logo
ثقافة : الرقابة ومسرح الطفل فى "منتدى ثقافة الطفل" بالمجلس الأعلى للثقافة

ثقافة : الرقابة ومسرح الطفل فى "منتدى ثقافة الطفل" بالمجلس الأعلى للثقافة

الأربعاء 30 يوليو 2025 05:50 صباحاً
نافذة على العالم - أقام المركز القومي لثقافة الطفل منتدى ثقافة الطفل بعنوان "الرقابة ومسرح الطفل" مساء أول من أمس الاثنين 28 يوليو، في مقر المجلس الأعلى للثقافة بدار الأوبرا المصرية، ضمن مبادرة "تراثك ميراثك"، أدار المنتدى الباحث أحمد عبد العليم مدير المركز، واستضاف المنتدى الدكتور سيد علي إسماعيل الذي أعد الدراسة التي قام المركز بنشرها ضمن سلسلة البحوث والدراسات، وناقش الإصدار الكاتب محمد الروبي، بحضور العديد من الباحثين والدارسين والمهتمين بثقافة الطفل.
وقد تحدث الباحث أحمد عبد العليم عن سلسلة دراسات وبحوث ثقافة الطفل، والتي شرفت بالاصدار الثاني للدكتور سيد علي إسماعيل، وتحدث عن أهمية الموضوع الذي طرحه المؤلف في هذا العدد من السلسلة وهو موضوع شائك يتحدث عن العلاقة بين الرقابة ومسرح الطفل، وما يحويه الكتاب من نصوص نادرة تمثل قيمة إضافية للكتاب.
ثم تحدث الدكتور سيد على موجها الشكر لكل القائمين عن إصدار الكتاب موضحا أنه الكتاب السابع والخمسون في رحلته الكتابية، مشيرا إلى أنه قد قام بتنسيق وإخراج جميع كتبه بنفسه، وهذه هي المرة الأولى والوحيدة التي يترك فيها إخراج الكتاب لأحد غيره، ليكون مفاجأة بالنسبة له، ويؤكد على إن هذا الكتاب "الرقابة ومسرح الطفل" هو أفضل كتبه إخراجيا.
وأضاف الدكتور إسماعيل أن هذا الكتاب يقدم وثائق رقابية سرية لا يعلم بها أحد، تؤكد أن مسرح الطفل قد تعرض لرقابة صارمة، وبمعايير لا تختلف عن معايير الرقابة لكتب الكبار، وأنه دائما بناء على عهد اتخذه على نفسه ألا يكتب في شيء كتب عنه من قبل، أو تم تناوله من آخرين، فهو كتب منذ عام 1997م، كتابا عن الرقابة ولذلك هو لم يتناول الرقابة بالتفصيل والشرح في هذا الاصدار واكتفى بعلاقتها بمسرح الطفل.
واستطرد الدكتور سيد إسماعيل في سرد العديد من المواقف التي تعرض لها خلال رحلة جمع النصوص والوثائق الرقابية التي صدرت بشأن المسرحيات التي يحتويها الكتاب.
وفي كلمته أكد الكاتب محمد الروبي رئيس تحرير مجلة مسرحنا، أنه من المتابعين للدكتور سيد إسماعيل صديق العمر، وفخور بأن كثير من أعماله تطبع في مجلة "مسرحنا" قبل أن يتم جمعها في كتب، وأوضح أن الكتاب قد بدأ عنوانه بالرقابة لأن هدفه الأساسي هو الاهتمام بكيفية تعامل الرقابة مع نصوص للطفل وليس العكس.
وأكد أن الكتاب يحوي بعض نصوص مسرح الطفل كاملة، وهي ميزة يقدمها الكتاب لمخرجي مسرح الطفل والباحثين، مشيرا إلى أن الدكتور سيد كباحث مدقق لم يظهر رأيه في موقف الرقابة خلال الكتاب، ولكنه تعمد إظهار المواقف تاركا للقارئ تكوين رأيه، وان كان القارئ المدقق يستطيع أن يستنبط راي الدكتور من خلال ما كتب.
وأوضح الروبي خلال كلمته أن الرقابة موجودة في المسرح منذ نشأته ضاربا المثل بالمسرح اليوناني ووجود الجوقة التي كانت تسرد المشاهد العنيفة والدموية دون أن تظهر على المسرح وهو ما يعبر عن وجود رقابة ولو كانت ذاتية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ثقافة أسيوط تستعرض التراث الحضاري لمصر في إطار فعاليات «تراثك ميراثك»
ثقافة أسيوط تستعرض التراث الحضاري لمصر في إطار فعاليات «تراثك ميراثك»

خبر صح

timeمنذ 4 أيام

  • خبر صح

ثقافة أسيوط تستعرض التراث الحضاري لمصر في إطار فعاليات «تراثك ميراثك»

تواصل الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، جهودها ضمن مبادرة 'مصر تتحدث عن نفسها' التي أطلقتها وزارة الثقافة، والتي تهدف إلى الحفاظ على الهوية المصرية وإبراز ملامح التراث الثقافي الوطني. ثقافة أسيوط تستعرض التراث الحضاري لمصر في إطار فعاليات «تراثك ميراثك» مواضيع مشابهة: محافظ الإسماعيلية يراقب تطوير البنية التحتية لشاطئ الفيروز ثقافة أسيوط تناقش التراث الحضاري لمصر ضمن أنشطة «تراثك ميراثك» عُقدت محاضرة تثقيفية بعنوان 'التراث الحضاري لمصر' في بيت ثقافة القوصية بأسيوط، وذلك في إطار محور 'تراثك ميراثك'، حيث قدمها الشاعر عبد الغني مسعود، رئيس مجلس إدارة نادي أدب القوصية، بحضور عدد من رواد البيت الثقافي. تناول مسعود خلال المحاضرة الامتداد التاريخي للحضارة المصرية منذ فجر التاريخ، مشيرًا إلى أن الحضارة المصرية القديمة لعبت دورًا محوريًا في وضع أسس العديد من العلوم والفنون، واستمر تأثيرها عبر العصور المختلفة، بدءًا من اليوناني والإغريقي، مرورًا بالروماني والقبطي، وصولًا إلى العصر الإسلامي الذي لا يزال يُشكل أحد أبرز ملامح الهوية الثقافية المصرية في العصر الحديث. كما أوضح المحاضر أن التراث المصري ينقسم إلى نوعين رئيسيين: الأول هو التراث المادي، الذي يشمل الآثار والمعابد والبنايات، والثاني هو التراث غير المادي، الذي يتمثل في الفنون والحرف والعادات والتقاليد التي تتوارثها الأجيال. شهدت المحاضرة تفاعلًا ملحوظًا من الحضور، حيث دارت مناقشات مثمرة حول سبل إحياء الموروث الثقافي داخل المؤسسات التعليمية والدينية والاجتماعية، مثل المدارس والجامعات والمساجد والكنائس، وتم التأكيد على أهمية إشراك الأطفال والشباب في الأنشطة التراثية والحرف التقليدية، بهدف ترسيخ الانتماء وتعزيز الهوية الوطنية. اقرأ كمان: خطوات حجز مباراة نهائي كأس مصر 2025 وأماكن استلام الـFan ID عبر موقع تذكرتي تأتي هذه الفعاليات ضمن أنشطة فرع ثقافة أسيوط بقيادة خالد خليل، وبإشراف إقليم وسط الصعيد الثقافي بإدارة جمال عبد الناصر، وجاءت في إطار جهود وزارة الثقافة لتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التراث ودوره في بناء الوعي الوطني وتنمية الشعور بالانتماء لدى الأجيال الجديدة.

أخبار العالم : الاحتفال بتوقيع كتاب ابن تغرى بردى "بالأعلى للثقافة"
أخبار العالم : الاحتفال بتوقيع كتاب ابن تغرى بردى "بالأعلى للثقافة"

نافذة على العالم

timeمنذ 5 أيام

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : الاحتفال بتوقيع كتاب ابن تغرى بردى "بالأعلى للثقافة"

الجمعة 1 أغسطس 2025 03:10 مساءً نافذة على العالم - تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، والدكتور أشرف العزازى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، أقام المجلس الأعلى للثقافة حفل توقيع كتاب "ابن تغرى بردى وكتابه النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة" للكاتب الدكتور محمد محمد مغاورى، وذلك ضمن مبادرة "تراثك ميراثك"، وقد بدأ حفل التوقيع فى تمام الساعة الخامسة مساء أمس الأربعاء الموافق 31 يوليو 2025، بمكتبة المجلس الأعلى للثقافة. وأدار النقاش الدكتور أيمن فؤاد أستاذ التاريخ الإسلامى وخبير المخطوطات، وشهدت الفاعلية مشاركة كل من: الدكتور أشرف أنس؛ أستاذ التاريخ الإسلامى كلية الآداب جامعة المنصورة، والدكتورة سهر سيد دسوقى؛ الباحثة فى التاريخ الإسلامى، والدكتور عمرو منير؛ أستاذ التراث والتاريخ الوسيط، وعضو هيئة التدريس بكلية الآداب جامعة جنوب الوادى وعضو لجنة التراث الثقافى غير المادى والفنون الشعبية. افتتح الحديث مدير النقاش الدكتور أيمن فؤاد، موضحًا أن كتاب "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة" يُمثل موسوعة تاريخية ضخمة ألّفها المؤرخ المملوكى جمال الدين يوسف بن تغرى بردى فى القرن التاسع الهجرى، ويُعد من أهم مصادر التأريخ لمصر الإسلامية منذ الفتح العربى حتى أواخر العصر المملوكى؛ حيث يعرض الكتاب سِيَر الحكام والولاة والسلاطين، ويجمع بين السرد الزمنى للأحداث والتحليل الشخصي، ليقدّم رؤية شاملة عن الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية فى مصر، كما يعكس من خلاله المؤلف انتماءه لدوائر الحكم ونظرته الخاصة للتاريخ، مما يجعل هذا العمل ليس مجرد تأريخ للملوك، بل وثيقة تكشف طبيعة السلطة والخطاب التاريخى فى عصره. ثم تحدث الدكتور أشرف أنس موضحًا أن اللافت فى كتاب "النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة" للمؤرخ المملوكى ابن تغرى بردى الذى يعتبر أحد أبرز المصادر التاريخية التى تؤرّخ لتاريخ مصر من الفتح الإسلامى حتى أواخر القرن التاسع الهجرى، هو توثيقه التفصيلى وملاحظات المؤلف الشخصية التى تكشف عن نظرته الخاصة للأحداث والشخصيات. وفى مختتم حديثه أشار إلى أن هذا الكتاب كذلك يتميز بالتباين الظاهر بين الانتماء إلى السلطة والنقد الضمنى لها؛ فهو يجل السلاطين ويمدح إنجازاتهم، لكنه لا يتردد فى كشف الفتن والاضطرابات والانهيارات من داخل الدولة. ومن هنا، يُعد "النجوم الزاهرة" أكثر من سجل وقائع؛ فهو مرآة لوعى مؤرخ عاش فى قلب السلطة وكتب التاريخ من داخلها، مما يجعله مادة غنية للتحليل النقدى حول العلاقة بين المعرفة التاريخية والسلطة، وبين الرواية الرسمية والواقع المعاش. ثم تحدثت الدكتورة سهر سيد دسوقى موضحة أننا حين نتحدث عن "النجوم الزاهرة" فإننا لا نتحدث فقط عن مصدر تاريخى ضخم؛ بل عن ذاكرة مصرية خالصة، سجلت ما يقرب من خمسة قرون من التاريخ السياسى والاجتماعى والاقتصادى والدينى لمصر بداية من الفتح الإسلامى وحتى أواخر العصر المملوكى، ومع ذلك فان هذا النص لم ينل برغم ضخامته ما يستحقه من القراءة النقدية والتحليل البنيوى والمنهجى، وهنا تأتى أهمية هذ الكتاب الذى بين أيدينا اليوم؛ فقد قدم الدكتور مغاورى قراءة نقدية متزنة، كشفت عن منهج ابن تغرى بردى فى التاريخ وتكوينه الثقافى ومصادره وميوله بل وتحيزاته أيضًا، وهو ما يضعنا أمام رؤية متكاملة للنص والمؤلف والسياق. وتابعت مشيرة إلى أن هذا الكتاب تناول بعمق البنية الأسلوبية "للنجوم الزاهرة"، وتوقف عند لغته ومصطلحاته بل ودرس الطريقة التى عالج بها المؤلف الأحداث السياسية وشخصيات السلاطين، كما نجح فى رصد ملامح التداخل بين التاريخ والسيرة والخطاب السلطانى. وفى مختتم حديثها أكدت أن هذه النوع من الدراسات لا يعيد فقط إحياء النصوص القديمة؛ بل يعيد تشكيل وعينا بها، ويعلمنا كيف نقرأ التراث، باعتباره حركة فكرية قابلة للفهم ووالنقد، وقد استطاع المؤلف أن يعيد لنا النص، لا كأثر ماض، بل كوثيقة حية تتنفس بأسئلتنا الراهنة. ثم تحدث الدكتور عمرو منير قائلًا: "الكتاب الذى بين أيدينا ليس مجرد عرض لحياة ابن تغرى بردى أو فهرسة لمؤلفاته، بل هو دراسة متكاملة تحاول أن تفكك البنية الفكرية والتاريخية لكتاب "النجوم الزاهرة"، فى ضوء العوامل المؤثرة فى تكوين المؤرخ، ومرجعياته، ومنهجه، وموقعه ضمن مدرسة التأريخ المصرى، بل وتحاول إعادة قراءة مقاصده التأويلية وتقييم مدى موضوعيته، دون الوقوع فى التبجيل أو التبخيس، وأشار إلى أن الجهد المميز فى تحليل محتوى كتاب "النجوم الزاهرة" ليس فقط من الناحية السياسية، بل بالعودة إلى جوانبه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهى موضوعات لطالما أهملت فى دراسات المؤرخين المملوكيين، فجاء هذا الكتاب ليسد فراغًا مهما، ويمنحنا قراءة أكثر تركيبا لنص "ابن تغرى"، وإذا كان لى أن أوجز انطباعى العام عن هذا الكتاب، فأقول إنه يسهم فى إعادة تقديم النجوم الزاهرة" ليس فقط بوصفه موسوعة تاريخية، بل كوثيقة إثنوغرافية عن الدولة والمجتمع والسلطة في عصر المماليك، ويمنحنا أداة لفهم كيف كان المؤرخ يكتب الدولة، لا كما هى فقط، بل كما يجب أن تُروى، وفى مختتم حديثه تساءل؛ هل نقرأ التاريخ، أم نقرأ المؤرخ؟ثم استطرد موضحًا أنه يبدو للوهلة الأولى أن "النجوم الزاهرة" كتاب يؤرّخ لملوك مصر، من الفتح العربى فى نهاية القرن التاسع الهجرى لكن القراءة الثانية تكشف أنها أمام خطاب مزدوج تأريخ رسمي للسلطة، وسيرة ذاتية ضمنية لكاتبه؛ فابن تغرى لا يكتفى بسرد الوقائع، بل يحرص على الحضور داخل النص: بمواقفه، بتقويمه، بانحيازاته، بل أحيانًا بمشاهداته الشخصية، وهنا يحضرنى ما نبه إليه فلاسفة التأويل من أمثال "بول ريكور" و"هايدن وايت" و"ميشيل فوكو": الذى نبه إلى أن كل خطاب تاريخى هو ممارسة سلطوية تنتج المعرفة وتطوعها؛ لذا فإننا حين نقرأ ابن تغري بردى، لا نقرأ فقط ملوك مصر، بل نقرأه هو نفسه، كما لو أن نصه كان سيرة ذاتية مقنعة وراء قناع التأريخ الرسمى؛ فمن الخطأ أن نقرأ ابن تغرى بردى كصاحب أجندة سلطانية، فقد كان ابن البلاط، ابن الأمير، المقرب من أصحاب النفوذ، لكنه أيضًا كان شاهدًا مأزومًا، يسجل وفى ذهنه إحساس متوتر بالتحول والانهيار، لقد كتب التاريخ من داخل السلطة لا باسمها، وهذا يضعنا أمام سؤال فلسفى: هل التاريخ الذى يُكتب من الداخل أكثر صدقا، أم أكثر خضوعًا؟ فى النجوم الزاهرة، نلمح هذا الازدواج: فهو يجل السلطان، لكنه لا يتردد فى فضح الفتن والسحل والغدر والتهتك، وكأنه يقول أن الشر يكمن فى صلب الدولة لا فى أعدائها فقط". ختامًا أكد مؤلف الكتاب الدكتور مغاورى أن المؤرخ ابن تغرى بردى: (۸۱۲- ٨٧٤هـ / ١٤٠٩-١٤٦٩م) يُعد واحدًا من أهم مؤرخى مدرسة التاريخ المصرى؛ فقد عاصر ستة عشر سلطانا من سلاطين المماليك الجراكسة، واستطاع أن ينقل لنا صورة دقيقة عن حياة المماليك ونزاعاتهم مستفيدا في ذلك من درجة القرابة والمصاهرة التى كانت تربطه بالبعض منهم، وبخاصة أن والده كان أميرًا كبيرًا فى تلك الفترة؛ فاستطاع ابن تغرى بردى أن ينقل لنا أحداثا أوردها بعين الشاهد، مما أضفى قيمة علمية كبيرة إلى كتاباته.

تفاصيل مناقشة كتاب ابن تغرى بردى بـ الأعلى للثقافة
تفاصيل مناقشة كتاب ابن تغرى بردى بـ الأعلى للثقافة

فيتو

timeمنذ 5 أيام

  • فيتو

تفاصيل مناقشة كتاب ابن تغرى بردى بـ الأعلى للثقافة

أقام المجلس الأعلى للثقافة حفل توقيع كتاب "ابن تغرى بردى وكتابه النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة" للكاتب الدكتور محمد محمد مغاورى، وذلك ضمن مبادرة "تراثك ميراثك"، بمكتبة المجلس الأعلى للثقافة. كتاب ابن تغرى بردى وأدار النقاش الدكتور أيمن فؤاد أستاذ التاريخ الإسلامى وخبير المخطوطات، وشهدت الفاعلية مشاركة كل من: الدكتور أشرف أنس؛ أستاذ التاريخ الإسلامى كلية الآداب جامعة المنصورة، والدكتورة سهر سيد دسوقى؛ الباحثة فى التاريخ الإسلامى، والدكتور عمرو منير؛ أستاذ التراث والتاريخ الوسيط، وعضو هيئة التدريس بكلية الآداب جامعة جنوب الوادى وعضو لجنة التراث الثقافى غير المادى والفنون الشعبية. افتتح الحديث مدير النقاش الدكتور أيمن فؤاد، موضحًا أن كتاب "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة" يُمثل موسوعة تاريخية ضخمة ألّفها المؤرخ المملوكى جمال الدين يوسف بن تغرى بردى فى القرن التاسع الهجرى، ويُعد من أهم مصادر التأريخ لمصر الإسلامية منذ الفتح العربى حتى أواخر العصر المملوكى؛ حيث يعرض الكتاب سِيَر الحكام والولاة والسلاطين، ويجمع بين السرد الزمنى للأحداث والتحليل الشخصي، ليقدّم رؤية شاملة عن الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية فى مصر، كما يعكس من خلاله المؤلف انتماءه لدوائر الحكم ونظرته الخاصة للتاريخ، مما يجعل هذا العمل ليس مجرد تأريخ للملوك، بل وثيقة تكشف طبيعة السلطة والخطاب التاريخى فى عصره. ثم تحدث الدكتور أشرف أنس موضحًا أن اللافت فى كتاب "النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة" للمؤرخ المملوكى ابن تغرى بردى الذى يعتبر أحد أبرز المصادر التاريخية التى تؤرّخ لتاريخ مصر من الفتح الإسلامى حتى أواخر القرن التاسع الهجرى، هو توثيقه التفصيلى وملاحظات المؤلف الشخصية التى تكشف عن نظرته الخاصة للأحداث والشخصيات. وفى مختتم حديثه أشار إلى أن هذا الكتاب كذلك يتميز بالتباين الظاهر بين الانتماء إلى السلطة والنقد الضمنى لها؛ فهو يجل السلاطين ويمدح إنجازاتهم، لكنه لا يتردد فى كشف الفتن والاضطرابات والانهيارات من داخل الدولة. ومن هنا، يُعد "النجوم الزاهرة" أكثر من سجل وقائع؛ فهو مرآة لوعى مؤرخ عاش فى قلب السلطة وكتب التاريخ من داخلها، مما يجعله مادة غنية للتحليل النقدى حول العلاقة بين المعرفة التاريخية والسلطة، وبين الرواية الرسمية والواقع المعاش. ثم تحدثت الدكتورة سهر سيد دسوقى موضحة أننا حين نتحدث عن "النجوم الزاهرة" فإننا لا نتحدث فقط عن مصدر تاريخى ضخم؛ بل عن ذاكرة مصرية خالصة، سجلت ما يقرب من خمسة قرون من التاريخ السياسى والاجتماعى والاقتصادى والدينى لمصر بداية من الفتح الإسلامى وحتى أواخر العصر المملوكى، ومع ذلك فإن هذا النص لم ينل برغم ضخامته ما يستحقه من القراءة النقدية والتحليل البنيوى والمنهجى، وهنا تأتى أهمية هذا الكتاب الذى بين أيدينا اليوم؛ فقد قدم الدكتور مغاورى قراءة نقدية متزنة، كشفت عن منهج ابن تغرى بردى فى التاريخ وتكوينه الثقافى ومصادره وميوله بل وتحيزاته أيضًا، وهو ما يضعنا أمام رؤية متكاملة للنص والمؤلف والسياق. وتابعت مشيرة إلى أن هذا الكتاب تناول بعمق البنية الأسلوبية "للنجوم الزاهرة"، وتوقف عند لغته ومصطلحاته بل ودرس الطريقة التى عالج بها المؤلف الأحداث السياسية وشخصيات السلاطين، كما نجح فى رصد ملامح التداخل بين التاريخ والسيرة والخطاب السلطانى. وفى مختتم حديثها أكدت أن هذه النوع من الدراسات لا يعيد فقط إحياء النصوص القديمة؛ بل يعيد تشكيل وعينا بها، ويعلمنا كيف نقرأ التراث، باعتباره حركة فكرية قابلة للفهم ووالنقد، وقد استطاع المؤلف أن يعيد لنا النص، لا كأثر ماض، بل كوثيقة حية تتنفس بأسئلتنا الراهنة. ثم تحدث الدكتور عمرو منير قائلًا: "الكتاب الذى بين أيدينا ليس مجرد عرض لحياة ابن تغرى بردى أو فهرسة لمؤلفاته، بل هو دراسة متكاملة تحاول أن تفكك البنية الفكرية والتاريخية لكتاب "النجوم الزاهرة"، فى ضوء العوامل المؤثرة فى تكوين المؤرخ، ومرجعياته، ومنهجه، وموقعه ضمن مدرسة التأريخ المصرى، بل وتحاول إعادة قراءة مقاصده التأويلية وتقييم مدى موضوعيته، دون الوقوع فى التبجيل أو التبخيس، وأشار إلى أن الجهد المميز فى تحليل محتوى كتاب "النجوم الزاهرة" ليس فقط من الناحية السياسية، بل بالعودة إلى جوانبه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهى موضوعات لطالما أهملت فى دراسات المؤرخين المملوكيين، فجاء هذا الكتاب ليسد فراغًا مهما، ويمنحنا قراءة أكثر تركيبا لنص "ابن تغرى"، وإذا كان لى أن أوجز انطباعى العام عن هذا الكتاب، فأقول إنه يسهم فى إعادة تقديم النجوم الزاهرة" ليس فقط بوصفه موسوعة تاريخية، بل كوثيقة إثنوغرافية عن الدولة والمجتمع والسلطة في عصر المماليك، ويمنحنا أداة لفهم كيف كان المؤرخ يكتب الدولة، لا كما هى فقط، بل كما يجب أن تُروى، وفى مختتم حديثه تساءل؛ هل نقرأ التاريخ، أم نقرأ المؤرخ؟ثم استطرد موضحًا أنه يبدو للوهلة الأولى أن "النجوم الزاهرة" كتاب يؤرّخ لملوك مصر، من الفتح العربى فى نهاية القرن التاسع الهجرى لكن القراءة الثانية تكشف أنها أمام خطاب مزدوج تأريخ رسمي للسلطة، وسيرة ذاتية ضمنية لكاتبه؛ فابن تغرى لا يكتفى بسرد الوقائع، بل يحرص على الحضور داخل النص: بمواقفه، بتقويمه، بانحيازاته، بل أحيانًا بمشاهداته الشخصية، وهنا يحضرنى ما نبه إليه فلاسفة التأويل من أمثال "بول ريكور" و"هايدن وايت" و"ميشيل فوكو": الذى نبه إلى أن كل خطاب تاريخى هو ممارسة سلطوية تنتج المعرفة وتطوعها؛ لذا فإننا حين نقرأ ابن تغري بردى، لا نقرأ فقط ملوك مصر، بل نقرأه هو نفسه، كما لو أن نصه كان سيرة ذاتية مقنعة وراء قناع التأريخ الرسمى؛ فمن الخطأ أن نقرأ ابن تغرى بردى كصاحب أجندة سلطانية، فقد كان ابن البلاط، ابن الأمير، المقرب من أصحاب النفوذ، لكنه أيضًا كان شاهدًا مأزومًا، يسجل وفى ذهنه إحساس متوتر بالتحول والانهيار، لقد كتب التاريخ من داخل السلطة لا باسمها، وهذا يضعنا أمام سؤال فلسفى: هل التاريخ الذى يُكتب من الداخل أكثر صدقا، أم أكثر خضوعًا؟ فى النجوم الزاهرة، نلمح هذا الازدواج: فهو يجل السلطان، لكنه لا يتردد فى فضح الفتن والسحل والغدر والتهتك، وكأنه يقول أن الشر يكمن فى صلب الدولة لا فى أعدائها فقط". ختامًا أكد مؤلف الكتاب الدكتور مغاورى أن المؤرخ ابن تغرى بردى: (۸۱۲- ٨٧٤هـ / ١٤٠٩-١٤٦٩م) يُعد واحدًا من أهم مؤرخى مدرسة التاريخ المصرى؛ فقد عاصر ستة عشر سلطانا من سلاطين المماليك الجراكسة، واستطاع أن ينقل لنا صورة دقيقة عن حياة المماليك ونزاعاتهم مستفيدا في ذلك من درجة القرابة والمصاهرة التى كانت تربطه بالبعض منهم، وبخاصة أن والده كان أميرًا كبيرًا فى تلك الفترة؛ فاستطاع ابن تغرى بردى أن ينقل لنا أحداثا أوردها بعين الشاهد، مما أضفى قيمة علمية كبيرة إلى كتاباته. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store