
"النهار" تنفرد بنشر مقدمة رسالة للبابا فرنسيس عن الزواج كتبها قبل وفاته
هذا هو النص الكامل لمقدمة كتبها البابا فرنسيس لكتاب يُلخّص التعاليم الكاثوليكية حول الحب والزواج للشباب. ترجمتها من الإيطالية الى الانكليزية إيزابيلا كورليتو، ونشرتها "نيويورك تايمز". اما بالعربية فقد خصت بها "النهار" جمعية "يوكات" العالمية (اختصار لـ التعليم المسيحيّ الكاثوليكيّ للشبيبة، المُصمم أيضًا باسم YOUCAT) وتولى الترجمة الاب جورج يرق. يذكر ان البابا فرنسيس توفي قبل اصدار الرسالة التي ستنشر كاملة في وقت لاحق.
وفي ما يلي نص المقدمة:
أصدقائي الأحبّاء،
في وطني، الأرجنتين، هناك رقصة أُحبُّها كثيراً، غالباً ما كنتُ أرقصُها عندما كنتُ شاباً : التانغو. التانغو هي لعبة حرّة رائعة بين الرجل والمرأة، مليئة بسحر الإثارة والانجذاب. الراقصُ والراقصة في التانغو يتغازلان، يعيشان القرب والبعد، الإحساسات، الانتباه، الانضباط والكرامة. يبتهجان بالحبّ، ويستشعران ماذا يعني أن يَهَبَ الإنسان نفسَه بالتمام. من ذكرياتي القديمة مع هذه الرقصة ربّما، اخترتُ أن أسمّي إرشادي الرسولي الكبير عن الزواج : Amoris Laetitia أي فرح الحبّ.
يهزُّني دوماً أن أرى شبّاناً وشابات يتحابّون، ويملكون الشجاعة لتحويل حبّهم إلى شيءٍ عظيم من نوع «أريدُ أن أحبّك إلى أن يفرّقنا الموت». يا له من وعدٍ استثنائيّ! طبعاً، أنا لستُ أعمى، ولا أنتَ كذلك. فكم من الزواجات تنهار اليوم بعد ثلاث، أو خمس أو سبع سنوات؟ ربما باشرَ والداكَ سرّ الزواج بالشجاعة نفسها، ولكنهما لم ينجحا في الوصول بحبِّهما إلى كماله. ألا يكون من الأفضل، والحالة هذه، أن نتحاشى الألم، وأن نكتفي بلمسٍ عابر كما في رقصةٍ عابرة، وأن نستمتع ببعضنا البعض، وأن نلهو معاً ثمّ ننفصل؟
لا تصدّق ذلك! آمن بالحبّ، آمن بالربّ، وآمن بأنّك قادر على خوض مغامرة حبٍّ يدوم مدى الحياة. فالحبّ يريدُ أن يكون نهائياً ؛ وعبارة «حتّى إشعارٍ آخر» ليست حبّاً. نحن البشر نرغبُ أن نُقبَل دون شروط، ومن لا يعِشْ اختبار القبول هذا يحملْ غالباً في ذاته -دون أن يعرف – جراحاً مدى الحياة. أما الذين يقبلون الاتّحاد، فلا يخسرون شيئاً، بل يربحون كلّ شيء : الحياةَ بملئِها.
يقول لنا الكتاب المقدّس بكلّ وضوح : «لذلك يتركُ الرجل أباه وأمّه ويلزم امرأته ويصير الاثنان جسداً واحداً» (تك 2، 24). جسدٌ واحد! ثمّ يحمل يسوع هذا كلّه إلى ذروته : «فلا يكونان اثنين بعد ذلك، بل جسدٌ واحد» (مر 10، 8). جسدٌ واحد. بيتٌ واحد. حياةٌ واحدة. عائلة واحدة. حبٌّ واحد.
لقد دعوتُ الكنيسة كلّها أن تبذل المزيد لأجلكم، كي نساعدكم على تأسيس علاقتكم على حبِّ الله الأمين. فنحن لا يمكننا الاستمرار على هذا المنوال : كثيرون يرون رتبة الإكليل الجميلة فقط. ثمّ، بعد بضع سنوات، ينفصلون. الثقة تُدَمَّر. الجراحُ تُفتح. وغالباً ما نرى أولاداً بدون أبٍ أو أمّ. إنّ ذلك، بالنسبة لي، أشبه برقصة تانغو سيّئة. فالتانغو رقصة تحتاج أن نتعلّمَها. وهذا ما يصحّ، بشكلٍ أكبر، على الزواج والعائلة. فقبل أن نقتبل سرّ الزواج، نحن بحاجة لتحضيرٍ ملائم. بل أجرؤ على القول : نحن بحاجة حقاً لتعليمٍ مسيحيّ كتعليم الموعوظين، لأن الحياة كلّها تُعاش في الحبّ، والحبّ لا يؤخذ بخفّة.
ربما لا تعني لكَ كلمة "موعوظين" شيئاً. في بدايات الكنيسة، كان إلزامياً على كلّ من يريد أن يصير مسيحيّاً أن يمرّ بالموعوظيّة، أي بمسيرة تَعلُّم وتَثبُّت شخصيّ، كانت تدوم سنواتٍ وسنوات. ولطالما حلمتُ بتنشئة مشابهة لها في سرّ الزواج: فهي قد تخلّصنا من خيبات الأمل، ومن الزواجات الباطلة أو المهزوزة.
وما أروعَ ما شعرتُ به عندما رأيتُ أن يوكات YOUCAT قد قبلَت اقتراحي هذا! فمنذ سنوات عدة، عندما سمعتُ عن هذا المشروع، وعلمتُ أن شباناً كاثوليك من ثلاثين بلداً يشاركون فيه، طلبتُ من فريق العمل أن يقرأوا "فرحَ الحبّ Amoris Laetitia " وأن يترجموه إلى لغة الشباب. والآن، أرى أنّهم نجحوا في ذلك! فهذا الكتاب هو رفيقٌ مثاليّ في المسيرة نحو سرّ الزواج. يتحدّث بطريقة جذّابة وإيجابيّة عن "فرح الحبّ" ولا يتجاهل، في الوقت عينه، العقبات التي تحول دون حياةٍ مشتركة ناجحة.
خذوا هذا الكتاب واجعلوه قراءة أساسيّة لكلّ أنواع التحضير للزواج تستحقّ اسم "موعوظيّة الزواج". شاركوا حتماً في دورات التحضير للزواج! وكلّما كانت متطلبّة، كلّما كان ذلك أفضل. تناقَشوا هذا الكتاب في ما بينكم، أو مع أزواجٍ آخرين من أصدقائكم. وكما كتبتُ في "فرح الحبّ" : « في الحبّ الشابّ، الرقصُ -خطوةً خطوة، باتّجاه الرجاء، وبعيونٍ مليئة بالدهشة – لا يجب أن يتوقّف».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 5 ساعات
- ليبانون 24
الملكة رانيا تغيب عن احتفال الاستقلال.. "انضممت لنادي الديسك الأردني"
أثار غياب الملكة رانيا العبدالله عن الحفل الرسمي لعيد استقلال الأردن الـ79 تساؤلات بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي ، حيث اعتاد الأردنيون رؤيتها إلى جانب الملك عبدالله الثاني في هذه المناسبة الوطنية كل عام. وأوضحت الملكة رانيا العبدالله ، عبر صفحتها الرسمية على مواقع التواصل، أنها اضطرت للتغيب عن الحفل بسبب علاجها من "الديسك". وكتبت: "كل عام ووطننا بألف خير، حفل الاستقلال جنب سيدنا الأحب على قلبي كل سنة. للأسف هالمرة تابعته من العقبة عالتلفزيون بسبب الالتزام بفترة راحة لعلاج بسيط لألم في الظهر بعد ما انضممت لنادي الديسك الأردني ، وحبيبتي إيمان الله يرضى عليها مش مقصرة". كما نشرت الملكة رانيا صورة جمعتها بالأميرة إيمان خلال متابعتهما الحفل عبر شاشة التلفزيون الأردني. وكان الملك عبدالله الثاني رعى مساء الأحد الاحتفال الرسمي بعيد الاستقلال التاسع والسبعين، والذي أقيم في قصر الحسينية. ووصل الملك محاطاً بالموكب الأحمر، فيما أطلقت المدفعية 21 طلقة تحية له لدى وصوله، وجرت مراسم استقبال رسمية بهذه المناسبة.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 6 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
الملكة رانيا تعلن انضمامها لـ"نادي الديسك الأردني"... ما القصة؟
أعلنت الملكة رانيا العبدالله مساء اليوم الأحد، إصابتها بـ"الديسك"، وذلك بعد غيابها عن الحفل الرسمي لعيد الاستقلال الـ79. وعلقت الملكة في حسابها على إنستغرام: "كل عام ووطننا بألف خير، حفل الاستقلال جنب سيدنا الأحب على قلبي كل سنة. للأسف هالمرة تابعته من العقبة عالتلفزيون بسبب الالتزام بفترة راحة لعلاج بسيط لألم في الظهر بعد ما انضميت لنادي الديسك الأردني وحبيبتي إيمان الله يرضى عليها مش مقصرة". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


ليبانون 24
منذ 6 ساعات
- ليبانون 24
أروى تنعى رحيل والدتها بكلمات مؤثرة.. هذا ما قالته
انتقلت إلى رحمة الله تعالى سميرة دسوقي الشافعي والدة الفنانة أروى، بعد صراعٍ مع المرض، وأعلنت وقتها الفنانة عن وفاتها بنشر بوستر وعلقت: "فضلاً وليس أمراً، ادعوا لوالدتي بالمغفرة والرحمة بإذن الله". كما نشرت على حسابها بمنصة إكس تغريدة كتبت فيها: "بقلوب مُؤمنة راضية بقضاء الله وقدره، انتقلت إلى رحمة الله تعالى أمي المغفور لها بإذن الله، سميرة دسوقي الشافعي. أسأل الله أن يرحمها وأن يغفر لها ويسكنها فسيح جناته. إنا لله وإنا إليه راجعون". كما نشرت أروى صورة لها مع والدتها وابنتها وزوجها، وكتبت كلمات مؤثرة جاء فيها: "رحلت أمي ورفيقة دربي عن حياتي، رحلت بسلام مثلما عاشت بسلام، كانت لي الأم والابنه في الوقت نفسه. راضية بقضاء الله وقدره يا ماما بس وجع قلبي صعب أتحمله، كنت دايماً جزء في حياتي حتى بعد ما اتجوزت كنتي معايا وكنتي الوحيدة اللي بكون متطمنة لما أسافر وبنتي معاها. آه يا ماما، يا حبيبتي، يا رب تكوني راضية عني، ويجعلني بارة بيكي لآخر يوم في عمري، روحي حبيبتي وارتاحي واتنعمي إن شاء الله هنكون بخير، وعمرنا ما هننساكي، يارب ابدلها داراً خيراً من دارها وأهلاً خيراً من أهلها وزوجاً خيراً من زوجها وقِها فتنة القبر وعذاب النار ووسع مدخلها واجعل قبرها روضة من رياض الجنة. اللهم افسح لها في قبرها مد بصرها آمين يا رب".