
عصب الدولة.. الدستور تنشر القصة الكاملة للشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة
- الإدارة تتم عبر غرف تحكم رئيسية وفرعية غير متصلة بالإنترنت لضمان الأمان والحماية
- العمل يقوم على توحيد أرقام الطوارئ وتحليل المعلومات الواردة والتعامل معها بأوامر عملية
- ربط شامل بين المرافق الحيوية مثل الحماية المدنية والنجدة والمرور والإسعاف والكهرباء وغيرها
- خوادم للربط بين المحافظات وتلقى البلاغات وتجهيز الموارد للتعامل مع الأزمات بمنتهى السرعة
رفقة عدد من الإعلاميين وطلاب الجامعات، قُدّر لى أن أزور موقعًا أصبح بمثابة عصب الدولة المصرية فى الوقت الحالى، وهو مركز التحكم والسيطرة، التابع للشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة بمقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وذلك بتنسيق من إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، وهناك رأيت كيف تجتمع التكنولوجيا المتطورة والإرادة المصرية لتكتب قصة واقعية تحمل بين طياتها رسالة أمل وتحذير من تحديات المستقبل.
ووسط الرحلة، التى ترويها السطور التالية، وبين واقع التقنيات الحديثة ورهبة المجهول، أيقنت أن لكل أزمة حلًا، وأن الحلول لها مفاتيح تكشف عن إمكانات لا تُحصى للتعامل مع التحديات المختلفة، وأدركت يقينًا كيف يتقن المصريون التقنيات الحديثة ويتعاملون معها لتحقيق الأمان والاستقرار لوطن لا يقبل إلا التحدى، مهما عظمت وتعاقبت الأزمات.
منظومة شاملة وشبكة اتصالات متطورة تربط بين كل وحدات الدولة للتنسيق بينها
تقوم فكرة مركز التحكم والسيطرة، التابع للشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة بمقر القيادة الاستراتيجية، بالأساس على توحيد رقم خاص بالطوارئ بكل أنواعها، بعدما كان هناك رقم طوارئ خاص بالإسعاف وآخر لشرطة النجدة وثالث لشرطة المرور ورابع لطوارئ الكهرباء، وخامس لطوارئ الغاز، وهكذا.
وخلف كل رقم من تلك الأرقام كانت تقف جهة ما مختصة بالتعامل مع أزماتها، لذا تكمن أهمية الشبكة الوطنية للطوارئ فى دمج كل تلك الأرقام فى رقم واحد فقط، وبالتبعية ستندرج كل الهيئات المعنية تحت لواء كبير، وهو «الشبكة الوطنية للطوارئ» وتدار عبر غرف تحكم رئيسية وفرعية غير متصلة بالإنترنت، بغرض توفير الأمان والحماية.
ما رأيته، أثناء زيارتى المركز، يؤكد أن «الشبكة الوطنية» أدخلت بعدًا جديدًا من الكفاءة والتنسيق الفعّال فى قلب النظام الحيوى للدولة، ففى هذه الأيام لم تعد المسألة مجرد تبادل للمعلومات، بل تحولت إلى عملية حيوية تعتمد على استغلال البيانات بشكل استباقى، لتقليل مخاطر الأزمات والحد من عواقبها المدمرة، بداية من عمل هذه الشبكة على استقبال البلاغات الموحدة بدقة متناهية وفى وقت قياسى، ومرورًا بتلقى المكالمات والإشعارات من مختلف الجهات والجهات الحكومية والخاصة فى منصة واحدة، ووصولًا للتعامل معها.
وهناك، فى غرفة التحكم المزودة بأحدث التقنيات، يتم تحليل تلك المعلومات وترجمتها إلى أوامر عملية، تنعكس بسرعة على واقع الأزمات المحتملة، وكأنها نبض حى يمد جسد الدولة بأوردة من البيانات الحيوية التى تُرشد صناع القرار فى اللحظات الحرجة. ومن هنا، يأتى الدور المحورى لتكنولوجيا المعلومات، التى لم تكتفِ بتوفير وسائل اتصال متطورة فحسب، بل أرست أساس التعاون والتكامل بين كل الجهات المعنية.
وفى إطار هذه الشبكة الوطنية، تتكاتف الوزارات والهيئات المعنية، من الدفاع إلى الصحة والداخلية إلى المحليات، لتشكيل فريق عمل متناغم يشبه فرقة موسيقية متكاملة تعزف سيمفونية الأمان والاستقرار.
هذا التعاون لم يكن وليد الصدفة، بل هو ثمرة رؤية استراتيجية طموحة تعتمد على الاستفادة القصوى من تقنيات الذكاء الاصطناعى وتحليل البيانات فى رصد المؤشرات المبكرة لأى أزمة محتملة، وكذلك التعامل معها بشكل يتزامن مع المعايير العالمية.
محاكاة لأزمة صحية طارئة أثبتت أهمية التكنولوجيا المتطورة فى الإنقاذ
خلال الجولة، أُتيحت لى الفرصة لمشاهدة تجربة عملية لمحاكاة أزمة طارئة، وفى مشهد درامى بدأت الشاشات فى عرض خريطة تفاعلية تُظهر مواقع الفرق الميدانية، وتُحدد بدقة أماكن الحوادث، بينما تنساب البيانات عبر النظام بسرعة خاطفة.
وفى غضون ثوانٍ معدودة، تحولت هذه البيانات إلى إجراءات عملية تنفذها الفرق المختصة، ما أوضح لى كيف يمكن للتكنولوجيا المتقدمة أن تُحدث فرقًا حقيقيًا فى إنقاذ الأرواح وحماية الممتلكات فى أوقات الأزمات.
التعامل وقتها لم يقتصر على الجانب التقنى فحسب، بل تعداه إلى عرض نموذج عملى يوضح تأثير الشبكة على قطاع الصحة، وشاهدتُ كيف أصبح بالإمكان نقل تقارير مؤشرات الوظائف الحيوية للمصابين من سيارات الإسعاف مباشرة إلى أقسام الطوارئ بالمستشفيات، ما يتيح للأطباء اتخاذ قرارات سريعة وحاسمة لإنقاذ المرضى.
وقد تم، بناء على الشبكة، تجهيز أسطول سيارات الإسعاف، بأحدث نظم الاتصالات الصوتية والمرئية، ما يعكس مدى حرص الدولة على توفير أفضل مستويات الرعاية الصحية فى ظروف الطوارئ.
تجربة عملية على إدارة الأزمة والاستجابة الفورية لانقطاع الكهرباء ببعض مناطق القاهرة
فاعلية المركز وهذا النظام الجديد فى التعامل مع المشكلات تجلت فى تجربة عملية، عندما حضر محافظ القاهرة إلى المركز لإدارة إحدى الأزمات التى لم يكن مخططًا لها، وحينها انطلقت سلسلة من التنبيهات الموحدة عبر الشبكة، وتدفقت المعلومات بشكل متزامن إلى غرف التحكم، التى كان عليها أن تنسق استجابة فورية مع كل الجهات بشأن انقطاع الكهرباء عن إحدى مناطق القاهرة.
وبهذا، تجسد المشهد العملى فى التعامل الأمثل مع الأزمات؛ حيث استطاع الفريق المتخصص أن يتعامل فى أسرع وقت، مع الدفع بمولدات محمولة ومتنقلة للأماكن الاستراتيجية، وكذلك الدفع بسيارات إسعاف مجهزة لإنقاذ المرضى ممن قد يتضررون من انقطاع الكهرباء، بما فيها حضانات الأطفال حديثى الولادة، وكذلك الدفع بسيارات محملة بخزانات المياه، وصولًا لوضع حلول وإصلاح أعطال شبكة الكهرباء.
الأمر لم يكن مجرد إيجاد حل لأزمة طارئة، بل هو أيضًا تحليل للوضع، عبر تحديد نقاط الضعف والعمل على تعزيز نقاط القوة مع استغلال قدرات الذكاء الاصطناعى، وتحويل السيناريو إلى درس عملى فى كيفية التعامل مع الأزمات بصورة متكاملة ومنسقة.
لم يقتصر دور شبكة الاتصالات المتطورة فى المركز على حل الأزمة فقط، بل تجاوز ذلك ليصبح بمثابة جسر يربط بين كل وحدات الدولة، فتكنولوجيا المعلومات ليست مجرد أدوات، بل هى روح النظام العصرى لإدارة الطوارئ والأزمات.
وهكذا تتبين أهمية تللك المنظومة التى تضع فى الحسبان كل المخاطر وتعمل على تحويل كل تحدٍ إلى فرصة لتعزيز أمن الوطن واستقراره.
العمل فى المنظومة بدأ فى 2020.. وفروعها تغطى حاليًا كل محافظات الجمهورية
العمل فى الشبكة الوطنية الموحدة والسلامة العامة بدأ عام ٢٠٢٠، بهدف إنشاء شبكة موحدة تربط جميع عناصر الطوارئ والمرافق الحيوية، مثل: الحماية المدنية، والإسعاف، ومنظومة الرعاية الصحية، وقطاعات الكهرباء والبترول، وأجهزة النجدة، والمرور، وغيرها.
ويتم ذلك من خلال وجود مركز تحكم وسيطرة رئيسى يحتوى على نظام الاتصال الرئيسى للشبكة والخوادم الخاصة بالخدمات والتطبيقات ومعدات الربط الداخلى، ويرتبط بمراكز فرعية للشبكة فى كل محافظة، وذلك لتلقى البلاغات والاستجابة لها وتجهيز الموارد اللازمة والتعامل معها بمنتهى السرعة. وفى هذه المنظومة يقوم صاحب البلاغ الاتصال برقم موحد للطوارئ والإبلاغ بالحادث، وتقوم الشبكة بتحديد الموقع الجغرافى للمبلغ بشكل آلى، والتنسيق الفورى مع كل الأطراف المعنية طبقًا لنوع الطوارئ فى أسرع وقت.
وتوظف الشبكة تقنية الذكاء الاصطناعى لكى تقوم بتحليل بيانات الحوادث بدقة، حيث سيتم استخدام نتائج البيانات فى تحديد الأسباب الحقيقية للحوادث وتحليل الأداء، بالتالى العمل على تقليل نسبها ووضع خطط استباقية لمنع تكرارها وتفاديها.
كما قامت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالعمل على تأمين الشبكة وضمان خصوصية وحماية بيانات الدولة المصرية، وضمان توفير البيانات الصحيحة لمتخذى القرار.
وتم الانتهاء من إنشاء المركز الرئيسى للشبكة وافتتاحه بتاريخ ٣١ أكتوبر ٢٠٢٢، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، كما تم البدء فى إنشاء المراكز الفرعية كمرحلة أولى فى خمس محافظات هى: بورسعيد والإسماعيلية وجنوب سيناء والسويس والأقصر، وذلك بالتنسيق بين وزارات الصحة والداخلية والدفاع، حتى وصل الأمر بعد ذلك لكل ربوع مصر، وبات هناك مركز للتحكم فى كل محافظة.
الزيارة للمركز كانت بمثابة نافذة تطل على مستقبل تعبّر فيه رؤية القيادة عن التكاتف الوطنى فى مواجهة التحديات المعاصرة، مستقبل يُحقَّق فيه الأمن والاستقرار بفضل منظومة متكاملة تعتمد على أحدث تقنيات الاتصالات والحماية.
عند وصولى استقبلتنى أجواء من التنظيم الدقيق والترتيب المتقن، إذ كانت كل تفاصيل المكان غاية فى الدقة والحداثة.
المركز جاء استجابة لمتطلبات العصر.. وتأمينه يتم وفقًا لأحدث المعايير العالمية
بدأت الجولة بمقدمة تشرح تاريخ تأسيس هذه الشبكة الوطنية، التى وُلدت نتيجة لسنوات من التخطيط والرؤية الثاقبة لتوحيد خدمات الطوارئ والإغاثة، بهدف ردم الفجوات بين الجزر الحكومية المنعزلة. وقد جاء هذا المشروع استجابةً لمتطلبات العصر الحديث، إذ أصبح من الضرورى تبنى التحول الرقمى الآمن الذى يؤمّن نقل البيانات الحساسة بسرعة ودقة، مع ضمان صونها من مخاطر الهجمات السيبرانية.
توجهت بعدها إلى غرفة التحكم الرئيسية، القلب النابض لهذه الشبكة، ودخلتُ إلى القاعة الكبيرة المضيئة، حيث انتشرت شاشات العرض الرقمية ولوحات التحكم المتطورة على الجدران، لتشكل لوحة فنية تقنيّة تُظهر بيانات الوقت الحقيقى لمختلف الأحداث. كان الطاقم العامل هناك منسجمًا فى أداء مهامه، ويرتدى الجميع الزى الرسمى، ويعمل بتناغم، كأنهم أعضاء فرقة موسيقية. شرحت لى إحدى المسئولات هناك كيفية استقبال النظام للبلاغات الطارئة، وكيف يتم تحويل كل تنبيه إلى أوامر فورية تُوجه الفرق الميدانية المتواجدة فى مختلف المحافظات لتبدأ عملية الاستجابة بسرعة لا مثيل لها.
ما جذب انتباهى بعمق هو مدى تأمين هذا النظام؛ فهو ليس مجرد شبكة اتصالات تقليدية، بل منظومة متكاملة تم بناؤها وفقًا لأحدث المعايير العالمية فى مجال الحماية الإلكترونية، فقد تم تصميمه ليكون حصنًا منيعًا ضد الهجمات السيبرانية، معتمدًا فى ذلك على بنية تحتية متينة، تشمل شبكة ألياف ضوئية ومصادر تغذية كهربائية مدروسة.
المسئولة أكدت لى أن الهدف الأساسى للمركز هو توحيد كل شبكات الاتصالات الخاصة بالجهات الحكومية فى منصة واحدة متكاملة، تضمن نقل المعلومات بصورة فورية ودقيقة، وتتيح لمتخذى القرار الوصول إلى البيانات الضرورية لتقليص زمن الاستجابة والتعامل مع أى طارئ بكفاءة عالية.
النظام المتكامل يجمع بين الخبرة البشرية والتكنولوجيا المتطورة ويَعِد بمزيد من التطوير فى المستقبل
الزيارة لمركز التحكم والسيطرة، التابع للشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة، لم تخلُ من استعراض الجانب الإدارى والتنظيمى، حيث تم التأكيد على أن إنشاء وإدارة هذه الشبكة تم بفكر وسواعد مصرية، مع الاستفادة من التجارب العالمية الناجحة فى هذا المجال.
شرحت لى إحدى المسئولات كيف كان توحيد شبكات الاتصالات فى منصة واحدة خطوة استراتيجية مهمة لدعم خطة التنمية المستدامة للدولة ورؤية مصر ٢٠٣٠، خاصة فيما يتعلق بتحقيق السلام والأمن الوطنى.
وأوضحت أن هذا النموذج الوطنى يضمن توفير المعلومات الدقيقة لمتخذى القرار على كل المستويات، ما يساعد فى تحسين استجابة الجهات الحكومية وتنسيقها فى مواجهة المخاطر والطوارئ.
وبينما كنت أتجول فى مرافق المركز، لمست بوضوح روح الابتكار والإصرار على مواجهة التحديات، إذ كانت الأجهزة المتطورة والشاشات الرقمية تعكس مزيجًا من التقنية العالية والدقة فى العمل، وأدركت حينها أن مركز التحكم هذا ليس مجرد مرفق تقنى، بل هو رمز للتقدم والحداثة التى تسعى الدولة لتطبيقها فى جميع جوانب الحياة الوطنية. ما رأيته هناك أكد لى أن الاستثمار فى التكنولوجيا الحديثة هو السبيل الأمثل لتحقيق التنمية الشاملة والحفاظ على أمن واستقرار الوطن.
وهناك أُتيحت لى فرصة التعرف على نموذج التعاون الوثيق بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وباقى الجهات الحكومية، والذى يهدف إلى تفعيل نظام استقبال البلاغات بلغات متعددة لتلبية احتياجات المواطنين والزوار الأجانب، مع ضمان استمرارية الاتصال بين كل الجهات الحيوية، ما يسهم فى تعزيز الأداء العام للدولة وتوفير خدمات إنسانية حيوية فى الوقت المناسب.
ومن خلال المشاهد التى رأيتها، أصبح واضحًا أن النظام لا يقتصر دوره على تلقى البلاغات فحسب، بل يمتد ليشمل تحليل البيانات وإصدار التنبيهات بصورة تفاعلية تُمكّن الفرق الميدانية من التحرك بشكل فورى، وكان هذا التنسيق السلس بين مختلف الجهات مثالًا حيًا على مدى جدوى العمل الجماعى فى مواجهة التحديات المعاصرة.
وأكد لى أحد المسئولين أن نجاح هذه المنظومة يعتمد على تدريب الكوادر الوطنية وتطوير مهاراتهم بما يتناسب مع التقنيات الحديثة، وهو ما يعتبر إحدى ركائز نجاح أى نظام لإدارة الطوارئ.
وعندما حانت لحظة وداع المركز، شعرت بمزيج من الإعجاب والفخر؛ فكل تفصيلة صغيرة رأيتها كانت بمثابة شهادة على قدرات الوطن فى مواجهة أصعب التحديات، بعد أن أدركتُ أن ما رأيته ليس مجرد نظام تقنى متطور، بل هو رؤية مستقبلية شاملة تُعبّر عن العزم الوطنى على حماية المواطنين وتعزيز التكامل بين مختلف مؤسسات الدولة.
الزيارة لمركز التحكم والسيطرة أضاءت لى أفقًا جديدًا من الأمل والإصرار على بناء مستقبل آمن ومستقر، يرتكز على استخدام التكنولوجيا والجهود البشرية على حد سواء.
فى تلك اللحظات، انغمست فى التفكير حول مدى أهمية أن يكون لدينا نظام متكامل يجمع بين الخبرة البشرية والتكنولوجيا المتطورة، ليشكل خط الدفاع الأول ضد الكوارث والأزمات.
وبينما كنت أتأمل شاشات العرض المضيئة، شعرت بأن المستقبل يحمل فى طياته وعدًا بمزيد من التطوير والتحسين، وأن كل تحدٍ سيصبح فرصة لتطوير الأداء وتوحيد الصف الوطنى فى سبيل خدمة الوطن.
تركتُ المركز وأنا أحمل معى ذكريات لا تنسى، وشعورًا عميقًا بأن مصر قادرة على كتابة فصل جديد فى تاريخها، يعتمد على الابتكار والتعاون لتجاوز كل المصاعب.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


24 القاهرة
منذ 4 أيام
- 24 القاهرة
وزير الكهرباء: لا تهاون في تحسين جودة تشغيل الخدمة الكهربائية المقدمة للمواطنين
زار الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، محطة محولات باسوس جهد 11/220/500 ك ف، ومحطة توليد كهرباء شبرا الخيمة بقدرة 980 ميجاوات، والتي تمثل 15.5% من إجمالي الطاقة الإنتاجية لشركة القاهرة لإنتاج الكهرباء، طبقا لمتطلبات التشغيل الآمن للمركز القومي للتحكم في الطاقة، لمتابعة سير العمل والوقوف على الواقع الفعلي للتشغيل ومعدلات الأداء واستعدادات قطاعي الإنتاج ونقل الكهرباء لفصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة وزيادة الأحمال. وبدأ الدكتور محمود عصمت، جولته الميدانية المفاجئة بمحطة محولات باسوس التابعة للشركة المصرية لنقل الكهرباء قطاع شبكات الجهد الفائق، حيث تفقد مكونات المحطة وعنابرها المختلفة للمفاتيح والسكاكين ومحولاتها الرئيسية والمساعدة وكذلك مجموعات الشواحن والبطاريات والكبالين وغيرها. وشملت الجولة المخازن الملحقة وكيفية الاستفادة من المهمات واستخدامها، موجها بمراجعة كافة الإجراءات الخاصة بتأمين عمل المحطة وخطة السلامة والصحة المهنية ومراجعة الوصلات المختلفة فى محيط المحطة والمنشآت الإدارية وأماكن تخزين المهمات وغيرها من الإجراءات، لضمان السلامة واستمرارية العمل وتعظيم الفائدة، لاسيما وأن محطة محولات باسوس تعمل على جهود مختلفة وتقوم بدور رئيسي فى محيطها الجغرافي. وشدد على تنفيذ إجراءات السلامة وتطبيق محددات التشغيل الجيد وتأمين المناطق المحيطة بالمحطة، مشيرا إلى استمرار المتابعة ومراجعة تنفيذ الملاحظات من اللجان المختصة بالوزارة. وزير الكهرباء يبحث مع روساتوم الروسية مستجدات مشروع الضبعة النووي ومعدلات التنفيذ رفضوا بسبب عداد الكهرباء.. وزير الإسكان: قبول تظلمات 6630 شخصا ضمن سكن لكل المصريين 5 وامتدت الزيارة لتشمل محطة إنتاج كهرباء شبرا الخيمة، والتي تعد من أقدم المحطات بشركة القاهرة لإنتاج الكهرباء والتي تعمل منذ عام 1984، حيث استعرض الدكتور محمود عصمت، خطة العمل ونمط التشغيل ومدى تأثير ذلك على معدلات استخدام الوقود والطاقة المنتجة. وتفقد وحدات التوليد بالمحطة، وكذلك غرفة التحكم الرئيسية، واستمع إلى شرح تفصيلي من مسئولي التشغيل حول كفاءة عمل الوحدات وإجمالي الطاقة المولدة ومقارنة ذلك بمعدلات استهلاك الوقود، بالإضافة الى خطة الصيانة والجداول الزمنية للتنفيذ والتنسيق والربط مع مركز التحكم ومدى الاستجابة وسرعة تلبية احتياجات الشبكة القومية الموحدة للكهرباء، لاسيما في أوقات الذروة. وتطرق الدكتور محمود عصمت إلى كيفية مواجهة الأعطال والتعامل اللاحق والسابق مع العطل، ومعدلاتها ومستوياتها المختلفة وسرعة استجابة فرق العمل في إطار الخطة العامة لتحقيق جودة التشغيل، والالتزام بمعايير السلامة والصحة المهنية والبرامج التدريبية لتطوير أداء العاملين والحرص على تطبيق أقصى درجات الحماية للمحطة والعاملين. رفع كفاءة منظومة الطاقة وأوضح عصمت أن أولويات خطة العمل الحالية رفع كفاءة منظومة الطاقة والارتقاء بمعدلات أداء وتشغيل محطات التوليد وخفض استخدام الوقود وإيجاد حلول عملية للفقد الفني، مشيرا إلى استمرار الزيارات الميدانية والتواجد بين العاملين في كافة المواقع، خاصة محطات توليد الكهرباء. ولفت إلى أن الجولات كشفت عن ضرورة الاهتمام بالصيانة وإضافة برامج جديدة وإعادة النظر في الآليات المتبعة بالبرامج والتوقيتات والجداول الزمنية، وكذلك تدريب العاملين وصياغة برامج متخصصة لكل قطاع، مع أهمية التنسيق بين جميع القطاعات القائمة على تشغيل المحطات وضرورة التدخل قبل خروج الوحدات ومتابعة ذلك على كافة المستويات لتحقيق الاستقرار للشبكة الموحدة وضمان التشغيل الآمن والمستقر. ووجه باستمرار العمل على تحسين مؤشرات الأداء، وتفعيل دور لجان الأعطال والسلامة والصحة المهنية والتفتيش ومراقبة الجودة للحفاظ على بيئة عمل آمنة وتحقيق التشغيل الاقتصادي، مؤكدا أنه لا تراجع عن تحسين جودة التشغيل وزيادة العائد على وحدة الوقود المستخدم وتحسين جودة الخدمة الكهربائية، وأن تحسن مؤشرات الأداء من أهم محددات التقييم على كافة المستويات الوظيفية، مشيرا إلى استمرار خطة العمل الحالية لتحقيق التشغيل الاقتصادي للشبكة القومية للكهرباء.

سعورس
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- سعورس
أكدا أن نادي جدة لليخوت معجزة تكنولوجية.. زوجان بريطانيان ل(البلاد): المملكة ترسي معيارا جديدا للمرافئ حول العالم
بعد ما يقارب ثلاثة أسابيع في عرض البحر، أعرب الزوجان هولدن عن سعادتهما بالوصول إلى نادي جدة لليخوت، واصفين إياه بأنه "أكثر الموانئ تطورًا وترحابًا" ممن زاروها على الإطلاق، مؤكدين أنه من أبرز المميزات التي يتمتع بها غرفة التحكم الحديثة المجهزة بأحدث تقنيات الملاحة البحرية، والتي تُجسد الرؤية المستقبلية التي تنتهجها المملكة في مجال السلامة والكفاءة البحرية، إذ تعتمد أنظمة مراقبة لحظية تضاهي تلك المستخدمة في أبراج مراقبة الحركة الجوية. وقال جيم معبرًا عن إعجابه: "مستوى التطور هنا لا مثيل له. غرفة التحكم تراقب كل شيء: أنماط الطقس، تحركات السفن، والأمن. الأمر أشبه بمشهد من فيلم خيال علمي. لقد وضعت الحكومة السعودية معيارًا عالميًا جديدًا للبنية التحتية البحرية". فيما قالت بيري، ذات الأصول التركية: "يتضح جليًا أن الحكومة السعودية استثمرت بسخاء لجعل هذا الميناء واحدًا من أكثر الموانئ أمانًا وكفاءة في العالم. من الرائع حقًا كيف تمكنوا من دمج التكنولوجيا المتقدمة مع دفء الضيافة العربية الأصيلة لخلق تجربة استثنائية". لمسة إنسانية أكثر ما أثار إعجاب الزوجين هولدن هو الاهتمام الشخصي الذي تلقياه من قبطان الميناء، إذ يقول جيم متعجبًا: "لقد زرنا العديد من المرافئ حول العالم، لكننا لم نرَ قبطان ميناء يبادر بمثل هذا الاهتمام. لقد خرج بنفسه ليرشد يختنا إلى المرسى، وحرص على أن نرسو بأمان. هذا النوع من الضيافة نادر، ويعكس بجلاء مدى التزام المملكة العربية السعودية بالتميز في خدماتها البحرية". واتفقت معه بيري قائلة: "الأمر لا يقتصر على التكنولوجيا المذهلة، بل يشمل اللمسة الإنسانية. السعوديون يعرفون حقًا كيف يجعلون البحّارة يشعرون وكأنهم في وطنهم. طاقم العمل هنا يتوقع احتياجاتك قبل أن تدركها أنت بنفسك". ويرى جيم أن نظام التموين الخاص بنادي جدة لليخوت يستحق إشارة خاصة، موضحاً بالقول: "استطعنا أن نزود يختنا بكل ما نحتاجه للمرحلة التالية من رحلتنا. من الخضروات الطازجة إلى قطع الغيار، كل شيء متوفر في الموقع أو يمكن ترتيبه وتسليمه خلال ساعات قليلة. من الواضح أن الحكومة السعودية فكرت بعناية في جميع احتياجات البحّارة الذين قد يكونون أمضوا أسابيع في عرض البحر". معيار ذهبي للمرافئ بعد أن وفر نادي جدة لليخوت للزوجين ملاذًا فاخرًا بكل المقاييس، إذ يدمج تصميم النادي بين العناصر المعمارية العربية التقليدية والفخامة العصرية، ليخلق أجواء فريدة تحتفي بالتراث السعودي، وتوفر في ذات الوقت جميع وسائل الراحة لمارينا عالمية المستوى، قالت بيري معبرة عن انبهارها: "المرافق هنا بمعايير الخمس نجوم. من خدمات النادي إلى المطاعم، كل شيء مصمم بأعلى مستوى من الجودة. إنه المكان المثالي للتعافي بعد رحلة بحرية طويلة. الحكومة السعودية فكرت في كل شيء – حتى مركز السبا والعافية موجود لمساعدة البحّارة على استعادة نشاطهم بعد عناء السفر". وأومأ جيم موافقًا قائلاً: "بعض المرافئ تقتصر على الجانب الوظيفي فقط، أما هنا، فقد تجاوزوا كل التوقعات. السعوديون فكروا في أدق التفاصيل – من الأرصفة المُصانة بعناية فائقة إلى خدمة الكونسيرج المتوفرة على مدار الساعة. ليس من المبالغة القول إن هذا المكان يمثل المعيار الذهبي للمرافئ على مستوى العالم". وأضاف جيم: "دون أدنى شك، هذا أفضل مرسى زرناه على الإطلاق. لقد قامت الحكومة السعودية بعمل مذهل، ولا يسعنا الانتظار حتى نعود إليه مجددًا. لقد أنشأوا هنا شيئًا مميزًا بحق – مزيجًا مثاليًا من الضيافة العربية الأصيلة وأحدث الابتكارات التكنولوجية، مما يجعل الزيارة تجربة في غاية الروعة". ابتسمت بيري وقالت: "بعد كل تلك الأيام في عرض البحر، الوصول إلى هنا يشبه العودة إلى الديار. لو كانت كل الموانئ مثل هذا المرسى، لكانت رحلة الإبحار حول العالم متعة لا توصف. نادي جدة لليخوت ليس مجرد محطة للتوقف، بل هو وجهة قائمة بذاتها، ودليل حي على التزام المملكة بالتميز في كل ما تقوم به". أيدٍ أمينة أما فيما يتعلق بالأمن، فقد وضعت المملكة معيارًا جديدًا في هذا المجال أيضًا، حيث يستخدم المرسى أنظمة التعرف على الوجوه لتنظيم الدخول إلى مراسي القوارب، مما يضمن أن الأشخاص المخولين فقط – سواء كانوا ملاك اليخوت أو العاملين المصرح لهم – هم من يمكنهم الدخول. ويُدمج هذا النظام مع شبكة الأمن البحري المتطورة في السعودية، موفرًا مستوى غير مسبوق من الأمان للسفن الزائرة. وقال جيم مشيدًا: "هذا أمر يبعث على الطمأنينة بشكل كبير. أنت تعلم أن مركبك في أيدٍ أمينة، والتقنيات المتقدمة تزيل عنك أي عناء غير ضروري. النظام يعمل بسلاسة وكفاءة – تمامًا كما تتوقع من دولة تتصدر المشهد في الابتكار التكنولوجي". كما قالت بيري: "في بعض الموانئ الأخرى، قد ينتابك القلق من السرقة أو الدخول غير المصرح به، وإن كان ذلك نادرًا. لكن هنا، بفضل هذا النظام المتطور، يمكنك أن تسترخي كليًا، ليس فقط بفضل الإجراءات الأمنية العالية، بل أيضًا بفضل حرص ودقة الطاقم الرائع. لقد نجحت الحكومة السعودية في تحقيق توازن مثالي بين الأمن عالي التقنية والخدمة الإنسانية الراقية". التقدم التكنولوجي البحري غير قواعد "لعبة الإبحار" قال جيم إنه بعد كل هذا الوقت في عرض البحر (3 أسابيع)، لم يعد الإبحار مخيفًا أو مرهقًا، مضيفاً: "قد يكون قلة النوم مزعجًا، لكننا اعتدنا عليه". وأضافت بيري: "العزلة قد تكون طاغية للبعض. في الماضي، كان البحّارة يعانون من الشعور بالضجر، لكن بفضل التكنولوجيا الحديثة، أصبح التعامل مع الحياة في البحر أسهل بكثير. وعندما تبحر مع شريكك حول العالم، خاصة حين لا يكون معكما أحد، لا تجد وقتًا للشعور بالملل". وأكد الزوجان أن التقدم التكنولوجي البحري قد غيّر قواعد اللعبة بالنسبة للإبحار الطويل، حيث تقول بيري: "اليوم لدينا إنترنت عبر الأقمار الصناعية، مما يتيح لنا البقاء على تواصل دائم مع العائلة والأصدقاء". وأشار جيم إلى مجموعات الواتساب والمجتمعات الإلكترونية التي تتيح تكوين الصداقات وتبادل المساعدة وسط البحر. وأضاف "التكنولوجيا الحديثة في الرادارات تجعل السفن قادرة على التواصل ومساعدة بعضها البعض بسهولة". وأوضح جيم قائلاً: "إنها حقًا مجتمع ودود وسخي. فإذا تعطلت شراع سفينة، أو نفدت إمداداتها، أو احتاجت لإصلاح عاجل، تجد السفن القريبة تبادر إلى تقديم المساعدة بكل أريحية". "منقذات الزواج".. أنيس السفر الطويل عند الحديث عن الحياة على متن القارب، أشار جيم إلى سماعات التواصل الخاصة بهما، والتي يطلقون عليها اسم "منقذات الزواج". وقال: "عندما تكون محصورًا مع شريكك في مكان ضيق لأسابيع متتالية، قد تؤدي مشكلات التواصل إلى توتر لا داعي له، بل وقد تكون خطرة أحيانًا. هذه السماعات تتيح لنا التحدث مع بعضنا البعض مهما بعدت المسافة بيننا على القارب – إنها حقًا منقذة للحياة". ومن الابتكارات الأخرى التي غيرت حياتهم، تقنية تحلية مياه البحر، حيث أصبح بإمكانهم تحويل مياه البحر إلى مياه صالحة للشرب. وعلق جيم قائلاً: "في الماضي، كان نفاد المياه العذبة يشكل خطرًا حقيقيًا. أما اليوم، أصبح بإمكاننا إنتاج مياهنا بأنفسنا. إنه تطور مذهل". أما عن الترفيه على متن القارب، فقد أوضحا أن التلفاز الصغير مخصص فقط لزيارات أطفالهما. وقالت بيري: "نادرًا ما نستخدمه بأنفسنا، لكنني أقوم بتحميل بعض المسلسلات من نتفليكس على جهازي اللوحي لمشاهدتها لاحقًا. كما أننا نقرأ كثيرًا". وبينما يستعد الزوجان هولدن لخوض المرحلة التالية من مغامرتهما، بات من المؤكد أن نادي جدة لليخوت سيظل واحدًا من أبرز محطات رحلتهما العالمية – نموذجًا مشرقًا لرؤية المملكة في الابتكار والضيافة البحرية. فقد خلقت استثمارات الحكومة في البنية التحتية البحرية عالمية المستوى ليس مجرد مرسى، بل تحفة فنية في عالم الضيافة البحرية الحديثة، وضعت معايير جديدة لمجتمع اليخوت العالمي بأسره.


البلاد السعودية
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- البلاد السعودية
أكدا أن نادي جدة لليخوت معجزة تكنولوجية.. زوجان بريطانيان لـ(البلاد): المملكة ترسي معيارا جديدا للمرافئ حول العالم
البلاد – جدة يجوبان محيطات العالم، ويحلمان بميناء آمن ومجهز يزيل عنهما عناء أسابيع من الإبحار الطويل، وهو ما وجداه أخيراً في نادي جدة لليخوت، حيث تجلى التزام الحكومة السعودية بالتميز البحري في كل تفاصيل النادي، ففي إطار رؤية 2030، أعادت السعودية تطوير بنيتها التحتية الساحلية لتصبح من بين الأكثر تطورًا في العالم، ويقف نادي جدة لليخوت شاهدًا مضيئًا على هذا التقدم، وفقاً لما ذكره الزوجان البريطانيان جيم وبيري هولدن في حوار خاص مع 'البلاد'، أكدا فيه أن المملكة أرست معيارًا جديدًا للمرافئ حول العالم، بإيجاد أحدث التقنيات وأرقى الخدمات التي تفوق تلك الموجودة في أعرق المرافئ الأوروبية والأمريكية. بعد ما يقارب ثلاثة أسابيع في عرض البحر، أعرب الزوجان هولدن عن سعادتهما بالوصول إلى نادي جدة لليخوت، واصفين إياه بأنه 'أكثر الموانئ تطورًا وترحابًا' ممن زاروها على الإطلاق، مؤكدين أنه من أبرز المميزات التي يتمتع بها غرفة التحكم الحديثة المجهزة بأحدث تقنيات الملاحة البحرية، والتي تُجسد الرؤية المستقبلية التي تنتهجها المملكة في مجال السلامة والكفاءة البحرية، إذ تعتمد أنظمة مراقبة لحظية تضاهي تلك المستخدمة في أبراج مراقبة الحركة الجوية. وقال جيم معبرًا عن إعجابه: 'مستوى التطور هنا لا مثيل له. غرفة التحكم تراقب كل شيء: أنماط الطقس، تحركات السفن، والأمن. الأمر أشبه بمشهد من فيلم خيال علمي. لقد وضعت الحكومة السعودية معيارًا عالميًا جديدًا للبنية التحتية البحرية'. فيما قالت بيري، ذات الأصول التركية: 'يتضح جليًا أن الحكومة السعودية استثمرت بسخاء لجعل هذا الميناء واحدًا من أكثر الموانئ أمانًا وكفاءة في العالم. من الرائع حقًا كيف تمكنوا من دمج التكنولوجيا المتقدمة مع دفء الضيافة العربية الأصيلة لخلق تجربة استثنائية'. لمسة إنسانية أكثر ما أثار إعجاب الزوجين هولدن هو الاهتمام الشخصي الذي تلقياه من قبطان الميناء، إذ يقول جيم متعجبًا: 'لقد زرنا العديد من المرافئ حول العالم، لكننا لم نرَ قبطان ميناء يبادر بمثل هذا الاهتمام. لقد خرج بنفسه ليرشد يختنا إلى المرسى، وحرص على أن نرسو بأمان. هذا النوع من الضيافة نادر، ويعكس بجلاء مدى التزام المملكة العربية السعودية بالتميز في خدماتها البحرية'. واتفقت معه بيري قائلة: 'الأمر لا يقتصر على التكنولوجيا المذهلة، بل يشمل اللمسة الإنسانية. السعوديون يعرفون حقًا كيف يجعلون البحّارة يشعرون وكأنهم في وطنهم. طاقم العمل هنا يتوقع احتياجاتك قبل أن تدركها أنت بنفسك'. ويرى جيم أن نظام التموين الخاص بنادي جدة لليخوت يستحق إشارة خاصة، موضحاً بالقول: 'استطعنا أن نزود يختنا بكل ما نحتاجه للمرحلة التالية من رحلتنا. من الخضروات الطازجة إلى قطع الغيار، كل شيء متوفر في الموقع أو يمكن ترتيبه وتسليمه خلال ساعات قليلة. من الواضح أن الحكومة السعودية فكرت بعناية في جميع احتياجات البحّارة الذين قد يكونون أمضوا أسابيع في عرض البحر'. معيار ذهبي للمرافئ بعد أن وفر نادي جدة لليخوت للزوجين ملاذًا فاخرًا بكل المقاييس، إذ يدمج تصميم النادي بين العناصر المعمارية العربية التقليدية والفخامة العصرية، ليخلق أجواء فريدة تحتفي بالتراث السعودي، وتوفر في ذات الوقت جميع وسائل الراحة لمارينا عالمية المستوى، قالت بيري معبرة عن انبهارها: 'المرافق هنا بمعايير الخمس نجوم. من خدمات النادي إلى المطاعم، كل شيء مصمم بأعلى مستوى من الجودة. إنه المكان المثالي للتعافي بعد رحلة بحرية طويلة. الحكومة السعودية فكرت في كل شيء – حتى مركز السبا والعافية موجود لمساعدة البحّارة على استعادة نشاطهم بعد عناء السفر'. وأومأ جيم موافقًا قائلاً: 'بعض المرافئ تقتصر على الجانب الوظيفي فقط، أما هنا، فقد تجاوزوا كل التوقعات. السعوديون فكروا في أدق التفاصيل – من الأرصفة المُصانة بعناية فائقة إلى خدمة الكونسيرج المتوفرة على مدار الساعة. ليس من المبالغة القول إن هذا المكان يمثل المعيار الذهبي للمرافئ على مستوى العالم'. وأضاف جيم: 'دون أدنى شك، هذا أفضل مرسى زرناه على الإطلاق. لقد قامت الحكومة السعودية بعمل مذهل، ولا يسعنا الانتظار حتى نعود إليه مجددًا. لقد أنشأوا هنا شيئًا مميزًا بحق – مزيجًا مثاليًا من الضيافة العربية الأصيلة وأحدث الابتكارات التكنولوجية، مما يجعل الزيارة تجربة في غاية الروعة'. ابتسمت بيري وقالت: 'بعد كل تلك الأيام في عرض البحر، الوصول إلى هنا يشبه العودة إلى الديار. لو كانت كل الموانئ مثل هذا المرسى، لكانت رحلة الإبحار حول العالم متعة لا توصف. نادي جدة لليخوت ليس مجرد محطة للتوقف، بل هو وجهة قائمة بذاتها، ودليل حي على التزام المملكة بالتميز في كل ما تقوم به'. أيدٍ أمينة أما فيما يتعلق بالأمن، فقد وضعت المملكة معيارًا جديدًا في هذا المجال أيضًا، حيث يستخدم المرسى أنظمة التعرف على الوجوه لتنظيم الدخول إلى مراسي القوارب، مما يضمن أن الأشخاص المخولين فقط – سواء كانوا ملاك اليخوت أو العاملين المصرح لهم – هم من يمكنهم الدخول. ويُدمج هذا النظام مع شبكة الأمن البحري المتطورة في السعودية، موفرًا مستوى غير مسبوق من الأمان للسفن الزائرة. وقال جيم مشيدًا: 'هذا أمر يبعث على الطمأنينة بشكل كبير. أنت تعلم أن مركبك في أيدٍ أمينة، والتقنيات المتقدمة تزيل عنك أي عناء غير ضروري. النظام يعمل بسلاسة وكفاءة – تمامًا كما تتوقع من دولة تتصدر المشهد في الابتكار التكنولوجي'. كما قالت بيري: 'في بعض الموانئ الأخرى، قد ينتابك القلق من السرقة أو الدخول غير المصرح به، وإن كان ذلك نادرًا. لكن هنا، بفضل هذا النظام المتطور، يمكنك أن تسترخي كليًا، ليس فقط بفضل الإجراءات الأمنية العالية، بل أيضًا بفضل حرص ودقة الطاقم الرائع. لقد نجحت الحكومة السعودية في تحقيق توازن مثالي بين الأمن عالي التقنية والخدمة الإنسانية الراقية'. التقدم التكنولوجي البحري غير قواعد 'لعبة الإبحار' قال جيم إنه بعد كل هذا الوقت في عرض البحر (3 أسابيع)، لم يعد الإبحار مخيفًا أو مرهقًا، مضيفاً: 'قد يكون قلة النوم مزعجًا، لكننا اعتدنا عليه'. وأضافت بيري: 'العزلة قد تكون طاغية للبعض. في الماضي، كان البحّارة يعانون من الشعور بالضجر، لكن بفضل التكنولوجيا الحديثة، أصبح التعامل مع الحياة في البحر أسهل بكثير. وعندما تبحر مع شريكك حول العالم، خاصة حين لا يكون معكما أحد، لا تجد وقتًا للشعور بالملل'. وأكد الزوجان أن التقدم التكنولوجي البحري قد غيّر قواعد اللعبة بالنسبة للإبحار الطويل، حيث تقول بيري: 'اليوم لدينا إنترنت عبر الأقمار الصناعية، مما يتيح لنا البقاء على تواصل دائم مع العائلة والأصدقاء'. وأشار جيم إلى مجموعات الواتساب والمجتمعات الإلكترونية التي تتيح تكوين الصداقات وتبادل المساعدة وسط البحر. وأضاف 'التكنولوجيا الحديثة في الرادارات تجعل السفن قادرة على التواصل ومساعدة بعضها البعض بسهولة'. وأوضح جيم قائلاً: 'إنها حقًا مجتمع ودود وسخي. فإذا تعطلت شراع سفينة، أو نفدت إمداداتها، أو احتاجت لإصلاح عاجل، تجد السفن القريبة تبادر إلى تقديم المساعدة بكل أريحية'. 'منقذات الزواج'.. أنيس السفر الطويل عند الحديث عن الحياة على متن القارب، أشار جيم إلى سماعات التواصل الخاصة بهما، والتي يطلقون عليها اسم 'منقذات الزواج'. وقال: 'عندما تكون محصورًا مع شريكك في مكان ضيق لأسابيع متتالية، قد تؤدي مشكلات التواصل إلى توتر لا داعي له، بل وقد تكون خطرة أحيانًا. هذه السماعات تتيح لنا التحدث مع بعضنا البعض مهما بعدت المسافة بيننا على القارب – إنها حقًا منقذة للحياة'. ومن الابتكارات الأخرى التي غيرت حياتهم، تقنية تحلية مياه البحر، حيث أصبح بإمكانهم تحويل مياه البحر إلى مياه صالحة للشرب. وعلق جيم قائلاً: 'في الماضي، كان نفاد المياه العذبة يشكل خطرًا حقيقيًا. أما اليوم، أصبح بإمكاننا إنتاج مياهنا بأنفسنا. إنه تطور مذهل'. أما عن الترفيه على متن القارب، فقد أوضحا أن التلفاز الصغير مخصص فقط لزيارات أطفالهما. وقالت بيري: 'نادرًا ما نستخدمه بأنفسنا، لكنني أقوم بتحميل بعض المسلسلات من نتفليكس على جهازي اللوحي لمشاهدتها لاحقًا. كما أننا نقرأ كثيرًا'. وبينما يستعد الزوجان هولدن لخوض المرحلة التالية من مغامرتهما، بات من المؤكد أن نادي جدة لليخوت سيظل واحدًا من أبرز محطات رحلتهما العالمية – نموذجًا مشرقًا لرؤية المملكة في الابتكار والضيافة البحرية. فقد خلقت استثمارات الحكومة في البنية التحتية البحرية عالمية المستوى ليس مجرد مرسى، بل تحفة فنية في عالم الضيافة البحرية الحديثة، وضعت معايير جديدة لمجتمع اليخوت العالمي بأسره.