبيعة الحوافز التي تمنح للباحثين والمبتكرين، والافتقار الى التنسيق المناسب بين مراكز البجوث والمؤسسات الاكاديمية من جهة والمنشآت الاقتصادية ورجال الاعمال من جهة اخرى. يضاف لذلك مستوى تطور البنية التحتية للأبحاث بما فيها المختبرات والمعدات التكنولوجية، ورغم التحديات التي تواجه الاستثمار في البحث والتطوير، الا أن هناك حلولا فعالة يمكن أن تنهض بمستواه ويشمل ذلك زيادة المخصصات المرصودة لهذه الغاية، وتحفيز التفكير النقدي، والحد من هجرة العقول، وتعزيز التعاون بين الجهات ذات العلاقة، وتوفير البنية التحتية والحوافز المناسبة للباحثين والمبتكرين، وصولاً الى تحقيق افضل ما يمكن من الاستثمار في البحث العلمي.

اخبار السعودية : بالفيديو.. "الزارع" لـ"سبق": ولاة الأمر يؤمنون بأن الاستثمار في الإنسان هو الركيزة الأولى للتنمية وعنوان المستقبل
اخبار السعودية : بالفيديو.. "الزارع" لـ"سبق": ولاة الأمر يؤمنون بأن الاستثمار في الإنسان هو الركيزة الأولى للتنمية وعنوان المستقبل

حضرموت نت

timeمنذ 10 دقائق

  • حضرموت نت

اخبار السعودية : بالفيديو.. "الزارع" لـ"سبق": ولاة الأمر يؤمنون بأن الاستثمار في الإنسان هو الركيزة الأولى للتنمية وعنوان المستقبل

أكد المدير العام للتعليم بمنطقة الرياض الأمين العام لجائزة الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز للتميز والإبداع، الدكتور نايف بن عابد الزارع، أن رعاية الأمير فيصل بن بندر حفل تكريم الفائزين بالجائزة تُجسّد حرص ولاة الأمر –حفظهم الله– على الاستثمار في الإنسان السعودي؛ باعتباره الركيزة الأولى للتنمية، وعنوان المستقبل. وقال 'الزارع' في تصريح خاص لـ'سبق'، على هامش الحفل الذي أقيم مساء الأربعاء بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالرياض: 'رعاية سمو أمير منطقة الرياض هذه الجائزة ليست فقط دعمًا مباشرًا، بل تأكيدًا بأن ولاة أمرنا –أيدهم الله– يسعون دومًا إلى الاستثمار في أبنائهم وبناتهم. هذه الجائزة اليوم تُترجم عمليًّا هذا الاهتمام الكبير من القيادة الرشيدة، بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين، وسمو سيدي ولي العهد –رعاهما الله–، اللذين يؤمنان بأن الإنسان السعودي هو الرهان الحقيقي في هذه المسيرة الوطنية الطموحة'. وأشار إلى أن الاستثمار في الإنسان لا يوازيه أي استثمار آخر، مضيفًا: 'حينما نقول إن الإنسان هو محور الرؤية فإننا نرى ذلك يتحقق واقعًا. وقد شهدنا تكريم 40 فائزًا وفائزة من أصل أكثر من 860 متقدمًا للجائزة؛ ما يعكس تصاعُد التنافسية، وتنامي الإقبال على هذه الجائزة النوعية؛ وهذا يعزز قناعتنا بأن ثقافة الإبداع والتميز باتت جزءًا أصيلاً من وجدان المجتمع السعودي، الذي يرى في رؤية السعودية 2030 خارطة طريق لطموحه وأحلامه'. وأوضح الدكتور 'الزارع' أن الدورة الثالثة من الجائزة شهدت نقلة نوعية في تطوير معايير التحكيم، وتوسيع نطاق المجالات، وزيادة الأثر، مؤكدًا أن هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا تكامُل جهود القطاعات التعليمية والعسكرية والإدارية. وختم تصريحه قائلاً: 'نحن –بإذن الله– ماضون في بناء بيئة محفزة للتميز، وصناعة جيل يؤمن بأن سقف الطموح لا حدود له.. كما يقول سمو ولي العهد -حفظه الله-: (طموحنا عنان السماء)'. احتفاء بالإبداع وتمكين للتميز وكان الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، قد رعى مساء أمس حفل تكريم الفائزين بجائزة سموه للتميز والإبداع في دورتها الثالثة، بحضور نخبة من المسؤولين والتربويين وأولياء الأمور، وذلك في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن. وتضمنت فعاليات الحفل جولة للأمير في المعرض المصاحب، ثم عرضًا مرئيًّا بعنوان 'رحلة الجائزة'، وكلمة ألقاها الدكتور الزارع، إلى جانب عرض مرئي بعنوان 'صوت المتميز'، وأوبريت وطني بعنوان 'لحن المجد والإبداع'، قدمه طلاب وطالبات تعليم الرياض. وفي ختام الحفل دشَّن سموه الدورة الرابعة من الجائزة، وكرَّم الفائزين والفائزات، إضافة إلى رعاة الحفل وأعضاء لجنة التحكيم، قبل أن تُلتقط الصور التذكارية، ويُختتم الحفل بالعرضة السعودية. ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

تمثل أعظم وأهم انجاز تاريخي يمني لما تحمله من معان ودلالات في وجدان الشعب
تمثل أعظم وأهم انجاز تاريخي يمني لما تحمله من معان ودلالات في وجدان الشعب

يمرس

timeمنذ 14 دقائق

  • يمرس

تمثل أعظم وأهم انجاز تاريخي يمني لما تحمله من معان ودلالات في وجدان الشعب

وأوضح اللواء العولقي ، في تصريح صحفي بمناسبة العيد الوطني ال35 للوحدة، بأن الوحدة اليمنية هي السبيل الوحيد لتأسيس وبناء دولة يمنية قوية على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ولفت إلى أن اليمنيين أصبحوا اليوم أكثر حرصاً على التمسك بوحدتهم لما تتضمنه من عزة وكرامة لهم ولأبنائهم. وأكد ان اليمن الكبير والقوي والحر والمستقل بقراره السيادي والخارج من عباءة الوصاية والارتهان للخارج هو الوطن المنشود لدى كافة أبناء الشعب ، وهو الملاذ الذي يوفر لكل اليمنيين الكرامة والعزة والعيش الكريم. واشار، إلى مايعانيه أهلنا في الجنوب من احتلال وقمع ومايرافق ذلك من نهب للثروات وعبث بالمقدرات، وانكشاف أكاذيب دول الإحتلال وأجنداتهم وأهدافهم الخبيثة على الملأ، كل ذلك أكد للجميع بأن الوحدة بما تحويه من معاني الحرية والسيادة والاستقلال هي الضامن الوحيد لبناء اليمن الحر والقوي والمستقل القادر على مواجهة كل التحديات التي تعيق بناء الدولة اليمنية القوية. وقال اللواء العولقي بأن الوحدة اليمنية كانت نتاجاً لنضالات الشرفاء والمخلصين من أبناء هذا الوطن المعطاء لعقود عديدة، والذين بذلوا كل غال ونفيس في سبيل تحقيق هذا الحلم اليمني ، ليشمخ جميع أبناء اليمن بها ويستشعرون العزة والكرامة التي توجوا بها منذ تحقيقها في العام 1990م. مؤكداً على فشل كل القوى والمؤامرات التي تحاول وتسعى لإجبار اليمنيين عن التخلي عن وحدتهم وحدة الأرض والإنسان. واكد اللواء العولقي بأن السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ورعاه هو صاحب المشروع الوطني في الساحة اليمنية ، بما يقدمه من رؤى تبلورت على أرض الواقع في زمن قياسي وشهد لها القاصي والداني رغم العدوان بتعدد جنسياته والمؤامرات على اختلاف مصادرها، وهو من يحمل على عاتقه مشروع بناء اليمن القوي الحر والمستقل وبناء الدولة اليمنية الحديثة والقوية التي توفر الحياة الكريمة لكل أبناء الشعب اليمني وتضمن عزتهم وكرامتهم. وأشاد اللواء العولقي بالموقف اليمني المشرف لنصرة غزة وفلسطين والقضايا العربية والإسلامية العادلة وقيادة اليمن للأمة العربية والإسلامية في هذه المرحلة المفصلية من عمر الأمة بالرغم مما يعانيه اليمن من تحديات وعدوان وحصار جائر. لافتاً إلى حجم التطور العسكري الذي وصلت إليه اليمن في ظل قيادة حكيمة، وهو مايعد بداية للنهوض بالوطن على كافة المستويات ، والدليل الأمثل الذي يميز الله به أصحاب المشروع الوطني من المرتهنين عند أسيادهم من دول الاحتلال وصهاينة العرب والغرب. وجدد العهد والولاء لله تعالى ولقائد الثورة وللقيادة السياسية وكل أبناء الشعب اليمني للسير في طريق الحق وبناء الوطن وتحرير كل شبر من أرض اليمن الطاهرة. سائلأ المولى العلي القدير أن يعيد هذه المناسبة على وطننا وأمتنا وقد تحقق النصر العظيم لشعبنا اليمني الأبي على كل الطغاة والطامعين والمستكبرين ، وتوحدت أفئدة اليمنيين وصولاً إلى تحقيق الاستقرار والأمن والرخاء والازدهار في كل ربوع اليمن العظيم. إنه سميع مجيب الدعاء .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store